الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محاكم أمن الدولة في دراماأخر الليل السوري

باسل ديوب

2004 / 8 / 27
الادب والفن


عرض التلفزيون السوري مؤخراً المسلسل المصري الليل وأخره ، وهو دراما اجتماعية تتطرق في جملة ما تتطرق إليه إلى قضية الجماعات الإسلامية السلفية التي تعتبرها السلطة المصرية قضية أمن دولة ،
لم نتوقع طبعاً من المسلسل أن يقارب هذه القضية من وجهة نظر مختلفة عن أصحاب المحاكم وهي نفس الجهة المنتجة للمسلسل ( الحكومة) ، أو أن يعمد على تحليل الظاهرة وربطها بأسبابها فالنقاش الموضوعي حول هذا ممنوع في وسائل الإعلام ، لكن الجميل أن تتجاوز الرقابة السورية هذه المواضيع الحساسة وتعرض جلسة درامية ( لمحكمة أمن دولة) شقيقة.
فبغض النظر عن الزج الذي لا مبرر درامياً له لقصة اعتقال الشاب الطبيب سامي على خلفية إمارته لجماعة سلفية متشددة فإن جملة التفريعات الدرامية المتعلقة بالموضوع أدانت هذه التلفيقة من حيث جاءت لتضلل وتزيف حقائق انعدام العدالة وهزال مقولة دولة الحق والقانون بوجود هكذا محاكم كاريكاتيرية ،

يعتقل الشاب حليق الذقن ويحشر مع الملتحين حليقي الشوارب ، ثم يقدم إلى محكمة أمن دولة فالموضوع خطير جداً جداً وكأن النظام على وشك السقوط وكأن قانون العقوبات غفل عن معالجة هكذا قضايا ، يسود القلق والتوتر وكل مظاهر الرعب في الوسط العائلي، وهذا أول مطب إن كان القانون هو السيد فلماذا الرعب (وأخوكو راح يا ولاد) غفل المسلسل وقدم صورة حقيقية لانعكاس تدابير الحكومات العربية المرعب على الناس، حيث مجرد الاعتقال يعني الدخول في الباي باي ومرحبا محاكم بعد ذلك، العم القاضي يستقيل ليتفرغ للدفاع عن ابن أخيه البريء وينثر الإطراءات المجانية حول نزاهة القضاء المصري ، تستدعي الحكومة صهر المعتقل وهو سفير في بلد أوربي وتكف يده فقد ظهر في سلالة زوجته قريب متهم بتهمة أمن دولة (رغم أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته) ويجب تجميده !
ثم تأتي جلسة المحكمة المفتوحة للمواطنين !!!، ولكن رغم عنتظة رئيس المحكمة الدرامية في سؤال المتهم سامي فإنه يخطب ببلاغة مقدماً آراءه في الإسلام العصري وموقفه من المرأة وفتح باب الاجتهاد منتقداً (أخيه) في الجماعة ورجعيته الشديدة مظهراً إياه كشيطان رجيم ليسارع القاضي إلى إعلان براءته فوراً في حكمه الذي لم يلحظ هؤلاء المساكين الملتحين بشوارب حليقة، كومبارس العدالة الاستثنائية ،فيهيص أقارب الدكتور للعدالة رغم أن ذلك يعد جريمة جلسة بامتياز لكن الضرورة الدرامية والدعائية تتطلب ذلك ،
لن نعدد مطبات العرض الغبي للبيروقراطية الحاكمة لكن أليست محكمة رأي مثالية للوهلة الأولى وإذا تعمقنا أكثر في التحليل نرى أن الرأي لا يعنيهم إلا إذا كان رأياً سلبياً بالحكومة أو داعياً للديمقراطية، فهذه الآراء الرجعية لا تقض مضاجع السلطة هناك وطالما عممتها وساهمت في استشرائها لا بل تضيق على خصوم هذا الفكر أشد التضييق ، وهي تحاكم الشباب لا على أرائهم غير العصرية بل على نشاطهم السياسي وتنظيمهم،
وفي ذلك البلد كما في غيره طرائف عن هذه المحاكم منها تحويل مواطن إلى محكمة أمن دولة لكتابته جملة لا لتوريث الحكم على أحد الشوارع في ضواحي القاهرة وتحويل آخرين بتهمة إقامة تنظيم شيوعي يمكن أن نجد شبيهاً له تهمة مناهضة أهداف ثورة استحالت موضوعياً وتركها أصحابها، وتهمة التطاول على الذات الملكية ، وغير ذلك مما لا نجد له شبيهاً إلا في بلداننا العربية ،
قبل أن نتهم بالتركيز الاعتباطي على مصر ومحاكمها نسجل لها رغم استثنائيتها أحكامها بالبراءة في كثير من الأحيان مما لا نجده في بلدان أخرى تشيع فيها هذه المحاكم ، فأمثال المستشار العشماوي ينعدمون خارج مصر.
لقد قدم المخرج وقائع المحكمة درامياً فهل محاكم أمن الدولة درامية بهذا القدر أم أنها سريالية أم عبثية أم..... تراجيدية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاعلكم | الغناء في الأفراح.. حلال على الحوثيين.. حرام على ا


.. الفنان عبدالله رشاد: الحياة أصبحت سهلة بالنسبة للفنانين الشب




.. الفنان عبدالله رشاد يتحدث لصباح العربية عن دور السعودية وهيئ


.. أسباب نجاح أغنية -كان ودي نلتقي-.. الفنان الدكتور عبدالله رش




.. جزء من أغنية -أستاذ عشق وفلسفة-.. للفنان الدكتور عبدالله رشا