الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نفحات في جدار الزمن

أحمد حيدر

2010 / 8 / 16
الادب والفن


قد أتشرد في الشوارع .. وأجوب السهول .
قد أنام في العراء ، وأنا أبحث عن لقمة أرميها في فمي
أمسح بها دموع معدتي الباكية.
قد أموت قهرا.. وتختفي البسمة على شفاه طفلة لاتجد
ماترتديه وقاية من الصقيع.
شيخ طاعن في السن .. مرمى في ظلمة مأواه ..
خبر الحياة علقما يبكي دما.
إمرأة عجوز.. بانت تجاعيد وجهها كأرض محروثة .. تنفث زفيرها لهبا.
صبية في عمر الورود .. لم تذق طعم الحياة بعد تبحث عن حبيبها في أقبية مسخ الإنسان .. حيوانا.
جلاد.. لم يتعلم من الكلمات سوى " نفّذ " ولم يقتن سوى مرآة ينظر من خلالها إلى إنتفاخ صدره وعضلات ذراعيه .. ينفض رأسه متبهرجا يكاد أنفه يصل السماء .. يستمتع بمنظر ضحيته الملقاة في الزاوية المتكورة على نفسها مثل كيس الرماية .
أسمع صراخ ذاك الجبل البعيد ..يزأر بصوت مخنوق .. أنينا ، أمن الألم ؟ أم أنه مخاض الولادة؟!.
وهذا النبع الباكي دوما .. ماذا يشكي ؟ ! أنت أيتها الحور لماذا تلتوين وتهتزين جاهدة الوصول إلى الأرض ؟ للبصق عليها ؟ أم لتقبيلها ؟ .
وأنت أيها البحر .. ماذا تفعل ؟! ألن تكف عن الضجيج والصخب ؟ ألا تعلم بأن زعيقك لن يغير شيء ، تبول على الرمل وتبتلعه ثم تبول وتبتلع .. تجيء غاضبا .. هادرا.. مزمجرا .. ثم تتلاشى كفقاعات الصابون ، تعود أدراجك منكس الرأس زاحفا .
إيـــــــه ..... يابحر.. أعرف أنك معمر أبد الدهر لكنك جاهل أحمق لاتفقه من أمور الحياة شيئا ، ولن تتعلم ، وستبقى هكذا تصارع الصخر بصدرك العاري .
يإله الأرض والبحر والشمس والقمر والكواكب والبشر !! أتسمع ؟! أم أن طبلة أذنك مثقوبة ؟!
أم أن لحم رقبتك أكلت منه المقصلة ؟! هل تحولت إلى جثة يحوم حولها الذباب ؟
لقد فتشت عنك في عيون الأطفال الذابلة .. في كسرة الخبز اليابسة ..
في أحياء الذين يصلون متأخرين إلى منازلهم وينامون فور إرتمائهم على الوسادة من شدة الإرهاق.. في الحقول الممتدة تحت الشمس .. في ورشات العمال .. في جيبي المثقوب .. فلم أجدك.
أين تختبىء ؟ إن كنت شجاعا فإخرج نتحدث بأمور يدعون بأنك مسؤول عنها.
عفوك ... عفوك... آه .. كم أنا مغفل ، لقد تذكرت .. لعلك موجود في علب الليل ، على حلبة هز البطن ، أو فوق طاولات القمار ، أو على شاطىء البحر في رحلة إصطياف ، أم ذهبت إلى خارج المعمورة في رحلة تجارية .
هل إصطحبت التجار والسماسرة وكل أنبيائك ورسلك الذين يقبضون على ذيل الحياة ويجرونها إلى الوراء لقد يئست البحث عنك وسأنسى أنك موجود ، لكن لن أكف عن الحركة ، سأبحث عن نبي يدرك كل مايحدث ولماذا ، ولابد سأجده ، سنمضي معا أنا وهو وكل المعذبين لنعيد البسمة للشفاه .. والخضرة للحقول .. والحبيب إلى حضن الحبيبة ونجعل الجبل يغني بدل الأنين ..
والأشجار ترقص على أنغام وتر القلب .. والكل فرح بالكل لاأحد ينتحب بكاء .
سأغمض عيني .. وأرخي جفني .. وأتذكر الماضي الذي كان حاضرا ..
وأعيش الحاضر الذي سيصبح ماضيا .. وأكون أكثر فرحا بلقاء الآتي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لفحات في جدار الزمن
أحمد حيدر ( 2010 / 8 / 16 - 12:50 )
السادة المشرفون على الموقع ننوّه إلى أن الصورة التي نشرتموها بجانب مقالتي هي صورة كاتب آخر ولذلك نرجو منكم تعديلها وإدخال صورتي التي أرسلتها وبإمكانكم الرجوع إلى مضمون الرسالة التي وردتكم

اخر الافلام

.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس


.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه




.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة


.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى




.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية