الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
في ذم عبد الرزاق عبد الواحد
معتز رشدي
2010 / 8 / 16الادب والفن
![](https://www.ahewar.org//debat/images/fpage/art/1.jpg)
الليلة الليلاء :
مقامة حديثة في ذم عبد الرزاق عبد الواحد والذين معه
كان صراخ الحيوانات النادرة ، واصوات الباعة يصك الاسماع في سوق الغزل البغدادي الشهير . كان الوقت نهارا ، صيف 2005 . قلت لنفسي : اشتري لي حيوانا يؤنس وحدتي في بلاد حزني وغربتي ، في بلادي .
رأيت بعيرا صغيرا وردي اللون في مثل حجم الضربان ، وهذا الاخير ، لمن لا يعلم ، هو دابة ترعى المقابر فوق الجرذ ودوين السمور . كان ثمة ورقة ملصقة
على سنام البعير ، مكتوب عليها عمر ومواصفات البعير ، واسمه هو : ركاص الاعراس ، اي الراقص في اعراس الناس لقاء ماعون من هريسة ونحوها .
دفعت ثمنه من راتبي البسيط ، وحملته معي في كيس نايلون .
2
وفي مطعم شهير لبيع الباقلاء بالدهن ، استعرض البعير الرقيق مهاراته
على رؤوس الاشهاد ، حيث رقص ، لقاء طعامه ، الباليه . فاسر قلوبا مكلومة ، واضحك افواها قاسية .
3
عدت من المطعم الشهير الى سوق الغزل . وهناك ، رأيت نسناسا ، وعلى جبينه ورقة مكتوب عليها : مضيحجة المعزايات ، اي مضحك الحزينات من عوانس وارامل ونادبات . فقلت في نفسي : هل يكسر العرق القوي الا الماء ؟ بعير راقص ، وقرد بكاء .
واشتريت القرد بثمن بخس دراهم معدودات .
4
وفي منتصف الطريق الى البيت انفجر اطار من اطارات الباص ، فبكى القرد وعدد ، وبكى البعير من شدة الحر العراقي . بكيا معا ، كعاشقين توأمين ، على كتفي احدهما الاخر .
وفي الوقت نفسه ، اعلن عن فشل الحكومة في القبض على عزت الدوري ، فابتهج البعير وردح ، فابكى كل من ابتلاهم الله بركوب الباص .
5
وصلت المنزل بعد بكاء ورقص عظيمين .
ما ان وطأت بقدمي اليسرى عتبة المنزل ، حتى غطت جدتي وجهها ، وعاطت بي من وراء شيلتها : جده ليش تجيب علينا ناس اغراب ؟. قلت : جده ما معي احد . فقالت : بعيرك وقردك هذول جانو ناس وهم كلشي يفتهمون .
6
في الساعة العاشرة من مساء اليوم نفسه ، جيء بالسيد عبد السادة اسيود الموسوي ، فاستعاذ ، لما رآهما ، من غضب الله وشدة سخطه .
ما ان قرأ السيد آيات بينات من القرآن ، حتى انهار القرد كالمصروع على كاشي الدار . واما البعير فقد بكى بصوت طفل رضيع ، فابكى ، والله ، كل من كانوا في الدار . ما ان صمت السيد عن تلاوته ، حتى نهض النسناس الشيطاني بعضو منتصب كالراية السوداء وهجم على السيد ، يريد فعل الفعلة الفعلاء به ، ولكن توثيتي اوقفته عند حده .
7
واما السيد فقد بصق في فمي القرد والبعير ورمى عليهما سائلا اخضر اللون
من قنينة كانت معه . ثم انه صرخ في وجهيهما صرخة عظيمة : عودا الى ما كنتما عليه من بشرية . فذابا معا على كاشي الدار ، وتشكلت من ذوبانهما المشترك بركة موحلة مخضرة اللون . فاستغثنا ساعتها ، والله ، وتمرعدنا .
ثم ان السيد اخرج من تحت عقاله العلوي الاخضر اللون عصا غليظة مزخرفة بتعاويذ سريانية غامضة . رفع عصاه الى الاعلى وصرخ بصوته الملائي الجهوري : بسم الله كان ، وباسمه يكون . وبط ( اي ضرب ) البركة الموحلة بطا علويا عزيزا ، فانشقت البركة الملعونة عن ثلاثة افندية ، قائمين على اقدامهم ، وفي يمين ويسار كل واحد منهم كاس عرق وصحن مازة ، وهم يترنحون من السكر ترنحا طرِباً .
تريعوا ، لا بارك الله فيهم ، سوية ودفعة واحدة ، فكاد ان يغمى على كل من كانوا في الدار .
ولدهشتي ، كان الثلاثة هم : عزت الدوري نفسه وعبد الرزاق عبد الواحد ، والثالث لم اتعرفه الا بعد تقليب كل ما في ذاكرتي من وجوه واسماء : انه جسد حميد سعيد وقد ركب الله بين كتفيه رأس سامي مهدي بصلعته الشهيرة المغسولة بزيت خروع رديء ، والمكفوخة ، كفخة ابدية ، بالشمس .
8
لم يكونوا شجعانا ، برغم ما اشيع ، واشاعوه هم عن انفسهم من ردح رخيص كاذب حول شجاعتهم ونضالهم المزعومين .فبعد جولة تحقيقية واحدة ، حضرها الاستاذ ابو تحسين بنعاله الشهير ، كشفوا لنا كل ما كنا نعرفه عنهم ، ومؤداه : انهم يجهلون ما هم فيه من تحولات اوفيدية .وان كل ما يتذكرونه ، انهم اجتمعوا الثلاثة معا في بار من بارات عمان ، جمعتهم ولفيف من ادباء وامراء الصلخ والذبح ، هناك . وما هي الا ان سكر الجوق المؤمن ، وغير المبارك باطلاق ، حتى دهمتهم صيحة عظيمة من السماء ، فمسختهم على مكانتهم ، فاصبحوا خاسئين .
9
الاسئلة التي لم تفلح حيل نعال ابو تحسين ، في استدراجهم الى الاجابة عنها هي : ما الذي حل برأس حميد سعيد الحنيذ وجسد سامي مهدي ؟ من اوصلهم سوق الغزل ؟ وهل تم بيعهم في الساحة الهاشمية لهاو عراقي من هواة جمع الحيوانات الذكية والنادرة ؟
وماذا عن البقية من افراد الجوق المؤمن ، من سكارى الحانة الاردنية ، هل مُسخوا هم ايضا في تلك الليلة الليلاء ، ليلة المسوخ العظيمة ؟
اما السؤال الذي افلحنا في العثور على اجابة شافية عليه ، فهو : من منهم القرد ومن منهم ركاص الاعراس ؛ فقد تعاورهم السيد وابو تحسين وجدتي ام رشك ، وبكل ما في ايديهم الكريمة من كيوات ونعل وعصي ،
في غرفة مقفلة ، فانهار ركاص الاعراس، وهو من هو في عالم التحمل ، اولا ،
ولم ينهر القرد ، بل ظل قويا عزيزا مرفوع الهامة . عندها ، تأكد لنا ان القرد
هو عبد الرزاق عبد الواحد نفسه ، المشعول الصفحة حيا وميتا الى يوم الدين .
التساؤلات كثيرة ، معقدة ، وخطيرة
والذهن البشري محدود ، مكدود ، ومشعول ابيه .
فهل من معين على ايضاح ما غمض من ليلة المسوخ تلك ؟
2008
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. سعيد زياد: الجيش الإسرائيلي أمام مأزق كبير والمخرج الوحيد هو
![](https://i4.ytimg.com/vi/161mH7D8QJs/default.jpg)
.. سيلين ديون تتحدث عن معاناتها مع مرض نادر وتعد بالعودة إلى ال
![](https://i4.ytimg.com/vi/rrGBHX4u_n0/default.jpg)
.. الفنان الليبي الطارقي أماكا جاجي يحدثنا عن ثقافة وموسيقى الط
![](https://i4.ytimg.com/vi/V0rMBmVoWFs/default.jpg)
.. فيلم ولاد رزق 3 يتخطى 12.5 مليون جنيه خلال يومي عرض بالسينما
![](https://i4.ytimg.com/vi/i5h4blczo_g/default.jpg)
.. نجم الغناء الأمريكي كريس براون يعلق في الهواء على مسرح أثناء
![](https://i4.ytimg.com/vi/yEmBuCLCpaY/default.jpg)