الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف تحل مشكلة رئيس الوزراء

محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث

2010 / 8 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


لا يخفى أن الصراع المحتدم بين القوى السياسية العراقية اليوم هو صراع الإرادات،ومعركة للهيمنة والاستحواذ والإمساك بزمام السلطة وليس كما يتشدق الكثيرون بأن هدفهم خدمة الشعب العراقي وتحقيق البرنامج الانتخابي وإعادة بناء العراق ،لأن القوى المتصارعة اليوم فشلت في تجربة السنوات السبع وأثبتت أنها غير قادرة على بناء العراق الجديد وأن ما ارتكبت من أخطاء فاضحة يستحق أي منها أن يرمى بسببه خارج القرار،فالفساد المالي والقصور الإداري والفشل في أدارة الملفات الأمنية والخدمية والخارجية والسياسية أثبت أن هذه القوى غير مؤهلة أصلا للسير بعجلة العراق الى الأمام وأن ممارساتها في الإقصاء والتهميش ومحاولات الهيمنة وبسط النفوذ لا تنبي بأنها الأوفر حظا في استلام المسئولية لأن كل طرف منها يرتبط بجهة ما لا تريد مصلحة العراق والعراقيين،وهم مجرد منفذين لأجندات خارجية ليس من بينها مصلحة المواطن وبالتالي علينا أيجاد البديل من خارج هذه القوى الغارقة بنزعاتها المذهبية والقومية الضيقة وعدم قدرتها على الخروج من هذه الشرنقة والانطلاق بالعملية السياسية الى أمام.
حيال ذلك علينا التفكير بطريق للخروج من الأزمة المستعصية لرئاسة الحكومة،فالقائمة التي حصدت أعلا الأصوات غير قادرة على تشكيل الحكومة إلا بتحالفها مع الكتل الأخرى،والكتل الأخرى رافضة لهذا التحالف وليس في تفكيرها تسليم السلطة لجهة علمانية ،وهذا يدفعها للتحالف مع نظيرها رغم الخلافات المستديمة بينهم والتقاطعات التي فرقتهم الى كتلتين متناحرتين،والأكراد لا يرون في الكتلة الأخرى تحقيقا لطموحاتهم القومية لتجاذبات تاريخية ودوافع قومية لا يمكن لها أن تلتقي تحت سقف واحد في يوم من الأيام،لذلك فأن إرادة الكتل الثلاث تتفق من حيث الرؤيا والمنهج والتحالفات السابقة على رؤية موحدة في تقاسم السلطة وهذا التحالف لا يمكن له أن يكتمل إلا بإشراك المكون الثالث من الأثافي العراقية ولأن جبهة التوافق لم تحض برضا جماهيرها ولم تحصل على الحد الأدنى الذي يؤهلها أن تكون كتلة متنافسة فأن التحالف معها لا يغني عن التحالف مع العراقية صاحبة المقاعد الأكثر لأنها مصرة على ترشيح علاوي لرئاسة الوزراء فأن الأمور تسير في طريق مظلم ،مما يستدعي أيجاد مرشح تسويه يحضا بقبول جميع الأطراف.
ومرشح التسوية يجب أن يكون من الأحزاب الدينية حصرا ومن الشيعة تحديدا وهذا سيؤدي الى صراع جديد في المعسكر ذاته فالائتلاف الوطني يصر على أن يكون المرشح من خارج حزب الدعوة الحاكم لأن الحزب المذكور تولى رئاسة الوزارة لدورتين متواليتين ،والدعوة يرى أنه الأحق بالمنصب لحصوله على أعلا الأصوات ،والكورد مصرون على رئاسة الجمهورية لأنها من حصتهم ولا يمكن التنازل عنها للطرف الآخر لذلك نرى حسما للجدال ولإعطاء صورة جميلة لطبيعة الحكم في العراق أن تسند رئاسة الحكومة الى جهة بعيدة عن ألوان الطيف العراقي الثلاث ،واختيار رئيس وزراء مسيحي أو صابئي أو من غير المكونات الكبيرة لأنه سيعمل بحذر وليس له من يسنده أذا أخطأ أو تجاوز التوافقات ،ولا يوجد في الدستور العراقي ما يمنع إسناد رئاسة الوزارة أو أي منصب آخر لغير المسلم ،أو استيراد رئيس وزراء غير عراقي كما هو الحال عندما استوردنا ملكا من الحجاز ليتسلم مسئولية حكم العراق لعقود من السنين لأننا نحن العراقيين لا نرضى لحاكم منا ونقبل بحكم الغريب وتاريخنا القريب والبعيد حافل بالغرباء ولم يحكم العراق في تاريخه عراقي إلا في فترات جد قصيرات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مرشح التسوية- رئيس الوزراء المقبل
على عجيل منهل ( 2010 / 8 / 16 - 12:03 )
الاستاذ محمد على محى الدين السلام عليكم --قال الدكتور المطلق- نتوسم ان تقول المرجعية كلمتها بشكل واضح بشأن هوية رئيس الوزراء وان تحدد ما اذا
شيعيا حيدريا-- فقط- اوشيعيا- اوسنيا او مسيحيا اوعلمانيا- مشددا ان يكون هنالك موقف واضح للمرجعية من طريقة اختيار رئيس الوزراء المقبل سواء كان تابعا لمذهب او قومية ام اختياره حسب الكفاءة والاستحقاق الانتخابى و يعتبر ان غير -- الشيعة باتوا- مواطنين درجة ثانية- وطالب --السيد المطلق المرجعية- بتحديد هوية رئيس الوزراء - والان تقترح ان يكون مرشح تسوية صابىء او مسيحى- طبعا السيد المطلق ذكر كل الاطياف ولم يذكر رئيس وزراء كردى- لان العامل القومى شديد عندة وهذا ماذكرته فى مقالى الفئة المثقفة-ولكن التمسك بالكرسى الذى يدر الفوائد والمصالح والاموال وقال علنا- ما نطيها- ولايرغب بالتسوية -هل رايت مطالب الاكراد وهى قائمة طويلة - تحياتى لك واحترامى


2 - الاخ العزيز محمد علي
ناصر عجمايا ( 2010 / 8 / 16 - 13:10 )
في رايي ولو سالت من احد انا اختار رئيس وزراء يزيدي ومستقل له تاريخ وطني يحضى باحترام الجميع
السبب هو فشل جميع الاديان الاخرى المنزلة على اساس من السماء في خدمة الانسان لقرون عديدة
لهذا اليزيدي هو المستحق للمنصب الجديد ليكون رئيسا للوزراء
تحياتي لك ولكل الاراء


3 - الأخ العزيز
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 8 / 16 - 13:13 )
الأخ علي منهل
لو كان البلد يؤمن بالديمقراطية فعلا أو تعمقت فيه الديمقراطية على أساس الحكم المؤسساتي لما كان هناك ضيرا في أن يكون رئيس الوزراء من أي جهة كانت وأمريكا وغيرها من الدول الأوربية لا تنظر لخلفية رئيس الوزراء الدينية أو المذهبية بقدر أهتمامها بكفائته وقدرته على أدارة الأمور وأوباما أحسن مثلا في ذلك ولكن الروحية العراقية أو الديمقراطية العراقية التي بنيت على أسس خاطئة أوصلتنا الى ما نحن عليه،لذلك لا ضير اذا صار رئيس الوزراء من أي مذهب أو دين أو قومية اذا كان قادرا على أدارة الأمور وثبت أخلاصه ووطنيته ،اما التشبث بالدين والمذهب والقومية فهذه ممارسات خاطئة تتعارض حتى مع الدين الذي يدعيه قادة العراق أو علمائه الأعلام فيروى عن الرسول أنه قال ما معناه يصلح للخلافة حتى لو كان عبدا حبشيا ولم يشترط فيه شيعيا أو سنيا عربيا أو كرديا لإأين هذا من ذاك
ليكن رئيسا للعراق برهم صالح فهو أداري كفء وناجح في أدارته ويتحلى بشفافية يفاقر لها الكثيرون اما أن يشترط فيه ملتحيا أو من حزب أسلامي فهذا رأي عقيم يتعارض مع المواطنة والديمقراطية


4 - لا شرقية ولا غربية
حسين محيي الدين ( 2010 / 8 / 16 - 15:29 )
عزيزي أبو زاهد اختيار رئيس وزراء أمر هين جدا . وعندما كانت جدتي رحمها الله يختلط الامرعليها تلجأ الى طريقة بسيطة جدا لحل مثل هذه الاشكالية . وهي ماتعارف عليها بحجارة الدرب . وهي تتلخص برمي حجارة في الطريق ومن ثم التصنت على حكي المارة وفك شفرته . فعندما كانت تريد معرفة نوع المولود القادم لأحد النسوة ترمي الحجارة وتتصنت . يتصادف أن قال أحدهم صخلة أم محمد جابت عنزة فمعناها ان المولود الجديد انثى . قبل عدة أيام رميت حجارة الدرب لمعرفة من يكون رئيس الوزراء القادم وتصنت فسمعت أحدهم يقول لصاحبه (( اشتريت ثور للتسمين أو طلع هايج أو وكعلك بالوادم اتنطح )) تشائمت كثيرا وخاف اليجينة ثور هايج الله يستر يا ابو زاهد


5 - اعتقد ان الاخ محمد علي محيي الدين
د.ادم سامي ( 2010 / 8 / 16 - 15:55 )
اعتقد ان الاخ محمد علي محيي الدين:
١: امّا عايش في عالم الخيال او انه
٢: يضحك علينا

تصور عراقي يترك الحكم ويعطية للمسيحي او للصابئي!!
العراقي في سبيل الجاة والشهرّة والحكم مستعد ان يبيع امّة وابوة والشرف والمبادء والوطن. ولا يترك الحكم الآ بالنعال


6 - رد
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 8 / 16 - 17:38 )
الأخ ناصر عجمايا
نعم يبدو أن الأديان المنزلة بحكم شموليتها تبيح لأتباعها التفرد والاستحواذ والأفضل تجربة الأديان غير السماوية عسى أن يكون الخلاص على أيديها!!!!!!


7 - الأخ العزيز
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 8 / 16 - 17:43 )
الأخ حسين محيي الدين
ما دمنا في مجال الموروث الشعبي وأحتمالك المعقول بأن حجارة الدرب هي الفيصل في أختيار رئيس الوزراء أعتقد لو أستعنا بالأخطبوط الذي تنبأ بالفائز في مباريات كأس العالم في توقعات أختيار رئيس االوزراء،ولكن حتى الأخطبوط قد لا يلعب هذه اللعبة لأنه لا يرغب بالتلوث بأوحال السياسة العراقية وقد نعود لجدتي ونرى الدنيا على أي شيء دخلت لنعرف من هو الرئيس ويقال أنها دخلت على أفعى ترى من هي الأفعى الغربية التي ستلتهم العراق


8 - الأخ الحبيب
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 8 / 16 - 17:46 )
العزيز آدم سامي
نعم ربما أعيش في عالم الأوهام أو الأحلام فهل تستكثر علينا الحلم بوطن حر وشعب سعيد وهل تستكثر أن يحكمنا عراقي ويكون للأقدار خطأها في هذه المرة فيكون عراقيا شريفا يعمل لبلده،أنه الحلم فدعنا مع أحلامنا رغم أن الواقع يستغله أهل السياسة ليكنزوا الذهب والفضة التي تزين جباهم يوم يبعثون.

اخر الافلام

.. إيران تشهد انتخابات رئاسية يوم الجمعة 28 يونيو والمرشحون يتق


.. الاعتداء على داعمين لفلسطين اعتصموا بمركز تجاري بالسويد




.. تقرير حالة انعدام الأمن الغذائي: 96% من سكان غزة يواجهون مست


.. مصادر العربية: إطلاق النار في محج قلعة أثناء القبض على من سا




.. -إيرباص- تُعاني بسبب الإمداد.. والرئيس التنفيذي للشركة يتوقع