الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيام مضت ... عملية سطو غريبة

عبد العزيز محمد المعموري

2010 / 8 / 16
الادب والفن


أيام مضت
عملية سطو غريبة
الكاتب والمعلم المتقاعد
عبد العزيز محمد المعموري - ناحية العبارة ( المعبر ) -بعقوبة - محافظة ديالى

بطلا هذه الحكاية رجلان من سكنة قرية العبارة القديمة التي كانت بيوتها الطينية لا تزيد عن العشرين والتي أصبحت الآن مركزا" لناحية العبارة التي تجاوزت بيوتها الأربعمائة وكلها مشيدة بالطابوق والحديد ولا تفترق حياتها عن المدينة بشيء .
البطل الأول ( صادق ) والثاني ( أحمد الوهيب ) كان ( صادق ) يملك حمارة بيضاء مما كان يسمونها ( حساوية ) نسبة إلى ( الحسا ) في السعودية كما أظن ، وكان حيازة مثل هذه الحمير نوعا" من الترف والأبهة ، إذ كان سعر الحمار أو الحمارة الحساوية حولي عشرين دينارا" بينما كان سعر البقرة الحلوب لا يتجاوز الثلاثة دنانير ، أي أن سعر الحمارة يقارب سبع بقرات . وكان امتلاك مثل هذه الحمارة يكلّف صاحبها ثمنا" باهظا" ، فعليه أن يوفر لها العلف المناسب والسرج الثمين و ( الرشمة ) الغالية المرصعة بالودع ( وأمهات سبع عيون ) لحمايتها من الحسد والأكثر من ذلك عليه حمايتها من اللصوص المختصين بسرقة مثل هذه الحمير .
لقد وفر ( صادق ) لحماية حمارته كل المستلزمات فهو يدخلها ليلا" إلى غرفة نومه ويقيّد يديها الأماميتين بقيد حديدي له مفتاح خاص ويضع ( رشمتها ) تحت وسادته ويظل الليل بطوله يتبادل حراستها مع زوجته ( ريمة ) .
وفي إحدى الليالي المظلمة أسلم الحراسة لزوجته ريثما يأخذ قسطا" من النوم ، فما كان من الزوجة إلا أن أصابتها غفوة مفاجئة ، مما هيأ للصوص الذين ثقبوا جدار البيت الطيني وهيأوا
مفتاحا" خاصا" لقيد الحمارة ، ونزعوا ( الرشمة ) من رأسها واقتادوها من غرفة نوم ( صادق ) ، فلما أحس بضربات أقدامها على الأرض حتى نهض مذعورا" وهو يصرخ ( حرامي .. حرامي ) وقذف بالبلطة التي يضعها بجانب فراشه نحو الحرامي الذي تلقفها رأسا" وكان يضع حذاء صادق المصلاوي ( بعبه ) فانطلق تاركا" الحمارة في ( الحوش ) وفي هذه الإثناء سقطت ( فردة ) من حذاء صادق وظلت الفردة الثانية ( بعب ) الحرامي .
لم يكن عدد الحرامية يقل عن ثلاثة أشخاص ، وبعد خروجهم من بيت صادق فكروا بألا يعودوا فارغين وتوجهوا إلى دار أخرى هي دار ( أحمد الوهيب ) ، فما كان من الأخير إلا أن أحس باللصوص فقذفهم ( بدونكي ) مما يستعمله رجال الشرطة ، وهنا أمسك اللص ( الدونكي ) وقذف ( أحمد الوهيب ) ببلطة صادق ، ورمى بفردة الحذاء التي أدرك أنها لا تساوي شيئا" .
وعند طلوع الفجر توجه ( احمد الوهيب ) إلى مخفر الشرطة ليبلّغ عن حادث السطو على داره وتركهم ( بلطة ) وفردة حذاء ! ولما سمع صادق بحادث أحمد الوهيب توجه إلى مخفر الشرطة ليبلغهم أن البلطة وفردة الحذاء تعودان له وكان يحمل الفردة الثانية ، فما كان من أحمد إلا يطلب اتهام صادق بعملية السطو ! ولكن القرية بكاملها تعرف أن صادق بعيد عن مثل هذه التهمة ، وقد شفع له الثقب في جدار بيته مما يدل على أن اللصوص هم عين اللصوص الذين حاولوا سرقة حمارته وتحت إلحاح أهالي العبارة على تبرئته أغلقت الشرطة المحضر باعتبار لشكوى ضد مجهولين ، وهكذا كانت حياة الناس في أواخر ثلاثينيات القرن الماضي وأوائل الأربعينيات منه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحياتي لك، مقاله شيقه ..
سمير فاضل ( 2010 / 8 / 17 - 23:28 )


السيد عبد العزيز المعموري

تحياتي لك، مقاله شيقه ..

نتمنى ان نسمع المزيد بما تجيد به ذاكرتك.. سلامي لريسان عبد الله المحسن.

سمير فاضل

اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس


.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل




.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة