الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة ود وعتاب الى البرلمانيين العرب

طلعت الصفدي

2010 / 8 / 16
حقوق الانسان


للمرةالثانية خلال أربعة شهور، يحظى قطاع غزة المحاصر، والمنكوب بشرف زيارة وفد من الاتحاد البرلماني العربي لابناء عروبتهم، ليس عبر ضجيج الفضائيات العربية، والرموت كنترول، والزعيق عن بعد، بل من خلال زيارة ميدانية وملامسة للواقع، للتعرف أكثرعلى الظروف المأساوية والكارثية التي يعيشها أهالى القطاع، ولتقديم العون والمشورة والمساعدات الطبية والانسانية لمن يستحقها، ولكسر الحصار،ومعرفة كبد الحقيقة التي طالما جرى طمسها وتغطيتها بالشعارات الزائفة، وعنتريات القرون الوسطى. غزة ترزح تحت أغلال القهر القومي والحصار الاسرائيلي البشع برا وبحرا وجوا. غزة تأن تحت ثقل القهر الاجتماعي والطبقي. غزة اليوم تدور فى فلك، ومدار بعيد عن المشروع الوطني، أصاب الانتماء الحقيقي للوطن والشعب والقضية. غزة تقبع تحت سياط الموتورات الكهربائية صينية الصنع التي تحتاج لصيانة كل 12 ساعة، وهي تزمجر ليلا ونهارا لحظة انقطاع التيار الكهربائي، كمريض يلفظ انفاسه الأخيرة دون وداع أو كفن، وتحت درجة حرارة خط الاستواء، وارتفاع الرطوبة، وسيل العرق النازف من الأجساد المنهكة للاطفال والمسنين والعجائز، فالفقراء وحدهم من يدفعون فاتورة انتهاك حرمةالطبيعة، واغتصابها .

وللاسف للمرة الثانية، يتخلف وفد الاتحاد البرلماني العربي، عن موعد لقائه المحدد مع كافة القوى الوطنية والاسلامية، وبغض النظرعن ميول أعضاء الوفد السياسية والفكرية فان تصريح بعضهم "جئنا للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وليس مع هذا الفصيل اوتلك الحركة" ترك انطباعا مريحا لدى هذه القوى، لكن اللقاء لم يعكس التصريح السابق، فكان اللقاء على عجلة ومتأخر عن موعده المسبق أكثرمن 4 ساعات، فلم تتح فرصة الحوار والنقاش، لمعرفة اسباب الوجع والهم الوطني الحقيقي، بعيدا عن زواريب الخداع والتضليل، وتزوير الواقع الذي ما عاد ينطلي على احد. كان من الهام لو أن الوفد أصغى للقوى الوطنية والاسلامية، وبحث معها آليات انهاء الانقسام البغيض الذي شكل وصمة عار فى تاريخ الشعب الفلسطيني، والقضية الفلسطينية، وبحث معها أنجع الوسائل الابداعية لاستعادة الوحدة الوطنية، وفك الحصار، واعادة غزة الى حضن الوطن الفلسطيني، لقد أفرغ البعض هذا التضامن من مضمونه الحقيقي، تحت تأثيرالخطابات، تحت حجة الوقت، وكأن الزمن ليس له علاقة بالسياسة.

البرلمانيون العرب، هم ممثلون لشعوبهم العربية، الأكثر تعبيرا عن همومها، والاحرص على فك طلاسم الوجع، والهم الذي يعاني منه المواطن العربي، والأقدر على رصد حركة الواقع،وادراك خطورة الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تلطخ الواقع العربي، والتي عكست نتيجتها فى العجز العربي فى مواجهة الهجمة الامبريالية الصهيونية الشرسة بقيادة الولايات المتحدة الامريكية راعية الارهاب فى العالم، على الرغم من الامكانات البشرية والمادية الهائلة التى يمتلكها العالم العربي. مع العلم ان ممثلي القوى الوطنية والاسلامية التى أهمل الوفد البرلماني العربي، لقائها الا لدقائق معدودة لخطب كلامية كرفع العتب، هم برلمانيون مثلهم، بعضهم أعضاء فى المجلس الوطني الفلسطيني( البرلمان الفلسطيني )، وآخرون أعضاء فى المجلس المركزي، وفى المجلس التشريعي الفلسطيني، يتطلب تقديرهم واحترامهم وليس تجاهلهم.

قد يظن البعض ان الشعب الفلسطيني وقواه السياسية، تنظر فقط الى ما يجودون به من تبرعات أغاثية على أهميتها، وربما نسوا أن شعبنا الفلسطيني بحاجة اكثر الى دعم سياسي ومعنوي، والى مواقفهم الحكيمة، ومشورتهم الصائبة، لانقاذ شعبنا الفلسطيني من الكارثة التي تلف حياته، وتهدد وجوده على ارضه، وهوبحاجة أيضا لتأكيد أن القضية الفلسطينية هي قضية تحرر وطني،وهى تحتاج بالضرورة لدعم نضاله، وتقديم كل أشكال الاسناد العربي والاسلامي والانساني.

يعتز شعبنا الفلسطيني، بوفود التضامن فى غزة والضفةالغربية، والعمل مع البرلمانيين الدوليين، ويعتز أكثر لو أن البرلمانيين العرب، نشطوا فى تشكيل لجان الدعم والاسناد فى بلدانهم التي قدموا منها، وحماية الشعب الفلسطيني من الاحتلال، ولجان تحقيق عربية، وحقوقية، وبرلمانية لتوثيق الممارسات الارهابية الاسرائيلية، والانتهاكات اليومية التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني ليس فى غزة وحدها، بل وفي الضفة الغربية التى تتعرض لنهب الارض، والاستيطان وتهويد القدس، وبناء الجدار، وتدميرالمقدسات الاسلامية والمسيحية، وتفشي بؤر قطعان المستوطنين، وتجريف المقابر، وما يتعرض له المعتقلون الفلسطينيون فى السجون الاسرائيلية. كما أن من الضروري تشكيل لجنة تحقيق حول قوافل الاغاثة الفاسدة التي وصلت الى قطاع غزة، ومعرفة الدول العربية والجهات، والجمعيات الاسلامية التي صدرتها للقطاع لفضحها وتعريتها ومقاطعتها، وكشف الجهات التي تدعمها. ان السؤال الذي يطرحه كل مواطن فلسطيني فى غزة وفى الضفةالغربية، لماذا التبرع لاهالي غزة بأجهزة الغسيل الكلوي المنتهية الصلاحية، وتوريد الاكفان للاطفال ،وأطنان الادوية الفاسدة المنتهية الصلاحية بنسبة تزيدعن 70% ،ولا تصلح للاستخدام، وتشكل كارثة بيئية للشعب الفلسطيني، ومعرفة الدولة العربية الاسلامية التي تبرعت بأقراص التاميفلو لعلاج انفلونزا الخنازيرالتي يقدر قيمتها 2 مليون دولار وهى تعلم أن غزة خالية من انفلونزا الخنازير ؟ألا تستحق هذه الجرائم التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني فى غزة المتابعة والملاحقة؟؟ أليست من مسؤولياتكم الوطنية والدينية والاخلافية والعروبية كشف اولئك السماسرة، وتجار الموت، الذين يسعون لاسكات الصوت الحقيقي للشعب الفلسطيني، وتحويل قضيته الى قضية انسانية واغاثية فقط واخراجها من مضمونها التحرري؟

طلعت الصفدي غزة- فلسطين
16/8/2010
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بانتظار تأشيرة للشرق الأوسط.. لاجئون سودانيون عالقون في إثيو


.. الأمم المتحدة تندد بـ -ترهيب ومضايقة- السلطات للمحامين في تو




.. -جبل- من النفايات وسط خيام النازحين في مدينة خان يونس


.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان




.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي