الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لم يكفر زيباري

محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث

2010 / 8 / 17
الارهاب, الحرب والسلام


محمد علي محيي الدين
أثار تصريح رئيس أركان الجيش العراقي بابكر زيباري أزمة جديدة وكشف عن واقع يحاول الكثيرون التغطية عليه،ولعل تصريحه يمثل الجانب الواقعي لما عليه القوات العراقية فعلا ،فالجيش العراقي الحالي لم يعد أعدادا جيدا يتناسب والحاجة الحقيقية للجيش في العالم،ومستوى تدريبه دون المستوى المطلوب في القدرة على الدفاع عن البلاد،فهو يفتقر للتسليح الجيد ولا يمتلك قوة جوية أو كتائب مدرعة أو نقليات تلبي الحاجة الفعلية لجيش مقاتل قد يضطر في يوم ما لمواجهة جيش آخر،نعم الجيش العراقي يستطيع أدارة المعارك الداخلية البسيطة لأن تدريبه أساسا لا يتعدى التدريب على أعمال داخلية في مواجهة مع مدنيين أو عناصر مسلحة تفتقر لتدريب الجيش التقليدي وواجباته أشبه بواجبات الشرطة أو قوى الأمن الداخلي منها بقوات عسكرية عليها واجبات أكبر مما عليه القوى الداخلية،والافتقار إلى المعلومات الأستخبارية بفعل ضعف المنظومة العراقية وهي سبب آخر من أسباب عدم الجاهزية،ناهيك عن افتقار الكثير من القادة للمعلومات العسكرية أو التدريبات التي يجب أن يكون عليها القائد العسكريين تعبئة وخبرة في الأسلحة وطرائق الانسحاب والهجوم والتخطيط لمعارك بمستوى أدنى أو أعلا فليس بين من اختيروا للقيادة من يمتلك خبرات عسكرية أو معلومات أكاديمية تؤهله لقيادة وحدة عسكرية في معركة حقيقة إلا إذا اعتبرنا مواجهة الشعب من صميم واجبات القوات المسلحة فالجيش الحالي قادر على مواجهة المدنيين دون القوات العسكرية النظامية.
والجيش الحالي أبتلي بأمراض كثيرة أثرت على قدراته إضافة للتدريب والافتقار إلى الأسلحة والخبرة العسكرية،فهناك فساد مالي كبير يعصف بهذه المؤسسة منذ تشكيلها وحتى اليوم وما يستورد له من معدات لا تتوفر فيها المواصفات الفعالة لجيش نظامي، فهي بالدرجة الثانية بحكم العقود التي تتدخل فيها جهات مستفيدة ،،أضف لذلك الوهمية في حسابات الأفراد فالمتداول أن الكثير من العسكريين هم أسم على غير مسمى وفيهم من لا يتواجد في وحدته إلا يوم الراتب وهذا الأمر تفشى بشكل كبير وغالبية الوحدات العسكرية تعمل بالربع من ملاكاتها بسبب الفساد المستشري فيها.
وأمر آخر لا يستطيع إنكاره منصف وهو ولاء هذه القوات وارتباطها بهذه الجهة أو تلك فمعظم القادة العسكريين اختيروا على أساس الولاء لهذا الحزب أو ذاك وليس على أساس المهنية التي هي عماد بناء الجيش بوصفه جيشا وطنيا بعيدا عن السياسة ومتطلباتها في التوافق والاختلاف، والضبط العسكري هو عماد كل جيش في العالم ولا أعتقد أن الأعداد العسكري أستطاع الارتقاء بالجندي العراقي إلى مستوى جيد في الضبط،لأن القادة والمعلمون هم نتاج تدريب يفتقر لما عليه الجيش العراقي في السنوات السابقة لانهيار المنظومة العسكرية في تسعينيات القرن الماضي،لقد كان الجيش العراقي منذ تشكيله وحتى هزيمته في التسعينيات مثالا متقدما في القدرة القتالية والروح المعنوية والضبط الصارم ولكن التحلل وانهيار القيم العسكرية جعلت منه جيشا مفككا بانت هزيمته المدوية في حرب الكويت لافتقاره الى المعنوية والأيمان لذلك لم يكن للمراتب والضباط الذين دخلوا الجيش روح العسكرية الحقة أو التدريب العسكري الجيد فكانوا أشبه بالمليشيات منهم بالجيش النظامي ،وكانوا بحق (جيش محمد العاكول) وعند بناء الجيش الجديد كان الكثير من هؤلاء في ملاكه وهم بروحيتهم البعيدة عن الضبط والنظام العسكري الصحيح وبالتالي يحتاج الجيش لبناء جديد وفق مواصفات الجيش العراقي قبل التبعيث والهزائم التي مني بها في المعارك العبثية وقد رأينا بعد الاحتلال كيف جرى بناء الجيش وأعداده،والمعايير المتبعة في تكوينه.
أن ما طرحه زيباري يمثل وجهة نظر عسكرية محترفة لم تتأثر برضا القيادة السياسية ،أو مجاملتها ولذلك قوبل تصريحه بما لا يستحقه من الاستهجان والتفنيد ولو جربنا جيشنا الحالي في معركة مع قوى خارجية لوجدنا الحق فيما قاله زيباري وخطل أراء الآخرين لذلك على الحكومة دراسة الأمر بشكل احترافي وعدم زج السياسة والأهواء في عملية التقييم ،وأن نأخذ بالحسبان الأطماع الخارجية في العراق وما قد يترتب عليها في حالة بقاء الجيش بقدرته القتالية الحالية.
وتأكيدا لصحة تصريحات زيباري فقد أقدمت الإدارة الأمريكية على تقييم الوضع مجددا في العراق ودراسة أمكانية تعديل الاتفاقية الأمنية تلافيا لأخطار محتملة تعقب الانسحاب في ظل معلومات عن مخططات جارية للتدخل المباشر في الشأن العراقي لدول مجاورة للعراق،مما يعني أن رأي زيباري له ما يؤكده في الواقع العراقي ولم يكن اعتباطيا أو صادرا عن فراغ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - جبش محمد العاكول
علي عجيل منهل ( 2010 / 8 / 17 - 06:54 )
الاستاذ محمد غلى محى الدين ان هذا الجبش لم ولن يصبح الجيش الذى تعنى به ابا فرات --جبش العراق ولم ازل بك مؤمننا انه- جيش صدام وضباط الحرب العراقية الايرانية ولو الامر نسبى وليس عاما- بقاء القوات الامريكية احسن وافضل من تدخل الاخوة الاعداء -- العرب والمسلمين تحياتى لك على هذا النوع من المقالات العميقة الموزونة مع احترامى لك


2 - الزيبارى
فراس فاضل ( 2010 / 8 / 17 - 09:06 )
اخى محمد الورد --الزيبارى قال الحقيقه وكما يراها هو --هو العسكرى المتمرس ومن حقه الطبيعى ان يقيم الموقف وهو محاسب على كل كلمه امام الله والشعب --ولكن مع شديد الاسف ونحن امه ابتليت بمرض التفاخر الفارغ و--حك ماننطى وحكنا انريده --و صدام اسمك هز امريكا --واول طلقه مدفع دخل الى الحفره --امه ابتليت بالخرافات والخزعبلات ولا نقبل بكلام الزيبارى ولا افهم عسكرى فى العالم --نريد فقط ولا ننطى اى شىء وعند او طلقه يهرب الجميع----اخوك فراس فاضل


3 - ممتاز
مازن فيصل البلداوي ( 2010 / 8 / 17 - 11:27 )
الأخ محمد المحترم
مقال جميل وتحليلي باقتضاب يغني القارىء وخاصة ان كان يفهم ببعد نشبي ماتفضلت به.
ألم يكن بابكر زيباري رئيسا للأركان منذ خمس سنوات على الأقل؟
ألم يكن مواكبا لكل الأحداث التي مر بها الجيش العراقي خلال تلك الفترة؟
الم يكن واضحا مع وزير الدفاع ومع القائد العام للقوات المسلحة عندما نوقشت الأتفاقية العراقية الأميركية ووضعت بنودها استنادا الى الوقائع والتصريحات والتقديرات والتخمينات المستقبلية خصوصا حينما تم التوقيع على الأتفاقية؟
ألم يكن واضحا ماذكرته انت الآن امام أعين المختصين وخاصة من كانوا يجلسون على كراسي البرلمان ومنهم من اعيد انتخابه ؟
هل غابت عنهم هذه الأمور وعرفتها انتن الرجل البعيد كل البعد عن واقع العمل العسكري الفعلي؟
أن اجبتني بــ لا هذا يعني ان بابكر ووزير الدفاع ومساعديه والمختصون الآخرون لم يكونوا موجودين وهذا خلاف المنطق.
أن أجبتني بــ نعم فعذا يعني ان وجودهم وعدم وجودهم يؤدي الى نفس النتيجة،والموضوع هو تسويق للأستهلاك المحلي.
ان القوى المطالبة برحيل قوات الأحتلال يجب ان تدلي برأيها وبشكل واضحا وعملي وتقدم ورقة عمل صريحة تبين فيه آلية ....... آلية-يتبع


4 - يتبع التعليق الأول
مازن فيصل البلداوي ( 2010 / 8 / 17 - 11:34 )
الحفاظ على حدود العراق خاصة وان العراق لايملك او ليس لديه اتفاقيات عدم اعتداء مع دول الجوار،وان كانت موجودة فيجب بيان صلاحيتها ناهيك عن مسألة التدخل بالشؤون الداخلية.
في الحقيقة ان أغلب القوى الموجودة على الساحة السياسية لاترغب برحيل (قوات الأحتلال) لأنهم يدركون جيدا مامعنى رحيل هذه القوات اضافة الى ان أغلبهم سيخسر حصانا كان يراهن عليه ليبقى كي يستمر هو بالبقاء والا فلن يكون هنالك داع لتواجده او طبيعة أعماله.

الموضوع سيدي أكبر من مسألة رحيل القوات او موضوع جاهزية القوات العراقية من عدمها.........الموضوع تحت أجندة التفاهمات الدولية وواقع التوزيع المحاصصي للأمتدادات السياسية لبعض قوى الجوار خلال السنوات الخمسين القدمة،والعراق مبتلى بكثير من الأمراض أولها ان شعبه لم يستطع ان يع مسألة انه هو من يقرر بقاء العراق او توزيعه وقراءة السلام على عراق ذو وحدة سياسية-أجتماعية-أقتصادية واحدة.

آسف للأطالة


5 - رد
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 8 / 17 - 16:09 )
الأخ علي عجيل منهل
نعم الجيش العراقي بحاجة الى بناء جديد وفق أسس مهنية ثابتة وابعاده عن التسيس والمصالح الفئوية الضيقة وأختيار قيادات ميدانية كفوءة قادرة على أدارة العمليات ورسم الخطط العسكرية الناجحة وأقامة تمارين يتمرن من خلالها الجندي على طرق الهجوم والأنسحاب وفق عقدة عسكرية ثابته وليس وفق خطط عشوائية غير مدروسة وهناك ضباط محترفون قادرين على بناء الجيش بناءا جيدا وضرورة السعي لتسليحه بأحدث الأسلحة الدفاعية والهجومية سيما وان العراق معرض لعدوان وتدخلات تستدعي وجود جيش قادر على الوفاء بمتطلبات المرحلة.


6 - الأخ فراس فاضل
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 8 / 17 - 16:13 )
الأخ فراس فاضل
وقد أدلى اليوم بتصريح جديد عن أحتمالية بقاء القوات الأمريكية حتى عام 2020 لأغراض التدريب وتبادل المعلومات لأن الواقع شيء والأماني شيء آخر وبلد مثل العراق يحتاح لقوات نظامية لها قدراتها القتالية خصوصا في هذه المرحلة الخطيرة التي يحاول البعض فيها فرض تدخله السافر في الشأن الداخلي ،أن الجيش العراقي منذ تأسيسه الأول معروف بمهنيته وأحترافه وطالما كان السند المكين للشعب العراقي وواجبه هو الدفاع عن العراق من العدوان الخارجي وليس مواجهة الحركات الشعبية لأن الأمن الداخلي من واجبات وزارة الداخلية وليس الدفاع


7 - رد1
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 8 / 17 - 16:22 )
الأخ مازن فيصل البلداوي
نعم في الكثير ما أوردته حقائق لا يرقى اليها الشك وهي واقعية وتحتاج الى دراسة معمقة ولكن بخصوص معرفة زيباري لواقع الجيش وقدراته القتالية وتسليحه وتدريبه فالرجل لم يكن صاحب قرار في ظل وجود وزير تالدفاع والقائد العام للقوات المسلحة ،وهذه ألأمور تجري وفق أساليب بعيدة عن المهنية فواجبات رئيس الأركان هي واجبات مفصلية وحيوية في عمل الجيش ووزارة الدفاع ولكن الوزير والقائد العام لهم الأشرراف المباشر على كل صغيرة وكبيرة ومعظم ما يحدث بعيد عن رأيه لأن السلطة العليا هي من يمتلك حق القرار ورئيس الأركان ربما ليس له تأثير فاعل على عقوةد التسليح أو حركة الوحدات أو تعيين القادة فهذه أمور في ظل العقيدة الحالية تخضع لأوامر القائد العام ووزير الدفاع رغم انها من أولى مهام رئيس الأ{كان وأنت ولا شك عالم بمراكز القوى وتأثيرها على القرار والعقلية التي تسير البلد على أساس القائد الأوحد والتي لا زالت مهيمنة على عقلية حكام هذه الايام.


8 - رد2
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 8 / 17 - 16:23 )
أما بخصوص القوى السياسية ورغباتها لإان أكثرها راغب ببقاء القوات ولا أرى في الأفق ما يوحي بأنسحابها وربما سيتم الأتفاق على بقائها لسنوات قادمة حسب الحاجة الفعلية وهو ما يدرس الآن في الولايات المتحدة وسلطة القرار فيها.
اما أن الموضوع أكبر مما نتصور أو نرى فهذه حقيقة ليس الى أنكارها سبيل فالمخططات الأمريكية والغربية لا تخضع للظروف الأنية وانما هي أستراتيجية ثابته تسير عليها الأدارة الأمريكية ولا تتغير بتغير الرؤساء وأن الأستراتيجية الأمريكية لا تعني بأي حال من الأحوال ترك العراق والمنطقة الا بعد تصفية بؤر التوتر بما يخدم الأهداف الأستراتيجية للقوى الكبرى
تحياتي لك

اخر الافلام

.. المحكمة العليا الإسرائيلية تقرر بالإجماع تجنيد الحريديم | #غ


.. مظاهرة في مارسيليا ضد مشاركة إسرائيل بالأولمبياد




.. الرئيس السابق لجهاز الشاباك: لا أمن لإسرائيل دون إنهاء الاحت


.. بلا مأوى أو دليل.. القضاء الأردني: تورط 28 شخصا في واقعة وفا




.. إيران تشهد انتخابات رئاسية يوم الجمعة 28 يونيو والمرشحون يتق