الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المقترح الأمريكي الجديد : هل يعجّل بتشكيل الحكومة أمْ يزيد الطين بلّة ؟؟

عبد الرزاق السويراوي

2010 / 8 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


أزمة تشكيل الحكومة في العراق , أصبحتْ الشغل الشاغل لحديث الناس والإعلام الى الحد الذي وصل بغالبية العراقيين أنْ لا يعيروا هذه القضية , رغم أهميتها , ذلك الإهتمام والحماس الذي كانت عليه في الأيام التي تلتْ الإنتخابات , وهذا العزوف الجماهيري عن أهم قضية بالنسبة له , هو تعبير عن حالة من الاحباط المدمر الذي قد يؤدي بدوره الى سلسلة من الإحباطات الاخرى مستقبلا بما يفتح فجوة بين الناس وسياسييهم بل قل بين الشعب وأيّ حكومة مقبلة , خصوصا وأنّ أزمة الثقة بين العراقيين وكلمة حكومة متجذرة في أعماقهم من ايام الماضي . في صحفنا اليومية وفضائياتنا ومواقعنا الألكترونية وفي السيارة وفي المقهى والسوق , تتكرر نفس الاحاديث عن ازمة تشكيل الحكومة والناس منقسمة في رؤيتها لهذا الموضوع تبعا لولائهم لهذا الطرف او ذاك , بل إنّ إختلاف الرؤى في هذه القضية موجود حتى بين افراد العائلة الواحدة , ولكي لا اقع في التناقض بالقول حينما قلت بان معظم العراقيين باتوا غير مبالين لهذه القضية وبين قولي ان الحديث عنها يجري في كل مكان , أقول أن مَنْ لا يريد ان يتعب نفسه في أحاديث مكررة ومملة فهو أما أنْ يختار السكوت عن غير رضا عن تأخر تشكيل الحكومة أو يدلي بدلوه في الحديث عنها ولكنه يلعن الساعة التي رمت به في دنيا العراق الذي لم يعرف الاستقرار , بالمناسبة ان البعض يقول ان كلمة العراق متأتية من عراك ومن جهتي فانني لو كنت اعلم بان الذي اطلق هذه التسمية ( عراك ) على العراق كان مسلما , لقرأت سورة الفاتحة وأهديتها الى روحه . فالعراق عراك فعلا, وأيّ عراك ؟ ولعلّ أقوى هذه العراكات هي ( العركة ) على منصب رئاسة الحكومة , وها هو الحديث يعود بنا من حيث بدأنا على نفس القضية , قضية تشكيل الحكومة .
في الاخبار سمعنا ان معاون وزير الخارجية الامريكية اجتمع بعدد من السياسيين (العراكيين ) للاستماع الى وجهات النظر وتقريبها من اجل الوصول الى حل للأزمة المستعصية , غير ان بعض الاخبار أفادتْ , بان حضرة السيد الامريكي يحمل رسالة من الرئيس الامريكي اوباما ابن حسين تتضمن بعض المقترحات , ومن الطبيعي ليس بمستطاعنا ان نطلع على كل المقترحات التي جاء بها ولا نستطيع ايضا معرفة كل الحوارات التي دارت بينه وبين السياسيين العراقيين الذين التقاهم , ولكن من اخطر هذه المقترحات حسب ما سمعناه من تسريب اخباري , هو إستحداث بعض المناصب الجديدة التي تقترب في اهميتها وصلاحيتها من صلاحيات رئيس الحكومة , ما يعني في حال تمّ الاخذ بهذه المقترحات , فأن السلطة التنفيذية سيتعدد فيها مركز القرار وهذا التعدد في مركز القرار , سيضيف الى الخلافات الموجودة اصلا , كمّاً جديدا من الخلافات الخاصة بصلاحيات رئيس الحكومة , أكثر من ذلك , فأنه سيفتح باباً جديدا للإجتهاد في إستعمال الصلاحيات نظرا لإحتمال تداخل المسؤوليات والصلاحيات ببعضها , وهنا أجدني مضطرا لطرح هذا السؤال : هل ان معاون وزير الخارجية الامريكي جاء ( يُكحّلها لكي يعميها ) أمْ ماذا ؟ حتى أنّ هذا المقترح , دفع بأحد كبار السياسيين من القوائم السياسية الكبيرة , فعلّق على هذا المقترح وهو محقٌّ " نحن لسنا مع توزيع صلاحيات السلطة التنفيذية , لأنّ هذا الأمر سوف يصنع حكومات وليس حكومة واحدة " . وهذا الكلام وجيه جدا .
أنّ الأمر كما أعتقد , لا يحتاج الى تذكير إخوتنا السياسيين العراقيين إذا ما قلنا لهم : أنّ حلّ أزمة تشكيل الحكومة ما لم يكن عراقيا ويرتكز على إبثار , نعم إيثار , يضع مصلحة العراق فوق كل الإعتبارات الاخرى , فلا جدوى من تشكيل أيّ حكومة من دون ذلك , لأنها ستفتقر للارادة الوطنية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حاكم دارفور: سنحرر جميع مدن الإقليم من الدعم السريع


.. بريطانيا.. قصة احتيال غريبة لموظفة في مكتب محاماة سرقت -ممتل




.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين يضرمون النيران بشوارع تل أبيب


.. بإيعاز من رؤساء وملوك دول العالم الإسلامي.. ضرورات دعت لقيام




.. بعبارة -ترمب رائع-.. الملاكم غارسيا ينشر مقطعاً يؤدي فيه لكم