الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف يدعوا المثقفون الى القتل؟؟!!

رزاق عبود

2004 / 8 / 28
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


منذ ظهور ما يسمى بجيش "المهدي" كميليشيا مسلحه لمجموعة الصدر، ولا اقول لتيار الصدر. فتراثهم معروف بأنتهاج ألأسلوب المدني في النضال. تكشفت امور كثيره منها ما يسمى بتدخل دول الجوار "مخابراتها" في الشأن العراقي. وأن الحواسم وجدوا مكانا يغطي اعمالهم ألأجراميه . وان فدائيي صدام، وغلاة، وايتام النظام الصدامي تسللوا لصفوفه. وربما كانوا هم وراء تأسيسه، أوصلوا لمواقع قياديه فيه. وأن التصعيد لا يأتي دائمآ من طرف واحد فقط، ولأغراض شتى. وكذلك مسألة الكيل بمعياريين في مسألة حل المليشيات. ونفاق القيادات الدينيه السياسيه في تقييم الأزمه . يؤيدون الحسم العسكري في السر، ويعارضوه في العلن. كما ظهران الحكومه(قيادة الحكومه)، ترجح مصالح حزبيه، وامريكيه على المصالح الوطنيه . وأن التفكير، والخطاب العسكريان طاغيان، رغم ملابس الوزراء المدنيه. وأن الجيش العراقي استخدم لأغراض لا علاقه لها بالدفاع عن الوطن. بالضبط مثل الجيش القديم. وان شركات بيع النفط، وسارقيه، ومهربييه، والمضاربين في اسواقه، مستفيدين من ارتفاع أسعارألنفط ، بسبب ألأزمه. كل هذا وغيره، معروف كله، او بعضه، وردده اكثر من كاتب، ومعلق، او محلل سياسي.

أما ان نسمع "مثقف" يدعو الى القتل، والحسم، والحزم، والشده، والضرب بيد من حديد، والحسم العسكري ، وتصفيه ألأمر مره واحده والى ألأبد، وسحق، وطرد، وتصفيه، واجتثاث، ومحق، وقمع، وأزالة من الوجود، و... و… وغيرها من المفردات العسكريه المتعجرفه، واليساريه المتطرفه، والباليه، والعنجهيه المتعصبه، وخطابات "القائد الضروره"، وامثاله البائده. وبعض اصحاب هذه الدعولت، لهم تجربه مره، وفظيعه مع مثل هذه الممارسات، والخطابات، والشعارات الرنانه كمنظرين، وقاده ثم ضحايا. فماذا تعلموا من تجاربهم اذن؟ وكيف تتعامل اوروبا التي تنطلق دعواتهم منها، مع مثل هذه الحالات؟ وكيف يقابل "المحرمين" ينفس الجرم؟

يؤلمني ويحز في نفسي ان بعض مطلقي هذه الدعوات ينسون، أو يتناسون . أن هذه الدعوات توجه ضد اناس غرر، وليس لهم تجارب سياسبه، اوحتى حياتيه، معظمهم احداث، ومغرر بهم، وتعرضوا لغسيل دماغ فظيع . كما غرر بنا من نفس اصحاب هذه الدعوات يوم كنا شبابا، وتصورنا ان كل واحد منا يمكن ان يكون حيفارا عصره، وان اهوار العراق هي نفسها غابات بوليفيا. والتجربه فشلت في المكانين . ولنفس السبب: الحماسه الثوريه الفارغه. ولكن راح ضحاياها ألألاف من البشر، وسنين من الجهد والعمل. فدعونا لا نكرر التجربه الداميه ارجوكم!!

كيف يمكن لمثقف ان يدعو لغير السلام، والمحبه، والوئام، والخير، والتصالح، والتسامح، وحل المشاكل بالطرق السلميه. فهل نتشبه بمثقفي النظلم الساقط، وفلاسفة النازيه الذين دعوا لسحق "ألأعداء" ام بدعوات غاندي، ونداءات الحياة، وتقاليد التسمح في مجتمعنا. خاصة، واننا كلنا ضحايا انقطاع لغة الحوار، وطغيان لغة العنف، والقمع.

في بدايات حكمهم كان البعثيون مولعون بترديد هذا البيت الشعري الكارثي:

وطن تشيده الجماجم والدم تتهدم الدنيا ولا يتهدم

ولكنه تهدم مخلفا اهرامات من الجماجم، والمقابر الجماعيه، والاف المعوقين، والقرى المحروقه، وملايين المعذبين، والمشردين، وأهوار مجففه، وبساتين ميته، وملايين الثكلى، والمعوقين. وجروح لا تعد، ولا تحصى اقساها جروح النفس، والروح، والضمير، وألأخلاق.

فهل نكرر تجربة كمبوديا، وهل نحن بحاجه الى بول بوت جديد؟؟!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترامب يؤيد قصف منشآت إيران النووية: أليس هذا ما يفترض أن يُض


.. عاجل | المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: هذا ما سنفعله مع إيران




.. عاجل | نتنياهو: لم نستكمل تدمير حزب الله وهذا ما سنقوم به ضد


.. قصف مدفعي إسرائيلي وإطلاق للصواريخ أثناء مداخلة مراسلة الجزي




.. نائب عن حزب الله للجزيرة: الأولوية لدينا حاليا هي لوقف إطلاق