الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحيل أحمد السقاف عميد الشعراء العرب - أسرار الجراح

أسرار الجراح

2010 / 8 / 18
الادب والفن


رحيل أحمد السقاف عميد الشعراء العرب



---------------------------



علم الله كم أعاني من البعد
وكم شفني من الوجد سقم
لم أجد كلما اتصلت جواباً
بدل البيت أم تغير رقم
إن تظني أن الصدود كفيل
بتناسي الهوى فظنك إثم



فقدت الثقافة العربية في الرابع عشر من أغسطس الحالي شاعر الكويت الكبير أحمد السقاف، رائد النهضة الفكرية والتربوية الحديثة في الخليج العربي وأحد واضعي لبنات الثقافة الكويتية الحديثة ومؤسس الصحافة بها .


ولد أحمد السقاف في نهاية عام 1919 من القرن الماضي وبعد إتمام دراسته عين عام 1944 مدرسا للغة العربية في المباركية، وهي المدرسة الرسمية للبلاد في تلك الفترة وفي عام 1950 رقي مديرا للمدرسة الشرقية . وفي عام 1948 قام السقاف بغمل ريادي كبير وهو إصداره لأول مجلة كويتية تصدر وتطبع في الكويت وهي مجلة " كاظمة " ، ثم رأس تحرير مجلة " الإيمان " بعد أن قام بالشتراك مع مثقفي عصره بإنشاء النادي الثقافي القومي وكانت مجلة " الإيمان " هي لسان حال النادي، وفي منتصف الخمسينيات عندما فكرت الكويت في إصدار مجلة ثقافية كبرى أسند إليه الشيخ صباح الأحمد رئيس دائرة المطبوعات في ذالك العهد مهمة السفر إلى بلدان المراكز الثقافية لاختيار طاقم تحريرها وكتابها فتعاقد مع الأديب الكبير الدكتور أحمد زكي ليرأس تحريرها كما تعاقد مع بعض الكتاب والفنانين التشكيليين للعمل بالمجلة، أما حياته الدبلوماسية فقد بدأت في أوائل الستينيات حين عين وكيلا لوزارة الإرشاد والإعلام ( وزارة الإعلام حاليا ) ثم انتقل للعمل في الهيئة العامة للجنوب والخليج العربي بدرجة سفير في عام 1965، وقد شهدت هذه الفترة واحدا من أجل أعمال السقاف التربوية والطبية ليس في الكويت فقط وإنما على الصعيد الخليجي والعربي، حيث كان مكلفا من قبل هذه الهيئة العامة للجنوب والخليج العربي المرتبطة بوزير الخارجية بالإشراف والتخطيط لبناء المدارس والمستشفيات والمعاهد العليا في كثير من البلدان العربية كاليمنين الشمالي والجنوبي ( قبل الوحدة ) الإمارات قبل أن الاتحاد والبحرين وجنوب السودان وإنجازاته في هذا المضمار مازالت إلى الآن محط تقدير هذه الشعوب .



أما مؤلفات السقاف فتتمثل في كتاب " شعر أحمد السقاف " الذي ضم آثاره الشعرية بالإضافة إلى مؤلفاته " المقتضب في معرفة لغة العرب " و " أنا عائد من جنوب الجزيرة العربية " و " الأوراق في شعراء الديارات النصرائية " و " حكايات من الوطن العربي الكبير " و " تطور الوعي القومي في الكويت " و " العنصرية الصهيونية في التوراه " و " قطوف دانية...عشرون شاعراً جاهلياً ومخضرماً " و " أحلى القطوف عشرون شاعراً أموياً ومخضرما " و " الطرف في الملح والنوادر والأخبار والأشعار " و " أحاديث في العروبة والقومية " و " أغلى القطوف عشرون شاعراً عباسياً "

أما عن آثاره الفنية فله أكثر من قصيدة مغناة لعل أشهرها قصيدته " أعد الحقيبة " التي غنتها الفنانة نجاة الصغيرة ، وقصيدة " يا ظالمي " التي غنتها الفنانة نور الهدى وقصيدة " اللقاء العظيم " التي غناها المطرب الخليجي محمد مرشد ناجي والفنان محمد حسن العطروش وغيرهما .


أما عن شعره فهو شاعر يترقرق رومانسية ورقة وعذوبة ورؤيته للشكل لا تتوقف فقط عند الشكل العمودي بل هو يكتب الفصيدة التفعيلية إلى جوار القصيدة العمودية ومن أشعاره نقرأ :



عصف الهوى بحصافتي ووقاري
فكشفت بعد تكتمي أسراري
بأبي التي ملكت عليَّ مشاعري
بجمالها ودلالها السحارِ
الكاعب المكسال ترفل في السنى
وتضوع عن أرجٍ لها فوارِ
سارقتها النظر الخجول فسددتْ
سهماً فكنت كلاعب بالنارِ
فإذا الفؤاد صريعها ولطالما
صرعتْ خليَّ القوم ذات سوارِ
والمرء إن لقي الغرام مبكراً
لقي العذاب وعاش رهن إسارِ
ما أنس لا أنس «المعظم» زاخراً
بالغيد، والأمواه، والأزهارِ
يجلو الهموم عن القلوب بحسنه
فيزيد في حسن وفي أعمارِ
وله مع الأصال أجمل منظر
بظهور أسراب من الأقمارِ
يخرجن للشط الرحيب لنزهة
وكأنهن حمائم وقماري
لكن في ألحاظهن بواتراً
فحذار من نظراتهن حذارِ .



رحم الله شاعرنا الكبير أحمد السقاف، عميد الشعراء العرب بقدر ما أثرى حياتنا الفكرية والوجدانية .

------------------

* أسرار الجراح *








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا