الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطر الانقسام وخطورة التقسيم

مجلة الحرية

2010 / 8 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


خطر الانقسام وخطورة التقسيم

جليل الخزرجي

إنه لمن سوء الحظ في وطننا العراق لا ندرك ما يراد بنا , ومع بداية الاحتلال خططوا ليصرفوننا عما ينبغي أن نفكر فيه كمجتمع يطمح بالوصول الى مصير أفضل , أو أفكر فيه أنا من مصيري ((كأنسان)) الى أن نفكر في اشياء نحبها راقية جدا , فيصيبون الهدف دون أن نشعر! وعليه ((إذا لم يتمكن حاضر الذهن في ((الموقف)) فكن اينما اردت)) المهم إنك لم تحضر الموقف فكن اينما شئت واقفا للصلاة أم جالسا على مائدة الخمر , كلاهما واحد.
إن المستعمرين لا يدعونك لما تستاء منه دائما . فيثيرون انزعاجك فتنفر منهم الى المكان الذي ينبغي أن تصير اليه! بل يختارون دعوتك حسب حاجتهم , فيدعونك احيانا الى ما تعتقده امرا طيبا من أجل القضاء على حق كبير , حق مجتمع أو انسان واحيانا تدعى لشغل في حق اخر فيقضون هم على حق أخر هو أولى.
فالعراق بعد السقوط عام 2003م ومنذ بدايات مجلس الحكم وحتى مرحلة انتظار الحكومة المرتقبة لم يشهد غير الانقسامات السياسية والعرقية والطائفية بحجة التغيير والوضع الجديد لما بعد الدكتاتورية وافرازاتها . يا له من مشهد بائس على امتداد خارطة العراق ... إنه مشهد مزيج من التخلف بأشكاله المختلفة والتسلط في كثير من انماطه , والفساد بكل انواعه , واليأس من مستقبل قاتم .
وفي ثنايا هذا المشهد العام صراعات وانقسامات تشتد في داخل الأروقة الخلفية , أدت الى حروب أهلية طائفية غطت رائحة الموت كل أرض العراق.
ولم تكتفي جحيم الاحتلال ليضاف اليه سعير الانقسام المتصاعد بين كل الكتل والأحزاب السياسية.
إذن الانقسام يضاف الى التخلف والتسلط والفساد واليأس , لكنه ليس مجرد مرض يضاف الى قائمة أمراض , وإنما هو المرض الذي يترتب على كل تلك الامراض حين يستعصي على العلاج ويقود الى الهلاك . فالانقسام صنفان أحدهما قابل للحل عبر الحوار والحل الوسط والتوافق عليها والانطلاق منها لتحقيق التفاهم أو التراضي العام , وهذا النوع ينطبق على الواقع الحالي في العراق الجديد فهل أصبح الانقسام سمة من سمات السياسة العراقية؟ فهو يحدث لأسباب معلومة , ويشتد أثره لعوامل معروفة , ويصبح مصدر خطر في ظروف محددة خصوصا والعراق معرضاً للتدخل الخارجي بأشكال مختلفة وأنماط متباينة , فالعراق أكثر بلدان العالم تعدداً في الانتماءات والهويات الدينية والطائفية والعرقية , هذا التعدد يمكن أن يكون خيراً إذا توفرت القدرة على الحوار الموضوعي والتسويات المرضية التي تنتج توافقا يجعل التنوع مصدر ثراء إذ تكمل كل جماعة دينية أو طائفية أو عرقية الأخرى في اطار التعايش والعيش المشترك ولكنه يصبح شرا في غياب الحوار والحل الوسط والتراضي العام , ويغدو مصدر خطر داهم , وإذا كان هذا الخطر بلغ مرحلة متقدمة في البلاد التس سبقت الأشارة اليها . فسوف يؤدي الى خطر أكبر فقد أنتج التسلط والفساد والتخلف انقسامات كامنة أو مخفية تحت السطح بأنتظار لحظة تنضجر فيها , قد تكون هذه اللحظة مرتبطة بالخلافة في وطن يبدو مستقبله مجهولا , أو بصدام طائفي يخرج عن السيطرة سواء كان مسلما ومسيحيا أو سنيا وشيعيا , أو بمواجهة بين سلطة الدولة ومجموعات من المعارضة.
فالقاسم المشترك بين كل المعنيين في العراق , دينيا وطائفيا وعرقيا وأحزاب سياسية هو افتقاد المناعة تجاه خطر الانقسام بسبب غياب الادوات التي توفر مثل هذه المناعة , وهي القدرة على الحوار البناء الذي يقود الى حلول وسط للخلافات التي تثير الانقسام , وبناء توافق على أساس من هذه الحلول بما يحقق التراضي العام .
أما إذا أستمر الانقسام كما هو اليوم فسوف يصبح مصدر خطر شديد على بلادنا الى مستوى يهدد وجوده , ويحتمل وقوع التقسيم مستقبلا.
لكن هل ننسلخ عن حضارتنا وتاريخنا وتراثنا وسيادتنا وهويتنا؟ هذا متروك للساسة العراقيون , وهل يعون خطورة التقسيم وهم منشغلون بالانقسامات؟ لأن العراق المهدد بالتقسيم سيقودنا سلبا لو تناولنا التاريخ وإطلعنا على المخططات الاستعمارية قديماً وحديثاً لوجدناها كارثة وإنها فعلا مهزلة الأقدار .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والناتو.. المواجهة الكبرى اقتربت! | #التاسعة


.. السنوار .. يعود للماطلة في المفاوضات|#غرفة_الأخبار




.. مطار بيروت في عين العاصفة.. حزب الله وإسرائيل نحو التصعيد ال


.. مظاهرة في شوارع مدينة مونتريال الكندية دعما لغزة




.. مظاهرة في فرنسا للمطالبة باستبعاد إسرائيل من أولمبياد باريس