الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الازدواجية في شخصية الإعلامي

غفار عفراوي

2010 / 8 / 18
الصحافة والاعلام


حسب علمي ومعرفتي ، إن عمل الإعلامي هو نقل الخبر والمعلومة والصورة الصحيحة والحقيقية، لما جرى ويجري من أحداث على المستويات السياسية والثقافية والاقتصادية والفنية وغيرها من مناحي الحياة العامة. ولكي ينجح الصحفي والإعلامي بصوره عامة فيجب أن تكون المهنية هي الأداة والمنهج الذي يسير به نحو الوصول إلى الهدف المرجو والغاية المنشودة.
والمهنية ليست بالضرورة أن يلتزم الكاتب وناقل الخبر والمعلومة بمبادئ وأخلاق وقيم اجتماعية رصينة .فالمهنية شيء، والأخلاق شيء آخر، على ما اعتقد.
ومن هذه المقدمة البسيطة ، استطيع أن أصل إلى العنوان الذي وضعته لمقالي هذا وهو علاقة الإعلامي بالنفاق والازدواجية في الشخصية. فإذا اتفقنا أن مهنية الإعلامي لا يجب التزامها بالقيم والأخلاق التي من بينها الصدق ونقل الحقائق كما هي والعمل بحيادية وتجرد واستقلالية، فبطبيعة الحال ستكون الخطوط الحمراء معدومة في منهجية عمل الإعلامي الذي يروم النجاح والتطور والبروز في أغلب الأحيان للأسف الكبير.
وقد لا يقبل عني الكثير لهذا الرأي، وهذا التصور، لكني أود أن أسال هؤلاء عدة أسئلة، وأتمنى أن يحتفظوا بالإجابة لديهم في جيوبهم .
هل يستطيع الإعلامي أن يحقق الشهرة والنجاح والاحترام من قبل المسؤولين، إن كان دائم الانتقاد لسلبياتهم وأعمالهم؟ وهل ستكرّم المؤسسات الحكومية إعلاميا، وهو دائما ما يظهر الخلل في وزاراتها ودوائرها والفساد المنتشر فيها ؟ وهل يستطيع إعلامي يعمل في احد أقسام الإعلام لأي دائرة أن ينتقد مديره أو رئيس عمله أمام عينه وبدون مجاملات؟ وهل يمكن لمؤسسة إعلامية أو قناة فضائية أو صحيفة أو مجلة أن تنتقد أو تشير إلى نقاط الضعف والخلل في إداراتها أو القائمين عليها أم أن المديح والثناء هو الصفة الغالبة لجميع محرريها وكتابها ومصوريها ومراسليها ورؤساء تحريرها!! لا لشيء، إلا لنيل ثقة واحترام ورضا أولئك المالكين والمسؤولين، دافعي الرواتب والمكافئات والايفادات ، والأمثلة كثيرة وكثيرة جدا ليس هنا مجال ذكرها لكي لا نشخصن الموضوع ونقنوته .
وأنا خلال عملي لأكثر من سبع سنوات في مؤسسات إعلامية مختلفة ، لم أجد ولم اعرف إعلاميا ، يريد الشهرة والبروز والتسلق، إلا وكان النفاق ضميره وعقله وأخلاقه وازدواج الشخصية هي منهجه وطريق عمله .
هناك من يستطيع العمل بدون قلم وورقة أو بدون حاسوب أو كاميرا أو مسجل أو غيرها من أدوات العمل لكنه لا يستطيع ترك التملق والوصولية والاستجداء والوقوف على باب المسؤولين - ليس طلبا للخبر- وإنما تلهفا للأجر والثواب و(كارت الرصيد ) .
استثني من ذلك القليل والقليل جدا مختلفين عن ما ذكرناه، ممن لم يتبوأ منصبا ولم ينل رضا المسؤول ولم يحصل على مكافئات ولم يتوج بشهادة أو كتاب شكر أو درع الإبداع أو غيرها من الهدايا، التي يغدق بها على المتملقين والمتسلقين ماسحي الأكتاف وملمعي الصور القبيحة التي لا تستحق حتى النظر فيها .
وعذرا لكل المهمشين الذين جمعوا المهنية والأخلاق وحصلوا على التكريم بإبداعهم وأخلاقهم ونشاطهم وحفاظهم على المبادئ السامية ..
وهم قليل للأسف الشديد ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تساهم ألمانيا في دعم اتفاقية أبراهام؟| الأخبار


.. مروان حامد يكشف لـCNN بالعربية سر نجاح شراكته مع كريم عبد ال




.. حكم غزة بعد نهاية الحرب.. خطة إسرائيلية لمشاركة دول عربية في


.. واشنطن تنقل طائرات ومُسيَّرات إلى قاعدة -العديد- في قطر، فما




.. شجار على الهواء.. والسبب قطع تركيا العلاقات التجارية مع إسرا