الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الراية البيضا

أمير الحلو

2010 / 8 / 19
كتابات ساخرة


الراية البيضاء
أمير الحلو
كتب الصحفي سلام الشماع مقالاً في جريدة(القادسية) عام 1987 بعنوان (فضة المعداوي) والموضوع يبدو بريئاً من عنوانه لان التلفزيون كان يبث مسلسلاً من بطولة سناء جميل ومحمود مرسي بهذا العنوان وتقوم فيه سناء بدور(ديكتاتورة) في قراراتها ويخشاها الجميع،ولكن محمود مرسي حمل بالمقابل شعار(لن نرفع الراية البيضاء) ويدور الصراع بينهما. وقد وصلت الجريدة بعض الشكاوى على وزارة التربية فكتب سلام مقالاً وصف فيه حالة الوزارة بـ(فضة المعداوي) وبعد ايام جاء تبليغ من قاضي التحقيق باستدعائي وسلام لان السيد وزير التربية قد اقام دعوى قضائية علينا بتهمة السب والتشهير،وبالفعل جرى التحقيق معنا وأحالتنا الى محكمة الكرخ،وقد أراد سلام ان يجعل المحاكمة غير اعتيادية لذلك طلب من القاضية الاستعانة بشهود اختصاص لتحليل النص المنشور وتقرير مدى انطباقه على السيد الوزير،وانبهرت القاضية الشابة عندما وجدت ان شهود الدفاع هم الدكاترة علي الوردي وحسين علي محفوظ وكاظم المقدادي،وقد قام كل منهم مشكوراً بتحليل المقال حسب اختصاصه فالاستاذ محفوظ (حلله)لغويا والدكتور المقدادي(اعلاميا) مؤكدا حق الاعلام في تناول شكاوى المواطنين ولا يعتبر ذلك اعتداء أو أهانة للوزير،وعندما قام الوردي آثر ان يستخدم اسلوبه الساخر في(التحليل الاجتماعي) للمقال،وكان هناك من يمثل وزير التربية في قاعة المحكمة،فقال الوردي(اذا كان السيد وزير التربية يعتبر بانه يمثل(فضة المعداوي)فذلك أمر يخصه وهو الذي اقام الدعوى باعتبار ان المقال يتهمه بانه فضة المعداوي في حين لم يرد ذلك في المقال،فلماذا يقيم الدعوى على لقب اختاره هو لنفسه؟وضجت القاعة بالضحك،وقد ارتبكت القاضية وهي تواجه استاذاً محنكاً مثل الوردي ،فماذا تقول له وبماذا تناقشه،لذلك ضربت المطرقة وقالت:استراحة للتداول واصدار الحكم ،وبعد حوالي نصف ساعة دخلنا أنا وسلام قفص الاتهام وأشرأبت الاعناق نحو القاضية لسماع الحكم فقالت ولغرض الابتعاد عن المسؤولية الرسمية انه وبعد الاستماع الى رأي الخبراء وشهود الدفاع وهم اساتذة في اختصاصهم وجدنا ان اسم فضة المعداوي لا ينطبق على السيد وزير التربية لذلك قررت المحكمة الافراج عن المتهمين.ولم تشر القاضية الى دفاع محامينا المرحوم احمد فوزي عبد الجبار أو غيره وانما وجدت في شهادة الاساتذة الكرام (مخرجاً) لها من ورطة مع الصحافة ولعدم قناعتها بعملية القمع التي يريد وزير التربية ايقاعها بنا.وبعد خروجنا من قاعة المحكمة جاء ممثل وزارة التربية وهنأنا بالبراءة وقال ان السيد وزير التربية قد اتصل به واخبره باسقاط الدعوى،اجبته: أية دعوة وقد حكمت القاضية ببراءتنا !
الكثير من المسؤولين تصيبهم الحساسية من كل ما يكتب في الصحافة عن مجال عملهم ويقيموا الدعاوى القضائية ضد الصحفيين متناسين ان دور الصحافة هو الوقوف مع المواطن ،ليس ضد المسؤول،بل من أجل احقاق الحق وانصاف المواطنين.
رحم الله الوردي ومحفوظ فقد كانا عالمين فاضلين لم تمنعهما مكانتهما العلمية وغيرها من الاستجابة الى طلب صحفي للوقوف الى جانبه في المحكمة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هل حصل حقا
فواز محمد ( 2010 / 8 / 19 - 10:13 )
عزيزي الكاتب هل حصلت هذه الحادثة فعلا وفي وقت حكم صدام وهل كان اي انسان يستطيع ان يهمس همسا ضد صدام او حكومته ام ان هناك من في الدولة طلب من الصحفي ان يكتب ضد الوزير لغاية في نفس يعقوب وانا اقرأ لم اصدق ان ذلك الحد من الحرية وعدم الخوف كان متاحا ايام حكم صدام


2 - فضه المعداوي
سرحان ذياب ( 2010 / 8 / 19 - 18:01 )
تحيه صادقه من الاعماق الى الاستاذ امير الحلو الكاتب والصحفي القدير الذي عرفت كل واسائل الاعلام العراقي قلمه استاذي انا ارى ان كتاباتك اصبحت قليله قياسا الى السابق اقصد من ناحية الكم اما القيمه الثقافيه فهي بلا شك الى امام الاستاذ فواز محمد ارجو ان تراجع وسائل الاعلام في فترة حكم صدام حسين وسترى فقرات شكاوي المواطنين فيها .


3 - فضة المعداوي والطماطة
الحارث العبودي ( 2010 / 8 / 20 - 14:45 )
الاخ أمير الحلو المحترم:
أعتقد أن قضية((فضة المعداوي)) التي توحي الى شخصية وزير التربية كانت أقل خطورة ((أهون))من موضوع مقالكم السابق عن الطماطة لكونه كان يتعلق بأحد رموز العائلة(حسين كامل)...راجين تكرار المزيد من نشر هكذا((غسيل))...تحياتي لك وشكرآ.


4 - تعقيب
أمير الحلو ( 2010 / 8 / 21 - 11:02 )
الاخ الاستاذ فواز محمد المحترم
ان ما ذكرته حقيقة وبعض من ذكرتهم احياء وهما الدكتور كاظم المقدادي الاستاذ في كلية الاعلام في جامعة بغداد وسلام الشماع كاتب مقالة يومية في جريدة بحرينية وله صفحة شخصية على الفيس بوك..لدي صور المحاكمة اذا تفضلت بتوزيدي بعنوانك البريدي سأرسلها لك لتطمئن على صدقي..ولا اعلم اذا كانت هناك غايات اخرى ولكني اعلم واسمه عز الدين كما اتذكربقي وزيرا للتربية بعد المحاكمة لمدة سنتين..ارجو تشجيعنا على كتابة بعض ذكرياتنا الصحفية من دون تشكيك.
.مع الشكر والتقدير
أمير الحلو /بغداد

اخر الافلام

.. الكويت.. فيلم -شهر زي العسل- يتسبب بجدل واسع • فرانس 24


.. رحيل الممثل البريطاني برنارد هيل عن عمر 79 عاماً




.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05