الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انسحاب القوات الأمريكية من العراق..أما بعد..!!

فادي البابلي

2010 / 8 / 19
مواضيع وابحاث سياسية



من يضمن امن العراق بعد انسحاب القوات الأمريكية هذه الجملة سيطرت على أوساط الشارع العراقي وخصوصا بين المواطنين والسياسيين العراقيين والقوى الدولية وهناك من يرى أن هذا الانسحاب نقطة ايجابية ستغير الكثير من المسارات التي ستلقي بظلالها على واقع القرارات السياسية فهناك من يرى أن دخول القوات الأمريكية إلى العراق يعتبر احتلال والجانب الأخر يصف هذا الدخول بالتحرير للشعب العراقي من النظام السابق تختلف الآراء ويتفق الجميع على أن العراق يتدهور الوضع الأمني فيه في ظل تواجد القوات الأمريكية إذا علامة الاستفهام التي تطرح نفسها كيف للقوات العراقية التي لا تمتلك ربع ما لدى القوات الأمريكية أن تحمي الشعب العراقي وتفرض سلطتها في شوارع العراق لضمان الأمن والاستقرار..

لكن يختلف معي رئيس أركان الجيش العراقي بابكر زيباري حيث ظهر عليه ملامح الثقة بالقوات العراقية وقال أن إستراتيجية بناء القوات تسير على ثلاث مراحل مهمة جدا ويجب الحرص عليها وأنا واثق جدا من آن القوات العراقية سوف تستلم كافة المهم من القوات الأمريكية وهي على أتم الاستعداد لكن تفاؤله لم يدم طويلا حيث رمى الحمل على السياسيين حين دعاهم على إيجاد أساليب أخرى لتعويض الفراغ ما بعد 2011، لان الجيش لن يتكامل قبل عام 2020.
إذا يا سيدي العزيز استقرار وامن العراق في ظل انسحاب القوات الأمريكية سيصبح صعب المنال وهذا لا يعتبر دفاعا مني لتواجد القوات الأمريكية في العراق بل على عكس هذا لكن علينا أن نتحدث بمنطقية أكثر كيف لي 200 ألف جندي عراقي أن يحفظوا امن العراق وهم غير مهيئين أصلا لحمل هذا الثقل الذي سيتضح مع انسحاب القوات الأمريكية هنا نسجل علامة استفهام أخرى كيف يا حكومة العراق ويا أيها النواب أن يفلت منكم هذا الملف أنا أقول لكم يا سادتي لقد طغت عليكم كراسي النفوذ والسلطة نشبت بينكم صراعات وخلافات على أشياء لا مبرر لها ولا تخدم مصالح المواطن العراقي سبعة أعوام من التحرير كما تصفوه ولم تفلحوا في مسك دفة امن العراق من المسؤول عن هذا التخبط..!

وحتى لا يقول القائل من أين أتيت بهذا الكلام أقول لهم كشفت و تقارير أمريكية كثيرة إلى أن خطر الانهيار الأمني في العراق كبير جدا لكن لا تستطيع الولايات المتحدة أن تستمر في العراق لضغوط عديدة منها رفض الشعب العراقي وبعض الدول " الاحتلال الأمريكي " كما أن هناك اتفاقية أمنية معقودة بين العراق والولايات المتحدة تنص على انسحاب القوات الأمريكية من المدن العراقية بحلول نهاية يونيو/حزيران 2009، وانسحابها من العراق بشكل كامل قبل نهاية عام 2011 إذا لا تستطيع القوات الأمريكية بعد ألان البقاء في العراق لأنها يجب أن تلتزم بهذه الاتفاقية إلا إذا كانت هناك خطة جديدة بين العراق وأمريكا..
وهنا سوف نعطي للقارئ شرح مفصل حول بداية الدخول أو الاحتلال الأمريكي للعراق حيث يعتبر الغزو الأمريكي للعراق أو حرب الخليج الثالثة (حرب العراق أو احتلال العراق أو حرب الخليج الثالثة) وهذه بعض من أسماء كثيرة استعملت لوصف العمليات العسكرية التي وقعت في العراق سنة 2003 والتي أدت إلى احتلال العراق عسكريا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ومساعدة دول مثل الكويت وقطر حسب تعريف مجلس الأمن لحالة العراق في قانونها المرقم 1483 في 2003. ومن الأسماء الأخرى التي أطلقت على هذا الصراع هي "حرب العراق" وحرب الخليج الثالثة و"عملية تحرير العراق" وأطلق المناهضون لهذا الحرب تسمية "حرب بوش" على هذا الصراع. وبدأت عملية غزو العراق في 20 مارس 2003 من قبل قوات الائتلاف بقياده الولايات المتحدة الأمريكية وأطلقت عليه تسمية ائتلاف الراغبين وكان هذا الائتلاف يختلف اختلافاً كبيرا عن الائتلاف الذي خاض حرب الخليج الثانية لأنه كان ائتلافاً صعب التشكيل واعتمد على وجود جبهات داخلية في العراق متمثلة في الشيعة في جنوب العراق بزعامة رجال الدين والأكراد في الشمال بزعامة جلال طالباني مسعود برزاني . شكلت القوات العسكرية الأمريكية والبريطانية نسبة %98 من هذا الائتلاف. ولقد تسببت هذه الحرب بأكبر خسائر بشرية في المدنيين في تاريخ العراق وتاريخ الجيش الأمريكي في عدة عقود
هذا وقد قدمت الإدارة الأمريكية قبل وأثناء وبعد سقوط النظام السابق في بغداد في 9 أبريل 2003 مجموعة من التبريرات لإقناع الشارع الأمريكي والرأي العام العالمي بشرعية الحرب ويمكن تلخيص هذه المبررات بالتالي:
• استمرار حكومة الرئيس العراقي السابق صدام حسين في عدم تطبيقه لقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالسماح للجان تفتيش الأسلحة بمزاولة أعمالها في العراق. ومن الجدير بالذكر إن الولايات المتحدة الأمريكية وضعت مهلة نهائية لبدأ العمليات العسكرية بينما كانت فرق التفتيش تقوم باعمالها في العراق.
• استمرار حكومة الرئيس العراقي السابق صدام حسين بتصنيع وامتلاك "أسلحة دمار شامل" وعدم تعاون القيادة العراقية في تطبيق 19 قرارا للأمم المتحدة بشأن إعطاء بيانات كاملة عن ترسانتها من "أسلحة الدمار الشامل". ومن الجدير بالذكر إنه لم يتم حتى هذا اليوم العثور على "أسلحة دمار شامل" في العراق.
• امتلاك حكومة الرئيس السابق صدام حسين لعلاقات مع تنظيم القاعدة ومنظمات "إرهابية" أخرى تشكل خطرا على امن واستقرار العالم.
• نشر الأفكار الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط.
قبل انتخاب جورج و. بوش كرئيس للولايات المتحدة قام ديك تشيني ودونالد رامسفيلد وپول وولفويتس بكتابة مذكرة تحت تعليق "إعادة بناء القدرات الدفاعية للولايات المتحدة" في سبتمبر 2000 أي قبل عام من أحداث سبتمبر 2001 وورد في هذه المذكرة ما معناه انه بالرغم من الخلافات مع نظام صدام حسين والذي يستدعي تواجدا أمريكيا في منطقة الخليج العربي إلا أن أهمية وأسباب التواجد الأمريكي في المنطقة تفوق سبب وجود صدام حسين في السلطة ويمكن قراءة النص الكامل للمذكرة في [Rebuilding America s Defenses Strategies، Forces And Resources For A New Century].
وتزامنت مع هذا الاجتياح الأمريكي للعراق عدة أراء واختلافات ومنها معارضات وتبريرات
حيث نبدأ في التبريرات التي قدمتها الإدارة الأمريكية إلى انتقادات واسعة النطاق بدءاً من الشارع الأمريكي إلى الرأي العام العالمي وانتهاء بصفوف بعض المعارضين لحكم صدام حسين ويمكن تلخيص هذه التبريرات بالتالي:
• الهيمنة على سوق النفط العالمية ودعم الدولار الأمريكي حيث أن صدام حسين كان قد اتخذ قراراً في عام 2000 باستعمال عملة اليورو كعملة وحيدة لشراء النفط العراقي [1]،
• ضمان عدم حصول أزمة وقود في الولايات المتحدة بسيطرتها بصورة غير مباشرة على ثاني أكبر احتياطي للنفط في العالم [2].
• المصالح الشخصية لبعض شركات الأعمال وشركات الدفاع الكبرى في الولايات المتحدة [3] [4]،
• دعم واستمرار الشعبية التي حضي بها الحزب الجمهوري الأمريكي أبان أحداث سبتمبر 2001 بغية استمرار هيمنة الحزب على صنع القرار السياسي في الولايات المتحدة.
• تطبيق ما ورد في مذكرة تشيني-رامسفيلد-ولفوتز التي كتبت عام 2000 والتي تمهد لدور استراتيجي أكثر فاعلية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
• انتقام شخصي من جورج و. بوش بحق صدام حسين لضلوعهِ في محاولة اغتيال والدهِ بوش في الكويت عام 1993. [5] [6].
• إنجاز المهمة التي لم يكملها والد جورج و. بوش في حرب الخليج الثانية.
وهنا أيضا نسلط الضوء على شرعية الحرب ومعارضتها من قبل بعض الدول الكبرى في العالم حيث عارض الكثيرون حملة غزو العراق 2003 لكونها وبرأيهم تخالف القوانين الدولية. قبيل بدأ الحملة العسكرية حاولت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة الحصول على تشريع دولي للحملة العسكرية من خلال الأمم المتحدة ولكن هذه المحاولات فشلت. نظمت الولايات المتحدة تقريرا لمجلس الأمن واستندت في هذا التقرير على معلومات قدمت من قبل وكالة المخابرات الأمريكية والمخابرات البريطانية MI5 تزعم امتلاك العراق لأسلحة دمار شاملة وقت نفت الحكومة العراقية هذه المزاعم بصورة متكررة وفي 12 يناير 2005 حلت الولايات المتحدة فرقها للتفتيش لعدم عثورها على على أي اثر على أسلحة الدمار الشامل.
استنادا لدستور الولايات المتحدة لا يمتلك الرئيس صلاحية إعلان الحرب وان هذه الأمر هو من صلاحيات الكونغرس الأمريكي ولكن حسب قانون صلاحيات الحرب الأمريكي لعام 1973 War Powers Resolution of 1973 يمكن لرئيس الولايات المتحدة إرسال الجيوش إلى دولة أجنبية لمدة 60 إلى 90 يوما دون الرجوع إلى الكونغرس. في 3 أكتوبر 2003 حصل جورج و. بوش على موافقة الكونغرس بعد خلافات عديدة من أعضاء الكونغرس من الحزب الديمقراطي.
اصدر مجلس الأمن القرار رقم 1441 الذي دعى إلى عودة لجان التفتيش عن الأسلحة إلى العراق وفي حالة رفض العراق التعاون مع هذه اللجان فإنها ستتحمل "عواقب وخيمة". لم يذكر كلمة استعمال القوة في القرار رقم 1441 وعندما وافق عليه مجلس الأمن بالإجماع لم يكن في تصور الدول المصوتة ان العواقب الوخيمة كانت محاولة دبلوماسية من الولايات المتحدة لتشريع الحملة العسكرية ومن الجدير بالذكر ان السكرتير العام للامم المتحدة كوفي عنان صرح بعد سقوط بغداد ان الغزو كان منافيا لدستور الأمم المتحدة.
عند صدور القرار أعلنت كل من روسيا والصين وفرنسا وهم من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن أن القرار 1441 لا تعطي الصلاحية باستعمال القوة ضد العراق وكان هذا الموقف هو نفس الموقف الأمريكي والبريطاني في بداية الأمر ولكن موقف الولايات المتحدة تغير بعد ذلك ويعتقد بعض المراقبين ان الولايات المتحدة كانت مصممة على استهداف العراق عسكريا بغض النظر عن إجماع الأمم المتحدة وان لجوئها للأمم المتحدة كانت محاولة لكسب شرعية دولية للحرب على غرار حرب الخليج الثانية. كانت المملكة المتحدة وحتى أيام قبل بدأ الحملة العسكرية تحاول الحصول على قرار دولي صريح وبدون غموض يشرع استخدام القوة على عكس الإدارة الأمريكية التي بدت قبل أيام من بدأ الحملة غير مبالية كثيرا بالحصول على إجماع دولي ويرجع هذا إلى الاختلاف الشاسع في وجهتي نظر الشارع البريطاني والأمريكي تجاه الحرب فعلى عكس الشارع الأمريكي الذي كان اغلبه لا يمانع العمل العسكري لقي طوني بلير معارضة شديدة من الشارع البريطاني وحتى في صفوف حزبه حزب العمال.
يرى الكثيرون أن الحملة العسكرية كانت مخالفة للبند الرابع من المادة الثانية للقوانين الدولية والتي تنص على أنه "لا يحق لدولة عضو في الأمم المتحدة من تهديد أو استعمال القوة ضد دولة ذات سيادة لأغراض غير أغراض الدفاع عن النفس ومن الجدير بالذكر ان السكرتير العام للامم المتحدة كوفي عنان صرح بعد سقوط بغداد ان الغزو كان منافيا لدستور الأمم المتحدة *[17] وكان هذا مطابقا لرأي السكرتير السابق للأمم المتحدة بطرس بطرس غالي وفي 28 أبريل 2005 اصدر وزير العدل البريطاني مذكرة نصت على أن أي حملة عسكرية هدفها تغيير نظام سياسي هو عمل غير مشروع..
وبعد هذه المعارضات والاتفاقية والدباجات الطويلة العريضة ما يهم أيها القارئ العزيز هو الشعب العراقي الذي يعاني من الاستقرار الأمني فضلا عن معاناة أخرى منها الاجتماعي والثقافي والرياضي والكثير الكثير هل ستتكفل القوات العراقية التي نفتخر بها أن تحمي العراق تحت جناحيها وهل سيساهم البرلمان العراقي والحكومة العراقية في توفير المناخ المناسب أو إعطاء هذا الملف الأولوية في كافة الجلسات التي يتم المناقشة والطرح فيها لكافة ملفات الشعب العراقي سؤال لا نستطيع الإجابة عليه نحن ونحتاج إلى إجابة من قبل الحكومة العراقية ودعوني هنا اقتبس مقطع من قصيدة " سيدي الريس اوباما " للشاعر العراقي المبدع عباس جيجان حين قال :
تنسحب ما تنسحب ما يهمك سيدي الريس أوباما - ولو قرريت الانسحاب ولو فرضنا قرريت الانسحاب*** وَصَوا الجيران بينا خلافكم ترى نبقى يتامى
وهالأيام الناس تطمع باليتيم *** اللي ماله بابا وما له ماما








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يُحطم رياضيو أولمبياد باريس كل الأرقام القياسية بفضل بدلا


.. إسرائيل تقرع طبول الحرب في رفح بعد تعثر محادثات التهدئة| #ال




.. نازحون من شرقي رفح يتحدثون عن معاناتهم بعد قرار إسرائيلي ترح


.. أطماع إيران تتوسع لتعبر الحدود نحو السودان| #الظهيرة




.. أصوات من غزة| البحر المتنفس الوحيد للفلسطينيين رغم المخاطر ا