الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


Guernica الكوميديا العراقية

محسن ظافرغريب

2010 / 8 / 20
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


توفي الرسام العالمي الشهير بيكاسو في نيسان 1973م، مخلفاً أثره، لوحته الخالدة Guernica التي رسمها في عام مولد طاغية العراق صدام 1937م Guernica متأثراً بمجزرة قصف قرية المنكوبة من الجو بوحشية بهائم تفجير تفكير التكفير بأطنان من القنابل ما خلف من دمار و عدد هائل من الضحايا المدنيين من أبناء وطنه إسبانيا تسببت بها طائرات النازية الألمانية قبيل الحرب العالمية الثانية بالتواطؤ مع الجنرال الإسباني "فرانشيسكو فرانكو" أحد أمراء الحرب الأهلية الإسبانية الذي زاره شبيهه صدام عام 1975م. حين عرضت صورة للوحة على فرانكو صدر عنه رد هزيل عاجز حين علق قائلاً: إن بيكاسو هذا رسام متهور!، كما يصف نوري الثاني الإنترنت بمكب نفايات؛ أقلام الحرية المسؤولة!!.

Guernica بلا ألوان فقط بالإبيض والأسود والدرجات الرمادية المتفحمة وبقياس جداري كبير امتد 349 سم طولاً و 776 سم عرضاً. وقد دارت اللوحة بين عدد كبير من المتاحف العالمية حتى استقرت في متحف الفن الحديث في نيويورك بعد استحواذ الجنرال "فرانكو" على السلطة وذلك بناء على طلب بيكاسو شريطة أن تعود اللوحة إلى إسبانيا بعد العودة إلى الديموقراطية.

خلال الاحتلال النازي لباريس زار أحد ضباط البوليس السري النازي "غستابو" مرسم بيكاسو الذي كان مقيماً في فرنسا أثناء الحرب العالمية الثانية. وقد وقعت عيناه على صورة للوحة فبادر بالسؤال بعنجهية: إذاً أنت من صنع هذه اللوحة؟
فأجابه بيكاسو بوجه متجهم: بل أنتم الذين صنعتموها. نفس الوجه الذي قابلت به في نيسان ذكرى مولد صدام وحزبه عام 2003م، يوم فرارهما المنكر، عند السفارة الكويتية في "لاهاي" حيث المغترب، قابلت أحد العاملين في السفارة الكويتية لدى استفساره: مذ متى أنتم هنا؟!.

- مذ كنتم تدعمون الفار صدام (بتلقائية عفو الخاطر!).

عام 1981م حطت طائرة أميركية ضخمة على أرض مطار العاصمة الإسبانية مدريد وعلى متنها لوحة Guernica و قد استقبلت في المطار استقبالاً ملكياً مهيباً وحيتها طلقات المدافع و فرش على طريقها البساط الأحمر ليتم تسليمها إلى السلطات الملكية الدستورية في اسبانيا. ومن ثم تم نقلها إلى متحف البرادو الشهير في مدريد.

تحتل Guernica مساحة جدارية بارزة في متحف الملكة صوفيا - مدريد بعد تنافس كبير بين عدة مدن إسبانية على شرف حيازة هذه اللوحة في متاحفها. ويقبع اليوم جثمان فرانكو في قبر همل.

Guernica جحيم الكوميديا العراقية البصرية: انفجار سيارتين مفخختين وتوالى سقوط قذائف في ساعة الذروة السابعة مساءً، حيث شهدت المنطقة إقبالاً كبيراً من المتبضعين مع مقدم شهر رمضان، في مركز العشار وسوقها المكتظة بالناس والمحال والصيدليات والمكاتب وعيادات الأطباء وبسطات الباعة في منطقة ضريح عبدالله بن علي عند الإعدادية المركزية وومديرية الأشراف التربوي، حيث تطايرت أشلاء ضحايا المأساة الملهاة في سبع الدعاة العجاف، شلو شواء بشري هنا وشلو ها هنا وآخر هناك، هنالك، شدة التفجيرات قذفت بأشلاء الضحايا إلى سطوح دور الجوار حيث عثر على بعض منها.

شهود عيان ِأشاروا إلى أنه وبعد أكثر من عشرة أيام على الحادث لم يتم تشكيل فرق منظمة من الشرطة والصحة للكشف على سطوح البنايات في منطقة التفجير.

يعد تفجير السبت في البصرة الثاني من نوعه من حيث عدد الضحايا خلال الأشهر الأخيرة، حيث سبق ذلك تفجيرات سوق البصرة القديمة في 10 أيار 2010م الذي راح ضحيته 85 مواطناً بين قتيل وجريح من أبناء حاضرة البصرة الطيبة الخربة الحلوب وبعد أسبوعين على سلسلة التفجيرات التي هزت مركز مدينة البصرة مساء يوم السبت 7 آب الجاري وأسفرت عن مقتل حوالي 50 شخصاً وإصابة 185 آخرين بجراح حسب مصادر رسمية، يشاهد المتجول في مركز المدينة عشرات من صور المفقودين ملصقة على الجدران. ما زال عدد من ذوي ضحايا التفجيرات التي اجتاحت منطقة عبدالله بن علي في العشار يبحثون عن أبنائهم المفقودين.

في موقع التفجيرات صورة امرأة مفقودة في العقد السابع من عمرها يعتقد أهلها أنها قتلت في الانفجار. قال حسين الروضان ضابط في الجيش العراقي أن أمه السيدة كريمة باقر الحجاج كانت في منطقة الحادث مساء السبت وأنهم هرعوا للمكان حالما سمعوا بالتفجيرات لكنهم واجهوا صعوبة كبيرة في البحث عنها بسبب اندلاع الحرائق وتراكم الحطام. نشر روضان المئات من الصور لوالدته المفقودة في مناطق البصرة كما ظهرت صور لمفقودين آخرين. وقال: "واجهنا عرقلة من الجهات الأمنية التي طوقت المكان وصعوبة في التعرف على الضحايا بسبب احتراقهم وشدة الظلام". في اليوم التالي توجه روضان مع أعداد غفيرة من الناس، للبحث عن والدته في المستشفيات دون جدوى في العثور عليها. وما زاد في صعوبة عملية البحث، كون "بلدية البصرة قامت في ساعة مبكرة من صباح اليوم التالي بتجريف المكان بالجرافات ونقل الحطام بما يحتويه لمنطقة الطمر الصحي في منطقة محمد القاسم ـ الشعيبة" يقول روضان.

وبعد مرور 10 أيام على الحادث، ووفقا للضابط العراقي، عثر الأهالي على اشلاء تعود لأحد الضحايا في منطقة الطمر الصحي "وقد رفض الطب العدلي تسلمها إلا بعد الحصول على كتاب من الشرطة وعائلة أخرى عثرت فقط على خاتم لابنها المفقود وأقاموا مراسم العزاء بناءً على ذلك".

ويؤكد شهود عيان كانوا قريبين من موقع الطمر الصحي بأن 12 شاحنة جلبت الأنقاض وتم تطويق المكان بساتر ترابي.

ويقول أحمد مزعل الذي فقد اخيه في التفجير أن "البلدية تولت تجريف مكان الحادث صباحاً دون أن يمنحونا فرصة في البحث عن الضحايا".

وأشار مزعل إلى نزاعات حدثت بين أهالي الضحايا في دائرة الطب العدلي على بعض جثث الأطفال والضحايا المشوهة التي يصعب التعرف على هوياتها.

الناشط سامي تومان من منظمة الدفاع عن حقوق الإنسان في البصرة قال: أن "الكثير من أهالي الضحايا اتصلوا بالمنظمة معبرين عن استيائهم جراء نقل الأنقاض بهذه السرعة".

وتساءل تومان "كيف يتم تجريف المكان ونقل الأنقاض والأدلة دون إجراء كشف ميداني كامل على المكان؟ نحن نعتقد أن ما جرى من جرف للحطام صبيحة اليوم التالي هي محاولة تصب في التعتيم على حجم المأساة".

"مديرية الدفاع المدني نفت رفعها للأنقاض إلى موقع الطمر الصحي. لكن مسؤول اللجنة الأمنية في مجلس محافظة البصرة "علي غانم المالكي" أكد حصول التجريف. وإن "عملية تجريف الأنقاض لفتح الطريق لم تتم إلا بعد انتهاء الجهات الأمنية من عملها. وتم رفع تقرير متكامل من مكتبي الأدلة الجنائية ومكافحة المتفجرات بعد مسح موقع التفجيرات ولم يتم التجريف بصورة عشوائية، إضافة إلى أن الشارع ضيق وبقيت الأشلاء بين الحيطان دون أن تنتشر في مساحات واسعة".

رئيس لجنة كشف هويات الرفات د. صلاح أحمد السعد قال أن العدد الكلي للقتلى بلغ 50 قتيلا وأضاف لمراسل "نقاش"إن "4 رفات لدينا فقط غير محددة الهويات، وقد قمنا بأخذ عينات من الـ(DNN) لغرض مطابقتها في مختبر بغداد ومعرفة النتيجة، أما بقية الرفات فتم التعرف عليها من قبل ذويها فورا. وإن توزيع الجثث التي تمت دون الاستعانة بالفحص جاء بعد أن تعرف الأهالي عليها عبر دلالات محددة كسن ذهب أو الشعر، وهؤلاء لم يكونوا بحاجة لتدخل اللجنة".

أحمد مزعل أكد أن "تنازعا وعراكا حصل بين أهالي الضحايا على بعض الجثث المتفحمة وكل يطالب بعائديتها اليه، كما تم تسليم الأشلاء دون اجراء عمليات فحص الـ(DNN)".

ماجد أبو أحمد وهو صاحب محل في العشار قال "أن بناية الأشراف التربوي التي وقع التفجير على مقربة منها ما زالت أبوابها مقفلة ولم يتم البحث فوق سطحها عن أشلاء الضحاياً علماً أنه تم العثور في يوم 13 آب على أشلاء لأطفال فوق البنايات المجاورة".

الناشط سامي تومان من منظمة الدفاع عن حقوق الانسان في البصرة وصف أداء السلطات المحلية بالـ "المرتبك" سيما في الساعات الأولى من وقوع التفحير.

وكان قائد الشرطة عادل دحام قد عزا التفجيرات في اليوم الأول إلى انفجار محولة كهرباء نافيا وقوع عمل إرهابي، قبل أن تقر قيادة الشرطة لاحقا بوقوف فاعلين خلف العملية.

على صعيد آخر، كشفت التفجيرات الأاخيرة عن عدم استعداد مستشفيات البصرة لمواجهة هذه الحوادث الجسام بالرغم من تكرارها.

وقال أحد الأطباء من مستشفى الصدر طلب عدم ذكر اسمه "أن بعض الجرحى فارقوا الحياة لعدم توفر الدم في المستشفيات واعتماد تلك الجهات المخاطبات الرسمية مع مصرف الدم وهو ما تسبب بإهدار الوقت".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اللي بحضنه طلي يمعمع....
جاسم الزيرجاوي-مهندس استشاري ( 2010 / 8 / 20 - 06:52 )
الصديق محسن ..تحية لك وشكر
يوم امس كانت زيارتي للطبيب العراقي النابغة الحكيم الذي يعالجني من ارتفاع الضغط والكابه ,قال سوف اعود للبصرة, اخي دمرته شظايا يوم سبت داود........(( البلدية تولت تجريف مكان الحادث صباحاً دون أن يمنحونا فرصة في البحث عن الضحايا-. )) مواطن عراقي منكوب.....................((وتم رفع تقرير متكامل من مكتبي الأدلة الجنائية ومكافحة المتفجرات ))....مسؤول اللجنة الأمنية في مجلس محافظة البصرة
سرعه متناهيه في رفع الانقاض...لماذا وليش؟؟
..اللي بحضنه طلي يمعمع....كلام اهلنا
لتستمر سياطك بجلد مافيا القتل والدمار..صديقنا محسن

اخر الافلام

.. فرانس كافكا: عبقري يتملكه الشك الذاتي


.. الرئيس الإسرائيلي يؤكد دعمه لحكومة نتنياهو للتوصل إلى اتفاق




.. مراسلتنا: رشقة صواريخ من جنوب لبنان باتجاه كريات شمونة | #را


.. منظمة أوبك بلس تعقد اجتماعا مقررا في العاصمة السعودية الرياض




.. هيئة البث الإسرائيلية: توقعات بمناقشة مجلس الحرب إيجاد بديل