الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانسحاب الامريكي والهواجس الامنية

احمد عبد مراد

2010 / 8 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


واخيرا اعلن عن انتهاء المهمات القتالية للقوات الامريكية في بلدنا الحبيب ولاشك ان ذلك يعني للمواطن العراقي الكثير حيث يختزن المواطن العراقي في ذاكرته الكثير من المرارة والحسرة خصوصا اذا ما تذكر تصرفات الجيش الامريكي المشينة والمهينة في بداية دخولهم واحتلالهم بلادنا العزيزة ،يومها كان تصرفهم غريبا وعجيبا عندما كان الجندي الامريكي
يضع حذائه فوق رقبة الانسان العراقي كما يفتش المرأة ويمد يده ليلامس جسدها وهذا امر منكر ومستهجن ولايمكن قبوله
اوالسكوت عليه مما اثار الحقد العارم والاستنكاروالرفض القاطع لدى المواطن العراقي وتسبب في اصطفاف الناس الى جانب القاعدة والارهابيين ، كما استفادت فلول البعث من ذلك التصرف المستهجن وقد تنبه الامريكان متأخرين لتصرفهم المشين ..وتعالت الصيحات من قبل البعض بالتنديد والاحتجاج ورفض الامر الواقع ومقاطعة السلطة والوضع الجديد وتحريم العمل في اجهزة الجيش والشرطة الخ.. ولكن ذلك لم يدم طويلا فقد شعر هذا البعض بخطأ موقفه فاسرع لتصحيحه.
اليوم والشعب العراقي يتنفس الصعداء وهو يشاهد رحيل الجزء الاكبر من الجيش الامريكي واعلان انهاء العمليات العسكرية نسمع نفس الاصوات النشاز التي سمعناها تندد بالاحتلال لاكرها لامريكا والجيش الامريكي ولكن تباكيا على السلطة والبعث المهزوم والتي فقدت نفوذها و لم تعد السلطة حكرا بأيديهم، نسمعهم اليوم وهم يعلنون معارضتهم لانسحاب الجيش الامريكي حيث ان هذا الانسحاب كما يزعمون
يتسبب بخلق الفراغ الامني ويمضي بالبلاد الى المجهول ..لقد جاهرت الكتل التي تتشكل منها القائمة العراقية بموقفها وفي مناسبات عديدة عن عدم موافقتها بانسحاب الجيش الامريكي من العراق وقد جاء ذلك على لسان طارق الهاشمي والمطلك وظافرالعاني والنجيفي كما ان هؤلاء لا يخفون تعاطفهم مع السجناء الارهابيين وتباكيهم عليهم والمطالبة بتبييض السجون كما فعل الطاغية المجرم صدام حسين عندما شعر بقرب نهايته فاطلق سراح جميع المجرمين والقتلة من السجون ،وكذلك فتح الحدود امام( المجاهدين العرب) والقاعدة وغيرهم الكثيرمن المجرمين ممن هم عاثوا في ارض العراق فسادا هؤلاء هم اليوم من يعارض الانسحاب الامريكي وهم بذلك يلتقون بالموقف مع الامعة طارق عزيز والذي بدوره يرفض مغادرة الجيش الامريكي ارض العراق وتركه للذئاب ونسي هو واتباعه انهم كانوا ولا زالوا ضباع.
ومن الطبيعي والواضح تماما الفرق بين هاجس المواطن العراقي الذي يخشى عودة العنف الطائفي وعودة القاعدة وحواضنها وعودة الميليشيات من جديد لرفع رؤوسهم العفنة وتعكير ما تحقق من امن نسبي يمكن ان يتطور الي استتباب كامل لو تكاتفت القوى الوطنية وتعاونت من اجل خير الشعب العراقي .لقد تباينت المواقف لدى المواطن العراقي فيما يتعلق بالانسحاب ولكن المنطلق بقي واحدا وهو الخوف على العراق وشعب العراق والعملية السياسية هذا هو منطلق تخوفها السليم وهو عكس المنطلقات المشبوهة التي تريد لامريكا ان تبقى في العراق لحين تحقيق مآربها السياسية وعودة العفالقة الى الحكم.
ان الوضع الناشئ على الساحة العراقية يتطلب من الحكومة العراقية ان تعيد النظر بكل خططها وبرامجها وخاصة في المجال الامني واتخاذ الاجراءات الكفيلة التي تحول دون تمكين المتصيدين بالمياه العكرة وذلك من خلال ما يلي:
1- وضع اليد على مكامن الضعف التي يتسرب منها الارهابيون لتنفيذ جرائمهم حيث تشير كل الدلائل الى وجود اختراقات كبيرة في صفوف الاجهزة الامنية.
2- تنظيف اجهزة الجيش والشرطة والمخابرات من الميليشيات واحالة العناصرالتي لم ترتكب مخالفات ضد القانون الى التقاعد اما من يثبت تعاونه واشتراكه بأعمال مخالفة للقانون فيجب احالتهم الى المحاكم.
3- القيام بعملية تطهير في صفوف جميع الاجهزة الامنية لتنقيتها من العناصر المندسة خصوصا وان عناصر القاعدة وفلول حزب العفالقة استطاعوا التسرب الى هذه المؤسسات بحكم امتلاكهم الامكانات المادية وقدرتهم على دفع الرشى لضعفاء النفوس وهم كثر في هذه الايام.
4- الضرب بشدة على ايدي الذين يأخذون الرشى من المواطنين لغرض تجنيده في اجهزة السلطة .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا: القضاء يصادق على مذكرة توقيف بحق الرئيس الأسد بشأن هج


.. بعد صعود اليمين.. أي تحول في العلاقات المغربية الفرنسية؟ • ف




.. أسانج يصبح -رجلا حرا- بقرار قضائي أمريكي ويعود إلى بلاده أست


.. المباني سويت بالأرض.. مشاهد من البحر تظهر الدمار الهائل بساح




.. مسن فلسطيني: راجعون راجعون لن نتحول عن فلسطين