الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثعلب على موائد رمضان

شوقية عروق منصور

2010 / 8 / 20
مواضيع وابحاث سياسية



اعترف ويعترف الملايين معي ان هذا الرجل زئبقي ، لاتستطيع ان تمسكه باليد ، لاتستطيع ان تعرف حقيقة كلماته وكيف يصرفها في بنوك التصريحات والمواقف ، فنان يجيد تمثيل كل الادوار ، يملك تحت بشرته عشرات الأقنعة ومثلما الحاوي يخرج من جيبه المناديل الملونة ، كذلك هو حيث تتحول لعبة المناديل الى عبارات فضفاضة ، تقيس درجة حرارتها فتجدها قد ماتت من اثر الخداع .
"شمعون بيرس " السياسي ورئيس الدولة العبرية المحنك الذي تعب التاريخ الحديث من خطواته ، لكنه مازال مصراً على انه قادر على المضي والركض في ملاعب السياسة ورفع اثقال القضية الفلسطينية ورميها على الحبال المطاطية حتى تطير وتطير ويتخلص منها .
في (كل عرس نجد له قرص ورقص) يلبس العمامة ويتحدث عن الشيعة والسنة ويفتي بالطبع بالكره والمزيد من التناحر ، في مصر يصبح – توت عنخ آمون – يتحدث عن مصر الفراعنة ام الحضارة وهبة النيل والدور" المباركي" في حماية الأمن الاسرائيلي ، وفي الاردن يصبح ملكياً حريصاً على مصلحة المملكة ويسبح بمسبحة الشريف حسين ، وفي دول الخليج يتحول الى امير خليجي يخاف ويرتعد ذعراً من ايران الجمهورية الاسلامية التي ستبتلع الخليج وتحوله الى لقمة سائغة تمضغها وتقذفها في وجه الاصدقاء الامريكان الذين يحرصون على حمايتهم .
اطلق" اسحاق رابين " على" بيرس " لقب "الثعبان" والبعض اطلق عليه لقب" الثعلب " لانه يستطيع خداع ومكر اكبر السياسيين بابتسامته المعهودة التي يختبىء خلفها الف قرار مناقض ، والعرب المعتدلون اطلقوا عليه "رجل السلام " رغم انه قام ببناء المفاعل النووي قي ديمونا ونجح عام 53 في الحصول على طائرة" ميراج 3" وكانت نصراً لاسرائيل آنذاك ، ولا ننسى انه من مهندسي التعاون العسكري مع بريطانيا فرنسا عام 56 والذي ادى الى الهجوم على مصر وغيرها وغيرها .
نحن حفظنا دروب وطرق الرئيس "بيرس" الملتوية ، الصاعدة الى العنصرية الهابطة الى التحريض الواصلة الى الترانسفير المقيمة في رفض فكرة الدولة الفلسطينية القوية ، جميعها حفرت فوق جلودنا من باب – اسمع كلامك اصدقك اشوف عمايلك اتعجب- هكذا عرفنا خرائط وجهه على مر السنوات ، لكن السنوات لا ترحم وتعيد لنا الوجه دائماً بقناع ومكياج جديد .
لكن ما اسوأ ان يتحول شهر رمضان الى شهر نفاق سياسي مقيت ، جميعنا نتذمر من امطار المسلسلات التي تصل الى حد الفيضان واللهاث خلف البرامج و الفضائيات التي تتبنى شهر رمضان بطريقة تخدع الصائم حتى يصبح اسيراً لها ، واذا فتشت عن مردود الاسر تجد ان الوقت كان سيفاً ذبح الشهر بسكين الندم . لكن لماذا لانتذمر من النفاق "الرمضان السياسي" الذي يدور في اروقة السياسيين .
فبعض هؤلاء السياسيين يتحول هذا الشهر بالنسبة اليهم الى قطعة من الدانتيلا ينفذون منها ويهنئون بعضهم البعض ، قد نصدقهم واحياناً لا نصدقهم لكن نقول هذا برتوكول سياسي دبلوماسي .
اما حين يهنىء نتنياهو وبيرس وبراك الرؤساء العرب ويهنئون ابو مازن والشعب الفلسطيني فانني اشعر ان طنجرة ضغط النفاق قد انفجرت وتناثرت القطع والتصقت على السنة الفلسطينين الذين يرددون ( لا حول ولا قوة الابالله ) لكن الادهى العزائم التي يقوم بها الوزراء الاسرائيليون للمواطنين العرب .
فقضية عزومة المواطنين العرب من الداخل على موائد افطار رمضان قضية محيرة وبائسة ومستفزة ، هذا العام ، في اليوم التي تعرضت فيها قرية العراقيب للهدم للمرة الرابعة وفي اليوم تعرضت فيه مقبرة مأمن الله في مدينة القدس الى التجريف يأتي افطار "المغفرة " او الضحك على الذقون .
ومع ان" لجنة المتابعة العليا لقضايا الجماهير العربية " متهمة بالترهل والانسياق وراء مواقف سياسية – احياناً - غير حازمة وعدم وضع الكثير من القضايا الملحة على اجندتها ، الا انها تبقى الاطار الوحيد الذي يمثل الجماهير العربية ونحترم قراراتها لانها نابعة من حرص على وحدة وتحدي للظروف السياسية القاهرة .
لكن رئيس الدولة " شمعون بيرس " حامل جائزة نوبل في السلام "غير المفهوم " سلام الشجعان الذي هو السنة نيران تاكل الاخضر واليابس . يقوم بعزومة الشيوخ ورؤساء البلديات والمجالس العربية على مائدة الافطار في مدينة القدس .
المضحك ان رئيس لجنة المتابعة " محمد زيدان " رفض عزومة رئيس الدولة لاسباب سياسية ، من حصار غزة الى آخر سطر في القهر الفلسطيني ، واعتبر رفضه رفضاً وموقفاً سياسياً عاماً لجميع الرؤساء والشيوخ ورجال الدين ، باعتباره يمثل هؤلاء ،غير ان الذين حضروا الافطار الرمضاني ، او العشاء الابتسامي – فشر ابتسامة الموناليزا الشهيرة – تصدرت وجوههم المبتسمة وسائل الاعلام ، كانها خارجة من الصحون الطائرة ، مندهشة من الجو "البيرسي" من تواضعه كرئيس يستقبلهم و يضحك لهم ، والاقسى انهم هاجموا رئيس لجنة المتابعة كانه اذنب في دعوته للرفض ، واعتبرت جريمة يجب ان يزيلها البعض بتصريحات عنيفة حتى لا تلتصق به .
رحم الله جدتي التي كانت تقول – عند البطون تضيع الذهون – لكن نحن ضيعنا كرامتنا ، واسقطنا رئيس اللجنة التي تمثلنا كجماهير عربية تحيا بين العنصرية والعنصرية في حرج .
قد يقول قائل – من خروب حكايات البطون عنا سدة مليانة - . لكن حتى في شهر رمضان – هاي كثيرة يا عرب 48 .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية #سوشال_سكاي


.. بايدن: إسرائيل قدمت مقترحا من 3 مراحل للتوصل لوقف إطلاق النا




.. سعيد زياد: لولا صمود المقاومة لما خرج بايدن ليعلن المقترح ال


.. آثار دمار وحرق الجيش الإسرائيلي مسجد الصحابة في رفح




.. استطلاع داخلي في الجيش الإسرائيلي يظهر رفض نصف ضباطه العودة