الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المراوغة المباشرة.... والمفاوضات المباشرة

جهاد عقل
(Jhad Akel)

2010 / 8 / 20
القضية الفلسطينية


يجري التأكيد أنه بأمر من براك أوباما – بل من نتنياهو- تبدأ خلال فترة وجيزة جولة المفاوضات المباشرة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني ، بهدف الحوار والتفاوض لوضع أُسس الحل النهائي للقضية الفلسطينية . أبشروا أيها العرب ...أبشروا أيها الفلسطينيون ...ها نحن نقف على بُعد قيد أُنملة من بداية تلك المفاوضات المباشرة ...ها نحن نقف على بوابة الحل الدائم ...التي يرغب به بنيامين نتنياهو وحكومته اليمينية المُتطرفة .
منذ تشكيل الحكومة الإسرائيلية بزعامة نتنياهو في الأول من نيسان 2009 ومسيرة المراوغة المباشرة وغير المباشرة تجري بكثافة عالية تحت شعار :"المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين" وبإصرار هذه الحكومة ورئيسها "بيبي" – أي بنيامين نتنياهو إستطاع أن يفرض على العالم والفلسطينيين موقفه هذا ، وكأن الخلاف يتركز في قضية التفاوض المباشر أو غير المباشر.
في الوقت نفسه تواصل حكومة نتنياهو سياسة تكريس الإحتلال للأرض الفلسطينية المحتلة وفرض سياسة الواقع الملموس ، من خلال تقديم الدعم للمستوطنين والإستيطان من جهة ومواصلة سياسة الهدم والتدمير في القدس العربية المحتلة خاصة وفي مناطق أخرى من الضفة الغربية من جهة أخرى، هذا إلى جانب مواصلة فرض الحصار على منطقة قطاع غزة .
في ظل هذه المراوغة الإسرائيلية ، يذهب الوفد الفلسطيني المفاوض ومعه يذهب الرئيس الأمريكي باراك أوباما . حيث إتضح للقاصي والداني أن من يحكم البيت الأبيض والكونغرس ومجلس الشيوخ في أمريكا ، هو اللوبي اليهودي الصهيوني .
كيف لا وكان أوباما قد أعلن بأنه لن يستقبل بنيامين نتنياهو بسبب الصفعة السياسية التي وجهتها حكومة الأخير لنائبه جوزيف – جو– بايدين بإعلانها عن إقامة حي جديد في القدس العربية المحتلة خلال زيارته لإسرائيل ،وبذلك كشفت لصديقها بايدين ورئيسه أوباما ، بأن قضية تجميد الإستيطان ما هي إلا قضية مراوغة إعلامية تقوم بها إتجاه الرأي العام العالمي والعربي .
بالمناسبة لا ننسى تصريح بايدين هذا في مقابلة تلفزيونية معه عندما قال :"أنا صهيوني" وأضاف :"الصهيوني ليس بالضرورة أن يكون يهودياً." وهكذا وضمن سياسة المراوغة المباشرة وغير المباشرة قدمت له حكومة نتنياهو "التقدير" بإعلانها المذكور ، للتأكيد بأنه من أهل البيت ، أي صهيوني ، والسياسة الصهيونية ليست مجرد شعار ، بل لها مضمون وفي المقدمة الإستيطان على الأراضي العربية الفلسطينية المحتلة في القدس العربية وغيرها ونهب تلك الأراضي من أصحابها الشرعيين . أي تكريس الإحتلال والإستيطان .
منذ تولي بنيامين نتنياهو رئاسة الحكومة الإسرائيلية وهو يعمل جاهداً من أجل تلميع وجه السياسة الإسرائيلية ،التي يقوم بتصديرها عن طريق وزير خارجيته أفيغدور ليبرمان والمعروف بمواقفة اليمينية المُتشددة ، التي يدعو فيها إلى تنفيذ سياسة الترانسفير ليس للمواطنين العرب الفلسطينيين في المناطق العربية المحتلة فقط ،بل وللمواطنين العرب الفلسطينيين الذين بقوا متشبثين بالبيت والأرض والوطن ،أي المواطنين العرب في إسرائيل.
على ضوء ما نقرأه ونسمعه من تصريحات لجهات حكومية مسؤولة في إسرائيل ،يتأكد لنا أن قضية المفاوضات المباشرة ، هي مجرد شعار فارغ المضمون ،إذا ما قمنا بقراءة الصورة كاملة ، ففي ظل تصريح حُسن النوايا والذهاب بدون شروط لتلك المفاوضات كما يقول نتنياهو نجد أنه هو من يضع الشروط المُسبقة ،بقوله لا إنسحاب كامل من الأراضي الفلسطينية المحتلة ، لا لعودة اللاجئين ولا لحق تقرير المصير ولا للإنسحاب من القدس العربية المحتلة وضواحيها ،وهنا يحق لنا أن نتساءل عن أية مفاوضات مباشرة يتحدث أوباما وشريكه نتنياهو ؟؟؟ ومن يضع الشروط المُسبقة ؟؟؟ والسؤال الأهم لماذا إنبطحت الجامعة العربية ومعها الزعامات العربية أمام الشروط الإسرائيلية – الأمريكية هذه؟؟؟؟ خاصة وأنها تؤكد لنا جميعاً بأن قضية المفاوضات المباشرة ما هي إلا تكريس جديد لسياسة المراوغة المُعتمدة من قبل القيادات الإسرائيلية على مدار السنين .
في ظل حالة الإنقسام الفلسطيني والخلافات المتواصلة ، وفي ظل السير على خط السياسة الأمريكية المقبول على الأكثرية من القيادة الفلسطينية الرسمية، والذي يعتمد على تكريس ما يُسمى بالحل الإقتصادي ، من خلال سكب أو صرف مليارات الدولارات ،على المُجتمع الفلسطيني في الضفة الغربية ، وعدم طرح آفاق نضالية أخرى . يذهب الوفد الفلسطيني المفاوض ربما بجاهزية تقنية تفاوضية عالية كما سمعنا من تصريحات فلسطينية ، لكنه يعاني من ضعف كبير في البعد الإستراتيجي الداعم له لبدائل أخرى على الصعيدين الشعبي الفلسطيني والرسمي العربي، وهذا الحال يستغّله بنيامين نتنياهو حتى العظم، لتنفيذ مآربه من خلال سياسة المراوغة المباشرة وغير المباشرة التي يعتمدها. من اجل تكريس الوضع القائم ومواصلة تنفيذ سياسة تكريس الإحتلال وفرض الأمر الواقع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا للعدو الصهيوني
ابو عرب ( 2010 / 8 / 20 - 21:04 )
السلام عليكم .اوجه شكري وامتناني العميق للقائمين على
هذا الموقع الرائع
اتمنى من جميع الفلسطينين في شتى بقاع الارض ان يكتبوا
تعليقات عن فلسطين واحتلال فلسطين في جميع لغات
العالم ليثبتوا للعالم ان فلسطين دولة عربية اسلامية
وانه لا يوجد شيء اسمه دولة اسرائيل وان الشعب
الفلسطيني موجود وله الحق في تحرير وطنه من
الاحتلال الصهيوني بجميع الوسائل المتاحة.
ارجو من جميع من يهمهم تحرير فلسطين ان يخصصوا
ساعة يوميا على الاقل لكتابة التعليقات بكل لغات العالم
وهذا اقل شيء يمكن تقديمه للوطن . فلسطين دولة عربية
اسلامية حرة ابية وستبقى شاء من شاء وابى من ابى

اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. ”قاتل من أجل الكرامة“.. مسيرة في المغرب تصر على وقف حرب الا




.. مظاهرة في جامعة السوربون بباريس تندد بالحرب على غزة وتتهم ال


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المشاركين في الاعتصام الطلابي




.. بعد تدميره.. قوات الاحتلال تمشط محيط المنزل المحاصر في بلدة