الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لننسى جميعا

فيروز شحرور
(Fairouz Shahrour)

2010 / 8 / 20
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


كثيرون هم بعيدا عن جنسهم، أقلقوا وسائد العالم نتيجة تلك الفكرة المفزعة لجفونهم وهي النسيان، أكان من كثرتها أو الحاجة إليها. ومما لا شك أن للنسيان فوائد كثيرة لنا، فهي تساعدنا على المضي قدما وتزيح من ذلك المجسم الطري ألا وهو القلب، كل أنواع الكراهية والبغض وتتركه في حالة سلام ذاتي قابل للحياة، وهنا قد يتداول سؤال يطارد ذاكرة من يودون النسيان ب" كيف لنا ذلك؟ ".
إنها لفكرة مريحة إذن أن يأتي كتاب " النسيان لأحلام مستغانمي"، لتتناول فيه طرق للنسيان ركزت فيها جانب نسيان المرأة للرجل. من خلال قراءتي للكتاب كان من الصعب أن أخرج بطرق واضحة تتعلق بأنسجة الدماغ..إن كنت أود مقارنتها بكتب علم النفس التي تناولت مثل هذه المواضيع أيضا..أقلها مجربة يستفاد منها ضد ذلك الفيروس المدعو بالنسيان الذي يفتك كل الجسد ببطء شديد. ما يمكنك جسه أو الإحتفاظ به والذي بدا واضحا في مقدمة الكتاب وعلى ظهره أيضا هو " أحبيه كما لم تحب إمرأة، وانسيه كما ينسى الرجال". فقد بدت عبارة مريحة ذات دفعة معنوية يتداولنها الفتيات عند كل تمرير للكتاب فيما بينهن، لكل من مرت بتجربة عاطفية قاسية. فهل الخطأ كان في الإستخدام أم في الجملة أصلا، ولنقل أن هذه الوصفة السحرية كانت فعالة للعديد من الندوب التي أبقتها العاطفة في رحيلها. فتداولها بذلك الشكل المخيف بين الفتيات جعل من تلك العبارة نظرية صحيحة، لا حبذا لو أنشئت مفهوما إجتماعيا جديدا وصارت تؤثر في البنيان القادم للتنشئة الإجتماعية. فلماذا علينا إذن حين أن ننسى نحن معشر النساء أن ننسب النسيان ونقصره حليفا للرجال كما جعلته أحلام مستغانمي في جملتها تلك. فلا يوجد هنالك إحصائيات علمية تفيد بأن هذا الكائن الذكري هو من يملك مقومات النسيان والمضي قدما في الحياة مقارنة مع النساء، وإن أردنا إلصاقها على الرجل فنلصقها بموضوعية وليس بتهكم من قبلنا. فهذا يعود للتركيبة الدماغية المختلفة لكلا الجنسين والتي تجعل الاستجابة العصبية للمشاهد العاطفية عند النساء أكثر نشاطا منها عند الرجال مما تولد أمراض كالإكتئاب السريري وغيره والذي هو نتيجة إجترار الحزن..ولكن أليس معروفا عن النساء أنهن من يتمتعن بالقدر الوافي من الصبر وتحمل الألم أكثر من الرجل؟، وبالتالي هذا لا يعطينا سببا نمسكه كصفة عن الرجال..فالدراسات والأبحاث العلمية في تجدد دائم ونتائج جديدة. النسيان مازال عملية نسبية. فهنالك الكثيرات من النساء يشتكين من وشاح الماضي المرسخ في عقول رجالهم. فألا يستحق هذا الرجل كتابا يساعده للنسيان أيضا؟؟..ألا نستحق جميعا النسيان دون التطرق لمفهوم الجندرة؟؟..
ولهذا يا معشر النساء، أيقظن ذاكرتكن بالمعنى الإيجابي وكن ممتنات لتجارب الحياة، فهنالك قصص نجاحات تبرهن ذلك بإختلاف جنسها وصعوبتها، النسيان مفهوم إيجابي مباح للجميع القدرة والحق للحصول عليه.

ويبقى للحديث بقية...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينتزع الحراك الطلابي عبر العالم -إرادة سياسية- لوقف الحرب


.. دمر المنازل واقتلع ما بطريقه.. فيديو يُظهر إعصارًا هائلًا يض




.. عين بوتين على خاركيف وسومي .. فكيف انهارت الجبهة الشرقية لأو


.. إسرائيل.. تسريبات عن خطة نتنياهو بشأن مستقبل القطاع |#غرفة_ا




.. قطر.. البنتاغون ينقل مسيرات ومقاتلات إلى قاعدة العديد |#غرفة