الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق سيبقى عريقا

محمد خضير عباس

2010 / 8 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


العراق سيبقى عريقا

تعرضت البنية التحتية للعراق بعد الاحتلال الأمريكي عام 2003 إلى خراب تام شمل جميع مرافق الحياة العامة بحيث أصبحت أغلبية مناطق بغداد هذه المدينة التي تغنى بها الشعراء سابقا وبقية المحافظات العراقية عدا إقليم كردستان عبارة عن أطلال وخرائب تنتشر فيها النفايات والأنقاض وتطفو شوارعها المياه الآسنة وقد عانى العراقيون كثيرا من جراء هذا الاحتلال حيث ازداد الشعب فقرا وحرمانا وانتشرت البطالة بين صفوف شبابه وازداد القتل بجميع أنواعه وهجر الملايين منهم ومال زال الأمن مفقودا لحد هذا اليوم. كل هذا الذي يحدث (وأشقائنا العرب) ما زالوا يتفرجون علينا وهذا هو ديدنهم حيث سبق وان اتخذوا نفس هذا الموقف في مرات عديدة عندما تتعرض أحدى الدول العربية إلى اعتداء من قبل إسرائيل أو أمريكا وخير مثال على ذلك هو موقفهم عندما قامت إسرائيل بقصف لبنان وقتل شعبه وتدمير منشاته ومرافقه الحيوية عام 2006 ونفس الموقف اتخذ عندما قامت إسرائيل بتدمير واجتياح قطاع غزه في أواخر عام 2008 وقتل الفلسطينيين بدون تمييز وكان موقف اغلب الأنظمة العربية من الحكومة العراقية الجديدة يتمثل ما بين المقاطعة أو تجميد العلاقات أو التعامل بحذر بحجة أن العراق محتل من قبل الأمريكان ليس هذا فحسب بل ساهموا بصورة مباشرة أو غير مباشرة في تأزم الوضع الأمني الداخلي بإرسال المفخخين عبر الحدود للامعان في قتل العراقيين وبدون رحمه وكأن العراقيين هم اللذين وجهوا الدعوة للأمريكان لاحتلال بلدهم مع العلم أن هذا المحتل هو ألعراب لكل حكام هذه الأنظمة الكارتونية ويجب إطاعته وألا من أين جاءت القوات الأمريكية ودخلت الحدود العراقية. بل أن بعض حكام هذه الأنظمة باقيين في عروشهم بفضل حمايته لها وقد وصلت الوقاحة لبعض هؤلاء الحكام إلى الانتقاص من المسئولين العراقيين وعدم معاملتهم بما متعارف عليه في الأعراف الدبلوماسية والاتفاقيات الدولية أثناء قيام هؤلاء المسئولين العراقيين بزيارة دول هؤلاء الحكام الأشاوس. وكذلك أصدروا الأوامر إلى أجهزتهم الامنية بتضييق الخناق على المواطنين العراقيين وإذلالهم في المعابر الحدودية المشتركة والمطارات ومع كل هذا فقد انتهجت الحكومة العراقية منهج التقارب والتسامح مع العرب ومد يد التعاون وبناء علاقات جديدة معه وطي صفحة الماضي الأليم ونسيان الإرث السيئ الذي سببه نظام صدام المقبور والذي أدى إلى تصدع التضامن العربي. ولكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل واستمر الموقف العربي من العراق يتسم بالجفاء. والسؤال الذي يطرحه كل عراقي إلى متى نبقى نصبر على هذا الذل والخنوع؟ ولماذا نتوسل بهذه الأنظمة لأقامت علاقات دبلوماسية مع حكومتنا؟ ولماذا نستمر متمسكين بالشعارات الفارغة الداعية إلى الوحدة العربية والانتماء إلى الأمة العربية والتضامن العربي وحضور اجتماعات الجامعة العربية التي يعرف المواطن العربي نتائجها قبل انعقاد جلساتها وأقصى ما تتوصل أليه هو إصدار بيانات الاستنكار والتنديد. لماذا نضحك على أنفسنا والزمن يمر سريعا علينا ونحن منشغلون بكيفية أرضاء هذا الطرف أو ذاك من المسئولين العرب. نحن لدينا الإمكانيات المادية التي تؤهلنا لان نصبح بلد عصري متقدم وبدون حاجة العرب وأن المستوى العمراني والحضاري التي وصلت أليه اغلب دول الخليج العربي صار بفعل عقول وسواعد الشركات الأجنبية لذا على الساسة العراقيين التفكير بجدية وبعقلانية والتحرر من الأفكار البالية المزروعة في عقولهم والاستفادة من تجارب الأمم الأخرى واتخاذ القرارات الجريئة التي تخدم مصلحة الشعب حتى ولو تطلب الأمر التحالف مع الشيطان من اجل بناء البلد وتقدمه ورفاهية شعبه وإعادة ألصوره الجميلة للعراق وليكن قرار الحكومة العراقية بمستوى ما قام به الرئيس المصري السابق المرحوم أنور السادات الذي فضل مصلحة شعبه وبلده على كل الاعتبارات العربية الأخرى عندما قام بعقد اتفاقية الصلح والسلام مع إسرائيل واسترد بموجبها كافة حقوق شعبه المغتصبة والتي سميت هذه الاتفاقية بسلام الشجعان فهل يوجد شجعان في الحكومة العراقية ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحقيقه نحن محكومون باتعامل مع جميع بني البشر
د صادق الكحلاوى ( 2010 / 8 / 21 - 20:35 )
شكرا استاذ على مقالتك الغنيه والجريئه مثل سابقتها
المفروض البديهي ان البشر في عملية ممارسة الحياة وعلى راءسها اشباع الحاجات لديمومة الحياة - عبر ممارسة العمليه الاقتصاديه - اي الانتاج والتبادل والتوزيع اقول ان ذالك يتطلب التعامل مع كل البشر دون تفريق - هذا هو الاصل ولكن هذا الاصل لم يتكون مرة واحده كان قبله شئ قديم ليس فقط ماديا بل وخلاقبا حينما كنا مجتمعات تقليديه طبيعيه متخلف اقرب لاولاد عمنا الحيوانات فكان عندئذ حكمة - الاقربون اولى بالمعروف الان العالم صار قريه
واصبحت المصلحه بمعناها العقلاني الرشيد هو الحكم وليس الاقربون لذالك اخذت تتساقط فعليا علاقة الدم وعلاقة الدين وانما اصبحت علاقة المدخلات والمخرجات وهي المعيار في الاختيار وهذه هي الدائمه لانها الجوهريه
ولو عدنا الى علاقة الدم والقرابه وانها اولى بالمعروف وجدناها من جانب واحد وكذالك راءينا انها اصلا مفتعله
ان الامه الواحده ليست هي الامه التي تتكلم بلغة واحده
اللغة عنصر هام في العلاقات بين الناس ولكنها ليست الوحيده لتجعل من ناس امة واحده تعالوا معي لنستعرض مايجمعنا كعراقيين مع ال سعود لاشئ
اذن لاامة عرب


2 - العراق للعراقيين
طه كاظم ( 2010 / 8 / 21 - 21:16 )
الاخ محمد لقد اصبت الحقيقه في هذا المقال ويتهمون العراق بالتبعيه الى ايران في حين اغلقوا جميع الابواب العربيه في وجهه ويكفي ان الرئيس الايراني قد زار العراق في الوقت الذي كان الاقتتال الطائفي في شوارع بغداد على اشده ولم يكلف اي حاكم عربي نفسه بزيارة العراق رغم الدعوات الموجهه اليهم فالعرب بمعقاطعتهم هذه يدفعون العراق الى بناء علاقات استراتجيه وصداقه مع غيرهم


3 - اخوة يوسف
احمد ياس ( 2010 / 8 / 21 - 22:16 )
الاستاذ محمد اشكرك على مقالاتك الجريئه هذه واحب ان اقول لك ان العرب يجيدون حصار ومقاطعة شقيقهم وسبق ان فعلوها مع مصر ايام الرئيس الراحل انور السادات ولاكن لا يستطيعوا فعل شئ ازاء عدوهم وهذه هي مصيبتنا

اخر الافلام

.. #ترامب يهدي #بايدن أغنية مصورة و النتيجة صادمة! #سوشال_سكاي


.. التطورات بالسودان.. صعوبات تواجه منظمات دولية في إيصال المسا




.. بيني غانتس يهدد بالانسحاب من حكومة الحرب الإسرائيلية


.. صحفيون يوثقون استهداف طاي?رات الاحتلال لهم في رفح




.. مستوطنون ينهبون المساعدات المتجهة لغزة.. وتل أبيب تحقق