الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


و لله في أمره شئون

رباب خاجه

2010 / 8 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


لازالت الأخبار المفزعة للسيول و الفيضانات التي ضربت باكستان تهل علينا و نحن في شلل من هول المفاجأة ، فلا نعرف ماذا نفعل تجاهها، و كيف نستطيع أن نكون بالعون ممددين أيدينا إلي إخواننا الباكستانيين دون أن يؤدي تدخلنا إلي دعم الإرهاب و الذي هم يشكلون بؤرته. فهذه الدولة التي كانت تابعة للهند قبل عام ١٩٤٧م وبعدها حصلت علي إستقلالها بالتقسيم الإنجليزي للهند و باكستان و بنجلادش لتصبح دولة إسلامية لم تعرف الإستقرار منذ ذلك الحين ، فما هو يا تري السبب. و لماذا الهند العلمانية و التي يبلغ حجم سكانها تسعين في المئة أكثر من باكستان، و بها إثنيات عديدة منهم مسلمون يشكلون ثالث أكبر إثنية في العالم وصلت إلي القمر في أكتوبر ٢٠٠٨م بصواريخ محلية الصنع، بينما لازالت باكستان تتردي أوضاعها الإجتماعية و الإقتصادية يوما عن يوم؟
فتش عن الإسلام

بالأمس تعرفت علي سيدة أعمال هندية، لديها شركة خاصة بالتقنيات في وادي السيليكون، في الصالون الذي أتعامل معه. ذكرت لي السيدة و التي أتت إلي أمريكا في منتصف الثمانينات مع زوجها الطالب أنها تنوي الرجوع إلي الهند حيث أصبح العمل هناك مدرا بصورة أكبر و خصوصا بعد مشكلة الإقتصاد العالمي و أثره علي السوق الأمريكي. و كانت السيدة و هي تتحدث عن بلدها بكل فخر فرحة برجوعها علي الرغم من أن لديها الجواز الأمريكي و الحياة المرفهه هنا، و لكنها فضلت الرجوع حيث أنها تقول أن وجودها هناك أفضل لأمريكا و للهند، فالشركة التي تملكها تعمل أيضا علي إستيراد العقول التقنية، و ليس هنالك حاجة للقول أن الهند و الصين هما أكبر دولتان تصدران هذه العقول لأمريكا٠

الهند و باكستان، شعب واحد، يملك شفرة جينية واحدة و مع ذلك فالهند تهب كالأرنب في وثبها إلي الأمام و الحداثة و التقدم مع إختلاف عقائد شعبها، و باكستان تتقهقر إلي الوراء في إتجاه معاكس مع أن شعبها ١٠٠ في المئة مسلمون، فما هو السبب يا تري؟
فتش عن الإسلام

قد يهب البعض بوجهي الآن ليقول أن السبب هم المسلمون ، أي هم البشر و ليس الإسلام، و أنا لا أختلف معهم، و لكني لا أستطيع أن أفرق اليوم بين ما يفعله المسلمون و ما هو الإسلام، لأن الجميع يدعي أنه يطبق الإسلام و يعمل تحت مضلته. فالإسلام هو ما يطبقه أصحابه و ليس ما بين دفتي كتاب عتيق له تفسيرات عديدة بعدد المسلمون

إنظر ما يحدث اليوم في باكستان، فالسيول و الفيضانات التي إنجرفت في الثاني و العشرون من يوليو ٢٠١٠م و التي بدأت في مقاطعة بلوشستان، ثم داهمت نسبة المياه المرتفعة مقاطعة خيبر-باختونخوا قبل أن تصب في إقليمي البنجاب و السند شردت أكثر من ٢٠ مليون لاجيء في مناطق تقع جميعها ضمن الحدود التي تحارب فيها أمريكا جنود طالبان و القاعدة، و تتسم بسيطرة الفقر المدقع علي شعبها كما تتصف بسيطرة المجاهدين الإسلاميين الإرهابيين ضد حكومات باكستانية ضعيفة متتاليه منذ تحرير باكستان٠

اليوم تتباري كل من أمريكا و المتأسلمون السياسيون العالميون لكسب الشعب الباكستاني المنكوب عن طريق تقديم المساعدات الإنسانية لها. و هذا لا غبار عليه إذا لم يكن وراءه غرض سياسي إرهابي. فأمريكا و التي تبرعت بمقدار ٧٦ مليون دولار و أرسلت أساطيل من المعونات ستصل إلي باكستان في نهاية شهر سبتمبر كما ذكر البنتاغون ليس بإستطاعتها أن تلبي الإحتياجات الفورية كما هم المسلمون المتشددون و الإرهابيون في باكستان و الذين يسيطرون عليها و تأتيهم المساعدات من الخليج، حيث يعمل هؤلاء مستغلين قربهم من المكان بتقديم مساعدات إنسانية . فالتقارير الواردة من هنالك تقول أن جميع الملاجيء و مراكز المساعدات التي أسرعت في البداية لتلبية نداءات الإغائة كانت لمتشددين من أمثال جمعية علماء الإسلام و لشكر طيبه و ربيبتها جمعية الدعوة و التي وضعتها الأمم المتحدة في قائمة الإرهابيين ، و كذلك فتحت ملاجيء من مواقع الإرهابيين في مدارس من مثل مدرسة الحقاني و التي سميت بإسم خريجها جلال الدين الحقاني المعروف بأعماله الإرهابية، كما أن المدرسة تخرج سنويا المئات من الجهاديين الإنتحاريين . هذه المدرسة فتحت أبوابها لما لا يقل عن ٢٥٠٠ لاجيء تقدم لهم الغذاء الساخن و المياه و الكهرباء و المساعدات الطبية علي مدار الساعة

إن الفعل الإنساني و الذي يتنافس فيه الطرفين عمل سامي و يشكرون عليه بالتأكيد إينما كان مصدره، و لكن ذلك لا يجب أن يعمينا من غرض كل جهه في تقديم هذه المساعدات. فالإرهابيون الإسلاميون بتقديهمم المساعدات للشعب يكسبون تأيدهم السياسي و الإجتماعي حاليا ليحكموهم مستقبلا . أما أمريكا أو بالإحري سياسة أو إستراتيجية أوباما المعلنة في باكستان فهي تفعيل الحكومة الباكستانية كشريك إستراتيجي و علي مستوايات عدة بما في ذلك التطور الإقتصادي و توقف العنف و تطبيق القوانين المدنية علي الجميع بما فيهم المقاطعات الشمالية و التي يسيطر عليها طالبان أو طلبة الدين الإسلامي ليستفيد الطرفين من هذه العلاقة تجاريا و أمنيا. فباكستان تملك القنبلة النووية و هذا يشكل خطرا لكل العالم و ليست أمريكا وحدها، و لذا فالإستقرار في باكستان من المفروض أن يكون شأن عالمي و ليس فقط أمريكي، و لكن هذا الإستقرار لا يمكن أن يتم بدون وعي الشعب الباكستاني. و الشعب الجائع ، الشعب المتشرد ليس لديه الوعي الكافي لطلب الإستقرار بل أغلب الضن أنه سيكون عبدا ذليلا لمن يأويه و يغذيه، و قد يكون مشروعا جديدا لتفريخ الإرهابيين ، و هذه مسئولية كل واحد منا

دولة الكويت و حكومتها الإسلامية تبرعت بخمسة ملايين في البدء، ثم رفعت بأمر من الأمير المبلغ إلي ١٠ ملايين . و منذ الأمس و تلفزيون الكويت يعمل علي جمع التبرعات و لمدة يومين (الجمعة ٢٠ و السبت ٢١ أغسطس ٢٠١٠) و ذلك باتفاق "الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية" مع وزارة الإعلام الكويتية على تنظيم هذه الحملة لإغاثة منكوبي باكستان، و شخصيا شاهدت بعض المنادين بهذه الحملة و مديريها من جمعية الإصلاح و جمعية التراث و بيت الزكاة في التلفزيون و جميع هذه الجهات عليها علامات إستفهام في تصريفها للأموال الخيريه في الماضي و لا يوجد عليها مراقبة حكومية فاعله ، و فوق ذلك كله يصادف الحدث رمضان حيث تزيد الزكواة و الخيرات من الأهالي. و الأهالي عندما ينفقون بالخير لا يعرفون في العادة أين تصرف، إنما يلقون كل ذلك كدين في رقبة من يجمعه (قطها براس عالم و أنت سالم) و هذا لعمري هو التخلف الذي سيؤدي حتما بالقضاء علي كل البشرية كلها و نحن من ضمنها، لأن الخطر أكبر مما هم يتصورونه بمجرد مساهمة لفعل الخير ، بل هم يسهمون بالشر عندما لا يتحملون مسئولياتهم في التدقيق من مصب هذه الأعمال و طريقة تصريفها٠

أعطيكم إياها من الآخر: الإسلاميين ليسوا ثقه، إحذروهم و لكن لا يعني ذلك أن تقطعوا التبرعات الإنسانية، بل قوموا بها من واقع المسئولية. إختاروا من يوصل هذه الأموال بعناية و دراية مسبقه بعدم وجود أجندات مستقبلية مدمرة لها، فهنالك العديد من الجهات التي توصل التبرعات بغرض إنساني بحت، و أطباء من غير حدود مثلا هو إحداها، و هذا رابط

http://www.doctorswithoutborders.org/news/article.cfm?id=4652&cat=field-news

و هذا رابط أخر للتبرع عن طريق اليونسكو

http://www.unesco.org/new/ar/unesco/about-us/who-we-are/director-general/news-single-view/news/unesco_mobilises_to_support_pakistan_flood_victims/

فلا تكن مدمرا عزيزي إن لم يكن بيدك أن تكون بانيا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ولله في خلقه شئون أيضا
محمود كرم ( 2010 / 8 / 22 - 01:07 )


تحياتي صديقتي رباب
مقالكِ في قلب الحدث المأساوي


2 - شكرا عزيزتي رباب
وفاء سلطان ( 2010 / 8 / 22 - 04:04 )
شكرا عزيزتي رباب على كونك منخرطة في أحداث الساعة وعلى علم بما يدور في هذا العالم البائس، أقدر كتاباتك وبودي أن أسألك من أين يأتي الإسلاميون بالمساعدات التي يتبجحون بها، هل يأتون بها من حقولهم ومصانعهم؟
أخيرا يبدو أن الصديق محمود كرم نجح هذه المرة في منافستي على صداقتك وكان الأسرع ليترك تعليقا
لا يهم فأنت اليوم جارتي وهو بعيد....؟
لقد أحييت الفنانة الكويتية إيما اليوم حفلة في أمريكا، وقد نالت إعجاب الجميع
عار على وطن يطرد خيرة أبنائه وينفرد بشرذمة من الإسلاميين
تحياتي للجميع


3 - الاسلاميون قادمون
نابه سعيد ناصر ( 2010 / 8 / 22 - 04:38 )

يا اخوان اللي خايف من الارهابيين الاسلاميين يجري يتخبأ في حضن امو او ينزل تحت السرير الاسلاميون قادمون لحش رقابكم ؟!


4 - عجبني تعريفك للاسلام
تي خوري ( 2010 / 8 / 22 - 05:21 )
مقال مكتوب بمهنية عالية , تدل على ان الكاتبة تحترم القراء وتحترم عقولهم, شكرا لك سيدتي على هذا!! اعجبني تعريفك للاسلام , لذلك ساقتبسة -فالإسلام هو ما يطبقه أصحابه و ليس ما بين دفتي كتاب عتيق له تفسيرات عديدة بعدد المسلمين- واريد ان اضيف بين قوسين (فرضنا جدلا بان ما بين الدفتين هو افضل مما يطبقه المسلمون, حيث تقول الدكتورة سلطان بان المسلمين افضل من الاسلام)

تحياتي للجميع


5 - الغرب يدعم الاستبداد العسكري والحزبي ؟!
نابه سعيد ناصر ( 2010 / 8 / 22 - 09:51 )

الغريب هنا ان حكومات باكستان المتعاقبة حتى ذات التوجه اليساري وجدت العون والتأييد من الحكومات الغربية الديمقراطية الحداثية اللبرالية الانسانية الغريب انها تدعم الاستبداد والفساد العسكري اوالحزبي


6 - عتيق تعني كريم واصيل والضغينة لن تؤذي الا صاح
نابه سعيد ناصر ( 2010 / 8 / 22 - 09:57 )

يجب ان نلاحظ ان عتيق هنا تعني كريم واصيل لغويا الكاتبة كتبت ما كتبت على خلفية ضغائنية كارهة للاسلام مما يفقد كتابتها الصدقية والموضوعية ليس الاسلام سببا في تردي اوضاع الباكستان ولكنه الاستبداد والفساد ان اردتي الحق اما الضغينة فشيء اخر تماما

بالمناسبة الاناجيل اعتق من كتاب المسلمين وطوائفهم اكثر وخلافاتهم اكثر ومن اجل ذلك فقدت اوروربا نصف سكانها في حرب المائة عام ثم عادت وفقدت نصفهم في حربين عالمتين تضرر بسبهما العالم كله


7 - الغربيون اساتذه في الارهاب العالمي
نابه سعيد ناصر ( 2010 / 8 / 22 - 11:15 )

من الظلم المقارنة بين الهند والباكستان تحصلت الهند على نظام ديمقراطي ثابت ومستقر الى حد كبير لم يوجد مثله في باكستان التي لوقلنا انه حكمتها عشر حكومات لوجدنا ان سبعا منها هي حكومات عسكرية ديكتاتورية تابعة للغرب
وحتى الحكومات ذات التوجهات اليسارية او القومية البحته لم تستطع الفكاك من الفلك الغربي ولا زالت الى اليوم تخدم الغرب وتحصل الامتيازات الشخصية على حساب وطنها ومواطنيها
لا شيء يخيف الغرب مثل ان يحكم الاسلام الحقيقي باكستان وغيرها
اما حكاية الارهاب فان الغربيون اساتذة فيه
هم والصهاينة
بما يملكونه من اسلحة الدمار الشامل والتقنية اللازمة له لقد ابيدت امم عن بكرة ابيها في الامريكتين واستراليا وكندا وفي افريقيا واسيا والشرق الاوسط
لكن هذا التوصيف لن يقبل به الانجليون او المتأنجلون من ابناء المسلمين ؟!


8 - ؟؟؟
مازن فيصل البلداوي ( 2010 / 8 / 22 - 11:33 )
للّه في خلقه شؤون؟؟
وماشأننا نحن؟ الله وخلقه كما اوضحت،فلا يجوز التدخل بينهما!
تحياتي


9 - صديقي محمود و صديقتي وفاء و قرائي الأعزاء
Rabab Khaja ( 2010 / 8 / 23 - 06:34 )
هنالك قول مأثور لأحد الفلاسفة لا أتذكر من في هذه العجالة و التي تقول أننا لا نملك أصدقاء و لا أعداء، بل جميع من نعرف هم أشخاص نتعلم منهم بأساليب مختلفة
و إذا إردت أن أكون منصفة و أعدد ما تعلمته منكم آنتم الأثنين يا محمود و يا وفاء، فكلمة صداقة مع ما تحمل من أحاسيس جميلة في نفسي تكون مجحفه بحقكم؛ فأنتم أساتذتي ، أقولها بكل فخر
سعدت جدا بحفلة الفنانة إيما يا دكتوره، شكرا لك و لقلبك الكبير، كما أرجو من كل قلبي أن تشق طريقها بعيدة عن أغلال الإسلاميين و رغما عن أنفهم

و شكرا جزيلا لكل قرائي ، من إتفق معي و من إختلف
تحياتي

اخر الافلام

.. القضية الفلسطينية ليست منسية.. حركات طلابية في أمريكا وفرنسا


.. غزة: إسرائيل توافق على عبور شاحنات المساعدات من معبر إيريز




.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كاليفورنيا لفض اعتصام مؤيد


.. الشرطة تقتحم.. وطلبة جامعة كاليفورنيا يرفضون فض الاعتصام الد




.. الملابس الذكية.. ماهي؟ وكيف تنقذ حياتنا؟| #الصباح