الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امّا ان نترك الصحافة ونعمل زبانية لهم , او ينزعون عنّا عراقيتنا ويطردونا خارج البلاد ..!؟

محيي المسعودي

2010 / 8 / 22
مواضيع وابحاث سياسية



ان تصل الحال في العراق, الى محاربة حتى الصحافة الثقافية . ! .. انه لامر يبعث على اليأس من الديمقراطية في هذا البلد ..! وينذر بتردٍ خطير, يهدد دعائم وقوائم البنية التحتية والاساسية للمجتمع العراقي . ذلك لان الثقافة بمعناها الحقيقي , هي التكوين الراقي والنقي لاي مجتمع . وهي الدرب الوحيد الذي لا يسلكه انسان منغلق عقائديا او سياسيا او اجتماعيا او غير ذلك . الثقافة هي الابداع وفن ادراة الحياة وتدبيرها باساليب انسانية راقية لا تقف عند التابوات التي حجرت بعض الامم حتى ماتت "سريريا" كما هي حال العرب . الثقافة هي الوقاية من التخلف والانحراف والتردي وهي الاداة الاسمى للخروج من الواقع المتردي الى واقع اكثر اضاءة ووضوحا وحياة وانسانية , وهنا اتحدث عن الثقافة بمفهومها الحقيقي والانساني أي - الابداع والرؤية البعيدة الثاقبة والاضافة والتشذيب والعطاء المتميز الجديد في ميادين الحياة كافة - ولا اتحدث عن الثقافة بصفة الموروث المنغلق المبني على عرق او دين او مذهب . ونحن – اليوم - في العراق احوج ما نكون للثقافة لمكافحة الامراض السياسية والاجتماعية والعقائدية التي تحاصرنا الى حدّ, تكاد ان تخنقنا, فنموت غصصا . اذ نرى السياسة وقد مزقت البلاد . ونرى السياسيون وقد سرقوا مقدرات ومستقبل هذه البلاد - فسادا وانانية وتغليبا للمصالح الحزبية والفئوية والشخصية – وذهبوا بنا نحو الهاوية . والواقع يؤكد ذلك بصورة واضحة وجلية, لا تقبل الشك ولا تحتاج الى تأكيد . وما فعلته السياسة لا يختلف عما فعلته العقائد الدينية والعرقية . صيحيح ان في الوسط الثقافي العراقي بعض الاصابات المرضية جراء الارث الدكتاتوري السابق وجراء احداث الواقع الحالي الفوضوي , ولكن الوسط الثقافي - الحقيقي الاصيل - قادر على الشفاء تماما من هذه الاصابات, وفي وقت قصير جدا , لانه يمتلك مضادا حيويا "انتوبايتك" قادرا على قتل كل الفايروسات التي اصيب بها .. ولكن ان يحقن هذا الوسط بالاكراه والقوة يوميا بجرعات كبيرة من الافيون العقائدي والسرطانات السياسية ويمنع من ممارسة الرياضة الذهنية او الفكرية , انما يعني ان هناك ارادة سياسية تمتلك السلطة والقدرة المالية والمعنوية على تدمير هذا الوسط .............
ان ما دعاني لكتابة هذه السطور , واقع اعيشه واكابده يوميا وانا اكتب في الصحافة عامة والصحافة الثقافية خاصة " مجانا " من اجل ان اقدم للناس ما تفرضه علي واجبات وشرف مهنتي الصحفية واخلاقياتها, بعد ان امتهنتها ورضيتها مهنة لي منذ سنوات خلت . لقد اصبحتُ اليوم في حال اشبه بمن يخوض حربا ويكابد حصارا . في البيت لا كهرباء تحرك المروحة - الوحيدة والقديمة التي املكها - لكي اكتب خبرا او اية مادة اعلامية او ثقفية . والماء زائر اسبوعي يزورنا خلسة من خلال انابيب "مكسرة وقديمة , وفي العمل اجلس في غرفة صغيرة كانها سجن انفرادي كائن " في العراق طبعا وليس في دولة اخرى " والغرفة بلا تكييف , دون سائر الغرف الاخرى . واخضع للمراقبة والتضييق واتلقى باستمرار الضربات من القبضة السياسية المحلية والمركزية, متى كتبت, لاكشفت للناس الواقع السياسي وتجاوزاته على الحقوق العامة . والاخطاء الفادحة التي يرتكبها السياسيون او الفساد الذي يمارسونه بل الخراب الذي يفرضونه على البلاد, هم وتبّعهم . وما تزال كلمات مسؤول رفيع المستوى ترن في اذني وهو يقول لي - ذات يوم - : ليس من حقك ان تتحدث عن الفساد حتى ولو كان موجودا, بل وحتى لو تناولناه " نحن في احاديثنا الرسمية " . ولا ازال اتذكر واعاني قوله لزملائه " وهو يحرّضهم عليّ " قاضوه , كل يقاضية عما كتب عنه " ولا ازال اتذكر كلمات مسؤولة صعدت "كوتا" من بين عتمة الحياة وهي تصفني لزميل لي, باني " احقر صحفي عرفته في حياتها " طبعا في حياتها التي عاشتها تحت ظل النظام العراقي السابق – نظام الراعي والقطيع " وفي ظل نظامنا الحديث - نظام كلمن ايده اله - وكل هذا لاني وصفت القليل مما تقوم به هذه المسؤولة – العبقرية - خلال عملها الرسمي . وبينما كان دافعي للكتابة منطلقا من مسؤولية واخلاقيات المهنة التي امتهنتها فقط , اذ اكتب وانشر على حسابي الخاص دون ان اتقاضى فلسا واحدا من جهة اعلامية . ترى ما هو دافع واعتراض وحرب هؤلاء "المرتجلين السياسة" عليّ وعلى ما اكتب ؟ وهم ياخذون راواتب ضخمة وامتيازات وسلف - تطفؤ لاحقا - وسيارات وايفادات "ما اكثرها" اضافة للهواتف الخلوية وكارتاتها . ناهيك السطة والجاه والعبث الذي لا يحاسبون عليه بسسب حصانة اخذوها في غفلة من الرأي العام . اليس هؤلاء السياسيون قد خانوا الامانة التي منحتهم اياها ارادة الشعب. مقرونة بامتيازات واموال نقدية وعينية . والغريب انهم يخاصمونني وغيري من زملاء المهنة في العراق وينصّبون انفسهم قضاة في ذلك الخصام . وهم يعلمون او لا يعلمون انهم يخالفون الدستو العراقي وخاصة المادة 38 منه ناهيك عن مخالفتهم اعراف وبديهيات وقواعد الدمقراطية والمادة 19 من الاعلان العالمي لحقوق الانسان
يبدو ان الكثير من السياسين يريدون من الاعلامي ان يكون ملمعا لاحذيتهم التي مزقتها عمليات السطو على مقدرات هذا الشعب اوالاستهترار والعبث بمصيره . يريدون من الصحفي ان يبدع في التملق والتلميع . وان يقدم لهم باراباجندا عالية الجودة , تدافع عن للسياسي الفاسد الفاشل, والغير كفؤ- في احسن حاللاته -
قد اجد عذرا للسياسي الفاسد في محاربته الاعلام المحايد والجاد والملتزم بمعنى وظيفة الصحافة والاعلام . ولكني لمّا اجد الي اليوم عذرا لهذا السياسي وهو يحارب الصحفي عندما يتحدث عن الشؤون الثقافية . قبل ايام نشرت تحقيقا صحفيا عن مدينة الكفل الاثرية , فلمست من جهات سياسية ودينية غضبا شديدا عليّ . وكل يغضب بسبب عرضي للجانب الذي يخصه وكان الجميع غير راضين بل متوعدين لي . مع هذا ربما اجد في الكفل مشكلة متداخلة وصراعا طويلا بين المسلمين واليهود وصراعا جديدا بين مفتشية الاثار وهيئة المزارات, يكون من الصعب عليهم تجاوزه , ولكن ما المشكلة في ان انقل " مثلا " صورة اسبوع ثقافي اقامته لجنة الثقافة والاعلام التابعة لمجلس محافظة بابل في محافظة كربلاء . وقد فشل الاسبوع باعتراف منصور المانع عضو مجلس محافظة بابل ورئيس هذه اللجنة وصاحب فكرة الاسبوع الثقافي ناهيك عن اعتراف من سألتهم وهم من المشاركين في الاسبوع , ويومها قال منصور المانع مستغربا : ان ممثل مجلس محافظة كربلاء لم ينتظر حتى يسمع كلمة ممثل مجلس محافظة بابل . وقال بعض المشاركين في الاسبوع : ان الاسبوع لم يحضره جمهور كربلائي ولا مسؤولون ولا مثقفون . وبسبب نشري خبرا صحفيا قصيرا بهذا الخصوص . تعرضت للقدح والذم, حتى قالت مسؤولة الثقافة في مجلس كربلاء عني بانني - امّي ولا اعرف حرفا واحدا من الصحافة او من الثقافة - اقول لو كذبت على الناس وقلت في الخبر, ان الاسبوع ناجح وقد حضره جمهور عريض وتواجد فيه الساسة هناك داعمين له . لاختلف قول تلك المسؤولة عني ولقالت : باني صحفي محترف وعظيم الثقافة . ومن اجل هذا الخبر القصير تعرضت وتتعرض مصادري الخبرية التي زودتني بالمعلومات الى ضغوط كبيرة . واعتقد ان هذه الضغوط سوف تدفع ببعض مصادر التقرير الصحفي الذي كتبته الى التراجع عن كلامها الذي ادلت به لي تحاشيا لمخاطر وتهديدات تواجهها . وتحت وطأة هذه الحال يعيش كل اعلامي او صحفي عراقي يلتزم باخلاقيات وقواعد المهنة وخاصة الحياد والمصداقية والمسؤولية والشجاعة في اداء هذه الوظيفة . وقبل ايام وُجه لي تهديد واضح من قبل بعض مرتجلي السياسة وهو يقول . "خليك تكتب هكذ لترى كيف تكون عاقبتك قريبا " وكان التهديد بحضور مسؤول رسمي لم يرد على هذا التهديد الموجه لي مما يعني موافق المسؤل عليه . وانا هنا ادون هذا التهديد للتاريخ الصحفي في العراق, وادونه كاشارة الى ما قد يقع لي لاحقا على يد من هددني . الا اذا اصبح العراق ليس بلدنا بل بلد هؤلاء السياسين فقط وهنا اعتذر منهم واطلب مهلة عليّ اجد على هذه الارض بلدا يسمح لي ان اقضي ما تبقى من العمر على ارضه !!!!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا وفرنسا.. تصاعد في التوتر والتصريحات المتبادلة| #غرفة_ا


.. مصر تصعد من لهجتها تجاه إسرائيل وتحملها مسؤولية ما يحدث في ق




.. مارتن غريفيث لسكاي نيوز عربية: الحرب في غزة مازالت بعيدة عن


.. فض اعتصام طلاب جامعة ميشيغان الداعم لغزة بالقوة




.. في شهر واحد.. تعرف على حصيلة قتلى جيش الاحتلال الإسرائيلي