الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وحدة الدول التبعية في أزمة الكهرباء

عماد بني حسن

2010 / 8 / 22
السياسة والعلاقات الدولية


لو كانت الصين بتواضع صناعتها تنشر بضاعتها في أسواقنا وتقفل حكومات دول أزمات الكهرباء ... الابواب للإستيراد الاخر التابع للشركات العملاقة (الغول) لكان فكر الصينيون كيف يجدون لمستهلكهم في بلادنا سلعة تؤمن لهم الطاقة الكهربائية وبسعر زهيد وربما ايضا فكر الصينيون الذين يوازون بين حاجة الانسان وحاجتهم للسوق بلا جيوش أو غــول رأس الاموال.

كيف يؤمنون الماء لسكان الدول العربية التي تعاني الازمتين الماء والكهرباء .. رغم فائض الاول ... .

ماذا يعني هذا ؟ وما علاقة الصين و العرق الاصفر بعروقنا التي يجلدها وزراء الطاقة وروؤساء حكومتهم الميامين ؟

يعني هذا البحث بالاصل عن أخلاقية السوق وعن الموازاة بين ان تؤكل من الشركات العملاقة التي تحط في بلادنا ... وعلى رأسها أحتلال العراق بشكل مباشر ووقح من قبل هذه الشركات .. والتي تركت لشركائها في الاستعباد والاستغلال وتقسيم السوق شركات الدول الاخرى ,شركات تابعة للدول التي شاركت بالحرب على العراق بشكل باشر او بالدعم المعنوي والمادي ...

أزمة الكهرباء التي تتسع رقعتها هذه الايام بدول مثل لبنان ومصر وربما غيرهما بشكل غير واضح .. هي بداية لحرب نعيشها منذ وقت ولكنها أنطلقت .. وهي حرب المياة والسيطرة على الدول من خلال الخصخصة .. للمؤسسات بعد ان يلعب اللاعبون دورهم في اعجازالدولة عن القيام بواجبها ومن ثم اعطاء هذه القطاعات لغول المال أي الخصخصة التي باتت خيار المواطن في هذه الدول أيضا .. لاعلان الدول عجزها عن مواجهة مثل هكذا أزمة ... وبدون أن يكون راسمال محدد بهوية وطنية او غير وطنية .. وأن وجدت وطنية فهي اموال شركات يديرها محليون بالوكا لة لحساب الشركات التي تتغلغل لتسيطر على كل مقومات الدولة وتلغي دور الدولة وعلاقتها بالمواطن ...

كل هذا والقادم أسوأ .. بفعل التبعية العمياء من دول رأت في السياسات المتوحشة التي قادتها ادارة الرئيس بوش ممثل غول الرأسمال والشركات .. خلاصا في الحفاظ على بقائها والالتحاق بركب هذه السياسة بلا معنى سوى الحفاظ على مناصب الحكام وتامر الجزء الاخر منهم على شعوبهم وعلى مؤسسات دولهم

وكانت حرب العراق مثلا لهروبهم الى الجحيم الذي يتلقى دفع فاتورتة المواطن ...بفعل حرب العراق وبفعل تبعية بعض الدول اقتصاديا ومديونية وبالتالي هي مرهونة لأخطبوط مافيات الكهرباء والوقود ,

ففي لبنان أزمة لا تفاصيل عن مبررا تها لأن الكلام المعلن عن أزمة الكهرباء هو كلام بعيد عن عقول الاداريين الذين ممكن ان يضعوا خطط تواجه هذه الازمة بل وتصبح من الماضي .



الا ان ثمة خيط خفي يختفي في طيات الازمة الكهربائية .. ليس برىء الصلة بابعاد خارجية لمصالح الخصخصة ز. وبالتالي فأننا لانتحدث عن الخصخصة بحد ذاتها أنما عن المال الذي يدير الازمات لينقض على هذه المؤسسات ,, فأزمات الكهرباء العربية والبارزة اليوم في مصر ولبنان تحولت بفعل عوامل عديدة الى جزء من الخريطة لسياسية تخضع لموازين قوى ولنفوذ بابعادها وخلفياتها الغير معلنة .. وهي تصب في خانة الانقضاض المخطط له من قبل الشركات العملاقة والاستعمارية بطبيعة الحال والتي هي جزء من شركات أستغلال وسرقة ثروات وممتلكات الشعوب التي تعيش تدريجيا أزمة محلية ظاهرها .. بابعادها جزء من الحرب على النفط وعلى بقية الثروات وعلى السوق .. وتحويل الدول الى مقرات لحراس هذه الشركات ... بكلفة أستعمارية أستغلالية أقل .. من الاحتلالات والحروب المباشرة الكبرى وأن كانت الحروب في القرن الواحد والعشرين هي ممولة من الاقتصاد العالمي المتوحش والذي يريد تأمين خط سيرة بهدوء في هذه الدول ..

وبالتاي فأن هذه الدول أمام مستقبل تؤمن فيه زعاماتها مكانتهم كمدراء للشركات العابرة للقارات لتسيطر على كل مقومات حياتهم ومكونات الدول وتصبح الشركات هي من يقرر تأمين الماء والكهرباء والهواتف وكل الخدمات للمواطن و الدولة تتحول الى شاهد بل الى حامي لهذه الشركات من فقر الموطن أو تقاعسه في دفع الفواتير ... وبأي سعر تحددة هذه الشركات بلا حسيب ولا رقيب بل وبتواطىء من الدولة ..

وإذا كانت الكهرباء التي تشكل هاجس سكان هذه الدول في مثل هذه الايام ولسنوات فأن نذير السيطرة على موارد تلك السلعة أصبح قاب قوسين أي ...البحر والنهروالمياة الجوفية .. ففي النيل بدأت بوادر أزمة تطرح حول ملكية أو أحقبة الماء فيه الى الحديث عن النفط والغاز في بحر لبنان والى الحديث الاسرائيلي المبكر عن أحقية إسرائيل في هذه الثروة داخل البحر وطرح مبادارات غير قوية عن وضع حدود بحرية سبقت اسرائيل الفعل لتقول أنها تمتلك الثروة وهي تقع داخل حدودها البحرية .

وليس بعيدا عن الحرب المقبلة فأن أزمة الكهرباء التي تتفاقم تدريجيا في بعض الدول العربية هي في طريقها لتتحول الى أزمة تقود اسرائيل عناصرها الأساسية كعراب أقتصادي للقادمين بأموال تمكنهم من أمتلاك قطاع خدمات هذه الدول ...والاهداف المائية هي جزء من الازمة وأسرائيل أدركت تلك الازمة المائية منذ الثمانينات .. وطرحت لها أستراتيجية وجغرافيا للسيطرة على الموارد المائية بالحرب ... اولا .. وتحويلها الى سيطرتها في المنطقة .. فأي الازمات نحن مقبلون عليها .. اذا كانت حال الكهرباء في القرن الواحد والعشرين هي هذا الحال .. المتردي بهذه الدرجة وبالطبع بتواطىء وبأصطناع الازمة ... فلدى أسرائيل ملفات حروب بأهداف منذ نهايات القرن الماضي اي حرب السيطرة على المياه .

من هنا كان يجب على هذه الدول أن تتخلص من الكثير من التبعيات للشركات السياسة بالاصل والمعروفة وان تنمي ثروتها من الزراعة والصناعة وان تبحث عن دول تحترم علاقاتها وتقف الى جانبها في الشدائد

لا أن تستسلم بشكل او أخر لخطط الدول الكبرى التي لا تحمل في طيات أهدافها الا السيطرة عن مؤسسات الدول من خلال مصادرة القطاع العام وتحويلة لخصخصة بأمول غير محلية ...... وتصبح الدول التي .. نحيا بها .. ولا ترى من الوطن والدولة سوى بناء السجون والمعتقلات .. هي خردة دولية ملقية على ناصيات الطرق ...



والى اللقاء



عماد بني حسن

21 - 8-2010








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. تقارير: الحرب الإسرائيلية على غزة دمرت ربع الأراضي الزراعية




.. مصادر لبنانية: الرد اللبناني على المبادرة الفرنسية المعدّلة


.. مقررة أممية: هدف العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ البداية ت




.. شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي على خان يونس