الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المصالحة الفلسطينية هل هي إرادة واعية أم مجاملة

فاطمه قاسم

2010 / 8 / 22
القضية الفلسطينية


المصالحة الفلسطينية هل هي إرادة واعية أم مجاملة ؟
كانت جنازة الأخ المناضل أمين الهندي كونه مناضل وقائد فتحاوي مهم ، فرصة لحضور بعض الكوادر من حركة فتح وقياداتها إلى قطاع غزة ، بصحبة الجثمان ، وبطبيعة الحال فقد شاركوا في بيت العزاء ، الذي حضره عددا كبيرا ، والذي أقيم أمام بيت الفقيد العزيز على قلوب الشعب الفلسطيني ، وقد شارك فيه الآلاف بما يليق بهذا المناضل الفتحاوي والوطني ، الذي يمتلئ تاريخه بالعطاءات المميزة .
ورغم بعض التعديات التي جرت قبل الجنازة وبعدها ، إلا أن حضور رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية إلى بيت العزاء ، فتح الموضوع مجددا حول المصالحة الفلسطينية .
والغريب أن الأخبار تناقلت بشكل واسع حول لقاء فتحاوي حمساوي في غزة ، للبحث في وسائل جديدة للمصالحة ، الأمر الذي أثار قدرا كبيرا من الترقب لدى الرأي العام الفلسطيني، استأثر باهتمام الصحافة المخلية والعربية ، وعاد السؤال يتردد من جديد ،هل فعلا هناك فرصة حقيقة للتقدم باتجاه المصالحة ، وهل هي خطوة مخطط لها ؟ وهل المصالحة لها إطاراتها المختصة بمتابعة آلياتها ، وبرامجها ، أم هي وليدة الصدفة وضرورات اللحظة الراهنة ، حدثت تخت عنوان تسجيل النقاط والمجاملة ، أم هي فعلا إرادة واعية تستمر بتذليل الصعوبات ، وحشد القواسم المشتركة ؟
على العموم :
هذه أسئلة عادة تثار كلما سمع حديثا أو حدث حراك سرعان ما يخفت عن المصالحة، بغض النظر من أين بدا الحراك من فتح، أو من شخصيات مستقلة، أو حتى لو جاء عن طريق بعض الإشاعات الإعلامية.
وغالبا هذه المبادرات التي تحدث بهذه الطريقة لا تأخذ وقتا طويلا ولا تترك أثرا هاما بين أوساط الناس، بل هي تحدث أثرا عكسيا وتضيف إلى الإحباط تراكمات جديدة.
وان الأجواء السائدة فعليا ، أثبتت أن هؤلاء الذين يتحدثون عن المصالحة بشكل مفاجي كان المصالحة الفلسطينية ليس لها علاقة بالأجواء السياسية والأمنية والتراشقات القائمة ، وعلى سبيل المثال لا الحصر ، فان السلطة الفلسطينية متهمة اليوم من قبل حركة حماس ، ومن قبل الحكومة المقالة بأنها تقوم بحرب دينية ضد تيار التدين في الضفة الغربية ، كما أن السلطة الوطنية متهمة يوميا بالتنازل إلى حد الخيانة على مستوى المفاوضات والقبول بها سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة ، كما أنها ما زالت الاتهامات العنيفة والغير مبررة توجه إلى السلطة الوطنية بمواصلة الاعتقالات ، وأنها سلطة دايتون ...............والخ
فكيف يتم الحديث عن المصالحة ، وكيف تتم هذه اللقاءات التي تحدث بشكل عارض كما لو أن المصالحة هي شيء شخصي وأخلاقي لا علاقة له بالسياسة أو المرجعية لا من قريب أو بعيد .
والغريب أن الذين يتحدثون عن المصالحة ليس لهم مقر واحد ، ولا يستطيعون القيام بأي فعالية مهما كان حجمها إلا بإذن مسبق وبما هو مسموح مذيلا بالتوقيع يحملهم مسئولية أي تجاوز ، حتى أن الجنازة التي رافقها أعضاء قيادة حركة فتح لم تحدث إلا وفق ترتيبات معينة ،
لذلك فان في كل مرة يحدث لقاء أو حديث عن المصالحة بهذه الطريقة سرعان ما ينتهي بمزيد من الإحباط واليأس ، ويتحمل تبعاته الإنسان الفلسطيني المغيب عن الحقيقة ، لا يعرف من يصدق ومن يكذب ، ومن هم القيادات المكلفة بمتابعة ملف المصالحة ، هل هم مكلفون ، أم أننا في حارة غوار الطوشة كل من في يده شيء له ، والى متى سيستمر الحديث عن المصالحة يجري بهذه الطريقة ففي صباح هذا اليوم تناثرت الأخبار عن المصالحة من قبل قيادات فتح ، وكان من أوحى بذلك قد نجح بالفخ لان أخبار المساء حدثت على لسان قادة حماس بان المصالحة لا تجوز مع طرف ذاهب للمفاوضات في طريقه إلى ممارسة الخيانة . أسفه أنني أتحدث بهذه القسوة التي دافعها وطنيا كبيرا، وحرصا اكبر منه على قيادات فتح التي تبادر دون أن تتأكد من جدية الأخر الذي غالبا ما يهدف إلى إظهار الموضوع وكأنه غير جدي وليس أكثر من مجاملة عابرة.
الكل الفلسطيني يتمنى أن يتوقف التراشق
ويتمنى أن تنتهي الاتهامات ، بل يتمنى الكثيرين أن تكون الدعوة إلى المفاوضات المباشرة فرصة عظيمة لإعادة الحسابات ، وإعادة المرجعيات إلى وضعها المطلوب من اجل المشاركة تحت العنوان الوطني الفلسطيني ، لان هذا يجعل المصالحة فعلا واقعا ، وليست مجرد حديث يهدف إلى تسلية الصائمين في رمضان والله اعلم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العراق: السجن 15 عاما للمثليين والمتحولين جنسيا بموجب قانون


.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. هل تنهي مفاوضات تل أبيب ما عجزت




.. رئيس إقليم كردستان يصل بغداد لبحث ملفات عدة شائكة مع الحكومة


.. ما أبرز المشكلات التي يعاني منها المواطنون في شمال قطاع غزة؟




.. كيف تحولت الضربات في البحر الأحمر لأزمة وضغط على التجارة بال