الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى متى يستمر مسلسل الاخطاء الامريكيه في العراق؟

عادل حسن الملا

2004 / 8 / 29
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


لنترك جانبا" موضوع نسبية الخطأ و الصواب ولننطلق من حقيقة ان المصالح العليا للشعوب لا تتناقض وأن هناك حقائق شبه مطلقه ممكن ان يتفق عليها غالبية الناس ولنلقي نظره سريعه على مجمل السياسه الامريكيه تجاه العراق منذ عام1991.
لقد بدأ مسلسل الاخطاء الامريكيه في الشأن العراقي بفرض الحصار الاقتصادي الذي كان موجها" بشكل كامل للشعب العراقي و ليس لنظام صدام بل على العكس فلقد استفاد هذا النظام من الحصار الى اقصى حد ممكن وقام بتوظيفه توظيفا" ممتازا" سواءا" على الصعيد الخارجي بما يخدم حملاته الاعلاميه او على الصعيد الداخلي في استثمار المصاعب المعيشيه لجماهير الشعب من اجل اجبارها للعمل ضمن مؤوسسات النظام المختلفه.
ثم جاء الخطأ الاكبر في الاصرار على غزو العراق دون الحصول على موافقة المنظمه الدوليه على الاقل ودون البحث عن اساليب اخرى لدعم الشعب العراقي في سعيه لاسقاط نظام صدام دون اللجوء الى الخيار الاسوء وهو شن الحرب بما تعنيه من مآسي جديده لشعب عانى كثيرا" ولم يعد يحتمل المزيد, ولم تصغ الاداره الامريكيه الى العديد من قوى المعارضه العراقيه التي كانت تطالب بتقديم صدام الى محكمة دوليه وتشديد الحصار السياسي والديبلوماسي على نظامه وتقديم الدعم لقوى المعارضه العراقيه لانجاز مهمة اسقاط النظام.
وعندما حصل الغزو ارتكبت القوات الامريكيه اخطاء شنيعة في تشجيعها لاعمال السلب والنهب والحرق التي طالت اغلب مؤوسسات الدوله واتت على ماتبقى من البنى التحتيه للبلاد.
ثم قامت الولايات المتحده باستصدار القرار رقم1483 الذي شرع الاحتلال في وقت لم تكن مؤهله للنهوض بالالتزامات التي تفرضها صفة البلد المحتل وفي مقدمة ذلك حفظ الامن والنظام وحماية الحدود الخارجيه فما استطاعت حفظ الامن ولا حماية الحدود فساد الانفلات الامني وتسلل الالاف من الارهابيين الى داخل العراق ليعيثوا في الارض فسادا" دون ان يجدوا من يردعهم او يحد من نشاطهم.
وارتكبت سلطات الاحتلال المزيد من الاخطاء في تعاملها مع المواطنين فاستخدمت القوه المفرطه والعقاب الجماعي مما زاد من نقمة المواطن العادي وبدأ سلطة تكسب المزيد من الاعداء يوما" بعد يوم.
وفي حين لم تستطع سلطة الاحتلال حل المشاكل الحياتيه الملحه لعموم الناس لم يتم منح مجلس الحكم اية صلاحيات يستطيع من خلالها حل ما امكن من هذه المشكلات وفي مقدمة هذه المشاكل توفير الخدمات الاساسيه و البطاله والمفصولين السياسيين والدوائر المنحله.
وتجلت الاخطاء الامريكيه بشكل صارخ في تعاملها مع موضوع الفلوجه وموضوع مقتدى الصدر فلقد حاصر الامريكان الفلوجة وقتلوا المئات من المدنيين الابرياء دون ان يستطيعوا القبض اوتوجيه ضربة ما الى المتسللين الاجانب او يتمكنوا من حل المشكله في حين كان تعاملهم مع ملف مقتدى الصدر يمتاز بالتخبط الذي كان غالبا" ما يدفع الابرياء ثمنه.
وفي هذه الايام وحيث تتصاعد من جديد مشكلة تيار مقتدى الصدر ويسقط المئات من الابرياء ضحايا للعنف غير المبرر وتهدم المنازل وتنتهك الحرمات, من حقنا ان نتساءل الى متى يستمر مسلسل الاخطاء الامريكيه في العراق؟
واى متى يدفع المواطن العراقي ثمن هذه الاخطاء؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن في الرياض.. إلى أين وصل مسار التطبيع بين إسرائيل والس


.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين يرفضون إخلاء خيمهم في جامعة كولومبيا




.. واشنطن تحذر من -مذبحة- وشيكة في مدينة الفاشر السودانية


.. مصر: -خليها تعفن-.. حملة لمقاطعة شراء الأسماك في بور سعيد




.. مصر متفائلة وتنتظر الرد على النسخة المعدلة لاقتراح الهدنة في