الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نعم و لا

كاظم الشاهري

2002 / 7 / 26
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 

                                                                                          

 

ذكرتان

مرتا في هذا الشهر  تموز / يوليو الاولى كانت  ثورة 23/يوليو في مصر والثانية كانت ثورة 14 / تموز في العراق. الثورتان انتهتا بطريقتين مختلفتين فالاولى تم الانقلاب عليها بشكل سلمي اما الثانية فكان بشكل دموي ولانستطيع في الواقع التصفيق لهما بحماس المتعاطف او رجمهما بحماس المخالف بيد انهما  اي الثورتين كانتا لهما تأثيراً واسعا على المستويين الوطني والاقليمي العربي لقد غادرتا  ليس بانسياب الجداول المسالمة ولكنه بغضب الانهار الموارة وقد يكون هذا راجع الى اختلاف الزعميين قائدا الثورتين في نظرتهما الى الوقائع والمشاكل التي كانت سائدة في عصرهما وقد يدخل ايضاً عامل البيئة والتكوين الثقافي لكلا الزعميين في تشكيل مسعاهما وايضاً الثيمات الاشعورية لكليهما .

 

ولكي نثبت تلك اللاشياء فاننا نحتاج الى وقت طويل وصفحات طويلة ايضا ً لايتسع لها مقال في جريدة ولكن التنويه لها ضروري من اجل ان تكون مقدمة تأخذ بنا الى تناول جانبا نعتقد انه من اهم الجوانب التي ادت الى تصارع الثورتان والى نهايتهما المأساوية ال غير متوقعة على الاقل في بداية انطلاقهما .

 

لايخفى على احد ان الفترة التي جاءت فيهما الثورتان كانت فترة مد قومي واشتراكي ولم تستطع القوى المنظرة للاتجاهين ببلورة اسس فكرية صحيحة وعقلانية لكلا الاتجاهين فقد تراوحت الافكار بين بين ولهذا خرجت تيارات قومية اشتراكية وخرجت ايضا تيارات اشتراكية قومية ، كانت فترة توفيقية ولم تكن فترة حسم اطلاقا ً وبقيت الافكار القومية الخالصة والاشتراكية الخالصة محط ربية وشك .

 

وكانت ايضا القضية الفلسطينية ماتزال في بداية اتخاذ حكومات عربيات وطنية  موقف جاد منها ومن ثم خيمت تلك القضية نفسها لتكون عامل ( انتخابي ) اذا صح التعبير لكثير من الانقلابات والحكومات دعامة لها ومبررا لوجودها في حين لم يكن  في تاريخنا مشكلة تسمى المشكلة اليهودية والرسول محمد ( ص ) وضع لها حلولا قبل فتحه مكة وكان اليهود على امتداد تاريخنا اخوة لنا في الخلق وابناء وطن والمشكلة في الواقع كانت مشكلة اوربية فقد ذبحوا اليهود بعد سقوط اسبانيا في الوقت الذي كان يعيش فيه المسلمين واليهود سوية والثانية في المانيا وكان انشاء وطن قومي لليهود كما تعهد به ( بلفور ) ليس من اجل اليهود وايمانا بحقهم او تنفيذا لاعتقاد بعض الطوائف المسيحية التي تعتقد بتجمع اليهود في فلسطين سوف يعجل بظهر المسيح من جديد . بل كان من اجل ازاحت العار عن جبين الديقراطية الاوربية وكانت زعيمتها في تلك الفترة  بريطانيا .

 

نظرة الى الزعمين سوف لاتكون كافية من خلال الاشياء البسيطة التي حاولنا من خلالها وضع اسس للصراع ا ولكن الاثنان قتلا نفسهما او اذا صح التعبير فانهما انتحرا لانهما لم يدركا بالضبط العوامل الاساسية لصراعهما ومع هذا وبدون انحياز فأن الزعيم عبدالكريم قاسم كان اكثر استقراءا للواقع وكان مؤمنا ان الطريق الى الوحدة العربية يمر من خلال حل المشكلات الوطنية او القطريةوبعدها سوف يكون الطريق ممهدا الى انشاء وحدة في حين كان يرى عبدالناصر اان هذا موقف ( شعوبي ) وضد العروبة ولانهما لم يستطيعا التفاهم فقد قتل احدهما الاخر . عبدالناصر قتل الزعيم عبدالكريم قاسم في اسناده ومده لجماعة انقلاب شباط 1963 وعبدالناصر لم يصغي الى افكار الزعيم الذي كان يعتبر الوصول الى الوحدة القومية والى تحرير فلسطين تأتي من خلال حل المشاكل القطرية الو الوطنيية

بيد ان عبدالناصر كان معتدا ً بنفسه الى الدرجة التي دخل بها الحرب بأكثر من مئة من الملايين وخرج منها خاسرا ً امام أقل مليون من دولة اسرائيل فمات بعدها كمدا مثلما مات عبدالكريم قاسم برصاصات المهرولين الى الهزيمة . 

 

 

 

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ