الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عراق الأزمات!!

محمد الياسري

2010 / 8 / 23
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



في تعريف مبسط لمعنى الأزمة يمكن القول أنها " موقف مفاجئ تتجه فيه العلاقات بين طرفين أو أكثر نحو المواجهة بشكل تصعيدي نتيجة لتعارض قائم بينها في المصالح والأهداف، أو نتيجة لإقدام أحد الأطراف على القيام بتحدي عمل يعدّه الطرف الآخر المدافع، يمثل تهديدًا لمصالحه وقيمه الحيوية، ما يستلزم تحركًا مضادًا وسريعًا للحفاظ على تلك المصالح".(*)
وهذا المصطلح الذي يعود اصله الى الطب الاغريقي يتجسد اليوم في أوضح معناه في العراق الجديد حيث يعاني من كثرة الزمات وتنوعها ليس على مستوى المواطن العادي بل على مستوى النخب السياسية والقيادية التي يبدو انها تحولت من صناعة الأزمات الى الوقوع في مطباتها دونما التفكير بطرق وأساليب الخروج منها ثم التحول لأبناء الشعب المسكين وحل أزماته بما يحقق له الجزء اليسير من احلامه وآماله.
ولنبدأ بأزمات سياسينا فنرى انهم يعانون من أزمة ثقة فيما بينهم ولا يطمئن احدهم للآخر ولا يعطيه الأمان كي يضع احدهم يده بيد الآخر لعبور المشكلة..
يعانون ايضاً من ازمة الصدق فمعظمهم لا يصدقون الناس قولاً ولا فعلاً وكأنهم جبّلوا على الكذب والافتراء وممارسة الأضاليل بعيداً عن مخافة الله والناس..
هناك ازمة في الايثار فلا أحد من سياسيينا يؤثر مصلحة الشعب على مصالحه الشخصية ولا ينظر الا بقدر ما يتحقق له من منافع على حساب الآخرين!!
أزمة أخرى تتجسد لدى من يتصدى للعملية السياسية وهي عفة النفس والابتعاد عن مطامع الدنيا الفانية والنظر الى محبة الشعب نظرة جدية والسعي بكل الجهد لنيل رضاى هذا الشعب دونما التفكير بمستوى الراتب والمخصصات والايفادات وغيرها من المنافع!!
ثم تاتي أزمة الصمت والابتعاد عن الاضواء وأشك أن احداً من سياسيينا قادر أن يتجاوز هذه الأزمة ويعتكف دونما أن يطلق التصريحات النارية اليومية صدقاً أو كذباً، تصريحات حقيقية أم يضحك بها على ذقون المواطن البسيط، والغرابة أن هؤلاء السياسيين يصرحون تصريحات تناقض بعضها البعض واحياناً يناقضوا حتى تصريحات كتلهم وأحزابهم وربما زعماءهم!!
أما أزمة الحصول على النفوذ والمغانم فحدث ولا حرج لا أحد منهم يريد أو يحاول أن يدرك أن الجلوس على كرسي السلطة واجب اخلاقي وشرعي وليس للتسلط على رقاب العباد، ولا أحد منهم يريد أن يستمع المثل المتداول عبر التاريخ أنها لو دامت لغيره لدامت له!!
وأزمات قادتنا السياسيين كثيرة وعديدة، وهذه الأزمات أنتجت منها أزمات كبيرة لاحصر لها يعانيها المواطن البسيط المبتلى على عمره وعجز هؤلاء السياسيون واللذين يدعون انهم قادة البلاد والعباد عن ايجاد حلولاً لها، ولهذا اسمحوا لي الانتقال الى هذه الأزمات التي يعاني منها الشعب دونما وجود بصيص أمل لحلها أو تجاوزها ما دامت أزمات السياسيين تنتفخ وتزداد يوماً بعد آخر.
ومن هذه الازمات ازمة الامن المفقود على مدى سبع سنوات مضت ، وأزمات الماء والكهرباء والوقود والبطالة وانتشار المخدرات!!
اضف الى ذلك ظواهر الخطف والاغتيال والاتجاربالبشر والفساد والتزوير وغيرها من الفواحش والقهر والحرمان والجوع والفقر!!
وفوق كل ذلك تبدو مسألة عدم وجود مأوى يلم شمل المطحونين من العراقيين المضحين بالغالي والنفيس وبحثهم المستمر عن شبر يسكنونه في هذا البلد الغريب العجيب أضحى همهم اليومي في حين قادته يتنافسون على شراء الفلل والشاليهات والقصور في بغداد وعواصم أمة العرب ودول الغرب حتى اضحى كل منهم يمتلك عشرات العقارات ولازال يبحث عن قطعة أرض مميزة تطل على دجلة الخير!!
أزمات العراقيين طويلة وعديدة واذا اراد احدنا تعدادها والوقوف ازاها سيحتاج الى اوراق واوراق كي يسطر فيها ازمات العراقيين التي تبدأ من لاشيء ولا تنتهي عند شيء وكأن هذا الشعب كتب عليه أن يعيش في دوامة الأزمات لأجل غير مسمى.
محمد الياسري
[email protected]
* عبد الاله البـلداوي - إدارة الأزمات.... العراق نموذجاً








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علماء يضعون كاميرات على أسماك قرش النمر في جزر البهاما.. شاه


.. حماس تعلن عودة وفدها إلى القاهرة لاستكمال مباحثات التهدئة بـ




.. مكتب نتنياهو يصيغ خطة بشأن مستقبل غزة بعد الحرب


.. رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي: الجيش يخوض حربا طويلة وهو عازم




.. مقتل 48 شخصاً على الأقل في انهيار أرضي بطريق سريع في الصين