الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل جنى شعبنا العراقي على نفسه براقش

يوسف ألو

2010 / 8 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


هل جنى شعبنا على نفسه براقش !!
كلنا يعرف المثل العربي المشهور ( على نفسها جنت براقش ) وبدلا من ان نحلل اليوم ونشرح المثل الذي بات الجميع على علم به ارتأيت ان احذف حرفين من المثل لأجني عليه من دون عمد او قصد او تشويه وأحوله الى جمع مذكر !! وبواسطته سادخل في الموضوع الذي طالما تكلمنا عنه انا والعديد من زملائي الصحفيين والكتاب والمثقفين ونسجنا العديد من المقالات التي يندم كل من يقرأها او يسمعها على فعلة كان بالأمكان تجنبها وبالتالي تجنب المأساة التي وقعت والتي يتحمل بل نتحمل جميعنا وزرها !!
ابان النظام الدكتاتوري المقبور جرت عدة انتخابات صورية لأنتخاب اشخاص كانت تحددهم التنظيمات الحزبية في مناطقهم وهم طبعا قياديين في تنظيمات البعث المقبور وكنا شئنا ام ابينا نذهب لأنتخاب هؤلاء الأشخاص مع علمنا الأكيد بان وجودهم من عدمه لاتأثير له على الوضع السياسي والأجتماعي والثقافي والخدمي وصنع القرار السياسي والوطني الذي كان محصورا بيد الطاغية المقبور وفي احدى المرات جرى استفتاء على رئيس الجمهورية والذي كانت نتيجته فوز الطاغية بنسبة 99و99% !! حيث ان ورقة الأستفتاء كانت تؤشر مباشرة من قبل الموظف المخصص لهذا الغرض والمختار من تنظيمات الحزب مباشرة ! .
مهما يكن ومهما حدث في حينها فنظام الطاغية ولى دون رجعة واسبتشر شعبنا خيرا بنهاية حقبة سوداء خيمت عليه طيلة ثلاثة قرون ونيف وبدأ عهد جديد في العراق كما تم الأعلان عنه في حينها وهو عهد الحرية والديمقراطية التي كان شعبنا يتوق لها ويحلم بها وبالفعل اتيحت للشعب فرصا ذهبية عديدة كان بأمكانه ان يستغلها ويحقق من خلالها حلمه السعيد الذي كان يراوده ابان الحكم الدكتاتوري الصدامي المقيت ولكن وللأسف فبدلا من ان يستغل شعبنا بهذه النعمة التي حلت عليه والفرص النادرة التي كانت تحقق له حلمه بشكل سلمي وبأرادته ! لم يتمكن من الوصول الى الهدف الذي كان بمتناوله واصبح تحت رحمة ووصاية البعض ممن سولت لهم أنفسهم ليجعلوا انفسهم اوصياء على شعبنا الذي لم يفق من صدماته بعد وما كان يصدق بأنه حلمه اصبح بمتناول اليد وتحول الى حقيقة قابلة للتنفيذ ! فأستغل هؤلاء الذين لبسوا رداء الدين وثوب الوطنية المزيف ودخلوا قلوب العراقيين الكرماء بتلك الصفات التي مالبثت أنكشف بعد الممارسة الديمقراطية الأولى والتي سيطرت من خلالها الأحزاب الدينية على زمام الأمور لتزيد الأمور تعقيدا ولتدخل شعبنا بأرجله وطواعية من جديد في متاهة ما كان صدق انه قد تخلص منها وبهذا يكون الشعب قد جنى بنفسه على فعلته التي كان بامكانه الأبتعاد منها لو استخدم عقله وفطنته قبل التوجه لصناديق الأقتراع , فقد انخدع شعبنا بالتصريحات والوعود الرنانة والتي صدقها بسهولة طبعا كما أسلفت لأنه لم يكن يصدق بانه قد فاق من صدماته !! انقضت فترة الخمس سنوات المريرة التي عانى منها شعبنا البؤس والحرمان والفقر على يد شلة من الجهلة تربعوا على عرشه الأمين , وبدأت الأستعدادات لمرحلة انتخابية جديدة كان المفروض أن يتم من خلالها اختيار اناس اكفاء ومخلصين لشعبهم ووطنهم وهم على دراية تامة بمعاناة شعبنا ابان الدكتاتورية المقبورة والفترة العصيبة التي تلت سقوطها بخمس سنوات عضال !! واستبشر الأخيار خيرا وتوقعنا بأن شعبنا سوف يحسن اختيار ممثليه من الشرفاء والوطنيين والمخلصين والذي اثبتوا جدارتهم بقيادة جماهيرهم ابان الحكم الملكي وبعده وأن الخمس سنوات الماضية قد افاقته من صدمته بالكامل واصبح بمقدوره التمييز بين الشر والخير وبين المخلص والحرامي واصحاب المصالح الخاصة والشخصية وانه تواق ايضا للقضاء على الطائفية والعنصرية التي اوصلته لما هو عليه الآن كذلك ثبت بالملموس ان التصريحات والوعود الرنانة كانت خاوية ولا وجود لها على ارض الواقع بأدنى شيء بل زادت من معاناته وويلاته ! وبدأت حملة انتخابية جديدة لنفس الوجوه والشخصيات الخاوية والفاشلة وبدات ابوابقهم تزعق من جديد متناسين فشلهم الذريح وجنايتهم بحق شعبنا منطلقين من المثل القائل ( ان لم تستحي افعل ما شئت ) ومضوا بغييهم في خداع الشعب !! وللأسف رغم التنبيهات الكثيرة التي ملأت الصحف والقنوات التلفزيزنية والمواقع الألكترونية وعلى الرغم من وجود الأفضل بكثير من ذوي الأيادي النظيفة والنفوس النقية والنيات الصاقة وبالرغم من محاولاتهم ومحاولاتنا التوضيح لشعبنا خطورة الموقف واللعبة الأنتخابية وخطورة ما يحاك من خلف الكواليس ضد هذا الشعب المبتلي على امره لكنه وللأسف وقع بالفخ مرة اخرى وجلب المصيبة لنفسه بشكل افضع من ذي قبل وقد تكون عواقبه كما يبدو اوخم من التي قبلها واعتقد هنا قد ينطبق المثل على شعبنا ( على نفسه جنى براقش ) وها هو اليوم يشكو ويتألم وتتعالى صيحات امام عدسات الكاميرات ولكن لامن مجيب لشكواه فكل يبكي على ليلاه !! وكل يفكر بالكعكة الذهبية التي يحاول السيطرة عليها لمصالحه ومن معه متناسين الام شعبهم وهم يرونها يوميا ويلتمسونها دون تحريك ساكن ! .
ماذا اقول لك يا شعبي العظيم يا شعب الأنتفاضات والمظاهرات الجماهيرية التي هزت عرش الملكية والطغاة فما بالك اليوم ؟؟ هل اصبحت سهل المنال ممن لاضمير لهم وبعيدين كل البعد عن الوطنية والتحرر ؟؟ الى متى ستبقى هكذا ؟؟ الم تحن ساعة الصفر لمن منختهم ثقة عمياء ونكلوا بك ؟ اما كانت تجربة الخمس سنوات المنصرمة تجربة مريرة لك كي تجيد الأختيار بنجاح ؟؟ وهل ان الذي جرى ويجري افاقك الآن من صدماتك وبات بأمكانك التمييز بين الصح والخطأ وبين الشر والخير والمخلص والخائن ؟؟ مهما يكن فتجاربك مريرة ومعاناتك امر ولكن يؤسفني ان اقول انت الذي جنيت على نفسك وماعليك الآن والفرصة لازالت سانحة سوى العمل الجاد لتصحيح خطأك الفادح بالثورة على الواقع المرير المفروض عليك وانت اهل لذلك وصولاتك مشهودة واعلم ان ثمن الحرية والتحرر غالي جدا !!
يوســـــف ألــــــو 21/8/2010








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكنيست الإسرائيلي يصادق على تمرير قانون استمرار إعفاء المتد


.. أهالي المحتجزين يحتجون من شمال إسرائيل إلى جنوبها




.. حركة حماس: نؤكد استعدادنا للتعاون مع الوسطاء لدخول مفاوضات غ


.. الحكومة الألمانية ترفض إجراء انتخابات مبكرة بسبب الخسارة في




.. بعد هزيمة حزبيهما.. وزير الخارجية الإسرائيلي يسخر من رئيس ال