الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إيران تُعتبر -تهديدًا عالميًا- لأنها لم تخضع للإملاءات الأميركية

نعوم تشومسكي

2010 / 8 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


* المفكر اليساري الأمريكي نوعام تشومسكي في حوار مع صحيفة "كيهان" الإيرانية: أوباما مثل كلينتون تمامًا وحملاته الإعلامية أصبحت ورقة بيضاء ليس فيها أي التزام عملي
* "الناتو" يتقدم شرقًا باضطراد بحثًا عن استرتيجية لتأمين مصادر الطاقة
* الإتحاد الأوروبي يستطيع أن يخفف من خطر الحرب وهو الذي عرقل فتح مقرات إسرائيل النووية للتفتيش الدولي
* والذين يتحكمون بالعالم هم الرأسماليون وأصحاب الشركات الكبرى والبنوك الضخمة

الرئيس باراك اوباما فاز بجائزة نوبل للسلام عام 2009 على الرغم من مضاعفته لعدد الجنود الأميركيين الموجودين في افغانستان. أين أصبح شعار «التغيير» الذي أطلقه الرئيس أوباما؟

لا يمكنك اعتباري من الذين يأسوا من هذا الشعار لأنني أصلا منذ البداية لم أكن أتوقع أي تغيير أنا كانت لي كتابات ومقالات حول موضوع احتمال فوزه في الانتخابات حتى قبل أن تبدأ المنافسات الانتخابية. لقد كان واضحا عندي انه رجل ديموقرطي بالكامل مثل بيل كلينتون وتماما كما تفضلتم وقلتم بانه طرح شعارات وتحدث بكلام كثير مقنع حول «التغيير» و«الأمل». لكن هذه الحملات الإعلامية أصبحت مثل ورقة بيضاء ليس فيها أي التزام عملي!. فالشعب كان يائسا في عهد الرئيس بوش وكان يبحث عن أمل يتعلق به. ولو قمتم بتجزئة وتحليل سريعة للمطالب التي أعلنها الرئيس أوباما فسوف ترون بأنه لا محل فيها لأي أمل.

إدارة الرئيس أوباما تعتبر إيران تهديدا عالميا لأنها تسعى إلى تخصيب اليورانيوم من أجل الحصول على الطاقة النووية السلمية بينما لا تمارس حكومة أوباما أي ضغوط على دول تمتلك قنابل نووية مثل الهند وباكستان وإسرائيل! ما هو تقييمكم لمثل هذه المواقف؟

تُعرّف إيران بعنوان أنها تهديد عالمي، وذلك فقط لأنها لم تخضع للسياسات والإملاءات الاميركية. وإلا فإن إيران كنظام قائم لا تشكل أي تهديد على الإطلاق فإيران بلد لم يشاهد منه طوال قرون مضت أي أعمال احتلال او تصرفات عنف و خشونة.
طبعا لا أحد لديه نية - لا إيران ولا غيرها من الدول - بأن يكون لديه قنابل نووية، وسجل حلفاء اميركا مثل السعودية ومصر بالنسبة لحقوق الإنسان معلوم وغير خفي، لذلك لا يستطيع هؤلاء توجيه أي انتقاد لإيران بالنسبة لحقوق الإنسان.
أما إسرائيل فقد اعتدت على لبنان خمس مرات في ظرف سنوات قليلة - وبتأييد ودعم اميركي -، بينما لم تقم إيران أبدا بشن أي اعتداء أو حرب على أحد!.

إذن لماذا يعتبرون إيران بلدا يشكل تهديدًا عالميًا؟

لأن إيران تعمل بشكل مستقل ولا تنطلي عليها الأكاذيب ولا تتأثر بالافتراءات التي تتناولها في العلاقات الدولية، هؤلاء أيضا تعاطوا نفس التعاطي مع دولة تشيلي. فعندما أصبح الرئيس سلفادور على رأس السلطة هناك قامت اميركا - بهدف تأمين الإستقرار في ذلك البلد - بزعزعة استقراره!! ولا تناقض في هذا الكلام لان اميركا ومن اجل إيجاد الإستقرار - و الأفضل أن نقول - من اجل أن تحافظ على سلطتها ونفوذها هناك وجدت نفسها مجبرة على الإطاحة بتلك الحكومة. ونحن في منطقة الخليج الفارسي نواجه نفس المشكلة، وطهران لا تنطلي عليها الأكاذيب ولا تستسلم للإفتراءات.

كيف تنظرون إلى دور الأمم المتحدة لجهة الوقوف ضد العقوبات على طهران؟

الامم المتحدة مصطلح عجيب! أكثر دول العالم «باستثناء دول عدم الانحياز» تنطوي تحت سقفها، وهي دافعت عن حق إيران بتخصيب اليورانيوم من اجل النشاطات السلمية. وهذه الدول أعلنت دعمها وحمايتها لإيران مرات عديدة لكن الظاهر أن هذه الدول ليست محسوبة من ضمن الأمم المتحدة!
أعتقد أن منظمة الأمم المتحدة التي تتحدثون عنها تتشكل فقط من الذين يخضعون للقرارات الاميركية ويتبعون سياساتها , لذا فإن اميركا وإسرائيل تستمر في تهديد إيران، ولا بد من أخذ هذا التهديد على محمل الجد!

لماذا؟
لان إسرائيل تمتلك مئات القنابل النووية و أنظمة لنقلها حصلت ْعلى أخطرها أخيرا من ألمانيا! فألمانيا قامت بتجهيز إسرائيل بغواصات نووية مجهزة ومتطورة إلى حد أن بعضها غير قابل للكشف! وهذه الغواصات قادرة على حمل رؤوس نووية وهي الآن متواجدة في الخليج الفارسي ويمكن لهذه الغواصات ان تمر في قناة السويس بغطاء من الدكتاتور المصري! أنا لا أدري هل وصل بعد خبر هذه الغواصات إلى مسامع الألمان أم لا؟ لكن قبل أسابيع أعلنت البحرية الاميركية بانها في طور إنشاء مقر نووي في جزيرة (ديكو غارسيا) في المحيط الهندي مخصص لاستقرار الغواصات النووية فيه.
طبعا القدرة النارية لهذه الرؤوس كبيرة إلى الحد التي تستطيع فيه أن تنفذ إلى أعماق مقرات ضخمة محاطة بأمتار من الإسمنت المسلح ولم تصنع هذه الأسلحة أصلا إلا بهدف الاستفادة منها ضد إيران.. المؤرخ المعروف «مارتين لوي ون غرولد» في سنة 2003 وبالدقة بعد بداية الهجوم الاميركي على العراق هكذا كتب: بعد هذا الهجوم وفي حال قررت إيران الإعراض عن فكرة تصنيع قنبلة نووية فإن هذا الامر سوف لن يستخدم ضدها. واقعا هناك طريق آخر لمواجهة الهجوم الاجنبي، إذن لماذا لا تتعامل اميركا مع كوريا الشمالية بنفس هذا التعاطي؟ طبعا لأن هناك مانعا ما.
أقول مجددا: لا أحد يريد أن تتسلح إيران بقنبلة نووية رغم أن احتمال استعمال هذا البلد للسلاح النووي ضعيف جدا. ويمكنكم أن تنظروا إلى معلومات وتصرفات المؤسسة الأمنية الأميركية لتعرفوا أنه لو أرادت طهران ان تسلح رأسا نوويا واحدا فإن هذا سيكون كافيا لاحتمال محو هذا البلد عن الخريطة. وليس مهما كم أن رجال الدين المسلمين هناك يسيؤون في تشريع القوانين، لكن إلى الآن لم يظهر لهم أدنى علاقة بالعمليات الانتحارية.

ما هو الدور الذي يستطيع أن يلعبه الإتحاد الأوروبي من أجل تهدئة هذه الظروف الخطيرة؟

يستطيع الإتحاد الأوروبي أن يخفف من خطر الحرب، فيمكن للدول الأوروبية أن تضغط على الهند وباكستان وإسرائيل - وهي أشهر الدول التي امتنعت عن توقيع معاهدة انتشار الأسلحة النووية- من أجل أن توقع على هذه المعاهدة.
في أكتوبر 2009 وفي الوقت الذي كان فيه الإتحاد الأوروبي يستشيط غضبًا من البرنامج النووي الإيراني، كانت الوكالة الدولية تدعو إسرائيل إلى التوقيع على معاهدة الـ NPT طالبة منها أن تفتح أبواب مقراتها النووية أمام مفتشي الوكالة الدوليين، لكن أوروبا سعت إلى عرقلة هذا العمل وكذلك اميركا حيث طلب أوباما من إسرائيل أن لا تعير أي اهتمام لمطالب الوكالة الدولية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يأتي للعيش بايران
تي خوري ( 2010 / 8 / 23 - 23:35 )
انا انصح السيد نعوم ان يأتي للعيش بايران, بدلا من هذه الاراء البائسة؟؟؟

هو يعيش بافضل دولة بالعالم , حيث هناك حقوق الانسان محترمة, ويمكنه ان يقول ما يشاء ويفعل ما يشاء


2 - للسيد تي خوري
نبيل السوري ( 2010 / 8 / 24 - 07:36 )
أنت إنسان متنور عموماً، لذلك أستغرب منك مثل هذا الرد الطفولي لمفكر هام مثل تشومسكي
هو يتحدث هنا عن موضوع محدد: النفاق الغربي وبالأخص الأميركي في التعامل مع الآخرين حول نفس الموضوع، وهو موضوع امتلاك السلاح النووي ونية استعماله ويوازن بين إيران وإسرائيل
وهو لايجانب الصواب أبداً
لكن لو كان النقاش حول حقوق الإنسان في إيران فهو سينسف سلسبيل أبو النظام الإيراني
وبإمكانك مراجعة كل أفكاره المنشورة منذ الستينيات، ولن تجده إلا مدافعاً عن الحق وحقوق الإنسان، وحين يُسأل عن أي نظام عربي، يقول فيه ما يستحقه فعلاً
لكنه يكره العهر الأميركي والغربي بشكل عام، والحق معه
وهو يضع الحق على سياسات الولايات المتحدة التي زرعت هؤلاء الديكتاتوريين بين ظهرانينا وقوّتهم
وهي من غذى الوحش الإسلامي حين كان ذلك مناسباً، وحتى حين انقلب هذا الوحش على صانعه تستفيد أميركا من ذلك أيضاً
طبعاً نحن كشعوب من المعيب أن نجلس ونلقي اللوم على الغرب
وعلينا أن ننتفض على حكامنا وأفكارنا الدينية البالية والفتاوي المخجلة، قبل أن نشير بأصابعنا للآخرين، أي نبدأ أن نكون فاعلين وليس مفعول بنا كما هي الحال منذ 1430 سنة ولتاريخه
مع تحياتي


3 - تعليق
revef cinorhc ( 2010 / 8 / 24 - 07:51 )
المشروع النووي بحد ذاته لاتعتبره الدول مشكلة المشكلة الحقيقيه تكمن في صاحب القرار الاول والاخير في توجيه ضربه نوويه..ويبدو ان السيد نعومي لايدري ان ايران اليوم هي ايران الوجوه الثلاثه...الاول هو الرمز الديني الذي كان الى وقت قصير هو الآمر الناهي في سياسة ايران
الثاني مؤسسات الدولة ومن ضمنها المؤسسه العسكريه..والتي تتكون من منظومه متكامله وتم تحييدها بالكامل فهي (لاتحل ولاتربط في امور البلاد)..والثالثة خاصة تتمثل برئيس الدولة والحرس الثوري صاحب اكبر ميزانيه والتي تساوي ميزانية دولة صغيرة..وبيد هذه المجموعه اللحى و العمائم ومن يخرج عن الطاعة مصيره التصفيه والتي من ضمن مهامها العمليلت الخاصة خارج ايران وهذه الخاصه كلمه ذمتها واسعه تشمل التمويل والتجنيد والتدريب. والخ.وبذلك يخرج الجميع بوجه كالح.. وتخرج يد ايران بيضاء من غير سوء
ياسيدي الكريم...لاتوجد نوايا حسنه ولا نوايا طيبه في اي مشروع نووي..
.فقط سنصفق لهم كثيرا حين يكون مصير العباد كمصير ال20 مليون باكستاني يتمنى واحدهم ان لو مات في الفيضان خيرا له من حياة بلا كرامة في وطن نووي


4 - انظر حولك فسترى
تي خوري ( 2010 / 8 / 24 - 12:31 )
اشكر نبيل السوري على رده المهذب؟؟ وبعد..
يا اخ تبيل الرد الطفولي والنفاق ان ننعت افضل دولة بالعالم وعلى مر تاريخ البشرية بالنفاق والعهر!!
يا اخ نبيل , الدول العاهرة والمنافقة , لا تصل الى ما وصلت اليه اميريكا والغرب , ..
لكي تصل الدول الى ما وصلت اليه اميريكا يجب ان تكون صادقة مع نفسها والاخرين !!
واذا اردت انت تعرف الدول العاهرة والمنافقة, فقط انظر حولك فسترى اكثر من مليار منافق وعاهر ومنذ 1430 سنة وحتى الان.

تحياتي


5 - للسيد تي خوري مرة أخرى
نبيل السوري ( 2010 / 8 / 24 - 15:58 )
يا أخونا، لانستطيع أن نتجاهل أن الغرب وصل لما هو عليه على أشلاء ملايين الجثث. أنت تخطىء حين تصف الولايات المتحدة كأفضل دولة في العالم، لا تنس ملايين الهنود الحمر والغزوات الأميركية لكثير من دول العالم وحرقها للفييتناميين، و...و... هؤلاء كلهم بشر
وقبل أن تستلمني أؤكد لك أن أية دولة تقريباً في مكانها ستتصرف نفس الشيء أو أسوأ، لكن هذا لايجعل تقييمنا للشر يختلف
ديمقراطيتهم مبنية على السيطرة التامة لرأس المال والربح وهو أمر لا إنساني
وحقوق الإنسان هناك أمر فيه وجهات نظر وليس بهذه البساطة
ولايمكنك أن تقارن حالهم مع بلادنا المضروبة على قفاها من كل الجهات، تحت الصفر في الديمقراطية والإنسانية وحقوق الإنسان
لكن قارنهم بالدول السكندنافية حيث النظام مبني أقل على رأس المال والربح، والديمقراطية أفضل تطبيقاً، وإنسانية
أي دولة هي من حيث المبدأ جهاز قمع، واستطاع الغربيون قص أجنحة الدولة إلى حد ما
وللأسف لازلنا في عصر تمجيد القوة، ولايبدو أن هناك تغيير في المدى المنظور إلا بتغيير تركيب الإنسان وتعظيم أميركا يدخل تحت بند تعظيم القوة
أما دولنا فهي تحت الإنسانية وحتى تحت الحيوانية وهي أسوأ من أسوأ كابوس


6 - اميركا في اميركا وبس
تي خوري ( 2010 / 8 / 24 - 18:12 )
يا اخي نبيل ارجوك ان تهدأ ولنفكر بروية!! من كل تعليقك , نستنتج ان اساس الخلاف بين رأيي ورأيك ينحصر فيما ان , هل اميركا افضل دولة على مر التاريخ البشري ام لا, ؟؟؟؟ اما باقي تعليقك فهو حكي جرائد لا قيمة علمية له او واقعية له.....فاذا كنت لا تعتقد بان اميريكا هي افضل دولة بتاريخ البشرية , فيجب عليك ان تعطيني مثالا من تاريخ البشرية , يثبت عكس ذلك , والا تصبح جميع ادعاءاتك حكي جرائد لا قيمة لها؟؟؟على كل حال الذي لا يعترف بعظمة اميريكا , ويسعى لان تلحق بلده لما وصلت اليه اميريكا هو انسان فاشل !! والاعتراف بعظمة اميريكا ليس له علاقة بتعظيم القوة وانما السعي لتحقيق نفس النجاح!! الدول الاسكندنافية هي الدول الاسكندانافية اما اميركا في اميركا وبس.

تحياتي


7 - للسيد تي خوري مرة أخيرة
نبيل السوري ( 2010 / 8 / 24 - 21:24 )
يؤسفني أن أقول لقد خاب ظني بك
تحياتي

اخر الافلام

.. فـرنـسـا - أفـريـقـيـا: هـل طـويت صـفحة الوجود العسكري؟ • فر


.. أولى مناظرات الانتخابات الرئاسية الأميركية 28 يونيو 01:00 GM




.. بوتين قد لا يتوقف عند أوكرانيا..ما هي الدول الأخرى التي قد ي


.. حسن نصر الله يراهن على اللبنانيين -كسلاح-... وإسرائيل تعلم م




.. أبرز ما جاء في مقابلة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال ه