الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحيل جبل يدعى محي الدين زنكنه

صباح الانباري

2010 / 8 / 23
الادب والفن


الصباحات كلها
توقيتات ملائمة لهوسي في القراءة، والكتابة
الصباحات تترى على مناويلها في القراءة، والكتابة
إذن لماذا توقفت عن مناويلها في هذا الوقت المبكر من نهار 22/8/2010 ؟
*
في الصباح وعلى فراشي سألت نفسي
ما الذي أطال سهرتها حتى أدركها الصباح؟
كانت تحدق في الشاشة البيضاء دون أن يرف لها جفن، أو تغمض لها عين
سألتها ما الذي أبقاك ساهرة فانفجرت ببكاء مرير..قلت وأنا أتوجس خيفة
ما الذي يبكيك؟!
قالت من خلال نشيجها:
"رحيل.. أبو آزاد...أبو آزاد.....مات"..وأجهشت ثانية بالبكاء.
*
كل الذين يعرفونني يعرفون محبتي لهذا الرجل الملائكي في كل شيء، ويخشون من أن يصعق قلبي بما لا طاقة له عليه
"أبو آزاد مات"
يا للهول..يا للمصيبة..يا للفاجعة..يا للموت الكريه الذي يسمونه (الحق)..ماذا أفعل؟..ماذا أقول لنفسي؟..وبماذا أحدث قلبي..أو ابرر له هذا الرحيل المفاجئ؟ أبو آزاد الأغلى من الروح..من روحي يرحل بكل عظمته بهذه السهولة!
*
احتضنت وجهي براحتيَّ، وكاد قلبي يتوقف عن نبضته الأخيرة عندما تراءت له صور لا رابط لها أو بينها.
*
إذن غادرت يا أبا آزاد!..ألم تقل قصاصة زوجتي التي تركتها على سطح مكتبي أنك غادرت؟ ألم تقل:
" صعقت وأنا أقرأ نبأ وفاتك من على شاشة التلفاز..أيها العزيز الغالي على قلبٍ لفه حزن ما بعده حزن، وألم يكاد يشطره نصفين..هل أبكيك يا أبا آزاد؟ أم أسطر بضع كلمات كما يفعل الآخرون؟..هل يكفي أن أتذكر أنك كنت نعم الأخ في عتمة سنين مضت؟.........."
*
حضر كل شيء وغاب عني كل شيء، وبين استرجاع، وآخر كنت أكرر السؤال الملح الذي لم استوعب إجابته حتى هذه اللحظة:
هل رحل أبو آزاد حقاً؟!..هل خلَّف وراءه روحاً لم تكن تعرف من هو أغلى منها ألاه؟
"الأغلى من الروح أبو آزاد"..هكذا كنت أبدأ ايميلاتي له، وكان يعرف أنني أعني ما أقول، ومع هذا لم يمهل روحي لتفديه بروحها.
*
أبو آزاد لم يكن مريضاً بالقلب..لم يعانِ إلا من السكري الذي طالت إقامته في دمه النبيل فكيف يموت بنوبة قلبية؟
*
صداع رهيب لم يبرح رأسي المتعبة..وألم في القلب جعلني أنكمش على بعضي فهمست لنفسي أن اهربي من الألم إلى الكتابة كما اعتدت في مناسبات الألم الممض ولكن ما عسى الكتابة أن تفعل؟ هل تعيد إلي من أَحبه قلبي؟..هل ترجع الزمن الهارب من بين حروفها؟..هل توقفه عند نقطة ما قبل الرحيل؟..هل.....................................
وخنقتني العبرة، والغربة، ومرارات الفراق فانهمرت أمطار دموعي بحرقة ثاكل أتعبتها ليالي الفراق..ومواجع العراق. وبين مصدق ومكذب لما سمعت رحت أحدق في شاشة التلفاز علي أحظى بتكذيب تمنيته لنفسي
"اتحاد الأدباء ينعى الروائي والكاتب المسرحي محي الدين زنكنه اثر نوبة قلبية في السليمانية"
إذن غادرت يا أبا آزاد!..ألم يقل التلفاز أنك غادرت؟
ولكن لماذا..ها؟ لماذا لم تمنحني لحظة وداع واحدة؟..لماذا رحلت قبل أن أطبع على جبينك قبلتي الأخيرة؟
*
فرقتنا الآلام وجمعتنا على دروب البلاد الجريحة..هربنا من جحيم المفخخات والمفخخين.. سبقتك في الرحيل عن بعقوبتنا لأنهم حاصروني بالموت الرخيص وما كنت أعرف أن الموت سيأخذك على حين غفلة مني. ما عساي أقول لابنك أو ابنتيك أو زوجتك الحنون؟.. وهل سيعذرون غيابي عنك خمس سنوات خلت بعد أن أكدتَ لهم مراراً وجهاراً أنني أنا الذي لا تقل معزته عن معزة آزادك الجميل؟
أي ابن جاحد أنا..
اللعنة عليَّ..
على روحي التي لم تفدك بروحها..
على غربتي التي لم تمنحني القوة كي ارجع إليك..
يا وطني الذي اختطفك الموت في غفلة مني..يا أستاذي الفاضل،
يا جبلي الأشم، وصديقي الذي علمني معنى أن يكون الإنسان صديقاً
أعتذر لك عن غفلتي هذه فهل ستقبل اعتذاري؟
أعتذر لك عن غفلتي هذه فهل سـ.. ؟
ستصفحك عني ولو في حلم يقظة عابرة.
إنني أنتظر وحسب.
صباح الانباري
22/8/2010








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أحسنت يا صباح
سفيان الخزرجي ( 2010 / 8 / 23 - 19:29 )
انها المرة الاولى التي اعلق فيها في الحوار المتمدن بعد غياب طويل، ولكن مقالتك المؤثرة يا صباح وغياب ابي آزاد جعلني اشاركك البكاء.


2 - من نواسي
د. ماجد الحيدر ( 2010 / 8 / 23 - 19:33 )
من نواسي أيها الأنباري؟ أنواسي أنفسنا؟ أنواسي الوطن الذي يموت كل يوم بالموت الصامت، الفاجع، الغبي لكل ملائكته ... لكل عباقرته.. لكل القلوب الكبيرة كقلب هذا الرجل الجميل الذي خذله واعتذرعن الاستمرار..أما قلبي أنا فيجثم عليه حجر ثقيل منذ يومين .. لكن الدمع عصي.. والقلم الذي أمسكه لأكتب رثاءه ثقيل هو الآخر... حسناً.. فلتنزل الستارة.. وليعم الصمت.. فقد انتهت الحكاية القصيرة.. عن نجم أضاء.. واحترق .. وهوى...


3 - الكبار يموتون وقوفاً
تحسين كرمياني ( 2010 / 8 / 23 - 22:09 )
أخي العزيز صباح ..آه لو كنت حاضراً معنا في مجلس العزاء،كل الأدباء والفنانين كانوا يحدقون بغرابة في وجوه بعضهم البعض،قرأت تلك الغرابة وعرفت أنهم اليوم فقط عرفوا أن في الحياة موت،عرفت أنهم يحاولون رسم مشاهد أو لحظات موتهم،كان أبو آزاد حاضراً في العيون ،كان يتنقل في القاعة ويعزينا نحن باسماً مشرق المحيا لأنه الوحيد حتى هذه اللحظة فاز برضا الله والناس أجمعين،لأن أبواب الجنة فتحت في هذا الشهر وأبواب الجحيم أغلقت،نحن تركنا القاعة وظل شامخاً ما دامت الحياة،تاركاً كلماته التي ستبقة منارة لمن يريد البحث عن سر الجمال والحرية والفكر والشجاعة والكفاح في كل ألوان الظروف التي تتشكل في بلدنا..معك ومع أبي آزاد سنواصل تلك المسيرة الظافرة التي شربناه من رحيق أدبه.


4 - لماذا ترحلون؟
مصطفى الدهلكي ( 2010 / 8 / 24 - 15:39 )
عمو صباح لقد قرات مقالتك التي شفيت قلبي الغاضب على الاعلام المرئي اللعين الذي لم ينقل لنا وفاة اسطورة المسرح محي الدين زنكنه كما تنقل الاخبار الانفجارات والاغتيالات ومقتل عناصر القاعدة عليهم اللعنة انها لخزي وعار على القنوات الفضائية ولكن هذا هو حال مفكرينا يولدون بصمت ليبدعو في حياتهم ويموتون بصمت كما ولدو


5 - حقا جبل في كل معاني الكلمه
كريم الدهلكي ( 2010 / 8 / 25 - 05:56 )
عزيزي ابو ايباء يدي التي كتبت لك مسج وفاة استاذنا وعزيزناوصديقناالمشترك انا وانت هذا الرجل اللذي تعلمنا وتعلمت انا منه الكثير الكثير هذا الرجل اللذي رسم لي طريق خاص بحياتي غيرت مسرى حياتي كلها منه تعلمت الكثير الكثير تعلمت الصدق الايباء نكران الذات تعلمت المحبه التسامح الايثار الثقافه الوعي ازدت شموخا معه لااصدق وانا في مقبرته احق هذا قبر ابو ازاد اللذي في كل حوارتنا نرفض ان يكون لنا قبر نتهامس هذا الحديث ونتحدى الموت ونقول مع انفسنا للمزحه انك يابا ازاد عصي على الموت بشموخك كنت عندما ترثي الاصدقاء وتقول لي كريم ابني وكان وقع كلمة ابني صادقه تدخل النفس بدون استئذان
- انت فعلا شامخ لم اصدق نفسي اهذا مجلس عزاء ابو ازاد احقيقه كريم الدهلكي انت واقف بعزاء ابو ازاد وهو ينتظر قدومك الشهري له واللذي من خلاله انقل له اخبار اصدقائنا ومدينتنا بعقوبه المدمن بحبها يبدا يسئلني عن كل صغيره وكبيره في بعقوبه احب بعقوبه حب جم وهي وناسها احبته واحبها نعم بعد ان زرت قبره وغمرني البكاء اصبح لدي حقيقه ان هذه الروح وهذه النفس سوف لن التقيها ثانيه كيف لااعر


6 - وداعا ابو ازاد
مصطفى الدهلكي ( 2010 / 8 / 25 - 11:07 )
كانت الساعة الرابعة عصرا بتوقيت مدينة بعقوبة وهو وقت ذهابي الى بغداد للمبيت هناك بسبب الاوضاع المتردية في مدينة بعقوبة التي لاتسمح لنا بالذهاب صباحا الى بغداد عندها اخبرني والدي للذهاب لكي اقل معي ابو ازاد الى بغداد اقول لكم بصراحة لم اكن ارغب بلقائه تعرفون لماذا بسبب توبيخه لي ايام الاعدادية لضعفي في مادة قواعد اللغة العربية ذهبت الى بعقوبة الجديدة حيث يسكن ابو ازاد ودار الحديث بيننا هو يسالني عن الدراسة وانا افتح موضوع عن السياسة فيكلمني على الدراسة واكلمه عن الزنوج البيض او احدى مسرحياته وتارة عن مستقبل البلد والوضع الراهن وعند وصولنا الى المكان المحدد شكرني ونضر الي باابتسامه تغمرها عدم الرضا على مادار بيننا من حديث وتهربي من الواقع الذي اعيشه لعدم اكمال دراستي حييته وذهبت ولم اكن افكر بكلامه لكن ليس من هذه اللحضة وانما منذ ان غادرت العراق يابو ازاد وانا افكر بتوبيخاتك القيمة اعدك اعدك اني سوف اكمل مااخبرتني عنه


7 - الجبال الشامخات
nedaa Aljewari ( 2010 / 8 / 25 - 19:47 )
الجبال لا ترحل أيها الأخوة...انها صامدة ,وهذا قدر الأنسان ...الرحيل؟؟؟؟أنتم تعرفونه شخصيا وتعرفون سيرته ولكننا نحن القراء والمتابعين للساحة الثقافية يعصرنا الألم لرحيله كما عصركم وكما قلتم انه جبل فعلا ....ولكن لم يرحل مادام موجودا في قلوب محبيه

اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل