الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صفقة شراء خمسة آلاف سيارة جديدة في بابل تُثيرجدلا واسعا وانتقادات لاذعة

محيي المسعودي

2010 / 8 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


صفقة شراء خمسة آلاف سيارة جديدة في بابل تُثيرجدلا واسعا وانتقادات لاذعة
بابل - محيي المسعودي
يجري الحديث حاليا في محافظة بابل عن صفقة, لشراء خمسة آلاف سيارة جديدة, تضاف الى حولي 130 الف سيارة موجودة اصلا في المحافظة , وقد حظيت الصفقة الاخيرة بموافقة مجلس المحافظة , ويتم تمويلها من قبل احد المصارف العراقية . على ان يتم بعيها لموظفي الدولة والمواطنين باقساط شهرية وبفوائد لم يتبين سعرها بعد . وتاتي هذه الصفقة بناء على قرار اتخذه مجلس المحافظة في جلسة طارئة عقدت لاجل قضية اخرى مختلفة , ويتداول المواطنون والمعنيون بهذا الشأن – حاليا - الحديث بخصوص صواب قرار المجلس وسلامة هذه الصفقة وجدواها الاقتصادية . وقبل الحديث عن هذه الصفقة تجدر الإشارة الى ان العراق كان قد استورد خلال عقد التسعينات والثلاث السنوات بعد عام 2000 عددا هائلا من السيارات المستعملة ذات المناشيء المختلفة وقد افرغت البلد من العملة الصعبة. وعلى ضوء هذا الاستيراد الهائل تشكلت اسواق حرة في الدول العربية المجاورة اثْرَ على اثرِها التجار والوسطاء العاملون في هذه الأسواق على حساب العملة الصعبة التي يملكها العراقيون . وقد ذهب التجار العرب آنذاك إلى كل زاوية في كل بلد يصلونه من اجل شراء المزيد من السيارات المستعملة والحديثة للعراقيين حتى ان بعض هذه السيارات لمّا تزل تحمل كتابات كورية او صينية او يابانية وغيرها من لغات دول المنشأ . ثم بعد سقوط النظام السابق , جرى السماح باستيراد سيارات حديثة فقط . وهي مصنوعة في نفس عام الاستيراد او قبله بعامين . وبعد ان تحسن دخل الفرد العراقي امتص استيراد تلك السيارات ذلك التحسن في الدخل, من خلال شراء السيارات نفسها او ادواتها الاحتياطية او وقودها وزيتها . وتكشف حركة الشارع والازدحامات في التقاطعات عدد السيارات الهائل الذي لم تستطع الشوارع تحمله ولا محطات الوقود تزويده بالطاقة . ومن اجل إلقاء الضوء على هذه الصفقة وما وراءها . تحدثنا لعضو مجلس محافظة بابل ورئيس لجنة الخدمات حسان محرج الطوفان الذي كرر اعتراضه على الصفقة واكد لنا تصريحه الذي كانت قد نقلته الصحف المحلية في بابل والذي قال فيه : أن أحد الأحزاب السياسية النافذة تقف وراء صفقة السيارات الأخيرة ووجه الطوفان انتقادا إلى رئيس وأعضاء المجلس متهما ايّاهم بالضعف والخضوع للتأثيرات في العمل خلافا للسياقات الإدارية والرسمية بعدما وافق على صفقة الخمسة آلاف سيارة في ظل غياب دراسة الجدوى الاقتصادية . وقال الطوفان : كان على مجلس المحافظة توجيه الدوائر ذات العلاقة مثل الطرق والجسور والمرور والمنتجات النفطية ودوائر البلدية والبيئة بتقديم رؤاها ودراسات حول الجدوى الاقتصادية لهذه الصفقة , مؤكدا أن قرار المجلس اتخذ بعجالة وفي جلسة طارئة أعدت لاتخاذ قرارات تخص عام 2011 وهذه الحال بحد ذاتها مخالفة صريحة للنظام الداخلي للمجلس الذي ينص على أن الجلسات الطارئة تعقد للمواضيع الطارئة وليس للمجلس حق مناقشة قضايا أو متعلقات أخرى مشيرا إلى ان القرار كان مفاجئا وغير مبني على إرادة حقيقية للأعضاء, حيث كان أغلب الأعضاء لديهم تساؤلات واعتراضات حول القرار لكننا وللأسف فوجئنا بمواقف مؤيدة للقرار من قبل من كانوا يعترضون عليه , بعد أن تغيرت المواقف بقدرة قادر !! .. وفي نفس الموضوع قال الطوفان أن القرار المذكور جاء جراء سعي إحدى الأحزاب السياسية النافذة في المحافظة والتي مارست ضغوطا على المحافظ ومجلس المحافظة من أجل الموافقة على الصفقة التي ستمول من قبل أحد المصارف, ويكون التسديد فيها لمدة خمس سنوات , وهذا شرط تعجيزي لا يستطيع عليه المواطن حيث فيه نسب فائدة أكبر بكثير من الأسعار السائدة في الأسواق المحلية كما بيّن الطوفان أن مديرية مرور بابل أشارت إلى عدم استيعاب الشوارع في المحافظة لهذا الكم الهائل من السيارات واشار في حديثه معنا الى مشروع قرار جديد في المجلس حول شراء الفي سيارة اخرى تضاف الى الصفقة المذكورة . هذا ومن الجدير بالذكر أن السيارات ذو منشأ هندي وأمريكي وإيراني .
قائممقام الحلة : 1000 مولدة كهرباء اكثر نفعا للمواطن من 6000 سيارة امّا صباح الفتلاوي قائممقام مدينة الحلة "مركز محافظة بابل " فقد قال : ان الصفقة غير مناسبة لمدينة الحلة والاسباب كثيرة , منها , انْ تدخل خمسة آلاف سيارة للخدمة دون ان تخرج مقابلها سيارات قديمة سوف يسبب ضغطا كبيرا على حركة السير في المحافظة , خاصة اذا علمنا ان حوالي 130 الف سيارة موجودة حاليا في بابل . وهذا ما لم ولن تستطع ان تستوعبه البنية التحتية للمواصلات , من حيث الشوارع ومحطات الوقود والكراجات والمواقف . وعن علاقة القائممقامية بالصفقة قال الفتلاوي: لا علاقة لنا بها ولم يسألنا احد عن رأينا او عن المعلومات المتوفرة لدينا . وفي السياق نفسه استغرب الفتلاوي تدخل الحكومة المحلية في هذه الصفقة قائلا : ان الصفقة, مشروع للقطاع الخاص , ولا ينبغي تدخل الحكومة المحلية فيه . ودعا الفتلاوي الى ترك القطاع الخاص يعمل باتجاه بناء الدولة الرأسمالية والسوق الحرة وعدم التدخل فيه الا عندما تضر مشاريع هذا القطاع في مصالح الناس او المال العام او بنية الاقتصاد الوطني ويجب ان يكون دور الحكومة رقابيا ومنظما للعمل والاستثمار وليس شريكا . وعزا الفتلاوي تدخل الحكومة المحلية في هذه الصفقة الى واقع سياسي واداري خاطئ يتمثل في, ان القوانين المعمول بها لمّا تزل قوانين دولة اشتراكية بينما المشاريع المطروحة والمخطط لها مشاريع رأسمالية وهنا يوجد التناقض الذي يعرقل العمل ويسمح بتداخل الانظمة والسلطات الحكومية . وانتقد الفتلاوي قرار الحكومة المركزية القاضي بان تعطي الشركة العامة للسيارات ارقاما لسيارات هذه الصفقة وهو الامر الذي شجع على ابرامها . وتمنى الفتلاوي على الحكومة المحلية بان تستبدل الخمسة آلاف سيارة بالف مولدة كهرباء تنقذ بها الناس من ازمة الكهرباء الازلية . واصفا المولدات بانها اكثر نفعا للمواطن واقل استهلاكا للوقود, اضافة لمساهمتها بحل مشكلة مزمنة .
من جانبها قالت اميرة البكري عضو مجلس المحافظة ورئيسة هيئة التخطيط الستراتيجي في بابل : ان مجلس المحافظة تدخل فقط لوضع آلية عمل تضمن للمواطن حصوله على سيارة مرقمة من الشركة العامة للسيارات , في ظلّ توقف الحكومة عن منح السيارات ارقاما دائمية وعن الازدحامت التي من المتوقع ان تسببها "سيارات الصفقة الجديدة" قالت البكرى ان هناك فكرة في المجلس تقول بتوزيع هذه السيارات على الاقضية والنواحي وعدم حصرها في مركز المدينة . واضافت تقول هناك الكثير من الشوارع التي تم فتحها وتاهيلها وهي قادرة على استيعاب السيارات ولكن سوء ادارة المشاريع التي تحت الانشاء تسببت بقطع بعض الشوارع او اختصارها بمسرب واحد . خاصة مشاريع المجاري والماء . وانتقدت عدم وجود رقابة حقيقية على هذه المشاريع من قبل الحكومة المحلية .
اما المواطنون فقد رفضوا كل التبريرات والاقوال التي تمنع حصولهم على الخدمات والسيارات وقال المواطن بهاء الاعرجي : كل المسؤولين يلقون باللائمة على الموطن ولا يريدون تحمل مسؤولياتهم اتجاه هذا المواطن . نحن كموطنين نريد خدمات وسيارات وعلى الحكومة توفير البنى التحتية لها من الشوارع والوقود والكراجات . ان الخدمات من حقوقنا وتوفيرها من واجبات الحكومة . ونحن ندفع مقابل الخدمات اموالا ولا ناخذها مجانا . فلا ينبغي للمسؤول ان يقول ان المواطن يستهلك طاقة كهربائة كبيرة او يستخدم سيارات كثيرة لاننا ندفع فاتورة الخدمات ومن يجهزنا بها هو مستثمر سواء كانت الدولة او القطاع الخاص , وهكذا الحال مع السيارات نحن ندفع ثمن وقودها وزيتها وكراجاتها وحتى ثمن سيرها على الطرق اذن نحن مستهلكون وهم مستثمرون والقاعدة الاقتصادية تقول كلما زاد الاستهلاك زاد ربح المستثمر .
اين التخطيط في هذه الصفقة ..!؟
في ظل هذه الآراء المتقاطعة في طبيعة وآلية العمل, والمتفقة على الهدف وهو خدمة المواطن يغيب المرشد والدليل والخارطة, لكل عمل ومشروع الا وهو التخطيط . التخطيط المبني على قاعدة بيانتات ومعلومات كبيرة ودقيقة , ترى اين غاب هذا التخطيط عن صفقة شراء السيارات هذه . ولماذ لم تقدم الدوائر والمؤسسات المعنية دراسة عن جدوى هذه الصفقة !!؟؟ ولماذا لم يمارس مجلس محافظة بابل واجبه ودوره في الرقابة والتدقيق ويقدم او يطلب تقديم دراسة جدوى بدل قبول الصفقة عاى علّاتها ؟ خاصة ونحن نرى ونسمع ونحضر مؤتمرات واجتماعات وندوات وورش عمل لا تعد , وهي تكلف ملايين الدنانير . وقد عُقد منها الكثير في بابل وعموم العراق وهي تخوض في اهمية التخطيط وآلياته ودوره في بناء القرى والمدن والبلدان وعموم الحياة . وفي المؤتمر الاخير الذي عقد في مدينة بابل السياحية وحضره ممثلوا 17 محافظة الى جانب محافظ بابل ورئيس واعضاء المجلس . قال يومها سلمان الزركاني محافظ بابل : ( اننا نحتاج الى دراسة موضوعية ومنهجية لكي نحدد اين نحن الان ومانريد ان نكون مبينا ان التخطيط هو اكبر تحدي يواجه الحكومات المحلية في المحافظات حيث ان بداية التخطيط بنيت على اسس مجتمعية صغيرة ولابد من توسيعة بشكل اكبر نظرا للتوسع الحاصل في المجتمع كما اكد الزركاني على ان وزارة التخطيط تتحمل مسؤولية كبيرة في هذا المجال مشيرا الى ان هذه الوزارة قد همشت واصبحت وزارة للتنسيق معربا عن امله ان يخرج المؤتمر بتوصيات لتطبيقها على ارض الواقع .) وقال يومها ايضا رئيس مجلس محافظة بابل : كاظم مجيد تومان ( ان عقد هذا المؤتمر جاء ايمانا منا للمساهمة في تحقيق افضل الانجازات من خلال وضع منهجية موسعة ودقيقة للتخطيط لتنفيذها على ارض الواقع بشكل يلبي طموحات ابناء المحافظات اضافة الى وضع الية ورؤى موسعة للتخطيط للعمل بها في الوقت الحالي والمستقبل من اجل تغير الواقع المرير والمؤلم الذي تعاني منه المحافظات ومنها بابل ) وهنا نسأل ترى اين ذهبت هذه الاقوال ؟ وهل هي واقع ام كلام فقط , يُقال من اجل الاستهلاك الاعلامي !؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هكذا عرفتك بحد الحق، السيف
ذياب آل غلآم ( 2010 / 8 / 24 - 20:30 )
محيي لك حبي وكم أخاف عليك؟ ايها الصريح لحد اللعنة! والواضح كالكرستال المضيء، والآن انت في دهليز هؤلاء! وتمشق قلمك، قلبك وتناضل كما عرفتك في تلك الأيام الخوالي تحيطنا مخابراتهم ولانبالي بالنضال، لكن كانت ايام عصيبة! ما اهونها الآن؟ وكيف تقيسها أنت مع هؤلاء؟ وكيف تعمل يا أبن بابل ؟ محيي انتبه لنفسك فمكانك في القلب واتابعك واعرفك بحد السيف الحق، تحياتي لكل الأحبة في بابل ولك ذكريات النضال،زيين لحيتك حتى لاتلوثك الألسن بالغيبة وتنسبك الى هؤلاء!؟ انت من الأنقياء اعرفك لذلك احببتك


2 - نحتاج عمار وبناء
عماد الكعبي ( 2011 / 10 / 9 - 09:27 )
مجلس محافظة بابل المحترم ؟المحافظة محتاجة الى عمار البنا التحتية وتنشيط السياحة
في المحافظة والفندقة وتنشيط الاستثمار الاجنبي لان المحافظة هي لوحيده من االمحافظات
التي لايوجد فيها مثل هذا النوع من اللاستثمار واليس الى سيارت خرده من ب لدان الجوار وهذه البلدان لاتستطيع بيع هذه الخده حتىفبلادهم الانها غير مطابقه للمواصفات العالميه ومن الدرجة العاشره ومع السياراة قليل من الارهاب هديه للشعب المسكين

اخر الافلام

.. شاهد.. إماراتي يسبح مع مئات الفقمات وسط البحر بجنوب إفريقيا


.. الأمن العام الأردني يعلن ضبط متفجرات داخل منزل قرب العاصمة ع




.. انتظار لقرار البرلمان الإثيوبي الموافقة على دخول الاستثمارات


.. وول ستريت جورنال: نفاد خيارات الولايات المتحدة في حرب غزة




.. كيف هو حال مستشفيات شمال قطاع غزة؟