الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حملة مفلسة ضد الإسلام

جيمس زغبي

2010 / 8 / 25
بوابة التمدن




لا شك بأن ما حدث في الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر 2008 يدعو للذهول والدهشة، إذ على رغم الصعوبات الاقتصادية القاسية وانتفاء الشعور بالأمان، قرر الناخبون الأميركيون الذهاب إلى صناديق الاقتراع ليختاروا الأمل على الخوف، وليوصلوا أوباما إلى البيت الأبيض ليكون أول رئيس أسود في البيت الأبيض. ومرد هذا الذهول، بالنسبة لي شخصيّاً على الأقل، أنه على مدار دراستي الأكاديمية للمجتمعات التي تعاني صعوبات وتمر بأوضاع اقتصادية غير مستقرة، لاحظتُ أنها عادة ما تأتي استجابتها في ظل تلك الظروف على شكل حركات اجتماعية تتقوقع على نفسها بدافع من الخوف والشعور بالاضطراب، منسحبة وراء خطاب شوفيني ضيق ومعادٍ للأجانب، كما تبادر بالحنين إلى ماض متخيل تمجده، مبالغة، في الوقت ذاته، في تصور تهديدات محدقة، سواء كانت حقيقية أو مفترضة. ومن النادر لمجتمع تعرض لهجوم قاس على أراضيه كما حصل للولايات المتحدة في الحادي عشر من سبتمبر 2001 وخاض حربين لم يتضح مآلهما بعد، فضلاً عن فقدانه الثقة بمؤسساته الاقتصادية ما أدى، بدرجة كبيرة، إلى تراجع ازدهاره وتزايد معدلات البطالة في صفوفه، أن يستدعي قيمه الإيجابية ويتمسك بمبادئه الديموقراطية والمتسامحة. وهذا فعلا هو ما أظهره المجتمع الأميركي الذي زادته الصعوبات تشبثاً بالمثل التي تأسست عليها الجمهورية.
ولكن من المؤسف حقاً أن نرى اليوم عودة جديدة للخوف ومعه تراجع مساحة التعقل والحكمة التي طبعت الفترة السابقة على الأقل في ردة فعل المجتمع وبعض قواه تجاه المسلمين، فعلى مدى فترة السنة ونصف السنة الماضية، شاهدنا كيف تلبس الخوف أشكالا مختلفة مع تصاعد هجوم المعارضين لأوباما وزحفه على جبهات متعددة، من تشكيك في ديانة الرئيس والغمز بأنه مسلم، والتقول على جنسيته ومكان مولده وأصوله الحقيقية، ثم اتهامه بنشر «الاشتراكية» و«الماركسية»، وصولا اليوم إلى الهستيريا الجماعية المستهدفة للمسلمين على خلفية بناء مسجد ومركز إسلامي.
وفي هذا السياق يمكن فهم المعارضة التي يبديها البعض ضد بناء مركز إسلامي ومسجد بالقرب من مركز التجارة العالمي، فهي ليست مجرد احتجاج على بناء مسجد في مكان معين، بل هي فصل من فصول حملة متصاعدة تستغل الخوف من خلال استدعاء الشعور بعدم الأمان، ونكء جراح قديمة! والمشكلة ليست في المسجد الذي سيبنى في مكان شهد هجمات 11 سبتمبر، بل في التوظيف السياسي لبناء المسجد من قبل الجناح اليميني داخل الحزب «الجمهوري» الذي تزعَّم حملة التشويه والتخويف، لتنتقل حمى المعارضة إلى باقي السياسيين حتى في الجانب «الديموقراطي»، بعدما خرج زعيم الأغلبية «الديموقراطية» في مجلس الشيوخ، هاري ريد، على الملأ، ليعلن تحفظه على إقامة مركز إسلامي في المكان المخصص له، حتى بعدما وافقت السلطات المحلية في مانهاتن بنيويورك على منح التراخيص اللازمة للمضي قدماً في بناء المركز والمسجد. وقد تصاعدت الحملة في الأيام الأخيرة لتصل إلى مستويات غير مسبوقة من الكراهية والكلام المخل بعدما طالت الإسلام وحولته من دين سمح يشترك مع الأديان الأخرى في الدعوة إلى السلام، إلى أيديولوجية متعصبة، وقد كان لافتاً على وجه الخصوص اللغة التي استخدمها بعض السياسيين في وسائل الإعلام والتي تنضح تعصباً وانغلاقاً على الذات، وكـأننا في بلد غير أميركا، التي ينص قانونها المؤسس على احترام الحرية الدينية وضمان ممارستها دون تضييق.
واليوم بسماعنا الكلمات واللغة التي يستخدمها بعض قادة الحزب «الجمهوري» في الهجوم على الإسلام وتوظيف موضوع بناء المسجد سياسيّاً لدغدغة العواطف وربح الأصوات في الانتخابات النصفية المقبلة، ندرك تنكر هؤلاء وتضحيتهم بقيم التسامح والتعقل والتبصر وتحويل قضية بسيطة إلى حملة وطنية، لا لشيء إلا لتحقيق مكاسب سياسية وللظهور بمظهر المدافع عن مشاعر الناس وحساسيتهم، وهم بذلك يمدون التطرف والأصوات المتشددة حول العالم بما يلزمها للتنديد بالنفاق الأميركي والمعايير المزدوجة في التعامل مع الإسلام والمسلمين، بعدما أصبحت قضية بناء مسجد، لا تستحق أصلا كل هذا التهويل، حملة طويلة عريضة ممنهجة لتشويه الإسلام والنيل منه. وقد لا نبالغ إذا قلنا إن الحملة الحالية المناهضة للمسلمين تتجاوز في تأثيرها السيئ على سمعة أميركا فضحية سجن أبو غريب ومعتقل غوانتانامو مجتمعين. وما نحتاجه اليوم لتجاوز هذه اللحظة المخجلة من تاريخنا هو الرد على أمثال «غنغريتش» و«بالين» و«وكورينز» وغيرهم ممن أساؤوا إلى المسلمين في الفترة الأخيرة، والتأكيد على قيم التسامح والانفتاح باعتبارها قيماً أميركية تشمل المواطنين جميعاً مسلمين وغير مسلمين.





السفير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - دين سمح
elias melbourne ( 2010 / 8 / 25 - 08:46 )
السيد جيمس
كيف تقول ان الاسلام دين سمح وسلام هل قرأت القرأن والأحاديث ؟


2 - هل هو النفاق ام ضحك على النقس
عارف الجزراوي ( 2010 / 8 / 25 - 11:28 )
و اللله انا اتعجب لماذا جيمس الزغبي باق في امريكا التي يخجل من تعصبها الديني و لماذا لا يذهب ويعيش في دول الخليج او احدى الدول الأسلامية حتى يعيش سماحة الإسلام و يتلمسها عن قرب ام هو يخاف ان تقطع عنه اموال الخليجيين التي يحصل عليها لقاء المقالات النفاقية التي يكتبها و لماذا لايشهر اسلامه


3 - احترام الأديان
عارف الجزراوي ( 2010 / 8 / 25 - 11:42 )
السيد جيمس الزغبي يقول عن الدين الإسلامي انه دين سمح يشترك مع الأديان الأخرى في الدعوة إلى السلام، لا اعرف اذا كان السيد زغبي يعرف العربية او هل القرآن الم يقرأ عشرات الآيات اتي تحتوي فقراتها على كلمات مثل قاتلوا و اقتلوا واهتكوا يا ترى هل سمع بالآية التي تقول - إِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ- التي تتجلى فيها و الآيةا.

قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُون.
و هو يطالب بقية الأديان بإحترام الإسلام فهل احترم الدين الإسلامي بقية الأديان و هل الدين الإسلامي يؤمن بحرية الدين حتى يعامل المسلمون بالمثل اليس من اول مباديء الحرية ان تحترم عقيدة الآخري


4 - لو سماحة الغرب لما كنت في أمان
سرسبيندار السندي ( 2010 / 8 / 25 - 16:53 )
بعد التحية ياعزيزي جيمس ... كنت أتمنى لو عرفت من أي وطن أنت لأدخل مع في النقاش الطويل ... ولكنني فقط أحب القول دون الخوض في التفاصيل هل تسمح السعودية ونحن في القرن 21 بممارسة حرية ألأديان وحرية بناء الكنائس أو المعابد مع بقية بلدان التخلف أو تجديد الكنائس ودور العبادة دون ورقة من عفن قد صارفي غفلة سلطان ... هل تدري هذا أم أنك ترد الطرف عن عمد أو غفلان ... نصيحي لك أن تكتب الحقيقة عن ضحايا المسلمين بحق الأقليات في العراق وتركيا وإيران وباكستان والسودان وبقية البلدان ... ممن لازالو يفجرون الناس بإسم الدين والقرأن ...أليس لهم العذر أن يحترسو بعد ألأن من عبدة الشيطان ويعلنو الفرمان .... تحياتي ...!؟


5 - تحياتي . س . السندي
James Peter ( 2010 / 8 / 26 - 04:44 )
جوابك بالصميم ...التهجم على اتجاه واحد . دوما يكيلون بمكيالين
يظهرون الواحد و يخفون الثاني
صراحة كل هذا الاسلوب الرائع بالكتابة من فقه و نحو وتعابير اثار اعجابي جدا للكاتب
و لكني لم افهم منه ولا شيء لا لصعوبته بل لم اجد لعنوان المقالة دخل بها
يعني مع احترامي لك يا استاذ اللغة العربية .. هو أنت قـلـت حــاجــــة ؟؟


6 - جزاك الله خيرا يا عارف الجزراوي
James Peter ( 2010 / 8 / 26 - 04:53 )
أضحكتني جدا .. لانك قلت تماما ما كنت انوي قوله
ومن قال لك انه مسيحي ..؟ الكاتب مسلم ابن مسلم .. بس بقا جيمس ؟ أكيد للتمويه
جاسم بالاصح
يا عم السعودية فاتحة ذراعيها لتستقبلك
واذا بتدعي الالحاد روسيا هاتبوسك من بين عينيك اسرع لهناك
سيبك من اميركا الكافرة ياللي بتخبص بسياستها و مش عارفة تتصرف
وروح انت واعطي لهم شوية من عقلك و حكمتك ,, وتحليلاتك ههذه اميركا بحاجة لها
و خاصة انت لا يفوتك شيء.. فهلا انت قطع نادر يا يعقوب


7 - الأخ س السندي - تعليق 4
ضياء اياح ( 2010 / 8 / 27 - 02:25 )
عزيزي تقول للكاتب [نصيحي لك أن تكتب الحقيقة عن ضحايا المسلمين بحق الأقليات في العراق وتركيا وإيران وباكستان والسودان وبقية البلدان ... ممن لازالو يفجرون الناس بإسم الدين والقرأن ...] إنتهى.

وتعليقي: هل تريد أن تقطع رزق هذا الذمي المسكين!؟ ولي نعمته سوف لن يرضى بمثل هذه التلفيقات!


8 - علاقات الكاتب السعودية تسبب له الحرج!؟
ضياء اياح ( 2010 / 8 / 28 - 08:12 )
ما سبب حذف تعليقي (9) بعد نشره.

كان الأولى بكاتب المقال الرد على تعليقي بدلاً من حذفه.


9 - سؤال
سرحان الركابي ( 2010 / 8 / 28 - 09:56 )
استاذي الكاتب ارجو ان تتفضل وتخبرنا ماهو السبب في اصرار المسلمين على بناء هذا المسجد قرب المكان الذي شهد اعنف هجمات ارهابية من اناس ينتمون للمسلمين وقد راح ضحية هذا الحادث الالاف من الابرياء .الا تعتقد ان اختيار المكان وراءه دوافع طائفية وتعصب من المسلمين ايضا .لو قلبنا الصورة وعكسناها بحيث ان الذين قاموا بغزوة منهاتن هم مسيحيين والضحايا مسلمين .هل تستطيع ان تتخيل ردة الفعل

اخر الافلام

.. مسلسل إيريك : كيف تصبح حياتك لو تبخر طفلك فجأة؟ • فرانس 24 /


.. ثاني أكبر جامعة بلجيكية تخضع لقرار طلابها بقطع جميع علاقاتها




.. انتشار الأوبئة والأمراض في خان يونس نتيجة تدمير الاحتلال الب


.. ناشطون للمتحدث باسم الخارجية الأمريكية: كم طفلا قتلت اليوم؟




.. مدير مكتب الجزيرة يرصد تطورات الموقف الإسرائيلي من مقترح باي