الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


للصائم فرحتان .. و للعراقي عشرات الأفراح

علي فاهم

2010 / 8 / 25
كتابات ساخرة



ورد في الحديث الشريف أن للصائم فرحتان فرحة عند الإفطار و فرحة عند العيد .
أما المواطن العراقي المغضوب و المغصوب و المنهوب و المنكوب فله العدة و العديد و الكثرة و المزيد من الأفراح و الأتراح و المسرات التي يشهدها و يعيشها طوال حياته التعيسة الملبدة سمائها بأطنان الهموم والتي تمطره مطر السوء بسيل من المصائب و النوائب لتحرق الأخضر و اليابس ولتحيل حياته صحراء قاحلة يابسة فعندما تزوره مزنة من سرور و فرحة في عبور تترك عليه أثرها الذي لا ينسى و بصمتها التي لا تمحى , و إذا شئنا أن نستعرض بعض من هذه المحطات السعيدة التي يتوقف بها قطار ذلك المخلوق المسمى بالعراقي و لأننا نخاف عليه من الحسد فعليكم قراءة المعوذتين و حرق بعض الحرمل وعين الحسود فيها عود , لأني لا أعتقد أن هناك أنسان يعيش على سطح هذا الكوكب له كل هذه الوقفات السعيدة في مسيرته التليدة ,
و لأن العراق ترتفع فيه درجات الحرارة لتصل الى 60 مئوية و خاصة في آب اللهاب الذي يذوب َالبسمار بالباب فتخيلوا شدة فرحته عندما تأتي الكهرباء الوطنية لتضيء الظلمة و تأتيه نسمة باردة تنعشه بعد ساعات الحر القارضة رغم قلة و صغر و ضئالة فترتها و هي ممزقة مقطعة و بعد طول أنتظار و لكنها تبقى فرحة .
و فرحة أخرى يمر بها عندما يستلم الحصة التموينية و فيها ثلاث مواد أو أكثر و تستطيع تخيل صورتها و هي ترتسم على محيا أب يستلم حليب الأطفال الذي أنهكه ثمن شرائه من السوق السوداء سود الله وجه السوداني و عكر صفو الصافي و من يقف ورائهما الى يوم الحساب ,
و فرحة أخرى يفرحها العراقي في هذه الايام الرمضانية اللاهبة عندما يحصل على قطعة من الثلج تبرد له مائه او شرابه و يا لها من هدية عظيمة يعود بها رب العائلة الى بيته بعد صراع بالأيدي و الأرجل و الزعيق و النهيق و التدافع و لان الأجر على قدر المشقة فسيكون أجر العراقيين أكبر من غيرهم لأنهم في غاية المشقة و سينالون غاية الأجر و الفضل في ذلك لحكومة الوحدة الأمبيرية فلها الشكر ولها الحمد .
أما بقية اليوم التي يقضيها العراقي فسيعيش حالة التأمل و الانتظار في طوابير طويلة غير منتظمة أمام محطات الوقود عله يحصل على ( دبة ) بنزين تشغل له مولدته (العاوية) من كثرة التصليح بسبب كثرة البدائل عن البنزين فمرة نفط و مرة غاز الطبخ و غيرها من الابتكارات العراقية المميزة و عندما تشتغل فستكون فرحة أخرى نظيفها الى قائمة الفرحات العراقية التي لو سردتها هنا فلن تكفي صفحات و صفحات فهناك الفرحة العظمى عند التعيين المشروط بأنتمائك الى أحد الأحزاب المتحكمة بمفاتيح الوزارات أو فرحة حصولك على واسطة مضبوط يمشي لك معاملتك في أحدى دوائر الدولة أو فرحتك عند سماع الكشف عن فضيحة سرقة أو فساد لأحد الوزراء المحميين و الذي سينال التكريم فيما بعد لأنه نال المرتبة الأولى بالسرقة فهنيئاً لنا ,
و لكن تبقى هناك فرحة نتذوق طعمها يومياً و إن لم يكن كلنا ممن يحضى بها فالبعض حرم منها رغماً عن أنفه الا و هي فرحة وصولنا الى بيوتنا في أخر اليوم مسرورين و نحن نتلمس رؤوسنا و هي باقية في أماكنها المعهودة لم تنحرها سكاكين قصابي الطائفية و نتلمس أجسادنا التي لم تتحول الى أشلاء متناثرة بواسطة العبوات البشرية الناسفة الذين أختاروا تناول الغداء مع الرسول بالكباب العراقي فقط .
و لأن الدعاء مستجاب في هذه الايام فنا أدعو العراقيين أن يخرجوا الى الشوارع و الساحات كاشفوا البطون و الصدور ناشروا الشعور تحت شمس الظهيرة ليدعوا ربهم أن يوفق الحكومة و قادة الكتل و كل السياسيين و البرلمانيين و الاعلاميين و الفنانين و الطباخين أن يوفقوا الى أن يذوقوا العراقيين طعم فرحة تشكيل الحكومة لاننا شبعنا من كل الافراح و بقيت عايزة بس وحدة , و دمتم سالمين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يوثق اعتداء مغني الراب الأميركي ديدي على صديقته في فند


.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في




.. حفيد طه حسين في حوار خاص يكشف أسرار جديدة في حياة عميد الأد


.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي