الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعليق على قصيدة الطبيعةُ تلعبُ بي لسعدي يوسف

كمال سبتي

2004 / 8 / 30
الادب والفن


هذا تعليق عروضيّ ،حسْب،على قصيدة الشاعر سعدي يوسف ، الطبيعةُ تلعب بي ، قد يساعد القارىءَ
على الدخول إلى عالمها ، بعد أن يتعرفَ إلى شغلها العروضيّ .
تبدأ القصيدة ببيتٍ عموديّ من بحر السريع :
ها أنتذا حلٌ بهذا البلدْ طقسٌ شتائيٌّ ويومٌ أحدْ
مستفعلنْ مستفعلنْ فاعلنْ
ويستمرّ الشغل بهذا البحر في تدويرٍ قادم :
ما أقربَ الجنةَ إن البحيراتِ تراءى والنجومَ اللوا
إننا إذن أمام البحر ذاته :
مستفعلنْ مستفعلنْ فاعلنْ
لكنَّ الشاعر منذ ( تي) اللواتي يبدأ بتدوير بحر الرجز : مستفعلن وأخواتها :
تي غِبنَ يأتينَ
كما تأتي فتاةُ الدَّنَفِ الأوّلِ في الحُلْمِ ؛
انتبِهْ !
يستمر الشاعر بتدوير الرجز وما إن ينتهي منه حتى يعود إلى بحر السريع(بعد تذكِّرهِ سيدوري، لكنني قلتُ بأنَّ هذا تعليقٌ عروضيٌّ حسْب) في لازمة القصيدة : ها أنتذا حلٌّ بهذا البلدْ..إلخ والتي ستتكرر بعد نهاية كلّ (لعِبٍ) عروضيّ.
بعد الرجز نصل إلى مقطع نثريّ :
فجأةً .يتَنَزّلُ المطرُ بقطراتٍ كبيرةٍ . المطرُ صائتٌ ربّما للمرة الأولى في هذا البلد . لستُ أعرفُ ما أنا فاعلٌ . سأخرجُ إلى ساحة القرية . سأقولُ ( لنفسي، فالناسُ في شُغُلٍ عني بشؤونهم ) مباركةٌ هذه العشية . مبارَكٌ ما تقوله أيها السيّدُ . مبارَكٌ ما تسكتُ عنه أيها السيّدُ . ومباركةٌ هي الأرضُ التي ترتضيك متسائلاً . لتنتقِعْ كتفاكَ بالغيثِ مدراراً . ولْيَقْطُرِ الماءُ من عينيكَ . إبكِ ولو تحت المطر …
لكن لننتبه إلى أنَّ هذا المقطع النثريّ ينتهي ببحرين مختلفين :
الأول : لتنتقعْ كتفاك بالغيث مدراراً .
فإذا نحن سكّنا التاء في كتفاك (تجوّز اللغة العربية لنا الكِتْف والكَتِف) وهو ما أظنّ قد فعله الشاعر سعدي يوسف فإننا سنكون أمام السريع مرة أخرى زائداً (فعْلن) واحدة : لتنتقعْ كتفاك بالغيث مدْ (مستفعلن مستفعلن فاعلن) و راراً هي (فعْلن).
والثاني : وليقطرِ الماءُ من عينيكَ.إِبكِ ولو تحت المطر...
والذي هو بحر البسيط زائداً (مستفعلنْ) واحدة :
وليقطرِ الماءُ من عينيكَ.إِبكِ ولوْ (مستفعلنْ فاعلنْ مستفعلنْ فَعِلنْ ).
تحتَ المطرْ ( مستفعلنْ).
ثمّ يعود إلى لازمته التي من بحر السريع : ها أنتذا حلٌّ بهذا البلدْ..إلخ
ولا يكتفي الشاعر بهذا التنويع العروضيّ أو كما سميناهُ لعِباً،تناغماً مع عنوان القصيدة ذاتها : الطبيعة تلعب بي ، بل يأتي بشاهد من بحر الطويل :
فعولن مفاعيلنْ فعولُ مفاعلنْ
فعولُ مفاعيلنْ فعولُ فعولُ


من شواهد " لسان العرب " :

عَدَسْ! ما لِعَبّادٍ عليكِ إمارةٌ نجوتِ، وهذا تحملينَ طليقُ …
وبعد الطويل يعود الشاعر إلى بحر السريع في اللازمة :
ها أنتذا حلٌّ بهذا البلدْ..إلخ

اللعِبُ العروضيّ هذا يتناغم مع تغيرات مكانية وزمانية في القصيدة.

هولندا 28-8-2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحمد حلمى أفلام دريد لحام أثرت عليا في طريقة شغلى وعرض الفن


.. كلمة أخيرة - تفاصيل أول معسكر يجمع محمد صلاح وحسام وإبراهيم




.. كلمة أخيرة - تذاكر مباراة المنتخب خلصت.. الناقد محمد عراقي ي


.. لماذا فشلت ترجمة كلمة -الرحمن الرحيم- إلى الإنجليزية؟ | #حدي




.. عقد قران الفنانة جميلة عوض على المونتير ا?حمد حافظ