الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مخاطر العودة للمفاوضات وآليات مواجهتها-

طلعت الصفدي

2010 / 8 / 26
القضية الفلسطينية


الكلمة التي ألقاها طلعت الصفدي عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني في لقاء جمعية اساتذة الجامعات – فلسطين بغزة تحت عنوان
" مخاطر العودة للمفاوضات وآليات مواجهتها"
في البدء تحياتي لكم، يمكن ان نختلف، ويمكن أن نلتقي، ولكن دعونا نعمل العقل، ونوسع دائرة الحوار والتفكير، فهو المدخل للتوافق والتفاهم للخروج من المأزق والكارثة التي نمر فيها جميعا.
ودعوني أوضح النقاط التالية:
1- المفاوضات معركة على الطاولة، يحتاج المفاوض الفلسطيني الى دعم وتحرك جماهيري ومؤسساتي، وضغط شعبي لتصليب موقفه التفاوضي، وتعزيز تمسكه بالأهداف الوطنية، ولمنعه من التنازل جراء الضغوط التي ستمارس عليه.
2- المقاومة حق مشروع، وهي معركة على الارض، تحتاج ايضا لدعم جماهيري ومؤسساتي وشعبي حتى لا تتحول المقاومة الى هدف، واستعراض وتنافس فصائلي، وشكل من أشكال التضليل والخداع تخرج عن مسارها وهدفها.
3- وفي هذا الصدد، لا أصحاب المفاوضات التي اعتبروها خيارا استراتيجيا وحيدا، قد نجحوا في تحقيق الاهداف على الرغم من السنوات الطويلة من التفاوض، ولا نجح أصحاب ودعاة المقاومة كشعار استعراضي،وتنافسي دون تحديد مرجعية سياسية لها .
4- لا مفاوضات حقيقية دون مقاومة حقيقية، ولا مقاومة دون مفاوضات، ويجب عدم خلق حالة من التناقض والصراع بينهما، وبضرورة الجمع الناجح بينهما والتفاعل والتناغم بين كافة أشكال النضال المختلفة بما يخدم الهدف، وللخروج من ذلك طرح حزب الشعب الفلسطيني البديل المجرب، عبر تشكيل جبهة مقاومة شعبية موحدة، تنخرط فيها كافة فئات الشعب الفلسطيني كما حدث في الانتفاضة الاولى عام 1987.
5- ويبقى السؤال الجوهري هل يمكن للمفاوضات دون مرجعية محددة، او المقاومة الاستعراضية والتنافسية الفصائلية أن تحقق اهدافها في ظل الانقسام الفلسطيني، والصمت العربي والتواطؤ الامريكي، وفي ظل حكومة التطرف والعنصرية والابادة الجماعية حكومة نتينياهو؟؟
6- لقد دعا حزبنا لحل القضية الفلسطينية على اساس قرارات الشرعية الدولية، وتحت رعاية الامم المتحدة، ولكن اسرائيل هي من افشلت كافة المساعي لحل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني، بسبب عدم اعترافها بحقوق الشعب الفلسطيني على ارضه، ونحن ندرك أن اسرائيل تحاول ان تستخدم المفاوضات كغطاء لمواصلة الاستيطان، وفرض وقائع احادية على الارض، وعزل العملية التفاوضية عن مرجعتيها، واقتصارها على الرعاية الأمريكية المنفردة والمنحازة لإسرائيل.
7- ان أخطر ما يواجه المفاوضات المباشرة :
- نجاح اسرائيل والولايات المتحدة الامريكية في استبدال مرجعية قرارات الشرعية الدولية بالتفاهمات الامريكية الاسرائيلية كمرجعية للمفاوضات.
- التراجع من اللحظة الاولى، باعتبار الاستيطان يندرج في خانة الاستفزازات الاسرائيلية، بديلا عن كافة قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة، والمؤسسات الدولية الاخرى التي تعتبر الاستيطان غير شرعي .
- تعدد مرجعيات التفاوض، فإسرائيل من جانبها تعتبر تصريح وزيرة خارجية الولايات المتحدة الامريكية كلينتون أن المفاوضات المباشرة تستأنف دون شروط مسبقة، وهي شروط نتينياهو بالكامل، وتعتبر السلطة الفلسطينية بيان الرباعية مرجعية للمفاوضات برغم انه لا يلبي الحد الادنى من المطالب الفلسطينية، وهذا يعنى أن المفاوضات قد فشلت قبل ان تبدأ.
- محاولة تجزئة قضية الاستيطان، والفصل القسري بين القدس، وباقي الضفة الغربية، واستباحة الاستيطان فيها، مما يكرس الواقع الاحتلالي للمدينة المقدسة، بضمها وتهويدها وفصلها عن الوحدة الجغرافية، والسياسية للأراضي الفلسطينية المحتلة.
- نحن في حزب الشعب الفلسطيني، ندرك حجم الضغوط التي تمارس على السلطة الفلسطينية، وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية، من أجل استئناف المفاوضات دون التزام اسرائيل بوقف الاستيطان، او التزامها بمرجعية ملزمة لعملية السلام، بل وتطرح حكومة نيتنياهو شروطا تعجيزية كالاعتراف بيهودية الدولة، واعتبار القدس العاصمة الابدية لدولة الاحتلال، ورفض حق اللاجئين في العودة لديارهم طبقا للقرار 194.
- ان استجابة السلطة الوطنية للمفاوضات دون الالتزام بقرارات المجلس المركزي بوقف الاستيطان، وتحديد قرارات الشرعية الدولية كمرجعية للتفاوض، ووقف كل اشكال الارهاب ضد شعبنا سيدفع اسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية لزيادة الضغط عليها، من اجل التنازل والتساوق مع شروطها المهينة والمذلة.
8- امام هذا الواقع المأساوي، والكارثي وفى غياب الدعم العربي، والإسلامي والدولي في مواجهة تلك الضغوط، فما هي البدائل لمواجهة هذه الضغوط؟؟
اولا : استعادة الوحدة الوطنية، وانهاء الانقسام، وتمتين الجبهة الداخلية، ورص الصفوف، واحترام رأى الجماهير، وتعزيزصمودها، ووقف كافة الاجراءات التي تكرس الانفصال بين غزة والضفة الغربية، والتصدي لإرهاب الاحتلال الاسرائيلي، فالضرر والخطر الكامن من استمرار الانقسام، وعدم التقدم باتجاه المصالحة، يشكل الورقة الرابحة للاحتلال الاسرائيلي .
ثانيا : بناء جبهة موحدة للمقاومة الشعبية، كما اكدت عليها وثيقة الوفاق الوطني، بمرجعية سياسية يتم التوافق عليها بمجموع الحركة الوطنية.
ثالثا : تأمين اوسع حشد وتأييد دولي للاعتراف بحدود الدولة الفلسطينية على خط الرابع من حزيران عام 1967، من خلال الاستعداد وبالتنسيق مع الدول العربية والصديقة، والتوجه لمجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة لاستصدار هذا القرار.
رابعا : التصدي لخطر التصعيد الاسرائيلي ضد قطاع غزة، وتفويت الفرصة على عدوان اسرائيلي مبيت.
ولهذا جاءت معارضة حزب الشعب الفلسطيني للمفاوضات المباشرة للأسباب التالية؟؟

- اختلاف المرجعيات، مرجعية اسرائيل دعوة كلينتون بلا شروط مسبقة، وهي تلبي مطالب نتينياهو بالكامل، ومرجعية السلطة بيان الرباعية.
- الدخول الى المفاوضات بدون وقف كامل للاستيطان، والنشاطات الارهابية يعني خسارة المعركة قبل دخولها.
- الرضوخ للضغوط الان، يعنى استدراج المفاوض الفلسطيني لضغوط اكبر، عندما يجري النقاش على قضايا الحل النهائي القدس، والاستيطان، والحدود، واللاجئين والاسرى.
- اسرائيل بحاجة لوقت لفرض وقائع جديدة على الارض، وتهدف من المفاوضات كسب الوقت.
- في غياب اطار ومرجعية ووقف شامل للاستيطان سيمنح اسرائيل غطاء لاستمرار ممارساتها وخاصة في مدينة القدس.
- بيان الرباعية لا يستجيب للحد الادنى من متطلبات عملية السلام، ولأهداف شعبنا الوطنية .
- ولهذا كله نعارض المفاوضات المباشرة،ولكن ليس على طريق "قل كلمتك وامشي"، او محاولة تصفية حسابات ضيقة مع الرئيس ابو مازن، او اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ونرفض استخدام التحريض، والاتهام بالخيانة، والتفريط، فالمعارضة عليها ان تكون بعيدة عن المهاترات .
وأخيرا لان حركة الواقع والمتغيرات متسارعة، والمفاوضات المباشرة قد تحددت تاريخها في 2/9/2010، وستكون في واشنطن فعلينا جميعا كقوى سياسية، ومكونات المجتمع المدني التحرك جماهيريا وشعبيا من اجل الضغط على المفاوض الفلسطيني للتراجع،والعمل فى نفس الوقت على تصليب موقفه، ومنعه من الاستجابة للضغوط ، وتحصينه للتصدي لكل الضغوط التي ستمارس عليه اثناء المفاوضات التنازل.
طلعت الصفدي غزة – فلسطين
الاربعاء 25/8/2010
[email protected]









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا: السجن 42 عاما بحق الزعيم الكردي والمرشح السابق لانتخا


.. جنوب أفريقيا تقول لمحكمة العدل الدولية إن -الإبادة- الإسرائي




.. تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي


.. وول ستريت جورنال: عملية رفح تعرض حياة الجنود الإسرائيليين لل




.. كيف تدير فصائل المقاومة المعركة ضد قوات الاحتلال في جباليا؟