الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(عرب وين طنبوره وين)

حامد كعيد الجبوري

2010 / 8 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


ربما الكثير لا يعرف هذا المثل الشعبي ، ولتوضيح المثل وتقريبه للأذهان ، يعني المثل الشعبي (عرب وين طنبوره وين) ما عرفته من العامة بهذا الخصوص ، قديما تزوج رجل بدوي من امرأة لا تنطق (خرساء) ، وكذلك لا تسمع (طرشاء) ، وبدأ الزوج يعلمها ما يريده منها بالإشارة مرة وبالتوضيح مرة أخرى ، فإن أحتاج لقدح ماء أشار لفمه وهكذا ، وبما أن الرجل يحتاج من زوجته ما يحتاجه الأزواج ، فقد علّمها أنه كلما بسط عباءته أرضا نامت زوجته عليها لقضاء حاجته الجنسية ، واستمرت حياته معها هكذا والرجل مسرور من أفعال زوجته ، وكذلك هي تقدم لزوجها منتهى الطاعة والعرفان بالجميل ، لأنها لا يمكن أن يتزوجها أحد بسبب عاهاتها هذه ، ومعلوم أن البداوة تختلف عن حياة المدن ، والبدوي يكسب قوته بسيفه ، وحدث غزو كبير لقبيلة زوج (طنبوره) ، لذا قرر رجالاتها الهرب بما خف وزنه وغلا ثمنه درءا لهذا الغزو ، ذهب زوج (طنبوره) لينفذ ما أتفق عليه رجال القرية وبسط عباءته أرضا فنامت (طنبوره) عليها ، كاشفة عورتها ليقضي زوجها مأربه ، ولأنه بعجلة من أمره جذب عباءته من تحتها وبسطها بمكان آخر ، فظنت (طنبوره) أن زوجها أراد أبدال المكان ، وكيف له أن يفهم زوجته بحالة قبيلته وهي الخرساء والطرشاء ، ونتيجة لذلك خسر حياته وماله واستعبدت زوجته لرجال القبيلة الغازية .
ما حدث ل(طنبورة) حدث معنا نحن أبناء العراق المستضعفون ، رفعنا أكفنا دعاءا لله سبحانه وتعالى أن يخلصنا من نظام جائر دكتاتوري قاتل ، فأبدلنا بأتعس من ذلك الدكتاتور ، ( خلصنه من علي والجاي أبوك أحسين) ، السابق الدكتاتور كمم أفواهنا والقادم الجديد كمم أذنيه من أن يستمع لنا ، ستة أشهر أنقضت والمشكلة بل المعضلة لا تزال قائمة بنفسها ، خيار العراق يتجاذبه شخصان لا غير ، المالك للعراق – المالكي- أولا ، والشيعي المتسنن أو المتعلمن ثانيا .
المأساة العراقية لا يمكن أبعادها عن هذه الإشكاليات ، الأولى سنة فقدوا سطوتهم التي أمتد نفوذها لبداية الدعوة الإسلامية ، ناهيك عن الدعم العربي الكبير لهذه الطائفة ، وإشكالية ثانية ممثلة بالطائفة الشيعية التي تعتقد بمغبونيتها وتهميشها وقمعها من ممارسة شعائرها من لطم وتطبير وسلاسل وسير على الأقدام بمناسبة وبدون مناسبة لعتباتهم المقدسة ، ومن الطبيعي أن دولة إيران الشيعية هي المغذية الأولى لهذه الأطروحات الطائفية ، ناهيك عن أن الأحزاب الدينية الشيعية تمد بأموال طائلة من دولتهم الإيرانية التي قدموا منها ، وهناك إشكالية عرقية كبيرة ممثلة بالكرد وما يريدونه من إنفصال عن الدولة الأم ، متغذية بهذا النهج العرقي من خلال مظلوميتهم السابقة ، ومحاولة للسيطرة على كرد دول الجوار – إيران وسوريا وتركيا - ، وهناك معضلة أكبر من كل ما ذهبت إليه وهي الدولة المحتلة – امريكا – ، التي قدمت للعراق لا للإطاحة بنظام طاغية ، ولا لسواد عيون العراقيون ، بل للسيطرة على بلد خصب بكل شئ .
أن حال حكومتنا العراقية الجديدة كحال ( طنبورة ) ، يقف العراقيون الوطنيون كل يوم ، بل كل لحظة منددون بممارسات جديدة لحكام بائسين ، ليس لهم من السياسة إلا أن يملئوا جيوبهم بسحت حرام ومال مسروق ، نحذرهم من أن خطر المؤامرة أكبر من تصورنا وتصورهم وهم يعطوننا (أذن الطرشه) كما يقول مثلنا الشعبي ، نقول لهم (أعطوا الخبز لخبازته) فيزدادون عنادا وسرقات أكبر ، تصوروا أن مضمدا – مع احترامي لهذه المهنة- يصبح وكيلا لوزارة أمنية لأنه من حزب فلاني ، ويستبعد ذو الاختصاص المهني لأنه من حزب آخر ، (وعلى هل الرنه أطحينج ناعم) ، فأغلب القيادات العسكرية جاءت بأسلوب منح الرتب العشوائي كما فعل طاغية العراق سابقا ، وخلاصة القول الذي أجد أن موضوعتي قد بعثرت هنا وهناك أقول ، أن الدم العراقي أشرف من أن يوضع بأيدي قتلة محترفون وطلاب كراسي تبنى بدماء الأبرياء منا ، وهاهو العراق ينزف من دماء خلص أبناءه الكثير ، والسياسة قابعة بين المؤامرة والتطبيل لمحتل جاء بهم ، وأن النصر لقريب بيد الشعوب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مبيعات سيارات تسلا الكهربائية في تراجع مستمر • فرانس 24


.. نتنياهو ينفي معلومات حول إنهاء الحرب قبل تحقيق أهدافها




.. رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: نتمسك بتدمير البنية التحتية لحم


.. شركة تبغ متهمة بـ-التلاعب بالعلم- لجذب غير المدخنين




.. أخبار الصباح | طلب عاجل من ماكرون لنتنياهو.. وبايدن يبرر سوء