الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اين نحن العراقيون من مساومات احزاب السلطة ?

دياري صالح مجيد

2010 / 8 / 26
حقوق الانسان


بدات في الايام القيلية الماضية تتجمع سحب الاجتماعات في سماء ازمة تشكيل الحكومة العراقية الجديدة بعد مضي كل هذه الشهور العجاف من الخلاف والصراع الذي وصل في كثير من الاحيان الى تغيير منحينات التحالفات والعداء بشكل غريب فمن اقصى جهات الرفض الى اشد جهات القبول بين لاعبين طالما تصارعوا بالامس حول مكاسب سياسية خاصة قادت الى معارك وضحايا وايتام وصرخات لم تنهتي بعد اصداء الالامها في حياة غالبية من الفقراء الذين كانوا مجرد حطب لنار تلك الصراعات .

اليوم يبدو من خلال تراكم هذه السحب بان الحلول ستمطر قريبا على المنطقة الخضراء بشكل خاص لتنبت لنا نبتا لا نعرف بعد مدى قدرته على النمو واشتداد عوده لمواجهة التحديات التي لابد وانها ستاتي محملة مع رياح الرفض العاتية لمشروع استقرار العراق واستنزاف عوامل الصراع الطائفي فيه خاصة مع ما ترشح خلال الايام الماضية ايضا من تسريبات لبعض التصريحات الخاصة بدول الجوار من امكانية التلاعب بشكل مخرب ومتعمد في العملية السياسية في العراق وبالاتجاه نحو تعطيل هذه العملية الى اطول فترة ممكنة .

على اية حال , لا يبدوا بان هذه الرؤى الخاصة بقرب تشكيل الحكومة ختامية ولا حتمية لانها بعد لا زالت بحاجة الى دعم اللاعب الامريكي بشكل خاص و دور دول الاقليم التي تترقب كل حركة تجري في العراق وتبني على اساسها ردود الافعال المطلوبة لتحقيق اهدافها وبما يعزز ستراتيجيات العمل السياسي لها في هذا البلد .
لقد بدات العديد من الامور تتكشف للمراقبين بان ماكان يجري لا يعدوا كونه محاولة البعض العمل على تعطيل تشكيل الحكومة لاقتناص الفرصة السانحة من اجل الحصول على اعلى سقف من المطاليب التي طرحها كشكل من اشكال المقايضة لقدوم هذا المرشح او ذاك لرئاسة الوزراء او حتى في اطار التحالفات والحوارات التي لم يتردد متبنوها من طرح هذه الافكار الخاصة بالمساومة السياسية الرابحة في نظر الكثير منهم طالما انها ستحقق اقدار ورغبات تلك الاحزاب والناشطين فيها والمهيمنين على صناعة قرارها .

الكل عقد العزم على المضي في هذا الاتجاه والكل بدا متيقنا من انه لا بد في نهاية المطاف سيحقق انتصارا ما لحزبه ولرفاق دربه في الحصول على المناصب السيادية بغض النظر عن طبيعتها لانها بالاساس تعتمد على الاستحقاقات الانتخابية ذاتها وليس على اهواء وامزجة السياسيين فحسب وبالتالي يصح القول انه على قدر اهل المقاعد البرلمانية تاتي المغانم السياسية !! وهو امر مثير للانتباه في ظل عراق تنخر فيه ازمات لا زالت بعد تطرق على رؤوس العراقيين في ظل تكالب عوامل المناخ والفراغ السياسي امام هذا الصراع المصلحي الذي يغفل اي حقٍ للمواطن هذا في ظل صراع يتمشدق غالبية المشاركين فيه بانه يخدم في النهاية الشعب , وحقيقته الانانية المطلقة هي التتنكر للشعب الذي قاد ملحمة الانتخابات بالامس القريب وقرر كلمته في احلك الظروف , في وقت كان جهابذة السياسة المتنعمين بكل المكاسب , بما فيها كل مؤشرات الراحة والامن , قد فشلوا في التوصل الى صيغة مؤسسية ناجعة لحكم العراق بعيدا عن تكرار الالام الماضي وعقلية الطائفية التي حكمت مسار الاحداث فيه .

ربما السببب في ذلك يعود الى ان الشعب كان اكثر حرصا من قادته على مستقبل العملية السياسية وعلى مستقبل العراق كموئل لكل هذا التنوع البشري الذي يخشى العديد من الطيبين تفتته وتشرده الى غير رجعة , لذا خاطر العديد منهم في المشاركة في تلك الانتخابات على امل ان القادم سيكون افضل في ظل الشعارات الانتخابية والبرامج السياسية التي غيبتها مرارة التلاعب بعقول الناخب العراقي في فترة ما بعد اعلان النتائج وفقا لمبدا الانانية وقصر النظر في ادارة العملية السياسية وكذلك في ظل غياب اي مؤشر حقيقي لمبدا ادارة الازمة في عراق اليوم خاصة وان كل اولئك الذين شاركوا في تصعيد ازمة تشكيل الحكومة لم يكن لديهم حتى الان اي دليل عملي واضح في عملية التعاطي مع الازمة وكأن الموضوع كان برمته مسألة عداء شخصي لا غير .

الكل وفقا لهذه المساومات ذات الطابع الرمضاني سيحقق اهدافه لكن اين نحن العراقيون من هذه المساومات ؟؟ الا يحق للعراقي اليوم ان يسأل ما الذي سيجنيه من هذا التاخير في عملية تشكيل الحكومة , ام ان قدرنا ان نحصد الالام والخذلان دوما من سياسين يتفنون في استخدام كثير من نقاط ضعف الديمقراطية الناشئة حديثا في العراق ومنها انهم جاءؤا بالانتخاب وبارادة الشعب وبانه لا توجد اي قوة قادرة على تنحيتهم من اماكنهم الا الشعب ذاته !! . لقد اصبحنا كرة تتقاذها الاحزاب في ملاعبها الواسعة التي تتجاوز حدودها حدود العراق الجغرافية نحو دول الطوق المحيط بالعراق حيث الكثير من اواصر الصلة والعلاقات الحميمة للاحزاب العراقية . فهل سنبقى دائما في الصف الخاسر نتندر على الزمان ونلعن اسرار الديمقراطية التي بعد لم نعرف عنها الكثير ؟

اعتقد وبكل تواضع ان السياسي القادم اذا ما اراد ان يعكس كل هذه المخاوف ويبددها الى الابد , فعليه ان يعلن لنا كشعب باننا لسنا مفعولا به في مجال السياسة وانما الفاعل الحقيقي الذي يُعتمد عليه في الخطوة الاولى لنجاح العملية السياسية التي بدونها لن يكون هناك اساساً لاي توصيف ديمقراطي في العراق , عليه ان يقدم للشعب العراقي قائمة الامتيازات والاستحقاقات التي هي من نصيبه , وهذه الامتيازات تقوم في اساسها على الزام جميع الاحزاب المشاركة في العملية السياسية , سواء اكانت احزاب مؤيدة للحكومة او في موقف المعارضة , بتقديم جداول زمنية لتلبية مطالب العراقيين التي طال انتظارها في زمن لا يُرحم فيه المنتظرين على اعتاب تاريخ غادرنا فيه المتحضرون نحو فضاءات لا يسهل للمرء حتى ان يتخيل باننا سنصل اليها يوماً في ظل هذا البطيء في تعاطي السلطة مع هموم الفرد العراقي واستحقاقاته الحتمية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كم عدد المعتقلين في احتجاجات الجامعات الأميركية؟


.. بريطانيا.. اشتباكات واعتقالات خلال احتجاج لمنع توقيف مهاجرين




.. برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والإسكوا: ارتفاع معدل الفقر في


.. لأول مرة منذ بدء الحرب.. الأونروا توزع الدقيق على سكان شمال




.. شهادة محرر بعد تعرضه للتعذيب خلال 60 يوم في سجون الاحتلال