الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كاميليا زاخر..حتى لا يكون مصيرها كمصير وفاء قسطنطين

زينب رشيد

2010 / 8 / 27
حقوق الانسان


حق الاعتقاد هو حق مقدس للانسان، طالما أنه يحدث بدون ضغوط واكراه، ولذلك دافعت دائما عن حق المسلم الكامل وغير المنقوص بأن يبدل دينه الى أي دين آخر يحقق فيه راحته وقناعاته وايمانه، بل أكثر من ذلك فقد طالبت وما زلت أطالب بأن يتم إلغاء أو في أسوأ الأحوال تجميد العمل بالنصوص الاسلامية التي تنتقص من حق الاعتقاد، ماهو صحيح وذا سند منها وماهو ضعيف ومشكوكا فيه، ونددت دائما بلغة التكفير وقتل من يسموه مرتدا في الشرع الاسلامي أو حتى مجرد الدعوة الى قتل كل من يترك الاسلام مما يمكن وصفه ببساطة بأنه ارهاب ديني يستند الى احتكار للحق لا أساس له والى وصاية على الأخرين بدون وجه حق.

دفاعي عن حق المسلم في اختيار الدين الذي يناسبه، ينسحب على الجميع، المسيحي واليهودي والبوذي والهندوسي وكل الديانات، وعليه فان حق السيدة المصرية "المسيحية سابقا" كاميليا شحاتة زاخر في أن تصبح مسلمة أو غير ذلك هو حق مقدس، وجب عليً وعلى كل من يدًعي الدفاع عن حقوق الانسان الدفاع عنه، طالما ان اختيار السيدة كاميليا حصل وهي بكامل قواها العقلية والبدنية، اضافة الى نضوج كبير تتمتع به من خلال عملها كمعلمة ومربية للأجيال يمنحها قدرة على حُسن اختيار ماهو صالح ومفيد لها.

لا بد لي أن أذكر أولا أن أقباط مصر من أتباع الديانة المسيحية تعرضوا وما زالوا يتعرضون لأبشع أشكال الاضطهاد الديني والقومي، اضافة الى اضطهاد عام يعانيه المصريين جميعهم على أيدي نظام أمني بوليسي شمولي، اختزل مصر في شخص رأس النظام وابناءه، وحاشية ترتبط بهم تزلفا وتملقا.

عشرات جرائم القتل الفردي والجماعي ارتكبت بحق الأقباط، لم تكن أولها مجزرة الكشح ولن يكون آخرها على مايبدو مجزرة نجع حمادي، وعشرات الفتيات القبطيات تم التغرير بهن واختطافهن واجبارهن على اعتناق الاسلام، وحالات اعتداء ووصاية وحرمان من رعاية الأم وحنانها يتعرض لها أطفال أقباط من خلال فرض دين الاسلام عليهم كحالة الطفلان التوأمان ماريو وأندرو، ونسبة الأقباط في مجلس الشعب المصري وفي دوائر الدولة كافة، وخصوصا في المناصب العليا للوزارات السيادية والجيش وأجهزة الأمن تشير الى مدى الغبن والظلم وعدم الانصاف الذي يتعرض له الأقباط وهم سكان البلد الأصليين، كما يتعرض الأقباط الى عملية مذلة وطويلة في كل مرة يحتاجون فيها لبناء دار عبادة لهم أو ترميم ما هو قائم، لأن معاملات بناء وترميم الكنائس تحتاج لموافقة المحافظ شخصيا، بعد أن كانت ولعقود حكرا على رئيس الدولة.

كما ان كل الأفعال السابقة تستوجب الاستنكار والادانة والشجب، والتضامن المطلق مع الأقباط ضد هذه الجرائم والانتهاكات للعمل من أجل وقفها، ولكي يسود مبدأ المواطنة بما يضمن العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص بين أبناء الوطن الواحد، فان اقدام الأقباط على التظاهر والاعتصام على حالة مثل حالة السيدة كاميليا زاخر ليس له مبرر اطلاقا، والأسلوب الذي تم اعتماده من قبل البابا والمؤسسة الكنسية لاستعادة السيدة كاميليا هو أسلوب يتعارض مع القانون والاخلاق أيضا، وأدنى درجات احترام حقوق الانسان.

كما ان اخفاء السيدة كاميليا بعد تسليمها لقيادات الكنيسة من قبل أمن الدولة هو اسلوب عصاباتي ومافيوي يطرح أسئلة كبرى عن طبيعة العمل في الكنيسة ودورها في حياة الأقباط خاصة والمصريين عامة، وحول صلاحياتها تجاه رعاياها، كما أن التواطؤ الواضح جدا بين أجهزة الأمن والكنيسة في قضية السيدة كاميليا وقبلها بسنوات قضية السيدة وفاء قسطنطين يُشتم منه رائحة صفقة نتنة يدعو من خلالها البابا أقباط مصر لانتخاب الأب الرئيس أو الابن المهيأ للرئاسة في الانتخابات الرئاسية العام المقبل، مقابل سكوت أجهزة الدولة عن مصير كاميليا وقبلها وفاء.

في أغلب الأخبار التي وردت بخصوص قضية السيدة كاميليا، غاب اسمها تماما، ليصبح "زوجة الكاهن" و "امراة أبونا" أي زوجة أبونا، وكثير من هذه المصطلحات، في تغييب واضح ومتعمد لشخصيتها، والحاقها بالكامل بزوجها وكأنها احدى ممتلكاته، لا بل ان مذيعة في قناة فضائية مسيحية سألت كاهن عبر الهاتف في برنامج مباشر بعد أن باركت له عودة "امراة أبوها" عن أي أخبار جديدة بعد أن استلمتم -أي الكهنة من زعامات الكنيسة - "امراة أبوها".

لم تخجل مقدمة البرنامج من ذكر مصطلح "استلمتم" في الحديثة عن السيدة كاميليا وهي سيدة مثلها، فهذا المصطلح باستثناء استعماله بين جهتين أمنيتين عندما تسلم احداهما مجرما فارا الى الجهة الأخرى، فانه يُستعمل لتسليم واستلام البضائع والبريد والنقود. تم هنا على الهواء مباشرة تحويل السيدة كاميليا الى سلعة، وهي تهمة لطالما اتهم الطرف المسيحي المسلمين بها، والحقيقة ان الطرفان يفعلانها بدون حرج أو خجل.

حديث الأقباط عن تشكيل لجنة من شخصيات مصرية مسلمة ومسيحية كلام لا قيمة له يُراد منه كسب الوقت وتغييب "الأسيرة" في غياهب الأديرة، وحديث المسلمين عن قضيتها، هو استغلال لفرصة، القصد منها الانتقام من الأقباط، واعلاء الصوت لينسى الجميع الجرائم السابقة بحق الأقباط.

الحل الوحيد لمآساة السيدة كاميليا، هو الافراج الفوري عنها، لتظهر على أي شاشة تلفزيونية، ان رغبت بذلك طبعا، لتختار أن تكون ما تشاء، مسلمة أو مسيحية أو أي شيء آخر بملأ ارداتها، وبغير اجبار أو اكراه، فهذا حقها الطبيعي المقدس، وأي طروحات أخرى لا نتيجة لها سوى بقاء السيدة كاميليا "أسيرة" لسنوات طويلة لا يعلم إلا البابا متى تنتهي، وحالة السيدة وفاء قسطنطين ليست عنا ببعيدة، اذا ما زالت على قيد الحياة طبعا.

الى اللقاء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - جعل مصر دولة مدنية
تي خوري ( 2010 / 8 / 27 - 15:10 )
سيدتي زينب ,انت صورتي بان الكنيسة نظام سياسي له جيشه ومخابراته واقتصاده وعلاقاته الدولية...الخ وهذا مجافي للحقيقة ..انا اقدر افكارك التنويرية وعدالتك , ولكن كونك من خلفية اسلامية , تنظرين الى الكنيسة من خلال زاوية اسلاميتك , حيث الاسلام دين ودولة فاشية.. وهذا غير صحيح بالنسبة للكنيسة!!!
الكنيسة لاتستطيع ان تجبر اي انسان ان ياتي اليها..وليس بيدها اي نوع من السلطات ؟؟وهناك الكثيرين من المسيحيين الذين خرجوا من الكنيسة, ولذين ينتقدون الكنيسة , ويهاجمون الكنيسة , بكل حرية....؟ المطالبة بتصحيح خطيئة نادرة الحصول. وترك الجريمة الكبرى والتي هي اساس كل المشاكل وهي ان مصر دولة اسلامية دينية فاشية, لن تحل المشكلة..!! وانما حل المشكلة يكون بحل المشكلة الاساس, وهي جعل مصر دولة مدنية..

تحياتي









2 - غريب أمرنا
عيسى النابلسي ( 2010 / 8 / 27 - 15:11 )
في مقالك قبل هذا رأيت عبارة متأنجله وانجيليون مع الاسف .. فتسألت لو كنت متأسلمه فهل سيكون مع الاسف ايضا؟؟.. جاء مقالك هذا ليعمق السؤال في داخلي فلم اجد حتى الان اجابة عليه.. ربما اغضب هذا المقال الكثير من القراء ..
عزيزتي ان الانسان لن يكون حرا الا اذا تحرر من كل العقائد والمذاهب الدينية فحينها فقط سيحب للآخر ما يحب لنفسه..وسوف يحترم حقوق الآخرين سواء كانت مع او ضد دينة او فكروا او مذهبوا او عقائدوا .. سلام لك وعليكي ودام قلمك


3 - هل حقوق الانسان اقتحام حقوق الانسان
نور المصرى ( 2010 / 8 / 27 - 21:26 )
مع احترامى الكامل لرأى حضرتك فى المقال وتعاطفك الانسانى على الاضطهاد والتعامل الغير سوى للدوله للاقليه فانا احى فيكى الروح الانسانيه هذه ..
ولكن سيدتى الفاضله دائما ينسى من يتناول موضوع اختفاء السيده كامليا بالمنطق الحر وبحقوق الانسان والمصداقيه بمعنى .. فى مقال حضرتك ذكرتى فقره مرت مرور الكرام ولكنها هى صلب الموضوع فقد قلتى الاتى(( فان حق السيدة المصرية -المسيحية سابقا- كاميليا شحاتة زاخر في أن تصبح مسلمة أو غير ذلك هو حق مقدس))...واقول لكى سيدتى كيف تاكد لكى انها مسيحيه سابقه بمعنى تطالبون بالتوثيق والمصداقيه ولكن فى وسط الكتابات لاتوجد ..اين الدليل على اسلامها ؟هل تعرفينها شخصيا ؟ ام تنقلى من المواقع والصحف ؟ وبناء عليه فان عدم اثبات خروجها من المسيحيه هو اقتحام لخصوصية انسان وكسر لحقوق الانسان وليس كما تدعى..فلماذا لم تضعى افتراض خطفها والامن لايريد ان تشهر الكنيسه به والتزمت الصمت ..لماذا لم ياتى لكى هذا الافتراض ؟ هذه هى مشكلة تناول القضايا من خلال اراء صحف بدون تحقق او دليل ....ارجو ان اكون استطعت توصيل فكرتى لحضرتك بدون مضايقه واثنى ثانيا على وقوفك ضد اضطهاد الاقليه .وشكرا


4 - الكنيسة لا تسجن احد
ريم سعادة ( 2010 / 8 / 28 - 00:01 )
الكنيسة لو ارادت ان تسجن وتضطهد كل من يتركها لسجنت واضطهدت الالاف الذين اسلموا لظروف اجتماعية وثم عادوا الان.ولكانت طاردتهم واضطهتدهم
تصورون الكنيسة وكانها صاحبة الحل والربط في مصر بينما الحكومة تسجن المبشرين بالمسيحية !!!! وتهدم كثير من الكنائس بحجة عدم وجود رخصة بينما مساجد مبنيةمنذ عشرات السنين بدون رخصة لم تهدمها الحكومة؟؟؟ هل بيوتهم بيوت الله وبيوت المسيحيين ليست كذلك؟؟ ويتعرض المسيحيون فيها لابشع انواع التمييز !!
تصورون الاديرة ان سجون بسبب حالتين؟؟ هل هذا كلام عقلاء؟؟
اما الحقيقة فمعتم عليها و التعتيم لم يكن اختيار الكنيسة لكنة فرض عليها من امن الدولة.


5 - لحظة من فضلك
سامى غطاس ( 2010 / 8 / 28 - 00:06 )
سيدتي الفاضلة.

اعلم تماماَ مدى صدق اطروحاتك وايضاَ الضمير الحي الموجود بداخلك. وهذا يستدعى من اى انسان لديه نفس القدر من الضمير ان يشد على يديك.
اَسمحى لى ان اختلف معك بخصوص محتوى مقالك اليوم .مشدداَ عاى ان هذا الاختلاف لن ينقص الحب و التقدير اللذين اكنهما لسيادتك.
اعتقد ان معلوماتك فى الغالب مصدرها الاعلام المصرى .ونحن نعلم سيدتى افتقاد هذا الاعلام للشفافية والموضوعية . واما بخصوص الاعلام المسيحى فى مصر فسيادتك على دراية كاملة بحجم الضغوط اللذى يتعرض لها وبالتالي استحالة مناقشته للموضوع بالصورة التى تتمنيها. هذا من ناحية . واما كلمة زوجة ابونا التى اغضبتك فهدى من روعك سيدتى فهذا يرجع لتقاليدنا نحن اقباط مصر وليس المقصود منه التقلبل من شآن هذه الزوجة كسيدة العكس هو الصحبح.
كنت اتمنا من سيادتك الالمام الكامل بمدى العذابات الواقع تحتها اقباط مصر قبل الطرح بهذه الصورة.
واخيرا لا يسعنى سوى ان اقدم لكِ كل الحب والتقدير وابجل في سيادتك الصدق مع النفس و الى لقاء


6 - وسائل الاعلام
نوري سامي ( 2010 / 8 / 28 - 11:43 )
كلنا ناخذ معلوماتنا العامه من وسائل الاعلام الكاتبه كانت شجاعه وواضحه في طرح افكارها وهي ليست منحازه لاي طرف الا للحقيقه ومقالها يوضح مدى الظلم الذي يعاني منه الجميع في مصر وفي الدول التي يحكمها العسكر بالتحالف الازلي مع رجال الدين ارجو انصافها ومرة اخرى تحياتي للكاتبه


7 - مجرد علامة إرشادية
فؤاد يسري ( 2010 / 9 / 25 - 01:07 )
ما سأقوله الهدف منه هو وضع علامة إرشادية أو لفت النظر إلى جانب يخفى على الكاتبة .. وليس المقصود منه تعميم سوء الظن بالمسلمين .. ولكن للتعريف بأساليب ربما لم يخطر ببال الكاتبة وجود مثيلها في الخطف والتغرير .. أكتبي في جوجل بالعربي كلمة البجث التالية ( إعترافات شيطان سابق) وبانتظار تعليقك على ما ستجدين.

اخر الافلام

.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب للمطالبة بعقد صفقة تبا


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يجتمع لدراسة رد حماس على مقترح صفقة تب




.. حرب غزة: لا تقدّم في مفاوضات الهدنة.. حماس تتمسك بشروطها ونت


.. مظاهرات في تونس لإجلاء الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين




.. مصدر مصري رفيع المستوى: أحد بنود مقترح الاتفاق يتضمن عودة ال