الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الموروث الثقافي اساس دونية المراة المسلمه

ادم عربي
كاتب وباحث

2010 / 8 / 28
الادب والفن


هل الاعتقاد السائد بدونية جنس النساء وأفضلية جنس الرجال مرتبطه بخلق الإنسان، أم انها وليدة لحظة تاريخية طارئه على خلق الإنسان؟ هذا السؤال يجب الاجابه عليه ان اردنا مجتمعا انسانيا متقدما كما المجتمعات الاخرى. ولا شك أنه يوجد في موروثنا الثقافي تأكيد دونية المرأة خَلقْاً.وساهم في ذلك الدين والأسطورة، وتم ترسيخ قناعات غير قابله للنقاش في وعينا وسلوكنا.
ما من شك أن ذلك مرتبط بتطور الطبقيه ونشوء الملكية الخاصة، وهذا يؤدي الى الاضطراب المعرفي والثقافي اللذين يعيشهما المجتمع ظاهرا ببعض الفئات منه وخاصه المضطهده مثل الفقراء امراه ام رجل. وهذا يقودنا للقول بتأكيد وجود علاقة طردية وثيقة بين الاغتراب الثقافي ورسوخ القناعة القائلة بدونية المرأة وخضوعها للرجل وهي علاقه طرديه أي كلما زاد الاضطراب الثقافي ترسخت تلك القناعه سواء لدى المراه او الرجل. لذلك تحرر المرأة مرتبط بتحرر الرجل، وكلاهما مرتبط بتحرر المجتمع من العبودية والاستغلال والاضطهاد وتقدمه الفعلي بجميع جوانبه ومقومات تطوره السياسية والاقتصادية والثقافية وتحقيق الديمقراطية والعدالة..إلخ.

بالمرأة العربية لا شك أنها قد تحررت نسبياً من الناحية الاقتصادية، وتعلمت القراءة والكتابة وحازت على مناصب مهمه في الدولة والمجتمع، لكنها لم تستطع التخلص من انها امراه وحياتها مرتبطه بحياة الرجل وسعادتها مرتبطه ايضا برضا الرجل , فهي ما زالت في عقلها الباطن اقل من الرجل بل تابعه له ولم تستطع التخلص من هذا الشعور(دونية المراه) , المراه العربيه تعمل خارج المنزل وداخله وقد تكون انجح من الرجل في العمل خارج المنزل وقد لا يعمل الرجل , فهي تكنس وتطبخ وتكوي الملابس ولا تسمح للرجل في العمل داخل المنزل وتتباها في ذلك وتتفاخر , فهي تعتقد ان هذا العمل يقلل من شان الرجل مع العلم قد يكون زوجها من اشهر الطهاه في كبرى المطاعم او من اشهر موظفو شركات النظافه, وهي على قناعة بصحة موقفها ولا تدري أن ذلك هو عين الاضطراب الثقافي القاتل.
لذلك أقول: تعاني المرأة في كل المجتمعات العربية والإسلامية التمييز والتهميش والاضطهاد. ومن لا تضطهدها قوانين بلادها، تضطهدها قوانين مجتمعها وعاداته ومفاهيمه، وتزداد معاناتها صعوبة عندما تكون متعلمة وذكية وطموحة ومبدعة.. لكن مجتمعها مجتمع مغلق، له خصوصيته الدينية، ويتمسك بالعادات والتقاليد والمفاهيم الموروثة عن القبيلة أو العائلة أو الطائفة. لذلك تعيش المرأة العربية بشكل عام هذه الآونة مرحلة مخاض صعبة، لبناء ذاتها، ونيل حريتها وحقوقها المحرومة منها. وهي تكافح كفاحاً مريراً، ولكن بنعومة الأنثى وصبرها، لإثبات كفاءتها، ووضع قدمها في الساحة العامة، ممهدة الطريق لتكون شريكاً أساسياً في بناء أسرتها ومجتمعها ووطنها، ولتجاوز النظرة الدونية لها المرتكزة على أنها لم تُخلق سوى للخدمة والجنس والإنجاب، وتتحدى الفكرة التي تقول بأنها ليست إنساناً كاملاً، بل نصف إنسان شرعاً وقانوناً (ناقصة عقل ودين)، وتُعامل على هذا الأساس منذ نعومة أظفارها. وتواجه قائمة هائلة من الممنوعات. فهي منذ طفولتها عليها أن تخدم في المنزل إخوتها وأشقاءها الذكور، وفي المدرسة تتعرض وجها لوجه من قبل المربين والأساتذة للتمييز بينها وبين الولد الذكر. فالحب شفقة على ضعفها وفي أحسن الحالات يقدر تفوقها وإمكاناتها لأنها أنثى ضعيفة لم نتوقع منها ذلك التفوق، أو نشفق عليها أو نحبها لجمالها تنفيساً لرغبتنا الجنسية. فندور نحن وهي في حلقة معيبة مفرغة.
أما في الجامعة فخياراتها في فروع العلم والتخصص محدودة، لأن للإناث فروعاً خاصة تليق بهن، وكأننا فصلنا هذه الفروع للمرأة. ونحن نعمل كي لا تفلت من دائرة خدمة الرجل، وأن تكون دائماً تابعة له. وممنوعة أيضاً من السفر، وقرارها بقبول واختيار شريك حياتها مرتبط بولي أمرها. فإن لم يكن الأب فالأخ، وإن كان أقل منها قدراً وكفاءة وعمراً؟ لله العجب في ذلك، حتى الأم يصبح ولي أمرها ابنها الأقل منها في كل شيء, ومطالبة أيضاً بعدم إظهار وجهها، بقصد طمس معالمها وملامحها، كي تكون مجرد رقم بين أرقام النساء، بحجة أن كل ما فيها (عورة) ويجب ستر العورة. كما أنها ممنوعة من طلب الطلاق مهما جار عليها زوجها، ومهما تزوج عليها مثنى وثلاث ورباع، ومهما استمتع بما ملكته أمواله من نساء.. لقد انتزعنا منها خياراتها، وأجبرناها على توقيع صك عبوديتها، وتبعيتها لمالكها الأب أو الأخ، أو الزوج الذي يتحتم عليها الخضوع المطلق له، فهو الآمر الناهي لها، المتحكم في حركتها وعقلها وعواطفها ورغباتها. ومن حقه أن يضربها ويؤدبها ويهجرها في الفراش.
باسم الدين وتعاليم الدين اضطهدت، وباسم الشرف والأخلاق اضطهدت وأهينت، وباسم العادات والتقاليد تحولت إلى أداة تفريخ وخدمة.تلك هي أحوال مجتمعاتنا، التي لن تتحرر من غفلتها وخيبتها إلا بتحرر نسائها. ولن تتحرر نساؤها إلا بتحرر رجالها من أغلال المفاهيم والقوانين المتخلفة.
فكم من النساء هن على استعداد لخوض معركة التحرر هذه، وكم من الرجال على استعداد لدعم المرأة في معركتها تلك؟
أيتها المرأة أختاً كنتِ أم بنتاً أم أماً أم زوجة أم محبوبة، أنا كرجل لا أقبل أن تكوني أقل مني شأناً، وكل ما أرجوه أن لا تقبليه. لكنك لا تتوقعي أن يمنحك الرجل حريتك ويُهديك استقلالك. لتؤكدي ذاتك فالأمر مرتبط بك أولاً، ومرتبط بتكامل الجهود بين الرجل والمرأة.ثوري على الواقع، تمردي على الرجل وسيادته. وقد تخسرين المعركة الآن، لكنك ستؤسسين لمعركة ناجحة تخوضها بناتك غداً.
قبل الختام أريد أن أذكّر بقول سيمون دي بوفوار (المرأة لا تُولد امرأة وإنما تُصبح امرأة).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أستاذي آدم عربي
شيرزاد همزاني ( 2010 / 8 / 28 - 12:40 )
تحياتي أستاذي الفاضل .. مقالة رائعة ومفيدة , أنما من أصعب ما يمكن محاربته في شرقنا المحب للطغيان , أقول من أصعب ما يمكن محاربته هو الدين وذلك بناء على هيكلية مجتمعاتنا ألأقتصادية وألأجتماعية والذهنية .. لكن أن لم تحارب المرأة وتتحرر فأننا كمجتمعات شرقية لن نتحرر .. تقبلوا فائق تقديري لكم


2 - اين دور الرجل من كل هذا !
ناهد سلام ( 2010 / 8 / 28 - 16:42 )
مقال يعكس واقع المرأة فعلا وهو جيد ، لكن يغيب دوما عن مثل هذه المقالات دور الرجل ، وحتى وهي مضطهدة لا ننفك نلومها !
بالطبع سيهب الجميع للقول انها يجب ان تطالب بحقوقها وتخربش وتقاتل لاجل ذلك ، ولكن اين الرجل من كل هذا ؟ ما دوره ؟ هل يرضى فقط ان يكون رد الفعل وتطبيق سافرلجور الدين والمجتمع بحقها ؟ ام انه يستعذب خدمتها له ويرضي غروره بتابعيتها له ؟

من خلال مشاهداتي وعملي وجدت نموذج من الرجال الذي يطالب بتحرير المرأة حتى تحمل عنه عبء اتخاذ القرارات ويتنصل من كل مسؤوليات الاسرة ،ويرتااااح ، يعني حتى وهو يطالب ان تأخذ دور يكون اناني ويسعى لراحته وليس ايمانا حقيقيا منه بدورها الايجابي .

رجال قلائل من يؤمنون فعلا بالمرأه كانسان له حقوق تفوق الاكل والشرب واللباس كما عليه واجبات لا اظن ان النساء هي فقط من تحتاج لاخذ دور في المطالبة بحقوقها وانما الرجل ينقصه الوعي الكثير ايضا وهو يتحمل جزء كبير مما تُعانيه المرأة من اضطهاد .

الكاتب القدير اعتذر للاطاله ، تحياتي
سلام


3 - حول اوضاع المرأه
فيصل البيطار ( 2010 / 8 / 29 - 23:12 )
انا ضد هكذا تعميم ، إسمح لي أخي آدم .
تطور علاقات الإنتاج في دول المنطقه لا تسير على وتيره واحده، كذا الإلتزام بشرائع الأممية الخاصة بوضعها كإمرأه كإتفاقية - سيداو - ، مما يفرز تشريعات وقوانين خاصه بها متفاوته ومتناقضه من بلد الى آخر، يصح ما ذكرته حول أوضاعها في بلدان ، ولكن في أخرى، إكتسبت حق تأسيس نقاباتها وجمعياتها الخاصه بها والعمل والمساواة بالأجر والدراسة في كافة التخصصات، وتقلد المناصب الرفيعه بما فيها مركز القاضي والمأذون الشرعي رغم أنف شيوخ الدين، كما امتلكت حق الخلع والسفر دون محرم والمساواة في الشهاده في المحاكم الى ما هنالك من منجزات حقيقيه .
لكن يبقى هناك الكثير دون شك وخصوصا فيما يتعلق بالإلغاء الكامل لقوانين الأحوال الشخصيه . المرأه تسير قدما في نيل حقوقها، ومن ينظر إلى أوضاعها قبل مائة عام( وهي فترة قصيره في عمر التطور ) لا يصدق ما اصبحت عليه اوضاعها الآن .
اما عن دونية المرأه وموافقتها على إحتلال هذا المكان، فهذا ما لا نوافقك عليه .
تحياتي لك أخي آدم .


4 - السادةالسيدات المعلقين الاعزااء
ادم عربي ( 2010 / 8 / 30 - 05:08 )
اتفق معكم في كل ما طرحتموه ولكن يجب لا انن يغيب عنن بالنا قضيه مهمة جدا واستراتيجية جدا وهي ان اضهاد المراه هو اساس تخلفنا ااوهي قضيه اميل ان تكون سياسية اكثر منا اجتماعيه او بكلمات اخري تعزيز المروث لانن تطور المراه حتما سيقود الي تطور الرجل وبالتاللي المجتمع وهذا باعتقادي خط احمر
اعتتذر منكم علي سوء الطباعه فانا اطبع بواسطة on-screen keyboard
ككما اعتذر عن الييجاز فانا في امريكا فيي مؤتمر علمي وقد كتبت المقال حين افتقدني بعض الاصداء لذلك كتبت من اجل التواصل
شكررا لكم

اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنان فضيل يتحدث عن جديد أعماله في صباح العر


.. الجزائر تقرر توسيع تدريس اللغة الإنجليزية إلى الصف الخامس ال




.. حياة كريمة.. مهمة تغيير ثقافة العمل الأهلى في مصر


.. شابة يمنية تتحدى الحرب واللجوء بالموسيقى




.. انتظروا مسابقة #فنى_مبتكر أكبر مسابقة في مصر لطلاب المدارس ا