الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحزب الديمقراطي الكردستاني الايراني يتخلى عن شعاره القديم ويتبنى الفيدرالية في ايران

جابر احمد

2004 / 8 / 31
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


تبنى الحزب الديمقراطي الكردستاني في مؤتمره الذي انعقد في الاونة الاخيرة تشكيل حكومة فيدرالية في ايران ، متخليا عن شعاره الاستراتيجي السابق وهو" الديمقراطية لايران والحكم الذاتي لكردستان " الذي ناضل عقودا من الزمن تحت رايته .
وياتي هذا التغيير في شعار الحزب بعد التطورات التي شهدتها المنطقة على المستويين الداخلي والخارجي والسعي الحثيث والمتواصل للحزب لتقوية صلاته مع نضالات القوميات في ايران من جهة ، و من اجل ابراز قضية الشعب الكردي في ايران على المستويين الاقليمي والدولي من جهة اخرى .
وفي ندوة اقامتها اذاعة المستقبل " آينده " ضمت كل من السيد الدكتور مصطفى هجري الامين العام للحزب الديمقراطي الكردستاني الايراني والدكتور برويز ورجاوند عضو المجلس القيادي للجبهة الوطنية الايرانية ، والسيد صدر اشرافي ، حيث تبادل الثلاث وجهات النظر حول المستجدات الداخلية و الدولية والظروف التي دعت بالحزب الديمقراطي الكردستاني الى اتخاذ مثل هذا القرار الهام والمصيري المتمثل في تبنيه الفيدرالية .
وفي هذا المجال قال السيد مصطفى هجري " لعل التطورات التي حدثت على مستوى الدولي وارتباطها بالاوضاع الداخلية وحقوق القوميات في ايران خاصة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وقيام حكومات قومية على انقاذه وكذلك التغييرات التي حدثث في المنطقة والتغييرات التي تحدث في ايران من حيث ارتقاء الوعي السياسي لدى القوميات الايرانية ومطالبتها بحقوقه واحتجاجاتها المستمرة للمطالبة برفع الاضطهاد القومي الذي مورس بحقها خلال العقود الماضية في ظل الجمهورية الاسلامية والمطالبة بالمساواة وتامين هذه الحقوق ، هي من بين العوامل التي دفعت الحزب الديمقراطي الكردستاني الايراني للتفكير مليئا بغية تغيير شعاره السابق والانتقال خطوة الى الامام وتبني خيار الفيدرالية في ايران واعتباره شعارا استراتيجيا له " .
ان هذه الخطوة الهامة التي اقدم عليها الحزب الديمقراطي الكردستاني في ايران باعلانه الفيدرالية تأتي انسجاما مع متطلبات الشعب الكردي وقواها الوطنية ، باعتبارها الحل الامثل للمشكلة القومية المزمنة في ايران و كذلك الحد من تمركز السلطتين السياسية والاقتصادية والحيلولة دون ظهور الديكتاتورية مجددا في ايران ، كما انه وحسب علمنا ان اتخاذ مثل هذا القرار قد حظى بتاييد كافة كوادر ومؤيدي الحزب ، كما انه ينسجم مع اطروحات وبرامج الغالبية العظمى من القوى القومية الايرانية من اتراك آذريين وتركمان وعرب وبلوج ، كما ينسجم ايضا مع اطروحات وبرامج القوى الوطنية والديمقراطية في ايران التي تبنت هي الاخرى خيار الفيدرالية لحل الكثير من المشاكل وعلى رأسها حل المسالة القومية في ايران مستقبلا .
الا ان هناك قوى سياسية موجودة على الساحة الايرانية وخاصة االتيار الملكي ومن يدور في فلكه وما تبقى من اعضاء الجبهة الوطنية في ايران يرفضون تبني مثل هذه الاطرحاوت ويعتبرونها مقدمة من اجل تقسيم ايران وتعريض وحدة اراضيها وسيادتها الوطنية للخطر وهي بالتالي تلتقي فكريا وسياسيا مع مواقف نظام الجمهورية الاسلامية الرافضة لاعطاء اي من الحقوق القومية لابناء الشعوب الايرانية ، فالتيار الملكي والجبهة الوطنية اللتان تسعيان الى تدويل الصراع في ايران والمراهنة على التدخلات الخارجية للاطاحة بالنظام الاسلامي في ايران ، ما برحا يكيلون التهم للقوى القومية بالاستقواء بالعدو الخارجي لزعزة الامن و الاستقرار في ايران,, .
فالسيد برويز ورجاوند ( عضو اللجنة القيادية للجبهة الوطنية الايرانية " كطائر النعامة يدفن راسه بالتراب اذا ما داهمه الخطر ، فهو ينكر على القوميات حقوقها كما انه ينسى الدور النضالي لهذه الشعوب اثناء فترة حكم الشاه او الجمهورية الاسلامية وينسى ايضا الثورات والتحركات التي حدثت شمالا وجنوبا في ايرن هي ذات طابع قومي ، وان المشكلة القومية في ايران ، بقيت ومنذ قيام الدولة الايرانية الحديثة وحتى يومنا دون حل ، لذلك فهو يتجاهل كل هذه الوقائع و نراه يربط ظهور المسألة القومية " بتزايد دور القوى الاجنبية " على حد تعبيره وفي مطرح رده على اقوال وتصريحات الامين العام للحزب الديمقراطي الكردستاني في ايران وتبنيه الفيدرالية يقول : " ان القرار المتخذ وفي ابعاده المختلفة قابلا للنقاش وما هو مهم ، هو ان ظاهرة القوميات ومواقف القوميات في ايران ازاء هذه المسألة لم يكن مطروحا ابد قبيل تعاظم دور القوى الاجنبية في ايران ، فالشعب الايراني هو شعب متحد وليس شعوب ، فالشعب الكردي المحترم العزيز في هذه الارض " ايران " هو اكثر ايرانية من بقية اقسام ايران لذلك فهو ليس شعبا او قومية منفصلة عنا هم من الاعزاء الذين يرجع الفضل اليهم في تأسيس السلالة المادية العظيمة " نسبة الى قوم الماديون " اما حول الاسباب الموجبة لتبني طرح الفيدرالية " من قبل الحزب " مع الاخذ بعين الاعتبار الظرف المكاني والاوضاع السياسية يمكن القول ان طرح هذه المسالة في الظروف الراهنة هو ليس ضد المصالح والاهداف الوطنية الكبرى للشعب الايراني وللشعب الكردي العزيز على هذه الارض وحسب ، وانما ينطوي على خلق الكثير من المشاكل في الوقت الراهن ، حيث تطرح فيه هذه الايام الكثير من المؤامرات والدسائس ، و لايمكن اي ظاهرة ان تنقذ ايران و تساعدها على الخروج من ازمتها الداخلية والخارجية الا في اطار التضامن من اجل الدفاع عن المصالح الوطنية الكبرى ازاءا لبناء السلطوي الذي يصطدم مع كل افراد المجتمع الايراني ولابد من مواجهة ذلك بشكل عقلاني ، بغية السير نحو استقرار نظام ديمقراطي في البلاد " .
اما السيد صدر اشرافي فقد قال هناك " وجهتي نظر الاولى ان الحزب الديمقراطي الكردستاني قد تبنى هذا الشعار من كونه شعار محلي الى شعار عام لكل ايران ، والثانية هناك من يدعي انه في ايران توجد 71 لغة مع لهجة " لتمييع القضية القومية " ومع الاسف ان السياسة المتبعة في ايران منذ العهد البهلوي وحتى اليوم هي من اجل الحفاظ على منافع البلدان الغربية في ايران ، وتدعي ايضا اننا في ايران لدينا اختلافات دينية ، وليست اختلافات لغوية ومن قبيل هذه المجاملات الا ان اللغة الكردية تعاني من الانقطاع و من المجاملات ايضا تقسيم الايرانيين بين ايرانيين اصلاء و ايرانيين غير اصلاء ، ان جميع الايرانيين اللذين يسكنون ايران هم اصلا ، باستثناء اولئك الخونة والديكتاتوريين اللذين ارتكبوا خيانات وطنية عظمى ووقفوا في وجه الحرية في ايران ، اننا لا نستطيع القول للنساء اصبرن حتى تاتي الديمقراطية ومن ثم ستحصلن على حقوقكن ، وهذا القول ينطبق على وضع القوميات في ايران ، فنحن لانستطيع القول لابناء للقوميات الايرانية اصبروا حتى يأتي السيد ورجاوند والديمقراطية ثم تنالو حقوقكم " .
وفي معرض رده على اقوال مندوب الجبهة الوطنية قال السيد مصطفى هجري الامين العام للحزب الديمقراطي الكردستاني الايراني " ان مسالة طرح الفيدرالية والبحث في مسالة الحقوق القومية لا يرجع مرده الى تواجد القوات الامريكية في المنطقة ، ان قضيتنا هي قضية داخلية بحتة ، لان حقوق الشعب الكردي وساير الشعوب الايرانية التي تتكون منهما التركيبة السكانية للمجتمع الايراني مهدورة سواءا اكان ذلك في عهد الشاه او عهد الجمهورية الاسلامية ، وخلافا لوجهة نظر السيد ورجاوند فان استمرار هذه السياسات المتبعة حتى الان من قبل نظام الجمهورية الاسلامية وخاصة فيما يتعلق بالحقوق القومية للشعوب الايرانية هي التي تعتبر خطرا يهدد سلامة الاراضي الايرانية وتضييعها وليس الاعتراف بالحقوق القومية " .
وفي هذا الندوة حاول ورجاوند وبكل ما يستطيع نفي الحقوق القومية وعدم الاعتراف بها حيث يراى ، ان" حكاية المجتمعات الكردية في بلدان مثل العراق ، سورية ، وتركية مسالة تختلف كليا عما هو موجود في ايران ، ان حديثي هو ان ما يجمع الغالبية العظمى الايرانيين اليوم هوالاستياء المتعاظم من النظام ، وفي ظل هذه الظروف لابد ايجاد تغييرات نحو ايجاد جو مفتوح للمجتمع وللشعب الايراني كي يستطيع في ظله ان يتطور جميع المواطنين على هذه الارض ،اليوم احباءنا الاكراد قلقون ، على سبيل المثال لماذا لا تدرس اللغة الكردية في المدارس الايرانية ، هذ ا في ظل ظروف، لاتنسوا ان مايقارب 25 % من اطفال البلاد لايستطيعون الدراسة باللغة القومية الرسمية او الذهاب الى المدارس ان ما اريد قوله هو اننا بطرحنا لهكذا مسائل وفي الظروف الراهنة سوف نمنح النظام الحاكم امكانيات متزايدة ليضيق الخناق على المجتمع ولا يعطي اي فرصة لاي موقف اواي نقد واعتراض، مما يزيد من شدة الفاجعة في ايران " .
وفي الختام وفي رده على السيد ورجاوند قال السيد اشرافي "هذه هي الرغبة العامة لمختلف الشعوب الايرانية ونحن يجب علينا ان نقلب المعادلة رأسا على عقب لا يمكن لنا ان نخلق دولة مركزية قوية كما يطرح السيد رجاوند ان الدولة المركزية الوطنية القوية هي نتاج الدولة الفيدرالية المشتركة التي تساهم مختلف الشعوب الايرانية مساهمة فعالة في ايجادها ، حيث تتوضح في هذه الدولة المركزية حقوق القوميات بشكل كامل وشفاف ، انني استشف من اقوال السيد رجوند انه يقرن مسألة الفيدرالية بالدعوات الانفصالية ، ان الحكومة الفيدرالية هي نوع من التنظيم الاجتماعي تستطيع من خلاله الشعوب حتى ذات اللغة الواحدة مثل المانيا ان تدير شؤونها بانفسها ، كما بامكانهم تكوين دولة مركزية مشترك يجتمعون تحت ظلها ، وبارلمان مركزي مشترك يضمهم جميعا "
لقد نأى الحزب الديمقراطي الكردستاني الايراني فيما مضى بنفسه عن التعاطي مع المسائل القومية للشعوب الايرانية خارج نطاق كردستان ايران( الديمقراطية لايران والحكم الذاتي لكردستان ) الا انه اليوم ادرك انه لايمكنه الحصول على حقوقه القومية دون ربطها بمجمل الحقوق التي تطالب بها الشعوب الايرانية ولعل طرح الفيدرالية من قبل الحزب في هذه الظروف الحساسة يفتح الابواب على مصرعيه لايجاد تحالف قوي يضم كافة ابناء الشعوب الايرانية من فرس واتراك وعرب واكراد وتركمان وبلوش وقوميات اخرى في ايران .
وفي الختام لا يسعنى الا ان اتقدم بخالص التهاني و التحيات الى الحزب الديمقراطي الكردستاني الايراني في مؤتمره الثالث عشر واتمنى للشعب الكردي كل التقدم والازدهار .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يسعى لتخطي صعوبات حملته الانتخابية بعد أدائه -الكارثي-


.. أوربان يجري محادثات مع بوتين بموسكو ندد بها واحتج عليها الات




.. القناةُ الثانيةَ عشْرةَ الإسرائيلية: أحد ضباط الوحدة 8200 أر


.. تعديلات حماس لتحريك المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي عبر الوسط




.. عبارات على جدران مركز ثقافي بريطاني في تونس تندد بالحرب الإس