الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التوراة عراقية

محمد خضير عباس

2010 / 8 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


التوراة عراقية
بعد فضيحة نقل الأرشيف اليهودي العراقي التي قام بها الجيش الأمريكي بعد احتلاله للعراق عام 2003 إلى واشنطن لغرض أجراء أعمال الصيانة والترميم عليه والتي لم تنتهي لحد ألان ويقال أن اغلب وثائق هذا الأرشيف المهمة قد نقلت إلى إسرائيل والتي لا تعرف الحكومة العراقية الحالية ممن يتألف هذا الأرشيف رغم مطالبات هذه الحكومة المتعددة والمتمثلة بالسفير العراقي في واشنطن لإعادة هذا الأرشيف الذي يمثل جزءا مهما من حضارتنا وتاريخنا وهويتنا ألا أن هذه الدعوات لم تلقى أذن صاغية لدى الإدارة الأمريكية التي كانت حريصة كل الحرص على سلامة هذا الأرشيف من التلف والضياع وقامت بنقله إلى أمريكا بدون طلب من الحكومة العراقية في الوقت الذي سمحت لجنودها وسراقها بنهب وسرقة محتويات المتاحف العراقية والتي تم تهريبها إلى خارج العراق والتي تعتبر من أقدم واهم الآثار العالمية التي تمثل حضارة بلاد وادي الرافدين .فقد ذكرت وكالات الأنباء العالمية نقلا عن القناة السابعة في التلفزيون الإسرائيلي انه قد وصلت مؤخرا إلى مركز(أحفاد يهود بابل ) نسخه نادرة جدا من التوراة القديمة تم تهريبها من العراق إلى إسرائيل بعد دفع رشا مالية إلى مسئولين عراقيين لم تذكر أسمائهم وقالت القناة في أحدى نشراتها أن ألنسخه تمت كتابتها في القرن الثامن عشر ولها غطاء مصنوع من الفضة الخالصة المرصعة بأنواع من الخرز والزجاج الملون وموجود عليه أيضا قطع من الألواح التواراتيه وكذلك شمعدان له سبع فوهات نقش عليه صوره الهيكل مشيره إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها تهريب قطع أثريه نادرة من العراق إلى إسرائيل ففي العام الماضي تم تهريب نسخه أخرى من التوراة النادرة وكذلك بعض القطع التي تعود إلى العهد البابلي وهي تعرض حاليا في نفس المركز المذكور أعلاه بإسرائيل . أن تهريب التوراة لن يمحي من التاريخ حقيقة وجود اليهود في العراق كما لم يستطيع احد أن يخفي حجم التأثير الذي قامت به الحضارة العراقية على التوراة وتعاليمها ونصوصها وبالتالي على مجمل الديانة اليهودية وكذلك لن يمحي ذلك الرابط الذي يربط أبناء اليهود الذين هجروا قسرا من العراق بأرضهم التي عاشوا عليها منذ أيام نبوخذ نصر وحتى منتصف القرن العشرين . وهو في النهاية لم ينجح في طمس التاريخ العراقي المشرق لآلاف السنين قبل ألحقبه الإسلامية أن ليهود العراق تراث ثقافي ديني ضخم إضافة إلى مشاركتهم في بناء حضارة وادي الرافدين من فن وأدب ونشاط اقتصادي والذي يعنينا هو تباين تراثهم الديني ففي العراق لهم عدة مراقد لأنبيائهم ودور عبادة منتشرة في كافة أرجاء البلد وشرح وتفسير التوراة يسمى التلمود ويعرف بالتلمود البابلي وهو مفضل لدى عامة اليهود على التلمود الأورشليمي ففي التوراة سفر كامل للنبي حزقيال وهو احد أنبياء بني إسرائيل ويوجد مرقده في مدينه الكفل بمحافظة بابل وهو يحتوي على عدة نبوءات تخبر بني إسرائيل بابتعادهم عن شرع الله وطغيانهم في الأرض والشعب اليهودي تغلب عليه الصفة الدنية أو هكذا أرادوا له حكامه لذلك فأن هؤلاء الحكام يسعون إلى الحصول على كل ما يتعلق بديانتهم اليهودية لكي يتعرفوا على نبوءات أجدادهم المذكورة في هذه التوراة وبالتالي معرفة ما سيؤول إليه مصيرهم من حيث بقاء سلطانهم أو زواله وفي أحدى هذه الأسفار يقول نبيهم (سيجمعكم الرب من بين شعوب الأرض ويعيدكم إلى ارض الميعاد ) وهذه النبوءة قد تحققت بقيام دوله إسرائيل على ارض فلسطين والنبوءة الثانية تقول (ثم تطغون وتسفكون الدماء وتبتعدون عن شريعة الرب فيغضب عليكم ويسلط عليكم عدوا من الشمال ومعه شعوب كثيرة فيزيل سلطانكم ) وهذه النبوءة متروك تحقيقها إلى الزمن مع العلم أن هذه النبوءة قد تم حذفها من نسخ التوراة المطبوعة حديثا ولهذا السبب تسعى الحكومة الإسرائيلية إلى الحصول على أي نسخه خاصة بالتوراة لأنها تكشف حقيقة الشعب اليهودي لذلك نطلب من الحكومة العراقية التي ينخرها الفساد أن تتأكد من هذه الأخبار وفي حالة ثبوت صحتها تشكيل لجنه تحقيقه مهمتها معرفة كيف تمت عمليه التهريب والكشف عن المسئولين المتورطين في هذه العملية ومحاسبتهم والتحرك على المستوى الدولي وخاصة منظمه اليونسكو التابعة لأمم المتحدة وتطبيق القوانين الدولية الخاصة بحماية التراث والآثار واسترجاع هذا المعلم الحضاري الذي يبين عظمه الحضارة العراقية ودليل على دور تلك الحضارة قي بناء أقدم الديانات الإبراهيمية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المباع لا يرجع
حيدر علي ( 2010 / 8 / 28 - 22:46 )
لقد تم سرقه كل شئ في العراق حتى وصل الامر الى سرقة اثارنا وبيعها وهل تعتقد ان هذه الحكومه الضعيفه قادره على استراع هذه الاثار ؟وممن من اسرائيل !!!! ان مطلبك بعيد المنال ولا يمكن تحقيقه


2 - اساطير الاولين !
مصطفى امير ( 2010 / 8 / 30 - 12:21 )
يبدو ان السيد الكاتب ((المسلم)) يؤمن بتلك الآية التوراتية التي ذكرها في مقالته (ثم تطغون وتسفكون الدماء وتبتعدون عن شريعة الرب فيغضب عليكم ويسلط عليكم عدوا من الشمال ومعه شعوب كثيرة فيزيل سلطانكم ) و يأمل منها خيرا ..فلربما تصدق تلك الآية ويسلط (( الرب)) عدوا من الشمال (ربما حزب الله!!) فيزيل سلطانهم !!
ولكن يبقى السؤال : عن اي (شريعة الرب) تتحدث تلك الآية ؟فاذا كانت تلك الشريعة - حسب ايمان المسلم - هي شريعة الاسلام ،فمتى تمسك اليهود بتلك الشريعة حتى يبتعدوا عنها ؟ اما اذا صدقت تلك الاية وتحققت تلك النبوة على ارض الواقع ،فعندئد شريعة الرب هي فعلا الشريعة اليهودية ،و بالتالي الاسلام لم ينسخها ولم يقضي على مفعولها ..
شكرا

اخر الافلام

.. زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد يطالب عضو مجلس الحرب ب


.. عالم الزلزال الهولندي يثير الجدل بتصريحات جديدة عن بناء #أهر




.. واشنطن والرياض وتل أبيب.. أي فرص للصفقة الثلاثية؟


.. أكسيوس: إدارة بايدن تحمل السنوار مسؤولية توقف مفاوضات التهدئ




.. غانتس يضع خطة من 6 نقاط في غزة.. مهلة 20 يوما أو الاستقالة