الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثلاثاء الكتابة..حيرَةُ الثلاثاء

كمال سبتي

2004 / 8 / 31
الادب والفن


ثلاثاء الكتابة
اخترت "ثلاثاء الكتابة" اسماً لزاويتي هذه بعد لأيٍ كما يقول العرب الأقحاح الأصحّاء ، ولأنني معتاد على تشكيل الكلمات ، أردتُ تشكيله قبل أن أرسله ، مع الزاوية، إلى صديقي محرر الثقافة في النهضة ، الذي كان ينتظره منذ أسبوعين ، فتوقفت حائراً وأنا بعدُ في الحرف الأوَّل : الثاء،إذ لفظته لفظين مختلفين.أهو مفتوحٌ أم مضموم؟ قلت لله أبوكم ، ألا نستطيع أن نلفظ الحرف الأول من أحد أيام الأسبوع لفظاً صحيحاً متفقاً عليه؟
فلأذهب إذن إلى القواميس قلت ، وأنا عربيّ ، و شاعر باللغة العربية !
ماذنب القارىء الكريم في أمر ثقيل كهذا بثاني عدد من زاويتي ؟ قلت ليعذرني وعسى أن يجد في المتن الثقيل نكاتاً ، وعسى أن ينفعه المتن بأخذ فكرةٍ عن حيرة الدارسين في أمر القواميس ناهيك عن عذاب الأدباء.
لسان العرب :
(و الثَّلاثاء "بفتح الثاء" من الأَيام ؛ كان حَقُّه الثالث , ولكنَّه صيغ له هذا البناء ليَتَفَرَّد به , كما فُعِلَ ذلك بالدَّبَرانِ . وحكي عن ثعلب : مَضَت الثَّلاثاءُ بما فيها فأَنَّث . وكان أَبو الجرّاح يقول : مَضَت الثلاثاءُ بما فيهن , يُخْرِجُها مُخْرَج العدد , والجمع ثَلاثاواتُ و أَثالِثُ ؛ حكى الأَخيرَة المُطَرِّزِيُّ , عن ثعلب . وحكى ثعلب عن ابن الأَعرابي : لا تكن ثَلاثاوِيّاً أَي ممن يصوم الثَّلاثاءَ وحده . التهذيب : والثَّلاثاء لمَّا جُعِلَ اسماً , جُعلت الهاء التي كانت في العدد مَدَّة فرقاً بين الحالين , وكذلك الأَرْبِعاء من الأَرْبعة ؛ فهذه الأَسماء جُعلت بالمدّ توكيداً للاسم , كما قالوا : حَسَنةٌ وحَسْناء , وقَصَبة وقَصْباء , حيث أَلْزَمُوا النعتَ إِلزام الاسم , وكذلك الشَّجْراء والطَّرْفاء , والواحدُ من كل ذلك بوزن فعلة.)
المعجم الوسيط :
( "ثُلاثَ": يقال: جاءوا ثلاث: ثلاثة ثلاثة. وفي التنزيل العزيز:جَاعِلِ المَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنَحَةٍ مَثْنَى وَثُلاَثَ ورُبَاعَ .
الثُّلاثاء "بضم الثاء": يَوْمٌ مِن أيام الأسبوع.)
محيط المحيط :
(الثَّلاثاءُ والثُّلاَثاءُ ويوم الثَّلاثَاءِ اليوم الثالث من الأسبوع. قيل كان حقَّهُ أن يكون ثلاثة ولكن لأجل التمييز قُلِبت الهاءُ ألِفًا وكذا الأربعاءُ ج ثلاثاوات وثلاثاءات وأثالِث.)
المحيط :
( الثُّلاثَاءُ "بضمّ الثاء" : أحد أيام الأسبوع يقع بين الاثنين والأربعاء؛ تُغلق المتاحفُ أبوابَها يوم الثلاثاء من كل أسبوع ج ثلاثاءاتٌ وثُلاثاواتٌ.)
الغنيّ :
( ثُلاَثَاءُ "بضم الثاء"- ج: ثُلاَثَاءاتٌ، أثَالِيثُ. "ث ل ث". "يَوْمُ الثُّلاَثَاءِ": اليَوْمُ الثَّالِثُ مِنَ الأُسْبُوعِ. وَقَدْ تُكْتَبُ ثُلَثَاءَ دُونَ ألِفٍ.)
قاموس المحيط : وهو غير المحيط لوحده :
(ويومُ الثَّلاثاءِ بالمَدِّ ويُضَمُّ..)
مختار الصّحاح :
( ث ل ث - يوم "الثَّلاثاء" بالمدّ ويُضَمّ وجمعه ثَلاثاوات و"الثَّليث الثُّلث"وأنكره أبو زيد.)
وتذكرت هنا وأنا اتصفح المختار أنَّ عنوانه الرئيس قد خُطَّ بكسر الصاد المشدد "الصِّحاح" بينما لاتجد في شرح الفعل صحَّ أيّ ذكر للصحاح بكسر الصاد كما هو عنوان القاموس الرئيس، بل بفتح حرف الصاد :
("ص ح ح" – "الصِّحة" ضد السقم وقد "صحَّ" بالكسر و "استصحَّ" مثل صحَّ و"صحَّحه" الله " تصحيحاً " فهو "صَحيحٌ " و "صَحاحٌ " بالفتح.) فذهبت إلى لسان العرب فقرأت :
(الصُّحُّ و الصِّحَّةُ و الصَّحاحُ خلافُ السُّقْمِ , وذهابُ المرض ويضيف اللسان: و صَحَّحه اللهُ , فهو صَحِيح و صَحاح بالفتح , وكذلك صَحِيحُ الأَديم وصَحاحُ الأَديم , بمعنى , أَي غير مقطوع , وهو أَيضاً البراءَة من كل عيب وريب; وفي الحديث : يُقاسِمُ ابنُ آدم أَهلَ النار قِسْمَةً صَحاحاً يعني قابيلَ الذي قتل أَخاه هابيل أَي أَنه يقاسمهم قسمة صحيحة , فله نصفها ولهم نصفها; الصَّحاحُ , بالفتح : بمعنى الصَّحيح; يقال : دِرْهَم صحيح وصَحاحٌ , ويجوز أَن يكون بالضم كطُوال في طويل , ومنهم مَن يرويه بالكسر ولا وجه له.)
الرازي يسمي قاموسه "مختار الصحاح " بكسر الصاد وحين يصل إلى شرح الفعل صح يضع لنا الصحاح بفتح الصاد بلا أية إشارة إلى عنوانه بالكسر ، حتى كأنه متفق مع لسان العرب الذي لا يجوّزه لنا بالكسر! ما هذه النكتة ؟
فقررت الذهابَ إلى قاموس آخر لعلّي أجد ما ينقذ محمداً بن أبي بكر الرازي من ورطته هذه! واخترت المعجم الوسيط الذي يقول :
( "اسْتَصَحَّ " من عِلَّتِه: صحَّ. و - الشيءَ: وَجَدَه صحيحًا.
"الصِّحَاحُ " بكسر الصاد: الصَّحيحُ.)
ألغى المعجم الوسيط إذن ماقاله اللسان "والرازي أيضاً!"عن الصَّحاح بالفتح ولم يُبقِ غير الصِّحاح بالكسر، كما ألغى من قبل "الثلاثاء" بالفتح وأبقاه مضموماً،فجوّز بذلك اسم مختار الرازي.
وممكن أن أذهب إلى قواميس أخرى لتزيدنا النكتة جهامة..
وهذا كله عذاب وحيرة للمختصَّ أديباً أو دارساً في العلوم اللغوية. وهذا كله مضيعة للوقت. وقد نسكت كما سكت الذين من قبلنا كلّ تلك القرون قابلين بقدرنا اللغويِّ هذا. لكن ما يحزننا هو أن يأتي من يتعصب لقاموس واحد ، ويطلب من الناس أن يسايروه في تعصبه.لكن ما يحزننا هو تصعيب الأمر كل مرّة ، من قِبَل أصوليينَ يدّعون العلم على الناس ، بينما حقيقة الأمر هي التباسه في عقولهم أولاً وفي القواميس كلها.
نعم ، لنبقِ من اللغة نحوها المبسَّط وصرفها المبسط وشرحها المبسط للمعاني،على ألا يكون سلوكنا هذا تشجيعاً لأولئك الكتاب الذين يخطئون في أبسط القواعد النحوية والإملائية.
نريد أديباً عارفاً باللغة يتصدى للعقل الأصوليّ بانفتاح العارف، لا أن يجد الأصوليُّ مبرراً لغيه اللغويّ كلّ مرة بسبب من أولئك الذين لا يجيدون التفريق بين الضمائر وأدوات الإستفهام ، "الأدباء" قالوا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لقطات من عرض أزياء ديور الرجالي.. ولقاء خاص مع جميلة جميلات


.. أقوى المراجعات النهائية لمادة اللغة الفرنسية لطلاب الثانوية




.. أخبار الصباح | بالموسيقى.. المطرب والملحن أحمد أبو عمشة يحاو


.. في اليوم الأولمبي بباريس.. تمثال جديد صنعته فنانة أميركية




.. زوجة إمام عاشور للنيابة: تعرضت لمعاكسة داخل السينما وأمن الم