الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


د.نايف حواتمة في حوار مفتوح مع القراء والقارئات حول افاق اليسار الفلسطيني والعربي

نايف حواتمة

2010 / 8 / 29
مقابلات و حوارات


أجرى الحوار : حميد كشكولي


تقديم:

الدكتور نايف حواتمه ، الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ، واحد من ابرز قادة الرعيل الأول في الثورة الفلسطينية المعاصرة ، وفي منظمة التحرير الفلسطينية ، ولد  في تشرين الثاني 1938 ،وتابع دراسته الثانوية في كلية الحسين ( عمان ، الأردن ) ، وبدأ دراسته الجامعية في كلية الطب / جامعة القاهرة وتوقفت في منتصف الطريق لاعتبارات سياسية ووطنية ، وبذا انقطعت الدراسة الجامعية نحو عشرة سنوات ، ثم تم استئنافها في الفلسفة وعلم النفس بجامعة بيروت العربية ، ثم استكملت في موسكو حتى الحصول على الدكتوراه ، وكانت أطروحته في الدكتوراه تحت عنوان :
"" التحولات في صفوف الحركة القومية، من حركة وطنية عامة إلى حركة يسارية " والدراسة في موسكو أخذت طابع الانتساب وليس طابع الدوام النظامي.
و انتمى  إلى حركة القوميين العرب التي نشأت كرد فعل مباشر على هزيمة العرب ونكبة فلسطين، وكان لا يتجاوز في عمره الستة عشر عاماً، وتحمّل المسؤولية الكاملة التنظيمية عن قيادة حركة القوميين العرب في الأردن والضفة الغربية .
وتتفق كل الآراء على أن الرفيق نايف حواتمه هو  أحد أبرز أقطاب اليسار الناشئ في الحركة القومية الحديثة  في  الشرق الأوسط  حيث قاد الجناح الديمقراطي الثوري في صفوفها ، وفي اليمن ساهم في معركة تحريره من الاحتلال البريطاني وساهم بإعداد برنامج المؤتمر الرابع لسلطة اليمن الجنوبي بعد الاستقلال مباشرة وأصدر كتاب " أزمة الثورة في الجنوب اليمني " الذي طرح برنامج جديد للثورة في مجرى الصراع الدائر بين اليسار واليمين في السلطة وحزب الجبهة القومية الذي قاد حرب التحرير من الاستعمار البريطاني ، وتحول الكتاب إلى مرجعية لليسار الوطني في اليمن الذي استلم السلطة بعد هزيمة الجناح اليميني في الجبهة القومية والجيش . وبعد هزيمة العام 1967 وانفتاح أفق الثورة الفلسطينية رداً على الاحتلال الإسرائيلي، وجواباً بديلاً عن هزيمة الأنظمة العربية، انتقل للعمل في ساحة الصراع الساخنة وفي إطار فروع الحركة القومية في فلسطين والأردن. وفي مؤتمر آب / 1968 المشترك للتيارين اليساري الديمقراطي واليميني التقليدي في ائتلاف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ( فرع القوميين العرب الفلسطيني – الأردني) قدم نايف حواتمه التقرير السياسي والتنظيمي وتقرير المهمات والعمل ، حيث نجح حواتمه في لعب الدور المحوري وتطوير دور ووزن الجناح اليساري في إطار الحركة القومية . وعند الارتداد عن نتائج مؤتمر آب / 1968 واستخدام أشكال من القوة والعنف ، أعلن حواتمه استقلال التيار اليساري تحت اسم الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في 22 شباط 1969 .
ومنذ ذلك الحين تحولت الجبهة الديمقراطية تحت زعامته  إلى فصيل أساسي ورئيسي في إطار ائتلاف منظمة التحرير وفي إطار الثورة والشعب الفلسطيني ، ولعبت دوراً أساسياً في صياغة برامج ومهمات الثورة والمنظمة وفي حياة الكفاح الوطني الفلسطيني ومعارك الدفاع عن الثورة والمنظمة والشعب في الأرض المحتلة كما في الأردن وفي لبنان بالمراحل الزمنية المختلفة وفي إطار الانتفاضة والعمل الجماهيري والشعبي ضد الاحتلال والاستيطان .
يعتبر حواتمه من قبل المراقبين الحياديين والمتابعين للشؤون الفلسطينية وقضايا الصراع
العربي – الإسرائيلي، حالة مبادرة، كارزمية، تقدم الحلول العملية والواقعية الجديدة للقضايا الجديدة على جدول أعمال الثورة الفلسطينية وحركة الشعب الوطنية … فهو أول من قدم لمنظمة التحرير برنامجها الوطني الواقعي المرحلي عام 1973 وخاض في إطار الشعب الفلسطيني والمنظمة والجبهة الديمقراطية معركة البرنامج الوطني الذي أصبح بعد سنوات من طرحه برنامج الشعب والثورة والمنظمة في الدورات المتتالية للمجلس الوطني منذ حزيران / جوان 1974 وأدخل مجموعة التطورات اللاحقة على الفكر السياسي الفلسطيني المعاصر [ راجع كتاب باروت المشار له، كتاب د. ماهر الشريف"البحث عن كيان"، كتاب تطور الفكر السياسي الفلسطيني/ فيصل حوراني، الكيانية الفلسطينية / عيسى الشعيبي، مذكرات خالد الفاهوم ].
كما أن حواتمه كان أول قائد فلسطيني دعا بوضوح إلى حل يقوم على أساس قرارات الأمم المتحدة والتسوية السياسية والتفاوض مع الإسرائيليين عملاً بقرارات ومرجعية الشرعية الدولية، ووجه بهذا الصدد النداء الأول من مسؤول فلسطيني لمجموع الاسرائيليين على صفحات يديعوت أحرونوت وعدد من الصحف الدولية كالواشنطن بوست، لا سوار البلجيكية، اللوموند الفرنسية، النهار البيروتية في لبنان / أبريل 1974. حيث دعاهم للاعتراف بحق الشعب الفلسطيني بالعودة وتقرير المصير والاستقلال ودعاهم بالعبارة التالية " تعالوا لنحول السيوف إلى مناجل ". وذلك في إطار سلام شامل متوازن يقوم بالاعتراف بحق الشعب الفلسطيني بدولة مستقلة عاصمتها القدس وتقرير المصير وحل مشكلة اللاجئين بموجب القرار الأممي 194.
 
وقد استجاب الرفيق نايف حواتمة مشكورا لدعوة الحوار المتمدن لإجراء هذه المحاورة ، مانحا إيانا والقارئات العزيزات و القراء الأعزاء من وقته الثمين ، ليجيب على أسئلة المحاورة باسهاب و صراحة وصدق .
 


 

 

 

س1: هل من علاقة جدلية بين النضال الوطني والأممي للشعب الفلسطيني لحل القضية الفلسطينية ؟ وكيف تبرز هذه العلاقة في الواقع العملي ؟ وما مدى تأثير الفكر الماركسي على هذا النضال ؟

في البداية لا بُدَّ لي من أن أشكر "الحوار المتمدن" الذي واكبنا بداياته وانطلاقته... أشكره على دوره المتميز، ولما يقتضيه دوره التنويري من حمل أمانة وتعمق بالموضوع. وأنوّه أن انطلاقته بدأت في فترة ذروة الصعوبة لكل من يحمل رسالة "الحوار المتمدن"، وبكامل ما تقتضيه إرادة البدايات المضنية. ولا شك أن هذا دليل على الفكرة المتعمقة، فهو أعمق بكثير من مجرد صرخة تمرد واحتجاج أممية إنسانية جسورة، وخاصةً في منطقة الشرق الأوسط الآسنة؛ صرخة احتجاج في وجه هذا الهوان الذي بلغ ذروته في مشهد أوسطي، وهنا أقصد عربي مترامي في عجزه وسلبيته وإحباطاته من المحيط إلى الخليج، بينما ترتع الغطرسة الصهيونية بكل تجليات أبارتيد الدولة المنظم أمامه، وتعصف بكرامته الإنسانية فضلاً عن مقدساته وحقوقه الوطنية والثقافية على حدٍ سواء. كما تتربع الهيمنة الإمبريالية الأمريكية على عرش بحيرة النفط في الشرق الأوسط من المنابع إلى المصبات، وتقدم الحماية الإستراتيجية للتوسعية الإسرائيلية الصهيونية في فلسطين والأقطار العربية المجاورة.

اليوم أمامنا "الحوار المتمدن" لا يوجد به مناطق التباس كمشروع تنويري جدلي هام وفعال، متخطياً للحدود "المترسنة" والإضافة عليه بما يوازيه امتداد الهدف المنشود، والتداخل الأممي الإنساني والكفاحي، فكلا المشروعين قد أثبتت التجربة التي خاضها في سنوات عمره القصيرة في حساب الزمن؛ على صوابية الرد على السؤال الأول في جدلية النضال الوطني والأممي للشعب الفلسطيني، كمثال على العلاقة في الواقع العملي وفي مشروع التنوير بالذات. وتبرز هنا ضخامة العبء الذي ما زال يحتاج إلى مزيد من الجهود والدعم والانتشار، وهو مشروع يحقق نتائج إيجابية ملموسة، ودليل ملموس على الموقع الواعد والصاعد في تحقيق الأهداف الموضوعة، وعلى رأسها مهمة التنوير، في استعادة دور المتلقي ودور القراءة والجدل وتوسيع مدياتها وتعميق آفاقها، وجذب الشباب إليها من كل حدبٍ وصوب، نحو التنفس لهذا المناخ المتمدن الإيجابي في تطلعاته وطموحاته الفكرية الثقافية الطموحة، في الوقت الذي ينحسر به تأثير قراءة الكتاب، ونحو استعادته إلكترونياً، ويعزّ ثمنه على مَنْ يريده. ها نحن أمام مشروع تبادل المعرفة دون رقيب، والارتقاء بالثقافة والنشاط إلى مستوى إبداعي، والسمو الذي تتعامل به الأمم المتحضرة. وها نحن نعتمد على المتلقي الذي منحنا الثقة، ونعتمد على المثقف الذي تفاعل معنا لمواصلة السعي إلى مستوى آخر من مشروعنا الفكري، الثقافي، النضالي، وفي تمثل الدور التاريخي المطلوب، عبر البحث المحموم عن الحقيقة، الحقيقة العارية كما نراها بصدق، فهي وحدها التي تناهض الموت، الرفض لكل ما يبتذل الإنسان ويفقده إشراقه الإنساني العامر ورؤيته للحياة ... الحياة، خاصةً في العالم العربي الذي يقف على رأسه لا على قدميه.

هكذا؛ فالثقافة والمعرفة التي ننشدها لمجتمعاتنا، ليست ثقافة معلقة في الهواء، بل هي نابعة من الأرض، من أمس الاحتياجات العقلية لمجتمعاتنا، وغيابها ضعف مجتمعي سياسي واجتماعي واقتصادي، بل إستراتيجي، وهي المدخل لقهرنا واستلاب المجتمعات والأوطان، تماماً كما مثلت الشمولية بتلاوينها الإيديولوجية تلك "الوحدة" الكاذبة الخادمة باسم: "وحدة الصف من أجل الأمة ومعاركها الكبرى"، بينما الذي علا ... والتاريخ شاهد، هو صوت النبذ والإقصاء والقهر والتصفيات فازدادت الانقسامات والفرقة، وتبددت الموارد وتفتتت الأوطان، واستطاع (الآخر ـ العدو) أن يخترقنا بسهولة وبساطة، بسبب من تدني الوعي العقلي النقدي، وطغيان النقل والموروث التاريخي الشعبوي، القدري والجبري. اليوم نشهد ترويجاً للخرافات... ترويجاً للإقصاء في استخدامات عبثية هادفة للترويج للثقافات الخرافية، وصولاً إلى "ثقافات خرافية" هي في حقيقتها ثقافات عنصرية تسلط قهرها على المجتمعات وتفتتها.

في تفاصيل إجابتي المتداخلة حول جدلية العلاقة بين النضال الوطني والأممي، يبرز اليوم أكثر فأكثر الدور الأممي في الواقع السياسي العملي، بل حتى في الواقع الميداني الملموس في الضفة الفلسطينية في بلعين ونعلين في وجه الجدار العنصري، وفي قطاع غزة في نموذج النضال الأممي الإنساني لراشيل كوري شهيدة أنياب الجرافات الصهيونية العنصرية، وقد استعرضت ذلك في كتابي الأخير "اليسار العربي ورؤيا النهوض ـ نقد وتوقعات"، والذي طُبع في عموم البلدان العربية (إحدى عشر طبعة حتى الآن خلال عشرة أشهر على يد قوى ودور نشر يسارية وليبرالية تقدمية)، واتخذت من أمريكا الجنوبية نموذجاً، فهذه الذات اليسارية العربية التي خارج السيرورة التاريخية ينبغي أن تدخلها، ومغزى اختياري "الحديقة الخلفية لواشنطن" واضح، في مدلول سؤالكم حول مدى تأثير الفكر الماركسي على هذا النضال.

نحن في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين رواد هذه التجربة على الصعيد العربي والشرق أوسطي، ببرنامج وممارسة تجاه قضايا حق تقرير المصير والتقدم، ورايات الثلاثي الثوري "تحرير العقل، الديمقراطية التعددية، العدالة الاجتماعية"، قدمناها بجدٍ وجدّة غير مسبوقة، وبروح رسولية اشتغلت وما زالت في رحم النص الماركسي، جِدّة نابعة من رؤيتنا للمستقبل وتجذر منهجي في "توطين" المفاهيم، بسبب من العمل في مجتمعات ذات أوشام سرية، وبصمات صامتة؛ يكتظ بها اللاوعي. لم يكن موقفنا ـ وما زال ـ نابع من موقف بناء اعتباطي، بل بقدر ما نستهدف بلوغ مسقط الرأس الماركسي الوحيد والذي هو التاريخ، فالماركسية وحدها هي الفلسفة الملموسة التي تجابه نظرياً ـ وما زالت ـ هذا الواقع المحك وتضطلع به، أي بالاشتغال النقدي الضروري في تحليل الواقع، لا الاستسلام لـ "يقينيات" إيديولوجية و "مسلمات" زائفة، وهذا الاشتغال العملي في الواقع ضروري في سياقات قراءات ماركس، بالتمييز بين العلم والإيديولوجيا، وبالتفكير في اختلافهما داخل علاقتها التاريخية.

أؤكد هنا بأن العودة لقراءة ماركس قراءة منهجية أصلية، ينبغي أن تكون معرفية "ابستمولوجية" وتاريخية في آنٍ معاً، وهذه القراءة الماركسية، هي انطلاقاً من قول ماركس نفسه: "ما أعرفه هو أنني لست ماركسياً"، لأن ماركس ذاته سار عبر صيرورة معقدة من البحث العلمي والكشف السياسي والنظري، فقراءته لا تمنح "الراحة الأبدية": أي الغياب والموت وأيقوناته، بحيث تبقى في فضاء مغاير مُتخيل؛ بقدر ما هي ملحاحية الاشتغال النقدي الفعال لا غياب مُتخيل "لا رجعة عنه"، بل ولادة داخل الفكر والتفكير وعلى أرض الواقع والتاريخ، كما أن ماركس الشاب ليس هو ذاته ماركس المنهج وماركس النظرية، وذلك في تأكيد فعل الصيرورة ذاته.

بعد إعلان وفاة ماركس، ها هو اليوم يعود بقوة: "أطياف ماركس"، فالمنهج موجود في التاريخ، والفارق كبير بين وفاته البيولوجية، أو "نهاية التاريخ" أي وفاته الفكرية المنهجية ... اليوم يعود عودة جريئة وغير مسبوقة، يعود بما أنجزه نظرياً ونقدياً كثورة في المفاهيم، عودة متميّزة ينبغي الاشتغال عليها فيما يحدث بجنبات هذا العالم وقلب مراكزه الرأسمالية ... والرأسمالية ذاتها تقول اليوم بضرورة العودة إلى كتاباته، ليس حباً بقيمه في العدالة الإنسانية، بل لأن كتاباته تشكل واقعاً مادياً ينبغي منها إدراك كنْهُ مأزق الرأسمالية الراهنة، والإطلاع على تحليله، فما يدور في عالم اليوم يحمل إمضاءه الشخصي: "الماركسي" حول أنساق ومآلات الرأسمالية.

لقد كنا في الجبهة الديمقراطية رواداً في هذا الجانب، في العلاقة بـ "النحن الماركسية"، ولكن انطلاقاً من نظرية بانية ـ لا خطابية إرادوية ـ، وانطلاقاً من رغبة ملحة في امتلاك المفاهيم وتوطينها وضبط مساراتها ومنحاها التاريخي، وفي تجذير النقد وعبور الأوهام والدهون السميكة التي تخفي الواقع العربي وصولاً إلى العصب والإدراك وموقع الإحساس والألم نحو العقل، بأن يكون كل شيء معرض للمساءلة المعرفية، الضرورة الملحة لتجديد الذات جدلياً، فقط في سياق علم التاريخ وتشكيلاته الطبقية كموضوع للدراسة التاريخية، أي ضرورة إعمال النقد ... والماركسية عمرها التاريخي قصير قرابة قرن ونصف، وتجارب اشتراكية القرن العشرين بإنجازاتها وإخفاقاتها سبعة عقود، ألا يدفع هذا إلى التفكير في ترسيخ المنظومة المعرفية ومن على أرض الواقع مجدداً ... 

في مسار العلاقة الجدلية بين الوطني والأممي، تم "تدويل القضية والحقوق الوطنية الفلسطينية بتقرير المصير ودولة فلسطين عاصمتها القدس وحق عودة اللاجئين وفق القرار الأممي 194"، وخاصة بعد أن بادرت الجبهة الديمقراطية إلى تقديم وبلورة البرنامج السياسي الجديد لشعبنا والعالم (آب/ أغسطس 1973) وتم إقراره بإجماع المجلس الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية (حزيران/ يونيو 1974)؛ فأصبح برنامجاً للشعب الفلسطيني داخل وخارج الأرض المحتلة، وعليه وقع التحالف التاريخي الكبير بين الثورة ومنظمة التحرير، بلدان التجارب الاشتراكية، حركة التحرر الوطني والتقدم في العالم، قوى اليسار والديمقراطية والسلام في بلدان المركز الرأسمالي العالمي، فتم "تدويل، الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني الوطنية، ودخولنا الأمم المتحدة (نوفمبر/ تشرين الثاني 1974) وكل المؤسسات الدولية".

 

س2: ما هي أبرز التغيرات التي جرت على أساليب نضالكم بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وسقوط جدار برلين ؟ هل استمر مفهوم اليمين واليسار في حركة التحرر الوطني الفلسطيني ؟ كيف يبرز إن وجد التمايز بينهما سياسياً في الواقع العملي ؟

في الشق الأول من السؤال؛ وبصرف النظر عن رأينا في تجربة الاشتراكية في القرن العشرين؛ أقول لم نتأثر وحدنا بل تأثر العالم برمته، وقد تأثرنا بالغ التأثير حين نرى نصف العالم الخيّر ينهار، ونصفه المتوحش يطلق عنان وحشيته... وقد شكل الاتحاد السوفييتي وبلدان التجارب الاشتراكية سنداً للعالم الثالث، ومع انهيار نصف العالم الخيّر، شهدنا نظريات استبدال "الحروب الحضارية"... الخ، و "نهاية التاريخ" وهيمنة القطب الواحد، أي انفلات نصف العالم الشرير "الإمبريالي" الصريح والمباشر من عقاله...

بل؛ لقد جعل هذا الانهيار الاشتراكيين ينقسمون على أنفسهم، ومنهم من نقل مواقعه إلى فكر "غيبي" أو للمعسكر الآخر، ومنهم مَنْ تفاءل... ومنهم تشاءم ... لكن الواقع يفرض شروطه المتجددة على التحليلات النظرية والاستنتاجات المستقبلية، كما أسلفنا في الإجابة على السؤال السابق، عبر قراءة التجربة الاشتراكية في القرن العشرين وقراءة فكرها في آن معاً. فما الذي يبقى ؟! ...

إن نشدان الخلاص من الاستغلال بأشكاله كافة؛ هو ما يبقى في كافة الظروف، وهذا نزوع إنساني تاريخي لا يمكن إغفاله، وهذا يفترض عودة الاشتراكية، أبكرنا في هذا الاستخلاص حين كان البعض تحت هول الزلزال العالمي، وهذا يعني بالضبط العودة إلى الاشتراكية، ومرة أخرى لقد تناولت هذا في كتابي الأخير ومن مواقع تحليلية معرفية في كتاب "اليسار العربي ... رؤيا النهوض الكبير ـ نقد وتوقعات"، وأقصد هنا من العودة إلى الاشتراكية نقد تجربة اشتراكية القرن العشرين، يعني العودة إلى الاشتراكية وتجاوز الوحش الرأسمالي، وهي المهمة التاريخية التي نراها اليوم للحقبة الإنسانية القادمة، سبق وأن قلت نحن ننتمي إلى منظومة فكرية ومعرفية نسعى بها إلى إنهاء الاستغلال والاغتراب الإنساني على أرض الواقع، وفي حدود الإمكانات، فاليسار عموماً هو هوية ومشروع في تاريخ البشرية، يعمل على تقريب المسافات بين فكرة "تحرير العقل، الديمقراطية التعددية، العدالة الاجتماعية، الحرية"، وبين مفهوم الإمكان وتطوير الإمكانية، ومشروع ماركس هو علمي، وطالما أن التاريخ يتطور فعلى الاشتراكية أن تتطور من خلال نقدها لتجربة القرن العشرين، وأن تكون الاشتراكية الجديدة مقترنة بشروط الواقع والعلم الجديدين والمتطورين، لا الارتهان للحتميات والثبات، وهذا هو ما يمكّن من عودة الاشتراكية وتحقيقها، والإنسانية اليسارية محكومة بأن تتابع بحثها لتحديد طبيعة المرحلة وقواها، وللوصول إلى هذا التغيير ينبغي العودة إلى المعادلة الإستراتيجية "اشتراكية الديمقراطية وديمقراطية الاشتراكية" وسنظل نحتاج لها، أي للتاريخ، فنحن نبحث عن هذا التغيير للوصول إلى الاشتراكية.

إن"غياب معادلة اشتراكية الديمقراطية وديمقراطية الاشتراكية"، أبرز خلل في اشتراكية القرن العشرين وسقوط هذه التجربة، إنه الغياب المميت في إطار معادلة الداخل والخارج، وسياقات ومآلات الحرب الباردة المفروضة، بيد أن محددات الاشتراكية الجديدة، اشتراكية المستقبل هي في التأكيد على الديمقراطية التعددية في المجتمع الاشتراكي، التأكيد على المساواة وإزالة جميع أشكال التفاوت الاجتماعي في جنبات الحياة والملكية الاجتماعية ...

على الصعيد الفلسطيني والعربي والشرق أوسطي، ما زلنا في المرحلة التحررية الوطنية الديمقراطية، ومعها جملة من المهام التي تبدأ بإنجاز المرحلة والمهام الوطنية والديمقراطية: تحقيق المجتمع المدني، فصل الدين عن الدولة، ومتابعة الإصلاح باعتباره دعوة لتحرير الإنسان، وتحقيق العدالة الاجتماعية النسبية في توزيع الثروة الاجتماعية وعائدات الإنتاج، والأهم إنجاز ثورة ثقافية تعلي من شأن أعمال العقل والتفكير والقيم العقلانية والروح الجماعية، بما تترافق مع إصلاح جذري في السياسات التربوية والتعليمية، وإعادة بناء مناهج تدفع على البحث العلمي، بما فيه إعادة كتابة التاريخ العربي، العربي ـ الإسلامي، والإسلامي ذاته في العالمين العربي والمسلم، وكشف مستور "الانسداد التاريخي"، "الاستبداد الداخلي"، وعليه: "التخلف التاريخي" حتى يوم الناس هذا، الآن بين 57 دولة عربية ومسلمة دولة واحدة فقط (ماليزيا) دخلت عصر الثورة الصناعية ...

في الشق الثاني من السؤال حول استمرار مفهوم اليمين واليسار فلسطينياً، نعم بل وتجلى أكثر بعد انهيار التجارب الاشتراكية، وكما أسلفت فاليسار هوية، فضلاً عن منهج نقدي ازدادت ضروراته لدينا، وطالما أن اليسار هوية فكرية وثقافية، على الطرف الآخر يوجد اليمين بكل كلكله المعروف، لقد ازداد نقدنا للمسار الذي اتخذه اليمين، فبعد انهيار تحارب الاشتراكية وخاصة تجربة الاتحاد السوفييتي، وقع الانشقاق من قواه المتنفذة وبعيداً عن قانونية الوحدة الوطنية في مرحلة التحرر الوطني، حين أعلنت القيادة اليمينية المتنفذة ملكيتها "حصرياً" لقضية شعب، في نموذج أوسلو ومآلاته التي لا أرى ضرورة لشرحها وهي عارية في عين الشمس (راجع كتب حواتمة: "أوسلو والسلام الآخر المتوازن"، "أبعد من أوسلو ... فلسطين إلى أين؟"، "الانتفاضة وقضايا الصراع العربي ـ الإسرائيلي"، "الانتفاضة ـ الاستعصاء ـ فلسطين إلى أين ؟").

إن مَنْ يتجاوز قانونية التاريخ تحت دعاوي إيديولوجية "نهاية التاريخ" فإنه لا بد للتاريخ في زمنٍ ما، من أن ينتقم ضد إرادة خرجت على حركته، ويشمل هذا من كتبوا نهاية التاريخ على أقصى اليمين، وأولئك الاشتراكيون الذين بشروا بالحتميات "التاريخية"، فحولوا الاشتراكية إلى ملكية دولة، وسجناً كبيراً ومصدر إثراء وملذات باسم المعذبين في الأرض، وهذا ما ينبغي أن يُدرس ويمحص على الجانبين. ونحن نرى اليوم التناقضات القديمة الجديدة للرأسمالية المتوحشة تستفحل أكثر مع شعوب العالم، فالمعضلة الرأسمالية هي في توزيع الدخل على مستوى العالم، ما سميته بـ "المليار الذهبي" في كتابي الأخير، 16 بالمئة يحصل على ثروات 80% من حجم الإنتاج الإجمالي العالمي، بينما 5 مليارات من البشرية تحصل على 20% فقط، وكما الحكمة الشعبية "عايشين من قلة الموت"، فكيف لا نفكر بمأزق الرأسمالية وتناقضاتها وكيفية انهيارها، انطلاقاً من التمركز العام للملكيات على حساب شعوب بأكملها.

على جانب آخر؛ وبلغة سياسية مباشرة، لقد شكل انهيار الاتحاد السوفييتي إلى تكريس دعوات إرهاب "تسييس الدين وتديين السياسة" وتحويله إلى أداة قمع حرية الفكر والإبداع والبحث العلمي، ثم اختزاله إلى وجود إقصائي للمناهج الأخرى في نزعات تسلط؛ الرحم الذي انبثقت منه التيارات التكفيرية والإقصائية، وذلك لنصره مصالح ضيقة ومتخلفة وأخرى تكتيكية في خدمات دولية. الاستخدام المغرض الذي سخرته قوى متخلفة، ارتبطت على امتداد النصف الثاني من القرن العشرين، بأحد قطبيّ النظام الدولي الثنائي القطبية، وفي مواجهة القيم الإنسانية والحداثة السياسية ممثلةً بمبدأ الفصل بين السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية، الخطوة الأساسية التي ميّزت عصر الأنوار الأوروبي في القرن الثامن عشر، باعتبارها مذهب فلسفي يضع القيم الإنسانية فوق كل اعتبار. والتي تشكل محددات تعريف كلمة اليسار، بما تعني تحرراً من عقائد الانتماء السائدة في العصور الإقطاعية. ولم يأتِ هذا في أوروبا نتاجاً للفكر وحده، بل أيضاً نتاجاً للكفاح التاريخي المديد، وكخلاصة لحروب مديدة دامية داخلية، بسببٍ من الولاءات الإقطاعية والدينية والطائفية. لقد وضع فكر الأنوار الإنسان فوق أي اعتبار وانتماء، متقدماً نحو عقيدة إنسانية، تهدف إلى تحقيق خير الإنسانية جمعاء، فأقصى هذا الفكر استخدام الدين بقيم كوسموبوليتية وأممية، بالدعوة إلى تحرير جميع الأمم، ومن هذا الرحم الأنواري كان شعار "يا عمال العالم وشعوبه المضطهدة اتحدوا"، إحدى محاولات ذلك الزمن في صهر الأمم نحو حقوق تقرير المصير والاستقلال والدمقرطة والتنمية المستدامة بآفاق عوالم التحولات الوطنية الديمقراطية الليبرالية، وباتجاه المرحلة الأرقى على طريق عالم اشتراكي يتوحدون به، وفي قراءة يسارية لقيم ومفاهيم الأنوار.

ونقصد من هذا الاقتضاب دور قوى التغيير، طالما أن الواقع المادي بإفرازاته هو مقدمة للأفكار السائدة والنظام العقلي المسيطر. فالوضع العربي الراهن هو نتاج الجزء المتخلف من النظام "المعرفي" المتوارث والموروث، وعبره مجموعة من الأمراض المزمنة التي تشكل فجوة جادة تراكمية أبعدته عن المعرفة العلمية والمعاصرة، ثم أفقدته توازنه أمام إعصار الحداثة، منها ما نشهده بالارتدادات السلفية التكفيرية، والتي يقصد بها العودة إلى مناخ عقلي يشابه الذي شهدته تلك القرون القديمة، التي كانت معاصرة في زمنها، لكن بالتأكيد لم تعد كذلك في زمننا المعاصر. والارتداد نحو السلف بما تعني القطع مع الصيرورة التاريخية وروح الصعود التاريخي، بالعودة القهقرية بالتاريخ واتخاذه نموذجاً معاصراً، وهو ما نشهده من سقوط وتمزق ودوغما، كمحاولات للسيطرة على مجرى الصيرورة، باستعادة رموز أحداث ووقائع وقعت في القرن الأول الهجري. أما النتيجة فالعقل يخسر معركة التطور وتقرير المصير، و"الدوغما" تدمر كل ما حولها تعبيراً عن الجمود، والنتيجة انحطاط حضاري ما بعده انحطاط.

ويطال النكوص القهقري المرأة وتحررها، فالإنسانية تعني مباشرةً الإنسان؛ أي الرجل والمرأة، وتزداد نسبة المرأة التي بلا عنوان في كبريات العواصم العربية والمسلمة، وأقصد بذلك جيوش النساء المجللات بالأكياس السوداء، بلا عنوان لأن الإنسان وجه وصورة واسم، وهن أحد الأبعاد الهامة لمعركة التحرير والتطوير، وهذا الابتلاء تنحله تيارات مزعومة باسم الدين. لقد سبق للغرب الأوروبي أن خاض نضالاً شاقاً ضد الكنيسة وسلطتها، ما ينفي أن النهضة في الغرب قد وقعت بسببٍ من الإطار الحامل أو الوعائي للدين المسيحي، وقد سبق للبابوية في القرون الوسطى أن عممت باسم المسيحية محاكم التفتيش، وصكوك الغفران، واضطهدت العلماء والمفكرين، وأقامت المجازر الطائفية الكبرى خاصة بين الكاثوليك والبروتستانت ...

وفي مطلع النصف الثاني من القرن العشرين نهض يسار الكنيسة في أمريكا اللاتينية حاملاً راية "لاهوت التحرير" وانخرط حتى يومنا مع قوى اليسار الثوري الجديد للتحرر من هيمنة الجار الشمالي الجبار (الإمبريالية الأمريكية)، والتحولات نحو اشتراكية القرن الواحد والعشرين، "اشتراكية الديمقراطية وديمقراطية الاشتراكية". في أوروبا الأنظمة الرأسمالية "رفضت طلب البابا اليميني يوحنا بولس الثاني  الإشارة إلى الجذور المسيحية للحضارة الأوروبية".

بعد هذا الضوء؛ يمكن القول أن قوى اليسار الديمقراطي في العالم العربي، وعلى رغم عمرها القصير بقياس التاريخ، قد تعرضت لقمعٍ متوالٍ وعلى مدار النصف الثاني من القرن الماضي، وتوافقت على قمعها القوى الدولية المهيمنة والنُظم الاستبدادية الطبقية الإقطاعية وشبه الرأسمالية المحلية، إثر تحولات ما بعد الحرب العالمية الثانية.

لقد لعبت الولايات المتحدة دوراً في استخدام الدين، بدعوى محاربة "الإلحاد" الاشتراكي، حين وجدت في استبداد الأنظمة التابعة فوائد هامة لها، فضلاً عن كونها مصدراً للطاقة ومستهلكاً كبيراً للسلاح، بحجة مواجهة العدو القومي، وتزايد الدعم الأمريكي في السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات، لجماعات الإسلام السياسي اليميني، وبتعاون كثيف ومع نظم عربية، لمحاصرة وضرب الطبقات والقوى الحيّة داخل البلدان العربية، المناضلة على طريق التحرر الوطني والتقدم، نحو الحداثة والعصرنة والدمقرطة، والانتقال من عالم العصور الوسطى إلى عالم القرن العشرين، وكذلك لحشد جيوش "المجاهدين" للقتال في أفغانستان والبوسنة والهرسك وألبانيا ... الخ تحت الأجندة الأمريكية، تلك الحروب التي خلفت جيوشاً جرارة، عادت إلى بلدانها العربية والمسلمة حاملةً تجربتها وقوتها التدميرية ضد بلدانها، وتحولوا "بإرهاب تسييس الدين وتديين السياسة"، إلى مشروع عبثي دموي يمكن استخدامه هنا وهناك.

وقد خاضت واشنطن معاركها في المنطقة تحت راية السلفية اليمينية الإسلامية والقوى الظلامية ضد كل ما هو يساري ديمقراطي وليبرالي وطني، وسبق لها أنها ذاتها من قضى على التغيير الديمقراطي والعلماني التقدمي في أكبر بلد إسلامي عام 1965 ألا وهي أندونيسيا، ذلك عبر انقلاب دموي ومجازر أودت بحياة أكثر من نصف مليون إنسان، تماماً كما فعلت في تشيلي عام 1973، حين وصل سفادور الليندي وحزبه الاشتراكي إلى السلطة، وعبر مسيرة التغيير الاجتماعي لصالح عدالة نسبية، فسحقها الجنرال الديكتاتور بنيوتشيه عبر مجازر دموية، في مرحلة بداية صعود النيوليبرالية.

بعد التحولات الكبرى التي وقعت في التسعينيات وانهيار تجارب المنظومة الاشتراكية، وتفكك الاتحاد السوفييتي، لا جدال حول الحاجة الماسة لدراسة التجربة، وفتح ملفات ذلك الفكر الاشتراكي، والنظر في الكثير منها ارتباطاً بالواقع الراهن، واستيعاباً لدروس الماضي، واستشرافاً لآفاق المستقبل، ومنه صياغة مفهوم راهن لليسار انطلاقاً من برنامج محدد، ينطلق من التحرر الوطني والتنمية والتقدم، والديمقراطية التعددية الفكرية والاجتماعية والسياسية، والتغيير المجتمعي، ومفاهيم العدالة الاجتماعية.

على الصعيد الفلسطيني يجري التعبير عن اليسار الديمقراطي في تيار وبرنامج يجمع قوى الحداثة الليبرالية، والمحدد في التحرر والاستقلال والتنمية ودولة القانون والمؤسسات الحديثة، التي تعمل على التخلص من الاحتلال والاستعمار الاستيطاني الصهيوني والتخلف، انطلاقاً من الاقتناع العميق بالحاجة الموضوعية للاستنهاض الوطني عبر ائتلاف وطني واسع، ونحو التحول إلى تيار مؤثر في الساحة السياسية، يبدأ من ترسيم قوانين موضوعية لأزمة المؤسسات الديمقراطية والتمثيلية الفعلية. كما أن مسألة توازن قوى هذا التحالف لا يمكن حلها في إطار مقاربة برامجه، بقدر ما تعني استعادة العقل لمكانته الكبيرة في التنوير والحشد ونثر بذوره، نحو انتصار العقلانية العلمية في المجتمع، وانتصار سلطة القانون ومؤسساته. وانتصار الديمقراطية الليبرالية وحقوق الإنسان التي أصبحت قيمة كونية، وهو ما يتوفر في عموم البلدان المستنيرة. فالعقل البشري هو واحد لكن الأديان متعددة، وهي تقوم على اعتقاد إيماني تسليمي، والتنوير لا يعني أبداً القضاء على الدين، إنما أخذ مكانه داخل المجال الخاص للفرد، ورفض تسييسه أو استغلاله والخلط بين السياسة والدين، الذي أدى إلى إرهاب تسييس الدين (السعودية، العراق، اليمن، الصومال، مصر، السودان، ليبيا، الجزائر، المغرب، الانقسام المدمر في الصف الفلسطيني ...)، وفي بلدان العالم المسلم (أفغانستان، باكستان، أندونيسيا، ماليزيا، تركيا، إيران ...) أو نشر أفكار التعصب الأعمى والدفاع عنها كأنها حقائق إلهية ...

وطالما أن العلم هو حقيقة جرى برهنتها علمياً، والأمر ذاته حول الديمقراطية والتعددية وحق الاختلاف في الرأي وحرية الضمير والمعتقد، وهذه كلها صورة مخالفة للأوساط الأصولية المتزمتة بشتى تلاوينها وأطيافها من دينية وغيرها، والتي محصلة حركتها هو التشاؤم، أما التنوير فهو متفائل بتقدم الإنسان والقضاء على الفقر والجهل والأمية والمرض، والدخول في جنة الحداثة عبر العلاقات الحضارية المدنية بين المواطنين، ونشر حرية الوعي والضمير في الفكر البشري، وهذه الأقانيم كلها هي أسس حضارية ومادية ومعنوية، جرى نظمها في أوروبا عبر نظريات "العقد الاجتماعي"، قطعت مع الرؤية الغيبية الإقطاعية للعالم، لسلطة نازلة من السماء ذات حق "إلهي مقدس"، بل هي الإرادة العامة للشعب السيد المستقل، وللمساواة بين الشعوب وحقوق الإنسان والديمقراطية ...

فلسطينياً؛ إن خصوصية الحالة الفلسطينية والصراع مع احتلال استيطاني، يملي على القوى الوطنية بمختلف اتجاهاتها الفكرية والإيديولوجية والشخصيات الوطنية، والنقابات العمالية والحرفية والفلاحية والمختلفة، والجمعيات الثقافية والمهنية والنسوية، الانضواء في برنامج التحرر وحق تقرير المصير، الاستقلال الوطني ومهامه المطروحة وهي متعددة وكبيرة، وصولاً إلى التحرر الوطني والاستقلال الناجز، والديمقراطية وتحقيق التنمية المستقلة، وهذه المهام الكبيرة لا يمكن لفصيل أو حركة وحدها القيام بها بمفردها، مهما كانت الإيديولوجيا التي يرفعها أو يعمل تحت لوائها.

الآن؛ النضال يدور لإعادة بناء الكتلة التاريخية لقوى التحرر والتقدم، تحت راية برنامج التحرر الوطني والقواسم المشتركة ... برنامج الوحدة الوطنية ووثيقة الوفاق الوطني (بإجماع الفصائل والقوى والشخصيات الوطنية بلا استثناء/ غزة 27/6/2006)، فضلاً عن تجسيدها لوفاق وطني في هذه المرحلة المتعينة، فهي ليست مجرد جبهة بين فصائل، بل هي كتلة تتكون من القوى التي لها فعل في المجتمع وقادرة على ممارسة ذلك الفعل، ولا يستثني منها إلا ذلك الذي يضع نفسه خارجها، ومفتوحة لجميع الأطياف في سياق العمل المبرمج والمشروع مثلما غيرها.

إن السبيل إلى تحقيق ذلك هو بإقرار قوانين ديمقراطية حقيقية، تقوم على التمثيل النسبي الكامل (في إطار الحوار الشامل في القاهرة آذار/ مارس 2005، وبمبادرة من الجبهة الديمقراطية تم الإجماع عليها)، ووضع برامج تكافل اقتصادي تلبي حاجة الجماهير الشعبية، والعمل على تنمية مستقلة إلى حد ما بفعل ظروف الاحتلال، وهذا هو فعلاً المضمون الثابت للحركة المطلبية الشعبية التي هي قوام الكتلة التاريخية التي ينبغي تفعيلها في إطار برامج اليسار الديمقراطي، الأمر الذي من شأنه العمل على تدشين الانتظام الفكري حول الأهداف، وقطع الطريق على التشرذم الفكري والسياسي الانقسامي الدموي والفراغ أو الغلو الإيديولوجي الديني الطائفي العشائري. أي ربط هذه الحركة بأهداف وطنية سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية، عبر جهود شعبية فاعلة، نحو المهام التاريخية المطروحة، التي لا يمكن لفصيل منفرد أن ينجزها.

حول تطور اليسار الفلسطيني، ومرحلة الخمسينيات والستينيات والتحولات العاصفة الكبرى، يمكن العودة إلى هذا الفصل من كتاب: "نايف حواتمة يتحدث"، للوقوف على تلك المرحلة التاريخية، كمرحلة معقدة ومركبة، والمناخات العربية والعالمية التي أسهمت في تأسيس وانطلاقة اليسار الثوري الفلسطيني الجديد ممثلاً في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في شباط/ فبراير 1969، حاملةً معها مفاهيمها اليسارية ومنهجها ونظام نظراتها غير المسبوق، ودورها الجامع بين "سلاح الإيديولوجيا وإيديولوجيا السلاح"، "سلاح السياسة وسياسة السلاح"، ودورها المؤثر والقوي في مراحل تلك الحقبة، وصولاً إلى الانتفاضة الفلسطينية الكبرى التي اندلعت عام 1987، والتي شهدت حضوراً كثيفاً للتيار اليساري في الأطر القيادية للانتفاضة وفي الميدان، حين شكل اليسار وشكلت هذه الانتفاضة حدثاً بالغ التأثير على الوضع العالمي، وإحداثها انعكاسات كبيرة على الحركات اليسارية في العالم ...

في العودة إلى مرجع يركز على جذرية النقد وتحديد المفاهيم ومضمونها، يمكن متابعة الانتظام الفكري التحليلي والنقدي وخلاصة رؤية اليسار الديمقراطي، والأخذ بكل ما فيه من تعدد وتنوع وائتلاف واختلاف بعيداً عن الحالة الظرفية، ونحو المصلحة الموضوعية لتدشين مرحلة تاريخية جديدة، تضمن تحقيق الأهداف الوطنية والنمو والاستمرار والاستقرار، عبر إقرار ديمقراطية فعلية تقوم على التمثيل النسبي الكامل، وقد ارتأيت أن أقدم تلخيصاً وتحليلاً مقتضباً للأفكار والمنهجية، فاليسار عموماً لا ينبغي أن يكون حزباً واحداً منفرداً في الحالة الوطنية في مرحلة التحرر الوطني الراهنة، أو في مرحلة ما بعد الاستقلال، حين تتعدد مشاربه وانتماءاته تعبيراً عن التعارضات الفكرية، الطبقية، السياسية في كل مرحلة من مراحل النضال والتغيير إلى أمام، وصولاً إلى قوى الحداثة الليبرالية بالقياس على تأخر المرحلة في مجتمعاتنا العربية.

إن نظرية اليسار الماركسي أو الاشتراكي في حزب واحد نظرية ستالينية، ليست ماركسية، فرضها ستالين عام 1929، مسارها ونتائجها كارثية على الاتحاد السوفييتي وتجارب البلدان الاشتراكية، والحركة الثورية العالمية.

في كتابي: "الانتفاضة ـ الاستعصاء ـ فلسطين إلى أين؟" تناولت قضايا الانتفاضة الفلسطينية، وعوامل اندلاعها وتطوراتها وتفاعلاتها وتداعياتها الفلسطينية، الإقليمية، الدولية، والإسرائيلية. وفي فضاء فصوله المعنونة: "الانتفاضة.. تداعيات وتطورات الفرص الضائعة، مراجعة نقدية، حلول وطنية"، "القضية الفلسطينية ـ حقوق وطنية أم مشاريع إسرائيلية" "المأزق الفلسطيني ـ مخاض الولادة الخامسة" "الاستعصاء ... غياب المشروع الوطني الفلسطيني الموحد" "مطر المشاريع السياسية" والفصل السادس والأخير: "الوثائق ـ وقائع ملموسة".

تطلق الحالة اليسارية النقدية التي نمثلها سهام النظرات على المشهد الفكري ـ السياسي العام، وإن لم تفِ كمصطلح بحالة التشريح للصراع بحثاً وتحليلاً في مشهد فكري ـ سياسي عام، أو بالأحرى مشهد نقدي عام؛ ننطلق به إلى كل الآفاق الأخرى وفي سياق تاريخي قوامه المواجهة والتحرر. فبقدر ما كشفت أوسلو عن اختلال في البناء السياسي الفلسطيني ـ العربي بمجمله، فقد كشفت بالمثل عن اختلال لا يقل فداحةً في الوعي الفلسطيني والرسمي منه بالذات، وفي طريقة فهمه للمشكلات التحررية الكبـرى، وأسلوب البحث عن حلول لها. ولما كانت محنة العقل الرسمي لا تقل خطراً عن محنة الممارسة السياسية، بل لعل الأولى سبباً رئيسياً للثانية، فمن المفيد أن نرصد معاً معالجة مظاهر الاختلال الفكري والذهني الذي كشف عنه في السياق التاريخي بوضوح صارخ، في فضاء أرحب من «روح النقد»، فهو فضاء مكونات فلسفية محددة يمكن تسميته بـ «الوعي النقدي»، والذي يفضي إلى مصب الاتجاه النقدي ...

لقد بدأت البدايات التطبيقية العملية لدينا في الجبهة الديمقراطية ومع بداية عمر الثورة الفلسطينية المعاصرة ومنذ ما قبل سبعينيات القرن الماضي، والتي شهدت دور هذا التيار في سياق مناخ يثور بالتحرر والتمرد على كل أنظمة المركز الواحد. أما منجزات مطلع السبعينيات فكانت هي التعددية الفلسطينية الراهنة،الائتلاف الوطني العريض تحت سقف منظمة التحرير الفلسطينية، تعبيراً عن ائتلاف الكتلة التاريخية بين طبقات الشعب الوطنية، على برنامج القواسم المشتركة في مرحلة التحرر الوطني، البـرنامج المرحلي الفلسطيني، وفي تأكيد حق الاختلاف في المركزية ونقدها. ومنذ ذلك التاريخ المتعين وحتى الراهن والخطاب النقدي الذي لازمه شهد تطوره مع حركة الواقع وعلى امتداد مراحلها وعمرها، وقد مثّل هذا التيار تمرد دائم على ما يحجر على أدوات إنتاج التاريخ، أدوات إنتاج المجتمع وعلاقاته في قيود الإستتباع التي تعني التخلف، ووعياً بالمستقبل الذي يعد بمتوالية التقدم اللانهائي.

أما القاسم المشترك للماضي ـ الحاضر ـ المستقبل، فهو جوهر الخطاب والتحليل الذي يتعرض بالمواجهة لكل أشكال الهيمنة الاستعمارية الجديدة، ودوغما الفئوية المتنفذة وهيمنتها ومركزيتها. وبالمقابل يعريها من أوهامها الأيديولوجية والسياسية الملازمة لها، بـرحابة النفس الكفاحية اللامحدودة لبلوغ اللازمة الهاجسة: أغلى شيء يسمو إليه، كلمة «التحرير»، وعليها يصفي بالنقد حساباته مع الواقع نحو التحرر الوطني الديمقراطي ...

إن المنهج النقدي هنا أرحب من أن تحتويه نظرية بسياقاتها المحددة، أو أن يسيطر عليه عقل، فهو معنى التحرر من كل ما يعيق حركة الفكر النقدي ـ التاريخ ـ بشكلٍ عام. فالعقل الناقد بمعناه الفلسفي يتعامل مع معطى متاح، الأمر الذي أتاح له بناء صيغة أكثر جذرية في تعامله مع الواقع، طالما أن الواقع هو كيانه وعبـره الخروج من الخاص إلى العام، على قاعدة "التحليل الملموس للواقع الملموس".

وأبـرزت هذا الأمر في الفصلين الرابع والخامس من الكتاب "المأزق الفلسطيني ـ مخاض الولادة الخامسة ـ، والاستعصاء.. غياب المشروع الوطني الفلسطيني الموحد ـ مطر المشاريع السياسية ـ"، ويمكن القول تلخيصاً للنقد بالتركيز على عدم الخلط بين الأسباب والنتائج، إضافةً على ما هو أهم؛ وهو القدرة على إثارة القضايا الكبـرى في توقيتها المطلوب وبإلحاح وسياق تاريخي.

وبلغة سياسية: إلى حلول وطنية، ومشروع وطني فلسطيني موحد، خلاصة البحث عن العلة والداء، واستنباطاً لحلول ممكنة من حركة الواقع، وطرحاً لأسئلة وتطلعاً إلى إجابات، ولكن من منظور يتطلع إلى المستقبل، لا يكفُّ من الحلم والإيمان به ومراكمة تحقيقه، وهي تنويعات ديدنها لحن واحد في سياق تاريخي هو هدف: المواجهة والتحرر. أما المستقبل فلا بد أن يكون «المتوازن» ومنه «المستقبل التاريخي» أي «الحل التاريخي» وكما ورد بالكتاب: «دولة ديمقراطية موحدة لكل سكانها من العرب الفلسطينيين واليهود الإسرائيليين» (..) «ولذلك ندفع مرحلة بعد مرحلة نحو دولة ديمقراطية موحدة لكل سكانها على قاعدة «المساواة في المواطنة» بدون تمييز في العرق والجنس والدين، أو بين الرجل والمرأة».

 

 

س3: كيف تتعاطون اليوم مع اليسار الإسرائيلي، الحزب الشيوعي الإسرائيلي مثلاً؟ وأين هي أوجه الخلاف والاتفاق بينكم وبين اليسار الإسرائيلي ؟ هل هناك آليات للتنسيق والعمل المشترك بين اليسار الفلسطيني والإسرائيلي ؟

 

اليسار الإسرائيلي عموماً يتمثل بشكلٍ أساسي في إطارين: الأول الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة برئاسة محمد بركة النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي (أغلبية واسعة فلسطينيين وأقلية يهود)، والثاني: الحزب الشيوعي الإسرائيلي (الأمين العام محمد نفاع). كلاهما هياكل مؤطرة لأحزاب وتنظيمات عربية فلسطينية ويهودية إسرائيلية، وثمة اتفاق واسع فيما بيننا حول أهداف هذه المرحلة تتمثل بالأهداف التالية:

إزالة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي المحتلة بعدوان عام 1967، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة فوق أراضي 4 حزيران/ يونيو وعاصمتها القدس المحتلة عام 1967، عبر حق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره، وصون حق العودة للاجئين الفلسطينيين بإحياء الإجماع على القرار الأممي 194. وتحقيق الهدف المطروح لليسار الماركسي الإسرائيلي وهو المساواة في المواطنة، فالعرب في "إسرائيل" يعتبرونهم في النظرة الصهيونية العنصرية: هم فائض حمولة بشرية لأنهم ما تبقى من حملة التطهير العرقي للنكبة عام 1948، كما أنهم يحملون الجنسية الإسرائيلية، فالنظرة العنصرية ترى بهم حالة نفي لتطور "إسرائيل" كدولة "يهودية نقية"، وعليه تتكثف نضالاتهم عبر مطلبهم التاريخي لمواجهة العنصرية البغيضة؛ بدولة يتساوى فيها المواطنون على أساس من المواطنة وهي فكرة إنسانية حقوقية تنصّ عليها شرائع حقوق الإنسان.

وبشأن "اليسار الصهيوني" ممثلاً بحزب العمل برئاسة باراك فقد انحسر، تراجع كثيراً في حضوره ونفوذه، لديه الآن 13 نائباً من 120 في الكنيست، منقسم أيضاً بين فريق أقرب إلى حزب الليكود بزعامة نتنياهو، والآخر أقرب إلى يسار الوسط الصهيوني. والحزب له أطماع توسعية في القدس والضفة الفلسطينية وكان مبادراً في بناء المستعمرات الاستيطانية، وضد حق الشتات الفلسطيني بالعودة إلى دياره عملاً بالقرار الأممي 194، لا أفق لعلاقات إيجابية معه. الحزب الآخر ميرتس انحسر إلى 3 نواب على يسار حزب العمل، لليسار الفلسطيني علاقات ونضالات متعددة ضد الاستيطان في القدس العربية والضفة، مع دولة فلسطينية مستقلة، ضد الجدار العنصري التوسعي في الضفة.

 

 

س4: هناك كثيرون من بينهم المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي؛ كانوا يرون سابقاً في حل الدولة الواحدة الديمقراطية للفلسطينيين واليهود الحل الناجع والأمثل، لكنهم اليوم غيروا مواقفهم، فيطرحون حل الدولتين (إسرائيل ودولة فلسطينية) لأسباب منها ـ كما يقولون ـ: ازدياد شقة الخلاف من كل النواحي بين المجتمعين الإسرائيلي والفلسطيني، وقد كنتم من دعاة "حل الدولة الواحدة"، فهل تطالبون اليوم بحل الدولتين ولماذا ؟

 

الدولة الفلسطينية المستقلة هي الممر لفلسطين ديمقراطية موحدة كما أسلفت في الإجابة السابقة. وانطلاقاً من عدم واقعية (الدولة الموحدة) راهناً، وهذا هو الهدف التاريخي النهائي، وفي ظل موازين القوى والصراع، نرى نموذجه عبر الحالة الفلسطينية في مناطق 1948، لا فقط احتلال عام 1967، حيث يشاهد العالم سياسة التمييز العنصري، ومنها مصادرة مخصصات البطالة، من الطبقة العاملة العربية، وعمليات مصادرة ما تبقى من أرضهم (17% عام 1948 إلى 4% فقط الآن)، التي ما زالت تجري وبشكلٍ منهجي في إرهاب الدولة الصهيونية. وعلى قدم وساق في صراع كفاحي قَلَّ نظيره في التاريخ بالتمسك والإصرار على الحقوق، فضلاً عما هو مرسوم صهيونياً من تدهور منهجي في مستوى التعليم للعرب، والتمييز في العمل، وهجمات متواصلة على هويتهم الوطنية ... الخ.

نحن نرى أن "الدولة المستقلة"؛ هي الممر نحو فلسطين ديمقراطية واحدة، فهي الحلقة الجوهرية التي تفتح مباشرةً على معادلات جديدة في الصراع نحو الهدف النهائي، فالكيان الصهيوني ليس أكثر من رأس رمح في المشروع الإمبريالي الذي ابتدأ بريطانياً وفرنسياً، وامتداداً راهناً أمريكياً. والوجود والهدف للكيان الصهيوني كان وما يزال يُرسم له؛ أن يبقى من أجل هذا المشروع الإمبريالي، بل وسلسلة مشاريعه في الشرق الأوسط الكبير. نعيد التأكيد على هذه الحقائق البديهية، من أجل تبيان تشابكات وحجم الصراع، فهو ليس كأي نظام استيطاني عنصري في هذا العالم ...

وعليه؛ إن تحقيق الهدف النهائي يتطلب بالضرورة تحولاً كاملاً في العلاقات "الإسرائيلية" الدولية الخدمية الوظيفية والاقتصادية ـ الاجتماعية، وليس عمليات "تجميل" طفيفة شكلية وهامشية، بل بالجوهر بما يلغي التعبيرات الصهيونية في وضع الكيان القائم. ويتطلب هذا الأمر برنامجاً عملياً للتغيير، يبرز عموده الفقري في البرنامج المرحلي الذي طرحته الجبهة الديمقراطية عام 1973، ثم أصبح البرنامج النضالي الوطني المرحلي للشعب الفلسطيني، والذي يتلخص بهدفين "أولهما: إزالة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي التي استولت عليها "إسرائيل" بعدوان 1967. وثانيهما: صون حق العودة للاجئين الفلسطينيين بإحياء الإجماع الدولي على القرار 194، واستطراداً كان البرنامج المرحلي ينطوي على دعوة المجتمع الدولي للاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره بحرية على  أرضه، بما يعني إقامة دولته المستقلة على أراضي 1967".

ويتمثل ذلك في تجسيد البرنامج العملي للتغيير في الموازين القائمة نحو هذا الهدف ـ الدولة الموحدة ـ. وهذا وحده، طالما أن التعريف العلمي السالف للكيان الصهيوني تقاطعاً بالمصالح وربطاً بأهداف الإمبريالية في المنطقة، لن يتحقق إلا بإرادة ووحدة الشغيلة على هذا البرنامج في سياق سقف البناء الديمقراطي، وهذه المحصلة غير متوفرة الآن، وليست مضمونة، ولا تشير أبداً لها المعطيات على المديّات الزمنية المرئية بالأفق العملي المباشر القريب أو المتوسط، دون تحقيق الهدف المرحلي، أي انكفاء المشروع الصهيوني عن وظيفته الخدمية الإمبريالية، والتوسعية الإسرائيلية الصهيونية في المنطقة.

فالجوهر هو أن "إسرائيل" هي من الأنظمة الاستيطانية العنصرية التي سعى المشروع الاستعماري الصهيوني مع الغرب الإمبريالي لفرضها في فلسطين وعلى المنطقة، وهي نتاج لذلك المرسى العميق لما نسبه ونسجه المشروع الصهيوني والغرب من أكاذيب "أرض بلا شعب" و "الحق الطبيعي في التملك" وعموم الافتراءات التي أسقطها الكفاح والتضحيات الفلسطينية، التي قلَّ نظيرها في تاريخ حركات التحرر الوطني المعاصر.

فالعنصرية هي في أعتى صورها التي تجسدها الصهيونية، وهي أيضاً ترتبط مصيرياً بوحدانية التطور الرأسمالي الراهن، ومن إدماج "إسرائيل" في شبكة خدمات الرأسمالية الدولية ـ الإمبريالية في المنطقة، مفارقة شعاراتها ومُثلها العليا "الديمقراطية، المساواة، الحرية" فهي مفاهيم معادية للعنصرية الصهيونية، وتملك سمات وثيقة الارتباط ببعضها، لتشمل كافة نواحي الحياة في أي مجتمع. فالمساواة تعني العدالة الاجتماعية، وهي هدف من أهداف الاشتراكية، يعني أولاً إزالة الفوارق الفاحشة في الدخل والثروة والفرص المتاحة، بينما العنصرية الصهيونية والأبارتيد، هي نتاج الرأسمالية المسؤولة عن تقييد تفرد الإنسان، بما تسببه من عدم مساواة وتهميش وتسليع للبشر، واضطهاد عرقي وطبقي ...

إن نفي المفارقة الصهيونية هي في شروطها وتعبيراتها المنافية للواقع، يتطلب قيام بدائل شاملة عنها وعن نسيجها الإيديولوجي. وفي هذه العناوين تكمن مفصلية وأهمية البرنامج الوطني المرحلي، والعمل على إنجازه وتحقيقه؛ وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على أرض الرابع من حزيران/ يونيو 1967، وعودة اللاجئين الفلسطينيين.

إن العلة ذاتها تُستعاد؛ كيف أن المثقف العربي والشرق أوسطي قد أوقع ذاته سجين تفكير دائرة ضيقة خانقة، تحدد نطاق حركة فكره واتجاهه وإنتاج خطابه، الوعود المُبهرة التي تسبب بالعمى، وترسم صورة مضللة للطريق لفلسطين ديمقراطية موحدة، وهي الهدف النهائي والتاريخي ... مضللة بديلاً لموازين القوى والعمل على تغييرها، ومضللة بما تحتوي على طاقة "سحرية" كأنها ستقلب الدنيا على رأس العدو، وستحرر الأرض، وتنبت الزرع، وتزهق الباطل، وتحقق العدالة والحرية، أسوةً بسلطة الإيديولوجيات الراديكالية بتلاوينها الشيوعية والقومية والدينية من إسلام سياسي يميني، التي تفقد ديناميتها، ويتحول محتواها إلى مجموعة من المقولات الجاهزة، حالة من الدرّوشة والرقص في العتمة على مقاس الاستذهان والإيديولوجيا. لكن التاريخ سبق له مراراً وتكراراً أن كشف اهترائها ومزّق رداءها الضيق ومحدوديتها، باعتبارها حالة استبطان وإسقاط للشعور الذاتي، والناجم عن طغيان الإحساس بالعجز والخذلان، ومن ثم الافتتان بالجدل البيزنطي.

أما العمل العقلاني العملي والجاد فهو مُضني، لأنه هو الذي يغيّر الواقع وبما يتطلب من جهد وكفاح مباشر ومرئي وعملي وملموس، على ضوء إستراتيجية تاريخية، تستند إلى العلم والتطور والصراع القومي الوطني والطبقي الديمقراطي، وموازين القوى الذاتية والإقليمية والدولية. وطالما أن التاريخ في نتائجه هو من صنع البشر أنفسهم، وطالما أن الحتمية والضرورة مرتبطتان بالإرادة الفاعلة والتخطيط السليم والعمل المنظم، فإن هذه المهمة يقودها أولاً؛ وعلى مستوى تجارب الشعوب التحررية عموماً، تلك القوى العقلانية التي تدرس موازين الصراع وتشابكاته بدقة متناهية، وتحولها برنامجاً لشعوبها، وفي وحدة وطنية ديمقراطية راسخة، ومن منظور تشابكات الصراع وتداخلاته والقوى الفاعلة فيه، ومن منظور درجة تماسك الجبهة الداخلية والرأي العام الصهيوني ومؤسساته ودرجة استقراره، أمام صراع طويل غير متناظر يقوده شعب تحت الاحتلال، يحقق هدفه ببرنامج مرحلي ...

ومن منظور منهجي ورؤية تحليلية موضوعية للموازين، محملة هَمّ القضية الفلسطينية بعزم، وكخلاصة لقراءة ثوراتها ونكباتها، وقد فرضت استخلاص أمرين: الأول: رؤية برنامجية مرحلية للصراع تواجه المشروع الصهيوني ـ الأمريكي، لتفرض معادلات تراكمية جديدة على موازين الصراع، والتي ينبغي أن تكون حاصل جمع إنجازات وانتصارات على كل المستويات. الأمر الثاني: أنها تعني أن "الدولة الواحدة" وفي ظل الموازين الراهنة؛ أن لا تحصل على شيء، بدلاً من أن تفرض معادلات تطورية جديدة لصالح الشعب الفلسطيني، ونحو قلب الصراع ألا وهو جوهر الصهيونية وتعبيراتها.

إن ضعف الصلة بالواقع الحيّ، يدفع إلى الانفصال عن حركة التاريخ وعن الرؤية العلمية الجدلية، وهو ما ينبغي تبيانه وتوضيحه وإعلان مأزقه، لأنه ذاته هو ما يدفع بعض المثقفين من ذات الوسط إلى تكوين صورة مسطحة ساكنة سرعان ما تقع بمفاجآت الواقع، لتنقل بسببٍ من "الخذلان" نحو التسويغات الإيديولوجية، بدلاً من النقد والنقد والمراجعة وإعادة التقويم، فمن تغيير الواقع وتغيير مجرى التاريخ واستعادته بضربة واحدة، تطيح بالأعداء الداخليين والخارجيين، سرعان ما نرى منه سوى بقايا خائبة وشبه يائسة، بدلاً من برنامجاً وطنياً برؤية عقلانية واقعية عملية.

 

س5: جبهة اليسار الفلسطيني المتكونة من الجبهة الديمقراطية والجبهة الشعبية، حزب الشعب هي أحد أهم أطر العمل المشترك الناجح بين قوى اليسار الفلسطينية، ما الذي يعيق اندماج الأحزاب الثلاثة المكونة للجبهة في حزب يساري موحد ؟

إن ما يميّز الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين؛ هي أنها بالجوهر وحدوية على المستوى الوطني، فمنذ انطلاقتها قدمت برنامج تطوير منظمة التحرير الفلسطينية إلى ائتلاف عريض بين مكونات الكتلة التاريخية البشرية في مرحلة التحرر الوطني الديمقراطي، بل يتحدد موقفنا مباشرة من أي طرف؛ بالموقف من بناء الوحدة الوطنية، وتفعيل منظمة التحرير الكيان والجبهة الوطنية الجامعة، أي من العملية الديمقراطية ذاتها، لا من هذا الطرف أو ذاك، وتاريخ الجبهة الديمقراطية منذ تأسيسها هو تاريخ نظام الوحدة الوطنية والمعروفة بدورها ومبادراتها على امتداد أربع عقود. وعلى هذا الباروميتر يمكن السؤال والإجابة: كيف سيكون موقفنا مع مكونات اليسار مع الرفاق في الجبهة الشعبية وحزب الشعب، نحن ننسق معاً في كافة تفاصيل السياسة اليومية الفلسطينية والإستراتيجية، نحو توحيد المواقف في ائتلاف يعالج الأمور بشكل واقعي، مقدمةً للارتقاء في هذا التكوين وعلى أرض الواقع العملي والميدان في الداخل والخارج (الشتات). وهنا أقول: من المبكر جداً الحديث عن حزب يساري موحد ولكن من الممكن إن نشكل جبهة يسار ائتلافية على برنامج مشترك، ونشكل ائتلاف وطني عريض راهناً، كناية عن صمام أمان في القضايا الإستراتيجية، بما فيها موضوعة "المفاوضات المباشرة" المطروحة الآن، أو "الانقسام الفلسطيني" على سبيل المثال، وهنا أكرر ما قلته أعلاه: لسنا من أسرى شعار حزب يساري واحد، بل إن الأطياف المتعددة للمشارب اليسارية ـ الطبقية وقراءاتها وخطاباتها، يمكن أن تشكل ائتلاف يساري ديمقراطي، على برنامج قواسم محدد، سياسي، برنامجي، ومجتمعي ديمقراطي.

أقول لكم بتكثيف: إن دورنا التاريخي في هذا الجانب؛ ومن البدايات حرصت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين مع انطلاقتها أن تكون من بين الركائز الأساسية في أول ائتلاف وطني لتوحيد العمل الفدائي بقيادة "الكفاح المسلح"، وفي عضوية المجلس الوطني واللجنة التنفيذية المنبثقة عنه (الدورة السادسة في أيلول/ سبتمبر 1969)، وتقدمت إلى هذه الدورة "بمشروع لتحقيق وحدة القوى والفئات الوطنية الفلسطينية في جبهة تحرير وطني موحدة". وحفزت الظروف الصعبة التي تجمعت عن أحداث أيلول/ سبتمبر 1970، على إدراك ضرورة الارتقاء بصيغة الوحدة الوطنية، وأبرزت أن "الجبهة المتحدة" المطلوبة هي في الواقع تلك التي تضم جميع مكونات الحركة الوطنية الفلسطينية، والمطلوب بناؤها على أسس أكثر تنظيماً ومتانة، وعلى قاعدة التمثيل النسبي، وتبلورت هذه الصيغة في المشروع الذي تقدمت به الجبهة إلى الدورة التاسعة للمجلس الوطني بدخول فصائل المقاومة لمنظمة التحرير لأول مرّة (تموز/ يوليو 1971) لبناء "جبهة تحرير وطنية فلسطينية متحدة"، وفي المشروع السياسي والتنظيمي المتكامل لإنجاز الوحدة الوطنية في إطار جبهة متحدة على أسس ديمقراطية الذي تقدمت به لاحقاً إلى الدورة العاشرة للمجلس الوطني (نيسان/ إبريل 1972). وواصلت الجبهة السياسة الوحدوية الديمقراطية التعددية بقوانين التمثيل النسبي في قرارات إعلان القاهرة (آذار/ مارس 2005) ووثيقة الوفاق الوطني (غزة ـ يونيو/ حزيران 2006) ودورات المجلس المركزي لمنظمة التحرير (حزيران/ يونيو ـ تموز/ يوليو 2007، كانون الثاني/ يناير 2008، ديسمبر/ كانون أول 2009).

تجربة الجبهة الديمقراطية في استقلالها الفكري والسياسي والتنظيمي، وفي حفاظها على الوحدة الوطنية، نضالها لتطوير منظمة التحرير الائتلافية، صراعها لدمقرطة المؤسسات التشريعية والتنفيذية لمنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية، ومؤسسات المجتمع الأهلية والنقابية في الوطن والشتات (بلديات، نقابات عمالية، مهنية، جامعية، نسائية، شبابية ... الخ) وعلى قوانين توحيدية انتخابية لا انقسامية بالتمثيل النسبي الكامل، بنفس الوقت، تؤكد العلاقة الحية لليسار الديمقراطي الثوري الفلسطيني في قلب الحركة الوطنية الفلسطينية، فهذا اليسار لم يستقل لينعزل، إنما ليندمج في الوحدة الوطنية اندماجاً ثورياً وديمقراطياً صحيحاً، وليلعب دوره في إطار هذه الوحدة كطليعة مناضلة تملك الخط السياسي الصحيح الذي من خلاله تتحدد الشعارات الوطنية والمهام المرحلية التي تنسجم مع المصلحة الجماعية للشعب الفلسطيني بأسره.

الموقع المركزي الذي احتلته مسألة الوحدة الوطنية في الفكر السياسي للجبهة الديمقراطية وممارستها لم تبرز وتتقدم فقط في السنوات الأولى أثناء فترة العمل العلني في الأردن وعلى امتداد تجربة الثورة في مخيمات الشتات في لبنان وسوريا حتى اجتياح العام 82، بل برزت بشكل واضح في زمن الانقسامات الحادة التي اجتاحت الساحة الفلسطينية بعد هذه الحرب ضمن تداعيات الغزو الإسرائيلي وصراع المحاور الإقليمية للتأثير بقرار منظمة التحرير الفلسطينية، ومحاولات الجناح اليميني المتنفذ في قيادتها الرسمية البحث عن نقاط تلاقي في منتصف الطريق مع مشاريع التسوية التي طرحت في مطلع الثمانينات لا سيما مشروع ريغان (1/9/82) .

اتخذت الجبهة الديمقراطية موقفاً حاسماً ضد الانقسام الفلسطيني على امتداد السنوات 83 ـ 87، ولعبت دوراً مبادراً في التحالف الديمقراطي الذي وقع مع قيادات اللجنة المركزية لحركة فتح على اتفاق اليمن (عدن) ـ الجزائر (28/6 و 9/7/84)، هذا الاتفاق الذي وإن لم ينجح في إعادة الوحدة ومنع انفراد الجناح الرسمي المتنفذ في م. ت. ف. بالدعوة للدورة السابعة عشرة للمجلس الوطني في عمان (17/11/84). حيث عارضت الجبهة نتائج مجلس عمان السياسية  التي شكلت انقلاباً على برنامج حق تقرير المصير والدولة المستقلة والعودة وحق تمثيل م.ت.ف للشعب الفلسطيني وما انبثق عنه من صيغ تنظيمية انقسامية، لكنها في الوقت نفسه تصدت بحزم لمحاولات الطعن بشرعيته خوفاً مِنْ ودرءاً لمخاطر انقسام لا رجعة عنها داخل م. ت. ف. تزجها على نحو غير مسبوق في حقل التجاذبات العربية وصراعات محاورها، وتزيل بفعل ذلك العقبة الأهم أمام تقدم الحلول المنقوصة للحقوق الوطنية برعاية الولايات المتحدة. لهذا شكل المجلس التوحيدي الذي انعقد في الجزائر (نيسان/ابريل 1987) محطة فائقة الأهمية وطنياً حققت انتصاراً لسياسة الجبهة الوحدوية، وتوفرت معها إحدى العوامل الرئيسية لانعقاد شروط انطلاقة الانتفاضة الشعبية الكبرى في ك1 / ديسمبر 1987 وتشكيل "القيادة الوطنية الموحدة" للانتفاضة بمبادرة من الجبهة الديمقراطية وضمت فتح، ديمقراطية، شعبية، حزب شيوعي، وقدمت الجبهة الديمقراطية برنامجها الموحّد (البيان رقم 2 من القيادة الوطنية الموحدة/ راجع كتاب "أوسلو والسلام الآخر المتوازن")، برنامج "الحرية والاستقلال".

الاختبار الثاني الذي تعرضت له الوحدة الوطنية أتى على يد اتفاق أوسلو عندما أطاح بالإطار السياسي لائتلاف م.ت.ف. فواصلت الجبهة سياستها التوحيدية بثبات وأطلقت عدداً من المبادرات في سياقها السياسي الملموس دارت بمجملها حول الحوار الوطني الشامل من أجل استعادة الإجماع الوطني حول القضايا الراهنة ومفاوضات الوضع الدائم وإعلان استقلال دولة فلسطين على حدود 4 حزيران/ يونيو 1967 بعد أن وصل أوسلو إلى نهايته القانونية في أيار/ مايو 99 (2/97، 5/97، 4/99، 2/2000). هذه المبادرات انطلقت من حقيقة أن السمة الأساس للحركة الفلسطينية باعتبارها ما زالت تقف أمام مهام التحرر الوطني، رغم تداخلها بعد تطبيقات اتفاق أوسلو مع مهام النضال الديمقراطي السياسي والاجتماعي، تملي ـ موضوعياً ـ صون الائتلاف الوطني والنضال من أجل استعادة الوحدة الوطنية في إطار م. ت. ف. والانقسام القائم بين "السلطة الفلسطينية" والمعارضة لا يلغي من حيث الجوهر هذه الحقيقة وأن طبعها بخصائص معينة.

الاختبار الثالث يتواصل حتى يومنا بعد سلسلة الانقلابات والتراجعات السياسية والتنظيمية الانقسامية بين فتح وحماس عن إعلان القاهرة (آذار / مارس 2005)، وجولات الاقتتال والانقلابات السياسية والعسكرية عن برنامج وثيقة الأسرى وثيقة الوفاق الوطني (حزيران / يونيو 2006 في غزة) والتي قادت إلى انهيار اتفاق المحاصصة الثنائي بين فتح وحماس وهيمنة حماس بالقوة العسكرية على قطاع غزة (14 حزيران / جوان 2007)، فقد أطلقت الجبهة المبادرة "لإنهاء الانقسام" و "إعادة بناء الوحدة الوطنية وكسر حصار قطاع غزة" في 4/7/2007، وعليها تم بناء مبادرة الجبهتين الديمقراطية والشعبية بـ 27/10/2007، والمبادرة الثلاثية بالتنسيق بين الجبهتين والجهاد الإسلامي في 6/12/2007، وإعلان المبادرة الموحدة لتسعة فصائل مقاومة والشبكات الأهلية للمجتمع المدني وشخصيات مستقلة سياسية وأكاديمية وازنة في 10/4/2008 للضغط على فتح وحماس لإنهاء الانقسام والعودة لتطبيق وثيقة الوفاق الوطني الوحدوية الائتلافية الشاملة.

أما اليوم وانطلاقاً من فكرنا السياسي ورؤيتنا الواقعية، رأينا بالورقة المصرية "اتفاقية الوفاق الوطني الفلسطيني/ القاهرة (تشرين الثاني/ نوفمبر 2009)" خطوة في طريق مسدود، نتيجة التفاف حماس وفتح على الحوار الوطني الشامل، وتعطيله منذ آذار/ مارس 2009 حتى الآن.

وإننا إذ قيّمنا جولات حوار المحاصصة في القاهرة، بأنها لم تلتزم بنتائج الحوار الشامل وقراراته في 19 آذار/ مارس 2009، وتراجعت وارتدت إلى الخلف بحثاً عن توافقات محاصصة ثنائية لتقاسم السلطة والمال والنفوذ بين فتح وحماس، وهذا الذي أدى إلى تعطيل توقيع "اتفاق الوفاق الوطني".

وإننا إذ ندعو إلى استئناف الحوار الوطني الشامل، والبناء على نتائج وقرارات 26 شباط/ فبراير و 10 ـ 19 آذار/ مارس 2009 باعتباره الطريق الرئيسي للتطوير الديمقراطي التوحيدي للورقة المصرية، وتحديداً رفض اللجنة المشتركة كما وردت في الورقة، باعتبارها تكريس للانقسام و "صوملة" بين قطاع غزة والضفة "كيانين، حكومتين"، بدلاً عن حكومة وفاق وطني واحدة كما دعا الحوار الشامل بالقاهرة (آذار/ مارس 2009).

كما ندعو إلى حل التناقض في قوانين الانتخابات، كما وردت في الورقة لصالح قانون واحد بالتمثيل النسبي الكامل، وبدون عتبة حسم لمؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية (المجلس الوطني الجديد الموحد) والسلطة (المجلس التشريعي) لبناء الوحدة والشراكة الوطنية الشاملة، لأن القانون المختلط الذي يسعى له طرفي المحاصصة (فتح وحماس) يعيد إنتاج الانقسام والصراع على المحاصصة الاحتكارية الثنائية.

 

 

س6: ما هي برأيكم أهم أسباب انحسار دور اليسار الفلسطيني بشكل خاص واليسار العربي بشكل عام ؟

 

كي أجيب على هذا السؤال، ولأن مضمونه هي جميع معالجاتنا في كتابي النقدي الأخير "اليسار العربي ـ رؤيا النهوض الكبير ـ نقد وتوقعات"، وفي خلفية الإجابة تبيان أن الخيار الاشتراكي هو المدخل للنهوض بـ "الأمة العربية"؛ اضطرت أن أدخل بدراستي إلى التاريخ المقارن؛ واتخذت من اليسار في أمريكا الجنوبية اللاتينية نموذجاً، بالنظر إلى حلم الشعوب بحياة إنسانية تتقدم نحو الديمقراطية التعددية، العدالة الاجتماعية والاشتراكية، ويمكن لي في الإجابة الآن عرض الجانب المقارن للواقع والقيم، حيث ندخل في مفهوم و"فلسفة" الدولة العربية، وأُوجز الآن بالتالي:

تعود أفكار الاشتراكية والعدالة في أمريكا الجنوبية إلى الثورة البوليفارية في القرن التاسع عشر، وتفسيراتها الاشتراكية الديمقراطية، فضلاً عن دور سيمون بوليفار في ثورات أمريكا الجنوبية من أجل التحرر والاستقلال، حيث انحازت له النخب والحركات الشعبية آنذاك.

هذا الحلم الإنساني لم يتوقف للحظة في أمريكا الجنوبية، على الرغم من مبدأ وعقيدة جيمس مونرو الرئيس الأمريكي خامس رؤساء الولايات المتحدة 1817 ـ 1825، والتي تعتبر أمريكا الجنوبية حديقة خلفية لواشنطن لها الحق في السيطرة عليها، تحت دعوى أنها تشكل إمكانات لتهديد محتملة، وخيبة أمل الشعوب من حالة النهب لخيراتها، وانكشاف شعارات حقوق الإنسان، وانقضاض واشنطن على الديمقراطية التمثيلية منذ مطلع السبعينيات في القرن الماضي "الانقلاب الدموي في تشيلي الليندي"، وبدء سياسات النيو ليبرالية المتوحشة، وصولاً إلى السياسات الأحادية الجانب والتي تنطوي على استخفاف واشنطن بالمؤسسات والأعراف الدولية، ما شهده العالم في سجن أبو غريب وغوانتانامو، هذه المعضلات دفعت شعوب القارة إلى اليسار، واستبقت بمواقفها أحزابها، حيث يوجد يساران هناك كلاهما نشأ من التقاليد النبيلة لمبادئ الحركة الشعبية، "يبرز هنا الرئيس البرازيلي أناسيو لولا دي لا سيلفا (حزب العمال)، رئيسة تشيلي ميشيل باكليت، الرئيس البوليفي ايفو موراليس، نيكاراغوا، الباراغواي، الأورغواي والسلفادور، اليسار البيروني في الأرجنتين، وكل هذه التحولات معطوفة على صمود كوبا فيديل كاسترو الثورة بوجه الحصار الغاشم، أليست هذه عودة شاملة لمبادئ الحركة الشعبية، وصولاً إلى فنزويلا شافيز الذي يتزعم النزاع مع واشنطن بسبب من أداء شركاتها ووصفات البنك الدولي المعولمة بما يعني من توحش مضاد لأي عملية أداء اقتصادي وقيم ديمقراطية، وعلى حد تعبير الأديب الكولومبي ماركيز: "وضع حد لمئات السنوات من العزلة"، هذه هي وجهة القارة الجنوبية، وأين منها العرب من الماء إلى الماء، ما قبل الحرب الباردة يقرون وما بعدها، التي أقامت مؤسساتها الأهلية ونقاباتها، منذ الولاية الأولى لرونالد ريغان في الثمانينيات، في الوقت الذي تورطت به الإدارة ذاتها في فضيحة "ايران غيت" في العام 1986 "بيع أسلحة إلى إيران ـ التي تعتبر بنظر واشنطن عدوة ـ لتستخدم العائدات في صفقات تمويل الكونتراس (الثورة المضادّة). في نيكاراغوا ... والعديد مما هو مشابه.

بشأن اليسار العربي؛ أبرزت هذه الخلاصة: وهي الحل الإنساني، والحلم الإنساني، والحل العربي نحو التقدم والعدالة الاجتماعية، كما أنه لن تتوقف الإنسانية عن بحث الصيغ الأفضل للتطبيق، ونحن نرى ما يدور في أمريكا اللاتينية من توجهات نحو اليسار، فضلاً عن اشتراكية دول الضمان الاجتماعي؛ الصحي، التعليمي، الوظيفي والتقاعدي في مجموعة دول الإسكندناف.

وينبغي علينا أولاً إدراك الجدران العازلة المانعة للتطور العربي والتي ينبغي تفكيكها، فالأهداف الراهنة على المستوى العربي، تختلف عن تلك الدول المتطورة، خاصةً إذا ما أخذنا أدوات القياس للنهوض والتقدم وتحديد التخلف، الممثل على أساس النسبة الثلاثية وقد غدت شهيرة عربياً: "الأمية والجهل؛ الفقر والمرض"، ومعها ومصحوبة بها درجة التنمية وحال المرأة وحقوق الإنسان، ومدى التسامح السياسي والاجتماعي والاعتقادي وحرية الرأي. نابذاً أية ذرائع تدعي "خصوصيات ثقافية ـ ايديولوجية": العراقيل الكأداء الصماء لسطوة التخلف والطغيان، على حساب تقدير العلم واحترامه ودعمه في الفكر العربي، وفي التضاعيف المعرفة غائبة. بل هي الغائب الأوحد، وعلى اختلاف المذاهب التي تنبذ التأسيس العلمي ـ المعرفي، وذوات "النقل على العقل" في التعميم الطاغي والظاهر، فالعقل في إجازة تاريخية مديدة منذ: "انهيار دار الحكمة وتقديم العقل على النقل، وطغيان النقل على العقل بحرب أهلية شاملة زمن الخليفة المأمون عام 813 ـ 833 م، أدت إلى الإطاحة به وقتله، وتفكيك الدولة والمجتمع إلى ممالك وإقطاعات على يد المرتزقة والانكشارية: المماليك السلاجقة والأتابكة من آسيا الوسطى والمماليك الزنكيين التركمان، ومماليك القوقاز البرجية والبحرية، القازاح، الجورجية ... الخ، تقاسموا السلطان والبلاد والعباد، وصولاً إلى هيمنة الإمبراطورية العثمانية الإقطاعية، والتخلف التاريخي الطويل الأمد حتى مطلع القرن العشرين ..." (ص 15).

منذ ذلك الزمن والعرب يودعون قرناً ويستقبلون آخر دون أن تتحرك بهم عربة التاريخ، فهم أمام الجدران العازلة للمعرفة، العازلة للعقل الجمعي، في إجازة تاريخية مفتوحة مديدة، جدران أمام الانطلاق نحو المستقبل، والمطلوب تثوير الفكر العربي بعد أن خرج من خانة العلم والبحث؛ إلى ذاكرة "شيوخ الزوايا" وعاهة التضخم الإيديولوجي على حساب الابستمولوجيا مما سبب في عاهات الإعاقة المديدة.

وهكذا لا نقف عند حدود الراهن في معالجة ثلاثية التخلف البنيوي "الجهل والفقر والمرض"، فهي ظواهر ناجمة عن العلة الأساس الأكثر خطورة وأعمق أثراً موغلاً في العقل العربي، وهو يشير إلى التخلف المجتمعي الناجم عن تكلّس البنى المجتمعية التقليدية، وتكلّس ذهنيتها وفكرها، من عشائر وقبائل وجهوية وسمَّت "الدولة" والأدق؛ السلطة العربية وبنائها، وبما تحمل من انحطاط بنى تحتية، رغم قشرة "حداثة" عواصمها، وفي جوهرها بوادٍ وأرياف لم تتمكن من الذوبان في المجتمع المدني. هذه البنى الانحطاطية تعيد إنتاج ذاتها إنساناً وتنظيماً وسلوكاً وفكراً. في مقاومة المعرفة وحرية الفكر، ناهيك عن تحطيم شامل لحقوق المرأة.

تحدق ملياً هذه المعالجات الجريئة في مشهد الظلام، والارتطام بالواقع المعاصر، وبعضها يهرب بتبريراته نحو "مقاومة الإمبريالية والصهيونية"، على حساب الأسباب الموجبة لهذه المقاومة، فالمواجهة المدعاة لا يتقنها سوى مجتمع سيد حر ديمقراطي؛ كي تكون هذه المواجهة فاعلة ومثمرة .. لا سلسلة هزائم. وتبرز الدعوة هنا موجهة لقوى الإصلاح والتغيير من صف اليسار، حيث لا يمكن لها أن تنجح في مسيرتها دون معالجة الظواهر المزمنة، ولا يمكن لها أن تنجح دون تلاقيها مع الشعوب تحت هدف بناء المجتمع المدني ـ الوطني كقاعدة للدولة والنظام الديمقراطي المؤسس والقائم على المشاركة الشعبية الأصيلة، المثقفة بروح الدستور وسلطة القانون العام الذي يعيشون في ظله، التثقيف الكافي الذي يؤهل للمشاركة في الحياة السياسية المتفاعلة سلمياً، لتجاوز الوضع المتأزم على الصعيدين النُظم العربية ومعارضاتها، نحو الاندماج الاجتماعي الوطني، وحل إشكالية الإثنيات والقوميات (وفق حق الشعوب بتقرير المصير)، والبنى التحتية المتكلسة العشائرية، الطائفية والمذهبية، لصالح مفاهيم فكرة المواطنة الملموسة عملياً، باعتبارها البنية الأساسية للدولة التي ينبغي أن يكون دستورها المُنظم الأساسي للاجتماع السياسي، حين تُنتج السلطة من الدستور ذاته، وبالإدراك هنا أن الأحزاب هي المكون الرئيسي للعملية الديمقراطية.

يحسن بنا أن نقف متعمقين إزاء الهدف، فالهدف الذي نبتغيه هو إنشاء مجتمعات مدنية حديثة، متحررة من القيود الإقطاعية الموروثة والراهنة، قيود "إرهاب تسييس الدين وتديين السياسة"، السيكولوجيا الشعبوية القدرية، الجبرية ... الخ (راجع كتاب "اليسار العربي ـ نقد وتوقعات). مجتمع الإنتاج بعيداً عن سطوة الايديولوجيا والتراث، مجتمع القاعدة المادية لفكرة المواطنة والديمقراطية. هنا يرتطم الهدف بصخرة واقع المجتمعات العربية. أما حول العدالة الاجتماعية مرة أخرى فالرؤيا هي أن "الخلاصة التاريخية تشير أن الاشتراكية تجسد أماني ومعاني نبيلة في وجدان الناس، ولهذا عليهم ابتكارها من جديد، كضرورة للعمران الديمقراطي داخل الشعب الواحد، وبين الأمم والدول في الإطار الكوني الكبير، فالعدالة الاجتماعية مستقبل البشرية، أمامنا وليست خلفنا". (ص 64).

في النموذج التطبيقي للإصلاح والتغيير ونموذج المجتمع المدني ومفهوم الدولة الديمقراطية، يفتح الكتاب الأبواب على التاريخ مستنداً على علمه، على خلاصات تجارب الشعوب، وخلاصات التجربة الإنسانية، ويمكن تتبع نموذجه التطبيقي الذي يبدأ من الثورة الفرنسية وصولاً إلى التغييرات اليسارية المعاصرة في أمريكا اللاتينية، التي كانت تسمى "الحديقة الخلفية لواشنطن"، وهو يؤكد أن كل شيء ينبع من المجتمع ـ مِنْ وعبر ـ علاقات الإنتاج والوعي المجتمعي، ويبرز هنا النموذج الأمريكي اللاتيني؛ ونضالات شعوبها خير تعبير عن استقرار الدولة، مع تسليط ضغوط قوية من المجتمع على الدولة والسلطة ذاتها، دفعاً بتطوير دورها وموقعها بالنسبة للعلاقات والمصالح الاجتماعية والطبقية المتباينة، فالتجربة الفذة في أمريكا اللاتينية هي أن الضغوط الشعبية هناك؛ قد مورست على السلطة ـ الدولة وعلى الأحزاب اليسارية عموماً والديمقراطية خصوصاً ـ في المعارضة ـ لتأخذ زمام دورها التاريخي، أي أن الجماهير استبقت في مواقفها أحزابها، الأمر الذي يؤكد المنحى العملي الذي رسمه حول النهوض بوعي المجتمع، والقائم على تطور الفكر السياسي حول الدولة وتطوير وظائفها نحو التقدم الإنساني.

لنقول بعد هذا النموذج التطبيقي: أليست هذه فكرة غرامشي البديلة عن صراع الطبقات في شكله الأساسي ونموذج التغيير العنيف ؟ نحو التغيير السلمي عبر مفهومه عن "الكتلة التاريخية"، ذاتها الشعوب هي مَنْ منع الارتداد الرجعي الدموي في فنزويلا لدى تنفيذ مؤامرة الانقلاب على القائد اليساري أوغو تشافير والمرسومة بدقة من واشنطن.

إن المضمون هو العدالة الاجتماعية والرفاه الاجتماعي، وهنا نوجه الدعوة عربياً ولمن يعنيه الأمر؛ إلى أن نتفاعل مع الهدف لا أن تتنبأ به فقط؛ والعالم يعيش الثورة العلمية والمعلوماتية والعولمة، بعد أن سقطت الجدران السياسية والايديولوجية، فالمجتمعات العربية أمام مرحلة جديدة من التحولات، خاصةً وأن الأزمة المالية (أزمة الرأسمالية الجديدة) التي تأثرت بها الشعوب العربية تضغط بقوة في سبيل تطوير القوانين للنمو والتنمية وثقافة حقوق الإنسان وتوسيع هامش الحريات، حيث إذا غاب الإصلاح وقعت الثورات.

حول اليسار الفلسطيني؛ وفضلاً عما ذكرنا من تأثيرات، نعيد القول: اليسار الفلسطيني يعاني منذ انتهاء الحرب الباردة، نوعاً من التراجع هو ناتج برأينا عن تراجع المشروع الوطني لصالح مشاريع خاصة وجزئية لقوى طبقية اجتماعية فلسطينية وعربية لها امتداداتها السياسية، فالتوقيع على اتفاق أوسلو، شكل بداية تراجع، واليسار في هذا السياق دوره محورياً لجهة عدم تمكين هذه القوى من تحويل مشروعها الخاص إلى مشروع عام، تماماً كما فعلت قوى عدمية انتظارية؛ عندما طرحت مشروعها الخاص البديل عبر "شعاراتية" عامة في مواجهة مشروع أوسلو، بديلاً عن تمسكها بالمشروع الوطني التحرري الديمقراطي.

إن المشاريع الخاصة التي لم تولد سوى الإحباط والتراجع في همة الشعب، كما لم تولد سوى الانقسام والتشرذم وتراجع الدور الخاص للشعب الفلسطيني على مستوى التأثير على المستويين العربي والدولي.

إن أصحاب المشاريع الخاصة المتحصنين بأوراق قوة، أهمها السلطة والمال السياسي ودائرة تحالفات عربية وإقليمية ودولية، لم ولن يستطيعوا من أخذ الشعب الفلسطيني إلى مشاريعهم الخاصة، على العكس تماماً فإن مشاريعهم الخاصة القائمة على المحاصصة الاحتكارية الأحادية والثنائية (فتح وحماس) وصلت إلى طريق مسدود، ثبت فشلها ومخاطرها على القضية الوطنية، لا بد من عودة الجميع إلى رحاب المشروع الوطني والوحدة الوطنية، وهذه هي نقطة الانطلاق، وبداية الانعطاف لإعادة زمام المبادرة من قبل اليسار فرض بمبادراته على جميع الفصائل والقوى والشخصيات العودة إلى الحوار الوطني الشامل، التوقيع بالإجماع على ثلاثة برامج وحدة وطنية ديمقراطية بالقواسم المشتركة وانتخابات التمثيل النسبي الكامل (آذار/ مارس 2005، حزيران/ يونيو 2006، 26 شباط/ فبراير ـ 19 آذار/ مارس 2009). ولكن سياسة تقاسم السلطة والمال والنفوذ بين فتح وحماس، وبدعم وتمويل من المحاور الإقليمية العربية والشرق أوسطية، أدت إلى ارتداد فتح وحماس عن برامج الوحدة الوطنية الثلاث، في خدمة المصالح الفئوية الخاصة الضيّقة ومصالح المحاور الحاكمة الإقليمية. وعليه أقول: تراجع الدور المؤقت لقوى اليسار الديمقراطي هو تراجع فرضته ظروف دولية وإقليمية، والمليارات من المال السياسي التي تتدخل بالحياة السياسية الفلسطينية، وفي المعدة الفلسطينية.

وحول مفهوم اليسار عموماً؛ لا بدّ من التأكيد هنا بأن تعبير اليسار هو تعبير فضفاض، فلا يمكن الحديث بدقة عن "اليسار العربي والفلسطيني" دون تناول تاريخه وتاريخ المجتمعات العربية تناولاً نقدياً. كما أن مصطلح اليسار يحتاج إلى تحديد في البلد والمجتمع الواحد، وبين مجتمع عربي وآخر في المشرق والمغرب العربي، وكذلك بين مجتمعات المشرق العربي ومجتمعات المغرب العربي، وفي مجتمعات العالم المسلم، في ظروفها الذاتية والموضوعية المحلية، الإقليمية، والدولية المحيطة، في حركة تطورها الإيجابية والسلبية، ودون هذه اللوحة من التناقض نقع في أخطاء، نأخذ "اليسار" بالجملة وكتلة واحدة، ودون تبيان الحركة ذاتها والصراع الطبقي، التشكيلات الإثنية والاجتماعية، دور الأديان والفكر الديني الشعبوي القدري/ الجبري، الطائفي والمذهبي، والتاريخي وفي حاضر المجتمعات العربية، التكوين والتركيب الثقافي السيكولوجي، تداعيات التطور المتفاوت بين مجتمع وآخر ... الخ.

انطلاقاً من هذه اللوحة، لا يمكننا الحديث بالعموميات عن اليسار العربي والفلسطيني وفي البلدان المحيطة المسلمة، إلا في سياق ما هو مشترك وتحديداً المواجهة الموضوعية للتناقض الأساسي بين الشعوب بمجملها والتوحش الرأسمالي الإمبريالي ـ التوسعي الصهيوني ـ قوى التخلف والظلام في داخل البلدان العربية والمسلمة، أدوار وتقاطعات هذه الأطراف، دون استعراض مجال العلاقات الدولية الراهن، ومن خلال دراسة منهجية لما يحدث في عالم اليوم، والذي يتسم بالترابط المتناهي بين الدول وفي ظل نظام دولي محكوم عالمياً، يمكن لملمة تفاصيله تحت عنوان بارز عريض اسمه "العولمة".

أزمة النظام المالي الرأسمالي العالمي اجتاحت اقتصاد بلدان المركز الرأسمالي العالي التطوّر، وامتدت على مساحة العالم، إنها الأزمة الكبرى في الرأسمالية، ولا أقول أزمة الرأسمالية الطاحنة، فالبديل الديمقراطي التقدمي ليس حاضراً بعد في الميدان، ليس مكتملاً على يد عشرات الملايين المناضلين نحو "العولمة الشعبية البديلة"، عولمة "ديمقراطية الاشتراكية واشتراكية الديمقراطية"، ووصولاً لعولمة المُثل الإنسانية النبيلة وعلى المستوى الأممي.

على المستوى العالمي حيث تمر البشرية بمرحلة انتقال جديدة وربما طويلة الأمد بفعل التناقض الجديد بين "المليار الذهبي" ومليارات الأطراف، إن تجليات هذا التناقض على الجماهير المنتجة في دول المركز الرأسمالي قد عكست نفسها على تراجع الأداء بمواجهة العولمة المتوحشة، كما أدت إلى تعزيز التناقض بين شعوب هذه البلدان، وشعوب دول العالم الثالث والشرق.

وفي هذا السياق؛ فإن شعوبنا العربية "بمعزل عن سائر الشعوب" تعيش تناقضات ثلاثية الأبعاد، مما يجعل وعلى الرغم من تنوع واتساع البنية الطبقية والاجتماعية لليسار ولقوى التغيير، فالمجتمعات تعيش تناقضات تؤخر أو تعيق ائتلافها. في هذا السياق إننا نفتقد أن الظروف الموضوعية الناضجة لإطلاق حركة يسارية فاعلة ومؤثرة في معظم البلدان العربية، خاصة وأن الظروف الذاتية لا زالت قاصرة عن رؤية وتحليل الواقع بعلمية وملموسية تجعل منها صاحبة برنامج حقيقي للتغيير، فكثيراً ما نرى لدى العديد من القوى اليسارية برامج أحادية الجانب، مما يجعلها قاصرة عن احتضان حركة شعبية فاعلة ومؤثرة.

في الحالة العربية يحيل البعض تراجع اليسار إلى البنى المختلفة بنيوياً وتاريخياً، التي ولدتها الأنظمة الطبقية الاستبدادية على مساحة عشرات القرون بما فيها الإمبراطورية العثمانية، وما بعدها أنظمة التحالف الطبقي الإقطاعي ـ الكمبرادوري من تخلف اجتماعي سياسي واقتصادي، أخلاقي ومعرفي برعاية الاستعمار القديم والجديد. كما يحيل آخرون التراجع إلى اغتصاب فلسطين وتجزئة بلدان وشعوب المشرق والمغرب بتقطيرها.

لسنا هنا بصدد البحث في مصداقية هذه الخلاصات، لأن المشهد أبعد وأعمق من هذه الاستخلاصات وإن فعلت فعلها الكبير وتفاعلت بمجملها مع أخرى بقدر ما، المسؤولية الأولى هي النخب الطبقية الاجتماعية والسياسية الحاكمة المتعاقبة في تاريخنا وتراثها القائم على "طغيان النقل على العقل"، وإلى عدم مبادرة اليسار بطرح برنامج واضح وملموس يستجيب لرؤية شاملة للتناقضات المركبة التي يعيشها العالم العربي والمسلم، وإلى منهج علمي في صياغة التحالفات واستشراف أساليب وأشكال العمل والنضال، على قاعدة تحرير وتقديم "العقل على النقل".

في هذا السياق يبرز أيضاً البعد الثالث من التناقضات، فعلى امتداد ستين عاماً من الحرب العالمية الباردة وقع استخدام الإمبريالية للأديان على المستوى الكوني لدفع الأحداث التاريخية نحو اليمين واليمين المتطرف، ضد حركات التحرر والثورات الوطنية الديمقراطية والتحولات بآفاق الاشتراكية والعدالة الاجتماعية.

على الطرفين يبرز تحالف نقيضين: النيوليبرالية المتوحشة بإفرازاتها والثقافة القدرية وثقافة "إن الله يرزق من يشاء" "قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا" ... الخ. وكل ما تفرز السفسطة الغيبية الأصولية والفتاوي الإرادوية الأوامرية الصادرة عن فكر اجتماعي متخلف، منتحلاً ومتلحفاً باسم "الدين" وعلى أرضية الحالة العربية المزرية، والتي سبق واستخدمتها حروباً ضد قوى الحداثة والتيارات القومية الوطنية والتقدمية في المنطقة العربية، خاضتها تحت راية الأصولية الغيبية الدينية والمذهبية الإقصائية تحت راية "إرهاب تديين السياسة وتسييس الدين" ومعها مختلف نظم الديكتاتوريات التيوتارليتارية العربية (البيروقراطية والثيوقراطية).

إن الدواء الناجع لقوى اليسار الوطني، الديمقراطي الثوري لن يتمثل فقط في المشاركة السياسية على أهميتها، نظراً لاستفحال الداء، بل في إعادة بناء حركة شعبية تحررية تقدمية متنورة، بما يتطلب من جهود شاقة وضخمة، لأن السلفية القدرية والدينية السياسية اليمينية الغيبية، والنيوليبرالية ومدرسة المحافظين الجدد، ستصل في النهاية إلى الجدار المسدود، لا تملك حلولاً لمشكلات المجتمع الثقافية والاقتصادية الاجتماعية والسياسية.

 

س7: ما مدى تأثير الحكومات العربية على سياسات الفصائل الفلسطينية وقراراتها ؟ الجبهة الديمقراطية نموذجاً ...

 

منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية، والنهوض الكبير للمقاومة رداً على وبديلاً عن هزيمة الأنظمة الطبقية العربية في حزيران/ يونيو 1967، والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين (22/2/1969) كان هناك ثلاث وجهات نظر بالنسبة إلى العلاقات العربية ـ الفلسطينية، فقد أطلقت حركة فتح شعار "عدم التدخل بالشؤون العربية الداخلية"، وقد تعرضت ذاتها إلى تدخل فظ من قبل الحكومات والدول بالشؤون التفصيلية للوضع الفلسطيني.

كما كان هناك وجهة نظر تحت شعارات قومية والحاضنة العربية: تقول بتذويب الشخصية الوطنية الفلسطينية في إطار العمل العربي الرسمي المشترك لتحرير فلسطين.

نحن في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين؛ قدمنا البديل الواقعي الثوري، وجهة نظر تقول بالترابط الجدلي بين العام العربي والخاص الفلسطيني. أساساً شكل عدوان حرب حزيران/ يونيو 1967 وعموم نتائجه المأساوية، مؤشراً هاماً على المخاطر الإسرائيلية والصهيونية على معظم دول وشعوب العالم العربي، وبالتالي فإن العرب حكومات وشعوب باتوا معنيين بشكل مباشر بالصراع وباتوا أحد المستهدفين منه.

ونرى نحن بأن الدور الخاص الوطني الفلسطيني هو دور أساسي يشكل الأرضية لعملية المجابهة، ولتعزيز هذا الدور رفضنا سياسة إدارة الظهر لقوى وأحزاب ونقابات حركة التحرر والتقدم العربية، رفضنا هيمنة الشعار القومي وطمس الدور والخصوصية الوطنية، قدمنا معادلة الترابط المتبادل بين الوطني والقومي والأممي، قدمنا البرنامج المرحلي 1973، والذي أصبح برنامج الشعب وائتلاف منظمة التحرير بإجماع المجلس الوطني الفلسطيني (حزيران/ يونيو 1974)، وحتى يومنا هذا يدور الصراع مع الاحتلال تحت سقف هذا البرنامج، برنامج الأهداف والمصالح الوطنية للجغرافيات المختلفة للشعب الفلسطيني وفي الشتات وعلى أرض الوطن، وانصهارها بحق تقرير المصير لكل هذه التجمعات، والعودة إلى الوطن باعتبارها تعبيراً مكثفاً عن حركة اللاجئين والمساواة القومية والمواطنية الكاملة لجماهير شعبنا داخل الأراضي المحتلة عام 1948، ودحر الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة كاملة السيادة باعتبارها تعبيراً عن مصلحة أهلنا في المناطق المحتلة. يمتاز البرنامج المرحلي بخاصية أنه برنامج واضح وملموس، يضع كل طبقات وفئات شعبنا وتجمعاته الجغرافية المختلفة أمام مهمات واضحة وملموسة، هذه المهمات التي ترتبط بين النضال الوطني العام والنضال الديمقراطي، بمعنى آخر كانت هذه المهمات عبارة عن توأمة بين المهام اليومية والمهام الإستراتيجية. كما حدد البرنامج المرحلي دور الشعوب العربية، وجميع قوى حركات التحرر والتقدم في البلدان الاشتراكية وقوى الديمقراطية والسلام وحق تقرير المصير في العالم، وانخراطها بالنضال من أجل إقرار حقوق الشعب الفلسطيني وحقوق الشعوب العربية (الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة)، هذا النضال الذي يتوجب بالأساس في إحداث تحضيرات ديمقراطية داخل مجتمعاتها العربية، فالمواجهة مع الإمبريالية ليست عسكرية فقط، بل ينبغي النهوض بمجمل نواحي الحياة العربية لبناء مجتمعات قوية ومتطورة، وصولاً إلى القدرة على الإسهام في معركة دعم ومناصرة الشعب الفلسطيني.

إننا اليوم نواجه بكل صلابة أي تدخلات عربية أو إقليمية أو دولية بشؤوننا الداخلية الفلسطينية، أي تحويلنا إلى أوراق بيد هذه الأنظمة الحاكمة، واستخدامنا لصالحها بعيداً عن حقوق شعبنا.

 

 

س8: ما مدى تأثير سياسيات وتدخل الدول الإقليمية على واقع الصراع السياسي الجاري في فلسطين ؟

 

إن العديد من الدول على المستوى الدولي أو الإقليمي وانطلاقاً من مصالحها، تسعى جاهدة لاحتواء الحالة الفلسطينية. فعلى المستوى الدولي يجهد لإقرار حل للمسألة الوطنية الفلسطينية يتجاوز أو يتناقض مع الحقوق الوطنية. كما أن العديد من الدول الإقليمية تسعى إلى احتواء الورقة الفلسطينية لإثبات حضورها على المسرح السياسي الإقليمي والدولي، وتحويل الورقة الفلسطينية ذاتها إلى ورقة مساومة ...

نحن في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نفتح قلوبنا إلى جميع الدول التي تساند قضية شعبنا وحقوقه الوطنية، ومستعدين لتقديم كل ما يلزم لتطوير وتعميق التحالفات، لكننا بالتأكيد سنحافظ على استقلالية قرارنا واستقلالية طروحاتنا، فالمرجعية بالنسبة لنا هي مصالح شعبنا، وقوى التحرر والديمقراطية والتقدم والسلام في الشرق الأوسط والعالم.

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية وإعــزاز بنايف حواتمه
صلاح عوض الله النعمان ( 2010 / 9 / 6 - 11:10 )
شكرا التجدبد العربى وانتم تتحفونا بهكذا لقاء وباحد صناديد النضال الوطنى الفلسطينى
سؤالى الى المناضل والمفكر نايف حواتمه : -
موقفكم الى جانب الحزب الشيوعى العراقى اضر بشكل العلاقة بينكم وحكومة العراق والتى من المفترض ان تتعاملوا معها كحكومه تقدميه فى المنطقه العربيه وبالتالى تحولتم الى ذراع للحزب الشيوعى العراقى فى علاقاتكم بنظام البعث مما اضر بالقضيه برمتها ماهو ردكم مع عظيم شكرى وتقديرى


2 - رد الى: صلاح عوض الله النعمان
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 7 - 12:34 )
نحن وقفنا ونقف مع كل القوى الوطنية الديمقراطية واليسارية والليبرالية الوطنية، وعلى قاعدة التضامن والحوار النقدي المتبادل.


قدمنا الكثير لهذه القوى، وأغلق نظام بعث العراق مكاتب الجبهة الديمقراطية في وسط التجمع الفلسطيني في بغداد حتى سقوط نظام صدام، الذي أغدق المال على فتح، وأحزاب الإسلام السياسي اليميني، حاصرنا مادياً، مالياً، سياسياً في علاقاته العربية والدولية.


3 - ما هو رايك حول اليسار العراقي
احلام احمد ( 2010 / 8 / 29 - 10:36 )

تحية طيبة

شكرا جزيلا للاستاذ نايف حواتمة لهذا الحوار الضروري حول افاق اليسار وشكرا لمؤسسة الحوار المتمدن لاتاحة هذه الفرصة

ما هو رايك حول اليسار العراقي و هل هناك علاقات نضالية مشتركة و ما هو موقفكم بما يسمى -المقاومة العراقية--

مع كل الاحترام والتقدير
احلام احمد


4 - رد الى: احلام احمد
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 1 - 18:55 )
حول اليسار العراقي

أحيي همومك ومتابعتك الفكرية والسياسية،

اليسار كلمة فضفاضة، تشمل قوى التغيير والحداثة، أي القوى اليسارية والليبرالية الوطنية التقدمية، على اختلاف الوان الطيف الايديولوجي (ماركسي، اشتراكي، ديمقراطي ثوري...).
يبدو من السؤال أنك تقصدين الحزب الشيوعي العراقي، نحن في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بنينا علاقات فكرية، سياسية، نضالية، متعددة المحاور مع الحزب الشيوعي العراقي منذ انطلاقة الجبهة الديمقراطية في شباط 1969، وتوقفت عند الغزو الامريكي للعراق ومشاركة الحزب في مجلس الحكم الذاتي تحت ادارة بريمر ممثل الأدارة الامريكية للعراق.
الجبهة الديمقراطية احتضنت في صفوفها وقواعدها المئات من كوادر الحزب الشيوعي بعد انهيار الجبهة الوطنية بينه وبين بعث العراق، قدمت السلاح للحزب، خلقت هذه الخطوات الكبرى مشاكل كبيرة لنا مع السوفييت، واغلق حكم صدام مكاتب الجبهة الديمقراطية في بغداد حيث تجمعات اللاجئين الفلسطينيين، وعمل على محاصرتنا مادياً وسياسياً في علاقاته الاقليمية والدولية.
وعليه: انتقل إلى القول من مواقع العلاقة والممارسة الحريصة على اليسار العراقي ودوره المدعو له قادم الايام.
اليسار العراقي، وخاصة الحزب، يحصد التراجع والضمور والتهميش نتاج سلسلة من الاخطاء الاستراتيجية، تتناسل منذ خريف 1958 حتى الآن، اخطاء اعمق، افدح بكثير مما يفصح عنه قادة الحزب في مساره على مساحة الخمسين عاماً الاخيرة.
لم يكن مطروحاً على جدول اعمال قيادات الحزب -استراتيجية وتكتيك استلام السلطة وبتحالفات مع قوى ديمقراطية اخرى-، كان في متناول يده ذلك -خريف 1958، 1963، 1968- . اخطأ في دخول الجبهة الوطنية مع بعث صدام، اخطأ في الالتحاق بمجلس الحكم الذاتي، اخطأ في تحالفاته السياسية والانتخابية (المحافظات، البرلمان) بين 2003 وحتى آذار 2010.
فرص تاريخية ضاعت على شعب العراق أولاً، وجواره ثانياً، وشعب فلسطين ثالثاً.
الآن اليسار العراقي مفكك، مهمش، ضامر الحضور والفعل والدور، النهوض من جديد يستدعي استراتيجية جديدة، تحالفات جديدة في صف اليسار والقوى الوطنية الديمقراطية التي تناضل على طريق عراق -المساواة في المواطنة-، عراق -تحرير العقل من طغيان النقل، الديمقراطية التعددية، العدالة الاجتماعية-، حل المعضلات التاريخية المزمنة الأثنية بين مكونات الشعب القومية بصيغة ديمقراطية جديدة-.
لا حلول لازمات العراق بدون اليسار ببرنامج قواسم وطنية ديمقراطية لبناء تحالفات بين كل القوى اليسارية والديمقراطية، حاملة برنامج الكتلة التاريخية الطبقية صاحبة المصلحة في التغيير والتطوير الديميقراطي نحو عراق المستقبل.
الكلمة الاخيرة بشأن المقاومة:
نحن نتضامن مع مقاومة الاحتلال الامريكي بكل اشكاله المقاومة فكرية، ثقافية، سياسية، نضالية.
وضد الحروب الاهلية المدمرة الطائفية والمذهبية، إنها حروب ارهاب تسييس الدين وتديين السياسة -[راجع كتاب حواتمة: اليسار العربي.. رؤيا النهوض الكبير (نقد وتوقعات].


5 - على الصعيد السياسي للمشهد العراقي
حبيب محمد تقي ( 2010 / 8 / 29 - 10:45 )
على الصعيد السياسي للمشهد العراقي ، كيف يجري التعبير عن اليسار من وجهة نظركم ، وما هو موقفكم من هذا اليسار ، في ظل المعطيات التي أفرزها الاحتلال ، ومدى تاثير المشهد العراقي على ساحة نضالكم الفلسطيني ؟


6 - رد الى: حبيب محمد تقي
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 1 - 18:57 )
حول اليسار العراقي على الصعيد السياسي للمشهد العراقي

ترتبط إجابتي معكم بالسؤال الأول، فضلاً عن تعريفي لليسار والقوى الديمقراطية العراقية.
تشكل الحالة الثقافية اليسارية العراقية، مركزاً ثقافياً تنويرياً في عموم المشرق العربي، إن ما يعانيه العراق اليوم وتحت الاحتلال ونتائج الغزو هو -أزمة الدولة كبنية مؤسسية كبرى-، وكذلك الطبيعة الطاغية للمؤسسات السياسية والاحزاب اليمينية السياسية الدينية والتي انتجت -حروب وارهاب تسييس الدين وتديين السياسة-، وما حل بالمجتمع على يد الهيمنة الشمولية، وتفتيت الاحتلال للنسيج الاجتماعي، وسط هذه التقاطعات والتناحرات التي ينبغي أن تتوقف عن الاستغراق في الكثير من التسطيح، لأنها شائهة في تعويم الوعي الثقافي، وكما بدى غير قادرة على التعاطي مع الأزمات، وهي مقرونة بما تملكه من تاريخ عميق حاشد بمركبات الصراع والمنافي.
اليسار العراقي والوطني الديمقراطي، معني اليوم بالبحث عن ذاته المسحوقة بين صراع عوالم الأوهام، وبلورة برنامج وطني ديمقراطي جديد وتحالفات جديدة، يعبر عن مصالح الكتلة التاريخية للتغيير والاصلاح الديمقراطي (الطبقة الوسطى، عمال وفقراء المدينة والريف، البطالة والمهمشين) على طريق تعميم خطابه المستقل وأهدافه الوطنية بعراق سيد حرّ وديمقراطي ومستقل، في سياق بحثه الدائم عن الحرية ومواجهته لرعب وأوهام الميثولوجيا السياسية، وفي تعقيدات صراع تفترض كينونته التي تواجه عموم الاغترابات الجديدة.
نحن على ثقة بأن اليسار الوطني الديمقراطي العراقي سينهض يوماً، بعد ان يتلمس ازمة المجتمع وازمته، وعلى ثقة أنه ليس من اليسير محو الماضي بما تركه من عُصابات نفسية وتعبيرية وعلائقية على مستوى الواقع والخطاب والبنية، نحو دولة عراقية حديثة، دولة المساواة في المواطنة، الدولة المدنية، داخل دائرة التغيير والحداثة والدمقرطة، ومن حواملها الأبرز الثقافة اليسارية الديمقراطية، لأن مفهوم تقدمها الحضاري يرتبط بقيم الثقافة وعمرانها الاجتماعي ...


7 - الجبهة الديمقراطية والمرأة
نادية جميل ( 2010 / 8 / 29 - 12:41 )
هل للجبهة الديمقراطية كوتا نسائية في المناصب القيادية؟
ما موقف الجبهة من حقوق المرأة الفلسطيينة في قطاع غزة بعد سلسلة قرارات حماس المقيدة للحريات الشخصية؟


8 - رد الى: نادية جميل
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 1 - 19:02 )
الجبهة الديمقراطية والمرأة
الثورة الفلسطينية المعاصرة منذ هزيمة الانظمة العربية في حزيران 1967 حتى يومنا دفعت المرأة خطوات كبرى إلى امام، اجتماعية، نضالية، ثقافية، وعلى قاعدة صراع المساواة بين الرجل والمرأة.
تركز أدبياتنا وبرامجنا على تطوير وتمكين وضع المرأة وإنصافها اجتماعياً ومساواتها تماماً بالرجل في الحقوق والواجبات، مع الإدراك للموروث التاريخي البائس في مجتمع ذكوري (في البلاد العربية والمسلمة)، فإن هذه هي مهمتنا تجاه المرأة التي تشكل نصف المجتمع، وكي لا نستفيض إن أرسلت لنا -الإيميل- خاصتك، سنرسل لك أدبياتنا في هذا الجانب.
حول الكوتا في المناصب القيادية ... لا توجد كوتا، ولكننا ندفع ونطور الحالات النسائية في صفوفنا، وصولاً إلى الهيئة القيادية الأولى المكتب السياسي واللجنة المركزية، مؤسسات منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية التشريعية (برلمان) والتنفيذية (وزارات)، اتحادات جماهيرية ونقابية ونسائية وهذا ما يدفعنا إلى أن نحيل للمرأة ذاتها همومها، ومسؤولية تطورها في مجتمعاتنا الموصوفة، ونظراً لسعة الموضوع والبحث به يمكن التواصل معك عبر -الإيميل- والتواصل مع -اتحاد لجان العمل النسائي في الضفة الفلسطينية وقطاع غزة، والمنظمة النسائية الديمقراطية الفلسطينية سوريا، لبنان مباشرة لاستجلاء عموم الأسئلة والبرامج والأهداف.
الآن يدور صراع لمراكمة حقوق المساواة بين المرأة والرجل في الضفة الفلسطينية واقطار اللجوء والشتات، وقد وقعت منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية (رام الله) على اتفاقية -سيداو الأممية للامم المتحدة- بالمساواة بين الرجل والمرأة، يدور صراع من نوع آخر في قطاع غزة بين قوى اليسار وشبكات المجتمع الاهلي من جانب وسلطة حماس -لحمسنة- و -مصادرة- حقوق المرأة المكتسبة، بقوانين وعادات وتقاليد العصور الوسطى تحت عناوين -دينية طائفية ومذهبية-.


9 - رد الى: صاحب عبدالله
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 1 - 19:02 )
تمر القضية الفلسطينية في مرحلة التحرر الوطني الديمقراطي، ثلاثة اجيال في الثورة وفي الجبهة الديمقراطية ثلاثة اجيال في المكتب السياسي، اللجنة المركزية لعموم الجبهة، قيادات الأرض المحتلة، وفي أقطار اللجوء والشتات، وبكامل حساسيات القضية والمرحلة التي نعيش بحجم أخطارها التي يواجهها العقل العربي في آليات صراعه المعقدة، آليات ما قبل الحداثة، وآليات التنوير والدمقرطة والحداثة.
نحن نرى أن المناضل المثقف العضوي في هكذا مرحلة موصوفة، جل حياته ووقته وحياته مدفوعة لهذه الأهداف، قادراً على العطاء الكبير والتوجيه لبناء نموذج المثقف اليساري وصياغته في سياق الممارسة، البرامج الدافعة إلى الامام، والحوار، يدرك التغايرات وجوهر الصراع، وقراءة أزمة الإنسان في الحرية والدولة والفكر والتنمية، نحو مدارس راسخة وفاعلة غير قابلة للمحو عند أول إعصار اجتماعي، ونحو أهدافنا في العودة والدولة الفلسطينية المستقلة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتنمية ... وغيرها.
المناضلون الثوريون، المفكرون، الشعراء والادباء، العلماء، المبدعين في ميادين الحياة رسماً وموسيقى... لا يجلسون جانباً يتفرجون، مدعوون للعطاء الفاعل طالما هم قادرون.
هذه هي القيم الكونية مسار وتجارب شعوب وحركات التحرر الوطني، وفي مرحلة ما بعد انجاز مهمات التحرر والاستقلال، وفي مراحل الثورة الوطنية الديمقراطية، تحرير العقل والعدالة الاجتماعية..
في صفوف الثوريين وروّاد التحرر والتغيير امثلة ساطعة: ماركس، انجلز، لينين، روزا لوكسمبورغ، ماو تسي تونغ، هو شي منة، فيدل كاسترو، نلسون مانديلا...


10 - تجربة العراق
الحارث العبودي ( 2010 / 8 / 29 - 13:23 )
هل بالأمكان أن تحدثنا ولو بشكل مختصر عن تجربتك التنظيمية والسياسية في العراق في مرحلة مطلع ستينات القرن الماضي وشكراً.


11 - رد الى: الحارث العبودي
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 1 - 19:02 )
تجربة حواتمة في العراق
أولاً: أَرْسِل لنا -الإيميل- خاصتك، لنرسل لك ما طلبته، حيث لا تتسع له الإجابة هنا، بما يتطلب من سرعة في التكثيف ... وشكراً.
ثانياً: أرجو أن تعود إلى كتاب محمد جمال باروت -حركة القوميين العرب، النشأة، التطور، المصائر ـ المركز العربي للدراسات الإستراتيجية/ دمشق، تجد مساحة واسعة عن تجربتي في العراق..
ثالثاً: أشرت لجوانب من التجربة في العراق في كتابي: -نايف حواتمة يتحدث ...-، آمل أن تكون قد اطلعت عليه، اقترح ذلك.


12 - عدم تواجد الخط اليساري بالعراق
اوس مؤيد عبد الله غناوي الزهيري ( 2010 / 8 / 29 - 13:53 )
حياكم الله يا سيد حواتمة
سؤالي لك هو لماذا الخط اليساري او الاشتراكي مهمش في العراق او هناك بما يدعون انفسهم من هذهِ التيارات وهم موالون للمحتل وعملاء المحتل في العراق
هل هو لانهيار مبداء الاشتراكية الثورية ام لتساقط اوراق الاحزاب بيد المحتل .


13 - رد الى: اوس مؤيد عبد الله غناوي الزهيري
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 1 - 19:03 )
عدم تواجد الخط اليساري في العراق، ولماذا هو مهمَّش

لنبدأ من النقطة الأخيرة بالسؤال:
العالم من حول العراق، البلدان العربية، والمسلمة، يتغير ويتطور، وعلينا في هذه البلدان أن نتغير ونتطور، بعد أن ضاعت عليها عشرات القرون وآخرها القرن العشرين، لننظر الآن 57 دولة عربية ومسلمة لم تدخل عصر الثورة الصناعية، ما عدا دولة صغيرة ماليزيا، التي استمرت تحالفاتها مع المعسكر الرأسمالي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية ضد السوفييت، الصين، فيتنام، منذ سبعينيات القرن العشرين شرط -توطين المعرفة العلمية والتكنولوجيا الصناعية عندها-، كما فعلت النمور الآسيوية الرأسمالية السبعة (تايوان، هونغ كونغ، كوريا الجنوبية، تايلاند، سنغافورة، الفيلبين).
العراق والدول العربية والمسلمة (56 دولة) تحالفت مع المعسكر الرأسمالي بزعامة واشنطن دون مقابل، بل من موقع التبعية لتطويق ومحاصرة قوى التحرر والدمقرطة والاشتراكية في بلدانها بدكتاتوريات بيروقراطية وثيوقراطية، وعلى النطاق الإقليمي والدولي طيلة الحرب العالمية الباردة، وبعضها مثل -رقاص الساعة- بتكتيك اللعب بين معسكر التجارب والتيارات الاشتراكية،وبين الانحياز العملي لمعسكر الرأسمالية الإمبريالية المتحالف مع -إسرائيل- التوسعية الصهيونية. وهكذا بقي العرب والشرق الأوسط خارج التاريخ الحديث وخارج القرن العشرين، ولا زلنا في مجتمعات ما قبل الصناعة، ما قبل الحداثة.
الاشتراكية كانت وستبقى حلم البشرية النبيل، هي المستقبل أمامنا وليست خلفنا.
لننظر الآن النهوض اليساري الديمقراطي الكبير في أمريكا اللاتينية، إفريقيا السمراء، آسيا وفي المقدمة الصين، فيتنام، الهند، وتحت سقف معادلة جديدة -اشتراكية الديمقراطية وديمقراطية الاشتراكية-، وما أسميه -اشتراكية القرن الواحد والعشرين- (راجع كتاب حواتمة: -اليسار العربي ـ رؤيا النهوض الكبير ـ نقد وتوقعات ...-) الصادر هذا العام بإحدى عشر طبعة في معظم البلدان العربية.
قوى اليسار العربي وفي الشرق الأوسط أنجزت الكثير، وارتكبت أخطاء إستراتيجية كبيرة وفي مقدمتها لم تضع على جدول أعمالها -إستراتيجية وتكتيك استلام السلطة-، لاحت لها السلطة في غير بلد عربي وشرق أوسطي، لم تتقدم نحوها، ومنها في العراق. وتناسلت على يدها أخطاء إستراتيجية أخرى في العراق من الجبهة الوطنية مع حكم صدام ... وأخيراً انخراطها بمجلس الحكم الذاتي تحت سقف الغزو الأمريكي، والدخول في تحالفات سياسية وانتخابية تحت سقف قوى اليمين الطائفي والمذهبي، فضاع لونها الفكري، الطبقي الاجتماعي، حصدت التهميش والتراجع الذي لن يتوقف، إلا ببرنامج إستراتيجي جديد يلبي تطلعات الكتلة التاريخية الطبقية للتغيير والتقدم إلى أمام نحو -تحرير العقل من طغيان وإرهاب النقل (تسييس الدين وتديين السياسة)، الحروب الأهلية والإرهاب الدموي والفكري الطائفي المذهبي. الديمقراطية، العدالة الاجتماعية، نحو مجتمع المساواة في المواطنة، الدولة المدنية، وعلى طريق تجاوز عودة هيمنة قوى التخلف التاريخي المزمن: الإقطاع العشائري والسياسي، تفتيت المجتمع والدولة عامودياً، وإغراقه بالحروب الطائفية والمذهبية والإثنية، والمحاصصة بالسلطة والمال والنفوذ، إنه -زواج المتعة- بين تشكيلات التخلف الظلامي التاريخي.
بالبرنامج الإستراتيجي الجديد، ينهض اليسار، برنامج القواسم المشتركة بين طبقات وقوى الكتلة التاريخية نحو إنجاز مهمات التغيير والتطور الوطني الديمقراطي.


14 - هل مازال شعبنا الفلسطيني بحاجة للفرد الرمز في
حبيب محمد تقي ( 2010 / 8 / 29 - 14:15 )
هل تعتقدون ان الرئيس الراحل ياسر عرفات تم تصفيته بدس السم . وما هو موقفكم من أغتياله ؟ وهل مازال شعبنا الفلسطيني بحاجة للفرد الرمز في مسيرة كفاحه ؟


15 - رد الى: حبيب محمد تقي
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 1 - 19:03 )
هل ما زال شعبنا الفلسطيني بحاجة للفرد الرمز في مسيرة كفاحه

معلوماتنا تشير أن عرفات رحل مسموماً، على يد الأجهزة الإسرائيلية وبعلم شارون الذي كان يكرر -عرفات ابن موت- و -على وشك الموت-.
شعبنا تجاوز بنهوض الثورة والتعددية الإيديولوجية والتنظيمية والكفاحية (فصائل، أحزاب، قوى، اتحادات نقابية، جماهيرية، طلابية، نسائية) مرحلة زعامة الفرد الأوحد.
حققت الثورة والتحالفات الائتلافية في مسار النضال والمؤسسات الائتلافية الوطنية إنجازات إستراتيجية تاريخية لا يمكن تجاوزها (الكيانية الوطنية، الشعب الموحّد، منظمة التحرير الفلسطينية، تعريب الحقوق الوطنية الفلسطينية بتقرير المصير والدولة المستقلة وحق العودة في قمة الرباط العربية (تشرين أول/ أكتوبر 1974)، البرنامج السياسي الجديد الموحّد للشعب والفصائل ومنظمة التحرير (حزيران/ يونيو 1974)، تدويل الحقوق الوطنية باعتراف العالم والمجتمع الدولي ودخول كل مؤسسات الأمم المتحدة والإقليمية ـ الدولية. وعي الشعب في فلسطين المحتلة والشتات بحقوقه السياسية الوطنية، انتشار التنظيمات الأساسية حيثما توجد تجمعات لشعبنا في الوطن وأقطار اللجوء والشتات العربية والدولية.
أعلن بثقة لا يمكن تجاوز حقوق شعبنا الوطنية بتقرير المصير والدولة وحق العودة، وتمثيل منظمة التحرير الائتلافية باعتراف عربي ودولي ممثلاً شرعياً وحيداً لشعبنا.
منذ السنوات الأولى للثورة والمقاومة تجاوزت الحركة الوطنية ومكونات المجتمع مرحلة الفرد الأوحد.
دور الفرد في التاريخ قائم، وكلما تراكم الوعي والدمقرطة ثقافة وممارسة كلما تعاظم دور مكونات الشعب المنظمة وتحدد وتقلص دور الفرد.
وقعت الثورة ومنظمة التحرير بأخطاء إستراتيجية كبيرة، تعرضت لسلسلة من حروب التطويق المسلحة والسياسية والمالية (وزرع الانقسامات في الصف الفلسطيني، صمدنا وتجاوزنا الكثير من دمارها، وسنتجاوز الانقسام المدمّر الراهن منذ خمس سنوات حتى الآن بفعل عمليات الارتداد على برامج الوحدة الوطنية وخاصة برنامج وثيقة الوفاق الوطني التي تم توقيعها بإجماع الفصائل، شبكات المجتمع الأهلي، الشخصيات الوطنية. الانقسام المدمر بفعل تدخلات المحاور الإقليمية بالشؤون الداخلية الفلسطينية وتمويل الفصائل المرتدة عن وثائق الوحدة الوطنية.
أخطاء فلسطينية عديدة لا زالت تقع، تتناسل، الحل بالائتلاف الوطني الشامل على أساس القواسم المشتركة، والعودة للشعب بانتخابات ديمقراطية بالتمثيل النسبي الكامل لكل مؤسسات المجتمع، منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية.


16 - الجبهة واليسار العربي
ناردين جرايسي ( 2010 / 8 / 29 - 14:30 )
تصدر بين الحين والاخر بيانات مشتركة للاحزاب الشيوعية واليسارية العربية ونادرا ما ترى اسم الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في تلك البيانات , فهل هو خلاف فكري مع الاحزاب الشيوعية العربية ؟


17 - رد الى: ناردين جرايسي
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 1 - 19:03 )
الجبهة واليسار العربي

الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يسار ثوري ديمقراطي جديد، جمع منذ انطلاقته 22 شباط/ فبراير 1969 بين -سلاح الإيديولوجيا وإيديولوجيا السلاح-، -سلاح السياسة وسياسة السلاح-، بادر لتقديم برامج الائتلاف الوطني العريض بين قوى الثورة والمقاومة على قاعدة القواسم المشتركة، بين كل مكونات الشعب في الوطن والشتات، التي تشكل الكتلة التاريخية على حد تعبير غرامشي (الماركسي الإيطالي) صاحبة المصلحة في التحرر والخلاص من الاحتلال وغزو استعمار الاستيطان، قدمنا البرنامج السياسي الجديد (الوطني المرحلي) الذي أصبح برنامج الشعب الموحّد ومنظمة التحرير، والآن كل الفصائل الفلسطينية (إعلان القاهرة 2005، وثيقة الوفاق الوطني 2006، بيان الحوار الشامل 26/2 ـ 19/3/2009). اقتراحات التمثيل النسبي الكامل في كل قطاعات المجتمع، منظمة التحرير، السلطة الفلسطينية ... الخ.
إنها سياسات وبرامج غير مسبوقة في تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية والعربية، فتحت كل الطرق لتعريب وتدويل الاعتراف بالحقوق الوطنية الفلسطينية: تقرير المصير، الدولة، العودة.
بنينا و -الأحزاب الشيوعية والعمالية العربية- الكثير من المربعات المشتركة الفكرية والسياسية والنضالية، وعليها نتضامن ونتعاون، لم نكن عضواً في إطار مشترك مع هذه الأحزاب، كان لها سياسيات نتباين عليها فكرية، سياسية، نضالية، في مسار الحوار المتواصل، تم حل الكثير منها.
نسعى لائتلاف قوى اليسار في فلسطين، وفي كل بلد عربي، نسعى لجبهة وطنية ديمقراطية عريضة على قواسم مشتركة بين جميع قوى وأحزاب ونقابات قوى التحرر والدمقرطة والعدالة الاجتماعية.


18 - حول اليسار العربي
فيصل البيطار ( 2010 / 8 / 29 - 15:13 )
ربما واحده من أسباب إنحسار دور اليسار العربي بتلاوينه المختلفه هو إدارة الظهر لمصالح كادحي بلدانها على المستوى العملي، وخوض وقيادة عملية تحسين مستواها المعاشي بمعارك على الأرض، تعني بتوفير فرص العمل للجميع وتحسين شروطه، ووقف الفصل التعسفي والضمان الإجتماعي والصحي ومجانية التعليم الى ما هنالك من معارك لم تولها أحزاب اليسار أدنى إهتمام في الممارسه وليس في التنظير، ويمكن التأشير هنا ودون مبالغه، على أن تلك الإحزاب قد وقفت بشكل عملي إلى جانب إجهاض تحركات جماهيريه عفويه عده، ولدينا هنا في الأردن أكثر من مثال، كإنتفاضة عمال المياومه وعمال الموانئ والتجمعات أمام جامعي ابو درويش والحسيني المستنكره لقرارات الحكومه في زيادة الأسعار ومسؤوليتها عن الغلاء وتدني المستوى المعيشي للمواطنين، والهروب إلى الأمام بالمساهمه الفاعلة في قضايا قومية لا تحتل مكانا واضحا في متطلبات حياة أفضل لكادحي المجتمع، كتنظيم المسيرات والتجمعات الجماهيريه المستنكره للعدوان الأمريكي على العراق وإعدام صدام، والمستنكره للعدوان الإسرائيلي على لبنان وقطاع غزه، والمعارك الوهميه لفك الحصار عن القطاع بالأنفاق وسفن وقوافل الإعلام المبرمج، تبني مصالح الكادحين الإقتصاديه والإجتماعية، يستدعي الإصطدام مع مصالح الديكتاتوريات الطبقيه وما تمثله من تشريعات تقنن تلك المصالح وتتهيب قوى اليسار من الإقتراب منها حفاظا على علنيتها المكتسبه بقرار من الديكتاتوريات ذاتها، وخوفا من فقدان مساحة الحريات والديموقراطية المحدوده التي أجبرت عليها تناغما مع تشريعات حقوق الإنسان الأمميه وتلميعا لصورتها أمام الرأي العام الدولي والمحلي . وفي بلدان أخرى، ما تنتهجه أحزاب اليسار من سياسات الجبهة الوطنية المقيده لحركتها وضمن الشروط الكامله للديكتاتوريات العربيه لتتحول إلى مجرد تابع يساري لما تمليه عليها وضمن هوامش محدوده للحركة والتعبير عن الرأي المستقل، كما في سوريا الآن والجبهه القومية والتقدميه التي جمعت سبعينات القرن الماضي الحزب الشيوعي العراقي مع حزب البعث وأطراف أخرى .
الرفيق أبو خالد، مع فائق تقديرنا، أسهب في تبيان الظروف الموضوعيه محليا ودوليا لضعف دور قوى اليسار، خصوصا مع صعود وتغول النيوليبراليه ثم إنهيار دول المعسكر الإشتراكي، دون إلقاء ضوء واف ومقنع على الأزمه الذاتيه التي تعيشها هذه الأحزاب في البرنامج التنفيذي والبنية التنظيميه معا، خصوصا في بنيتها التنظيميه القائده والوسيطه والتي يغلب على تركيبتها كادر من المثقفيين الثوريين عديمي الصله بمواقع الإنتاج، والمركزية الشديده، وإشاعة مناخ تقديس توجيهات المركز القيادي بإلغاء أو محدودية دور القواعد والأطر الصديقه في صنع القرار ونقله إلى الشارع ومواقع العمل والدراسه للضغط بقوة على الأرض . ربما واحده من المراجعات التي يجب أن تتم دون هواده ضمن مسار العامل الذاتي، تقع ضمن مفهوم الحزب اللينيني، بتخفيف من غلواء المركزيه وإشاعة مناخات ديموقراطيه أوسع على حسابها تعطي للقواعد حرية أكبر في صنع القرار من أسفل وتبادل المواقع القيادية بنزاهة وشفافيه، وهو ما نطمع أن نسمع رأي الرفيق أبو خالد فيه .

برأينا، فشل أحزاب اليسار العربي في حل مشكلات وهموم كادحي بلدانها وإستنهاض شرائحه المهمشه وتحقيق طموحات الناس بحياة أفضل، ومع تسيد ثقافة النقل بدلا عن إعمال العقل ( العفويه ) قبل أن تسيس، هو الذي يدفع بهم للبحث عن حلول أخرى بعيدا عن ممثليهم الطبقيين، أي بالإلتفاف حول قوي الإسلام السياسي التي باتت طاغيه جماهيريا وفكرا، وهو الذي يعدهم بحياة أفضل، على الإقل فيما بعد الموت، ويمثل تحالف قوى اليسار مع الإسلام السياسي كما في الأردن ولبنان، المبررات الموضوعيه لشرعنة هذه القوى ومساهمة غير مدفوعة الثمن يقدمها اليسار لتوسيع البيئه الحاضنة له، بدلا عن العمل بشكل جدي على الحد من نفوذه بفضح خلفياته المستورده من القرن السابع وعدم مواءمتها مع متطلبات العصر والدوله الحديثه كمنتج إقتصادي لا يمكن مضاهاته بدولة الخلافه الإسلاميه في غزة الآن ودولة طالبان قصيرة العمر ودولة العراق الإسلامية، التي أخضعت ما لايقل عن 3 مليون عراقي لتشريعاتها الرجعية وسطوتها الدمويه، سوف يلتقي الإسلام السياسي بشقيه، التكفيري والمهادن في مربع واحد قائم على رفض منجزات العصر العلميه وتشريعاته المتقدمه في دولة الخلافه الإسلاميه أو دولة ولي الفقيه، ويصعب علينا أن نفهم هنا، إعراض قوى اليسار العربي عن فضحه وتمزيق أيدلوجيته بل والتحالف معه .
توحيد قوى اليسار، ليس في حزب واحد، لكن ضمن أطر أكثر فعالية، بصيغ تنظيميه أكثر تطورا، ومساحة أوسع لتفاصيل البرنامج الوطني السياسي والحركي عما هو عليه الآن، هو المطلوب، وهو ما من شأنه أن يحد من إستفراد اليمين بالقرارات في الشأن الفلسطيني كمثال، وأن ينظم أشكال المواجهة مع الديكتاتوريات لما فيه مصلحة كادحي الأوطان .
العامل الموضوعي والآخر الذاتي، متضامنين معا، في تراجع دور قوى اليسار العربي ضمن خصوصية كل بلد على حده، عما كانت عليه في ظروف الخمسينات والستينات والسبعينات من القرن المنصرم . وفي بلدان الشرق الأوسط لنا أن نتساءل عن هذا التراجع رغم أن ظروف محاصرة اليسار لم تختلف في توجهاتها العامة عما كانت عليه في تلك العقود . هل يطغى الذاتي على الموضوعي هنا ؟
لنا عوده لإبداء الرأي في محاور أخرى تناولها الرفيق أبو خالد في هذا اللقاء الهام بحق .
تحية لهيئة الحوار وللرفيق ابو خالد .


19 - رد الى: فيصل البيطار
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 1 - 19:03 )
حول اليسار العربي

أحييكم على هذا الاهتمام، أثني على أطروحاتكم النقدية لقوى اليسار المذكورة، كانت ولا زالت موضع حوار يتواصل بيننا وقيادات هذه القوى في سياقها الزماني، وحتى الآن.
اليسار عموماً هو مجموعة برامج قطاعية ديمقراطية في إطار برنامج إستراتيجي جديد، وفيما ذكرتم هي إحدى العوامل التي أثرت في سيرورات اليسار عموماً. وباختصار؛ بقدر جدّية وضرورة ما طرحتم ينبغي أن لا تضعنا في لحظة سوداوية قاتمة، وقد يعود هذا إلى الماضي الاستبدادي ضد اليسار والليبرالية وما احتلته في الأمكنة والوجدان، وربما بسبب الغياب للمؤسسات الثقافية والمؤسسات الديمقراطية الحاضنة التي تجعل من اليسار متناً فاعلاً وطليعياً بكل معنى الكلمة، نحو الزمن الذي يمكن أن تصنعه السياسات الجديدة والتحولات التاريخية.
أجبتُ على أسئلة وصلت قبل ما طرحتم من قضايا نقدية وتساؤلات، آمل أن تكون بيدك، حتى لا نكرر.
أخطاء العديد من القوى اليسارية العربية المشرقية متشابهة، وبالتحديد في بلدان ما بعد الاستقلال عن الخارجي (الأجنبي)، لكنها مجتمعات هذه البلدان وقواها اليسارية والديمقراطية لم تحقق ما أطلق عليه -الاستقلال الثاني عن أنظمة الاستبداد الداخلي التاريخي وتحالفه الطبقي الضيق-، وعن الموروث السلفي التاريخي الذي وضع ويضع هذه البلدان في حالة -انسداد تاريخي عن الدمقرطة والحداثة-، بل -ونبش موروثات التخلف التاريخي الطبقية والاجتماعية والسيكولوجية الجمعية لإدامة الاستبداد والانسداد التاريخي- و -المراوحة في الزمن الدائري العربي- منذ أكثر من ألف عام حتى يوم الناس هذا.
قساوة الصراع -الثلاثي الأبعاد- في البلدان العربية والمسلمة، وغياب برامج إستراتيجية بيد اليسار لكل مرحلة تقدم تفسيراً لتخلف اليسار عن دوره داخل بلده، وهروبه إلى الخلف بشعارات -خلاص وهمي قومي أو مع الإسلام السياسي اليميني صاحب فكر وإرهاب- تديين السياسة وتسييس الدين- الذي ناتجه من أفغانستان إلى المغرب: حروب أهلية وطائفية مذهبية دموية (العراق، السعودية، اليمن، الصومال، السودان، مصر، الجزائر، المغرب، ليبيا ...) وكذلك في البلدان المسلمة (أفغانستان، باكستان، أندونيسيا، ماليزيا، تركيا، إيران، نيجيريا، النيجر، مالي ... الخ).
قدمت رؤيا نقدية ملموسة أشمل، لما يدور في البلاد العربية والمسلمة، ولما يدور من نهوض ثوري يساري ديمقراطي هائل وتحولات كبرى في أمريكا اللاتينية، إفريقيا السوداء، آسيا البوذية، الهندوسية، الكونفوشسية، فالصراع في هذه الأقطار وفي داخل العالم الرأسمالي الإمبريالي -ثنائي الأبعاد- أي معسكرين متضادين، بينما عندنا -ثلاثي- فقد تمكنت الإمبريالية الأمريكية من دفع الأنظمة العربية وحركات الإسلام السياسي اليميني (راجع كتاب احمد عباس صالح:-اليمين واليسار في الاسلام-، المؤسسة العربية للدراسات والنشر/بيروت/الطبعة الثانية 1973) على مساحة الحرب العالمية الباردة (62 سنة) من شطر وانقسام الكتلة التاريخية (الطبقة الوسطى، العمال والفقراء، المثقفين، المهمشين في المدينة والريف)، ودفع الأنظمة العربية وتجييش -تديين السياسة وتسييس الدين- بجانب المعسكر الرأسمالي النيوليبرالي المتوحش، وضد مَنْ ؟ ضد قوى التغيير والإصلاح، قوى الديمقراطية والحداثة، القوى اليسارية الثورية والديمقراطية، وهكذا مفروض علينا صراع على ثلاث جبهات شطر، مزق وحدة الكتلة التاريخية، واستولى على الكثير من الطبقة الوسطى والعمال والفقراء في المدينة والريف، وتجنيدهم ضد مصالحهم الإستراتيجية، الوطنية والاجتماعية.
كلمة مكثفة أقول: عديد من قوى اليسار وفي معظم البلاد العربية ليس على جدول أعماله إستراتيجية الوصول إلى سلطة التغيير والدمقرطة والحداثة. ضاعت وأضاع فرص تاريخية مذهلة عندما كانت بمتناول اليد في ظروف الصراع -الثنائي الأبعاد- من مطلع الخمسينيات حتى بداية التسعينيات من القرن العشرين.
آمل أن يكون بيدك كتاب حواتمة: -اليسار العربي ـ رؤيا النهوض الكبير ـ نقد وتوقعات- عن دار الجليل ـ عمان/ الأردن، يتناول ما يجري الآن حولنا في العالم، ولا يجري عندنا ولماذا ؟ ...


20 - الجنوب العربي
ابن المعلا ( 2010 / 8 / 29 - 16:53 )
ماهو موقفك من النضال السلمي لشعب الجنوب العربي ضد الاحتلال اليمني وهل ترى أن أنضاله هذا سيساعده في استعادة دولته؟


21 - رد الى: ابن المعلا
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 1 - 19:04 )
الجنوب العربي

النضال السلمي للشعب في جنوب اليمن، والنضال السلمي الديمقراطي في الشمال، يفتح آفاقاً لكل مكونات الشعب أحزاباً، قوى وقطاعات اجتماعية، يسارية وقوى ديمقراطية وليبرالية للجلوس على طاولة الحوار الشامل لإعادة صياغة العلاقات اليمنية ـ اليمنية، والوصول إلى حلول سلمية ديمقراطية لأزمات البلاد التاريخية، السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية تحت سقف -تحرير العقل، الديمقراطية، العدالة الاجتماعية-. وصياغة القوانين الضامنة حق الشعب بتقرير مصيره بانتخابات التمثيل النسبي الكامل، وفي قطاعات المجتمع (جامعات، نقابات، اتحادات شعبية ... نسائية، شبابية، حقوق المرأة ... الخ) والمؤسسات التشريعية والتنفيذية في البلاد، وصيانة مبادئ ثورتي 26 أيلول/ سبتمبر و 14 تشرين أول/ أكتوبر.


22 - ادعاءات اليسارية
سناء حسن ( 2010 / 8 / 29 - 20:26 )
تحية للرفيق حواتمه
في فترة المد السوفييتي في نهاية الستينات و السبعينات من القرن الماضي رفعت كل التيارات
، القومية شعارات اشتراكية و ادعت تبنيها للماركسية و الاشتراكية والأسباب كانت واضحة كان اهمها الحرب الباردة بين الكتلتين الشرقية أو ما كان يسمى بالمعسكر الاشتراكي ( والغربية أو ما يسمى لحد اليوم العالم الحر والديمقراطية الغربية ووقوف المعسكر الأول الى جانب العرب بينما كانت الكتلة الغربية تدعم اسرائيل بكل ثقلها و بلا حدود
أي أن التيارات القومية التي كانت تدعي اليسارية والماركسية لم تكن تؤمن بالماركسية ولا الاشتراكية بل كانت تريد كسب ود المعسكر الاشتراكي وهو في حرب باردة مع صديقة اسرائيل
اي ان التيارات القومية كانت لا تخفي عداءها للشيوعية و الاشتراكية و انتماءها للمعسكر الرأسمالي لو كانت المعادلة الدولية معكوسة
أي لو كان الاتحاد السوفييتي و اقماره يدعم اسرائيل و المعسكر العدو على خصام او خلاف مع اسرائيل
السؤال هو هل كانت الجبهة الديمقراطية فعلا تتبنى الماركسية ولو كانت المعادلة الدولية معكوسة هل كانت تدعي الماركسية و يانها التيار اليساري في حركة التحرر الفلسطيني؟
وشكرا


23 - رد الى: سناء حسن
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 2 - 07:15 )
إدعاءات اليسارية والتيارات القومية

تحية طيبة؛
يبدو أن سناء تعمم التجربة العراقية المُرّة، و-تحديداً تجربة بعث العراق- على جميع التيارات القومية في المشرق والمغرب العربي.
هذا خطأ كبير في المسار الواقعي لهذه التيارات، إنها عملية خلط بين الملح والسكر.
تجربة البعث في العراق والمشرق العربي، تجربة التيار الناصري في المشرق (مصر، السودان، لبنان، سوريا، الأردن، فلسطين، اليمن، بلدان الخليج، ليبيا، موريتانيا ...) لم تتبنى الماركسية (الاشتراكية العلمية، المنهج الجدلي ...) كلها نادت بشعارات عامة ... اشتراكية، لم تتطور على طريق الاشتراكية العلمية، وكما أوردت في كتبي، وفي الأجوبة على الأسئلة السابقة على سؤالك بقيت مثل -رقاص الساعة- بين اليمين واليسار، وفي مواقع معادية لليسار الماركسي والشيوعية في بلادها وعالميا، وارتد كثيرها نحو الإيديولوجيا القومية اليمينية زمن الاتحاد السوفييتي والنهوض الكبير لتجارب البلدان الاشتراكية وحركات التحرر الوطني والحركة الثورية العالمية.
التيار الوطني القومي الثوري أخذ بالتطور الحقيقي إلى مواقع الماركسية في حل قضايا التحرر الوطني ومهمات الثورة الوطنية الديمقراطية بأفق اشتراكي (وكما تقول تجربة الصين، فيتنام، كوبا، بخصوصيات كل بلد ومجتمع، وهكذا كانت التجربة السوفييتية كذلك في مسارها التاريخي).
في مقدمة تطور هذا التيار تجربة الجناح التقدمي في ثورة 23 يوليو 1952 المصرية بزعامة عبد الناصر، ومن مواقع العداء لليسار الماركسي (محلياً وعربياً وأممياً) إلى مواقع إيديولوجية وطبقية يسارية فعلاً في التحولات الطبقية الكبرى والتحالف والعلاقات مع السوفييت والمعسكر الاشتراكي، والصراع ضد الأحلاف الاستعمارية ـ الإسرائيلية الصهيونية ـ الرجعية والظلامية العربية ... الخ، وخاصة بعد تأميم وحرب قناة السويس 1956، الانفصال الطبقي الرجعي في سوريا 1961 (وثيقة الميثاق الوطني)، هزيمة حزيران/ يونيو 1967 (برنامج 30 آذار/ مارس 1968).
الخطأ الإستراتيجي الكبير والقاتل لتجربة عبد الناصر غياب الديمقراطية التعددية الإيديولوجية، الحزبية، النقابية، السياسية والاجتماعية، والخطأ الإستراتيجي الآخر (المكمل للأول) حل الحزب الشيوعي المصري واندماج عناصره في الاتحاد الاشتراكي بضغط وتوجيه من الاتحاد السوفييتي (1964) بعد زيارة خروتشوف الأمين العام للحزب الشيوعي السوفييتي رئيس بلاد السوفييت.
التيار اليساري في حركة القوميين العرب نما وتطور نحو الماركسية على يد جيل جديد (صف ثالث ورابع في الحركة بقيادة حواتمة، محسن إبراهيم، محمد كشلي) منذ 1957 ـ 1958، وتبلور بوضوح ماركسي عام 1963 وتسارعت عملية التحولات الإيديولوجية والبرنامجية اليسارية الثورية بعد هزيمة حزيران/ يونيو 1967 رداً على وبديلاً عن برامج الأنظمة الطبقية البورجوازية الصغيرة والوسطى بشكل خاص، وتم تفكيك وحل حركة القوميين العرب، واستقلال الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وكل فروع التيار اليساري في البلاد العربية المشرقية (العراق، اليمن، سوريا، لبنان، فلسطين، الأردن، بلدان الخليج ... الخ).
في مسار هذه العملية التاريخية كانت ثورة جنوب اليمن على يد الجبهة القومية لتحرير وتوحيد جنوب اليمن (عدن + 21 إمارة وسلطنة) عام 1963، أنجزت حقاً التحرير والوحدة في الجنوب 1968، تطورت الجبهة القومية بالوحدة الحزبية بين الجبهة وحزب الطليعة (يسار البعث) والشبيبة الشيوعية (الحزب الشيوعي) في إطار الجبهة القومية الموحدة التي أنتجت الحزب الاشتراكي اليمني بينها وبين الحزب الديمقراطي الثوري في اليمن الشمالية (اليسار الماركسي الذي استقل عن حركة القوميين العرب)، كنت مشاركاً في هذه العمليات الثورية في جنوب وشمال اليمن، والبلدان العربية الأخرى.
الجبهة الديمقراطية أعطت إستراتيجية وسياسة غير مسبوقة في فلسطين وكل المشرق والمغرب العربي، فمنذ لحظة الانطلاقة شباط/ فبراير 1969 جمعت بين -سلاح الإيديولوجيا الماركسية (الاشتراكية العلمية) وإيديولوجيا السلاح-، -سلاح السياسة وسياسة السلاح-، الربط بين -برنامج التحرر الوطني وبرنامج الديمقراطية والعدالة الاجتماعية-، بين -الوطني، القومي، الأممي-، -استقلال اليسار الثوري الجديد والائتلاف الوطني العريض- بين مكونات مرحلة التحرر الوطني (فصائل وقوى) والكتلة التاريخية (الطبقات الشعبية) صاحبة المصلحة في -التحرر والاستقلال-، في -تحرير العقل، الديمقراطية، العدالة الاجتماعية-. ولا زال الدرب طويل ...
أنجزنا الكثير الإستراتيجي لشعبنا، وقعنا بأخطاء عديدة في مسار النضال، اتفقنا واختلفنا على الكثير مع فصائل وقوى الائتلاف في مرحلة التحرر الوطني، أعلنا ذلك، قدمنا لشعبنا ومؤسسات الائتلاف الوطني مراجعاتنا النقدية لأخطائنا وأخطاء الثورة والمقاومة في كل مرحلة من مراحل النضال، ولا زال الدرب طويلاً ...
اقترح عليك، على المشاركين في هذا الحوار المفتوح مراجعة الكتب التالية التي ترصد بالوقائع والأسماء هذه القضايا التي تناولناها في هذا الحوار، أسئلة وأجوبة:
1. كتاب -حركة القوميين العرب- ـ النشأة، التطور، المصائر/ محمد جمال باروت ـ المركز العربي للدراسات الإستراتيجية ـ دمشق/ سوريا.
2. كتاب -البحث عن كيان-/ د. ماهر الشريف، دار المدى ـ دمشق.
3. كتاب -الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين-/ فهد سليمان وآخرين/ النشأة، التطور، المسار/ دار التقدم العربي ـ بيروت، الدار الوطنية الجديدة ـ دمشق.
4. كتاب - نايف حواتمة يتحدث... - دار الكاتب/دمشق، دار المناهل/بيروت/ديسمبر 1996، وخاصة الفصل الثالث: الحركة القومية وتحولات الخمسينات العاصفة (حركة القوميين العرب نموذجاً).
5. كتاب -اليسار العربي ـ رؤيا النهوض الكبير (نقد وتوقعات) ...-.


24 - دعم الحكومات الديكتاتورية
احلام احمد ( 2010 / 8 / 29 - 21:38 )

الاستاذ المناضل نايف حواتمة
تحية طيبة

ما هو رايك بدعم بعض الاحزاب اليسارية الغربية و يسار امريكا الاتتينة حكومات ديكتاتورية كنظام البعث الصدامي الفاشي و كذلك النظام الايراني الدموي و ذلك من منطلق محاربة الولايات الامريكية .

مع كل الاحترام


25 - رد الى: احلام احمد
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 2 - 07:19 )
دعم الحكومات الدكتاتورية

تسألين عن -دعم بعض الأحزاب اليسارية الغربية ويسار أمريكا اللاتينية حكومات دكتاتورية في بلاد عربية وفي العالم الثالث، من منطلق محاربة الولايات المتحدة-.
هذا دعم يستدعي المراجعة النقدية.
المبدأ الأممي اليساري الثوري والديمقراطي يعلن قانون التضامن الأممي الشهير، التاريخي، وراهناً -أيتها الشعوب المضطهدة ويا عمال العالم اتحدوا-.
وعليه؛ الرؤيا والممارسة اليسارية الثورية والديمقراطية تستدعي سياسة تضامنية مركبة وليست أحادية -مواجهة الهيمنة الإمبريالية، وحروبها العسكرية، الاقتصادية، السياسية على أي شعب في العالم الثالث/ عالم الجنوب. ومواجهة الاحتلال والتوسع الاستعماري الإسرائيلي، والعنصرية على شعب فلسطين، لبنان، الأقطار العربية، الشرق الأوسط-، وبذات الوقت إدانة الدكتاتورية والقمع في البلد الذي يتعرض لعدوان السياسات الأمريكية والإسرائيلية، والتضامن مع الشعب المقهور على يد النظام الدكتاتوري، والدفاع عن حقوقه بحقوق الإنسان، الديمقراطية، العدالة الاجتماعية.
وعليه أيضاً؛ المراجعة تستدعي تصحيح سياسة التضامن على الجانبين.
من جديد اقترح قراءة كتاب حواتمة: -اليسار العربي ـ نقد وتوقعات-، نحن لدينا علاقات وصداقات جادّة، مسؤولة، مع الأحزاب والقوى والأنظمة اليسارية والتقدمية التي تشيرين لها، هذه القضايا موضع حوار نقدي، ونلمس -النقص الكبير في معرفة الأوضاع الداخلية- في هذا البلد أو ذاك.
على اليسار والقوى الديمقراطية العربية وفي الشرق الأوسط، أن تجمع بين الحوار النقدي المباشر، والمراجعة النقدية العلنية للسياسات التضامنية الأحادية الجانب.


26 - الا يفكر المناضل حواتمة بالاستراحةرد علي
المغترب الخليجي بأستراليا الباسل ( 2010 / 8 / 30 - 01:12 )
أتمني أن لا يفكر الدكتور الرمز نايف حواتمه بالأستراحه وترك الساحه للشباب
فالشباب مازالت تنقصهم بعض الحكمه والخبره (المعذره) والدليل هو تلك التجارب والمواقف الؤلمه منذ أتفاقية أوسلو وما تبعها.
ثم الرجاء الأخذ بعين الأعتبار بأن فكرة الأستراحه لا تتمشي مع النضالبل طول الخبرع هي المطلوبه بالتعامل خاصة- مع اليهود


27 - رد الى: المغترب الخليجي بأستراليا الباسل
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 2 - 07:20 )
المغترب الخليجي باستراليا باسل

أشكرك على الاستخلاص الوارد في ردك على صاحب عبد الله ـ السؤال الرابع. الاستخلاص بحد ذاته إجابة، فضلاً أن المناضلين الوطنيين والثوريين يقدمون كل حياتهم للرسالة التي حملوا، منهم من استشهد ومنهم على طريق الشهداء، ولم ولن نبدل تبديلاً ...
أجببتُ أعلاه على صاحب السؤال الرابع، أحيله من جديد إلى قراءة مسار الثورة والمقاومة ومنظمة التحرير الائتلافية، عشرات الكتب صدرت فلسطينية، عربية، دولية، تروي بالوقائع والوثائق والأسماء أدوار كل فصيل وكل قائد فلسطيني.
أدعو الجميع لقراءة الكتب التالية:
1 ـ -البحث عن كيان-/ د. ماهر الشريف (فلسطيني مستقل)/ دار المدى ـ دمشق.
2 ـ محمد جمال باروت -حركة القوميين العرب ـ النشأة ـ التطور ـ المصائر-/ المركز العربي للدراسات الإستراتيجية ـ دمشق.
3 ـ كتب حواتمة:- حول ازمة حركة المقاومة الفلسطينية (تحليل وتوقعات)- دار الطليعة/بيروت/الطبعة الأولى ت2-نوفمبر 1969، وكتاب حركة المقاومة الفلسطينية في واقعها الراهن -دراسة نقدية-- دار الطليعة/بيروت/الطبعة الأولى/اكتوبر 1969، الثانية/يناير 1970، -نايف حواتمة يتحدث-، -أوسلو والسلام الآخر المتوازن-، -أبعد من أوسلو ... فلسطين إلى أين-، -الانتفاضة ـ الاستعصاء ـ فلسطين إلى أين؟ ...-، -الانتفاضة والصراع العربي ـ الإسرائيلي-، -البرنامج الوطني المرحلي-، -اليسار العربي ـ رؤيا النهوض الكبير (نقد وتوقعات)-.
4 ـ -الجبهة الديمقراطية ـ النشأة ـ التطور، المسار- فهد سليمان/ قيس عبد الكريم وآخرين ...
5 ـ -السيرة الذاتية لعرفات- أمنون كابليوك/ فرنسي ـ إسرائيلي/ الطبعة العربية ـ رام الله.
6 ـ -المقاومة الفلسطينية- جيرار شاليان/ فرنسي/ الطبعة العربية/ دار الطليعة ـ بيروت.
المعرفة بالوقائع والأسرار والأسماء تستدعي القراءة وبناء العقل العلمي والنقدي، وهذا طريق الخلاص الوطني والانتصار في مسار النضال وتطوير الائتلاف الوطني، وتحديد أدوار الفصائل والرجال.


28 - عمق , جرأة , وضوح
تي خوري ( 2010 / 8 / 30 - 03:31 )
تحياتي للاخ حواتمة, وبعد..
هل تعتقدون بان عدم استقالة ابو عمار وفتح مجال القيادة لجيل الشباب كان خطئا فادحا؟؟
هل تعتقدون بان موت ابوعمار من دون ان يكتب مذكراته كانت جريمة بحقنا لانه مات وماتت معه اطنان من الاسرار؟؟؟
هل تعتقدون بان النظام العلماني والدولة المدنية مدعمة بحقوق الانسان والديقراطية والتي تعقمد على اقتصاد السوق وقانون العرض والطلب قد اثبتت نجاحا عمليا باهرا, مقارنة مع النظريات الماركسية التي فشلت عمليا فشلا ذريعا وبذلك علينا ان نتبع الطريقة الناجحة وليس الفاشلة؟؟؟
هل تعتقدون بانه يجب ان يتم التركيز على المواطن الفلسطيني والعيش بسلام مع الاسرائيليين, كما فعل نلسون منديلا؟؟
هل تعتقدون بان معظم الفصائل المسلحة كانت ومازالت بندقية للايجار اي مرتزقة؟
هل لديكم اسرار تخفونها, مثل ابو عمار؟؟؟
تحياتي للجميع


29 - رد الى: تي خوري
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 2 - 07:21 )
عمق، جرأة ، وضوح

حول سؤالكم الأول: جذر المعضلة هو في بناء مؤسسات ديمقراطية راسخة، هي وحدها التي تفتح للأجيال وعبر مصافيها انتاج القيادات، لدينا في الثورة الفلسطينية المعاصرة خمسة في الجبهة الديمقراطية، أجيال من الشعب الفلسطيني، من الهام التركيز على الشباب والمرأة.
المناضلات، المناضلون، قادة، كوادر عليهم أن يعطوا طالما هم قادرون على العطاء، تماماً كما المفكر، الكاتب، الشاعر، الأديب، رسماً وموسيقى ... الخ
• حول رحيل أبو عمار دون أن يكتب مذكراته، اتفق معكم، وممكن لإخوته ممن عايشوه ان يدونوا ما وصلهم وما أدركوه وحققوه وعملوا به مباشرة أو عبر هيئات حركة فتح، وعبر أطر منظمة التحرير الفلسطينية.
• حول النظام العلماني الديمقراطي هو الحل الوحيد لإشكالية الدولة العربية ومأزقها، وهي مهمة تقدمية وتنويرية ليست يسيرة لما تركه الماضي العربي المديد، متماهياً مع الملف الصراعي وصراعات التاريخ والهويات والإثنيات تركت الناس في تعقيدات عقلية وفوبيا من المستقبل، لدرجة أن -الأموات يقتاتون على الأحياء-.. والأحياء بلا حياة في زمن مباح، يبتعد عنه التاريخ والتحولات التاريخية.
أما كلمة ديمقراطي فهي ترتبط أولاً: بمفاهيم تحرير العقل من طغيان النقل، حقوق الإنسان قيمة كونية، الديمقراطية التعددية، العدالة الاجتماعية. ثانياً: الإنسان لم يخلق من أجل الأنظمة المشاعية، الإقطاعية، الرأسمالية، الاشتراكية ... بل الأنظمة الاجتماعية في خدمة الإنسان، ولذا لم -ينتهي التاريخ عند هذا النظام أو ذاك-. الآن الرأسمالية النيوليبرالية في أزمة ولم تشكل -نهاية التاريخ- قادتها استعادوا تدخل الدولة في اقتصاد السوق (العرض والطلب)، تدخل الدولة في الاقتصاد، الاجتماع، الرعاية الصحية، الضمانات الاجتماعية، التعليم، البطالة ... الخ في الولايات المتحدة وفي كل بلدان المركز الرأسمالي العالي التطور تدخل الدولة مأخوذ عن -تجارب الاشتراكية في البلدان التي تفككت وانهارت (السوفييت مثلاُ) والبلدان التي تواصل طريق الامتحان الكبير نحو التحولات الاشتراكية (الصين، فيتنام، كوبا)، فكيف الحال في البلدان الصاعدة والفقيرة في العالم الثالث.
التجارب الاشتراكية لها إنجازاتها العظمى وأخطائها الكبرى وخاصة غياب الديمقراطية التعددية وطغيان دكتاتورية الزعيم والحزب الواحد.
الاشتراكية مدعوة لمعادلة جديدة -اشتراكية الديمقراطية وديمقراطية الاشتراكية-، إنها اشتراكية القرن الواحد والعشرين، أدعوك لكتاب حواتمة -اليسار العربي ـ رؤيا النهوض الكبير (نقد وتوقعات)-. وليس كما أوردت بأنها منهج الليبرالية المتوحشة في انفلات السوق، نحن نريد أولاً دولة الضمان الاجتماعي، والتعليم والصحة للجميع، والعمل للجميع ... الخ.

• نعم ينبغي التركيز على هموم المواطن الفلسطيني تحت الاحتلال، وعموم الطبقات الوطنية التي تعمل على دحر الاحتلال الصهيوني في سياق البرنامج الوطني الجامع ... الخ. نحن مع السلام الشامل المتوازن، سلام الشرعية الدولية بين شعبنا والإسرائيليين.
• نحن مع -سياسة السلاح وسلاح السياسة-، فالبندقية بلا برنامج قد تتحول إلى غير وجهتها إلى حروب أهلية وصراع على السلطة والمال والنفوذ كما وقع في قطاع غزة، إلى قمع واحتكار ومصادرة حريات كما وقع مراراً في الضفة الفلسطينية، وآخرها قمع مؤتمر القوى اليسارية والبورجوازية الليبرالية في رام الله، والذي اعتذر عنه عباس أول أمس، وفياض أمس بمؤتمره الصحفي 30/8/2010.
ولا أسرار لدينا، وقد نشرنا الاسرار بالوقائع والاسماء وحقبنا تاريخ ثورتنا بعشرات الكتب والمراحل، وننشر ما لدينا باستمرار وشكراً.


30 - أزمة اليسار :من المسؤول و هل من حل؟
محمد أسوار ( 2010 / 8 / 30 - 05:31 )
بعد إنهيار الإتحاد السوفياتي أو ما يسمى بالمعسكر الشرقي ،وظهور العالم دي القطب الواحد،إختل التوازن حتى على المستوى الفكري ، و لم يعد للفكر اليساري عموما تلك الحماسة و الأمل في التغيير
الآن أريد أن أسأل د.نايف حواتمة عن كيفيةالرجوع باليسار إلى بريقه السابق ـ في حالته العربيةـخاصة و أننا في أمس الحاجة إلى التغيير و أن هناك قوى ضلامية إستطاعت أن تفرض وجودها كأمر واقع؟


31 - رد الى: محمد أسوار
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 2 - 07:22 )
أزمة اليسار العربي: من المسؤول وهل من حل ؟! ...

الآن الحالة الموضوعية وما آلت إليه أزمات الرأسمالية، ومناهج الامبريالية ورؤيتها للعالم كما تنشده، قد فتحت الطريق أمام شعوب بأكملها لدخول الصراع، فضلاً عن الصراع بين الشمال والجنوب، هذه المتغيرات فضلاً عما هو وطني ومطلبي وفي عصر العولمة المتسعة، هو ما ينبغي أن يعالجه اليسار، إضافة لما تُلحق الرأسمالية من تدمير في البيئة العالمية، وبالمحيطات والبحار، أي دخول قوى جديدة على خط هذا الصراع الوحشي، مثلما ما نرى وما حل من تدمير للبيئة في البئر النفطي بخليج المكسيك وشواطئ ولاية لويزيانا الأميركية ذاتها.
تناولت في الأجوبة التي سبقت أزمة اليسار العربي والحلول، أقترح عليك العودة لها، وأقترح قراءة كتاب حواتمة: -اليسار العربي ـ رؤيا النهوض الكبير (نقد وتوقعات)-، حيث تناولت الأسئلة الكبيرة، ولماذا العالم من حولنا يتغير ويتطور في أمريكا اللاتينية، إفريقيا السمراء، آسيا البوذية، الهندوسية، الكنفوشيوسية، بينما العالمين العربي والمسلم راكد في حالة الانسداد والتخلف التاريخي، وما هي الحلول وكيف؛ تحت سقف الصراع نحو التغيير والتطور، الإصلاح والانفتاح، نحو الثلاثي: -تحرير العقل من طغيان النقل، الديمقراطية التعددية، العدالة الاجتماعية-، الآليات والروافع الداخلية في كل بلد عربي ومسلم للنهوض الجديد في قادم الأيام.


32 - التيار اليساري في العراق
حبيب جلال ( 2010 / 8 / 30 - 09:36 )
تحياتي الخالصة للاستاذ والمناضل حواتمة
1 ـ منذ نعومة اظفارنا كنا نسمع ونقراء عن مصطلح اليسار واليساريين وفي
العراق طالما كان يتم الربط بين اليسار والحزب الشيوعي العراقي والتنظيمات المتفرعة والمنشقة عنها وفي الستينا من القرن الماضي وبعد نكسة حزيران حصلت تحولات في مواقف وطروحات بعض اطراف التيار القومي العربي وخاصة حركة القوميين العرب وبعد ذلك الحركة الاشتراكية العربية حيث تبنت الماركسية اللينينية وحسبت على خجل على التيار اليساري ..اريد من الاستاذ والمناضصل نايف حواتمة تعريفا واضحا ومحددا لمعنى اليسار.
2 ـ القوى الديمقراطية واليسارية في العراق ومنذ انقلاب البعثيين عام 1968 في حالة تشرذم وتراجع مستمر وخاصة بعد سقوط النظام الديكتاتوري حيث لم تستطع هذه القوى من اثبات وجودها وتحقيق اي تقدم في مسارها سواء في العلاقة مع الجماهير او في العلاقة مع الاحزاب القابضة على السلطة وحتى في علاقات هذه القوى ببعضها ماهي اسباب ذلك في رايكم وماهي السبل الكفيلة لنهوض هذه القوى وتقدمها ووحدة مواقفها وسياساتها
3 ـ انا ادعو الى تأسيس حزب الاشتراكية الديمقراطية في العراق حيث اعتقد ان هكذا حزب كفبل بالنضال الدؤوب وعلى مدى المستقبل القريب بانقاذ العراق من الاوضاع السيئة والسلبية التي يعيشها هذا البلد بسبب اخطاء العملية السيباسية والمحاصصة وبسبب تشبث الاحزاب الدينية والقومية والعشائرية بالسلطة
اكرر تحياتي وشكرا


33 - رد الى: حبيب جلال
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 2 - 07:23 )
التيار اليساري في العراق

التعريف الواضح والمحدد لليسار العلمي، الديمقراطي والثوري:
هو أولاً مفهوم علمي للنظر إلى العالم والوجود، وهوية ثقافية وفكرية، سياسية ونضالية برنامجية، تنشد العدالة الاجتماعية ممثلة بالاشتراكية، وفق معادلة تاريخية جديدة -اشتراكية الديمقراطية وديمقراطية الاشتراكية-، هذه المعادلة غابت عن التجارب الاشتراكية في البلدان التي تفككت وانهارت، أو التي لا زالت قائمة تحت سقف الامتحان الكبير بالانفتاح على هذه المعادلة، بدلاً من تجارب الزعيم الفرد والحزب الواحد.
إن غياب المعادلة التاريخية المذكورة شكل العامل البارز في تفكك وانهيار تجربة الاتحاد السوفييتي وتجارب أوروبا الشرقية والوسطى.
ثانياً: الانتقال إلى المرحلة الأولى من الاشتراكية يمر بمراحل -تحرير العقل من النقل، الديمقراطية، العدالة الاجتماعية- أي الانتقال بالمجتمع والدولة من مرحلة ما قبل الحداثة (العشائرية، الجهوية، الطائفية والمذهبية، إرهاب تسييس الدين وتديين السياسة، المحاصصة ...) إلى مجتمع الحداثة (المساواة في المواطنة، الدولة المدنية، الديمقراطية التعددية، العدالة الاجتماعية).
ثالثاً: الحوامل والروافع الداخلية، الحزبية والنقابية التعددية هي الأساس في إنجاز مهمات المجتمع والدولة الوطنية الديمقراطية.
أفهم من سؤالك هو كيف نضع اليسار في مجرة المستقبل، ويصاحب هذا أسئلة حقيقية ينبغي لليسار أن ينهض بها في العراق، الموضوع ليس نقلة -سحرية- بقدر ما هو مطلوب منه الدخول في -الصناعة الثقيلة- المجتمع ـ الدولة ودولة المجتمع، عبر العودة إلى المواطن ذاته، وصولاً إلى التخلص من أزمة المفاهيم الضارة القديمة التي برزت في العقل العراقي والعربي التاريخي وعلى مساحة القرن العشرين وخاصة الخمسين سنة الأخيرة، نحو الحرية والديمقراطية والمواطنة الكاملة وفصل السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية.
إن مواجهة غير المجدي في معركة الوعي هو أساسي، كي لا يعيدنا إلى إنتاج الميثولوجيا، واعتقد أن هذا هو أساس الهم اليساري الديمقراطي في العراق، مرافقاً مع بناء دولة المجتمع، دولة الحق والقانون، دولة المؤسسات، دولة المواطن.
موضوع حزب الاشتراكية الديمقراطية، هو شأن القوى والشخصيات اليسارية الديمقراطية العراقية، ونحن لا نلقي عليهم وصفات طبية، وهم على ارض الواقع بكامل جلائه.. وشكراً.


34 - سؤال
madean alhouseany ( 2010 / 8 / 30 - 10:45 )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي العزيز لقد وصل الى علمنا بانكم رفضتم المفاوضات المباشره مع اسرائيل فما هو البديل لديكم ونعرف ايضا ان جميع اليسار الفلسطيني كحزب الشعب والجبهه الديمقراطيه والجبهه الشعبيه كلها رفضت المفاوضات المباشره فهل هناك خطة عمل مشتركه لتفعيل النضال الفلسطيني وماهي ادواتها
مع الشكر والتقدير


35 - رد الى: madean alhouseany
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 2 - 07:25 )
رفض المفاوضات المباشرة فما هو البديل ؟! ...

رفضنا المفاوضات المباشرة وغير المباشرة لأنها بدون مرجعية دولية، سقف زمني، وقف كامل للاستيطان، رقابة دولية على الطاولة، فك حصار قطاع غزة، وهذا قرار المجلس المركزي لمنظمة التحرير الائتلافية منذ كانون الأول/ ديسمبر 2009، ودعونا إلى عقد دورة جديدة للمركزي لبلورة قرار الإجماع الوطني، لأنها مرسومة لأهداف مغايرة، وقد فشلت المفاوضات غير المباشرة التي كان من المفترض هي من ينقل الحالة إلى المفاوضات المباشرة، لقد تحولت المفاوضات بحد ذاتها إلى مسالة عبثية ضارة على قضيتنا وقد رحلت القضايا الكبرى وأغلقت الباب أمام فتحها، بترحيل قضايا: القدس، الاستيطان المتواصل والمتمادي، اللاجئين، الحدود، الأمن والمياه، الحصار المضروب على قطاع غزة.
نعيش في مرحلة تحرر وطني، شرطها الأساسي لنيل النصر هو الوحدة الوطنية بين جميع الفصائل والقوى والطبقات الوطنية، التي تشكل وتعبر عن مصالح الكتلة التاريخية في مرحلة التحرر الوطني، وكان من الأولى والأجدر معالجة قضية الانقسام في الصف الفلسطيني، وإنهاء حالة التشظي وتجميع الجهود والإرادات، لأن الانقسام هو طريق الفشل وضياع الحقوق الوطنية.
لقد رفضنا في اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية المفاوضات المباشرة (20 آب/ أغسطس 2010)، وأوضحنا أن مقاومة الضغوط الهائلة على السلطة الفلسطينية، الضغوط الأمريكية ـ الإسرائيلية نزولاً عند اشتراطات نتنياهو ومواصلة استيطانه في الضفة وتهويد القدس، وصولاً إلى ضغوط الأنظمة الحاكمة العربية؛ يمكن مقاومتها باستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية.
وها نحن نؤكد مجدداً أن ثمة أصول وقواعد معتمدة واضحة ومتعارف عليها للانتقال للمفاوضات المباشرة، بتثبيت مرجعياتها على أساس قرارات الشرعية الدولية، فالجانب الفلسطيني بالتحديد هو فقط من يواجه -وقائع يومية مستجدة على الأرض- أي الاستيطان الاستعماري وتهويد القدس، والمطلوب أولاً كبح جماح التطرف العنصري الصهيوني المنفلت من عقاله.
المطلوب العودة إلى مرجعية قرارات الشرعية الدولية كافة، المتعلقة بالصراع الفلسطيني ـ الصهيوني.
وإذا كانت مجموع زيارات المبعوث الأميركي ميتشيل، قد أفاد عنها بنفسه؛ بالتصريح أنه: -محبط وخائب الأمل-، فماذا يرجى أن يتحقق من المباشرة بدون مرجعية، وبعد أن أعلن نتنياهو رفض بيان الرباعية الدولية (20 آب/ أغسطس 2010)، والرؤية والاشتراطات الصهيونية المسبقة لحكومة بنيامين نتنياهو تحت منسوب وباروميتر رفض كل ما هو متوازن، ومنطقي، وعلى أساسٍ من الشرعية الدولية، ونقول من أراد أن ينصف الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية الدنيا واضحة وجلية وضوح الشمس، يبدأ بإزالة الاحتلال عن شعب وحتى حدود الرابع من حزيران 1967.
نحن نناضل وندعو إلى خطوات بناء الصمود الوطني في الوطن والشتات وفي المقدمة:
1 ـ استئناف الحوار الوطني الشامل فوراً لإنهاء الانقسام العبثي المدمر، وإعادة بناء الوحدة الوطنية، على الطاولة الورقة المصرية لتطويرها بما نتفق عليه، نوقع جميعاً ويتم استيعاب التطوير في مسار آليات التنفيذ.
2 ـ تشكيل حكومة وحدة وطنية من جميع الفصائل والقوى المشاركة بالحوار الوطني الشامل بدلاً عن حكومتين في رام الله وغزة.
3 ـ العودة للشعب بانتخابات تشريعية وتنفيذية لمؤسسات السلطة الفلسطينية، منظمة التحرير، مؤسسات المجتمع الأهلي في الوطن والشتات (جامعات، نقابات، اتحادات مهنية، نسائية، شبابية ... الخ) لتوحيد قوى الشعب بقوانين التمثيل النسبي الكامل.
4 ـ إعادة بناء الأجهزة الأمنية من أبناء الشعب، بديلاً عن الأجهزة الانقسامية الاحتكارية الأحادية أو الثنائية بالمحاصصة بين فتح وحماس. تم تجريب هذا باتفاق المحاصصة الاحتكاري الثنائي (اتفاق مكة/ فبراير 2007)، الذي أنتج الحروب الأهلية والانقلابات السياسية والعسكرية في قطاع غزة، وارتداد فتح وحماس عن برامج الوحدة الوطنية التي وقعنا عليها بالإجماع (القاهرة 2005، غزة 2006، القاهرة 2009).
5 ـ ندعو السلطة الفلسطينية إلى خطة اقتصادية، اجتماعية جديدة لاستيعاب اليد العاملة الفلسطينية في المستوطنات بالضفة (32 ألف) خلال أشهر بسلسلة من المشاريع الصغيرة والمتوسطة، ببناء المساكن الشعبية. هذا هو طريق الوقف الكامل للاستيطان ولا طريق آخر.
ينطبق على وقف الاستيطان بالقدس ما ينطبق على الضفة.
6 ـ انفتاح السلطة على الشعب بالوطن والشتات، لتمكين مئات الألوف من الشراكة السياسية والاقتصادية والاجتماعية بانتخابات شاملة بلدية، عمالية، فلاحية بالريف والمدينة، والملايين في الشتات بقوانين التمثيل النسبي، وبهذا نبني الصمود، ويتحول الشعب شريكاً جباراً في المقاومة الشعبية للاحتلال والاستيطان والجدار العنصري العازل ...
7 ـ منظمة التحرير مدعوة لتطوير التضامن العربي مع شعبنا، وهذا يستدعي دوراً جديداً، فاعلاً مع الدول العربية لصياغة إستراتيجية عربية جديدة تفتح على خيارات متعددة كما -إسرائيل- لها خيارات متعددة، وفي المقدمة تطوير القدرات الدفاعية والاقتصادية للأقطار المجاورة لفلسطين المحتلة: مصر، لبنان، سوريا، الأردن.
8 ـ الانتقال الفلسطيني والعربي لمجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة بدورة استثنائية -الاتحاد من أجل السلام-، لإصدار قرار دولي يلزم -الاحتلال واستعمار الاستيطان بالرحيل عن الأراضي المحتلة عام 1967 تحت طائلة العقوبات كما وقع مع حكومة جنوب إفريقيا العنصرية إلى أن نزلت للقرار الدولي بانتخابات تمثيل نسبي كامل لبناء جنوب إفريقيا ديمقراطية موحدة، وهذا ما كان فعلاً.
9 ـ على هذا نتمكن من التعامل مع الكتل الدولية الكبرى (الرباعية الدولية، الأمم المتحدة، الصين، الهند، اليابان، البرازيل، جنوب إفريقيا، المؤسسات الإقليمية الدولية، وعلى قاعدة الجمع بين كل أشكال النضال الممكنة، ونحو مفاوضات سياسية جادة محكومة بمرجعية قرارات الشرعية الدولية، سقف زمني، رقابة دولية على الطاولة، الوقف الكامل للاستيطان، فك الحصار عن قطاع غزة.
هكذا فعلت شعوب وحركات التحرر الوطني من فيتنام إلى الجزائر إلى جنوب اليمن إلى جنوب إفريقيا.
هذا هو طريق حركات التحرر الوطني الظافرة.
الانقسام المدمّر، وحشر قضيتنا وحقوقنا الوطنية، والحقوق العربية في الجولان ومزارع شبعا في لبنان بخيار -يتيم- بمفاوضات مختلة التوازن فلسطينياً وعربياً، أمامها الطريق المسدود، هدر الزمن، توسع استعمار الاستيطان وعلى طريق مصادرة حقوقنا الوطنية بتقرير المصير والدولة عاصمتها القدس، والعودة.


36 - عن الامتدادات الان
عزيز باكوش ( 2010 / 8 / 30 - 12:49 )
اسالكم بصفتكم مناضلا من العيار الثقيل سيدي الدكتور الفاضل
هل لديكم الان امتدادات سياسية مقنعة على الارض؟
هل ترون انه من المجدي التفكير على هذا النحو الان وهنا في ظل تشعبات القضية الفلسطينية والانقسام السيزيفي المؤسف؟
ما درجة الامل عندكم كسياسي ومناضل من العيار الثقيل؟
هل من مخرج لللازمة الفلسطينية من منطلق اليسار واي افق لهذا المخرج؟
اشكركم جزيل الشكر سواء كان الرد اولم يكن.


37 - رد الى: عزيز باكوش
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 2 - 07:28 )
عن الامتدادات الآن ... والانقسام السيزيفي

مخرج للأزمة الفلسطينية من منطلق اليسار، وأي أفق لهذا المخرج ؟
أولاً: أشكر لكم اهتمامكم ومتابعتكم، وأُجمل الإجابة بالرد على السؤال المدون وضمنه توصيفكم للانقسام ـ السيزيفي ـ كما ذكرتم.
بادرت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في أواسط أيار/ مايو 2006 إلى طرح مبادرتها الوطنية وتحت عنوان -نحو خطة شاملة للإنقاذ الوطني- تضمنت إلى جانب الوضع الفلسطيني الداخلي؛ خطورة غياب خطة وطنية موحدة للمواجهة، وحالة الارتباك والتخبط التي يتسم بها الأداء القيادي الفلسطيني، وحالة سياسة الاحتكار السلطوي الأحادي والثنائي، الصراع التناحري بين فتح وحماس على السلطة، وهذا قبل أن يقع الانقسام، والتدهور المتسارع الذي تنبأت به، جعل من الحوار الوطني ضرورة مصيرية.
وحيث وثيقة -الوفاق الوطني- التي توصلت لها الحركة الأسيرة من فصائل المقاومة الرئيسية الخمسة (فتح، ديمقراطية، شعبية، حماس، جهاد)، وأيدتها وتبنتها، لأن مفتاح حل الأزمة يكمن في إيجاد صيغة للشراكة السياسية الشاملة في إطار منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية معاً، تقوم على برنامج مشترك وخطة عمل ملموسة؛ وبالتوافق على قواسم سياسية مشتركة، والدعوة لمؤتمر دولي يقود إلى انسحاب -إسرائيل- الكامل من جميع الأراضي المحتلة عام 1967 وتفكيك المستوطنات، وحل قضية اللاجئين طبقاً للقرار 194 الذي كفل لهم حق العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي شردوا منها، وإطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين دون تمييز.
على ذات الجانب الآخر طالبت بصياغة خطة كفاحية وسياسية موحدة بتنسيق الأداء النضالي والسياسي، بما في ذلك موضوعة التفاوض، مع التمسك بخيار المقاومة وتفعيل التحركات الجماهيرية والمقاومة الشعبية مع الاحتلال والاستيطان ... والتوجه إلى مجلس الأمن للتأكد مجدداً على بطلان الإجراءات الإسرائيلية على الأرض أي الاستيطان، وشنّ حملات سياسية دولية لهذا الغرض.
على ذات السياق آليات تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية، وانتخاب مجلس وطني جديد في الوطن والشتات بقانون انتخابي ديمقراطي لا انقسامي، قانون التمثيل النسبي الكامل، وتوحيد مركز القرار السياسي الفلسطيني، واشتملت المبادرة على تفصيلات في الواقع الحياتي الاجتماعي ـ السياسي الفلسطيني، ودمقرطة الحال القطاعية الفلسطينية بانتخابات التمثيل النسبي الكامل، هذه هي امتداداتنا السياسية على الأرض والتي نثق بها مطلق الثقة ...
لقد شكلت مبادرات الجبهة الديمقراطية للأزمة الفلسطينية في انعطافاتها ومنذ بداياتها علاجاً يسارياً ديمقراطياً للأزمة وبالعودة إلى الشعب باعتباره المرجعية الأولى المعنية بقضية ومسار نضاله، ومن تاريخه فيما لو سارت الأمور على هذا النحو لما وقع الانقسام بين الوطن والوطن.
ما زلنا نؤمن بأن -وثيقة الوفاق الوطني- نتاج الحوار الوطني الشامل والتوقيع الإجماعي عليها 27/6/2006، وبيان الحوار الشامل 26/2 ـ 19/3/2009 في القاهرة هي الحل للانقسام، ومعها مجموع نتائج أعمال مؤتمر القاهرة 2005، فضلاً عن المبادرات المشتركة التي قادها اليسار الديمقراطي ممثلاً بالجبهة الديمقراطية والجبهة الشعبية وحزب الشعب (اقترح أن تعود إلى كتاب حواتمة -اليسار العربي ـ رؤيا النهوض الكبير ـ نقد وتوقعات- ... فصل المبادرات والحلول بالوثائق الملموسة.
الجهة الديمقراطية قوة رئيسية على الأرض والميدان، في الوطن المحتل والشتات، باعتراف شعبنا والفصائل، قوى وأحزاب حركة التحرر والتقدم العربية، الدول العربية، قوى الديمقراطية والسلام في العالم.
في 26 آب/ أغسطس عقدت القوى اليسارية والليبرالية مؤتمرات جماهيرية في رام الله وغزة برفض المفاوضات المباشرة بدون مرجعية دولية، وقف كامل للاستيطان، تعرضت أجهزة القمع السلطوية لمهرجان رام الله، واعتذر رئيس السلطة عن ذلك وأدانه، في 30 آب/ أغسطس اعتذر وأدان رئيس حكومة السلطة فياض ذلك.
في 28 آب/ أغسطس نظمت الجبهة الديمقراطية مظاهرة جماهيرية في غزة، تناقلت وكالات الأنباء صورها وأشارت أنها تجاوزت الثلاثين ألفاً، والأمثلة كثيرة ...
كلمة واضحة أقول: أزمة الانقسام السيزيفي بتعبيركم الدقيق أزمة مركبة: الصراع على احتكار السلطة وتقاسم المال والنفوذ بين فتح وحماس، صراع انقسامات المحاور الإقليمية العربية والشرق أوسطية لزرع وتمويل الانقسام في الصف الفلسطيني وفق مصالح الشرائح الطبقية الحاكمة في بلدان هذه المحاور.
وعليه أقول: الأزمة الفلسطينية ... أزمة الأنظمة العربية أولاً.


38 - اليسار العربي
وميض صادق عبدالكريم السامرائي ( 2010 / 8 / 30 - 14:00 )
مع زوال الشيوعية العالمية بزوال الاتحاد السوفيتي
هل تعتقدون ان لليسارالعربي اي دور فعال في حياة الشعوب العربية وتطلعاتها لمستقبل افضل مما هو الحال عليه الان؟؟
الم تموت الشيوعية والاشتراكية بعد؟؟


39 - رد الى: وميض صادق عبدالكريم السامرائي
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 3 - 12:33 )
اولاً: الشيوعية لم تولد بعد، مرحلة تاريخية لاحقة بعد انجاز الاشتراكية في كل مراحلها.
الاشتراكية: -من كل حسب طاقته، ولكل حسب عمله- وعلى هذا ثورة اكتوبر الاشتراكية في روسيا 1917، تجربة الاتحاد السوفييتي وتجارب اوروبا الشرقية والوسطى، تجربة الصين الشعبية، فيتنام، كوبا.
الشيوعية: -من كل حسب طاقته، ولكل حسب حاحته-، وهذه لم توجد، قد تأتي وقد لا تأتي- انها تتطلب اعلى مراحل الثورة التكنولوجية والانتاجية لتأمين -لكل حسب حاجته-، أي -بناء الجنة على الأرض-.
وعليه؛ اطلاق تعبير الشيوعية على هذه التجارب من نتاج مطابخ الحرب العالمية الباردة على مساحة 62 عاماً، ولا زال هذا الادعاء يروج على الصين، فيتنام، كوبا رغم ان كل منها لا زال في المرحلة الأولى من بناء الاشتراكية.. الدخول في الثورة الصناعية بمراحلها الثلاث، وبناء مجتمع ودولة الرعاية الاجتماعية، ولم تصل تجربة الاتحاد السوفييتي والصين والتجارب الاخرى الى مرحلة مجتمع ودولة الرفاه الاجتماعي والتطبيق الخلاّق لمبدأ -من كل حسب طاقته ولكل حسب عمله-.
ان وراء تسمية احزاب هذه التجارب -بالشيوعي- الطموح غير العلمي -لحرق المراحل-، والتمييز النظري عن الاحزاب الديمقراطية الاشتراكية في اوروبا والاممية الثانية، وامتدت هذه التسميات على بلدان العالم دون ارتباط بين الاسم وبين خصوصيات كل بلد والمرحلة التي يمر بها. وكل هذا يستدعي المراجعة النقدية بروح علمية للتسميات وبرامج العمل في كل بلد والمرحلة التاريخية التي يمر بها.
ثانياً: اوردنا في اجوبة سابقة ان تعبير اليسار فضفاض، ومتباين بين مجتمع واخر، بلد وأخر من البلدان العربية والشرق اوسطية، وفي العالم.
المنشأ التاريخي للتعبير لم يبدأ مع ماركس، بل في البرلمان البريطاني، من مع الملك وسلطانه يجلس على اليمين، من يدعو للتغيير والتطوير والاصلاح الاقتصادي -الاجتماعي، السياسي، الديني يجلس على اليسار.
الثورة الفرنسية 1798 عن هذا، وجرى تعميمه عالمياً.
المجتمعات العربية في مرحلة التخلف التاريخي منذ اكثر من ألف عام، مجتمعات ما قبل الحداثة، تستدعي -التغيير والتطور، الاصلاح والانفتاح- تحت سقف برامج- تحرير العقل من طغيان النقل، الديمقراطية التعددية، العدالة الاجتماعية-، مرحلة التحرر الوطني والتقدم الحداثوي، المساواة في المواطنة، الدولة المدنية، مجتمع الدولة ودولة المجتمع... الحلول الديمقراطية للمعضلات الاثنية، الطائفية والمذهبية المزمنة في البلاد العربية.
السؤال من هي قوى التغيير والتطوير، إنها القوى اليسارية الديمقراطية والليبرالية الوطنية، قوى الكتلة التاريخية للتغيير -الطبقة الوسطى، العمال والفقراء في المدينة والريف،المثقفين الوطنيين والثوريين، المهمشين-.
وعليه؛ لا تغيير وتطوير واصلاح بدون اليسار الديمقراطي والثوري قولاً وعملاً في كل مجتمع وبلد عربي وشرق اوسطي، وهذا يستدعي تحالفات وائتلافات مع الليبرالية الوطنية (البورجوازية الوطنية..). يستدعي المراجعة النقدية لتجارب الاحزاب، النقابات... واستخلاص الدروس علناً وامام طبقات وقوى الكتلة التاريخية المدعوة للتغيير والتطوير، للديمقراطية والعدالة الاجتماعية، لصياغة العلاقات بين الاثنيات بحق تقرير المصير (كرد، اشوريين، كلدان، جنوب السودان الافارقة، دار فور، كردفان، الأمازيع في المغرب العربي...)، المساواة في المواطنة الدولة المدنية بدلاً عن الطائفية والمذهبية في جميع البلدان العربية، الاصلاح الديني بدلاً عن -ارهاب تسييس الدين وتديين السياسة الفكري والدموي وحروبه الاهلية- (العراق، السعودية، اليمن، الصومال، السودان، مصر، الجزائر، المغرب مثالاً).
التغيير والتطوير حركة التاريخ وحلم البشرية للتقدم إلى امام وعليه؛ تحرير العقل، الديمقراطية، العدالة الاجتماعية مهماتنا في اليومي والقادم، وصولاً إلى نيل حقوق الانسان والشعوب: -معادلة اشتراكية الديمقراطية وديمقراطية الاشتراكية- [راجع كتاب حواتمة: اليسار العربي – رؤيا النهوض الكبير (نقد وتوقعات)]، انظر الى ما يجري من تدخل الدولة في حل الأزمة في الرأسمالية، ما يجري من تحولات عظمى نحو اليسار في امريكا اللاتينية، افريقيا السمراء، آسيا البوذية، الهندوسية، الكنفوشيوسية. راجع الاجوبة على الاسئلة التي سبقت.


40 - تنظير
منذر السوري ( 2010 / 8 / 30 - 12:26 )
جواب كل سؤال محاضره, و تسألني لماذا اليسار صفر


41 - رد الى: منذر السوري
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 4 - 11:45 )
أين العقل والضمير، ترسل تعليق قبل أن نرسل -حرفاً واحداً- على أي سؤال.
ننتظر فعلك على الأرض وفي الميدان.


42 - شكرا لفيلسوف الثورة ولينين العرب
محمد جمال ( 2010 / 8 / 30 - 14:54 )
متى سنشهد الانطلاقة الثانية للمارد الجبهاوي الديمقراطي
ومؤسساته


43 - رد الى: محمد جمال
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 3 - 12:34 )
المارد الجبهاوي الديمقراطي على الطريق، يراكم قواه ودوره وفعله على الأرض وفي الميدان، كن على ثقة ان النهوض الكبير في قادم الايام.
في العيد 41 للجبهة الديمقراطية عشرات الالوف نزلت إلى الشارع تحتفل في محافظات الضفة الفلسطينية كما اعلنت وكالات الانباء، فضائيات، صحافة الارض المحتلة، المهرجان المركزي في رام الله احتشدت به كل قيادات الفصائل والشخصيات الوطنية، وكل من الخطباء حيا مسار الجبهة وادوارها التاريخية والراهنة، داعياً إلى التسريع في مراكمة قواها ودورها ضمانة الثورة ومنظمة التحرير، صمام القرار الوطني الوحدوي الديمقراطي والمستقل.
في قطاع غزة احتشد في ملعب فلسطين الكبير اكثر من 70 الفاً كما اوردت الفضائيات، الصحف الفلسطينية والعربية وبالامس 28/8/2010 نظمت الجبهة الديمقراطية في غزة مسيرة 30 الفاً برفض المفاوضات المباشرة بدون الوقف الكامل للاستيطان، مرجعية ورقابة دولية، سقف زمني، فك الحصار عن قطاع غزة.
في رام الله 1/9/2010 سارت مظاهرة الجهبة الديمقراطية وقوى اليسار الاخرى والمستقلين تدعو عباس إلى العودة فوراً من واشنطن ووقف المفاوضات حتى يتوقف الاستيطان.
مهرجان الألوف الحاشدة المدينة الرياضية، بيروت والمخيمات من البارد إلى عين الحلوة والرشيدية، وفي ملعب النادي العربي الفلسطيني الكبير في دمشق/ مخيم اليرموك، النهوض البارز في قلب الجاليات العربية، الاوروبية، الامريكيتين...).
هذه امثلة على الطريق، ندرك ان الدرب طويل، بفعل الانقسام المدّمر بين فتح وحماس بدعم وتمويل الانقسامات المحورية الاقليمية العربية والشرق اوسطية، ونتاج انهيار جبهة الصمود العربية، تفكك وانهيار التضامن العربي، تفكك وانهيار تجارب الاتحاد السوفييتي وتجارب المعسكر الاشتراكي، الحصار المادي العربي الرسمي والسلطوي الفلسطيني على قوى التغيير والاصلاح فصائل وقوى اليسار الديمقراطي الثورة والمقاومة.
مارسنا المراجعة النقدية لتقصيراتنا في الميدان الجماهيري واعمال المقاومة بكل الوانها.
وبرغم الانهيارات العربية – الاممية التقدمية، الحصارات المادية، أقول لشعبنا وقوى التحرر والتقدم العربية والشرق اوسطية (وبجميع الحالات) نحن رقم صعب لا يمكن تجاوزه، والدليل الصارخ بمبادراتنا ونضالنا الفاعل دفعنا كل الفصائل والقوى الى الحوار الوطني الشامل وانجزنا برامج الوحدة الوطنية لانهاء الانقسام على اساس قوانين دمقراطة المجتمع، مؤسسات السلطة ومنظمة التحرير التشريعية والتنفيذية بانتخابات التمثيل النسبي الكامل (2005 في القاهرة، حزيران 2006 في غزة، اذار 2009 في القاهرة).
ارتداد فتح وحماس عن برامج الوحدة، والجنوح الى اتفاق المحاصصة الاحتكاري الثنائي (اتفاق 8 شباط/فبراير في مكّة)، دعم وتمويل الانقسام على يد المحاور الاقليمية العربية والشرق اوسطية عطلّ برامج الوحدة، وهذا انتج الحرب الاهلية بين فتح وحماس والانقلابات السياسية والعسكرية.
الصراع يدور، وبفعل ومبادرات القوى اليسارية الديمقراطية والليبرالية سيتم اعادة بناء الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام الاحتكاري المدمّر .. وان طال المسير.


44 - موضع الاستاذ نائف حواتمة
لويس ساكو ( 2010 / 8 / 30 - 15:15 )

يا اخوة متى اعاد الخوف والعنف الحقوق ومتى بنى الاوطان؟ انظروا ما فعل غاندي في تحرير الهند ومن دون اراقة دماء؟ نحن كل يوم يسيل الدم والدمار ومن دون نتيجة ولا حقوق. اعتقد النضال السلمي اليوم هو اكثر فعالية و تاثيرا
لويس ساكو


45 - رد الى: لويس ساكو
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 3 - 12:35 )
-نموذج تجربة الهند والنضال السلمي وتحرير الهند دون إراقة دماء ...-

ثمة خصوصيات للشعوب، كما ثمة خصوصيات للنمط الاستعماري، وهذا يتطلب إعادة تعريف -إسرائيل- ككيان استيطاني اقتلاعي يُشكل أسوأ نماذج الأبارتيد بخصائصه العنصرية غير المسبوقة.
نحن مع الاحتفاظ بحقنا بالمقاومة بكافة وسائل النضال والمقاومة، وهذا يتطلب قراءة في مناهج وبنية وعقل هذا الكيان، ونحن شعب يعاني من الاستعمار الاستيطاني الكولونيالي.
على المستوى الشعبي نحن مع المقاومة السلمية في شتى ميادينها، وكما تعلم فقد وقع هذا في الانتفاضة الأولى (87 – 1993) دون اطلاق رصاصة واحدة)، على الرغم من النزف الكبير وتكسير العظام المشاهدة على مرأى العالم.
كما نحن مع المقاومة إلى جانب العمل السياسي والدبلوماسي والتفاوضي، ولا أقصد هنا -المفاوضات المباشرة بدون مرجعية قرارات الشرعية الدولية- في هذا الظرف، بل نتحدث عن جبهة مقاومة شعبية، فضلاً عن جبهة مقاومة ذات مرجعية سياسية، ومفاوضات ذات مرجعية زمنية وسياسية وقرارات الشرعية الدولية.
إن برنامجنا يتناول تعزيز وحدة الشعب وقدرته على الصمود بإتباع منهج ديمقراطي لتنظيم مؤسسات المجتمع، وصولاً إلى مشاركة الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تجمعاته في المعركة الوطنية.
نحن في الجبهة الديمقراطية الرواد في الثورة والحركة الوطنية في الربط بين -السياسة والمقاومة-، بين -سلاح السياسة وسياسة السلاح-، لا سياسة ظافرة بدون مقاومة شعبية، ولا بندقية راشدة بدون برنامج سياسي وطني موحّد في مرحلة التحرر الوطني التي يمر بها شعبنا وقواه المنظمة في صف الشعب، في الوطن والشتات.


46 - تحياتي
محمد عبدالله ( 2010 / 8 / 30 - 19:56 )
نايف حواتمة .. ال اين وصلت الجبهة وماذا قدمت الى النضال الفلسطيني ؟؟ ... اكثر ناس انتم بتعون حكى .. حركة فتح رغم الاخطاء لكن هي الحريصة الحقيقية على مصالح الشعب الفلسطيني وهي الممثل الحقيقي لشعبنا


47 - رد الى: محمد عبدالله
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 3 - 12:36 )
تحياتي
أخ محمد، سؤالك ورأيك أسير ثقافة وسياسة الاحتكار الاحادي، وارتكاب الاخطاء الاستراتيجية، والانقسامات، التي اخذت بها قيادة فتح في منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية (1996 – 2006)، وصلت إلى طريق مسدود، وانهارت تجربة حكومات فتح التسعة بانتخابات يناير 2006، نتيجة الفشل السياسي واستشراء الفساد ونهب المال العام.
الجبهة الديمقراطية مع فتح والفصائل الاخرى بنينا ائتلاف منظمة التحرير بين فصائل المقاومة، الاتحادات النقابية، الشخصيات المستقلة. طورنا منظمة التحرير الائتلافية على اساس البرنامج السياسي الجديد الذي تقدمت به الجبهة الديمقراطية صيف 1974 وأقره المجلس الوطني الفلسطيني بالاجماع حزيران/ يونيو القاهرة (راجع كتاب حواتمة: البرنامج الوطني المرحلي).
الجبهة الديمقراطية تحمل على اكتافها 5000 شهيداً قادة، كوادر، مقاتلين في صفوف القوات المسلحة الثورية /كتائب النجم الاحمر، كتائب المقاومة الوطنية الذراع المسلح للجبهة في الأرض المحتلة (مجلدات الشهداء بالاسماء والصورة والعمليات).
في حرب العدو -الرصاص المصبوب- على شعبنا في قطاع غزة، دفع الشعب 1500 شهيد، دفعت كتائب المقاومة الوطنية 34 شهيداً، فتح 42، حماس 47، الجهاد 32، الشعبية عدد متواضع لم تعلن عنه. هذه بيانات كل فصائل المقاومة وباسماء الشهداء.
جربت فتح وحماس اتفاق المحاصصة الاحتكاري الثنائي 8 شباط / فبراير 2007، مكة المكرمة في السعودية، انتهى إلى طريق مسدود وانتج الحرب الاهلية فتح وحماس والانقلابات السياسية والعسكرية في قطاع غزة.
ادعوك لقراءة تصريحات الأخ أبو مازن القائد العام لفتح لجريدة الايام- رام الله / الصادرة 1/9/2010، وفيها حرفياً ما يلي:
-الايام- - -كيف تنظرون إلى المعارضة في الشارع الفلسطيني من قبل احزاب اليسار وتزامن ذهابكم الى المفاوضات مع مسيرات واعتصامات-؟
-الرئيس: بلا شك ان الشعب الفلسطيني ليس نسخة طبق الأصل من بعضه البعض، هناك معارضة من التنظيمات، وليس فقط من التنظيمات وانما داخل فتح هناك معارضة، لأننا لم نحصل على اجماع اللجنة المركزية لحركة فتح ..، بمعنى ان هناك معارضة قوية، ومن حق هذه التنظيمات ان تقول رأيها ومن حقها ان تكون متخوفة، ومن حقنا ان نجرب...-.
ادعوك للقراءة والمعرفة، مغادرة التعصب الفئوي الضيق المميت للثورة والمقاومة، الذي ادّى إلى الطريق المسدود بمفاوضات بلا مرجعية ورقابة وطنية ودولية 19 عاماً، والأن تكرار التجريب دون استخلاص العبر ودروس الوحدة الوطنية والالتزام بقرارات اللجنة التنفيذية والمجلس المركزي لمنظمة التحرير.
حركات التحرر الوطني الظافرة تستدعي الوحدة الوطنية، الاحتكار وعربدة الانقسامات طريق الفشل وضياع الحقوق الوطنية.


48 - سيد حواتمة
حبيب محمد تقي ( 2010 / 8 / 30 - 20:46 )
سيد حواتمة هل لكَ أن تطلعنا وبصراحتكَ المعهودة عن الموقف الرسمي لحكومة الاحتلال في العراق ومدى وقوفها الى جانب قضية شعبنا وحقوقه الوطنية الفلسطينية العادلة ، وهل من تواصل وتنسيق مواقف بينكما ؟


49 - رد الى: حبيب محمد تقي
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 3 - 12:36 )
بدايةً لا يوجد أي اتصال بيننا وبين الحكومة العراقية في العراق، وسبق أن أجبتكم في السؤال رقم 2 تحت عنوان -على الصعيد السياسي للمشهد العراقي-، كما يمكن إفادتكم بإجابتنا على السؤال رقم 1 لذات الغرض والإفادة، وشكراً لاهتمامكم ...
حكومات العراق تحت الاحتلال تركت تجمعات شعبنا الفلسطيني في العراق فريسة للتصفيات الدموية على يد الارهاب الدموي الطائفي والمذهبي، فريسة للحصار وقطع الارزاق والطرد من العمل والهجرة الى بلدان العالم الأوروبية والامريكية بعد ان رفضت الدول العربية استقبال المنكوبين من ابناء شعبنا في العراق.
العراق الغارق في الحروب الاهلية الطائفية والمذهبية نتيجة -ارهاب تديين السياسة وتسييس الدين- لا دور له فعلاً في مساندة شعبنا وحقوقه الوطنية.


50 - العفيف الاخضر
سامر البابلي ( 2010 / 8 / 30 - 21:15 )
لقد كان المفكر العفيف الاخضر احد منظري الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
ولكن سرعان ما انفصل عنها
فماهي حقيقة الخلافات بين الاخضر وقيادة الجبهة وما هو تقيمكم لدوره وعلاقاتكم الان بالمفكر الكبير
وشكرا


51 - رد الى: سامر البابلي
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 3 - 12:37 )
1 – العفيف الاخضر صديق للجبهة الديمقراطية، لم يكن يوماً احد منظري الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين تصحيحاً للسؤال، عاش معنا عدة اسابيع، التقى بكوادر وقواعد عسكرية، اكتشف تقدم الوعي الفكري والسياسي المتقدم والرابط بين ثقافة -سلاح السياسة وسياسة السلاح-، ضرورة الحلول السياسية للصراع الفلسطيني والعربي – الاسرائيلي ... وعليه؛ إنبهر بالتأهيل الفكري والسياسي في قواعد الجبهة الديمقراطية الجماهيرية والمسلحة.
قبل تجربته مع الجبهة الديمقراطية بدأ مع فتح، وسرعان ما اكتشف كما كتب واعلن -الجهل الثقافي والسياسي في قيادة وقواعد فتح، وبعد ان اتفق مع خليل الوزير على فتح مدرسة لتأهيل كوادر فتح، عاد وابلغ الوزير أبو جهاد ان التأهيل يجب ان يبدأ بمحو الجهل بقيادة فتح، واوقف علاقته بها-.
هذا ما ورد برواية الاخضر التي نشرها كتاب شاكر النابلسي: -محامي الشيطان – دراسة في فكر العفيف الاخضر / الطبعة الأولى، 2005 / المؤسسة العربية للدراسات والنشر / بيروت / ص 29 – 38-.
أعدت نشر شهادة الاخضر في كتاب نايف حواتمة: -اليسار العربي – رؤيا النهوض الكبير (نقد وتوقعات)، الفصل الثالث / اليسار العربي الجديد واليسار الفلسطيني (نموذج الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين) / دار الاهالي – دمشق / دار بيسان / بيروت / ص 191 – 200-.
وعليه؛ ادعوك لمطالعة الكتابين ، وكتاب حواتمة صدر منه خلال هذا العام احد عشر طبعة وفي المكتبات العربية من اليمن الى المغرب.
2 – قبل نهاية عام 1969 غادر العفيف إلى باريس، فوجئ بايلول الاسود، اعترف في شهادته (كتاب النابلسي) -ان حواتمة أدرى واصح منه في معرفة الاوضاع الفلسطينية والعربية...الخ-، واستخلص من مأساة أيلول 1970 ان سياسة المقاومة الفلسطينية يجب ان تعتمد على المقاومة السلمية فقط، وتتوقف عن المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الاسرائيلي، وانتقل اهتمامه السياسي الى شؤون بلدان المغرب العربي. العلاقات بيننا قائمة على الاحترام المتبادل، احترام حق الاتفاق وحق الاختلاف. كثيراً ما سمعت من الرئيس الجزائري الاسبق بل بيلا عن اشادات الاخضر بالجبهة الديمقراطية وشخصياً.


52 - هل حان الاوان
محمد الرديني ( 2010 / 8 / 31 - 01:20 )
انتم تعرفون اكثر من غيركم باننا رضعنا كل المعاناة الفلسطينية مع حليب امهاتنا حتى لم نعد نعرف اي طريق نحو تطور هذه الامة في كافة المجالات الا عن طريق تحرير الشعب والارض الفلسطينيين ولكن
آه من هذه الكلمة
يسري الان في جسد هذه الامة دواء عضال هو صم الاذان واغلاق العيون وسد مسامات القلب عن كل شيء تهب مع الرياح الفلسطينية واقصد بالجسم المتمثل برجل الشارع العربي وليس اداة السلطة
الشباب لم يعيدوا يطيقون الحديث او مناقشة قضية فلسطين بكل اشكالها
كبار السن تعبوا تعبوا وكأن حالهم يقول لانهاية لهذه الطريق دعونا نخلص منها باي شكل من الاشكال
تسعة وتسعين بالمائة من النساء العربيات لم يعدن يهتمن كما كان سابق عهدهن بمتابعة اخبار الشعب الفلسطيني
الاعلام العربي مازال يردد نفس الاسطوانة منذ خمسين سنة وبات كذبه مكشوفا ولا يحتاج الى دليل
القوى اليسارية في العالم العربي تراجعت لصالح التيارات الاسلامية واخلت الساحة لكل من هب ودب وكأن هناك تواطؤا غريبا ومتفق عليه في رفع شعار اذا كان الكلام من ذهب فالسكوت من فضة او فلتغير في قلبك وذاك اضعف الايمان
حماس تريد ارجاع الناس الى ذلك الزمن الذي شهد اهل الكهف فيه المعجزة اياها
محمود عباس لايجد من يناصره وهو تائه بين قوى غاشمة تريد منه ولا تعطي له
بعد كل هذا وبايجاز هناك قرار غير معلن لسدل الستار على تاريخ وتراث ونضال هذا الشعب دون ان يلوح بالافق بديلا له ويقال انه حان الوقت للبحث عن لغة جديدة واعلام حي ناضج ورجال في مستوى مسوؤلياتهم والا فالكل على استعداد للنظر في الزواج من القضية الفلسطينية واعلان الطلاق بالثلاث
فهل هناك سيدي العزيز من منفذ؟؟


53 - رد الى: محمد الرديني
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 3 - 12:38 )
احترامي،
معكم في مداخلتكم وتداعي التساؤلات بها، الوجع شامل في الشارع العربي والفلسطيني، انه -محصلة- الحالة الفلسطينية، العربية السلطوية، الدولية، وخاصة بعد انهيار التضامن العربي منذ ارتداد السادات بعد حرب تشرين / اكتوبر 1973، وحروب الخليج العبثية الثلاث 1979 – 2003 وتداعياتها المدمّرة وخاصة في العراق والخليج حتى الآن. الانقسام وحروب الانقلابات السياسية والعسكرية بين فتح وحماس، تعطيل برامج اعادة بناء الوحدة الوطنية الفلسطينية الثلاث التي انجزنا بالحوار الوطني الشامل بين 13 فصيلاً و 20 وفداً من الشخصيات المستقلة (اذار 2005 في القاهرة، حزيران 2006 / غزة ، اذار 2009 القاهرة) [اقترح مراجعة كتاب حواتمة: -اليسار العربي .. نقد وتوقعات/ الفصل الرابع (مسار النضال / الوثائق الملموسة)-.
إنه -الزمن الدائري العربي- الذي يتناسل قرناً بعد قرن حتى يومنا. والسؤال لماذا؟ انه غياب العقل العلمي النقدي عن عالم العرب والعروبة، عالم البلدان المسلمة، غياب الديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، طغيان النقل على العقل بارهاب تسييس الدين وتديين السياسة فكرياً، ثقافياً، سياسياً، دموياً بحروب اهلية طائفية ومذهبية دامية في يومنا (العراق، السعودية، اليمن، الصومال، السودان، مصر، الجزائر، المغرب، ومنذ 2006 في فلسطين
المحتلة ...).
فضلاً عن هذا كله تفكك وانهيار تجارب الاتحاد السوفيتي والمعسكر الاشتراكي.
اقول الآن: العالم يتغير ويتطور من حولنا بتحولات هائلة نحو تحرير العقل ، الديمقراطية، العدالة الاجتماعية في امريكا اللاتينية، افريقيا السمراء، آسيا البوذية، الهندوسية، الكنفوشيوسية.
وحدها البلدان العربية، المسلمة، في ركود التخلف والانسداد التاريخي، انه الاستبداد الداخلي وموروثه الاجتماعي – السيكولوجي الجمعي على مساحة قرون.
سينكسر هذا مهما طال الدرب، الشعوب تئن، تصرخ... لننظر إلى الاضرابات الكبرى، المظاهرات... في مصر، العراق، السعودية، السودان، الجزائر، المغرب... والآن فلسطين المحتلة. هذه مؤشرات على قادم الايام.
ليس معنا وخيارنا الاَّ النضال المنظم لتحرير العقل، الديمقراطية، العدالة الاجتماعية للتقدم إلى امام، كسر الانسداد والاستبداد الداخلي، بالمراكمة فعلنا ونفعل الكثير ولا زال المسار طويل.


54 - حواتمه والعراق
بسام الحمداني ( 2010 / 8 / 31 - 02:08 )
كان الدكتور المناضل نايف حواتمه مسؤولا عن حركة القوميين العرب في العراق أواخر الخمسينات ومطلع الستينات من القرن الماضي وشهد العراق في تلك الفتره احداثا جسام حددت او رسمت لاحقا شكل الأنظمه والأحزاب والسلطة فيه ولعب من موقعه ذاك دورا مهما خصوصاُ لجهة توجيه الصراعات او المساهمه في التخطيط لأنقلابات ، وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد كان متواجدا في الموصل إبان حركة الشواف حسب علمنا وكذا فيما يتعلق بما عرف لاحقا بحركة سلام أحمد التي حاولت ألأطاحه بحكم البعث ألأول وخططت لها الحركه ، والسؤال المطروح والذي يدور في الأذهان هو لماذا لم يكتب او ينشر أو يتحدث الدكتور حواتمه اي شئ عن تلك المرحله والفتره المهمه وعن دوره كقائد لحركه سياسيه لعبت دوراكبيرافي تشكيل سلط العراق ( الجمهوريه ) وشكل الحكم فيه سلبياً كان ذالك الدور أم إيجابياً والمسأله كلها صارت في عهدة التاريخ


55 - رد الى: بسام الحمداني
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 3 - 12:39 )
ناضلت في صفوف شعب العراق شاباً، في خدمة تطور وتقدم العراق والنضال السرّي خمس سنوات من آب 1958 – اذار 1963، دخلت سجون دكتاتورية عبد الكريم قاسم، عبد السلام عارف – البعث، التقيت قيادات خارج هذه السجون وداخلها من كل الوان الطيف الايديولوجي والسياسي (شيوعيين، ماركسيين، قوميين، بعثيين، ناصريين، وطنيين ديمقراطيين، عرب/كرد/اشوريين/ كلدان... حسب تقلبات وضع الحكم والحياة السياسية في تلك الفترة). فزت بحكمي اعدام، واحد في اواخر حكم دكتاتورية قاسم، والآخر في حكم عارف – البعث الأول. تدخل عبد الناصر وتم إبعادي من المعتقل إلى مصر.
تنقلت في صف شعب العراق من الموصل الى البصرة، صحيح كنت متواجداً في الموصل ابان حركة الشواف كما يورد السؤال، لم أكن في العراق اثناء المحاولة القومية (ضباط وسياسيين) الاطاحة بحكم البعث الأول.
هذه بطاقة كلمات،
تجدون اوسع بكثير عن دوري في العراق في كتاب محمد جمال باروت -حركة القوميين العرب / النشأة ، التطور، المصائر- / المركز العربي للدراسات الاستراتيجية / دمشق / سوريا، وكتاب:-نايف حواتمة يتحدث...-/دار المناهل/ بيروت، دار الكاتب/دمشق/الطبعة الاولى-ديسمبر 1996- الفصل الثالث: الحركة القومية وتحولات الخمسينيات العاصفة (حركة القوميين العرب نموذجاً-، صدر سبع طبعات.
مكتبتي صودرت مع اعتقالي الاول زمن قاسم، وثائقي واوراقي كنت احرقها بانتظام لاعتبارات معروفة لأي مناضل والشعب.
غير مرّة دعوت مناضلين عراقيين لتأمين وثائق وشهادات تسهم في مشروع كتاب: -تجربة العراق ومشروع الثورة الوطنية الديمقراطية-، ولا زلت اتابع هذا.
التطورات العاصفة في مسار الثورة الفلسطينية، والتداعيات منذ هزيمة الانظمة العربية في حزيران 1967 حتى يومنا اخذت الزمن مني في الميدان عملاً وكتباً...
يوماً ما يأتي زمان كتاب العراق. وآمل الوفاء بالوعد.


56 - ما رأيكم بعودة السلطة الوطنية للمفاوضات؟؟؟
عائد محمد ( 2010 / 8 / 31 - 02:18 )
تذهب السلطة الوطنية للمفاوضات المباشرة بدون اي ضمانات وموقف اليسار الفلسطيني حتى هذه اللحظة غير واضح فما هو موقفكم الصريح؟؟؟

كلنا يعرف ان عباس ذهب للمفاوضات بغطاء من منظمة التحرير...الى متى ستبقى حركة فتح
هي المسيطر على قرارات منظمة التحرير؟؟ وهل من الممكن ان يتم تشكيل منظمة بديلة عن منظمة التحرير؟؟

هل تعتقدون انه من الممكن تكوين كوتة يسارية موحدة في الانتخابات المقبلة؟؟؟

لنكن واقعيين ...اليسار الفلسطيني لا يوجد له اي تحرك عملي في واقع الحياة الفلسطينية ولا يمثل الا ببعض الجمعيات والمؤسسات الاهلية التي لا يرتادها الا من هم معارف المدير..وهناك اهمال شبه عمد للشباب .!!!
فالى متى سيبقى الحال هكذا؟؟؟


57 - رد الى: عائد محمد
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 3 - 12:40 )
السؤال سبق وأن أجبت عليه في موقع آخر من الإجابات، وأجدد الإجابة برفضنا في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين على مشاركة منظمة التحرير في المفاوضات المباشرة فاقدة المرجعية، وسجلنا اعتراضنا على تراجع القيادة الفلسطينية الرسمية عن توفير الحد الأدنى من متطلبات المفاوضات المتوازنة ذات الجدوى من خلال النص الواضح على مرجعيتها بقرارات الشرعية الدولية وإطارها الزمني الملزم وجدول أعمالها المحدد، هذا فضلاً عن مطلب الإجماع الوطني بالوقف الكامل للاستيطان في الضفة، كما في القدس عاصمة دولة فلسطين.
دعت الجبهة الديمقراطية لاجتماع عاجل للمجلس المركزي لمنظمة التحرير في دورة اجتماعات طارئة وعاجلة.
موقف اليسار الفلسطيني صارخ في الوضوح في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير (20/8/2010) في رام الله وغزة (25/8 ، 1/9) الجبهة الديمقراطية نظمت في غزة مظاهرات جماهيرية تجاوزت 30 الفاً 28/8/2010) كما اوردت وكالات الانباء، فضائيات، وكالة وفا الفلسطينية، صحف عربية وفلسطينية.
لم يقع غطاء من منظمة التحرير، اجتماع اللجنة التنفيذية في 20/ آب شارك به 9 اعضاء، غاب 9 أعضاء، رفضت الجبهة الديمقراطية، الشعبية، حزب الشعب في الاجتماع الذهاب للمباشرة فاقدة المرجعية الدولية، الوقف الكامل للاستيطان، فك الحصار عن قطاع غزة. وعليه؛ فقط فتح 2 + 4 اعضاء من اللجنة التنفيذية من لون فتح سياسياً وافقوا على قرار فتح الذهاب للمفاوضات المباشرة بدون مرجعية ورقابة دولية...الخ.
غير مرّة كسر اليمين الفلسطيني قرارات مؤسسات منظمة التحرير (المجلس الوطني ، المركزي ، اللجنة التنفيذية)، قرارات منظمة التحرير قامت عشرات السنين على القواسم المشتركة بين الفصائل الاساسية من اليمين واليسار، وغير مرة يتم كسر قرارات التوافق الوطني على يد قيادة فتح والملحقين بها بدعم وتشجيع من الانظمة العربية والدولية.
منظمة التحرير الائتلافية انجاز استراتيجي كبير للشعب والثورة والمقاومة، معترف بها عربياً ودولياً ومن الامم المتحدة ممثلا شرعياً وحيداً لشعبنا في الوطن والشتات. ومن الخطأ الاستراتيجي تشكيل منظمة بديلة عن منظمة التحرير، حاولت قوى فلسطينية وانظمة عربية عديدة بالانقسامات والحروب الدموية تدمير منظمة التحرير، وتشكيل منظمة بديلة، حصدت الفشل التام.
الصراع يدور عشرات السنين وسيتواصل لتطوير وتصحيح آليات اتخاذ القرار في منظمة التحرير بانتخابات التمثيل النسبي لمؤسسات المنظمة التشريعية والتنفيذية في الوطن والشتات، وثائق الوحدة الوطنية قررت هذا بالاجماع الوطني، الصراع يدور لتنفيذ هذا القرار.
نعمل ونامل لتشكيل قوائم ائتلاف يسارية موحدّة في الانتخابات المقبلة. وان نبني جبهة يسارية ائتلافية على اساس القواسم المشتركة بين قوى اليسار الديمقراطية.
انت مخطئ كلياً، لم تكن واقعياً في نقطتك الاخيرة، غائب ومنقطع عن الاحداث والوقائع عن دور اليسار داخل الأرض المحتلة واقطار اللجوء والشتات، راجع الاجوبة على اسئلة سبقت، ادعوك إلى قراءة كتاب حواتمة:-اليسار العربي- رؤيا النهوض الكبير(نقد وتوقعات) تجد امامك الوقائع وبالاسماء ادوار اليسار وكل فصيل على الأرض وفي الميدان.


58 - الشاغل الاول
ايوب المصري ( 2010 / 8 / 31 - 02:55 )
اصبح الشاغل الاول الان لحكومات المنطقة لا العدو الصهيوني ولا التنمية ولا قضية اليسار او اليمين بل هو كيف يتم القضاء علي كل المسيحيين الغعرب في مخططات بعضها واضح للعيان مثل ااستعراضات المليشسيات الاسلامية التي وظيفتها الاولي القضا علي المسيحيين وحرق كنائسهم وقتلهم وهم صالئمون ليلة العيد ويتم كالعادة تبرئة القتلة وما لا نعرفة اكثر بكثير مما لا نعرفة فقد اصبح الطبيب القبطي او ا لمسيحي يفضل ان يهرب من بلدة ليعمل خدام في البيوت عن ان يعمل ذليلا
للاسف ان اهم قضية هو المسيحيين المظلومين وسوف يحاسبنا التاريخ
علي صمت يصل الي خيانة الامانة والمشاركة والتواطوء المخجل
وهذة هي قضية القضايا الان


59 - رد الى: ايوب المصري
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 4 - 11:20 )
في أجوبة على تساؤلات سبقت تجد الوقائع والتحليل على تساؤل أيوب المصري.
الآن بكلمات مختزلة أقول:
• العالم من حول البلدان العربية، والمسلمة، يتطور ويتغير نحو تحرير العقل، الديمقراطية، العدالة الاجتماعية، الصراع بين معسكرين:
ـ معسكر الهيمنة الرأسمالية الإمبريالية، التوسعية الصهيونية، العنصرية، القوى والأنظمة الطبقية اليمينية والرجعية المحلية.
ـ المعسكر الآخر قوى وأنظمة التحرر والتقدم، المساواة في المواطنة، العولمة الشعبية والديمقراطية البديلة.
إنه صراع -ثنائي الأبعاد- محلياً، إقليمياً، دولياً.
• في البلاد العربية، والمسلمة، الصراع منذ سبعينيات القرن العشرين على ثلاث جبهات، تمكنت الرأسمالية الإمبريالية وأنظمة الحكم العربية، والمسلمة، من شطر وتمزيق وحدة الكتلة التاريخية، صاحبة المصلحة في التطور والتغيير (طبقة وسطى، العمال والفقراء، المثقفين، المهمشين ...) نحو صراع داخلي بينها تحت راية -تسييس الدين وتديين السياسة-، وإشعال حريق الصراعات الدينية، الطائفية والمذهبية، الإثنية، وانتشار -إرهاب تسييس الدين وتديين السياسة- من أفغانستان إلى المغرب الأقصى. يتخذ أشكالاً متعددة: مذهبية (سنة ـ سنة/ السعودية، الصومال، السودان، الجزائر، المغرب، أفغانستان، الباكستان، أندونيسيا ... مثالاً لا حصراً)، (سنة ـ شيعة/ البحرين، الكويت، الباكستان، أفغانستان ... مثالاً)، طائفية (مسلمين ـ مسيحيين/ العراق، السودان، مصر، لبنان ... مثالاً)، إثنية (العراق/ عرب، كرد، آشوريين، كلدان ...، تركيا/ أتراك، كرد، إيران/ فرس، كرد، بلوش، عرب ...، السودان (عرب، أفارقة، جنوب السودان، دارفور، كردفان ...)، المغرب العربي/ عرب، أمازيغ، موريتانيا/ عرب، فولار، (نيجيريا/ مسلمين، مسيحيين ...) الخ.
• ما هو الحل لهذه الأزمات الدامية والتاريخية ؟
1 ـ حق تقرير المصير للإثنيات القومية.
2 ـ الدولة المدنية، الديمقراطية، العدالة الاجتماعية، المساواة في المواطنة، المساواة بين الرجل والمرأة لحل الأزمات الطائفية والمذهبية.
بدون هذا كوارث الاستبداد والانسداد التاريخي، غياب الدولة المدنية، الديمقراطية، العدالة الاجتماعية، أنتجت وستنتج الحروب الأهلية، بحور الدماء، مستنقعات الفقر، الجهل، الأمية، وأنهار الدموع، انسداد الأفق والتخلف التاريخي، قرناً بعد آخر ... تراجعات وهزائم أمام عدوانية التوسعية الاسرائيلية الصهيونية.
إنه صراع -ثلاثي الأبعاد- في البلدان العربية والشرق الأوسط.


60 - مفكر قدير
سلام محمد العدلي ( 2010 / 8 / 31 - 05:08 )
السيد نايف حواتمه يلفت الانتباه لقدراته. يمتلك امكانيات نادر ان تجدها بمفكر يساري عربي او حتى وطني بشكل عام، لكن ما يلفت انتباهي كذلك هو ان كل هذا الذي يعكس وضوح ذهني و خبره تاريخيه لا نراها تاخذ طريقها بين صفوف الاخوه الفلسطينيين. فمثلا لو وضعوا استفتاء حول اي شخصيه فلسطينيه لوجنا ان من يحوز على الاكثريه اشخاص لا علاقه لهم بالفكر او حتى احيانا لا يمتلكوا تاريخ نضالي وفقط يرتفع اسهمهم لانتمائاتهم و ان كانت في بعض الاحيان غير واضحه الولاء
بصراحه بين القاده و المفكرين الفلسطينيين فقط الاحظ ان الوحيد المتتبع للامور بتفاصيلها هو السيد حواتمه، معتدل و وواقعي لكن حاد بالموقف و الطرح اعطاء وجهة النظر
سؤالي التالي: لماذا لا يسمعك الشعب الفلسطيني علما انك دائما تتوجه لهم؟ لماذا تدعوا لمؤتمر للاحزاب اليساريه وتضع برنامج ليسار العربي موحد و ان تقوم هذه الاحزاب بدعمكم كما يتم دعم القوى الاخرى من جهات تلتقي معها عقائديا او طبقيا؟
للجميع التقدير و سنتابع رده على ما يطرخ لنتعلم منه الكثير


61 - رد الى: سلام محمد العدلي
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 4 - 11:21 )
بدايةً أشكركم على هذه الثقة.
سردنا طويلاً وحللنا بدوافع حالة الحصار العربي الرسمي، وفي سياق الانقسام الفلسطيني ـ الفلسطيني بوصفه انقساماً عربياً، ومعالجاتنا المباشرة وكفاحنا في هذا الجانب.
إن الحالة الاجتماعية الفلسطينية هي من مثيلاتها العربية، وثمة من يعزز بالمال مجتمعاً -زبائنياً- يقوم على الحمائل والعشائر والنزعات المناطقية والتحتية، وسياسة تفكيك الكتل الاجتماعية بالتوظيفات والإفساد، وزعامات نهب المال العام، وصنابير البترودولار تنهال على شقيّ الانشقاق في الصف الفلسطيني وبالمليارات من المحاور الإقليمية العربية والشرق الأوسط والدول الأجنبية لتفكيك الكتلة التاريخية الاجتماعية في الوطن والشتات، محاصرة تيار وقوى الديمقراطية اليسارية والليبرالية مادياً، مالياً، سياسياً، وبقوانين انتخابية ونقابية لا ديمقراطية، تزرع الانقسامات العامودية والأفقية في قاعدة المجتمع.
لقد سردنا هذا تفصيلاً في الحالة العربية والوعي، وبرامج كيفية نقل وتعميم الوعي الوطني، الديمقراطي والاجتماعي المطلوب، دون أن نغفل أن اليسار العربي ونحن جزء منه قد عانى من حصار مديد بفترة الحرب الباردة وتفاقم الحصار بعد انتهاء الحرب الباردة على يد أنظمة التحالفات الطبقية العربية الضيقة (يمينية ومحافظة). إنها السياسة الحاكمة السلطوية العربية والفلسطينية لتمزيق الثورة والكتلة التاريخية الوطنية، كما الحال في البلدان العربية بين يمين لا ديمقراطي، ويمين طائفي ومذهبي يحمل إيديولوجيا -إرهاب تسييس الدين وتديين السياسة-، المحاور الإقليمية العربية وفي الشرق الأوسط لا تتعلم من تجاربها التي أنتجت وتنتج في يومنا الحروب الأهلية والطائفية والمذهبية والإثنية.


62 - ماهو مفهوم المرونة
مديح الصادق ( 2010 / 8 / 31 - 06:27 )
تتردد في المرحلة الراهنة التي يمر بها اليسار العالمي عموما واليسار العربي خصوصا دعوات تحض قوى اليسار إلى إعادة النظر في مناهجها الفكرية بما يواكب تطورات العصر - كما يرون - فما هو رأيكم فيما يطرح بهذا الخصوص ؟ لك منا كل الاعتزاز والتقدير, أيها المناضل العزيز


63 - رد الى: مديح الصادق
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 4 - 11:22 )
أشكرك والخير بكم ...
يمكن تعديل السؤال لينسجم مع ما ترونه من متغيرات في المرحلة الراهنة على صعيد مناهج اليسار، وهي دعوة محقة من زاويتين، الأولى: هي أن عالم اليوم على الصعيد الموضوعي، هي ليس عالم الأمس في ينابيع الماركسية بالقرن التاسع عشر.
والثانية: هي أيضاً الحالة الموضوعية لما بعد الحرب الباردة، وما سميناه انهيار نصف الخير، على سبيل المثال كانت إستراتيجية الاشتراكية ثلاثية الروافع والأقانيم وتتمثل بـ: بلدان التجارب الاشتراكية، وحركات التحرر الوطني، وحركة الطبقة العاملة في بلدانها، بما فيها الحركات العمالية والأحزاب في البلدان الصناعية المتطورة. وهذا على سبيل المثال، وكما نشاهد اليوم أن الصراع بين الجنوب والشمال في عالم اليوم يتجذر، والصراع ضد النيوليبرالية المتوحشة، وحركات الضمان الاجتماعي ودولة الرفاه، وحركات السلام العالمي وحقوق الإنسان، والحركة العالمية الخضراء ضد تغوّل الرأسمال على البيئة ... المجتمع والطبيعة، وأسأل معكم هل الظروف العامة الشديدة الوطأة على الإنسان عموماً؛ هي ذاتها ؟ هل مستوى معارف ذلك العصر هي ذاتها مع الواقع الراهن ... هل ...
إن أي تفسير -كلي اكتمالي- يعيدنا إلى الاعتباط الفاقد للتعبئة، ويدخل هذا الاعتباط في طريق وعر، ونحو -قوانين جبرية- أثبتت حركة التاريخ خوائها، بل عاقبها أشد عقاب. بينما المطلوب استكمال رحلة ماركس فتوحاته في العلوم والمناهج من على فوهة وتخوم الواقع الراهن، في الاقتصاد السياسي الراهن، ومن على سياق تطوراته المختلفة المعاصرة، والعالم يتابع اليوم الفتوحات العلمية والمنهجية في مجال الفكر وعلم الاجتماع الذي شرع به ماركس ذاته في -الإيديولوجيا الألمانية-، فهو يؤمن بالممارسة العملية لحيوية عقل علمي تحليلي جدلي.
اليوم ومن على مسافة قرن ونصف من الزمن، نرى أن مخطط ماركس لم يكن مغلقاً، وما زال مفتوحاً للمستقبل واستناداً إلى قراءات اقتصاديي عصره، في العمل التاريخي حول رأس المال واستنتاجاته المبكرة في معماره:
ـ رأس المال (الإنتاج، التداول، وحدة الاثنين، العمل المأجور، الملكية العقارية، تاريخ رأس المال ونظرياته، فائض القيمة).
ثم الدولة، السوق العالمي، التجارة الدولية.
اليوم يتوفر في هذا العالم إنجازات ضخمة في فروع العلوم المختلفة، لم تكن متوفرة بالقرن التاسع عشر.
وفي خلاصة المضمون والتركيب بالعبارات الديالكتيكية التعمق في النظر إلى: -العمليات التناحرية من حيث طبيعتها، والتي تتضمن في داخلها التناقض، وتحويل كل حد إلى نقيضه، وأخيراً كنواة لكل شيء-.
نعم الأمر يتطلب مواكبة الحالة الموضوعية وعموم المتغيرات في جوهرها.


64 - حواتمة المناضل العتيد
خالد الحيدر ( 2010 / 8 / 31 - 06:30 )
شكرآ للحوار المتمدن على هذا اللقاء المستفيض ، الذي غاب عن الساحة وإفتقدناه من زمان ، مع قائد فلسطيني صلب ويساري عربي متمرس سار خلفه جيش من المثقفبن الواعين والمناضلين الأشداء في الجبهة الديمقراطية ، دافعوا بأمانه عن مبادءهم وقضيتهم من دون مساومة وشراء ذمم ، وقد ساندوا بكل ود وإخلاص وتضامن رفاقي ، التقدميين العراقين بعد غدر البعث الفاشي وتنكيله بحركة اليسار وبالوطنين الأشراف
لقد كان لي الشرف الكبير بالتعرف عن قرب أيام دراستي في الأتحاد السوفيتي بالسبعينات على نخبة من هؤلاء الرفاق الأعزاء الذين أعتز بهم ليومنا هذا ، متمنيآ لهم كل خير ولجبهتهم المناضلة كل موفقية ونجاح


65 - رد الى: خالد الحيدر
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 4 - 11:23 )
هذه شهادة حيّة وعيانية نعتزّ بها اعتزازاً رفاقياً. وأشكر لخالد الحيدر هذه الروح الرفاقية الكفاحية، نتمنى لكم النجاح والتقدم إلى أمام.


66 - سؤال
ربى مصيص ( 2010 / 8 / 31 - 05:17 )
أسأل المناضل الكبير الدكتور نايف حواتمة: هل تصنعون النبيذ في السلط؟


67 - رد الى: ربى مصيص
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 4 - 11:49 )
لا تحلمي بثقافة مخدرات -إرهاب تسييس الدين وتديين السياسة-، احلمي بمصائر الأوطان والشعوب، وبحق الناس في تحرير العقل، الديمقراطية، العدالة الاجتماعية.
ثقافة الإرهاب انحطاط أخلاقي، فكري، اجتماعي ...


68 - الماركسية لا تكتفي بالتفسير
سعيد مضيه ( 2010 / 8 / 31 - 06:41 )
الرفيق نايف حواتمة أتحفنا بالتحليلات العامة دون أن يدخل في الواقع الفلسطيني المتعين. على النقيض حلل الدكتور برهان غليون توجهات العولمة المعاصرة تجاه نمط من البلدان تدخل الأنظمة العربية في عداداها يشير بشكل مباشر إلى مغزى تعطيل مؤتمر معارضة المفاوضات المباشرة في رام الله يوم 25أغسطس. الرفيق حواتمة يعود بأزمة الفكر العربي إلى زمن سحيق لم يكنمولودا في حينه . شكل ولكن مقارنة مع ما جرى في أيركا اللاتينية تقدم دلالة تفقأ الأعين: فعندما شكل أليندي تحالف اليسارليخوض به الانتخابات في تشيلي كانت شريحة اجتماعية مماثلة في المشرق العربي تخطط لانقلاب عسكري فرض نظاما بوليسيا تعاون معه اليسار الفلسطيني حتى مرحلة الانهيار. هنا تكمن مصيبتنا قريبة العهد .
ان الانقلابات داخل اليسار وما تبعها من انشقاقات تعبر عن انتهازية ترفض الديمقراطية وترفض التوجه إلى الشعب. هنا تكمن محنة اليسارر الفلسطيني والعربي. الانشقاقات والتشظي مظهر لغياب الديمقراطية داخل التنظيم ن وعنوان رفض الديمقراطي من الانشقاقيين.ولم يراجع الرفيق حواتمة موقفه الانشقاقي رغم أنه يقيم علاقات تعاون وعمل مشترك مع الجبهة الشعبية التي انشق عنها . لا أمثل رأي فصيل سياسي بقولي هذا ؛ فأنا أنتقد جميع فصائل اليسار لأنها تتحدث عن وحدة وتحالف وائتلاف ول تقدم على خطوة في الاتجاهلأنها ما زالت تتردد وتحجم عن الانخراض وسط الجماهير ومساعدتها للخروج من ورطتها المعيشية . فقط تتوجه إليها أثناء الانتخابات ويكون الحصاد متواضعا يكشف العزلة الخانقة التي تعانيها الجماهير وفصائل اليسار.
منذ عقود والرفيق حواتمة يقدم الطروحات والمقترحات ويتراجع نفوذ اليسار على السياسات الفلسطينية ؟!كيف نكسر هذا المسار ؟ في زمن عرفات كان يقال أنه لا ينصاع لقرارات ولما رحل مأسوفا عليه استمر الحال ؛ والآن يطلب من اليسار ان يكتفي بالتعبير عن موقفهداخل الأطر السياسية مثل اللجنة التنفيذية؛وهكذا يمنع من النضال . فما العمل؟هناك قضايا عديدة يثيرها الرفيقلكن بدون حلول. فهلا انر الدرب لعناصر اليسار ويقدم املا يقدمونه للجماهير ويخرجها من إحباطاتها؟


69 - رد الى: سعيد مضيه
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 4 - 11:23 )
بداية مدخل ملاحظاتك يحتاج إلى تصحيح، قدمت أجوبة على أسئلة محددة بعيداً جداً عن أي تحليلات عامة، ولم يكن مطروحاً -تحليل الواقع الفلسطيني المعين-، والتصحيح الآخر: إلى أي -يسار فلسطيني تشير عن الانقلاب العسكري الذي تعاون معه اليسار الفلسطيني حتى مرحلة الانهيار- ؟ مَنْ ؟ هل ثورة 23 يوليو 1952، أم انقلاب بعث العراق أن بعث سوريا أم مَنْ ؟!- ...
إذا تقصد بعث العراق فأنت مخطئ كلياً، الجبهة الديمقراطية لم تتعامل معه، بل ساندت القوى الديمقراطية والشيوعيين سياسياً، مادياً، وتسليحاً من مواقع المعارضة للدكتاتورية والاستبداد، ربما تتكلم عن آخرين يقولون إنهم يسار، اليسار كلمة فضفاضة جداً (راجع الأجوبة على الأسئلة التي سبقت، كتاب حواتمة: -اليسار العربي ـ نقد وتوقعات-/ دار الجليل ـ عمان، صدر إحدى عشرة طبعة خلال عام 2010 من المغرب إلى اليمن).
القول أن شريحة اجتماعية واسعة في المشرق العربي أقدمت على انقلابات عسكرية فرضت أنظمة بوليسية، يجافي الحقيقة، من أقدم على هذه الانقلابات كان مجموعة من الضباط وإن أيدت هذه الشريحة الواسعة خطاب هؤلاء الضباط (ثورة 23 يوليو 1952)، فلأنها بالأساس ذات مصلحة بالتغيير، والشعارات التي طرحها هؤلاء الضباط دغدغت مصالح الغالبية من الشعوب.
السؤال الحقيقي لماذا غابت القوى المجتمعية، اليسارية أساساً عن المبادرة في المشرق العربي بانتزاع السلطة؟ هنا بداية أزمة اليسار بتلاوينه المختلفة (اليسار الفلسطيني الثوري الجديد نهض في شباط/ فبراير 1969). تحالف اليسار المصري والعربي مع هؤلاء الضباط كان منطقياً في البداية، إلا أن اليسار تخلف عن التحليل المنطقي والعلمي لهذه الظاهرة، فارتكب أخطاء مميتة في سياساته التحالفية، وكانت هذه هي الأزمة الثانية لليسار، والتي ما زال يدفع ثمنها حتى يومنا هذا، (أدعو لمراجعة الأجوبة على الأسئلة التي سبقت، كتاب -اليسار العربي- ...).
اليوم؛ المطلوب بناء تحالف واسع وعريض على قاعدة برنامج ملموس، يربط ما بين المصالح اليومية والإستراتيجية، ما بين الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، على قاعدة الفهم العميق -لأبعاد التناقض ثلاثي الأبعاد- في الدول العربية، والمسلمة.
إن الحديث عن انقلابات داخل اليسار لا يعكس الحقيقة، فما جرى كما يؤكد صاحب التعليق كان نتاج تخلف اليسار عن المبادرة، لم يكن على جدول أعماله إستراتيجية وتكتيك استلام السلطة، أي حراك فكري وسياسي يتعلق بالرؤية والدور، وهذا الحراك وإن أدى إلى نشوء الجديد فلا يمنع من التحالفات، بل على العكس يؤيده. المسألة ليست مسألة ديمقراطية زائدة أو ناقصة، تراجع اليسار في الساحة الفلسطينية، مسألة بحاجة إلى إعادة تدقيق، ولا يمكن قياسها بالانتخابات فقط وفي تجمع جغرافي واحد. فالانتخابات كما هو معروف أصبحت مسألة صناعة يتحكم بها صاحب السلطة والمال والنفوذ والإعلام. المشروع الوطني الفلسطيني هو مشروع ديمقراطي وحدوي يساري قدمته وبلورته الجبهة الديمقراطية آب 1973 وقبل حرب تشرين اول/اكتوبر 73، واقره الاجماع الوطني برنامجاً لكل الفصائل والشعب (المجلس الوطني لمنظمة التحرير/حزيران 1974)، والحلول المقدمة للخروج من الأزمة الحالية، الانقسام، هي حلول يسارية وحدوية ديمقراطية بعد اصطدام المشاريع الخاصة لقوى السلطة والنفوذ في رام الله وغزة وعجزها عن تقديم حلول واقعية وملموسة للمصالح السياسية واليومية للشعب.
صحيح أن الماركسية يجب أن لا تكتفي بالتفسير بل بالتغيير، وهذا ما أخذت واندفعت به الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين منذ لحظة الانطلاقة (شباط/ فبراير 1969) حاملةً -سلاح الإيديولوجيا وإيديولوجيا السلاح-، -سلاح السياسية وسياسة السلاح-، وبرنامج إستراتيجي وسياسي جديد، وكل هذا غير مسبوق في فصائل المقاومة وأحزاب وقوى اليسار العربي الكلاسيكي في المشرق والمغرب العربي.
هنا عليك ان تراجع التسطيح والسذاجة في عرضك لقضايا الانشقاقات في الاحزاب القومية، الشيوعية، الوطنية في البلدان العربية.
ادعوك لقراءة 1- كتاب محمد جمال باروت، -حركة القوميين العرب - النشأة- التطور - المصائر-.
2- كتابسهير التل: -حركة القوميين العرب-.
3- كتاب -حواتمة يتحدث...- الفصل الثالث: الحركة القومية وتحولات الخمسينات العاصفة(حركة القوميين العرب نموذجاً) 1996.
4 - كتاب حوار مع جورج حبش - حاوره جورج مالبرينو/ صحفي فرنسي- الثوريون لا يموتون ابداً/ الطبعة العربية/دار الساقي 2009. المعرفة بالوقائع ضرورة لتكشف الخطأ الفادح باحكامك العشوائية.
الجبهة الديمقراطية قدمت البرنامج الوطني الموحد للشعب والثورة ومنظمة التحرير، به وحدنا الشعب وبنينا ائتلاف منظمة التحرير والمقاومة، والمبادرات والحلول للأزمات والاستعصاءات في مسار الثورة والمقاومة، والآن لإنهاء الانقسام وقوانين العودة للشعب بانتخابات التمثيل النسبي في الشتات ... الخ (اقترح للدخول في برامج وحلول، وقائع وأسماء مسار المقاومة والتحالفات في كل مرحلة، اقترح الكتب التالية لحواتمة: -البرنامج الوطني المرحلي-، -أوسلو والسلام الآخر المتوازن-، -أبعد من أوسلو ... فلسطين إلى أين ؟! ...-، -الانتفاضة ـ الاستعصاء ـ فلسطين إلى أين ؟! ...-، -اليسار العربي-، موجودة في المكتبات الأردنية والعربية. وكتاب د. ماهر الشريف -البحث عن كيان-/ دار المدى ـ دمشق.
نقطة أخرى بملاحظاتكم عن العلاقة بين الجناح اليساري والجناح القومي في الجبهة الشعبية، قبل وبعد تشكيل الشعبية من ائتلاف رباعي (الجناحين اليساري والقومي، جبهة التحرير الفلسطينية/ أحمد جبريل التي كانت أول من غادر ائتلاف الجبهة الشعبية تحت عنوان الشعبية ـ القيادة العامة، منظمة فلسطين العربية/ أحمد زعرور ثاني من غادر ائتلاف الشعبية).
الجناح اليساري الفلسطيني تبلور في مجرى التحولات الفكرية، السياسية، الطبقية والاجتماعية البرنامجية في حركة القوميين العرب. استقلت جميع التنظيمات التي تطورت إلى اليسار في اليمن، العراق، سوريا، لبنان، الخليج جميعاً بسقف 1966، أنهت علاقتها بمركز الحركة ولم يبقَ منها سوى الفرع الفلسطيني ـ الأردني (راجع كتاب -حركة القوميين العرب ـ النشأة والمسار، المصائر/ محمد جمال باروت/ المركز العربي للدراسات الإستراتيجية ـ دمشق. كتاب -حركة القوميين العرب/ سهير التل/ عمان ـ الأردن).
تقدم اليسار ببرنامج مؤتمر آب/ أغسطس 1968 للجناحين، أقره المؤتمر بالأغلبية الواسعة، أنتجت قيادة بأغلبية يسارية، رفض الجناح القومي ذلك وحاصر المؤتمر بالسلاح، تنازل اليسار عن القيادة شرط عقد مؤتمر منتخب من القاعدة إلى القمة خلال ثلاثة شهور، وبدلاً عن ذلك أخذت الأمور مجرى آخر (راجع باروت، الموسوعة الفلسطينية، حوار مع د. جورج حبش/ صحفي فرنسي وضع له عنوان -الثوريون لا يموتون-/ الطبعة العربية مترجمة 2009).
نقطة أخيرة؛ قوى اليسار الفلسطيني الجديد، ثقافة تلاوينه نضالاته بالشارع أولاً، ومؤسسات الائتلاف الوطني في منظمة التحرير، التحالفات والعلاقات الوطنية في الوطن والشتات، الرأي العام العربي، الدولي.
قوى اليسار الثوري، عميقة الالتصاق بمصالح وهموم شعبها الحقيقية، وإن كان المال والنفوذ والسلطة يستحوذ لحظياً على الجزء الأكبر من الشارع، فالأمثلة أكثر من أن تُعد، إنه في اللحظات الحاسمة والمصيرية، الشعب يلتفّ برنامجياً ووطنياً حول مشروعه الوطني والقوى الأكثر تمسكاً به.


70 - مقابلات وحوارت
محمد خضوري ( 2010 / 8 / 31 - 09:21 )
السيد حواتمة ماهي نضرتكم لخارطة الطريق وهل هي الحل الامثل للخروج من الازمة ام ان هناك راى لكم في كل هذه الامور ونريد معرفة موقعكم من هذه المفاوضاتبشكل صريح مشكور على سعة صدرك


71 - رد الى: محمد خضوري
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 4 - 11:24 )
تاريخياً، ومنذ انطلاقة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين (شباط/ فبراير 1969)؛ نناضل وندعو إلى الترابط بين الحلول السياسية والمقاومة، -سلاح السياسية وسياسية السلاح-، نحن الذين قدمنا البرنامج السياسي الجديد للثورة (آب/ أغسطس 1973)، تم الإجماع عليه في المجلس الوطني الفلسطيني (حزيران/ يوليو 1974، وأصبح البرنامج الوطني الفلسطيني الموحد لكل فصائل منظمة التحرير والشعب في الوطن والشتات، والمقاومة حتى يوم الناس هذا.
نحن مع المفاوضات بمرجعية قرارات الشرعية الدولية، وقف الاستيطان، سقف زمني، فك الحصار عن قطاع غزة، وهذا هو قرار المجلس المركزي لمنظمة التحرير بالإجماع.
المفاوضات المباشرة التي بدأت الآن 2 أيلول/ سبتمبر في واشنطن، والتي يقال أنها غير مشروطة، إنما تقوم بالحقيقة بشروط نتنياهو، وهي في هذا الشأن تأتي لمصلحة إسرائيلية مباشرة ولمصالح أمريكية سواء بالشكل أو بالمضمون، لاحظ أن أوباما في الافتتاحية الرمزية 1/9، كلينتون في افتتاحية المفاوضات لم يشيرا -لبيان الرباعية الدولية 20/8/2010، نتنياهو وحكومته رفضا بيان الرباعية كمرجعية للمفاوضات.
فلسطينياً؛ لا تشكل هذه المفاوضات أي أمل، بل إن ما تناقلته الصحافة الأمريكية مؤخراً بالوصول إلى -اتفاق إطار- (خلال سنة)، وكما أعلن جورج ميتشيل بعد جولة واشنطن لا -أكثر من إعلان مبادئ وأقل من الحل النهائي- والتنفيذ خلال (عشر سنوات) يعني بالملموس الوصول إلى اتفاق رف، يتيح -لإسرائيل- أن تنجز ما تودّ، من تهويد القدس، إلى توسيع الاستيطان، وتخيل إيجاد حلول ما للاجئين من خلال مشاريع توطين تطل برأسها من هنا وهناك.
لذلك؛ نحن نرفض هذه المفاوضات ونشترط رزمة شروط لها، وتحديداً التجميد الكامل للاستيطان في القدس والضفة الفلسطينية، كما إيجاد مرجعية وجدول زمني، لأن هذه الشروط وحدها هي التي تضمن مفاوضات حقيقية لها أفق، من خلال تعطيل الأهداف الإسرائيلية المضمرة.
قرارات الشرعية الدولية، خريطة طريق الرباعية الدولية تقدم مرجعية صالحة للمفاوضات وصولاً إلى سلام شامل متوازن، وضامن لحقوق شعبنا بتقرير المصير، دولة فلسطين المستقلة بحدود 4 حزيران/ يونيو 1967 عاصمتها القدس الشرقية المحتلة، حق عودة اللاجئين عملاً بالقرار الأممي 194، والعيش بأمن وسلام بين دولة فلسطين و-إسرائيل- في ختام المرحلة الممتدة من 1948 ـ 2010.


72 - المظلة المؤسسية
احمد دحموس مدير تحرير اسبوعية شيحان ( 2010 / 8 / 31 - 09:49 )
تحياتنا ال الرفيق العزيز

اما ان الوقت ونحن في عصر العولمة والانفتاح والتواصل السريع ان يبحث ويؤسس اليسار القطري والقومي مظلة لتكون مؤطرة عمليا وتؤسس اتحاداتها
ونقاباتها وتجمعاتها الفكرية والمهنية ؟

براي ان الضور المؤسسي للجبهة الديمقراطية في الشارع الفلسطيني والعربي واضح وملموس ولكن الوصول للسلطة والمشاركة بالحكم دون الطموح .


73 - رد الى: احمد دحموس مدير تحرير اسبوعية شيحان
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 4 - 11:25 )
شكراً لك ...
أعتقد أن المُلِّح حالياً؛ هو ابتداع برنامج واضح وملموس أمام الأحزاب والقوى اليسارية في كل بلد (على المستوى القطري) والوصول إلى ائتلاف يساري يعكس الحاجة الموضوعية للتحالف الطبقي والاجتماعي الواسع، صاحب المصلحة في التغيير والديمقراطية والحداثة (بمضامينها المختلفة والمتعددة الأوجه، اقتصادياً، سياسياً، اجتماعياً، ثقافياً) والعدالة الاجتماعية.
مما لا شك فيه أن كل حزب أو قوة يسارية تبني مؤسساتها الخاصة (منظمات ديمقراطية ذات مضامين طبقية واجتماعية، مؤسسات ثقافية، نقابات ... الخ)، وفي إطار الائتلاف اليساري (تطوير ما هو موجود واستحداث ما هو غير موجود) ... لا بدّ من توحيد أو على الأقل ائتلاف هذه المؤسسات.
بعد هذا يمكن الانتقال إلى حالة أرقى في المشرق والمغرب العربي ببناء جبهة عربية وطنية ديمقراطية تجمع القوى اليسارية والليبرالية الوطنية، أحزاباً، نقابات، منظمات مجتمع أهلية.
اليوم؛ ونحن فلسطينياً في مرحلة التحرر الوطني والديمقراطي، علينا الربط بين طابع التحرر الوطني والطابع الديمقراطي والاجتماعي على طريق العدالة الاجتماعية، وندعو ضمن هذا الإطار إلى توظيف التطور الديمقراطي (الديمقراطية، المساواة بين الرجل والمرأة، النظام السياسي والانتخابي ... الخ) لخدمة مشروع طرد الاحتلال وإقرار الحقوق المشروعة لشعبنا حق تقرير المصير، الدولة عاصمتها القدس، حق عودة اللاجئين عملاً بالقرار الأممي 194.
انطلاقاً من هذه الرؤية، فإننا لا نطرح بشكل مباشر استلام السلطة، بل نسعى دوماً إلى تعزيز وحدة الشعب وانعكاس هذه الوحدة على الائتلاف الوطني العريض، وعلى المؤسسات، انطلاقاً من محورية تغليب التناقض الرئيسي مع الاحتلال على التناقضات الأساسية في المجتمع وبين الائتلاف الوطني الديمقراطي.
لكننا أيضاً، نرى أن تعزيز نضال شعبنا، يتطلب برنامج ومؤسسات ملموسة حاملة له، البرنامج موجود ولكن الخطير الآن هو توجه بعض القوى (صاحبة النفوذ والمال والسلطة في كل من رام الله وغزة) إلى التراجع عن هذا، إلى البرنامج الوطني الموحد إلى البرنامج الفئوي المدمّر الذي يدور لصالح برامجها الخاصة الفئوية فقط، وانعكاس ذلك على المؤسسات. دورنا الرئيسي اليوم هو العمل للحفاظ على التفاف شعبنا وكل قواه السياسية، باعتبارها تمثيل حي عن طبقات وفئات اجتماعية، كما الأمر عن تجمعات جغرافية على البرنامج الوطني الواحد والموحد، وانعكاس ذلك على المؤسسات، أي توحيدها ودمقرطتها وذلك من خلال انتخابات شاملة على قاعدة التمثيل النسبي الكامل سواء داخل الوطن (لمؤسسات المجتمع، السلطة)، وسائر تجمعات شعبنا (لمؤسسات منظمة التحرير ومجتمعات اللجوء والشتات السياسية، الجماهيرية، النقابية، الاجتماعية).
بهكذا خيار؛ نصون وحدة شعبنا، وننهي الانقسام، من خلال تمثيل عادل لكل القوى السياسية، كانعكاس لوحدة كل طبقات وفئات شعبنا وتجمعاته الجغرافية.
صحيح ما أوردتم -أن دور الجبهة الديمقراطية في الشارع الفلسطيني والعربي مشهور وملموس ملموس، ولكن الوصول للسلطة والمشاركة بالحكم دون مساحة دور وتضحيات الجبهة التاريخي والراهن في المقاومة والفكر والمبادرات السياسية الواقعية الثورية، لأسباب أوردناها في الإجابات التي سبقت.


74 - ما وجه التشابه ..!
شوكت خزندار ( 2010 / 8 / 31 - 10:07 )
شكراً لك ايها المناضل الشهم .. لقد ركزت في مجمل أجوبتك على المسألة الديمقراطية وأنت محق 100% .. بداية بدئتم إلى ما أشار إلية كارل ماركس عند تقيمه لهيغل ، حيث قال ، جعل هيغل الانسان أن يقف على رأسه وكل ما عملناه هو الرأس إلى الأعلى والقدمين على الأرض .. ختم ماركس في كتابه ، رأس المال ، وقال ، أن قوة النظرية أية النظرية هي عند التطبيق و لا اشتراكية بدون الديمقراطية .. فهل في تصوركم كانت الثورة الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي مارست الديمقراطية ؟ تنبه ماركس قيام الثورة الاشتراكية في إحدى الدول الرأسمالية المتطورة كبريطانيا أو المانيا في تصوري المتواضع كانت قيام الثورة الاشتراكية في أضعف الحلقة من حلقات الرأسمالية، أي روسيا القيصرية كانت فلاحة الأرض يتم عن طريق الحيوانات ( الدابة ) .. ففي تصوري المتواضع كانت تلك الثورة بمثابة الانقلاب على نظرية ماركس .. كمرض ( أنغوليا ) ..؟ لذا كانت الانتكاسة ومن ثم زوال الاتحاد السوفياتي والمنظومة الاشتراكية .. ما رأيكم بقولي هذا ؟


75 - رد الى: شوكت خزندار
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 5 - 12:16 )
شكراً لعاطفتكم النبيلة ...
إنك محق في رؤيتك، أن لا اشتراكية بدون ديمقراطية، وهذا ناتج ليس فقط عن رغبة ذاتية بقدر ما هو تعبير عن واقع موضوعي يفرضه تنوع واتساع التحالف الطبقي والاجتماعي للكتلة التاريخية صاحبة المصلحة في الاشتراكية، وعندما نتحدث عن رؤيتنا للاشتراكية فإننا بالضبط نقصد مزيداً من انخراط الكتلة التاريخية في الإنتاج ومزيداً من العدالة في توزيع عائدات هذا الإنتاج، وعلى هذا الأساس؛ فإننا نعتقد أن التراكمات نحو العدالة في موضوع التوزيع يتطلب تحالفات طبقية واجتماعية، بما في ذلك فئات واسعة من الطبقة الرأسمالية نفسها التي تخسر تدريجياً مواقعها الاقتصادية (من حيث استحواذها على وسائل الإنتاج) وتجد مصلحتها المباشرة في مواجهة تغول رأس المال الاحتكاري المعولم. برأينا أن اشتراكية القرن الواحد والعشرين تعني وصول تحالف واسع طبقي واجتماعي إلى مواقع السلطة السياسية والاقتصادية، ومثل هذا التحالف يفترض حالة ديمقراطية واسعة تنظم مجمل العلاقات السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، لهذا التحالف العريض.
في هذا؛ فإن التجربة السابقة (السوفييتية) إذا جاز التعبير قد سرَّعت عملية التحول الديمقراطي (سلق مراحل) ولم تعطها مداها المطلوب على قاعدة الديمقراطية والتآلف بين فئات الكتلة التاريخية صاحبة المصلحة في الاشتراكية، مما جعلها في حالة اغتراب عن الواقع. غابت عنها -معادلة ديمقراطية الاشتراكية واشتراكية الديمقراطية- التي دعا لها ماركس والأممية الأولى. الظاهرة الستالينية (زعيم واحد، حزب أوحد)، فرضت نفسها بدءاً من 1929 حتى تفكك وانهيار الاتحاد السوفييتي (تفكك الحزب إلى كتل، قادة الحزب/ المكتب السياسي حلوا اللجنة المركزية آب/ أغسطس 1991، حلوا الاتحاد السوفييتي)، لم تترك المراجعة النقدية في المؤتمر العشرين 1954خط ومسار جديد للحزب نحو ديمقراطية التجربة الاشتراكية، لم تقترب من معادلة الديمقراطية الاشتراكية مرحلة أرقى وأعرض من الديمقراطية البرجوازية الرأسمالية.
الخط التاريخي الصعب انطلاق التجربة الاشتراكية الأولى بثورة أكتوبر 1917 في روسيا القيصرية المتخلفة عن إنجاز مهمات الثورة البرجوازية الرأسمالية، والأصعب وقوع سلطة الحزب والدولة بيد الظاهرة الستالينية (زعيم أوحد، حزب واحد).
وعليه؛ استخلاصكم صحيح، وهذا ما جسمه التاريخ بعد 75 سنة من التجربة في الاتحاد السوفييتي.
المعادلة التي نستخلص من التجارب الاشتراكية في القرن العشرين، والذي اقترحه لاشتراكية القرن الواحد والعشرين، -اشتراكية الديمقراطية وديمقراطية الاشتراكية-هو في حال تطبيقه المبدع في ظروف كل بلد على حده كفيل بإحراز إنجازات ملموسة وواقعية في كل مرحلة من مراحل نضال الشعوب المنتجة، وصولاً إلى تحويل فكرة العدالة الاجتماعية (الديمقراطية السياسية، الاقتصادية والاجتماعية، الفكرية، الثقافية، دولة الحق والقانون، المساواة في المواطنة، وحقوق الإنسان ...) من إطار نظري متخيل إلى واقع مادي ملموس.


76 - يتبع ما وجه التشابه
شوكت خزندار ( 2010 / 8 / 31 - 10:09 )
في بيروت عند هجرة الحزب الشيوعي العراقي ، تفوهه أحدهم عند التوجيه للتنظيمات والخلايا الحزبية هناك قائلاً : إن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ، عبارة عن مظمة تروتسكية ( القول لفخري كريم وبموافقة عزيز محمد ) ؟؟ كان جوابكم أتسم بالصدق والجراءة حيثُ قلتم ، قدمنا كل ما نملك ولم نبق شيئاً .. وحقاً كان كذلك .. برأيكم هل كانت قولهم ذاك تعبيراً عن الرأي للإتحاد السوفياتي ، أم عبارة عن ناكر الجميل للقيادة الشيوعية؟
كان قرار التقسيم ، تقسيم فلسطين ، وفق النظرة السوفيتية كانت تشكل 73 % والبقية لليهود واليمن الفلسطيني طرحوا تحرير فلسطين من النهر إلى البحر ماذا يشكل ذاك الطرح برأيكم ..؟ في مؤتمر القمة العربية عام 1980 وفي مدينة ( فاس ) أعتبر منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للقضية الفلسطينية ، وهذا حق مشروع .. ولكن كانت الأنظمة العربية في قرارها ذاك عبارة التخلي عن فلسطين والقضية الفلسطينية هل إني محق أم مخطئ ؟ رأيكم لو سمحتم وشكراً لكم .


77 - رد الى: شوكت خزندار
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 5 - 12:17 )
ما قمنا به تجاه الحزب الشيوعي العراقي خلال تلك المرحلة، كان تعبيراً عن مواقفنا الفكرية والسياسية الوطنية الثورية والأممية، تجاه حزب شقيق يتعرض لمحنة، ونحن على استعداد كامل وضمن ظروفنا للوقوف مرة أخرى مع أي حزب أو قوة حليفة وشقيقة تتعرض لمثل هذه الظروف، فمواقفنا تلك نابعة من صدق انتمائنا لفكر اشتراكي علمي، يساري ديمقراطي ثوري، واضح وشفاف يلزمنا بطرح رؤيتنا الفكرية والسياسية الواضحة والصريحة في السر والعلن على حد سواء. نحن أبناء مدرسة وتيار النقد ونقد برامج العمل، وأحد أبرز تجليات هذه المدرسة، التقييم الدائم والمستمر لمجمل سياساتنا ومواقفنا الفكرية، السياسية، التنظيمية، النضالية (الجماهيرية والمسلحة)، ورؤيتنا المجتمعية ووضوحها وعلانيتها في مسارها الوطني، القومي، الأممي.
مسيرتنا الفكرية والسياسية والتنظيمية على المستوى النظري والتطبيقي، موثقة وعلنية أمام الجميع، وهي إن دلت على شيء فإنها تدل على ديناميكية حقيقية وتطوّر فكري وسياسي متواصل ومستمر، وعلى صدق الشعارات والممارسات وتماثلها مع مصالح شعبنا، وهو صاحب التقييم الأول والأخير.
نحن لا ننفي أن قرار التقسيم في حينه (1947) لم يكن قراراً عادلاً، وأن الأخذ به اليوم والبرنامج السياسي الجديد للثورة والشعب ومنظمة التحرير الائتلافية -تقرير المصير، دولة فلسطين بحدود 4 حزيران/ يونيو 1967 عاصمتها القدس، حق عودة اللاجئين وفق القرار الأممي 194، هو تعبير عن تواؤم حقوق شعبنا مع محصلة موازين القوى على الصعد الفلسطينية والعربية والدولية، والتزاماً بالقانون والشرعية الدولية، وبرأينا أن مثل هذا الحل في المرحلة الراهنة هو تسوية للصراع وليس إنهاءً له كما يودّ نتنياهو. فحل الصراع لا يمكن الوصول إليه بدون دولة ديمقراطية على أساس المواطنة، دولة ينتفي فيها أي أثر لتمييز قومي أو ديني.
إن قرار قمة الرباط العربية (أكتوبر 1974) تم انتزاعه على يد منظمة التحرير استناداً لقرار قمة الجزائر (تشرين الثاني/ نوفمبر 1973) التسليم بمنظمة التحرير، وقرار المجلس الوطني الفلسطيني (حزيران/ يونيو 1974) الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا. انتزعنا قرار قمة الرباط بعد 74 سنة من تنكر الأنظمة العربية لحق شعبنا بتقرير المصير والاستقلال، وطمس حقوقنا بشعارات لفظية -قومية- دون أي التزام ببرنامج قومي مشترك تجاه تحرير فلسطين وحقوقنا الوطنية.
الدول العربية قررت منذ هزيمة حزيران/ يونيو 1967 وفي قمة الخرطوم الانتقال من شعارات تحرير فلسطين إلى سياسة وبرنامج -تصفية آثار عدوان 1967-، ووافقت فيما بعد نوفمبر 1967 على قرار مجلس الأمن الدولي 242، وبعد حرب أكتوبر 1973 على القرار الدولي 338 ... وهذا كله يقوم على -جلاء إسرائيل عن الأراضي العربية المحتلة مقابل حدود آمنة معترف بها لإسرائيل-، دون أية إشارة لحقوق شعب فلسطين.
نحن بالثورة والانتفاضة والبرنامج الوطني المرحلي، فرضنا على الدول العربية التسليم الرابط بين الوطني والقومي، بعد 74 سنة من الطمس الكامل لحقنا بتقرير المصير والاستقلال والعودة.
نقطة أخيرة: محزن إذا وقع ما ذكرتم على لسان من ذكرتم.
بالتأكيد لا علاقة إطلاقاً بذلك القول مع موقف الاتحاد السوفييتي معنا، بنينا مع قادة السوفييت قادة ورأي عام علاقات رفاقية حميمة، متواصلة، مثمرة للجانبين، وعلى قاعدة الحوار الشفاف والعقل النقدي المتبادل. وطالما كان الرفيق عزيز محمد معجباً ومبهوراً مع أحاديثه معي شخصياً بالجبهة، وصيغة علاقتها مع السوفييت، دورنا وتحالفاتنا الفلسطينية، العربية، الشرق أوسطية، الأممية، مواقفنا من حقوق الشعوب والقوميات بتقرير المصير، الديمقراطية، العدالة الاجتماعية في كل بلد عربي والشرق الأوسط.
الآن في المكتبة العربية كتب بأقلام سوفييتية، تؤكد تقدير القيادة السوفييتية الكبير للجبهة الديمقراطية وحواتمة شخصياً (راجع كتاب بريماكوف عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفييتي، رئيس وزراء روسيا الاتحادية: -الشرق الأوسط ـ المعلوم والمخفي- ـ ترجمة علي العرب، عبد السلام شهناز/ دار اسكندرون ـ سوريا/ دمشق ـ الطبعة الأولى 2006، كتاب أوليغ غرينفسكي مسؤول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا/ وزارة الخارجية السوفييتية: -سيناريو لحرب عالمية ثالثة ـ كادت إسرائيل أن تكون مسببة لها- ترجمة طه عبد الواحد/ دار علاء الدين ـ سوريا/ دمشق ـ الطبعة الأولى 2006).


78 - تحيات
أحمد رجب ( 2010 / 8 / 31 - 10:29 )
تحياتي الحارة لكم ولأسرة الحوار المتمدن

حوار جيد ويعتبر منهلا يمكن الإستفادة منه لواقع اليسار

عاشت الأيادي ودمتم في المقدمة مع الإحترام والتقدير

أخوكم : أحمد رجب


79 - رد الى: أحمد رجب
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 7 - 12:36 )
نحييك وأنتم غايتنا، وتفعيل العقل والعقلانية هدفنا، وبعيداً عن إرث وتراث وميراث السطوة المديدة، وسطوة المناصب والسلطات الرسمية، ومطمحنا التنوير والحداثة ...
نشكر معاً -الحوار المتمدن- على رسالته، وجديته واجتهاده، وهو أول ما يشترط الحوار المتمدن شروط العمل الجماعي في صياغة الفكرة ... صياغة الكلمة ... وإنارة الدرب ... بكل ما يتطلبه ذلك من شفافية ...


80 - سياسة التنازلات المجانية
حمدي حسين ( 2010 / 8 / 31 - 15:17 )
جاء على لسان الرفيق / صلاح عدلي المتحدث باسم الحزب الشيوعي المصري في الحوار المنشور بالحوار المتمدن ( http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=13180 ) مايلي :
بالنسبة للقضية الفلسطينية والصراع العربي الصهيوني يعلن الحزب رفضه للمواقف الجامدة غير الواقعية، والتي ترفض أية تسويات أو حلول مرحلية، تمهد الطريق للوصول الي السلام العادل والدائم، علي أساس الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني، وانسحاب اسرائيل من كل الأراضي المحتلة بعد 1967.
ولكن يرفض الحزب سياسة التنازلات المجانية التي تسعي للوصول الي تسوية بأي ثمن وبشكل لا يخدم سوي إسرائيل والولايات المتحدة ....... فما رأيكم في ذلك وخاصة فيما يخص التنازلات المجانية ؟؟


81 - رد الى: حمدي حسين
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 5 - 12:21 )
ما ورد بسؤالكم عن تصريح صلاح عدلي المتحدث باسم الحزب الشيوعي المصري ... الخ أقول:
التصريح كلام عام ملتبس، حمّال أوجه، لم يحدد ما هي -المواقف الجامدة غير الواقعية- التي يرفضها الحزب، والتي -ترفض أية تسويات أو حلول مرحلية ... الخ-، عن ماذا يتكلم، عليه أن يحدّد أفكاره، وما هي -التنازلات المجانية- التي يقصد ؟ ...
البرنامج الوطني الفلسطيني الموحّد -تقرير المصير، دولة فلسطينية بحدود 4 حزيران/ يونيو 1967 عاصمتها القدس، حق عودة اللاجئين عملاً بالقرار الأممي 194-.
بشأن المفاوضات:
المجلس المركزي لمنظمة التحرير الائتلافية قرر بالإجماع في دورة ديسمبر 2009 التالي: المشاركة بالمفاوضات غير المباشرة والمباشرة بمرجعية قرارات الشرعية الدولية، رقابة دولية على الطاولة، سقف زمني، وقف كامل للاستيطان في القدس والضفة، فك الحصار عن قطاع غزة.
لا مشاركة بالمفاوضات بدون ذلك.
دعونا إلى عقد المجلس المركزي لبلورة قرار الإجماع الوطني بشأن الدعوة الأمريكية في 20/8/2010 لاستئناف المفاوضات المباشرة في 2/9/2010، رداً على الضغوط الأمريكية، شروط نتنياهو، الضغوط العربية، لم يقع هذا ...
اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير لم توافق على الذهاب إلى المفاوضات المباشرة دون ما ورد بقرار المجلس المركزي (راجع تفاصيل اجتماع التنفيذية في 20/8/2010 في جوابي على سؤال سابق).
نحن ضد أية تنازلات عن قرارات الشرعية الدولية، بيان اللجنة الرباعية الدولية في 20/8/2010.


82 - تحياتي رفيق
Ghassan Almufleh ( 2010 / 8 / 31 - 16:30 )
في الحقيقة سؤالي لكم بعد شكركم على تفاعلكم، بسيط جدا، اتضح فيما اتضح أننا جميعا لم نكن يسارا، بل كنا قوى شيوعية محمولة على أحد أطراف الحرب الباردة، ألم يكن قرار تشكيل أول حزب شيوعي قد اتخذه الكومنتيرن؟ وانا في الواقع اميل للتمييز بين القوى الشيوعية وبين اليسار وعلى هذا الأساس أقول-أن الغرب في مواجهة قرار الكومنترين، لم يكن ميالا لدعم القوى الليبرالية والديمقراطية فاتجه لدعم الأنظمة المحافظة والاستبدادية، والتيار الإسلامي لمواجهة أي نجاح محتمل للقوى الشيوعية تلك..ولكن اليسار بمعناها الفكري والسياسي والنقدي، لم يكن يعني السوفييت كطرف في الحرب الباردة، كما هي الحال بالنسبة للقوى الإمبريالية آنذاك فلم تكن معنية بدعم ثقافة لبيرالية ديمقراطية، ولذلك بعد سقوط السوفييت اتضحت حجم الكارثة، الأحزاب الشيوعية وكل ما كان يطلق عليه اليسار في المنطقة ذهب مع السوفييت ولم يعد، ولكن التيار الإسلامي اتضحت قوته لأن من دعمه واقصد القوى الغربية هي التي المنتصرت وانتصر وقويت بالتالي القوى الحلفية له...ما رأيكم؟


83 - رد الى: Ghassan Almufleh
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 5 - 12:22 )
أحكامك القطعية تستدعي التصحيح الفوري ... أولاً: تخلط بين الحركة والأحزاب الشيوعية الكلاسيكية في البلاد العربية بما فيها فلسطين، وبين اليسار الثوري الجديد الفلسطيني والعربي الذي برز رداً على وبديلاً عن هزيمة الأنظمة العربية في حزيران/ يونيو 1967. نحن تيار اليسار الفلسطيني الثوري الجديد منذ الانطلاقة وحتى يومنا لم نكن محمولين يوماً من -القوى الشيوعية- المحمولة على أحد أطراف الحرب الباردة أو الكومنترن. ثانياً: نحن محصلة سلسلة من التحولات اليسارية، الإيديولوجية والطبقية في الحركة القومية، والحركة اليسارية الجديدة في أوروبا والعالم (راجع كتاب محمد جمال باروت: -حركة القوميين العرب ـ النشأة ـ التطور ـ المصائر- ـ المركز العربي للدراسات الاشتراكية/ دمشق ـ سوريا، الطبعة الأولى 1997)، وعملية التحولات اليسارية الماركسية بدأت وتطورت من عام 1958 ـ 1969 في مسار التحولات الطبقية الكبرى على يد ثورة 23 يوليو 1952، ثورة 14 تموز العراق، وحدة مصر وسوريا 1958، العدوان الثلاثي 1956، الانقلاب والانفصال الرجعي في سوريا ... الخ وبسقف 1966 استقلت جميع فروع حركة القوميين العرب عن المركز (اليمن جنوباً وشمالاً، لبنان، سوريا، العراق، الكويت، عمان والخليج ... وتم على يد الأكثرية الساحقة حل حركة القوميين العرب 1966، فقط الفرع الفلسطيني ـ الأردني بقي وحده من جناحيه اليساري والآخر القومي، جبهة التحرير الفلسطينية/ جبريل ـ منظمة فلسطين العربية/ زعرور، تشكل ائتلاف الشعبية، خرجت جبهة التحرير الفلسطينية أولاً، فلسطين العربية ثانياً، قدم الجناح اليساري بمؤتمر آب/ أغسطس 1968 المشترك بتقرير آب لوحدة الجناحين على قاعدة الالتزام بالماركسية، رفض الجناح الآخر وانقلب على المؤتمر ودفع الأمور باتجاه آخر (راجع باروت ...)، وعليه؛ تم استقلال الجبهة الديمقراطية بسياسة جديدة وحدوية ديمقراطية وائتلاف وطني عريض من فصائل المقاومة، وهذا ما وقع فعلاً بكل مؤسسات منظمة التحرير والمقاومة.
وثالثاً: الانشقاقات بدأت في فتح وجبهة الرفض (شعبية، قيادة عامة، عربية، نضال، تحرير فلسطينية بزعامة حكم بعث العراق 1974، ثم جبهة الإنقاذ بزعامة حكم بعث سوريا 1985) والآن بين فتح وحماس.
الحقيقة تستمد من الوقائع، ليس من الإسقاطات الذاتية وغياب الواقع فضلاً عن الجهل بها.
رابعاٍ: اقرأ وقائع تجارب البلدان الاشتراكية والحركة الشيوعية بالأمس واليوم حول الاتفاق والاختلاف والانقسامات واستخلاص العبر والدروس.
خامساً: في مسار الائتلاف والتعاون ناضلنا دائماً لجبهة ائتلاف بين القوى اليسارية والتقدمية، وبذات الوقت والتوازي جبهة وطنية شاملة. وهذا ما جرى ويجري حتى يوم الناس هذا ...


في القسم الآخر من التساؤل:
إذا عدنا إلى جهود ماركس وينابيع النظرية، فقد عمل طويلاً على تحطيم قيم الإقطاع وبكل ما أوتي، وحوله حركة تنوير أدبية متعمقة في أوروبا وبشتى ميادين الإبداع، ولذات الهدف الذي ورد في مقدمة -البيان الشيوعي- ـ الطبعة الأولى والتي قدم لها، على سبيل المثال: -كانت إيطاليا أول أمة رأسمالية، تحدد غروب العصور الوسطى الإقطاعية، وبزوغ فجر العصور الرأسمالية الحديثة ...-.
هنا أقصد وبشكل عملي وجوهري، أن قيم الثورات البرجوازية -الإخاء، العدالة، المساواة، حقوق الإنسان- هي قيم وأهداف إنسانية أممية، وهي جوهر القيم للثورات الاشتراكية، والمطلوب إبرازها والتمسك بها، وباعتبارها نتاجاً لأكثر المبادئ تنوراً، وفضلها في -تكوين الرأي العام المتنور-، وقد تشكل في ذلك الزمن بتأثير الجدل والمحاكمات النقدية، والذي اعتبره ماركس حينها -أصبح موجوداً- على مدى أهمية استمالته وتنقية أفكاره والتأثير فيه، من خلال الاهتمام الكبير بالثقافة الإنسانية العالمية بعيون ناقدة هادفة لما ينبغي عليه أن تكون القيم العالمية.
معضلة الستالينية في بلدان التجارب الاشتراكية، القوى اليسارية والتقدم، قوى حركات التحرر الوطني المحلية والعالمية، أنها قولبت هذا الانفتاح المنهجي إلى -عقيدة كلية الاكتمال-، في حقول ثلاثة محددة لا غير، الأمر الذي أثر على نظام نظراتها المسمى -ماركسي-، وأثر كذلك في منحى التوعية لثقافة إنسانية، -فهي جامعة، مانعة، محددة، قطعية بامتياز- بما ينسجم مع النظام الأوامري التعبوي الستاليني، وحشو رؤوس أجيال من الشيوعيين والتقدميين بـ -الحتميات-، عبر مناهج مدرسية تبسيطية ولكن صارمة لا تغفر لـ -الهرطقة- أي للتعامل النقدي وبانفتاح ذهني، مما أدى إلى القطع مع التفاعل مع مناهج العلوم الحديثة المعاصرة.
ماركس لم يكن مؤرخاً، ولم ينكب دراسة التاريخ البشري، بقدر ما قدم نظرة فلسفية للتاريخ ومفتوحة على التاريخ.
باختصار هذه النظرة السوفييتية بأساسها الستاليني، قد حكمت نظرهم إلى الحرب الباردة وبأبعاد بيروقراطية شرقية راسخة.


84 - الجنوب العربي واين انتم وموقفكم
الدكتور عبدالله احمد اليافعي ( 2010 / 8 / 31 - 20:04 )
حياكم الله لا اريد ان اطول على سيادة الدكتور
انتم كنتم جزء من صانعي القرار ومشاركية في اليمن الديمقراطي الجنوبي وكانت الحضن الدافى للمقاومة العربية وخاصة القومية والاشتراكية
اليوم اين تلك الدولة عزيزي الدكتور وهل باستطاعتكم انصاف شعب محتل باحتلال همجي متخلف العن من الاحتلال الاسرائيلي
انصفوا شعب الجنوب وقولوا كلمتكم اين رفاقكم البيض وعلي ناصر والعطاس وكل قيادات الجنوب انها مشردة وتطالب بفك الارتباط هل هذا كان الحلم القومي الاشتراكي الذي كان يراودنا شعب مشرد شهداء جرحى واسرى في معتقلات الامن السياسي بصنعاء مسيرات سلمية تقمع بالذخيرة والدبابات قرى ومدن تقصف بيوت تهد على رووس اصحابها
عزيزي الدكتور اصبح الانسان الجنوبي بلا وطن ومشرد والوحدة ماتت الى الابد في النفوس الجنوبية ,,, للتاريخ والاصناف اريد اسمع كلمتك وانقلها للشعب الجنوبي عبر مواقعنا الاعلامية
مع اجمل واطيب تحياتي
عدن قلعة الثوار


85 - رد الى: الدكتور عبدالله احمد اليافعي
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 5 - 12:24 )
وجع شعب اليمن جنوباً وشمالاً، وجعنا ...
واكشف لكم:
عشية يوم إعلان الوحدة بين جمهوريتي الجنوب والشمال كان الرئيس علي عبد الله صالح في عدن وبمباحثات مع الرئيس علي سالم البيض.
كنت في عدن، ومدعو على العشاء التكريمي للرئيس علي عبد الله صالح، في نادي الشرطة، الحضور حاشد. تأخر الرئيسان، والحضور جميعاً بالانتظار.
وبعد وقت ليس بالقليل دخل صالح والبيض، لحظني صالح مع الصف الأول، حياني بالاسم، رددت على التحية وسألت: أين كنتم، تأخرتم على الجميع ؟! ...
قال: -كنا في افتتاح نفق الوحدة-.
قلت: -لا تضعوا الوحدة في النفق-.
ضحك الحضور الحافل بقيادات الجنوب والشمال.
انفرد الرئيسان باجتماع الليل الطويل.
في الصباح سمعنا جميعاً بيان إعلان الوحدة بدولة مركزية ...

ـII ـ

تعلمون قبل الوحدة بزمن طويل، وتحديداً 1968، كتبت -أزمة الثورة اليمنية-.
صدر الجزء الأول: أزمة - الثورة في اليمن الجنوبي-.
نشرت في مجلة الحرية الحلقة الأولى والثانية من مشروع الجزء الثاني -أزمة الثورة في اليمن الشمالي-، داهمتنا أزمات فلسطينية، وفلسطينية ـ عربية، توقفت عن الكتابة، وهكذا لم يصدر كتاب الجزء الثاني.

ـIII ـ

التداعيات تفاقمت، تراكمت، والآن يقع ما يقع في الجنوب والشمال. الأزمة باعتراف الجميع كبيرة وشاملة.
وعليه؛ مع الحوار الوطني الشامل بين حزب المؤتمر الشعبي وأحزاب اللقاء المشترك، وصولاً لحلول جديدة (أكرر جديدة) تستدعي بالضرورة إعادة صياغة العلاقات اليمنية ـ اليمنية بين مكونات المجتمع اليمني، بين الشمال والجنوب على قواعد جديدة، وتحت سقف -تحرير العقل، الديمقراطية، الإصلاح والانفتاح، التطوير والتغيير، وتجاوز حتميات الطريق المسدود على ضوء عِبَرْ ودروس تجربة الوحدة-.
الحوار الشامل بروح المراجعة النقدية والعملية، وتمكين الشعب المشاركة بالحوار وبلورة الحلول، وبسقف زمني محدّد، هذا مسار حل الأزمات على يد مكونات الشعب بأحزابه ونقاباته، مفكريه ومثقفيه، القطاعات الاجتماعية على اختلاف ألوان الطيف الإيديولوجي، الثقافي، السياسي، الاقتصادي، السيكولوجي الجمعي في الشمال والجنوب.


86 - قطع الصلة بالتاريخ
خالد عبد القادر احمد ( 2010 / 8 / 31 - 21:25 )
الرفيق نايف
بعد التحية
لاحظت في اجاباتك على اسئلة الحوار المتمدن, غيابا لرؤية تاريخية للواقع الاقليمي والفلسطيني علما ان التاريخ كان معلم ماركس والقادة الثوريين فتبعا لقرائتهم له بصورة علمية دعوا الى التغيير الثوري في حين اننا لا نجد في اجاباتك مثل هذه القراءة التي تحدد المهام المرحلية الامر الذي شكل اسقاطا للذات على الواقع ومثال ذلك برنامج المرحلية الذي اسقط الصيغة القومية الفلسطينية بما انها نتاج مسار خاصللتطور الحضاري الفلسطيني ويترك اثره في رؤيتك للحل باعتباره معالجة اشكالية سكانية لا باعتبار القضية الفلسطينية قضية قومية الامر الذي يتعارض مع مقولة حق تقرير المصير السياسي للقوميات لذلك لم يكن غريبا تحديدك لطبيعة الاستعمار الصهيوني باعتباره استيطانيا لا احلاليا قوميا, ويحول قضيتنا القومية الى قضية مساواة وتمييز عنصري لا قضية استعادة الصيغة القومية واعادة توحيد مكونها وعاملها
رفيق نايف كيف تدعي انك من دعاة الوحدة والجبهة الديموقراطية بدأت تاريخيا بانشقاق غير مبرر وها هي الان حليفة الاصل الذي انشقت عنه بتحالف يساري
واين هو الروح الديموقراطي في الانشقاق بدلا من المواجهة الديموقراطية واللجوء الى المركزية الديموقراطية
ولو اردنا محاكمة النتائج السياسية للاطروحات النظرية للجبهة الديموقراطية لوجدناها من اسباب تفشي نهج الانقسام والانشقاق في الوضع الفلسطيني فبرنامج مرحلية النضال اغلق بموجبه ملف فلسطين المحتلة عام 1948م الامر الذي ضرب المشاعر الوطنية للاجئين الفلسطينيين واضعف ولائهم للمهمة الوطنية وخلق حالة انقسام بين الفصائل الفلسطينية تعمقت باتفاقيات اوسلو
ثم كيف تعيدون صياغة حق اللاجئين بالتحرر الوطني الناجز وتصفونه بحق العودة لمواطنة من الدرجة الثانية في ظل وضع فصل وتمييز عنصري
ومن قال ان حق التملك والضمان الصحي والاجتماعي هي من حقوق اللجوء الفلسطيني في لبنان وهي عمليا حقوق وامتيازات المواطنة اللبنانية إلا اذا كانت المواطنة العربية هي منطلق الرؤية السياسية التي اتت ببيان الجبهة الديموقراطية بصدد المشكلة المعيشية للاجئينا في لبنان
رفيق نايف ان اليسارية والثورية والتقدمية هي روح علمي وانشداد لمستوى ارقى حضاريا وليست جملة ثثورية حتى لو كان لفظها ماركسيا
مع فائق الاحترام


87 - رد الى: خالد عبد القادر احمد
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 5 - 12:25 )
شكراً لك ...
في البداية تتحدث عن المرحلية باعتبارها ضرورة، وبعد ذلك تنفيها عن الواقع الفلسطيني. بالنسبة لرؤيتنا إلى الصراع، أعيدك إلى البرنامج السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، والذي بالإمكان إرساله إليك في حال توفر الإيميل الخاص بك. فقط أشير -هكذا اتخذت المسألة الوطنية الفلسطينية أبعادها الشاملة بعناصرها القائمة على تمزيق وطمس الكيان الوطني لشعب فلسطين، وتشريده من أرضه، وتقسيم بلاده وإخضاعها للاغتصاب والاستعمار الاستيطاني والاحتلال بالقوّة. إن المسألة الوطنية الفلسطينية هي في جوهرها مسألة التبديد القومي لشعب فلسطين واقتلاعه من وطنه وتقسيم واحتلال بلاده وحرمانه من حقه الطبيعي في تقرير مصيره بحرية على أرضه، وهي نتيجة لمصادرة الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني على أيدي -إسرائيل- الصهيونية بالتحالف الوثيق مع الإمبريالية العالمية، وتواطؤ الرجعية العربية-.
لقد أجبت في سؤال سابق عن ولادة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين (شباط/ فبراير 1969)، والتي جاءت نتيجة حراك فكري وسياسي بدأ في الحركة القومية وخاصة حركة القوميين العرب منذ ثورة 23 يوليو في مصر، العدوان الثلاثي 1956، التحولات الطبقية الكبرى في مصر، وحدة مصر وسوريا، ثورة 14 تموز في العراق، الثورة الجزائرية، ثورتي اليمن 26 سبتمبر، 14 أكتوبر، تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية 64 بعد الانفصال الطبقي الرجعي السوري 61، التحولات الكبيرة نحو اليسار الثوري الجديد في حركة التحرر العربية والشرق أوسطية، نقد تجارب البلدان الاشتراكية، انتصار الصين، الثورة الفيتنامية ...، ومن الطبيعي أن شعبنا كسائر شعوب الأرض يتكون من طبقات وفئات اجتماعية، إلا أنه أيضاً له خصوصية التوزع الجغرافي بتنوع مصالحه، لذلك لا بد من تعددية سياسية تعيد طبقياً واجتماعياً وجغرافياً، التبلور والاستقلالية الفكرية والسياسية للجبهة الديمقراطية، كنتيجة لحراك فكري وسياسي، لا يمنع بل يؤكد التحالف والائتلاف مع كل المكونات السياسية، لا سيما في مرحلة التحرر الوطني، فما بالك مع القوى اليسارية والتقدمية الفلسطينية، العربية، الأممية.
نقطة التحولات اليسارية في صفوف الحركة القومية اعطت اجوبة ومراجع وافية رداً على اسئلة سبقت... ادعوك اذا كنت -جاداً ومهتماً- العودة لها وللمراجع المذكورة، انت وقعت في الجهل بالمعلومات، تسطيح الواقع دون المعرفة به.
شعبنا الفلسطيني في -إسرائيل-، هو مُكوّن رئيس من مكونات الشعب الفلسطيني، وله دور بارز ومشهود في المعركة الوطنية، ولقد حدد البرنامج المرحلي الدور الخاص المنوّط مرحلياً بالنضال في سبيل المساواة القومية والمواطنية الكاملة.
العودة إلى الديار والممتلكات مترابطة مع النضال في سبيل المساواة القومية والمواطنية.
أعتقد أن ربطك لحق التملك والضمان الصحي والاجتماعي للاجئين في لبنان، بالمواطنة العربية ليس دقيقاً، بل هي مربوطة بحقوق الإنسان والتزامات الدول والقمم العربية والدولية.


88 - تحيةً ...نقداً و تساؤلاً 1
د.علي روندي - طهران - ايران ( 2010 / 8 / 31 - 21:26 )
الأخ المناضل والتقدمي المتميز الرفيق - نايف حواتمة
تحية لك من بلدي إيران الحبلى بتغييرات نوعية لابد أنها قادمة! نتابع بإهتمام مسيرتك النضالية وأطروحاتك النظرية ليس من اليوم بل من أيام موسكو.. وقد قرأنا بامعان طرحك المسهب حول شؤون وشجون اليسار اليوم ولم تتغير رؤيتك السابقة بالرغم أن العالم وسماته وتناقضاته قد تبدلت فيما يتعلق بتأثيراتها على الوضع العربي والشرق أوسطي. مازال الجوهر الفلسفي العدمي -نظريا- والموقف العاطفي التشنجي اليساري الحاد- عمليا- سائدان ومتحكمان في مواقفكم السياسية ( مزركشة بلباس ماركسي)، بالرغم من الشعارات الجميلة والبراقة التي تتبنوها، بُغية تفعيل قوى اليسار في المنطقة. أخونا الكريم.. نحن في اليسار الإيراني- في الداخل والخارج - نعتقد عدم واقعية مواقفكم في الأمور التالية: معارضتكم لاستئناف المباحثات السلمية الفلسطينية الاسرائيلية المزمعة بعد غد بدون إتيانكم لأي بديل واقعي وعملي في الأفق المنظور- فهمكم التشنجي ( سنتيمنتال) للوضع العراقي المعقد غير المسبوق بعد الغزو- عدم ادراككم ( موضوعيا) للعملية السياسية وطبيعة القوي ومستوي الوعي الاجتماعي المتدني اليوم في العراق- مبالغتكم لدور ما يسمى بالمقاومة (المسلحة والارهابية) في العراق بالتالي تخندقكم مع ألد أعداء الشعب العراقي ( فلول القاعدة والبعثفاشي)- معاداتكم غيرالمنطقية وانتقاداتكم الخاطئة لمواقف الحزب الشيوعي العراقي الشقيق ونضاله الصعب المرهون بكرٍ وفرٍ عصيين على حاملي معادلة الابيض او الاسود ( سابقا والآن)!! ... نحن نرى أن كل هذه المواقف وغيرها عبارة عن يسار متطرف شعاراتي ( قومي -تروتسكي - ماوي ) لا تنسجم مع اسهامكم النظري هنا-على أهميته التنظيرية والمعرفيةا- ولاعلاقة لها بالماركسية الحقة والتحليل الجدلي!! واخيرا السؤال الختامي: ما هو موقفكم تجاه تطلعات الشعب الايراني ونضاله الحالي ضد النظام الثيوقراطي المستبد.. أو أنكم مثل القوى الثورجية الأخرى تؤيدون النظام مادام يلعب بعواطف العرب والمسلمين ويضرب على وتر- المقاومة-الفلسطينية و-المقدسات- وغيرها.. ويساند ارهاب حماس ضد سكان غزة.. و-يناطح- الامبريالية الامريكية


89 - رد الى: د.علي روندي - طهران - ايران
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 5 - 12:27 )
أستهجن هذه القراءة -الفريدة- التي لا علاقة لها بالمعرفة ومسار الأحداث الفلسطينية، العربية، الدولية، ووقائع السياسة لمواقف الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وهي في الوقت الذي تطرح به رؤيتها لمحددات ومهمات ورؤى اليسار الديمقراطي، تقدم لنا يا د. علي روندي أحكاماً قطعية ثابتة لا علاقة لها بمواقف الجبهة المعلنة على رؤوس الأشهاد، ولا علاقة لها بالممارسة السياسية التي تقوم بها وعلى أرض الواقع الفلسطيني، العربي، الأممي، وهي التي تنادي بالتنسيق مع قوى اليسار العربي ونحو نهوضه، وتعمل على بناء الائتلاف الوطني الفلسطيني الديمقراطي العريض، طبعاً في الوطن وأقطار اللجوء، انطلاقاً من الحاجة التاريخية الماسة إلى بناء ائتلاف ديمقراطي فاعل، قادر على درء العواقب الوخيمة لحالة الاستقطاب الثنائي الحاد بين فتح وحماس المستند إلى تدخل وتمويل المحاور الإقليمية المتصارعة في الشرق الأوسط، وخاصة الأنظمة العربية وعلى ضفتي الخليج (مليارات البترودولار سنوياً)، التي تعمق الانقسام في الصف الفلسطيني، وبالحرص على تطوير صيغ العمل المشترك بين القوى السياسية، والدفاع عن الحقوق السياسية والحريات الديمقراطية، وعن مصالح وطموحات الطبقات الشعبية المحرومة والفئات الاجتماعية المهمشة، وممكن أن تراجع برنامجنا الاقتصادي ـ الاجتماعي لشعبنا تحت الاحتلال.
وثانياً: قضية اللاجئين وحق العودة ليست شعاراً قومياً متطرفاً، ولا تروتسكياً، ولا ماوياً كما تقول بالفاظ دكتاتورية بائسة، عديمة المعرفة بمسار الوقائع والاحداث، بل هو حق كفلته الشرعية الدولية والقرار الأممي 194.
ثالثاً: حول المفاوضات؛ هنا عليك التمييز بين المفاوضات بمرجعية واضحة، وبين مفاوضات تستهدف أمراً آخر غير التسوية المتوازنة، والتي تفهمها بأنها -موقف تشنجي ـ سنتيمنتال-، فالتصعيد الاستيطاني ـ الاستعماري الصهيوني بدلاً من وقفه، يلتهم الأرض التي يجري التفاوض عليها، بدلاً من موقف تفكيك الاستيطان على كامل أراضي حرب عام 1967 بما فيها القدس. هذا الاستيطان الذي يتصاعد بعد عام 2001 كارثة البرجين و -إرهاب تسييس الدين وتديين السياسة- من أفغانستان وباكستان حتى المغرب الأقصى وما بينها بلا استثناء (راجع الأجوبة على الأسئلة التي سبقت)، وحرب السور الواقي التي شنها شارون على الضفة وغزة وحاصر عرفات في غرفته (آذار ـ نيسان 2002) حتى رحل مسموماً، وحربه على -خارطة الطريق- التي قدمتها الرباعية الدولية (نيسان 2003)، والتي نصّت على وقف الاستيطان ولكنه تصاعد محموماًً، وهدم وتهجير المنازل من سكانها واغتصاب أراضي أملاك المواطنين، أليس امتداد قرابة عقدين من المفاوضات هو تعبير عن التفرد بالقرار ...
جرى خلالها بناء جدار الفصل العنصري والتوسع الاستيطاني، جدار العزل العنصري رغم قرار وفتوى محكمة لاهاي ... الخ.
ومعالجاتنا المستديمة ومبادراتنا لإنهاء الانقسام الفلسطيني المدمر والمباشرة بالحوار الوطني الشامل، ومطلبنا أن تجري انتخابات ديمقراطية بالتمثيل النسبي الكامل، انتخابات حرة داخل الوطن والشتات لمجلس وطني جديد، وبمشاركة كافة ألوان الطيف السياسي ... الخ، هل هذه -عدمية- ؟! إنها السياسة الواقعية والتي أشار لها العديد من الأسئلة بالاعتدال والواقعية.
أسألك هل هذه مواقف تشنجية ؟ ... وكي لا نكون متشنجين نغادر حقوق شعبنا بتقريرالمصير، الاستقلال، حق اللاجئين بالعودة وقضيتنا الوطنية عملاً بقرارات الشرعية الدولية ... ثم مَنْ الذي يتخندق في العراق مع -فلول القاعدة- ! ...
نحن ندين الغزو الأمريكي، مع المقاومة للغزاة والديمقراطية لشعب العراق، ضد الإرهاب المذهبي والطائفي والأممي الفاشي،كنا ونواصل ضد الاستبداد الدكتاتوري في البلدان العربية والمسلمة أينما هو، وفي أي بلد أينما كان في هذا العالم.
نحن نقف ضد أي حرب عدوانية جديدة في المنطقة، وضد العدوان على إيران من أي جهة جاءت، خاصة في ملفها النووي السلمي، ومع حل إشكالات الإقليم على أهل الإقليم ذاته ... وأقول لكم أن مستوى -الوعي المتدني في العراق قد أملته حالة الذبح اليومية للمواطن العراقي وبشتى الألوان والإجرام على يد الغزو الذي رفضه أوباما في حينه وأعلن في حملته الانتخابية تعهد الانسحاب الكامل من العراق، وهكذا يفعل الآن، رفضت الغزو الدولة الألمانية، فرنسا، ثاباتيرو في إسبانيا، مظاهرات عشرات الملايين في اوروبا وامريكا، يساريين وليبراليين ... الخ، ونحن لا نرى الأمور إما أبيض أو أسود كما تراها الانظمة والافكار الدكتاتورية، ولدى العراق من الكادرات التنويرية والأكاديمية ما يملأ سماء الشرق الأوسط.
أنت غير صادق عندما تقول -نعادي- الحزب الشيوعي العراقي الشقيق. نحن احتضنّا المئات من قيادات وكوادر الحزب الشيوعي العراقي في صفوفنا وفي قواتنا المسلحة عندما كانوا مطاردين من حكم صدام وبعث العراق بعد انهيار الجبهة المشتركة بين الحزب وحكم صدام، قدمنا للحزب السلاح وتدريب الكوادر، خلق هذا لنا مشكلات مع السوفييت يعرفها قادة الحزب وكل الأحزاب الشيوعية العربية، أغلق صدام مكاتب الجبهة التي تحمي الجالية الفلسطينية في العراق حتى سقوطه. فلماذا الادعاءات الكاذبة؟! ...
إن الأحزاب الشيوعية العربية أوقفت (قطعت) علاقاتها بالحزب الشيوعي العراقي منذ لحظة انخراطه بمجلس الحكم الذاتي تحت إدارة بريمر وحتى 2010، عدد منها شنّ حملة علنية ضد الحزب وباتهامات ثقيلة.
نزعة الأبيض والأسود ظاهرة ستالينية استبدادية شرقية، تسحب نفسها على اعداء العقل النقدي من مدعيي اليسار والشيوعية، أدت وتؤدي إلى الكوارث في الاتحاد السوفييتي وقوى كثيرة في الحركة الشيوعية في بلدانها، وعالمياً.
هل نفهم أن تبادل النقد والقراءات هو معاداة ! ... إن غياب الحوار والعقل النقدي مرض مزمن عند المعادين -لاشتراكية الديمقراطية وديمقراطية الاشتراكية-- أسئلتك وفتاويك مثال ذلك.


90 - ماهو تصوركم لما سيحدث بالمنطقه
د.فلاح محمد ( 2010 / 9 / 1 - 03:21 )
يبدو لي أن عجز الحركات الديمقراطيه من الوصول الى السلطه يكمن في أمرين وليس في برامجها وتكتيكاتها
العامل الاول هو أن المجتمع العربي فيه من المفاهيم الدينيه مايكفي لان يمنع نمو أي فكر تنوري خارج الدين
العامل الثاني هو ان الحركات السياسيه وغير الدينيه ,القوميه منها أو غير القوميه بنت نفسها بنفس مفاهيم المجتمع الباليه فليس هناك حياه ديمقراطيه داخل هذه الاحزاب
لذلك عندما تستلم الحركات اليساريه والقوميه السلطه يكون الوليد مشوه تماماً والامثله كثيره من مصر عبد الناصر الى الاسديين في دمشق وبعثيين العراق ورمزهم المهزوم واليمن وغرب الوطن العربي


91 - رد الى: د.فلاح محمد
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 5 - 12:28 )
تعرضت المنطقة المسماة بـ -الشرق الأوسط الكبير- إلى هجمة إمبريالية غير مسبوقة، في خطوطها المتشابكة على سياقات الإستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط، اشتدت بحروب غزو دامية عهد النيوليبرالية المتوحشة من عهد ريغان إلى بوش الابن، كما على خطوطها المتشابكة السياسية والاقتصادية والثقافية، وفي نسيجها الاجتماعي العام، وقد سهلت لذلك غياب الديمقراطية وحقوق المواطنة، والتفاوت الاجتماعي وحالة الفساد المؤسسي العام، والعجز عن إنتاج دولة بمعناها -دولة المجتمع-، رغم المعارضة المشهودة في صفوف عدد من فصائل وقوى التحرر والتقدم الفلسطينية والعربية، فهذه المشاريع تطل برأسها هنا وهناك، هذا على صعيد العامل الخارجي.
بالتأكيد لم يكن للمشاريع الاستعمارية ـ التوسعية الصهيونية أن تأخذ مجراها لولا غياب الديمقراطية والمساواة في المواطنة والعدالة الاجتماعية، غياب حل الأزمات التاريخية الإثنية، الطائفية، المذهبية المزمنة، شطر وتمزيق الكتلة التاريخية صاحبة المصلحة في التغيير والتطوير على يد -تواطؤ استعماري، أنظمة حاكمة استبدادية، إرهاب تسييس الدين وتديين السياسة- وخاصة منذ سبعينيات القرن العشرين في المشرق والمغرب العربي، وفي البلدان المسلمة. وعليه؛ الحصاد المرّ حروب أهلية دينية طائفية ومذهبية، وانسداد أفق التطور إلى أمام.
وبالتأكيد سلسلة الأخطاء الإستراتيجية الكبرى في البيئة التي خلقتها الأخطاء المتراكمة في مشروع بناء الدولة المدنية الوطنية، فضاع القرن العشرين على شعوبنا كما ضاعت قرون وقرون ... وهنا التشخيص يطول فيما يدور في جنبات المنطقة العربية، وسبق وأن قدمنا له في عرضنا أعلاه في الردود على أسئلة -الحوار المتمدن-. [راجع كتاب حواتمة:-اليسار العربي.. رؤيا النهوض الكبير (نقد وتوقعات).
نعم محقة استخلاصاتك د. فلاح.
يدفع هذا الحال القوى الوطنية والديمقراطية، قوى الحداثة والتقدم والليبرالية إلى الدخول في معمعات وإرهاصات بناء كتلة تاريخية، تدفع لاتخاذ دورها مسنودة بحالة وحركة شعبية عريضة، أما مهمة التنوير فينبغي أن ترتبط بمطالب القطاعات الشعبية والنقابية نحو إنجاز مكاسب حقوقية لها ...


92 - أسئلة حائرة
الحارث العبودي ( 2010 / 9 / 1 - 05:16 )
لو تلاحظ ياسيدي ان جميع الاسئلة الموجهه اليكم هي أسئلة(حائرة) وتبحث عن من يشبع حيرتها وتعبر عن الضعف السياسي الراهن لقوى اليسار العربي,وأحد هذه الاسئلة الحائره هي هل(يهون) عليكم إيقاف كافة العلاقات مع الحزب الشيوعي العراقي نتيجة أشتراكه في مجلس الحكم السابق(كما سبق وأن ذكرت) في الوقت الذي لديكم علاقات وثيقة مع قوى يسارية يهودية مشاركة في الكنيست الاسرائيلي وشكراً.


93 - رد الى: الحارث العبودي
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 5 - 12:30 )
القلق والحيرة التي نتلمسها بالأسئلة، هي تعبير عن تفكير، بما يؤكد الاهتمام العام، أي إرهاصات الحالة والهجوس بها وحلولها، نحو استشراف مرحلة جديدة بكامل قيمها الإنسانية هذا أولاً.
وأود التنويه أننا ننظر بتقدير أممي لكل دعم يقدم لتحقيق حقوقنا بدحر الاحتلال، خاصة ذلك الدعم الأممي الحقوقي والإنساني.
كما ننظر للعلاقات الأممية بعيداً عن الدين والإثنية والعرقية، وهذا يتعلق بإجابتك على -في الوقت الذي لديكم علاقات وثيقة مع قوى يسارية يهودية مشاركة في الكنيست الإسرائيلي-، هنا نميز بين -اليهودية- والصهيونية، نحن لسنا ضد الدين اليهودي، وكان العرب ملجأهم في المذابح والاضطهاد الأوروبي، ولا نريد التعمق بالتاريخ في هذا الجانب، لكن ينبغي أن تميّز بين -اليسار الصهيوني- وسبق وأن أجبت عليه، وبين مكونات اليسار الذي نتحدث عنه، وهم فلسطينيون على الغالب، ويحملون -الجنسية الإسرائيلية- بحكم ثباتهم على أرضهم وصمودهم في وجه التطهير العرقي في حرب عام 1948، وهم بحكم -الواقع- ينبغي عدم تمييزهم في حقوق المواطنة -الإسرائيلية- وحقهم بالكامل بالاقتصاد والتعليم والتنمية والحفاظ على هويتهم الوطنية، وهؤلاء مناضلون قل نظيرهم ولهم ممثليهم في -الكنيست-.
بشأن العلاقة مع الحزب الشيوعي العراقي، أشرت في جواب سبق أنها -توقفت- ولم أقل -أوقفنا- ... بعد تداعيات الغزو الأمريكي للعراق من الجانبين: نحن من موقع الحوار النقدي، وهم كانوا يدركون ما فعلوا.
الأحزاب الشيوعية العربية أوقفت (قطعت) علاقتها بالحزب منذ الغزو 2003 حتى 2010. عدد منها فتح النار على مواقف الحزب علناً وباتهامات ثقيلة.
قوى اليسار والتقدم والليبرالية الوطنية في العراق تحتاج إلى إستراتيجية جديدة، تحالفات جديدة، ببرنامج مهمات التحولات الوطنية الديمقراطية (الاستقلال، الديمقراطية، الدول المدنية، العدالة الاجتماعية، المساواة في المواطنة للخلاص من -الإرهاب الطائفي والمذهبي- ...)، حق تقرير المصير للاثنيات القومية (كرد، اشوريين، كلدان...).


94 - الزمن کفيل لانتسار الاشتراکيه في العالم
hamid Sayadi ( 2010 / 9 / 1 - 06:04 )
کما قال الاخ حواتمه المستقبل امامنا و ليست خلفنا. ، وان الاشتراکية ليست ملک السوفيت ، بل جواب تاريخي للتحول الفکري للانسان المتحظر،واسلوب الحياة لکل الانسانية مستقبلا، لامفر من وصول الفکر البشري الي ذالک المرحلة الحتمية،ان الراسمالية تحاول اعاقة التقدم، ولکن في الاخير الفکر البشري تتقدم،وتنتصر (العلم) والاشتراکية العلمية والانسان الديمقراطي بمعني الکلمه.، وشکرا للاخ حواتمه.


95 - رد الى: hamid Sayadi
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 5 - 12:31 )
أشكرك وبورك بكم، كما على القوى اليسارية والديمقراطية تحفيز الظروف الذاتية والموضوعية، وتحقيق مكتسبات والمراكمة عليها في مؤسسات المجتمع المدني، وتقريب الزمن نحو الدمقرطة والعدالة الاجتماعية، وصالح الإنسان وحلمه وعلمه وثقافته ...


96 - أزمة اليسار العربي
كريم عباس زامل ( 2010 / 9 / 1 - 08:56 )
الاستاذ نايف حواتمة
تحية طيبة
أليك تحية اليسار من بلد فهد وسلام عادل
نعيش في زمن انحسار اليسار بعد أن تالق في الشرق
أسئلتي كالاتي
هل سيعيد اليسار العالمي و العربي حيويته ؟
كم نساهم في اعادة اليسار
وهل نستطيع نحن ابناء اليسار المساهمة في جدل جماعي حول ازمة اليسار؟
على ما اعتقد
أننا في حاجة الى جدل طويل حول ازمة اليسارأ
أين فلاسفة اليسار ؟
هل تستطيع الماركسية التعايش مع زمن العولمة؟
هل ستنهض قوى اليسار مرة أخرى كما نهضت في امريكا اللاتينية؟
وتحياتي لك مرة أخرى
ولجميع الاخوة في الثورة الفلسطينية



كريم عباس زامل
العراق البصرة
قاص وناقد
أتحاد الادباء والكتاب





97 - رد الى: كريم عباس زامل
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 6 - 12:00 )
أتوجه بالتحية الطيبة لكم وعبركم إلى غابة نخيل المثقفين والمبدعين العراقيين ... للقامات السامقة التنويرية الحداثية المجددة على مر تاريخ الثقافة العراقية ...
كما أنتهز الفرصة لأحييكم في البصرة -التي تأبى الخراب-، فيما هو مغاير للمثل العربي الدارج، وأحيي تراثها الثقافي ... بدر شاكر السياب ... وأحيي النهر الثالث في الثقافة العراقية والعربية محمد مهدي الجواهري ...
سبق وأن عالجت أسئلتكم التي شكلت خلفية مرتكزات كتابي الأخير -اليسار العربي ـ رؤيا النهوض الكبير ـ نقد وتوقعات- آمل أن يكون قد وصلك ...، وفي ردي على أسئلة -الحوار المتمدن-؛ مبرزاً معالجات هذه الهموم ...
لقد عانى العراق الأمرين على مرِّ عقود تاريخه الحديث، ومنذ سبع سنوات تكابدون أشد المرارات الإنسانية، واستبداد المحاصصات الطائفية البغيضة، وجرائم القتل الطائفي، المذهبي الإثني، على الهوية، والتهجير والإقصاء والسلب والنهب، والفساد الإداري والمالي والسطو المسلح، والذي شمل مؤسسات الدولة والبنوك.
مترافقاً مع غياب الخدمات، مياه الشرب النظيفة، الكهرباء الطاقة وجميع المحروقات، وفي بلد يعد غنياً بموارده وخاصة في أنواع الطاقة المختلفة، وهذا كله يترافق راهناً مع عمق المأزق السياسي الذي يلفُّ العراق، وأكثر من أي وقت مضى، وقد عيث في أرض العراق خراباً وفساداً، بما فيه اغتيال الشخصيات الحداثية والتنويرية والعلمية والأكاديمية.
عمق الأزمة ليس أوله أنه بعد أن تجري انتخابات نيابية، تدخل البلاد في حالة طوارئ، بعد أن فشلت العملية السياسية وصولاً إلى انهيارها.
لقد شكلت جماهير البصرة حالة طليعية تجاه المطالب الإنسانية الأساسية مؤخراً، وشكلت حركتها المطلبية إعادة تعمير ما تهدم بعد سنوات، التدمير الذي أحدثته القوات العسكرية الغازية، وتعزيز الحماية الأمنية للمواطنين، بتعزيز قدرات الجيش العراقي وتمكينه من حماية الحدود ووحدة التراب الوطني العراقي، بما يدفع لاحقاً إلى إعادة النظر في جميع القوانين والمعاهدات والإجراءات والأنظمة الصادرة بعد 9 نيسان/ إبريل 2003، والدخول على الخط القانوني لتعديل اللوائح -القانونية- التي تشرعن ذلك، وتمهيداً لجدول زمني يهدف إلى إجلاء القوات الأمريكية وحتى آخر جندي أجنبي عن التراب الوطني العراقي.
إن هذا يتطلب مجدداً إشاعة الحياة السياسية عبر الديمقراطية، بما فيها حرية التظاهر والتعبير والنشر، بما فيه فتح ملفات الفساد الإداري والمالي وجميع أشكال النهب غير المشروع، وترسيخ مبادئ احترام الرأي الآخر في مناخات ديمقراطية حقيقية وبحرية تامة، وفتح الملف الأمني على مصراعيه، بما فيه ملف العنف الأعمى العبثي، وملف الإرهاب الفكري وقتل المعرفة، العلم والعلماء، وكشف نشاطات الأجهزة الغربية التي عاثت فساداً -بلاك ووتر- وشقيقاتها، وفي مثل هذا وما يشتق منه على أرض الواقع، هو تهيئة المناخات والتربة لديمقراطية حقيقية سليمة نابعة من تراب العراق الوطني.
فالمشروع الديمقراطي بما يمثل من متغير كيفي، هو عبارة عن مجموعة من القيم التي تنتقل بالواقع من ظاهرة القهر والاستلاب والإقصاء، إلى تنظيم العلاقات بين المؤسسات والمرجعيات، بين المجتمع؛ وبين أفراد المجتمع والسلطة، بين الشعب والحكومة.
على الرغم من المرارات والدماء البريئة، فإن العراق وبحكم خزينه المعرفي والحضاري والإنساني، وقد استهدف على يد الاحتلال، وبحكم تنوير نخبه السياسية؛ هو الأقدر على تعزيز مفهوم الدولة المدنية، وعلى سيادة القانون والمؤسسات وتداول السلطة، عبر مبدأ الانتخابات بعيداً عن صيغ القسر والقوة، فالقرارات ينبغي أن تصدر عبر تمثيل شعبي حقيقي وفعلي، وبتجسيد لفكرة الحرية بعيداً عن الولاءات التحتية والانحطاطية، فكرة الحرية في إطار القوانين والفلسفات الإنسانية، منعاً لاستثمارها بالإقصاء والفوضى، هنا تبتعد الناس عن الولاءات العشائرية والطائفية والإثنية، ونحو من يمثل حلولاً فعلية لها، وبغض النظر عن هذا كله ... وعلى أرض الواقع أنتم أدرى بالتأكيد بالحيثيات والتفاصيل، نحو قدرة المجتمع على الإيمان بالديمقراطية وتمثلها في تجذر معانيها وسياقاتها وتقاليدها، وآليات تطورها ونموها، في تنظيم بنية الدولة والمجتمع ... ونحو تجربة ديمقراطية حقيقية بعيداً عن الممارسة الشكلية ... (ادعوكم إلى قراءة كتاب بول بريمر -عام قضيته في العراق-، ترجمة عمر الأيوبي/ دار الكتاب العربي 2006، بيروت ـ لبنان).
عانى العراق بحكم التراكم التاريخي غياب للدولة المدنية وللدستور، ما تسميه الفلسفة الصهيونية عندنا بنظرية -كيّ الوعي-، وما سماه الاحتلال على يد المخططين من المحافظين الجدد -الصدمة والرعب-، فرضية تفتقر إلى الديمقراطية، وتفترض -ديمقراطية الرعب-، وذلك للولوج إلى واقع سياسي يتضح الآن أنه مغلق، فهي مصنوعة باستباق قسري، وإيماناً بـ -الرعب- أيضاً، وقد كانت بالبدايات أشبه بالوصفة -السحرية- ...
إن جمال وبهاء حضارة الرافدين القديمة، لا بد وأن تتشكل عبرها في قادم الأيام -الديمقراطية- في أجواء صحية فسيحة ناضجة وصحية، والعراق حضارياً هو أول شرعة حقوق اجتماعية؛ عبر مسلّة حمورابي، نحو -تقديس- القانون، وبمعناه الحداثي الذي تعود صناعته إلى ممثلي الشعب، السلطة الإنسانية المدنية العامة، لا إلى سلطة العشيرة والقبيلة والطائفة والحزب، التي تفرز نخباً سلطوية لا يمكن لها أن تمثل الشعب، بقدر ما تفرز منظومات سياسية سلطوية لا تستطيع توطيد استقلالها الوطني، حين تنشئ لنفسها قاعدة اجتماعية منسلخة عن هموم الشعب، كل الشعب وتطلعاته، وهذه ستنشغل بمكاسب فئوية احتكارية بدلاً من تنمية ثقافة وطنية جامعة إنسانية معاصرة ومنفتحة ... بل لا تستطيع أن تقوم بتنمية اقتصادية ـ اجتماعية مستقلة.
اليسار العالمي في العالم الثالث يشق طريقه في أمريكا اللاتينية، إفريقيا السمراء، آسيا البوذية، الهندوسية، الكونفوشيوسية، وتحت رايات -تحرير العقل، الديمقراطية، العدالة الاجتماعية-، وفق معادلة -اشتراكية الديمقراطية وديمقراطية الاشتراكية-، إنها تطورات وتحولات من نوع جديد على طريق اشتراكية القرن الواحد والعشرين.
في بلدان المركز الرأسمالي: التطور نحو اليسار يتخذ عنوان -العولمة الشعبية البديلة، إشاعة الديمقراطية في عالم الشعوب، بين الشمال والجنوب- تطور واعد ...
الإشكالية في الحالة العربية، والمسلمة، إنه صراع -ثلاثي الأبعاد- منذ مطلع سبعينيات القرن العشرين، وانشطار الكتلة التاريخية صاحبة المصلحة في التغيير والتطور إلى أمام (تحت فعل وتواطؤ ثلاثي النيوليبرالية الرأسمالية المتوحشة، الانظمة السلطوية العربية، حركات تسييس الدين وتديين السياسة)، المعركة مركبة، الدرب طال ويطول ...
تختلف الأسباب الظاهرة والمباشرة للمشكلات والأزمات التي تعاني منها الدول العربية ـ هنا أو هناك ـ، لكنها على وجه العموم وعبر نصف قرن عربي رسمي أخير، الشرائح الطبقية الاستبدادية، منظومات سياسية سلطوية حجبت توطيد الاستقلال الوطني والديمقراطية عن الاستبداد والانسداد التاريخي، بتوفير الولاء الجامع لمكوناتها وكياناتها وفق المصطلح العراقي، في عجز فاضح لمنظوماتها السياسية الحاكمة ...
التشخيص يطول، وقد لخصت مرتكزاته في الإجابة على الأسئلة، وفي كتابي الأخير الذي ذكرت ... بما يفتح كما طلبتم على جدل واسع، علني لإشراك المجتمعات، الكتلة التاريخية الطبقية حول أزمة اليسار، وهذا هو هدفنا أن نساهم جميعاً في جدل جماعي حول الموضوع وصلبه ... فأهلاً وسهلاً على الدوام بأشقائنا ورفاقنا ...
-تحرير العقل، الديمقراطية، الاشتراكية- حلم البشرية النبيل، إنه المستقبل أمامنا وليس خلفنا، الدرب طويل ...
مرة أخرى تحياتي لكم وعبركم لشعب العراق ... شعب المعاناة والنهوض القادم، فآخر الليل الطويل نهار ...


98 - مسار اليسار و النزعات الاصولية
رزكار نوري شاويس - اقليم كوردستان العراق ( 2010 / 9 / 1 - 10:29 )
الاستاذ نايف حواتمة , مع كل الود والاحترام :
مع واقع تفشي النزعات الطائفية و الاصولية الدينية و هيمنتها في الاوساط الشعبية و المحرومة في غالبية مجتمعاتنا , كيف تقيمون مسار اليسار كحراك سياسي و ثقافي -اجتماعي , وقدرة هذا المسار على احداث تغييرات جذرية في تفكير و سلوك الانسان المضطهد و المحروم في مجتمعاتنا ؟


99 - رد الى: رزكار نوري شاويس - اقليم كوردستان العراق
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 6 - 12:02 )
الأزمة التي أثرتم، قديمة الجذور في الثقافة العربية، العربية ـ الإسلامية، الإسلامية، عندما نستجوب التاريخ بموضوعية، راهناً ـ كما أوردتم ـ حين نقيم مسار اليسار كحراك سياسي وثقافي ـ اجتماعي فاعل، ربطاً ـ كما أوردتم أيضاً ـ إيماناً بقدرة هذا المسار اليساري الليبرالي الحداثي بمختلف قواه ومرجعياته وألوان طيفه السياسي، فإنه سيعجل اشتغالاته على هذا الواقع، وبالتالي أحداث تأثيرات جدية جذرية في تفكير وسلوك الإنسان المضطهد والمحروم في مجتمعاتنا، وبالتأكيد هذا يحتاج إلى برنامج حراك اجتماعي كبير، لكل مكونات الكتلة التاريخية للتغيير والتطوير (طبقة وسطى، عمال وفقراء المدينة والريف، وكله ريف وبداوة كما يقول عالم الاجتماع العراقي الشهير د. علي الوردي)، مطلبي حقوقي إنساني، يعزز نقل الصراع من سياقاته العامودية إلى الأفقية الطبقية ... الخ.
إن النزعات الطائفية والأصولية الدينية السياسية (إرهاب تسييس الدين وتديين السياسة)، هي ذاتها وتحت مجمرتها ورمادها موقد العنف والإقصاء، جميعها بحاجة إلى الطموح والمزيد من الرؤى والأفكار المضيئة والمكملة لما طرحتم، استناداً إلى تلك الخصوصيات ومنابتها على الصعيد الوطني، مع التأكيد أن هذه الموقدة العنفية هي سمة عامة لهذه النزعات والتشكيلات.
في السمات العامة نرى أن المجتمع حينما يتعرض إلى خلخلة وهزات عنيفة؛ يبرز الإسلام السياسي اليميني، العنفي الإقصائي ـ باعتباره -الإسلام هو الحل-، وهذا موجود في كل بقعة عربية وإسلامية، حينما يعصف بكيانها الوطني، وتنقلب مرتكزاته، يبرز الخطاب السياسي الطائفي، المنغلق والأحادي، الذي لا يعترف بالعقل، حين يأخذ دوره بالتلقين والتمثيل والتمثل، علماً أنها تدفع الجميع إلى الكهوف، وأن يقتات الأموات على الأحياء، في سياسات الشطب والإلغاء والإقصاء، الكهوف المجازية لأنها تعين المنغلق والجاهل بأن لا يجادل، سلاحه الجدلي الإرهاب الفكري والدموي من أفغانستان إلى المغرب الأقصى وما بينهما، وأن لا يدعم عقله، وأن لا يسمع صوت العقل فهناك طبقة صخور سميكة لا يمكن للصوت العاقل أن يصل إليها.
هنا ينبغي التعامل مع الحياة التي نعيشها وتعقيداتها المستمرة، هنا تستخدم ظواهرها في إبعاد الناس عن العالم وانفتاحه ... العالم وتطوره، حين يُستهان بالإنسان ذاته ... فضلاً عن جعل -المقدس- بعيداً عن الشبهات والبحث، خاص في ميدانه المجتمعي السياسي ـ الاقتصادي، طالما يعتبر أن الدنيا زائلة و-الإنسان ضعيف فيها- مشرعناً -ثقافة الموت- وصولاً إلى العالم الآخر، أما الأدوات فهم البسطاء ... ومن الطبقات المهمشة المسحوقة، من السهل توجيهه ضد أي عقل طالما أنه قد استسلم ذهنياً إلى ما جمعه من مشافهة وسطور وتفاسير وأقوال ومباركات ...
في التضادين: ثقافة تمجد الحياة ... وتمجد الإنسان، ترتبط بالعلم وتطوره ... وثقافة تمجد العنف والموت والإقصاء، في دنيا -الإنسان ضعيف فيها-، عطفاً على صراعات ومحاور إقليمية وخدمات سياسية، فالعالم يتطور من حولنا بسرعة ضوئية ... وشعوب الشرق الأوسط والعالم المسلم تعود القهقري عشرات القرون إلى الخلف.
إشكالية أبرز المعطلات التي تستدعي قيودها، والمطلوب تفكيك هذا التراث، على النحو الذي فعله نصر حامد أبو زيد رحمه الله، وقد رحل مؤخراً في الغربة، وناله ما نال بسبب من دراسته التراث الإسلامي وفق صوت العقل ومنطق العلوم الإنسانية.
إننا نريد من نقاش الأفكار أن لا تبقى على الشجرة وفق المصطلح الفلسطيني، ويسعى المتنورون إلى إظهارها للناس، بتنظيفها من الأدران أمام العالم، لا أن يلصق بإسلام الاجتهاد الإصلاحي وبجوهره؛ الحال التي كان عليها قبل 1200 عام، منذ هزيمة إسلام العقل وطغيان فتاوى النقل، أن نحمل من إسلام الاجتهاد الإصلاحي (يسار الإسلام) (راجع كتاب احمد عباس صالح:- اليمين واليسار في الاسلام- المؤسسة العربية للدراسات والنشر/ بيروت 1973، كتاب، هادي العلوي: من قاموس التراث- الاهالي/دمشق 1988، كتاب الشيخ خليل عبد الكريم: -النص المؤسس ومجتمعه- السفر الأول والثاني- /دار مصر المحروسة/ القاهرة/ 2002، كتاب محمد أركون:-أين هو الفكر الاسلامي المعاصر؟ ترجمة هاشم صالح/ دار الساقي/بيروت/1993، إنه ما هو قائم على العقل، الأخلاق، التعددية، سماع وجهة نظر الآخر، واحترام الإنسان كقيمة لا تضاهيها قيمة عليا، وتمجيد العقل، وهذا الخطاب يحتاج إلى كشافات تضيء الكهوف، كشافات ساطعة بديلاً عن تحويل التاريخ إلى متحف.
نستند في هذا إلى كل ما هو عقلاني وحداثي، نحو فتح العقول -غير المستعملة-، فالتاريخ الإسلامي كما وصلنا هو سلطة ومعارضة، بينهما الانفعالات والأحقاد الدفينة التي يمكن الاستناد عليها والعالم يعبر الألفية الثالثة.
كلاهما اليوم معني بـ -الدين السياسي- بقدر ما يكسب عبره من نفوذ سلطوي دنيوي وسلطة سياسية، تعينه على تحقيق مآربه بعد مصائب المجتمعات والهزات والزلازل الكبيرة، فهي السلعة التي يتاجر بها بحسب انتفاعه، نحو قمة الهرم السياسي، حينها يضع الدين في موقف حرج وفق نموذج الأزمة في السودان، الصومال، العراق، السعودية، اليمن ... والقوى الذي يلف العالم الإسلامي من الأقصى إلى الأقصى.
إن تخليص الحاضر ـ المستقبل من قيود الماضي في همّ الإنسان وحياته وتطوره هي الأساس، لا النصوص، في معيار إرساء الأخوة بين البشر، هو متطلبات حركة فكرية، علمية، ديمقراطية ويسارية، ننتظرها أن تتفاعل بوعيها وتسود، في مواجهة ما لا يقبله العقل من مدونات النصوص، التي أدخلت العالمين العربي والمسلم هنا وهناك في إطار ديكتاتوريات إما شمولية، أو ديكتاتوريات صغيرة موزعة على طوائف وبامتيازات أشخاص تنتظر -الديمقراطية- للوصول إلى السلطة ...، هذا فضلاً عن ما دونته للأستاذ كريم زامل ...

وشكراً ... معاً وسوياً على درب التنوير ...


100 - مجرد سؤال
ادريس علوش ( 2010 / 9 / 1 - 12:37 )
رفيقي نايف حواتمة
-هل يمكن للوعي النقدي الجذري-الماركسي الجدلي- ان يعرف عودة قوية الى ساحة الممارسة الفكرية والعملية في صفوف اليسار،اليسار في اي بقعة من ارجاء المعمورباسثتناء اسرائيل باعتبارها كيانا محتلا غاصبا وغاشما،ليس بالضرورة كما كان الشأن في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، لكن بشكل او صور اخرى ،هل هذا ممكن رفيق..؟


101 - رد الى: ادريس علوش
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 6 - 12:04 )
أشكرك أيها الصديق ...
بالنسبة إلى سؤالكم؛ أعتقد أنكم تتفقون معنا أن سمة حميدة، مطلوبة من المناضلين أشخاص وأحزاب وقوى، هي التفكير النقدي والجدلي للواقع بتاريخيته للوصول إلى استشراف المستقبل، وهذه المسألة بحد ذاتها هي عملية تفاؤلية سيما إذا اقترنت بالنشاط العام وناظمه القانوني المتمثل دوماً في النقد ونقد برامج العمل. وهذه غابت عن الكثير من الأحزاب -اليسارية- العربية والشرق أوسطية.
اليسار في بلادنا العربية والمسلمة مهيأ موضوعياً (أزمة المجتمعات العربية، والمسلمة) للنهوض وللعودة القوية؛ سيما بعد فشل برامج السلطات الحاكمة في أحداث أي تغييرات ولو جزئية في مسيرة الحداثة (بمضامينها المختلفة اقتصادياً وسياسياً وثقافياً ... الخ) ومسيرة الديمقراطية. تماماً كما أن برامج قوى الإسلام السياسي اليميني لا تقدم جديداً، بل هي نسخة كربونية مشوهة عن السلطات القائمة مترافقة مع أفكار وثقافة متخلفة تعيدنا سنوات إلى الوراء (راجع كتب اشرت لها في اجوبة على اسئلة سبقت). الكتلة التاريخية من شعوبنا المتضررة من الواقع الراهن وبحكم ظروف اقتصادية بائسة وثقافة لا زالت قاصرة عن فهم الواقع وتناقضاته -ثلاثية الأبعاد-، بحسمها الرئيس لا زالت تخلط بين مصالحها اليومية المباشرة (دورانها في فلك النظام القائم ومؤسساته المدنية) وبين مصالحها بعيدة المدى في التغيير. هنا برأيي هو دور اليسار واليساريين والذين يقع على عاتقهم تطوير وتوسيع آفاق ثقافة يسارية تمزج ما بين الربط الموضوعي للمصالح اليومية والمصالح البعيدة للشعوب العربية والمسلمة.
الإشكالية الكبرى في ذات القوى اليسارية والتقدمية، ضعف (ربما الأصح غياب) الحوار والعقل النقدي.
لقد تناولت هذا الموضوع بالتفعيل والتحليل العلمي في كتابنا الأخير -اليسار العربي ـ رؤيا النهوض الكبير ـ نقد وتوقعات- الصادر في أكثر من إحدى عشرة طبعة في مغرب ومشرق العالم العربي. أتمنى عليكم قراءته ومناقشة الأفكار الواردة فيه سواء بشكل علني أو خاص، مع شكرنا الجزيل واحترامنا لشخصكم الكريم ...


102 - احترام الوقت
سوسن صالح ( 2010 / 9 / 1 - 12:45 )
من متابعتي للانترنت او الحوارات التلفزيونية..لاحظت ان هناك عدم احترام للوقت سواء كان وقت المحاور او وقت القاريء الذي لايقدر ان يبقى ساعات لقراءة موضوع او حوار من عشرات الصفحات لاسيما اذا كانت الشروح انشائية اكثر منها علمية وواقعية.. فمتى نتعلم كيف (ننخل)كلامنا ؟ ليصل للمعني بسرعة قبل ان يتحول لموقع وموضوع اخر دون ان يتوصل لزبدة الحوار . لاسيما ونحن في عصر السرعة! وشكرا لسعة صدركم وقراءة تعليقي


103 - رد الى: سوسن صالح
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 6 - 12:06 )
تحية لكم؛
تعليق موضوعي بشكل عام، أما بشأن الحوار المقصود، فهو كما تعلمين يناقش قضايا فكرية وسياسية شاملة، تاريخية ولحظية واستشراف للمستقبل، وعلى هذا فإنه طويل نسبياً. كما أن احترامي الخاص للقراء، إضافة إلى مناقشة الأفكار الواردة من قبلهم وهي قلقة، حائرة، طويلة ومركبة، نقدية بمجملها وتنم عن قلق وغيرة، وتنبع؛ من عقول نيّرة وقلوب محبة وحريصة على مسيرة التقدم والتغيير، وصولاً إلى مجتمعات ديمقراطية وحديثة، مما يجعلني أتواصل مع الجميع. أكيد هناك كثير من التكرار بالأسئلة والمداخلات استدعت شيء من التكرار في الأجوبة، كان ولا زال أدعو معك أن لا يكون، شرط هذا اطلاع السائل على ما سبقه أسئلة وأجوبة.
احترامي للمسائل بالرد على الجميع. هذا يكلفني جهداً، وقتاً مضاعفاً مرات الساعات ...

مع الشكر والتقدير ...


104 - الولاء للقبيلة قبل الوطن!
ابتسام يوسف الطاهر ( 2010 / 9 / 1 - 12:55 )
الشعوب العربية والاسلامية بشكل عام والفلسطينية بشكل خاص مازالت (قبلية) وولاءها للاب والقبيلة والطائفة اكثر من ولاءها للوطن، بل حتى الاحزاب اليسارية والرجعية والعلمانية والدينية..صارت اشبه بالقبيلة للبعض والخروج عنها او عليها هو اشبه بالارتداد والخيانة!؟
الا يعتقد الاستاذ حواتمة ان هذا احد اسباب الانشاقاقات الحاصلة والتشضي بين الاحزاب والفصائل كلها يسارية او غيرها؟ طبعا مع السبب الاول الا وهو الصراع على الزعامة والسلطة!!؟ وشكرا


105 - رد الى: ابتسام يوسف الطاهر
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 6 - 12:08 )
شكراً لمساهمتكم؛
اتفق معك جزئياً وهذا نابع من موروث ثقافي ونخب طبقية اجتماعية ـ سياسية حاكمة ومتعاقبة في تاريخ بلداننا العربية والمسلمة. هذه الظاهرة تبرز الآن أكثر مما برزت في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، حيث النهوض الوطني والقومي والأممي الكبير بأشكاله وتعابيره المختلفة ومنها اليساري الواعد.
تناولت هذا الموضوع بتفصيل كبير في كتابنا -اليسار العربي ـ رؤيا النهوض الكبير ـ نقد وتوقعات- الصادر في إحدى عشرة طبعة في مغرب ومشرق الدول العربية. أتمنى عليك قراءته، ففي قسمه الأول ما يشكل إجابات شافية ووافية عما تتحدثين عنه، وآمل أن أستمع إلى ملاحظاتك وتقييمك.
أسباب الانشقاقات في الأحزاب والقوى تختلف بين مكون وآخر، ففي الأحزاب البرجوازية والدينية، عادةً ما تكون الأسباب نابعة من تقاسم النفوذ والسلطة والمال، دون إنكار أي أسباب عقائدية ـ لا سيما في الأحزاب الدينية ـ.
أما في الأحزاب اليسارية، فهي بالمجمل نابعة عن حراك فكري وسياسي وأحياناً تنظيمي، مع أولوية الفكري دون إنكار أن العديد من اليساريين السابقين يتلطون وراء هذا الحراك لأسباب شخصية ونفعية، وهي ظاهرة انتشرت بشكل كبير مع الحرب الباردة وما بعدها أواخر القرن الماضي.


106 - توكيد سمات اليسار وعلاقاته
المنصور جعفر ( 2010 / 9 / 1 - 13:27 )

واحدة من مثبطات اليسار في عالم اليوم هي الإندفاع في الحديث عن التعددية والليبرالية دون إيضاح الفروق بين سمات المشروع الإشتراكي للتعدد والحرية وسمات المشروع الرأسمالي الإستغلالي والإستعماري للتعدد والحرية، وبهذا الإندفاع يقع الحديث والمتحدث من حيث لا يشعر في إطار الخطاب الإعلامي السائد وهي خطاب سلطوي رأسمالي يتغذى في العالم العربي اللغة بأدلوجات إنه ليست ثمة فرق بين الخطب الحداثية وإنها كلها تكريس لآلية السيطرة الفكرية الأوربية في مواجهة الخطاب الأصولي المعبر عن جذور وتفكير وعقيدة ما يسمى هذه الأمة.

لتجنب الخلط وتوقي آلية خطاب القيم الليبرالية الإستعماري الجوهر من التمدد في الخطاب اليساري لابد من توكيد سمات المشروع الإشتراكي كمشروع للتحرر الوطني العام وليس لتفاصيل السياسة اليومية للتحرر، قائم على المزج الموضوعي والفنان بين التحرر الطبقي والتحرر الوطني والتحرر الذهني من آليات الممارسة والخطاب البرجوازي وآليات وممارسات الخطاب الإقطاعي.

توكيد هذه السمات يتطلب تحفيز العلاقات مع قوى اليسار في مختلف المعسكرات اليمينية ومع اليسار الأمريكي واليسارالإسرائيلي في مختلف تجلياته وبالضرورة تقوية السمات والعلاقات اليسارية داخل الجبهة الديمقراطية وداخل التواجدات الفلسطينية، حيث يقوم خطاب حرية السوق والتجارة بتفعيل أسس المشروع الصهيوني ويعطي خطابه الإستثماري الإستعماري مشروعية المصلحة التجارية
المقبولة عرفاً.


107 - رد الى: المنصور جعفر
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 6 - 12:11 )
أبدأ بمقدمتكم حول: -مثبطات اليسار في عالم اليوم هي الحديث عن التعددية والليبرالية دون إيضاح الفروق بين سمات المشروع الرأسمالي الاستغلالي والاستعماري للتعدد والحرية ... وفي هذا السياق يقع الحديث والمتحدث من حيث لا يشعر في إطار الخطاب الإعلامي السائد ... الخ-.
وأبدأ أولاً بالمعالجة التاريخية لأقول: إن البنية المؤسسة لـ -الثقافة- ومن ثم السياسة هي أحادية، وتواصل بامتياز لعبة إنتاج الهيمنة الأحادية، فهي مؤسسة بعيداً عن التأثير في التعدد الديمقراطي، وتكوين وتوفير فرص حقيقية تاريخية لجدل اجتماعي ينتج رأي عام ديمقراطي، وهذا منذ قرون مديدة وعميقة في التاريخ، تاريخ تشكل الدولة العربية متماهية بالإسلامية، وهو ما تعمل عليه السلطات والمهيمنات، من إنتاج شعبويات عشائرية وطائفية و-إثنية-.
إن استجواب التاريخ استجواباً موضوعياً، هو استقراء لسيرورات صادقة للانطولوجيا الاجتماعية، حين يكون الاستقراء موضوعياً لطبائع التغاير، فلماذا لم يقع تغير حداثي عميق ؟ ولماذا تأخر كثيراً عن العالم العربي والإسلامي ؟ وكيف ندفع به ليمسّ كامل التمظهرات الاجتماعية والثقافية والسياسية ... ؟
الوعي ... الثقافة العربية، آليات إنتاج الوعي والثقافة تلعب منذ قرون مديدة وبامتياز الدور الأكبر في إنتاج خطاب المركز الأوحد، المهيمن، وهو ينتج آليات وأنساق السلطة، الشخصانية، -العقائد-، التي تنتهي بالفكرة الأبوية ـ السلطة، و-الأب المقدس-، عبر تمظهرات نصيّة وطائفية وسلوكية ونكوصية، هذه النصية عديدة اليوميات في التفاصيل، وهي تثبت ذاتها على مدار الساعة، ويمكن معاينتها في ما يتلقاه -المواطن- من إعلام يفرض شروطه في إنتاج البنية الثقافية السياسية، عبر التوليدات لـ -المقدس- مواكباً لما هو معاصر، وهي معاني تتجمهر و -تتجوهر- في الوعي و -اللاوعي-، كشيفرة وراثية مولدة للمركز الأوحد والمهيمن، بما تعني من شمولية -أبوية-.
بعد هذا التوضيح يمكن تناول المسألة براهنيتها:
نعم الخطاب الرأسمالي وبالذات الراهن -الليبرالية الجديدة المتوحشة-، هو أيضاً خطاب أحادي -أحادي القضية ... عودة لاستعمار القرن التاسع عشر، أي المباشر، الجانب العسكري والحربي لتحقيق برامجه ...- هذه بالجوهر ليست معنية ورغم شعاراتها البراقة المكشوفة بالعمل على إنتاج تعددية، وهي لم تعد تنطلي على أحد، فهي مقابل أطماعها الضارية تفعل ما تريد، والشعارات هنا خادعة ولم تعد تنطلي على الشعوب ...، ونصحح هنا ما ورد لديكم: -أنها كلها تكريس لآلية السيطرة الفكرية الأوروبية في مواجهة الخطاب الأصولي المعبر عن جذور وتفكير وعقيدة ما يسمى هذه الأمة-، حيث نقع في الخلط ...
هذه المفاهيم التعددية ـ الاجتماعية هي نتاج حقبة التنوير الأوروبي، وثورات أوروبا وسردياتها الكبرى، بدءاً من الثورة الفرنسية وصولاً إلى مفاهيم -كومونة باريس- وثورة أكتوبر الاشتراكية، وبينها مفاهيم -العقد الاجتماعي- في سياق السيرورة الأوروبية، أما الليبرالية المتوحشة: فدقق كم تعتاش على الخطاب الأصولي، وبالعكس كلاهما يعتاش على خطاب أحادي نحو الهيمنة الأحادية، بعيداً عن كل إنجازات العلوم الإنسانية، وكل من موقعه ونظرته ووظيفته.
ما سميته بـ -التمدد في الخطاب اليساري- مطلوب عربياً لتحطيم قيم الإقطاع المعاشة، وهذا ما سرّع بالضبط غروب العصور الوسطى الإقطاعية الأوروبية، وبزوغ فجر العصور الرأسمالية الحديثة، وهذه الثقافة سبق وأن عممت في أوروبا قبل ماركس والقرن التاسع عشر، الأمر الذي دفع ماركس ذاته لتبجيل دانتي آخر شعراء العصور الوسطى بحكم ما له من الشعر والنثر الكثير، وخاصة قصيدته -الكوميديا الإلهية- بأجزائها الثلاثة: -الجحيم، والمطهر، والجنة-: وهي تعبر عن نظرة عميقة للمحيط الإقطاعي الذي باد، لدرجة أن ماركس ذاته سجل في مقدمة البيان الشيوعي: - ... هل ستمنحنا إيطاليا دانتي جديد، يمكن أن يسجل ساعة ميلاد هذا العصر البروليتاري الجديد-.
ونسجل هذا الآن لنؤكد على أهمية الوعي والثقافة، وأقول: -الوعي- كخطاب ما زال عربياً رهيناً للمركزية الشمولية، وهي التي -تصطنع- معاركة باعتباره مفهوماً تابعاً.
نحن قمنا بإعادة فحص مفهوم الأزمة والانغلاق في الوعي وسيرورات الثقافة، ونتعاطى معها كخطاب ومؤسسات وهويات؛ كهويات ضاغطة في تبديد الوعي وتعويمه، صُوَرها التاريخية تتكرر في المراحل والحقب التاريخية بأشكال مختلفة، ولكن باستغراق في إعادة إنتاج الهيمنة الأحادية، وهذه بيئة لتاريخ عميق، حاشد بالأزمات ومركبات الصراع بما فيها الإقصاء والذبح والمنافي.
هدفنا التحرر من الأوهام، وكي يكون الإنسان قادراً على صناعة حريته وبطولته المعرفية والأخلاقية، بعيداً عن القدرات -التمويلية- للمركز الأحادي وبطولاته الثانوية إما السحيقة أو المعاصرة، وهي مؤسسات حكومية عربية إيديولوجية بامتياز، تشن على الناس أنماطاً معينة من -الوعي والثقافة-.
بكلمة أخرى:
نحن نربط بين المرحلة التي تمر بها المجتمعات العربية -التحرر الوطني الديمقراطي والتقدم الاجتماعي-، وبين -الكتلة التاريخية المدعوة لإنجاز مهمات المرحلة-. لا نطلق أطروحات نظرية تجريدية معلقة في الهواء.


108 - كيف ترى اليسار الفلسطيني بعد أربع وأربعين عام
زياد اللهاليه ( 2010 / 9 / 1 - 15:51 )
كيف ترى اليسار الفلسطيني بعد أربع وأربعين عاما من النضال ؟

الرفيق نايف حواتمة إنني أكن كل الاحترام والتقدير لشخصكم الكريم كرمز من رموز النضال الوطني والآممي وكأحد أعمدة اليسار الفلسطيني
ولكن حينما يحاول الشخص تقييم اليسار والنظر إلى وقعة يعتصر الما لما وصل إليه يسارنا الفلسطيني خاصة والعربي عامة ....... الرفيق العزيز إلا تتفق معي بان اليسار الفلسطيني ما زال يتقوقع حول نفسه ويغلب المصلحة الحزبية الفئوية على المصلحة الوطنية وان اليسار الفلسطيني لم يستطيع ان يفرض نفسه كبديل سياسي عن فتح وحماس لا على المستوي البرنامج السياسي ولا حتى الوطني وان اليسار الفلسطيني مازال يمارس النفاق السياسي وهناك الكثير من المواقف السياسية التي يحابي فيها السلطة على حساب مواقف سياسية مبدئية تحت تبريرات اما وطنية او تكتيكية او تجنب الاعتقال السياسي او الجانب المادي قد يكون عامل أساسي وما فشل وحدة اليسار والتي كل فصائل اليسار تتغني بها والكل يحمل الكل مسئولية فشل وحدته وحالة الترهل وتراجع شعبية اليسار إلى أدنى مستوياتها هذا ان أخذنا الانتخابات التشريعية والبلدية كمقياس لحجم اليسار والذي لا يتناسب مع بالمطلق مع حجم وتاريخ وتضحيات اليسار وما حالة التيه والضياع الا انعكاس لهذا الواقع المرير
مع الاحترام والتقدير
الكاتب // زياد اللهاليه فلسطين
[email protected]


109 - رد الى: زياد اللهاليه
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 6 - 12:13 )
شكراً لكم؛
الحرارة التي تتحدث بها تدل على نُبل مشاعركم وغيرتكم، وهذا ما تشكر عليه.
لقد تناولت هذا الموضوع من جانبه الفكري والسياسي في إجابات سابقة على الأسئلة، أرجوا أن تعود إليها، ولكنني سأركز على بعض استفساراتكم.
لقد تحدثت عن حجم وتاريخ اليسار وتضحيات اليسار، وأنت بالتأكيد تعرف الدور المميز للجبهة الديمقراطية وما قدمته للشعب الفلسطيني، برنامجياً وعملياً، ويهمنا في هذا السياق أن أبرز أن الجبهة الديمقراطية هي التنظيم الأكثر فعالية في أعمال المقاومة -داخل فلسطين- خلال فترة السبعينيات والثمانينيات، بشهادة الجميع، والكم الأكبر من شهداء عملية التبادل الأخيرة بين حزب الله و-إسرائيل- وهم شهداء سقطوا أثناء تنفيذ عمليات بطولية داخل الوطن، كانوا من الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، كما أن 90% من القيادة العسكرية للقوات المسلحة الثورية للجبهة قد سقطوا شهداء في مواقع النضال الأولى على امتداد العمل المقاوم، على اكتافنا 5000 خمسة الآف شهيد، و وتداعيات ذلك أسر وأبناء الشهداء، في هذا المسار الطويل الألوف من كوادر الجبهة دخلت سجون العدو. لا أقول هذا من باب التمجيد أو الاتكاء على التاريخ، بل كنموذج عن العطاء والاستعداد للتضحية من قبل الجبهة خصوصاً واليسار عموماً عندما تكون هذه العطاءات هدفها البرنامج الوطني الموحّد الأساس مصلحة الشعب الفلسطيني وحقوقه أساساً وليس أي مصلحة فئوية أو سلطوية أو جغرافية سياسية وعلى قاعدة المشاريع الخاصة بعيداً عن المشروع الوطني الجامع الواحد والموحد.
لا أعتقد أن مواقف الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين تنطلق ولو للحظة من محاباة السلطة أو غيرها، بل هي نابعة من تقييم موضوعي لمصالح الشعب الفلسطيني، وفي هذا السياق أيضاً فإن مواقفنا في بعض الأحيان قد لا تكون شعبية أو ما تسميه أنت مبدئية (مع تحفظي على ذلك) لأنها بالمحصلة تكون نابعة من تقدير أبعد لمصلحة الشعب الفلسطيني وحقوقه، بعيداً عن المواقف الشعبوية.
ما يهمنا اليوم، هو استعادة الوحدة الفلسطينية ونعمل لها في مجالات مختلفة، مع تأكيد خاص على دور شعبي وجماهيري ضاغط أطلقته الجبهة في مسيرة غزة الحاشدة (28/8 والتي شارك فيها ما يزيد عن ثلاثين ألف مواطن) وسنستكمله في كل تجمعات شعبنا داخل الوطن والشتات والمغتربات، الأساس في استعادة الوحدة هو فشل (علمي وعملي) للمشاريع الخاصة لكل من السلطتين الحاكمتين في رام الله وغزة، والعودة إلى رحاب المشروع الوطني. هذه الوحدة والتي لا بد من حمايتها من خلال مؤسسات السلطة ومنظمة التحرير القائمة والمشكلة على أساس الانتخاب الشعبي وفق قواعد التمثيل النسبي الكامل بما يضمن مشاركة جميع ألوان الطيف السياسي الفلسطيني، كما يضمن مشاركة جميع تجمعات شعبنا بتنوع مصالحها في صياغة القرار الإستراتيجي الفلسطيني. ما يهمنا ليس أن نكون بديلاً لأحد، سيما وأننا في مرحلة تحرر وطني تتطلب مشاركة الجميع.
الانتخابات التي جرت في السابق لا تعكس الوجود الحقيقي لليسار، لأن الانتخابات في عصر العولمة أصبحت صناعة يتحكم فيها بالعادة من يملك السلطة والمال والنفوذ (دون تقليل من أهميتها) وأنت تعلم أن أحزاب وقوى اليسار محاصرة مالياً ومعنوياً، وهذا ما يحدّ من دورها أو إظهار نفوذها الحقيقي على الأرض، علماً أن الانتخابات جرت في تجمع جغرافي فلسطيني واحد (على أهميته)، ودراسة وتحليل نتائج الانتخابات (نسبة التصويت ـ ما حصلت عليه القوى الأخرى) يؤكد أن الطرفين الحاكمين لم يحصلا معاً على نصف أصوات الشعب الفلسطيني في تجمع جغرافي واحد، آخذين بعين الاعتبار أن جزءاً مهماً (لا يمكن رصده بدقة) إنما صوت لصالح طرف من الطرفين احتجاجاً على الطرف الآخر أكثر منه اقتناعاً بالطرف الذي صوت له. الانتخابات في الأرض المحتلة والبلاد العربية تتحكم بها عوامل التخلف والمال السياسي الزبائني والانتخابي،لا انتخاب برنامجي. انتخابات تختلف جذرياً عن انتخابات بلدان العالم الديمقراطي المتطور في تاريخه ومراكمة تجربته حيث يتم انتخاب البرنامج.
كما أنه من المؤكد لدينا، أن شعبية كلا السلطتين في مناطق الشتات والمغتربات هي أقل بكثير مما هي عليه داخل الوطن، حيث يغيب إلى حد ما المال السياسي والانتخابي -رغم وجوده المؤثر- ...
شكراً لكم وآمل التواصل ...


110 - للاستاذ القدير نائف حواتمة
د /سيف علي حسن ( 2010 / 9 / 1 - 19:29 )
انت من من عائشوا قيادة وشعب اليمن الديمقراطية ( الجنوب حاليا)وكانت لكم علاقات عميقة وقوية مع قيادة الجنوب التي كانت تشكل معكم وسوريا جبهة الصمود والتصدي.ولم يبخل شعب الجنوب ولا قيادته يوما امام قضية الشعب الفلسطيني.
ترى ما هو موقفكم اليوم من مطالب شعب الجنوب باستعادة دولته التي وجد نفسه مخدوعا امام وحدة غرضها النهب والغاء شعب وتاريخ ونهب ثروة.لماذا يصر اغلب العرب ان اليمن كان يوما ماء دولة واحدة؟وانتم خير من يدرك ان اسم اليمن لم يدخل على الجنوب الا من حركة القوميين العرب وبالتحديد في عام 1966م
هل تردون الجميل لشعب الجنوب؟
ما موقفكم من حكم الاعدام بحق المناضل احمد عمر العبادي المرقشي احد المقاتلين المتطوعين في صفوف قوات الردع العربية في لبنان والذي جرح هناك..؟
لم تقتله اسرائيل وتقتله السلطات اليمنية
ماذا تريد ان تقول لقيادة الحراك السلمي لتحرير الجنوب؟
ماذا تريد ان تقول لسلطات صنعاء؟
لماذاهذه التسميات؟
الاحتلال العراقي للكويت؟
الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين؟
لكن احتلال الشمال للجنوب يسمى وحدة؟


111 - رد الى: د /سيف علي حسن
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 6 - 12:15 )
أجبت في اسئلة سبقت على عناصر هذا السؤال. أدعو د. سيف العودة له ...


112 - نقد النقد في المسألة العراقية 1
حميد خنجي ( 2010 / 9 / 1 - 22:02 )



الأخ الكريم والمناضل العتيد، الاستاذ نايف حواتمة المحترم

تحيةً إليكم وتقديراً على جهدكم وطول بالكم ومشاركتكم، كافة كتاب وقرّاء أحد أهم المنتديات الالكترونية: الديمقراطية-اليسارية-العلمانية-التقدمية في المنطقة العربية
لقد استمتعنا حقا بطرحكم المفصل والمسهب وعرضكم النظري الشيق وحتى مسحكم التاريخي للتطور الفكري والثقافي السابق واللآحق في دنيا العرب! إلا أن ما صدمني-بكل إخلاص وصدق وبعيدا عن المجاملات- هي في تنفيذ وتطبيق تلك الاطروحات النظرية على أرض الواقع!... أي القراءة العلمية والمنهجية الحقة، بمعيار علم الجدل المادي-التاريخي، للواقع الموضوعي للظروف العربية وتأثير مستجدات الألفية الثالثة عليها وغيرها من الأمورغير المسبوقة.. والمفترض أن لاتخضع تلك القراءة والرؤا للرغبات والنوايا!... ولكن نجد أن الاستنتاج المنبثق من آرائكم ومواقفكم السياسية حول مختلف الامور والملفات الأساسية تصل بالقارئ الى لوحة غير دقيقة مليئة بالمنحى الارادويّ والرغبويّ.. بمعنى أنكم تسقطون آمالكم ورغباتكم على الواقع في محاولة منكم لأن يخضع ( الواقع ) للرغبات الذاتية الدفينة – مهما تكن صادقة ووردية- بدل أن يكون منهاج القراءة الموضوعية عكس ذلك تماما

لنكتفي في ضرب مثال واحد، مبتعدين- قليلا- عن القضايا الكبرى، العصية والمزمنة كالقضية الفلسطينية ( موقفكم الرافض لاستئناف المباحثات المباشرة وبطلب أمريكي واضح!) الوحدة العربية..الخ.. لنركز على المسألة الأحدث والأكثر تعقيدا ،حرارة وإلحاحا، المثيرة لخلافات وجدل- لا أول له ولاآخر- ليس بين مختلف القوى اليسارية والعلمانية فحسب بل بين الماركسين وحتى الشيوعيين أنفسهم وأحيانا في الحزب الواحد
لنتأمل برهة ما جاء في إحدى مداخلاتكم الجوابية أدناه حول المعضلة أو-الجحيم- العراقي
...:
-الحزب الشيوعي العراقي، يحصد التراجع والضمور والتهميش نتاج سلسلة من الاخطاء
الاستراتيجية، تتناسل منذ خريف 1958 حتى الآن، اخطاء اعمق، افدح بكثير مما يفصح عنه قادة الحزب في مساره على مساحة الخمسين عاماً الاخيرة.
لم يكن مطروحاً على جدول اعماله قيادات الحزب -استراتيجية وتكتيك استلام السلطة وبتحالفات مع قوى ديمقراطية اخرى-، كان في متناول يده ذلك -خريف 1958، 1963، 1968- . اخطأ في دخول الجبهة الوطنية، اخطأ في الالتحاق بمجلس الحكم الذاتي، اخطأ في تحالفاته السياسية والانتخابية (المحافظات، البرلمان) بين 2003 وحتى آذار 2010.
فرص تاريخية ضاعت على شعب العراق أولاً، وجواره ثانياً، وشعب فلسطين ثالثا
-
هل هذا كلام ونقد موضوعي يقوله مناضل و-ماركسي- في حجمكم؟!... سنترك الرد السليم لتقييمكم الخاطئ هذا-حسب وجه نظرنا- لمسيرة هذا الحزب العريق ومجمل الملف العراقي المعقد لوقت آخر ، بسبب أن المجال هنا لايسمح ( ستقرأون رأينا بالتفصيل قريبا – بشكل أو بأخر)

لنواصل قليل حول المسألة العراقية ذاتها وفي جزئه الأكثر قتامة وصعوبة على الفهم والادراك العلمي السليم..أي موقفكم وعضدكم لما يسمى -بالمقاومة- ( المقصود المسلحة بالطبع) في العراق ولنقرأ جوابكم أيضا، ولكن الملتوي وغير الواضح هذه المرة، بالرغم من وضوح الموقف - العصبوي- والمتآزر مع الإرهابيين (استخدمتم مصطلح: المقاومة النضالية بدل المسلحة)، فلول الفاشية القومية و-الدينية
-!!
-نحن نتضامن مع مقاومة الاحتلال الامريكي بكل اشكاله المقاومة فكرية، ثقافية، سياسية، نضالية.
وضد الحروب الاهلية المدمرة الطائفية والمذهبية، إنها حروب ارهاب تسييس الدين وتديين السياسة-

سأكتفي بهذا يا أخي الكريم .. وكلي رجاء أن لايزعلكم ردي هذا على ما طرحتموه للقراء والكتاب الكرام





113 - رد الى: حميد خنجي
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 6 - 12:17 )
أشكرك على رسالتك، ونقدك ومتابعتك واهتمامك، وهذا يدل على اهتمام كبير، وقلق من الواقع، بل على رهافة الحس النقدي ... حيث المطلوب تعميقه وتجذيره دوماً بملفاته الأساسية.
وورد بها: -ولكن نجد أن الاستنتاج المنبثق من آرائكم ومواقفكم السياسية حول مختلف الأمور والملفات الأساسية تصل القارئ إلى لوحة غير دقيقة ومليئة بالمنحى الإرادوي الرغبوي ... بمعنى أنكم تسقطون آمالكم ورغباتكم على الواقع، في محاولة منكم لأن يخضع (الواقع) للرغبات الذاتية الدفينة ـ مهما كانت صادقة ووردية ـ بل أن يكون منهاج القراءة الموضوعية عكس ذلك تماماً- ... وفي الأمثلة التطبيقية تورد موقفنا -الرافض لاستئناف المفاوضات المباشرة بطلب أمريكي واضح ... الوحدة العربية ... الخ-، وصولاً إلى نقدي للرفاق في الحزب الشيوعي العراقي الشقيق والعريق، فضلاً عن نقدك لمفهومنا للمقاومة و -نحن نتضامن مع مقاومة الاحتلال الأمريكي بكل أشكال المقاومة؛ فكرية، ثقافية، سياسية، نضالية وضد الحروب الأهلية المدمرة الطائفية والمذهبية إنها حروب إرهاب -تسييس الدين وتديين السياسة-.
أولاً نحن نكن احتراماً كبيراً لدور الحزب الشيوعي العراقي وتاريخه، وشهداءه وأبطاله، وعلى رأسهم الشهيد الأمين فهد سليمان، وهذا لا يمنع من إبداء رأينا حول ما آلت له الأزمة السياسية في العراق، وما آل إليه الشعب العراقي العظيم، والذي طالته يد الغدر الآثمة بالقتل الطائفي والتهجير والإقصاء والسلب والفساد المالي والإداري.
أسألك والحزب يحمل تراثاً عريقاً، ما الذي حصده من الانتخابات البرلمانية الأخيرة ؟ ولماذا يستهدف مثقفيه وتنويريه بالقتل مثلما وقع مع الشهيد الكبير كامل شيّاع ؟! ... أليس لأنه صاحب مشروع ثقافي تنويري لمجتمع مدني يرتبط بأواصر وآليات تقدم! لماذا كل هذا الخوف من الكلمة ومن دور الفرد، في بناء مؤسسات ثقافية حقيقية ... الخ، ألأنه رجل دولة ومجتمع مدني ومؤسسات ... وليس رجل سلطة وسطوة ... كما هو دارج ...
هذا من جانب ماذا تعني الانتخابات البرلمانية بما فيها الأخيرة، حين تصطدم بعمق الأزمة السياسية التي تلفّ البلاد اليوم وأكثر من أي وقت مضى، وقد دخلت العملية السياسية في النفق المظلم المسدود، رغم متابعة نائب الرئيس الأمريكي بايدن، أليس هذا تعبيراً عن فشل مجلس البرلمان وعدم قدرته على تأدية مهامه الدستورية، هذا البرلمان الذي استبعد عنه الحزب الشيوعي ... ألا يستدعي هذا القراءة الناقدة ... لماذا وقع ذلك ؟! ...
نحن نعيد أجواء الفوضى والظلم في قراءتنا للواقع إلى سلطة المحاصصات الطائفية البغيضة، وهي ذاتها وعلى الطرفين مارست القتل والتهجير والإقصاء والسلب، ومارست الفساد المالي والسطو المسلح ... الخ. أليس فشل برلمان المحاصصة في الإجماع عن الاتفاق على تسمية إحدى الرئاسات الثلاث تعبيراً عن ذلك، وبات أيضاً فشل بالاجماع ... الخ، نحو انهيار العملية السياسية ذاتها.
وأين جوهر إشاعة الحياة الديمقراطية وترسيخ مبادئ احترام الرأي والرأي الآخر في مناخات ديمقراطية حقيقية، حيث أن أول من يستفيد منه هم قوى اليسار والحداثة، ومقدمهم الحزب الشيوعي العراقي، في مواجهة محاصصة الطائفية والمذهبية البغيضة ولأي طرف كان، ويمتلك الحزب الكثير من الخبرة التاريخية العريقة والخبرات الوطنية، كما كذلك اليسار العراقي عموماً، وبما يجمع الشعب عليه من بناء مشروع وطني، بدءاً من معالجة الملف الأمني وأعمال العنف والإرهاب، والإرهاب الفكري وقتل العلماء والأكاديميين وذوي الاختصاصات الكبيرة، وصولاً إلى ملفات الكهرباء والماء ... وملفات الفساد والنهب للمال العام.
أما أسلوب المقاومة -عنفية، سلمية ... الخ- فهي شأن الشعب العراقي وقواه التي تختط خارطة طريق نحو المشروع الوطني الديمقراطي. ونحن نميّز بين المقاومة والإرهاب مشروع ذبح العراق والعراقيين ...
أدعوك لقراءة كتاب بول بريمر -عام قضيته في العراق- ترجمة عمر الأيوبي ـ دار الكتاب العربي 2006، بيروت/ لبنان.
آمل أن تعود إلى مجموع الأجوبة على الأسئلة بشأن العراق، الحزب الشيوعي العراقي، وقائع التاريخ والتحالفات، القضايا الفلسطينية، وأن لا تتوقف القراءة عند جواب السؤال الأول والثاني كما تشير ملاحظاتك.
نقطة أخرى -بشأن الإرادوية ...- يبدو أنك تشير إلى نقدنا -لغياب سياسة إستراتيجية وتكتيك استلام السلطة 58، 63، 1968، وإمكانات ذلك الموضوعية والذاتية ...- هذا رأي -إرادوي ...- عندك لا يستند إلى وقائع التاريخ.
كنت في قلب العراق 58، 1963، أعرف بالوقائع أن -استلام السلطة كان في متناول يد الحزب-، القيادة أحجمت ...، في حوارات كثيرة مع قادة ...، في ذلك السياق الزمني كان بالحزب خطان مع وضد ...، بعد انهيار الاتحاد السوفييتي في الحوار مع الرفاق أبو سعود، أبو سليم، عامر عبد الله، زكي خيري، باقر ابراهيم، وآخرين كانت الأجوبة -الاتحاد السوفييتي كان يمنعنا- ... إذاً مَنْ أصحاب -النزعة الإرادوية- ؟ ...
أدعوك لقراءة كتاب د. حنا بطاطو (ماركسي): -العراق ـ ثلاث مجلدات (وخاصة المجلد الثاني -الحزب الشيوعي-، والثالث: -الشيوعيون والبعثيون والضباط الأحرار- ترجمة عفيف الرزّار (ماركسي/ مؤسسة الأبحاث العربية/ الطبعة العربية الأولى/ بيروت ـ لبنان 1992، والإنجليزية 1978. وقائع ومحاضر وأسماء اجتماعات المكتب السياسي للحزب تقدم الأجوبة ...
الحقيقة تستمد من الوقائع دائماً ...


114 - لا وجود لليسار العربى الان
ابو احمد راجح ( 2010 / 9 / 1 - 23:04 )
سؤالى للسيد حواتمه هو اين اليسار العربى الان وما هو دوره فى الحركات التحريرية واين رموزه واين افكارهم من الشارع العربى الذى اصبح بلا فكر منظم ونعيش فى عشوائية عربية فى كل اتجاهات الحياة فهل يمكن للدكتور الفاضل حواتمه ان يحدد دور اليسار العربى وفكره واتجاهاته واين هذا الفكر من الساحة العربية العشوائية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟مع خالص شكرى وتقديرى لسيادتكم


115 - رد الى: ابو احمد راجح
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 6 - 12:18 )
شكراً لك، اليسار موجود في حلم كل طفل، وآفاق كل رجل وكل رؤية نسوية. اليسار، كما أعتقد لم يغيب أبداً، خفَّ دوره ودور اليسار في العالم بعد انهيار جبهة الصمود العربية، انهيار التضامن العربي، حروب الخليج العبثية الثلاث، تفكك وانهيار تجارب البلدان الاشتراكية، الانقسامات والمحاور الإقليمية العربية والشرق أوسطية ...، الانقسام الفلسطيني المدمّر بدعم وتمويل مليارات البترو دولار لطرفي الانقسام فتح وحماس ... الخ، ولكنه بقي في ساحات النضال، وأظن وكما تعلم أن كل نضال شعبي جماهيري، مقاوم، لم يكن وراءه إلا يسار رائد.
مع كل ذلك أنا أشكر ملاحظتك القيمة، وأتركك لضميرك الحزبي والمهني لعله يحدد لك بشكل دقيق تاريخ ودور اليسار ...
أدعوك لقراءة عدد من الكتب أشرت لها في سياق الأجوبة على أسئلة سبقت ...


116 - سؤالين
rabab ali faisal ( 2010 / 9 / 2 - 00:19 )
هل سيستيقظ اليسار العربي والفلسطيني من خفوته ويتاثر بما حصل من انتشار واسع لليسار الديمقراطية على امنداد اميركا الجنوبية؟

على ماذا يرهن ابو مازن في هذه المفاوضات؟ اي مرحلة ستدخل القضية الفلسطينية بعد هذه المفاوضات؟


117 - رد الى: rabab ali faisal
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 6 - 12:20 )
شكراً لك؛
بالنسبة لسؤالك الأول؛ أظن أني أجبت عليه في خضم الأسئلة، وأتمنى أن تعودي للإجابات، نعم اليسار الفلسطيني والعربي في حالة نهوض تراكمي، بينما في العالم الثالث حولنا بخطوات نوعية متسارعة.
أما بالنسبة للسؤال الثاني؛ فإن ما تراهن عليه الطبقة السياسية والاجتماعية الحاكمة في رام الله، هو إيجاد حل لن يكون متوازن مع الاحتلال، يتوافق معه ولا يؤدي إلى مواجهة، لذلك نحن ومعنا الأغلبية في فتح وسائر القوى الوطنية والإسلامية، نجد في هذا الحل خرقاً ونرفضه، دون أن يعني ذلك رفضنا للمفاوضات القائمة على أساس المرجعية الواضحة والأهداف المعلنة ...


118 - اليسار
فؤاد النمري ( 2010 / 9 / 2 - 10:29 )
ليس لدي أدنى شك في أن من يكنّون باليساريين ليسوا إلا مجاميع من النصابين يقومون بالنصب على العمال والكادحين لاقتناص امتيازات معنوية إن لم يفلحوا بالمادية. الدلالة القاطعة على ذلك هي أنهم جميعاً يعارضون دولة دكتاتورية البروليتاريا ناهيك عن أنهم جميعاً من طبقة البورجوازية الوضيعة ومن أدوات النصب هو أنهم يخلطون اللبن بالتمر هندي والماركسية بالقومية


119 - رد الى: فؤاد النمري
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 6 - 12:21 )
شكراً على هذا -الضمير الأخضر-، أما المطلوب بالتأكيد هو -المراهنة على لا شيء- ... سوى التيه وقراءة مصائر الأمم في فناجين القهوة ... هذا هو الفرق بين النقد الموضوعي والأحكام الذاتية العشوائية ... واليسار كرّس ويكرّس حياته لفضيلة الأمل ...


120 - PKK
رضا ولات ( 2010 / 9 / 2 - 16:36 )
تحية الأستاذ نايف
تعرفون القضية الكردية عن قرب وكانت ااكم علاقات مع حزب العمال الكردستاني في الثمانينيات ، كيف ترون وضع حزب العمال والقضية الكردية الآن ؟ وهل لكم أية علاقات مع حزب العمال ؟


121 - رد الى: رضا ولات
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 7 - 12:40 )
لا يمكن التعاطي مع القضية الكردية ومشكلتها التاريخية دون التطرق للسياق التاريخي وتداعيات النظام الدولي بين حقبتين منذ مطلع القرن العشرين، وما آلت له محاولات -الضواري- لتقسيم العالم، أي منذ نتائج الحرب العالمية الأولى، ومن ثم انطلاقة ثورة أكتوبر الاشتراكية، وصولاً إلى نتائج الحرب العالمية الثانية وانطلاقة الحرب الباردة إلى أن وضعت أوزارها، أي في سياق التحولات الكونية وتداعيات النظام الدولي، ربطاً بالقوى الإقليمية المستولدة منذ سايكس ـ بيكو؛ وما بعدها ...
كما لا يمكن مقاربة القضية الكردية دون مقاربة الأسباب والتي أسهمت في صنعها بدءاً من العلاقة القهرية وصورتها النمطية في التدوين والسرد، والتي تحتاج بالضرورة إلى استقراء موضوعي يدرك معضلة الإشكاليات المعقدة الحقوقية الاجتماعية والتاريخية، وبالذات على مستوى -نظام الحاكمية- المتوالد والمستولد من رحم التوجهات الإستراتيجية في زمنها لضواري العالم المهيمن، أولئك الذين أسهموا أيضاً في تكريس ثقافات حاكمية سلطوية استلابية تعلي من شأن السلطة الحاكمية في فرض شروط وحدود النظام الاجتماعي برمته، بما فيها الخصوصيات المحقة الوطنية والثقافية الكردية، مثلما أسهمت في تسويق هذه الشروط في فهمها العام لحقوق المواطن (أي مواطن) في العلاقة مع السلطة ومع (القانون)، ولكن إلى حدود تركيز القمع والحرمان وكل ما يؤسس على ذلك من تشوهات قيمية وفكرية وسياسية إزاء هذه القضية وحقوقها.
بدايةً؛ نحن وقفنا مبكرين مع حق تقرير المصير للشعب الكردي، وانعكس ذلك مباشرة في نطاق كردستان العراق، حيث ساهم نضالنا مع عموم القوى الديمقراطية المهتمة في إشاعة مناخات البحث عن حلول سياسية واجتماعية وثقافية واقتصادية قابلة للتنفيذ، وأشدد هنا على كلمتي قابلة للتنفيذ في الحلول الأكثر واقعية وأكثر إنسانية وحقوقية، مترابطاً مع شرعنة حوار يرفض ما كرسته النظم السياسية (الحاكمية) ربطاً بتاريخ من الموروث القهري خارج القراءة الحقيقية والموضوعية للنضال الديمقراطي، قيم المواطنة، قيم العدالة الاجتماعية، والمساواة لكل المكونات، ومراعاة الحقوق الوطنية والقومية والفكرية للجميع، وهذه المطالب على أهميتها لا يمكن لها أن تأتي طواعية، إنما تفرض أشكالاً متقدمة من الحوار وتعزيز القيم في سياق عملية نضال سياسي اجتماعي، مفتوح على المشهد الديمقراطي الاجتماعي الواسع، والإفادة من خبرات القوى السياسية في منطقة الشرق الأوسط، حركات التحرر الوطني في العالم، وتجارب البلدان الاشتراكية في حل المسألة القومية، والفاعلة في سياقها التحرري الوطني والاجتماعي.
في الخصوصية الكردية العريقة على مرّ التاريخ في المنطقة عموماً، في الجانب السياسي بالمفاصل التاريخية الكبرى، وبدور رجال الفكر والإبداع وصولاً إلى رجالات السياسة، هي حاضرة بدورها وتلقيحاتها الفكرية الإبداعية، وفي آليات الإصلاح المؤسسي والديمقراطي، وبالتاريخ منذ نهجت الإمبراطوريات الكبرى الهيمنة على شرق المتوسط، وحتى يومنا.
فالعائلات الكردية والقيادات الكردية هي موجودة في قلب فلسطين والقدس والمدن الفلسطينية منذ ذلك التاريخ، دلالة على عمق الروابط في عموم المنطقة، ولا نقصد هنا العودة إلى الإنثروبولوجيا أو الدراسات السوسيولوجية أو حفريات الإنتربولوجية، بقدر ما نقصد الثوابت المعيارية والحضارية والانعتاق من المسلمات وتعصب البديهيات، فالدور التاريخي الحضاري هو في صلب متطلبات الحصانة الوطنية حيث موقعها، متحررة من غلو المسبقات القومية المنسوبة لها.
نقصد هنا تبيان الآصرة الرمزية والدور، على الرغم من نمط الملابسات التاريخية التي رزحت تحت وطأتها القضية الكردية، يدفعني هذا التركيز إلى عدم الانجرار خلف تبسيط المعقد من الظواهر، خاصةً في مراحل تصعيد -التكالب- السياسي والتغالب الحزبي والتجاذب القبلي والتصالب الإثني، بما فيها التعصب القومي والتكفير الديني والعنف الطائفي.
هنا ينبغي الحذر أيضاً من تداعيات النظام الدولي ـ وهذا الجانب أركز به على الأكراد في تركيا ـ وعلى الجانب الإقليمي التابع، فالنظام الدولي يشرعن برامجه وقوانينه، والمجتمع الدولي ينفتح ضد التفرقة على أساس الإثنية والأصول، نبذ العنف والتفرقة على هذا الأساس، والعمل على أن تضع جميع الدول والمجتمعات نصب أعينها إنتاج شروط وقوانين وعلاقات تكفل حقوق الشعوب في تقرير المصير، قهر التمثل والإقصاء والتذويب، وإلزام الدول بتنفيذها.
وعليه؛ زمن تشطير الأوطان والشعوب واقتسامها بالضم والإلحاق، القهر والتذويب والدمج إلى زوال. بفعل تطور وتبلور حركات التحرر الوطني القومية أولاً، والوعي الأممي والدولي بحق الشعوب في تقرير مصيرها بما فيه حق -الاتحاد- أو -الاستقلال-.


122 - سؤال حول المقاومة في العراق !!!
سعد سامي نادر ( 2010 / 9 / 3 - 00:17 )
شكرا لمؤسستنا الموقرة على مجمل حواراتها الرائعة. وشكرا لاستاذنا المناضل الدكتور نايف حواتمة على اغنائنا بالمزيد...
حينما كانت قضية فلسطين والصراع ضد الصهيونية هي في واجهة الهم السياسي، او كما تسميها الاحزاب القومية -قضية العرب المركزية..!- كانت وبقدر ما كانت تتظلل تحت شعاراتها كل الحكومات العربية كانت اخبارها تطغي على كل حركات التحرر الوطني العربي كافة. امتصت مناصرة قضيتنا –المركزية- تحرير فلسطين، نضال شعوبنا بكل قواها الوطنية واليسارية، وفي معظم بلداننا العربية وبالاخص في العراق. يقول الدكتور كنعان مكية في مقابلة تلفزيونية ، وبما معناه- لقد تعلقنا بالهم العربي المشترك -تحرير فلسطين-. ونسينا هموم وطننا وما يعانيه شعبنا من طغيان الدكتاتورية-..(اصبح بعدها الدكتور كنعان منظرا لامريكا في تنفيذها قانون -تحرير العراق- من الدكتاتورية..!!!). من وجهة نظره، كان عمله هذا ضرورة ملحة لانقاذنا من اعتى دكتاتورية. وكما تعرف كانت هذه نقطة خلافه مع الدكتور ادوارد سعيد.. وما يؤكد حديث الدكتور مكية، ان اخي الاكبر قضى شهر عسله في ربوع..! قواعد فصائل الجبهة الديمقراطية في جنوب لبنان وفي اروقة مجلة -الى الامام-. حينها، كان صدام والبعث يقودان مسيرة اليسار والامة العربية الى مثواهما الاخير. وليسلما مقدرات العراق الى قوى الاحتلال ومنه اخيرا لسكين اليمين الديني السافل..
من هذه النقطة بالذات وكونك مناضل ومفكر يساري وكونك ايضا من العارفين بتاريخ وخفايا كل احداث ساحتنا السياسية العربية. وبالخصوص اليسار العراقي. اقول:
لك كل الحق ان تـُخطئ مشاركة الحزب الشيوعي العراقي (رغم معارضته للغزو) في حكومة مجلس حكم برايمر. ولا خلاف على ذلك، كونه وجهة نظر شخصية. لكني هنا أتساءل: كيف ومتى على الحزب النضال من اجل حكومة ديمقراطية كان يحلم بها ومنحها جيشا من الشهداء..؟؟ حكومة فرضها الامر الواقع-القوة- واصبحت واقع حال رغم ضبابيتها.

ولو فرضنا (على حد تعبير احد المعلقين في هذا الحوار) ان الحزب الشيوعي دخل العملية السياسية تحت اسم حزب -اشتراكي ديمقراطي- ديمقراطي اشتراكي-. هل كان في مأمن من التشويه والشكوك وتحمل الاخطاء.؟؟ اسوة بالاحزاب الاسلامية والوطنية؟؟.
وجهات النظر كثيرا ما تحتمل الخطأ والصواب. لكن.! فيما يتعلق بالموقف من المقاومة المسلحة الشريفة!! التي تقتل المواطنين بالمجان في العراق بحجة مقاومة الاحتلال. أظن أن هناك خطأ سياسي فادح ورؤية وحسابات غير موضوعية لتسلسل الاحداث. ورغم كونها نظرة تغاضت عن التخوين بالتخطيء. غير انها نظرة تجريد يساري يرى عدونا المشترك –الامريكي القبيح المتغطرس- بمعزل عن مجمل الاحداث السياسية- قبل وما بعد الغزو-.
بعد ازاحة الدكتاتور..أليس غريبا ان نطلب من غريق يعاني من الجوع والفاقة والقهر ومضطهد خرج من حورب بلا معنى، ان يرفع السلاح ضد فسحة حرية و فرصة أمل..؟؟ السخرية المرة انها منحت له رغما عنه وتلى طبق من دم ؟ متى إذن..! يبدأ النضال السياسي السلمي من اجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتغيير..؟!
مشكلة الشيوعيين واليسار، انهم لا يجيدون العمل في الدهاليز المظلمة.. لهذه الخاصة نحبهم ونحبكم تحياتي لنضالكم العادل.


123 - رد الى: سعد سامي نادر
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 7 - 12:42 )
أشكرك على ما أوردت ؛ بما يتسم من تكثيف وموضوعية منفذاً للخلاص تعبر عن رؤية الإشراقات المحاطة بالليل والبلوى.
نعم فالقضية الفلسطينية: -المركزية- العربية، شكلت البلاغ العسكري رقم 1 في حقبة الانقلابات والدكتاتورية العربية التي وصفتها، حين كانت شماعة يعلق عليها الاستحقاق الديمقراطي العربي. ونحن على يقين أن المعركة مع الامبريالية والصهيونية، والعدو الخارجي تتطلب الاستقلال عن الاستبداد الداخلي، دمقرطة الحياة السياسية، والشفافية في شؤون الشعب، والعودة له بالقرارات المصيرية، والنابع من إدراكنا بان المعركة الموصوفة تحتاج إلى جهود الشعوب في الدفاع عن أوطانها، وان إهانة كرامة المواطن لا علاقة لها بالدفاع عن الأوطان، فما بالك تجاه -القضية المركزية- التي تتطلب تطوراً في مجمل حياة الشعوب العربية، وطالما أن المعركة ليست بالسلاح الحربي وحده..الخ، أتذكر هنا أنني قرأت بيتاً لشاعر عربي في مكان ما يقول فيه:

أنا لا أذود الطير عن شجرٍ قد بلوت المرّ من ثمره

أما بشأن الحزب الشيوعي العراقي الشقيق، نعم وهو حزب الشهداء، فالأمر لا يتعلق بتغيير الاسم: -الحزب الاشتراكي الديمقراطي ـ الحزب الديمقراطي الاشتراكي-، ولكن في المفاصل والانعطافات التاريخية الكبرى فإن الأخطاء لها ثمن فادح، لقد عارض الحزب غزو العراق، لكنه دفع الثمن الباهظ مرتين، الأول مشاركته في مجلس الحكم للحاكم المدني بريمر (راجع كتاب بريمر -عام قضيته في العراق-، دار الكتاب العربي ـ بيروت 2006، وحواره مع قيادة الحزب)، (للأسف هذا الأخير نشر مقالاً في إحدى الصحف البريطانية هذا الصيف، يرثي بها حال العراق ومجلس الحكم لما أضفى من فساد..الخ)، والثانية هي أن ديمقراطية بريمر كمرجعية، وانطلاقاً من بنود -دستورية- على أجندة متشابكة مع البنية السياسية المُنتجة ونهوجها الإقصائية، بدءاً من الأجهزة التنفيذية ومنتسبيها، ومختلف الأجهزة ومؤسسات السلطة -السيادية-، هو وحده شكل مساراً للتناحرات الدامية، مساهماً في تعميق الإرهاب أو استغلاله، كما في تشابك المشروع الأميركي الإقليمي وامتداداته.
هنا يدخل الحزب الشيوعي -العلماني- الانتخابات 2005، آذار/ مارس 2010 والعراق لم يلتئم بعد بمرجعية وطنية عراقية رسخت مساراتها في لحمة وطنية، والنسيج الاجتماعي ممزق بولاّدات حروب أهلية قذرة، دموية طائفية، تحت سقف -إرهاب تسييس الدين وتديين السياسة-، مصحوبة على أقاليم هياكل السلطة ومؤثراتها، ثم يحصد ما حصد، وبالتأكيد أيضاً إن هكذا انتخابات لا تعبّر عن مكانة الحزب وتاريخه ودوره وشهداءه على جبهات الكفاح الديمقراطي العراقي، ولأن العملية الديمقراطية لم تجرِ وفق بناء مرجعية عراقية، هي نتاج العملية الديمقراطية لدولة المواطنة والقانون، وفي بناء النظام السياسي بروح وطنية تنطلق من نبذ كل ما يعيق العملية الديمقراطية السلمية، أتناول هذا بخطه العام، مع إدراكي العميق بأنه لا يمكن أن تنتهي مشكلات العراق دفعة واحدة، لكن الواجب يملي وضع تطوره في سياق آلية سليمة تراكمية قابلة للنقد وإثراء والتطوير..
لا آلية للانقسام والمحاصصة والاحتراب ومزيداً من الانقسام، بل آلية لا يعيقها شيء عن التقدم نحو العراق الديمقراطي المتقدم، -وطن حر وشعب سعيد-.. لا العكس.
مؤشرات على المناخات الموجودة تحتاج إلى علاج مباشر:
• صنفت -الشفافية الدولية- العراق مطلع العام الحالي عن الأعوام الثلاثة الماضية، بأنه من أكثر دول العالم فساداً، ويورد أنه منذ عام 2003 جرى إنفاق عشرات مليارات لإعادة إعمار البنية التحتية والمدارس والهيئات الصحية، ورغم ذلك ما تزال مستويات الخدمات العامة أدنى من مستويات ما قبل 2003، وتبخرت مليارات أخرى دون تحميل أية جهة مسؤولية تبخرها ...
• البيئة في العراق منكوبة؛ فاليورانيوم المنضب الذي استخدمته القوات الأميركية، يلوث معظم أرجاء البلاد بإشعاعات ذات عواقب وخيمة على الصحة العامة ...
• حول البطالة: جاء في تقرير الأمم المتحدة أن -العراق عاجز عن توفير عمل كاف لـ 28 بالمئة من القوة العاملة (...) والبطالة محصورة ومتصاعدة في صفوف الشبان (...) وليس في هذه القوة العاملة سوى 17 بالمئة من النساء العراقيات.
ثمة حقائق ديمغرافية ماثلة منذ احتلال العراق وهي كالتالي:-
• تراوح التقديرات بشأن عدد المدنيين الذين قضوا 2003 ـ 2010 وحسب تقرير -لانست- الميداني (قرابة مليون ونصف مليون).
• تقدر المفوضية العليا للاجئين أن ما يزيد على 4.7 ملايين تركوا بيوتهم، وان الكثير منهم بحاجة إلى الرعاية الإنسانية، ومن هؤلاء أكثر من مليونين وسبعمائة ألف عراقي مهجرين داخلياً، بينما هرب ما ينوف عن مليونين إلى دول مجاورة، وخصوصاً إلى سورية والأردن، وكان ستة مليون قد هُجر قبل عام 2003، إلا أن العدد الأكبر قد هرب منذ هذا التاريخ، وأصبح العراقيون في عام 2006 التابعية الرئيسية الساعية إلى لجوء سياسي في أوروبا.
• تكاد أقليات العراق كالمندائيين والأشوريين والكلدانيين والأزيديين ان تنقرض مع تنوعها الثقافي الثري، ومساهمتها في خير العراق، إذاً ما تزال عملية تصفية الأقليات جارية على قدم وساق.
• حول وضع المرأة العراقية في القانون والتطبيقات العامة، هو دون ما أحرزته قبل الاحتلال بخمسين عاماً، بما يشكل هبوطاً حاداً في وضعها، فـ -18 بالمئة- يشاركن في القوة العاملة، مقابل -81 بالمئة من الرجال- وهذا رقم متدني قياساً ببلدان أخرى في المنطقة، والمرجح أكثر ألا تكون ذوات مستويات التعليم المتدنية مشمولات بالقوة العاملة ...
• في العراق أكثر من مليون أرملة، وتشير مصادر إلى أن هناك 3 ـ 5 مليون يتيم ...
كما أن عملية المصالحة على أسس وطنية جديدة غير طائفية متعطلة، فضلاً عن النزاع على نفط كركوك، أما الدستور وعلى الرغم مما يشوبه من خلل فهو مهمل ولا يعمل به، وهو لم يخضع للتعديل منذ إقراره في عام 2005، رغم الوعود المقطوعة بهدف تعديله وإصلاحه ...
يطول التشخيص في الواقع العراقي الراهن، وكما قلت في البداية، بأنه مع إدراكي العميق بأن لا يمكن أن تنتهي هذه المشكلات دفعة واحدة، ولكن كان على الحزب والقوى والشخصيات الديمقراطية أن تبتعد عن المشاركة في هكذا انتخابات، وتنطلق في معركة وبرنامج مراكمة قوى الكتلة التاريخية نحو العراق الجديد عراق الديمقراطية، العدالة الاجتماعية، وهزيمة حروب الإرهاب والطائفية والمذهبية.
لقد دفع الشهيد كامل شّياع حياته ثمناً لبناء دولة ومؤسسات، فهو رجل دولة لا رجل سلطة في مفارقة المَعنَيين، نحو حلم العراقيين في مستقبل تسوده الحرية والتسامح والعدالة الاجتماعية والمواطنة الفاعلة، نحو وعي وطني هادف إلى إعلان شأن المواطنة وصيانة مصالح البلاد الوطنية، بعيداً عن امتدادات المشاريع الدولية والامتدادات الإقليمية، لم يحمل معه سوى الفكرة عبر حاضن اللغة والكلمة.. الكلمة التي لم تتحملها المتحاصصات الطائفية.. أليست هذه جزءاً من استحقاقات تحديات الخيار الديمقراطي! ...
ثانياً: يا أخي سعد من قال لك أنني أُحدد لشعب العراق شكل المقاومة (المسلحة) بالتحديد لا غير؛ للخلاص من الاحتلال الأمريكي، نحن مع الحركة الوطنية العراقية وهي التي تحدد أشكال مقاومتها في النضال ومن أجل الديمقراطية الحقّة والعدالة الاجتماعية والتغيير..
أؤكد معك ما قلته بالضبط -مشكلة الشيوعيين واليسار، أنهم لا يجيدون العمل في الدهاليز المظلمة.. لهذه الخاصة نحبهم ونحبكم- وأقول: -نحب العراق.. وطناً سيداً حراً وشعب سعيد فلماذا ندخل أنفسنا في الدهاليز المظلمة حيث تصعب الرؤية.. -.
نحن في الجبهة الديمقراطية أعلنا دائماً -لا للغزو الأمريكي-، لنتذكر جيداً أن أوباما عارض الحرب في الكونغرس الأمريكي، أدانها في حملته الانتخابية، وعد بالانسحاب الكامل وهذا ما يقوم به الآن.
نحن نرفض وندين حروب الإرهاب الطائفي، المذهبي، الإثني الدامي القذر تحت شعارات -قومية أو دينية- نتاج إرهاب -تسييس الدين وتديين السياسة- ...


124 - سوال
د محمدالنغماني ( 2010 / 9 / 3 - 01:46 )
هلا فيك د نايف حواتمة هل يمكن الحديت عن تحربة جنوب اليمن ؟ هل يمكن القول ان تحربة الجنوب فشلت في تحقيق اهدافها ؟ هل كانت الوحدة مع الشمال بمتابة هروب من الجنوب الي الوحدة بعد انهيار الاتحاد السوفتيي ؟ وكيف ترون اليوم مطالب ابناء الجنوب بفك الارتباط واستعادة دولتهم المستقلة ؟ وهل انت مع ابناء الجنوب في تحقيق مصيرهم ؟ وكيف تري الوضع الحالي في اليمن؟


125 - رد الى: د محمدالنغماني
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 7 - 12:44 )
قدمت أجوبة على ذات المسألة، أرجو أن تعود لها.
أضيف:
تجربة جنوب اليمن تقدمت كثيراً إلى أمام على خطى برنامج المؤتمر الرابع للجبهة القومية (زنجبار 1968) وبرامج الحزب الاشتراكي، وخاصة في ميدان -الثقافة الحديثة، تحرير العقل، المساواة في المواطنة، حقوق المرأة، دولة الرعاية الاجتماعية-. هذا جديد في اليمن، تجربة واعدة.
الديمقراطية كانت الغائب الكبير، غياب دور الشعب في الرقابة، المساءلة، المحاسبة، الشراكة في التطوير والتغيير. وعليه؛ انتعشت الصراعات الشخصية الذاتية، القبلية، الجهوية داخل الحزب وامتداداتها داخل مؤسسات الدولة والمجتمع.
في الشمال تجربة من نوع آخر، حبسته الامامة أكثر من ألف عام في العصور الوسطى المظلمة الظالمة، تجربة ثورة 26 سبتمبر تعاني من أمراض التخلف التاريخي المزمنة، الصراعات والتمزقات القبلية والجهوية، غياب المساواة في المواطنة، الحرب الأهلية المحلية والإقليمية بين التقدم وقوى العصور الوسطى ... أزمات لا تتوقف ... الخ.
الوحدة محاولة تجاوز الأزمات بالأمل، سواء جاءت قبل أو بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، لم تضع مسبقاً حلولاً للتناقضات والتباينات بين مسار التجربتين والمجتمعين، لم تضع حلولاً ديمقراطية، برنامج مرحلي موحّد، قامت تحت سقف المحاصصة بين حزبي المؤتمر والاشتراكي، وعندما وقع الاحتلال بدأت التداعيات والأزمات ... الحوار الوطني الشامل بين حزب المؤتمر الشعبي وأحزاب اللقاء المشترك مطروح على الطاولة، والأحداث تتعاظم على الأرض في الميدان شمالاً وجنوباً.
تجربة الوحدة ومركزية الدولة تحتاج إلى المراجعة الشاملة، نحو صيغة جديدة يمنية ـ يمنية، تستوعب دروس التجربة على قواعد جديدة من الإصلاح والانفتاح، التجارب عديدة في العالم.


126 - 1الواقع والقضية الفلسطينية
سمير فريد ( 2010 / 9 / 3 - 23:10 )
الاستاذ نايف حواتمة مع كل الاسف انك لا تزال اسير افكار الطبول التي قرعها الاعلام المصري في تشويه انطلاقة الشعب العراقي بعد 1958 وكانك لم تتابع كل ما كتب عن التامر المصري والذي كان ينطلق من الاراضي السورية والذي كتب عنه من ساهم في تنفيذه ان كان ذلك من الجانب السوري ام من الجانب العراقي اني امل ان تراجع موقفك هذا وان تعاود قراءة الواقع العراقي المعقد وهذا لا ينفي ابدا شجاعتك في تجاوز الكثير من المواقف التي كنت تؤمن بها وفي واني لا انس موقف مجلة الحرية من حركة الكفاح المسلح وانها كانت المجلة الوحيدة التي نشرت البيان الصادر عن حركة الكفاح المسلح وصورة الشهيد البطل خالد احمد زكي وكان ذلك اواخر الستينات سيدي الكريم ان قضية فلسطين كانت ليس كارثة موجهة للشعب الفلسطيني بل كانت الفزاعة التي تم ضرب حركة التحرر التقدمية من خلالها واعلنت الاحكام العرقية وتم استنزاف ثروات المنطقة وسحق اية حركة تطالب بتغير انظمة الحكم القمعية ان الانظمة التي حكمت مصر وسورية والعراق والاردن والسعودية هي من دفع بالقضية الفلسطينية للمازق الذي تعيشه اليوم وهناك راي عام يتبلور يدفع شعوب


127 - رد الى: سمير فريد
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 7 - 12:50 )
مداخلتك تحتاج إلى تصحيح أحكامك المسبقة الخاطئة تماماً، بدايةً لا داعي لأسفك، لم أكن يوماً -أسيراً- لأي طبول إعلامية مصرية أو غيرها إقليمياً ودولياً مهما علت، ولأنني التزم بالتحليل المنهجي للتاريخ، وتفكيك الأحداث الكبرى في زمانها ومكانها ومعطياتها الموضوعية، وأبتعد عن التاريخ كسيرة سردية مشافهة لما يُركّب عليه من -نظريات المؤامرة- التي لا أقرها ولا أدخلها سياقات تحليلي، هذا من جانب؛ ومن جانب آخر ودون ادعاء بان التاريخ والحياة والمنطق؛ جميعها لا تخلو من مفارقات وإشكاليات، هذا إذا تم تناولها بمعايير الفكر المجرد والتأويلات الإيديولوجية كما تفعل في مداخلتك، والتي سرعان ما ترتكس وتنتكس على أرض الواقع باعتبارها -الوهم التاريخي- ذلك المقولب ضمن العقائد و-اللاهوتيات- المسيسة، التي تجعل من الأحداث المفصلية الماضية صيغة وهمية لانغلاق الإيديولوجيا وأوهامها، عبر صيغ جاهزة تبدأ بـ: لماذا حدث هذا ؟ والإجابة تكون في توسيع الوهم الإيديولوجي في صيغ الثبات والحقيقة المطلقة ...
إحدى مفارقات الارتكاس والانتكاس هي ما أوردتم -حول شعوب المنطقة- -في المأزق الذي تعيشه اليوم وتبلور رأي عام يدفع الشعوب للابتعاد عن أي صراع لا يمس حياتهم اليومية- وصولاً إلى -الوضع المعيشي الذي تعيشه الجماهير- والمقصود هنا الموقف من القضية الفلسطينية حيث تزعم نيابة عن الشعب الفلسطيني -أن قضية فلسطين لم تكن كارثة موجهة للشعب الفلسطيني بل كانت الفزاعة ... الخ-، ثم أوردتم -فالحل الواقعي لقضية فلسطين اليوم سيكون أفضل من الحل الذي سيأتي بعد سنة ...- ويفهم من عرضك أن القضية الفلسطينية استنزفت ثروات المنطقة، وهذا غير صحيح إطلاقاً لما سيورد لاحقاً، وإن اتفق معك تماماً بشأن -أنظمة الحكم القمعية التي (قمعت) باسم القضية العربية المركزية (فلسطين).
بعد هذا مضّطر أن أؤكد أنه لا يمكن لأي عاقل أن يفصل بين النضالات الديمقراطية للشعوب، وحياتها الديمقراطية الحرة والكريمة في أوطانها ومسألة الدفاع عن الأوطان، وحتى تدافع عن الوطن ينبغي أن تبني مجتمعاً حراً سيداً متقدماً حداثياً، هنا يحسب ألف حساب كل مَنْ يرمي إلى النيل منه.
وثانياً: هذه الشعوب على مُرّ ومرارة حياتها، إذا ما فتحت لها الأبواب لأخذ دورها بيدها ـ وهذا غير مطلوب ـ في القضية الفلسطينية لما تأخرت، على الرغم من معاناة حياتها في مجتمعها ... الخ.
وهنا نحن لا نعالج المسائل الكبرى في التاريخ بـ (إذا ـ ولو)، بقدر ما نعتبر أي تقدم عربي وفي أي رقعة قطرية، نحو إقامة الدولة المدنية الديمقراطية، دولة المجتمع ومجتمع الدولة هو انتصار لقضيتنا، ولا نطلب أكثر من ذلك، لأننا ندرك أن مسألة النهضة في أي بلد عربي بالإطلاق لا تقوم على العسكرة وبناء جيوش بعديد من الأرقام الكبرى ... الخ، وطالما طرحنا هذا الموضوع للنقاش، وأمطنا اللثام عنها وعن نمط كبير من الملابسات باسم القضية والتاريخ، هذا من جانب. ومن جانب آخر تقديراً منا لمعنى النكبات المتكررة في الحياة العربية، وليس فقط النكبة الفلسطينية العربية الكبرى ... والتي تتطلب مواجهتها -بتحرير العقل، الديمقراطية، العدالة الاجتماعية-، باقتصاد ديناميكي نامي، ونظام اجتماعي عادل، وثقافة إنسانية راقية، وعلم مبني على ركائز التنوير، وتكنولوجيا رفيعة، وذهنية وعقل اجتماعي كبير، ومنظومة تربوية وتعليمية على أسس عقلانية ونقدية شاملة، هذا هو البديل الشامل قبل نكبة فلسطين وبعدها، والذي يرتبط بالرؤية التاريخية، وإعادة بنائها بالاجتهاد العقلاني النقدي الحر، وهو رد كبير على النكبات والهزائم ... فهل هذا متوفر ...! ولماذا تأخر عقوداً مديدة ؟! ... كيف يمكن إنجازه ؟ هذا ما نتناوله في حساباتنا ولا شيء آخر، وهذه هي مهمات نخب ومؤسسات الشعوب الوطنية الديمقراطية، قوى التغيير والحداثة ... القوى اليسارية الديمقراطية والليبرالية الوطنية ...
يتبع


128 - الواقع والقضية الفلسطينية2
سمير فريد ( 2010 / 9 / 3 - 23:32 )
شعوب المنطقة للابتعادعن اي صراع لايمس حياتهم اليومية ان المازق الذي رسم بدقة لا يسمح للقوي التي تتصدى للتغير الاان تطالب باصلاحالوضع الماساوي المعاشي الذي تعيشه هذه الجماهير ان اي مهتم بالتصدي لنيل الحقوق المشروعة لجماهير الشعب سيكون منفصل عن مطالب الشعب اما المقولة الجاهزة ان النخبة هي من تقود لا ان تقاد فهي كمن يقلب الحقائق ولن يتمكن من تقديم اي حل واقعي ان اي حل واقعي لقضية فلسطين اليوم سيكون افضل من الحل الذي سياتي بعد سنة ان مسار القضية يثبت ذلك وارجوا ان لا يعتبر هذا الراي في خانة الانهزامية وان يترك شعبنا لحل مشاكله ولو فعل الجميع ذلك عند ذلك ستجدون اعظم مساعدة من شعبنا


129 - رد الى: سمير فريد
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 7 - 12:49 )
بعد هذا نقرأ هتافات ويافطات أممية في المظاهرات الحاشدة بالعواصم الأوروبية الغربية الكبرى تقول: -الانتصار للحق الفلسطيني ... نصراً لكل الشعوب ضد النظام الإمبريالي الجديد-، شقيّ معادلة بعيدة عن المنطقة العربية، تحمل المؤازرة الأممية لمعادلة رياضية، فكيف بالله عليك في المنطقة ذاتها التي تتعرض لحروب وهيمنة -النظام الإمبريالي الجديد، وبالذات أقطار العرب، ولكن بعيداً عن -إيديولوجيات: على النجدة هيّا يا رجال- ... الصوتية النافخة التي تضحك على شعوبها في المعارك المذياعية الصوتية.
أولئك الذين يرفعون الشعار المشار إليه، ينطلقون من فكرة نشأة الحركة الصهيونية على أساس من استغلال -المسألة اليهودية- في أوروبا ذاتها، على أساس من حافز -اللاسامية-، والحافز الروحي الميثولوجي، وتحويله إلى -تاريخي- في -أرض الميعاد التي وهبتها السماء-، وهذه الأرض الموصوفة في كتيب ثيودور هرتزل -دولة اليهود- شباط/ فبراير 1896: -استعادة الدولة اليهودية لتعطِ لنا السيادة على رقعة من الأرض تفي بحاجتنا القومية الحقّة، ونحن نتكفل بما تبقى-، وترابطت هذه الفكرة الصهيونية مع حركة التوسع الإمبريالي الكولونيالي الغربي، وبمرحلة انتقاله إلى الإمبريالية ومرحلة الاحتكارات العالمية، فعقدت الصهيونية أهدافها في خدمة هذه المصالح، وقامت الإستراتيجية الصهيونية على عدد من أركانها:
• التحالف مع القوة الإمبريالية العظمى المهيمنة على منطقة الشرق الأوسط، والتي تقع فلسطين في قلبها، واتجهت الحركة الصهيونية قبل الحرب العالمية الأولى وبعدها إلى بريطانيا، وبعد الحرب العالمية الثانية إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
• تشكيل قوة عسكرية ارتباطاً بالخدمات المناطة بالإمبريالية وأهدافها، وسبق لزئيف جابوتنسكي أن سماها عام 1923 بـ -نظرية الجدار الحديدي-، وقد استخدمت هذه القوة ربطاً بتسهيل الانتداب البريطاني على فلسطين، باقتلاع وتطهير الشعب الفلسطيني من وطنه ومنع عودتهم إليه.
• دورها المناط بالمنطقة العربية والشرق أوسطية؛ وباعتبارها مخلب الإمبريالية، في مواجهة الحركة الثورية والديمقراطية التقدمية الاجتماعية لشعوب المنطقة، وعلى ذات السياق إرباك العلاقة بين الفلسطينيين والشعوب العربية، والهدف خيرات المنطقة وثرواتها وعلى رأسها الطاقة ومنابعها، وتتواصل هذه المأساة على امتداد أكثر من ستة عقود، على الرغم من رزمة من قرارات الشرعية الدولية.
• كما ترى فإن الصراع العربي مع الكيان الصهيوني لا يمكن أن يكون فقط في فلسطين، العدوان الثلاثي على مصر 1956 مثالاً لا حصراً، لم يكن بسبب فلسطين بل بسبب تأميم قناة السويس (بريطانيا، فرنسا) (الأطماع التوسعية الإسرائيلية في سيناء المصرية) بل في مهمات التحرر الوطني (العربي) الناجز، وأجندة الإنجازات والتقدم الأممي، وجدول أعمال الرأي العام الدولي، وفي مواجهة التفتيت وتجزيء المجزأ التي تتعرض لها البلدان القطرية، والأهم هو أساس النهوض العربي -وطن حر وسيد وشعب يعيش في مجتمع ديمقراطي، واقتصاد ديناميكي، ونظام اجتماعي عادل، وتكنولوجيا علمية رفيعة، ومنظومة تربوية وتعليمية على أسس عقلانية ونقدية شاملة ... وهذا منحى أكثر عمقاً من الهبّات الارتجالية والاعتباطية ... لما فيه من حماية المنطقة العربية واستهدافاتها ... وبما يخدم القضية الفلسطينية.
لهذا نرفع معركة الوعي، كما ترفع بأوروبا بشأن القضية الفلسطينية، كي تبقى حاضرة في القلب والوجدان، بالإبقاء على الذاكرة حيّة، ضد تغييب القضية وطمسها، وهذا يعني لا للتهويد، لا للمفاوضات والتسويات الزائفة بدون مرجعية دولية، رقابة دولية على الطاولة، وقف استعمار الاستيطان، سقف زمني للمفاوضات، نعم لدولة فلسطينية عربية عاصمتها القدس المحتلة عام 1967، نعم لعودة اللاجئين إلى ديارهم وممتلكاتهم، ومع المفاوضات بمرجعية قرارات الشرعية الدولية، بيان الرباعية الدولية 20/8/2010 الذي بادر اليمين واليمين المتطرف بزعامة نتنياهو إلى رفضه فور إعلانه، والعدو يدرك تماماً أن وجوده التوسعي لا يستند إلى قرارات الشرعية الدولية، قائم على الباطل والعدوان، وأن بقاءه يستند إلى قوة عنصرية متوحشة، ويدرك جيداً أن هذا يناقض التاريخ والجغرافيا، ويرتبط جدلياً بمدى قدرتنا على فهمه والوعي بمخاطره، ومهمة الوعي الفلسطيني والعربي هي الخطوة الأولى نحو استعادة فلسطين.
بعد تقرير -غولدستون- طالبنا النظام العربي بالمساهمة بالحملة العالمية لعزل -إسرائيل- وتعميق حالتها كدولة منبوذة برأي المجتمع الدولي والقانون الدولي، ثم تكرر الأمر بعد مجزرة أسطول الحرية وسفينة مرمرة، كان من الممكن وما زال ملاحقة العدوانية التوسعية الإسرائيلية، وطلب محاكمة مجرمي الحرب، لكن النظام العربي الرسمي هو من قاطع هذه المقاطعة الأممية، إن أكثر ما يرعب -إسرائيل- هو العزلة والمحاسبة والمساءلة، وها هي تمنع جنرالاتها من السفر إلى بعض العواصم الأوروبية خشية توقيفهم بتهم ارتكاب جرائم حرب، عربياً ورسمياً هناك من يطمس إرهابها وجرائم التهويد والاستيطان الاستعماري، والهدم والتهجير التي لا تتوقف ضد الفلسطينيين، بما فيه الغطاء الرسمي العربي للمفاوضات المباشرة التي تقودها السلطة الفلسطينية مع -إسرائيل-، في مفاوضات لا تحمي مدينة القدس من التهويد، غطاء رسمي عربي والمستوطنون يعربدون في الضفة الفلسطينية، في مفاوضات لا تضع قرارات الشرعية الدولية على الطاولة ... والتي لا تلتزمها -إسرائيل- ...
إن مهمة القوى الوطنية الديمقراطية في هذه المرحلة في كل بلد عربي، هي بناء دولة مدنية حديثة ونظام ديمقراطي ... ومجتمع مدني ... بما يعني من استقلال وطني ديمقراطي ناجز ...
كلمة أخيرة: عن ماذا تتكلم -تجاوز الكثير من الموقف التي كنت تؤمن بها-، -ثم لا تنسى موقف الحرية ... الخ-، و-الحرية- كانت بإدارة الجناح اليساري في حركة القوميين العرب وأبرز قادته (حواتمة، محسن إبراهيم، محمد كشلي ...).
الحقائق تستمد من الوقائع، لا تصدر أحكاماً إيديولوجية وسياسية بدون معرفة، وعليه؛ أدعوك لقراءة كتاب -محمد جمال باروت: حركة القوميين العرب ـ النشأة ـ التطور ـ المصائر-/ المركز العربي للدراسات الإستراتيجية/ دمشق/ الطبعة الأولى 1997. كتاب د. حنا بطاطو (ماركسي): -العراق ـ الأجزاء الثلاثة/ الطبعة الإنجليزية 1978، الطبعة العربية 1990 ـ 1992 ترجمة عفيف الرزّار (ماركسي)/ مؤسسة الأبحاث العربية/ بيروت.
كتب حواتمة: -أوسلو والسلام الآخر المتوازن-، -ما بعد أوسلو ... فلسطين إلى أين ؟! ...-/ المحروسة للنشر ـ القاهرة، -الانتفاضة ـ الاستعصاء ـ فلسطين إلى أين ؟! ...-/ دار الرفاعي ـ القاهرة، -اليسار العربي ـ رؤيا النهوض الكبير (نقد وتوقعات)-/ دار المسار ـ القاهرة 2010.


130 - سقوط مدوى لليسار
مازن العلى ( 2010 / 9 / 3 - 23:47 )
الرفيق نايف كنت احد المدافعين عن بيروت عن اليسار عن العلمانيه رغم صغر سنى حين ذاك ذرفت الدموع وانا على ظهر الباخره المتجهه الى ميناء طرطوس تحديت اتفاقهم حينها باخرج سلاح كلاشن كوف فقط واصريت على الدكتريوف مع كامل ذخيرته وجال فى خاطرى حينها سؤال هل نحن ذات قيمه اكثر من الثائر تشى جيفارا لمن تركت معانات الشعب الفلسطينى للحكام الخائفين لرجال الدين الذين لايرو فى كل انجازات العقل البشرى الى كتاب واحد تمنيت حينها ومازلت ان استشهد على محور الفنادق ولم ارى حال اليسار والعلمانيه فى عالمى العربى الغارق فى الرده تمنياتى ان تعمل على التقرب من شعب اسرائيل الاكثر علمانيه والابتعاد عن قوالب السماء خدمة لفقراء فلسطين انت استاذى احساسى الانسانى البسيط يقول لى قل هكذ كى يطمئن انسان ياهودى ما ان هناك عربى قد يشاطره الحياه ويحبها مثله


131 - رد الى: مازن العلى
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 7 - 12:52 )
التاريخ لا يعترف بـ -المقدس-، لأنها صيغة أسطورية تلتهم -المقدس- ذاته، مثلما الأعراب وآلهة التمر، يشمل هذا عموم الراديكاليات والتوتاليتاريات والسرديات الكبرى الشمولية، لأنها ضمور ونفي للرؤية العقلانية النقدية، وهذا يشمل عموم الإيديولوجيات المغلقة من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، جميعها تتخذ من كلمات -المقدس- ديدنها ثم تلتهمها، تقوم على تشويه الفكرة الواقعية، نحو فوق تاريخية. ويندرج في هذا أسوأ نماذج الطغاة (هتلر، موسوليني، بول بوت في التاريخ الحديث، نيرون في التاريخ القديم) وعشرات المماثلين منهم مَنْ هو راهن، ومنهم من تحوّل إلى أوابد على يد التاريخ ...
هذه السطوة في مجتمعاتنا العربية، والمسلمة، قد تكون -دينية مسيسة-، أو سطوة قبلية وعشائرية أو -طائفية مسيسة- وهي تنذر بأخطار كبيرة على الناس وأوطانهم ...
إن ما ورد في كلماتك لرفض الواقع العربي الراهن، يدفعك إلى موقف سلبي لا إلى مقاومة الواقع، يحدث هذا أحياناً كردة فعل في واقع سيكولوجي اجتماعي، لكنه لا يرقى إلى واقع الرفض، بل هو نكاية بالذات الجمعية ...
وأوضح لك أن -إسرائيل التوسعية- الكيان الصهيوني ـ عكس ما ورد في عباراتك القلقة ـ؛ وذاته يعاني من امتدادات سياسية أصولية، دينية سياسية ، لها أحزابها في الائتلاف الحاكم، سواء على صعيد الأحزاب الدينية الاشكنازية الأصولية، أو الشرقية السفارديمية مثل حزب -شاس- عوفاديا يوسف (2/9/2010) الذي -يتمنى أن يُصاب رئيس السلطة الفلسطينية وشعبه بالطاعون-، ولو صدر هذا الكلام من رجل سياسة عربي لاتهم مباشرةً بـ -اللاسامية-.
هذه الأصولية السياسية الدينية اليهودية الاستيطانية أخذت تجتاح معالم ومواقع العلمانيين في -إسرائيل- مِمَنْ تمت تسميتهم بالكيان الصهيوني بـ -الرواد-، حتى أن بعضهم يسمي الحكومة الإسرائيلية بأنها -رهينة دولة المستوطنين- ...، و -دولة داخل الدولة- بما لهم من امتيازات وتقاليد ومحاكم خاصة، ومدارس خاصة واستثناء من الخدمة في الجيش ... فهم -مجتمع- غير منتج يعيش على الإعانات الحكومية، ولديهم فسادهم رغم ادعائهم الطهارة، ما تشهده المحاكم -الإسرائيلية- وأسوةً بما يشبههم في أي رقعة من هذا العالم.
ما يستحق أن نلفت الرؤية والنظر إليه، هو أن -إسرائيل- ديمقراطية لليمين، ليست دولة ديمقراطية لسكانها اليهود والعرب، بل هي عنصرية ودولة ديموغرافية، حيث تتضمن قوانينها نزعات إقصائية تتبدى على كثير من المستويات، خاصة على المستوى -القانوني-، تعبيراً عن مدى عمق العنصرية الصهيونية، بدءاً من قانون المواطنة والمحكمة العليا، ومجمل -القوانين- التي تعتبر نموذج إقصائي مثالي للنفي والإقصاء، وهذا يطال خُمس مجتمعها من الذين يحملون هويتها. 1.2 مليون من الفلسطينيين الذين بقوا فوق أرض وطنهم، كما أن الإحصاءات -الإسرائيلية- ذاتها تشير إلى أن ثلث المهاجرين اليهود خلال الخمسة عشر عاماً الأخيرة ليسوا يهوداً، الأمر الذي يؤكد زيف الفكرة أصلاً، الاعتبار الذي يفترض أنه الأساس في سن القوانين، والذي يفضي إلى تقديم -إسرائيل- على أنها -الدولة اليهودية الديمقراطية-، وهو تحت القناع الرسمي لسياسة -الهجرة اليهودية- إلى فلسطين، فضلاً عن مساسه بالحق الدستوري للكرامة الإنسانية، فهو لا يعترف بحق المساواة، وحرية التعبير، بما فيها تكوين العائلة والزواج المختلط، فالأساس -القانوني- عموماً هش واغتصابي معادي للعلمانية التي ينبغي أن تفترض أن الناس جميعاً متساوون في المواطنة.
اليوم يجسد الأبارتيد الصهيوني آخر معاقل العنصرية في هذا العالم.


132 - الفكر بين الصديق والعدو
صبري الفرحان ( 2010 / 9 / 4 - 17:06 )
س ان الطبيعة الاسلامية للامة العربية هي من اهم معوقات انتشار الفكر الماركسي في الشارع العربي ،هذا عندما كان طُرح الاسلام فكرا معتدلا في منتصف القرن االعشرين ،ترى كيف تتعاملون مع حماس كفكر متشدد ،فهل تصافحون الشيوعي الصهيوني وتقتلوا الفلسطني في حماس!؟


133 - رد الى: صبري الفرحان
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 7 - 12:54 )
شكراً على ملاحظاتك ...
لا أعتقد أن الطبيعة الإسلامية هي من معوقات انتشار الفكر الماركسي واليساري بشكل عام، فهذا الفكر هو فكر إنساني هدفه وغايته السامية نشر فكرة الديمقراطية، العدالة الاجتماعية، تحرير العقل من الخرافات والأساطير ...، والتي لا أعتقد أن أحداً من الناس يقف في وجه هذه الغاية فيما لو وصلته الأفكار بشكلٍ واضح ودقيق.
أعتقد أن هناك طرفين يعملان ليلاً ونهاراً، وبكل ما يملكون من وسائل السلطة والنفوذ والمال السياسي، لمنع أو إعاقة انتشار الفكر اليساري في البلدان العربية، والمسلمة، والعالم الثالث، وكذلك الفكر الديني التنويري وكل فكر يدعو إلى الديمقراطية والحداثة والتغيير والتقدم والعدالة الاجتماعية، وهما السلطات الحاكمة -على رغم كل تشوهاتها الطبقية والتي أوضحتها في أسئلة سابقة- والمرتبطة بالرأسمال الاحتكاري المعولم، كما أحزاب وقوى الإسلام السياسي اليمينية بأفكارها الطبقية الثقافية، الاجتماعية الطبقية، بتشكيلاتها المتنوعة، المتطرفة منها، وليس التنويرية -على رغم وجودها القليل وبشكل أفراد لا أحزاب وقوى مبلورة-.
نحن في الساحة الفلسطينية؛ نعتقد أن علاقات التحالف والتلاقي مع -حماس- هي أكبر بكثير من علاقات الاختلاف والتنوع والنقد المتبادل، هذا لا يعني أبداً تسليمنا لحماس أو تسليمها لنا، فالعلاقة معهم قائمة وتقوم على قاعدة الائتلاف على القواسم المشتركةوالصراع الفكري السياسي على قضايا الاختلاف، وهو مبدأ أساس في علاقاتنا مع كافة القوى الفلسطينية.
أعتقد أن تعبيرك -تقتلوا الفلسطينيين- لا يمكن أن يوجه لنا، بل لغيرنا من الأطياف والقوى التي مارست الاقتتال الداخلي فتح / حماس، عُدْ إلى أشرطة تلفزيون حماس (الاقصى والفضائيات العربية والعالمية) في النقل المباشر لوقائع الحرب الاهلية مع فتح والانقلاب السياسي العسكري في 14 حزيران/يونيو 2007.
نحن حزب الخمسة آلاف شهيد ولكن كلهم بلا استثناء سقطوا داخل الوطن المحتل أو في مجابهة العدوان الإسرائيلي، أو معارك نالت الإجماع الوطني الفلسطيني.


134 - المواطن
احمد دحموس مدير تحرير اسبوعية شيحان ( 2010 / 9 / 4 - 20:04 )

تحياتي الى الرفيق نايف
هناك التباس بين مفهوم اليسار والمعارضةلدى المواطن في ساحة اي قطر عربي وان الصورة الملتصقة بعقل المواطن العادي وشبه المثقف والمثقف.
المطلوب باختصار توضيح المفهوم لكل منهما.
وشكرا لكم وللرفاق في الحوار المتمدن


135 - رد الى: احمد دحموس مدير تحرير اسبوعية شيحان
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 7 - 12:55 )
شكراً لك ...
نعم هناك التباس بين مفهوم اليسار والمعارضة، فليست كل معارضة هي يسار، فهناك معارضة وإن كانت بمجملها من مواقع التحالف مع النظام أو السلطة الحاكمة، لكنها تختلف معها أحياناً في مسائل النفوذ والمشاركة في السلطة، كما أن هناك العديد من الأحزاب الدينية التي لا تقدم برامج سياسية أو اقتصادية متناقضة مع السلطة، ولكنها أحياناً تختلف معها بالتكتيك السياسي وتتخذ أحياناً هذه الخلافات أشكالاً عنفية لكن من منطلق الاستحواذ على السلطة أو المشاركة الواسعة فيها.
على هذا الأساس أتفق معك أن مفهومي اليسار الديمقراطي والمعارضة ليسا متطابقين بالضرورة، وإن كان اليسار صاحب مشروع ديمقراطي (أغلبي) تغييري -حداثي- وهو بالعام في بلادنا العربية في مواقع المعارضة، فإن أطراف أخرى -تعتبر نفسها معارضة لحظوياً- هي بالأساس حليفة للسلطة ومهمتها الرئيسية إعاقة المشروع اليساري الديمقراطي، لا التحالف معه ...

شكراً لك مرة أخرى ...


136 - مواقف صلبة
بكري الصالح ( 2010 / 9 / 5 - 13:26 )
د. نايف حواتمة
نتابع دائما مواقف الجبهة الديمقراطية من الشان الفلسطيني على الصعيد السياسي وغالبا ما كانت السباقه والجهة المؤثرة في اصلاح وتطورير وايجاد الحلول الواقعيه والمنطقيه لاي خلاف ومهما اشتدت الانقسامات وتباعد الاطراف وكان النزاع كبير عملت على لم الشمل ولئم الجراح وقربت والفت بين الاخوة في النضال ونفتخر بما لديها من الصبر والبال الطويل والعمل المظني والحثيث لهذة المواقف . واليوم نبحث عن مواقف الجبهه لديمقراطيه ودورها ومبادراتها ونشاطها وفعاليتها من اجل حل الانقسام الكبير بين اخوة ولكن هذة محاولات خجولة ومن الاطراف غير مسموعه خصوصا من طرفي النزاع فتح وحماس . لاعتقاد كل طرف بان الجبهة فصيل اصبح غير مستقل بمواقفه ونهجه وان اي طرح لاي حلول ينصب في صالح السلطة لكونها لن تتخلى عن منظمة التحرير كموقف مبدئي لديها ولن تخرج من اطارها ففتح تصول وتجول كما تريد في منظمة التحرير وتنفذ سياستها بسبب من وجود فصيل طليعي له وزنه الجماهيري والسياسي يشارك في السلطة ويشكل تغطية لما تمارسه من اتخاذ مواقف ولو كانت خطيرة ومذلة ومجحفة بحق الشعب الفلسطيني وحماس لا تاخذ باي مبادرة من فصيل ينطوي تحت لواء منظمة التحرير لكونها تعتبر الخلاف مع كافة فصائلها واي حل سينصب لصالح فتح والسلطة . فمن الحكمه ان تكون الجبهه الديمقراطية فصيل مستقل وبمسافة واحدة من منظمة التحرير ومن قوى التحالف وان تشكل اطار ثالث مع قوى اليساريه الفلسطينية لا يدخل في اطار المحسوبيات على طرف اخر . فغالبا ما كانت الجبهة الدمقراطية الجهة التي تنتظرها الجماهير لحل الانقسامات والخلافات اما اليوم فتنظر اليها انها نصير لطرف وتابع لطرف ومواقفها غير متزنه وواضحة ومؤثرة وفعاله


137 - رد الى: بكري الصالح
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 7 - 12:57 )
نحن في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ومنذ انطلاقتنا عملنا على بناء الائتلاف الوطني والكيانية الفلسطينية ممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية، الجبهة الوطنية العريضة وجميع القوى بداخلها، نحن في مرحلة تحرر وطني ديمقراطي يستوجب قانونها ذلك، ونحو بناء دولة فلسطين المستقلة على حدود 4 حزيران/ يونيو 1967 عاصمتها القدس العربية المحتلة، وعودة اللاجئين، يضع نهاية للتوسعية الإسرائيلية الصهيونية، نهاية ليس فقط إقليمية، بل نهاية دولية، ونهاية برعاية المجتمع الدولي كله، أمم العالم كلها، وهذا ما ترفضه -إسرائيل- بانتظام وتحاول أن تعمل نقيضه، هذا الذي وراء حرب -السور الواقي- عام 2002، وحرب -الرصاص المصهور- على قطاع غزة 26 ديسمبر 2009 ـ 17 يناير 2010، وبالتالي الخروج من هذا المأزق الذي أشرت له أنت ممكن وممكن جداً، لكن له شرطين مرة أخرى الأول: إنهاء الانقسام والعودة للوحدة الوطنية على أساس ديمقراطي تعددي، والعودة للشعب بانتخابات تشريعية ورئاسية متزامنة تقوم على التمثيل النسبي الكامل، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية بانتخابات أيضاً برلمانية (برلمان موحد للشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، يقوم على التمثيل النسبي الكامل)، هذا ما نصت عليه بمبادرة الجبهة الديمقراطية وفي إطار الحوار الشامل: وثيقة إعلان القاهرة (آذار/ مارس 2005)، وثيقة الوفاق الوطني التي وقعنا عليها جميعاً بلا استثناء في غزة (26 حزيران/ يونيو 2006)، أعمال الحوار الشامل (القاهرة ـ آذار/ مارس 2009)، وهذا ما نصت عليها أربعة دورات من دورات المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية منذ 19 حزيران/ يونيو 2007 إلى ديسمبر 2009 هذا أولاً، وثانياً: وحدة الموقف العربي هذا يتطلب أيضاً حل مشكلات الانقسام العربي ـ العربي، وبدون هذا أقول بصراحة ووضوح أن الأوضاع فلسطينياً وعربياً ستتدهور أكثر وأكثر إلى الخلف، والرابح الأكبر -إسرائيل- والمصالح العليا الأمريكية مجاناً دون مقابل، أي ليس معادلة جديدة -مصالح كبرى مقابل مصالح كبرى-.
أما موضوعة الإعلان عن مرجعية بديلة عن منظمة التحرير الفلسطينية جديدة وموازية لمنظمة التحرير الفلسطينية تأخذ عنوان -منظمة التحرير الفلسطينية-، أو عنوان آخر هذا الإعلان مصيره الفشل، وهو -فرقعة إعلامية- لا يمكن أن تحقق شيئاً أكثر من ذلك، ولدينا تجارب عديدة دامية ومُرّة وتغلبنا عليها بمحاولة تشكيل بدائل عن منظمة التحرير الفلسطينية، جبهة الرفض بزعامة العراق، جبهة الإنقاذ بزعامة سوريا، محاولات حماس بدعم دول عربية وشرق أوسطية منذ فشل اتفاق المحاصصة الاحتكاري الثنائي بينها وبين فتح (8 شباط/ فبراير 2007) التي أنتجت الحرب الأهلية والانقلابات السياسية والعسكرية والانقسام العبثي المدمّر حتى الآن.
منظمة التحرير الائتلافية هي التي نقلت القضية الفلسطينية من إطارها المحلي الفلسطيني والعربي إلى إطارها الدولي، ودولة -إسرائيل- كما تعلمون قامت بقرار دولي، ولذلك دولة -إسرائيل- دائماً كانت ضد تعريب القضية الفلسطينية، ضد نقل القضية الفلسطينية إلى قضية قارية بإفريقيا، آسيا، أمريكا اللاتينية، بكل دول العالم، بالمجتمع الأوروبي وبالمجتمع الأمريكي، ضد تدويل القضية الفلسطينية ودخول فلسطين إلى الأمم المتحدة ومؤسسات الأمم المتحدة، هذا ما أنجزناه في الجبهة الديمقراطية وفصائل منظمة التحرير الأخرى، وأنوّه أن ميثاق منظمة التحرير لا يسمح لأي فصيل بالهيمنة عليها والتماهي بها، طالما أن جميع القوى داخل صفوفها وضمن قانونيتها، وهذا ما تستهدفه. أنجزنا جميعاً تحت مظلة منظمة التحرير، هنا أود أن أذكر الجميع بأنه أكثر من محاولة جرت لتشكيل بديل عن منظمة التحرير ولتدمير وتعطيل وتفكيك منظمة التحرير الفلسطينية المحاولة الأولى جرت بتشكيل جبهة الرفض البديلة عن منظمة التحرير بعد إقرار البرنامج الوطني المرحلي الشهير عام 1974، وكانت بزعامة نظام البعث في العراق وتمويل من دول عربية نفطية، وتشكلت جبهة الرفض أيضاً بعديد من الفصائل الفلسطينية وضد برنامج منظمة التحرير الموحد، فنحن موزعين على خمسين بلد في العالم، ولنا خصوصيات، عرب 48 لهم خصوصية، 67 لهم خصوصية، اللجوء والشتات لهم خصوصية، 48 لهم الحق بتقرير مصيرهم (هل هم إسرائيليون أم فلسطينيون) عرب أم ماذا ؟! ... ثم 67 لهم الحق بدولة مستقلة على أراضي 67 عاصمتها القدس العربية المحتلة، وأقطار اللجوء والشتات لهم الحق بالعودة، فوحدنا الشعب لأول مرة بعد عشريات السنين كان مفكك مفتت فيها الشعب الفلسطيني، وأيضاً جرت محاولة جبهة الإنقاذ وانتهت إلى الفشل، والآن ستنتهي هذه إلى الفشل الأكيد، وهي فرقعة إعلامية تزيد الانقسام انقساماً ولا تساعد أبداً بإعادة بناء الوحدة الوطنية.
نحن في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين مع وحدة وطنية ائتلافية تقوم على أسس ديمقراطية وعلى أسس انتخابية ولم يكن ممكناً القيام بالعمليات الانتخابية بين عام 1964 ـ 1967 ـ 1996، لأن الدول العربية كانت ترفض ذلك بالكامل، وبالتالي لم يكن ممكناً في ذلك الوقت، و -إسرائيل- عندما احتلت الضفة وقطاع غزة والقدس في عام 1967 كانت ترفض ذلك، أما الآن بعد أن جرت انتخابات تشريعية ورئاسية في الأراضي الفلسطينية المحتلة أصبح ممكناً أن ننجز هذا، ولذا نحن في الجبهة الديمقراطية دعاة دمقرطة لمؤسسات السلطة الفلسطينية على قاعدة التعددية وبانتخابات التمثيل النسبي الكامل، ولذلك علينا أن نعود إلى الشعب بانتخابات تشريعية ورئاسية تقوم على التعددية والتمثيل النسبي الكامل، لأننا بحاجة إلى كل مكونات الشعب الفلسطيني.
من جديد أقول: مبادرات الجبهة الديمقراطية أولاً، وثانياً الضغط الجماهيري، وثالثاً المبادرة المشتركة مع قوى ديمقراطية هي التي أجبرت فتح وحماس على العودة إلى الحوار الشامل وإنجاز ثلاثة برامج: -وحدة وطنية سياسية وائتلافية، جبهة مقاومة متحدة، دمقرطة كل مؤسسات المجتمع، السلطة، منظمة التحرير بانتخابات التمثيل النسبي.
الإشارات الواردة عن علاقات الجبهة الديمقراطية خاطئة، غير صحيحة، نحن نحتفظ بمسافة واحدة من الجميع.
الارتداد عن برامج الوحدة الوطنية الثلاث تم على يد جموح فتح وحماس لاحتكار السلطة والمال والنفوذ، بدعم وتمويل محاور إقليمية عربية وغير عربية، ودولية.
مرّةً أخرى؛ منظمة التحرير الفلسطينية ائتلاف وطني عريض، والجامع للشعب الفلسطيني داخل البلاد وخارج البلاد، والشعب الفلسطيني خارج البلاد (الأقطار العربية والمهاجر الأجنبية) 68% من الشعب الفلسطيني دون أن نحسب المليون والربع الموجودين داخل الخط الأخضر. وأنا أقصد 67، الخارج 68% موجودين بأقطار اللجوء والشتات، محرومين من أي عمليات انتخابية منذ عام 1993 ـ 1994 وحتى الآن لم يشارك في انتخابات 1996 ولا انتخابات 2006، فتلك الانتخابات جرت بأقل من 32% من الشعب الفلسطيني، وبالتالي 68% لم ينتخب أحداً لا جبهة ديمقراطية ولا حماس ولا فتح ولا عباس ولا أحد، فهم محرومين من ذلك، فنحن في الجبهة الديمقراطية دعاة إعادة بناء هذا الجامع الواحد والموحّد للشعب الفلسطيني من جديد في الداخل والخارج، وفعلاً وثيقة الوفاق الوطني التي وقع عليها الجميع في حزيران/ يونيو 2006 بما فيها الجبهة الديمقراطية وحماس وفتح والآخرين، تدعو إلى إعادة بناء منظمة التحرير ولكن بالانتخابات بالتمثيل النسبي الكامل.
نحن نقول بشكل عملي وملموس، لا يستطيع الآن أي فصيل أن يواصل الرفض، والدليل على ذلك أولاً وثانياً الوحدة برامج الوطنية الثلاث، ووثيقة الوفاق الوطني وما تنص عليها، وأربعة دورات للمجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية طلبت من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أن تصيغ القانون قريباً قانون لانتخاب برلمان موحد للشعب الفلسطيني في داخل الأرض المحتلة وخارجها على أساس قوائم التمثيل النسبي المفتوحة للجميع، وإذا كان هناك من الحركة الفلسطينية أخوة في قوى التحالف الفلسطينية التي تتشكل من حماس ومن معها يريدون فعلاً تصحيح أوضاع منظمة التحرير وليس رفع شعارات تزيد الانقسام انقساماً عليهم أن يحترموا، وأن يلتزموا بما وقعنا عليه جميعاً (قرارات إعلان القاهرة) بتفعيل وتطوير منظمة التحرير، ووثيقة الوفاق الوطني التي وقعنا عليها جميعاً في 26 حزيران/ يونيو 2006 في غزة، فضلاً عن قرارات المجلس المركزي، ولذلك أقول تعالوا لنتحد جميعاً بوجه من يعرقل إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أساس الانتخابات بالعودة إلى الشعب وقوائم التمثيل النسبي الكامل، فإذا كانت فتح وعباس لا زالوا يجنحوا نحو الاحتكار والعوامل مشدودة من جديد نحو الاحتكار، نتحد جميعاً ضد هؤلاء ضمن إطار منظمة التحرير، ثم هذا مكسب تاريخي وسياسي وقانوني. القضية الفلسطينية حولناها إلى قضية قانونية بكل القارات، حولناها إلى قضية دولية مدولة و-إسرائيل- ترفض التدويل.
أدعوك لقراءة كتاب حواتمة: -اليسار العربي ـ رؤيا النهوض الكبير (نقد وتوقعات)- موجود في مكتبات كل بلد عربي من المغرب إلى العراق، اليمن، مصر، السودان ... الخ، وأقرأ خاصة الفصل الرابع وثائق ومبادرات وأعمال الجبهة الديمقراطية على الأرض، في الميدان، واقطار اللجوء والشتات، لإنهاء الانقسام بين فتح وحماس، وثائق برامج الوحدة الوطنية الثلاث، اتفاق 8 شباط/ فبراير 2007 في مكة المكرمة ... الخ.
الكلام دون متابعة وقائع الحالة الفلسطينية بالوثائق، ودور الانقسامات العربية ـ العربية في تعميق وتمويل الانقسام بين فتح وحماس (مليارات البترو دولار)، دون ذلك لن يستطيع أحد فهم ما يجري في الصف الفلسطيني.


138 - تجربتك في اليمن
سالم علي /اليمن ( 2010 / 9 / 6 - 22:41 )
المعروف ان للاستاذ نائف حواتمه تجربة ثرية وعلاقة متجذرة مع اليسارين في جنوب اليمن سابقا فقد كان قريبا من الثورة التي اندلعت ضد المستعمر البريطاني في 14 اكتوبر 63 وقريبا من قادتها المعروفين (قحطان الشعبي,فيصل عبداللطيف, عبدالفتاح اسماعيل.سالمين..وغيرهم) فضلا عن كونه الف كتابا عن أزمة الثورة في الجنوب اليمني ..كيف يقيم الاستاذ نائف حواتمه التجربة بعد مضي مايقارب 47 عام على انطلاقتها ومايقارب ثلاثة واربعين عام على الاستقلال الوطني؟من اي نوع كان اليسار في جنوب ليمن ..لماذا برايك تقاتل الاخوة فيما بينهم ..وما هي فرص مشاركتك في الصراع الذي دار بين جماعة عبدالفتاح وقحطان الشعبي؟لقد كنت منحازا لفصيل (فتاح)مع ان الجميع من حيث المبدأ يساريون واشتراكيون؟ هل ممكن ان نعرف رائك تجاه فيصل عبداللطيف وهل صحيح ان عملية اغتياله كانت بمثابة ضربة قاسمه للثورة ونهجها التقدمي المعتدل؟ اعتقد انه حان الوقت استاذ نائف لتقول شهادتك بصدق بعد مرور كل هذا الوقت خدمة للاجيال لاسيما واليمن يعيش حالة اضطراب مستمر لايدري البعض الى اين يتجه؟


139 - رد الى: سالم علي /اليمن
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 8 - 12:19 )
ـI ـ

أدعوك أن تعود إلى كتاب -أزمة الثورة في الجنوب اليمني- 1968 ـ دار الطليعة/ بيروت. العنوان -أزمة الثورة ...- بعد شهور على الاستقلال وتوحيد جنوب اليمن، الكتاب تحليل للمجتمع اليمني، الصراعات الناشبة بين قيادات الجبهة القومية وبالأسماء، اقتراحات وحلول -للأزمة-.
في عدن ساهمت في إعداد برنامج المؤتمر الرابع للجبهة القومية (برنامج مؤتمر زنجبار)، انتقلت قبل انعقاد المؤتمر إلى شمال اليمن بترتيب مع الحزب الديمقراطي الثوري (فرع حركة القوميين العرب سابقاً) ومع عدد من قادة ثورة 26 سبتمبر.
الكتاب يدل على استشراف تنبأ -للأزمة وتداعياتها-. إنها شهادة مبكرة جداً. عدت إلى بيروت، أنجزت الكتاب بعد نشره على حلقات في مجلة -الحرية-، انفجرت الأزمة بين أخوة السلاح فرقاء الجبهة القومية والكتاب تحت الطبع، ألحقت به ملاحظة على هامش الصفحة الأخيرة قدرت فيها إلى أين الصراع ذاهب !...، وهذه أيضاً شهادة أخرى كنت في عمان عندما صدر الكتاب في بيروت ...
اليمن جنوباً، شمالاً تحت ضغط آليات التخلف التاريخي مجتمعياً وأحزاباً. وكذلك ثورتيّ 26 سبتمبر، 14 أكتوبر، ثقل القبلية، الجهوية، المناطقية، الزعاماتية الذاتية الفردية ذات الجذور القبلية، الأمية في صفوف القاعدة الاجتماعية ... الخ. وعليه؛ كان استشراف كتاب -الأزمة ...-.
كتبت عن أزمة الشمال حلقتين في مجلة -الحرية- في إطار مشروع أزمة الثورة في الشمال (الجزء الثاني من مشروع -أزمة الثورة اليمنية-، داهمتنا تداعيات ما بعد هزيمة الأنظمة العربية يونيو 1967. ومشروع المقاومة رداً وبديلاً عن الهزيمة، أخذ منّا كامل الوقت، وعليه؛ لم يصدر الجزء الثاني -أزمة الثورة في الشمال-.
هذه رؤيا وشهادات مبكرة، نتاج نضال في صف الشعب جنوباً وشمالاً، نتاج نضال وحوار مع الأحزاب وقيادات الشمال والجنوب.

ـII ـ
آمل أن تقرأ الأجوبة على أسئلة يمنية سبقت سؤالكم.
1 ـ رد إلى: أين المعلا ـ الجنوب العربي رقم 21 تاريخ 1 سبتمبر.
2 ـ رد إلى: الدكتور عبد الله أحمد اليافعي رقم 85 تاريخ 5 سبتمبر.
3 ـ رد إلى: د. محمد النغماني رقم 125 تاريخ 6 سبتمبر.
4 ـ رد إلى: د. سيف علي حسن رقم 141 تاريخ 8 سبتمبر.

III ـ
الأخوة فيصل، قحطان، سالمين، فتاح ... وغيرهم رفاق نضال وأصدقاء لي، ناضلنا معاً في انطلاق ثورة 14 أكتوبر، كما ناضلنا معاً مع قادة الحزب الديمقراطي الثوري، حزب الوحدة الشعبية، الحزب الاشتراكي الموحد، في هذه التطورات شمال اليمن وفي المقدمة الشهيد جار الله عمر.
مع الجميع احتفظت بعلاقات أخوية، على مسافة واحدة من الجميع، لم أشارك في أي صراع بين مناضل وآخر، مجموعة وأخرى.
كتبت وقائع وتحليل للأزمات والتكتيكات في مسار ثورة 14 أكتوبر، ومسار ثورة 26 سبتمبر.
الأزمة الكبرى الراهنة نتاج الأزمات المتراكمة، تشهد على صحة الرؤيا والتحليل المبكر، عشية الوحدة بين الشمال والجنوب، وما تلا من تداعيات وأحداث في يوم الناس هذا ...
-يسار- الجنوب وطني تقدمي، نحو التحرر والتقدم الفكري، السياسي، العدالة الاجتماعية، الدولة المدنية. غياب الديمقراطية وتفشي النزعة القبلية، الجهوية، الزعاماتية الذاتية الفردية مقتل التجربة والمراكمة إلى أمام في مسار أزمة الثورة في الجنوب والشمال.
اغتيال فيصل جريمة كبرى، وكذا مسلسل الاغتيالات والتصفيات في ظروف الجنوب والشمال، وضعت تطور المسار والحلول الوطنية الديمقراطية في طريق مسدود.

ـIV ـ

ما يدور الآن في الجنوب والشمال يستدعي حلولاً ديمقراطية جديدة (أكرر جديدة) للأزمة اليمنية ـ اليمنية، جديدة لصيغة العلاقات بين الشمال والجنوب، مراجعة شاملة لتجربة الوحدة، الدولة المركزية، الديمقراطية، العدالة الاجتماعية. التجارب في العلاقات متعددة، ما تعبر عنه الجماهير، وما نشهد على الشاشة يستدعي الحلول الجديدة، هذه مهمة الشعب، الأحزاب والقوى والشخصيات ... على اختلاف ألوان الطيف الفكري والسياسي والمجتمعي وحركة الشارع جنوباً وشمالاً ...


140 - للاستاذ القدير نائف حواتمة
د /سيف علي حسن ( 2010 / 9 / 7 - 04:30 )
الاستاذ القدير نائف حواتمة انت لم تجيب على سؤالي بل كان هروب واضح وحفاظا على علاقاتكم بالقوى والاحزاب التقليدية.هذا يدل على انكم كنتم عللاقة بالحزب الاشتراكي لانه كان صاحب الخزانة وليس بشعب الجنوب الذي تخلى ادبيا واخلاقيا عن نضال شعب الجنوب لان موقع القرار في هذا لحزب للشماليين اكثر منه للجنوبيين.لقد فشلت الوحدة بشهادة الجميع وتحولت الى احتلال واستعمار بامتياز وكنا نامل منكم كلمة حق تجاة النضال السلمي لهذا الشعب المقهور الذي كان يقتطع من قوته الضروري دعما لقضيتكم.تنازلنا عن منازلنا لكم في عدن .وكان وقتها طلابكم الداارسون في الخارج يستلمون العملة الصعبة امام اعيوننا ونحن في شدة العوز في نفس الجامعة الا اننا لم نعارض
اننا اكرر سؤالي واطلب منكم موقف صريح من قضيتنا الجنوبي وحقنا في استعادة وططننا المحتل ودولتنا المسلوبة وكرامتنا المنتهكة وسط سكوت غالبية العرب الخائفون على مقاعدهم او مصالحهم من السلطة في صنعاء

ارجو الرجوع الى سئوالي رقم 109 العدد 158588بتاريخ 1 سبتمبر 2010م




141 - رد الى: د /سيف علي حسن
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 8 - 12:21 )

ـI ـ

حتى لا نكرر دعوتك إلى قراءة أجوبتي على أسئلة:
1 ـ رد إلى: ابن المعلا/ الجنوب العربي رقم 21 العدد 158579 تاريخ 1 سبتمبر 2010.
2 ـ رد إلى الدكتور عبد الله أحمد اليافعي رقم 85 العدد 159693 تاريخ 5 سبتمبر 2010.
3 ـ رد إلى: د. محمد النعماني رقم 125 تاريخ 6 سبتمبر 2010.


ـII ـ
الآن أتناول سؤالك وأحكامك الموجهة إلى -الأستاذ القدير نايف حواتمة- رقم 141 العدد 160343 تاريخ 7 سبتمبر 2010، التعليقات والملاحظات تستدعي التصحيح فوراً:
الخطأ الأول: تقول -لم أُجب على سؤالك ... هذا يدل على أنكم كنتم على علاقة بالحزب الاشتراكي، لأنه كان صاحب الخزانة وليس بشعب الجنوب ...-.
أقول لك د. سيف ولجميع القيادات اليمنية الشمالية والجنوبية: -لم نتلقى ولم نأخذ فلساً واحداً، ريالاً واحداً من جنوب اليمن أو شماله، من دولة الوحدة على امتداد تاريخ علاقاتنا. نحن في الجبهة الديمقراطية نتحدى الجميع بذلك. نحن قدمنا لليمن جنوباً وشمالاً الكثير.
أية أموال، بما فيه التي جُمعت من شعب اليمن الفقير باسم -الشعب الفلسطيني وأطفال الحجارة- ذهبت إلى السلطة الفلسطينية وحماس، وليس إلى الشعب الفلسطيني وأطفال الحجارة، لم نأخذ منها فلساً ـ ريالاً واحداً.
أَعْلَنْتُ هذا في الصحافة اليمنية ومن قلب صنعاء، تكلمت بهذا مع الرئيس علي عبد الله صالح والشيخ الراحل عبد الله بن حسين بن الأحمر.
لذلك عليك الاعتذار عن حكمك الغلط والخاطئ والظالم، والخارج عن الحقيقة؛ عن أدب الحوار.
الخطأ الثاني: تقول: -تنازلنا عن منازلنا لكم في عدن- ... لِمَنْ تنازلتَ أنت وغيرك ؟! ...
لم يسكن منزلاً لأحد ممثلنا في عدن، في صنعاء، ولا طلابنا حتى يومنا، من يسكن من أبناء الجبهة الديمقراطية (ممثل، طالب، معلم، طبيب، مهندس ...) يدفع الثمن من جيبه.
المنازل ودور الضيافة كانت لليمين في منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية. وهنا عليك الاعتذار ...
الخطأ الثالث: طلاب الجبهة الديمقراطية في بعثات الخارج يتلقون المساعدة في البلد الذي درسوا فيه مثلك والطلبة اليمينيين الآخرين.
فتح وفصائل أخرى كانت تقدم لطلابها إضافات، وهنا عليك الاعتذار أيضاً ...
الخلط بين اليمين واليسار في الثورة ومنظمة التحرير خطأ أخلاقي كبير.

ـIII ـ
الآن أضيف:
ثورة 14 أكتوبر 1963 انطلت بقيادة -الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليميني المحتل-، لم تنطلق باسم -الجنوب العربي-.
أعلم وتعلم أن الكولونيالية البريطانية احتلت عدن عام 1830م، وأطلقت اسم الجنوب العربي على الجنوب، شطرت الجنوب إلى (21) إمارة وسلطنة، التيارات تصارعت عشرات عشرات السنين تحت شعارات متعددة: -عدن للعدنيين-، -حضرموت للحضارمة-، -وكل إمارة وسلطنة باسم المنطقة الجغرافية- ...
وعليه؛ لم تطلق حركة القوميين العرب اسم الجنوب اليمني 1966، فثورة 14 أكتوبر 1963 لتحرير الجنوب اليمني ... الخ.
مسار الصراع بين التيارات حسمه الرأي العام والشعب في الجنوب، الالتفاف حول الجبهة القومية وبرنامجها وحدة شعب وأرض الجنوب اليمني، الدعوة لوحدة اليمن شمالاً وجنوباً.
هذا ما حسمه التاريخ، انهارت كل جهود الاستعمار البريطاني، عبد القوي مكاوي رئيس وزراء عدن، حزب الأصنج، باسندوه، الأجهزة السياسية والأمنية المصرية لتشكيل -جبهة تحرير وطنية بزعامة مكاوي ـ الأصنج- ... الخ.
ـIV ـ
وأضيف الآن:
الحراك الجنوبي الجماهيري الواسع يدور حول ماذا ؟ وتحت أي علم ؟! ... ما يشهده الجميع على الشاشة -علم جمهورية اليمن الديمقراطية ويدعو لحق -تقرير المصير-، وإعادة صياغة العلاقات بين الشمال والجنوب على قواعد جديدة.
كتبت في الأجوبة السابقة مواقف وأفكار محددة، تدعو إلى حلول جديدة (أكرر جديدة) بمراجعة نقدية شاملة لتجربة ومسار الوحدة، الدولة المركزية ... لتجاوز حتميات الطريق المسدود على ضوء عِبَرْ ودروس تجربة الوحدة ... الخ (من جديد راجع الأجوبة المذكورة) ...
وكتبتُ هذه قضايا كبرى على اليمنيين إبداع الحلول وآليات التنفيذ لها، لن تأتي الحلول من الخارج.
وأضيف: مخطئ قولك أن الحزب الاشتراكي حزب للشماليين أكثر منه للجنوبيين.
والسؤال مَنْ الذي أصرَّ على الوحدة الاندماجية ؟ الشمال أم الجنوب ؟ ... علي عبد الله صالح أم علي سالم البيض ؟! ...
آمل أن تعود إلى جوابي على أسئلة د. عبد الله اليافعي، د. محمد النغماني ... وماذا قلت في عدن للرئيسين علي عبد صالح وعلي سالم البيض أمام حشد واسع من القيادات الشمالية والجنوبية قبل 24 ساعة من إعلان الوحدة. قلت -لا تضعوا الوحدة في النفق- ...
أدعوك لقراءة كتاب أحمد محمد الحربي: -من فكرة الثورة إلى دولة الوحدة- 1958 ـ 1990، مركز عبادي للدراسات والنشر، صنعاء الجمهورية اليمنية ـ الطبعة الأولى 2005-.
ختاماً: نحن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين رفضنا ونرفض التدخلات العربية والدولية في الشؤون الداخلية الفلسطينية، حصد شعبنا ويحصد حروب إبادة، حصارات، انقسامات، على يد المحاور الإقليمية العربية والشرق أوسطية والدولية، فضلاً عن حروب التطويق والإبادة التوسعية الإسرائيلية.
نحن مع حق تقرير المصير لشعبنا وكل شعب في العالم، وعليه؛ بنينا ونبني سياستنا الوطنية، القومية، الأممية ...


142 - هل هنالك صحة لما قرأت
الدكتور نجاح طاهر العميشي ( 2010 / 9 / 7 - 12:25 )

المناضل العزيز نايف حواتمة
تحياتي لك وسلامي
لقد قرأت انكم قد شاركتم بتعذيب الشيوعيين وساهمتم بمطاردتهم وحتى قتلهم اثناء وجودك في مدينة الموصل في العراق ابان احداث الموصل المعروفة لكم فهل هنالك صحة لما قرأت ارجو ان تجيبني بكل صراحتك المعروفة
مع خالص تمنياتي لك بالصحة والعافية


143 - رد الى: الدكتور نجاح طاهر العميشي
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 8 - 12:22 )
كذب مطلق، انعدام شرف وضمير، انحطاط أخلاقي عند الذي قرأت له، نحن الذين قدمنا الكثير الكثير للشيوعيين العراقيين والقوى الديمقراطية التقدمية، لم يقدمه أي فصيل فلسطيني آخر، أي دولة عربية.
في الموصل كنت فترة قصيرة جداً بظروف نضال سري، لبناء نواة حركة القوميين العرب بتحولات يسارية (راجع كتاب محمد جمال باروت: -حركة القوميين العرب ـ النشأة ـ التطور ـ المصائر- ـ المركز العربي للدراسات الإستراتيجية ـ دمشق. وكتاب د. حنا بطاطو (ماركسي): -العراق- (ثلاثة أجزاء: الجزء الثاني الحزب الشيوعي، الثالث: الشيوعيين والبعثيون والضباط الأحرار)، الطبعة الإنجليزية 1978، الطبعة العربية الأولى ترجمة عفيف الرزّار (ماركسي) 1992 ـ مؤسسة الأبحاث العربية ـ بيروت.
في سجون العراق التقيتُ بعشرات القيادات: شيوعيين، قوميين، ناصريين، بعثيين، وطنيين ديمقراطيين (عرب وأكراد) آخر أشهر دكتاتورية قاسم، عُدْتُ إلى ذات السـجون بعد أيام من حكم عارف ـ البعث الأول ...
علاقاتنا مع قادة الحزب تواصلت بعد إبعادي من بغداد، عشرات من أعضاء المكتب السياسي، اللجنة المركزية وآخرين، ومنهم: عزيز محمد/ أبو سعود، أبو سلم، عامر عبد الله، زكي خيري، د. عجينة، باقر ابراهيم، حميد مجيد/ أبو داوود الأمين الأول الحالي للحزب ... الخ
نحن الذين فتح كل مؤسسات الجبهة الديمقراطية وقواتنا المسلحة الثورية لمئات الكوادر من الحزب بعد فك تحالفه مع بعث العراق. قدمنا السلاح بالاطنان الكثيرة جداً، للحزب، خلق هذا لنا مشكلات مع السوفييت يعرفها قادة الحزب، غلق صدام مكاتب الجبهة في رعاية التجمع الفلسطيني اللاجئ في العراق منذ عام 1948 حتى انهيار حكمه، محاصرة حكم صدام لنا مادياً ومالياً وسياسياً في علاقاته العربية والدولية.


144 - تحية تقدير للرفيق نايف حواتمة
جبيهة بسلام ( 2010 / 9 / 7 - 22:10 )
تحية تقدير للرفيق نايف حواتمة وبعد:
لابد أيها الرفيق أنك تدرك أكثر من غيرك واقع الإنتعاشة التي يعرفهآالنضال من أجل إحقاق المشروع اليساري في العالم العربي وظهور تنظيمات أهلية أقرب إلى الجبهات الديمقراطية والتقدمية كجمعية المغرب لحقوق الإنسان وكفاية بمصر ؛ماهو تصور ج الديمقراطية للعمل الوحدوي الفلسطيني اليساري و العربي ؛كيف تقيمون المرحلة ككل على صعيد الكفاح الوطني وإلى متى ستستمرون أنتم والشعبية في ترك المبادرة لأعداء غد فلسطيني ديمقراطي وشعبي من رجعيين ومتأسلمين ؟


145 - رد الى: جبيهة بسلام
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 8 - 12:24 )
تحية طيبة؛


نهوض اليسار الثوري الجديد والقوى الديمقراطية الأخرى في البلاد العربية، والمسلمة، تراكمي بطيء لأسباب ترتبط بالتخلف والموروث التاريخي الظلامي بتقديم -النقل على العقل- منذ أكثر من 1200 عام.
العالم من حولنا يتغير ويتطور بتسارع كبير نحو اليسار -تحرير العقل، الديمقراطية، العدالة الاجتماعية-، في أمريكا اللاتينية، إفريقيا السمراء، آسيا البوذية، الهندوسية، الكنفوشيوسية (مليارات من البشر)، في أوروبا وبلدان المركز الرأسمالي العالمي نحو اليسار، العولمة الشعبية البديلة، الانتصار للديمقراطية والعدالة الاجتماعية في بلدان العالم الثالث، حماية المكتسبات الاجتماعية للطبقة العاملة والفقراء والمرأة من تغوّل النيوليبرالية الرأسمالية المتوحشة (الملايين الآن في شوارع فرنسا، اليونان، البلدان الاوروبية وحتى شوارع الولايات المتحدة الامريكية، ضد التراجعات الجارية ايضاً الآن عن المكتسبات الاجتماعية للعمال، الفلاحين، الفقراء، المتقاعدين، وفضلاً عن البطالة...)، وحتى في صفوف دول المركز الرأسمالي (أوروبا، الولايات المتحدة، اليابان/ المليار الذهبي) تجري مراجعة واسعة -لأنسنة الرأسمالية المتوحشة- بالعودة إلى تدخل الدولة في الشأن الاقتصادي، الاجتماعي، الصحي، التعليمي في صالح الطبقة الوسطى، العمال والفقراء، المهمشين، وبآليات الدولة المأخوذة عن التجارب الاشتراكية سواء التي تفككت (السوفييت مثالاً) أو التي لا زالت تتطور أمام الامتحان الاشتراكي الكبير (الصين، فيتنام، كوبا ...).
أدعوك لقراءة كتاب حواتمة: -اليسار العربي ـ رؤيا النهوض الكبير (نقد وتوقعات)- الصادر هذا العام 2010 بإحدى عشرة طبعة من المغرب، الجزائر، تونس، مصر، السودان، إلى سوريا، لبنان، فلسطين، الأردن، اليمن، العراق ... الخ.
اليسار الديمقراطي الثوري الجديد في صفوف شعبنا الفلسطيني قام بدور تاريخي عظيم ومجيد، غير مسبوق فلسطينياً، عربياًن اممياً منذ هزيمة الأنظمة العربية حزيران/ جويليه 1967، وحتى يومنا ...
تراجع دوره بعد انهيار التضامن العربي، ارتداد السادات، حروب الخليج العبثية الثلاث، تفكك وانهيار التجربة السوفييتية وفي أوروبا الشرقية والوسطى، تدخل الأنظمة الطبقية اليمينية العربية في زرع وتمويل الانقسام بين فتح وحماس (مليارات الدولارات)، محاصرة قوى اليسار الديمقراطي الثوري مادياً، مالياً، سياسياً، وإعلامياً ...
الآن نشهد نهوضاً متراكماً في قوى ودور اليسار الديمقراطي في الثورة والمقاومة، في صفوف شعبنا بالأرض المحتلة وأقطار اللجوء والشتات.
نشهد نهوضاً بما أشرت له في -المغرب، مصر-، واليمن وبلدان أخرى.
ناضلنا، عملنا ونعمل لبناء جبهة ائتلاف يسارية ديمقراطية وليبرالية وطنية بين احزاب، نقابات، قوى، منظمات حقوق الانسان في هذه البلدان العربية. وأقول بصراحة حتى ننجح ...، يجب بناء جبهة ائتلاف لقوى اليسار في كل بلد عربي أولاً ...


146 - شكرا للزعيم العظيم
ايوب المصري ( 2010 / 9 / 8 - 05:46 )
شكرا لفخامة المناضل الشريف نايف حواتمة


147 - رد الى: ايوب المصري
نايف حواتمة ( 2010 / 9 / 8 - 12:25 )
شكراً لكم ونضالكم ...

اخر الافلام

.. فرنسا: انقسام الجمهوريون وأمل تبعثه الجبهة الشعبية الجديدة


.. هل تتجه فرنسا نحو المجهول بعد قرار ماكرون حل البرلمان وإجراء




.. حزب الله.. كيف أصبح العدو الأكثر شراسة لإسرائيل منذ عام 1973


.. ترامب ينتقد زيلينسكي ويصفه -بأفضل رجل مبيعات-| #أميركا_اليوم




.. تصادم قطارين في الهند يودي بالعشرات