الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسئلة الشارع العراقي

ايمان محسن جاسم

2010 / 8 / 29
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


مضت أشهر عديدة ونحن ننتظر ولادة حكومة جديدة تقود البلد في المرحلة المهمة هذه , وأهمية هذه المرحلة متأتية من كونها ستشهد انسحاب القوات المقاتلة الأمريكية من البلاد وسط مخاوف شعبية من تجدد أعمال العنف هذه الأشهر التي انقضت خرق فيها الدستور مرات عدة ولم يعد مقدساً كما يقال والكارثة إن من خرق الدستور هم من يفترض حماته , والشعب انتخب ممثليه على أمل انقاذ البلد من أزماته العديدة وفي مقدمتها أزمة المحاصصة الطائفية التي لا يريد البعض الخروج من شرنقتها بعد أن منحتهم النفوذ والسلطة والمال .
الرأي العام العراقي يبدو مهمشا سواء بإرادته أو بغيرها فلا هو بالقادر على رفع صوته لعدم وجود النخب التي تقوده , ولا هو راض عما يجري وبالتالي بات هذا الشعب يجهل ما ستصل إليه الأمور في هذا البلد الذي تتراكم فيه الأزمات بشكل مخيف .
وأعمدة الصحف اليومية يتباهى كتابها بالمنجز الديمقراطي والحضاري , والصحف الأولى منذ خمسة أشهر تتناقل دون ملل أنباء الحوارات السياسية سواء داخل البلاد أو خارجه وما زال شعبنا ينتظر ولادة قيصرية للحكومة القادمة التي ربما تختلف عن سابقاتها من الحكومات التي توالت على حكم العراق منذ عام 1921 وحتى صباحنا هذا .
أسئلة الشارع العراقي الآن كثيرة لكنها متكررة , شعب محكوم عليه بالمواعيد , كانوا في السابق يقولون يوم كذا ستتوقف الحرب مع إيران , وفي الحصار كانت التواريخ تملأ ذاكرتنا بمواعيد رفع الحصار , ألآن يترقب الناس سماء البلد لعل طائرة بايدن تمر في الأجواء ومعها حل لمعضلة الحكومة .
منذ أشهر عديدة شبعنا من التصريحات والتصريحات المضادة , سمعنا عن تحالفات أنشئت , وقوائم في طريقها للتفكيك , وتسويات هنا , وسلة صفقات هناك , قال البعض الحكومة بعد كأس العالم , فطار الكأس لأسبانيا ، فرح الشباب للماتدور الإسباني وتوحد جمهور ريال مدريد وبرشلونة ولم تتوحد كلمة قادتنا .
قالوا قبل رمضان ستولد حكومة وطنية , وسمعنا عن حكومة شراكة , وحكومة إنقاذ وطني يشارك بها الجميع لأن الانتخابات لم تفرز سوى قوائم خاسرة لكن وسائل الإعلام تردد عبارة “ القوائم الفائزة “ وكأنها تحاول أن تصنع الانتصار لمن لا يملكه.. كلما طالعت الصحف صباح كل يوم أضحك من عبارة القوائم الفائزة .. فمن الذي خسر الانتخابات ياترى ؟.
هل إن الديمقراطية أكبر منا بحيث لم نستوعبها وندرك ماهيتها ؟ أم نحن ما زلنا مجتمع تقليدياً ينتخب رموزا وتصبح عبئاً عليه ، نعم نحن جميعا أخطأنا لأننا لم ننتخب أحزاباً وبرامج بل ركضنا في الشوارع وسط قذائف الهاون والعبوات لننتخب رموزا بعينها لا برامج ، قد نكون عاطفيين كأي شعب شرقي لكن الديمقراطية لا تحتكم للعواطف بقدر ما هي عقد اجتماعي بين الشعب وممثليه الذين تقاضوا رواتبهم ومخصصاتهم دون أن يكملوا جلستهم الأولى .. إنهم بالتالي يخرقون أول بند في العقد الذي وقعناه معهم .
نحن لا نريد من نوابنا سوى أن يعقدوا جلسة بعيدا عن الصفقات والتوافقات والمحاصصات فهم مخولون من قبلنا باختيار حكومة بالطريقة التي تؤمن لشعب العراق رحلتي الشتاء والصيف.
نطلب منهم أن يكونوا بمستوى الأمانة التي في عهدتهم وأن يتصفوا بالجرأة ويتحرروا من مخاوفهم من اتخاذ القرار بعيدا عن ضغوطات القائمة .. لأننا كشعب قد نفكر بعقد جلسة طارئة نشكل من خلالها حكومة بمفردنا بعيدا عنكم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الأخت إيمان جاسم
عبد الغني أحمد سلامه ( 2010 / 8 / 30 - 10:46 )
الأخت الفاضلة إيمان
بمجرد أن لمحت اسمك حتى بدأت بقراءة معظم ما كتبتيه على هذه المدونة الرائعة، كان هدفي أن اتأكد إذا ما كنت أنت إيمان جاسم التي أعرفها الصديقة والزميلة منذ أيام الدراسة في كلية الزراعة في نهاية الثمانينات، أم أنه مجرد تشابه بالأسماء، وللحقيقة لم أعرف ولم اتأكد للأسف، على كل حال سعدت جدا بقراءة ما كتبتيه وأنت حقا كاتبة مبدعة وعراقية وطنية ومخلصة وأوافقك الرأي على معظم ما كتبتيه، أتمنى لك التوفيق وإلى الأمام وأرجو ردك على سؤالي المشروع والقلق/ .. هل أنت إيمان جاسم من الحلة؟
في كل الأحوال شكرا لك وتحياتي الخالصة


2 - ممتاز
مازن فيصل البلداوي ( 2010 / 8 / 30 - 13:23 )
الآنسة/السيدة
تحية طيبة
ممتاز ماذكرت ودوّن قلمك،المقال جميل مقتضب يعكس صورة الشارع على الرغم من وجود مرايا أخرى تعكس صورته
أقول ان اراد الناس ان يصححوا خطأهم بعدما وعوا وانتبهوا له،فعليهم بتعديل مواد الدستور التي لاتسمح باستمرار الخطأ والا،سيبقى الخطأ فوق رؤوسهم الى الأبد
يجب ان يفهم النائب بأنه موظف لدى الشعب وليس العكس وهذا يتطلب وعيا وطنيا ينطلق من ان العراق هو المنطلق والمرجع وليس أفكارا أخرى تتجاوز الحدود وتضطجع في احضان الدفء هنا وهناك،على الناس ان يفهموا معنى الحرية وكيف نتعامل معها ومن اختار ليحقق لي ما اريد،وليس من أختار كي يأكل على ظهري

تحياتي


3 - الاخ عبد الغني احمد
كاتبة المقال ( 2010 / 8 / 30 - 13:53 )
الأخ عبد الغني أحمد .. أشكرك على مرورك الجميل على المقال وانا لست ايمان التي تقصدها ولست من سكنة الحلة , اشكرك مرة اخرى على مرورك وتقبل تحياتي.

اخر الافلام

.. فولفو تطلق سيارتها الكهربائية اي اكس 30 الجديدة | عالم السرع


.. مصر ..خشية من عملية في رفح وتوسط من أجل هدنة محتملة • فرانس




.. مظاهرات أمام مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية تطالب الحكومة بإتم


.. رصيف بحري لإيصال المساعدات لسكان قطاع غزة | #غرفة_الأخبار




.. استشهاد عائلة كاملة في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي الس