الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طقوس مغربية

رياض بدر
كاتب وباحث مستقل

(Riyad Badr)

2010 / 9 / 1
الادب والفن



كانت الصُدفةُ تحكمُ كُلَ شيء ؛فحتى الشمس لَمْ تكُنْ على موعدٍ مع أولِ قطار ينزلُ بي إلى تِلكَ المدينة الخالدة ذاتُ الماضي المُتعب بالخيالِ والآثارِ مُنذُ مئات السنين كأنَ العُمرُ يتيهُ فوقَ جداولِها المخضرة بالألغاز مِنْ جراءِ هُطول الربيع وهجرة الصيف.
أخذتني بيدها إلى الغُرفةِ كانت قد أعدتها خِلسة مِنْ عاداتٍ ورثتها غصباً مِنْ شرقنا المتعفن بالفتاوى والدراويش, دخلتُ ورائها مغشياً عليّ بالقُبلةُ القاضية أبحثُ عني بينَ نهديها أوقدتْ الظلامَ في الغُرفة تبحثُ عَنْ مُراهقتي وأبحثُ في عينيها عَنْ ماضي ليسَ بالبعيد, أزحتُ كُلَ شيءٍ عَنْ أنوثتها ولَمْ يبقى بيني وبين خصرِها سِوى نظراتْ.
نسينا الكلام ... والأحلام ... وكُلُ شيءٍ لايقودُ إلى الفراش صار في عداد الحرام.
أعلنتُ عليها رُجولتي ...
صارتْ الحروفُ تلهثُ مِنْ شفتيها ونفسي كادَ يلفظُ أنفاسهُ . تارةً ترسُمني بشفتيها وتارة أرسُمها بأصبعي
ألمسُ شَعرُها أدسُ أنفي بين خُصلاتهِ لا أدري إنْ كُنتُ أبحثُ عَنْ عِطرٍ مضى أمْ عَنْ عِطرٍ لاصقُ في خيالي مُنذُ أخرُ مرةٍ رأيتُها فيها !
أعبثُ برقبتها
أستعيدُ طفولتي
كيّ أتعلمَ مرةٍ ثانية شكلَ الانوثةِ بعيداً عَنْ تعاليمِ الخيمةِ وبعيداً عَنْ عُيون الأنبياء.
أنظرُ إليها فينحصِرُ خيالي مابينَ جنائنِ شَعرِها المُعلقة وسُهولِ ساقيها المُشرقة...
لاهبة أنتِ !
أسئلُها بصوتٍ بالكادِ يخرجُ مِنْ صمتي المُحاصرُ بأظافِرُها المطلية بعرقي
تَحبُكُ خُصلةً مِنْ شَعرِها حَولَ رقبتي تجرُني إلى شفتيها كأسيرٍ إغريقي
تُصِرُ على تركِ صوتُها فوقَ ظهري ... أعترفُ إنهُ هو أيضاً أدمَنَ صفاتها القططية كما أدمنتْ حُروفي هِلالُ نهديدها.
أيتُها المجنونة ...
كُفي عني فَلَمْ يبقى في قاموسُ فحولتي كلمة لاتعني شيئاً مِنْ جَسدُكِ !
تَسقُطُ مغشياً عليها فوقي...
لازالتْ لاهبة ...
تكْويني أنفاسُها
وبُركانُها الذي بخّرَ كُلَ آلامي ... ومابقي مِنْ أضلاعي
تنظُرُ إلى وجهي لا أدري هل تبحثُ عني أمْ عَنْ نَصرِها !
تقودُني إلى ساقيها مرةٍ اُخرى كعبدٍ مذهول بدينٍ جديد
يريدُ الخلاصَ مِنْ سيدهِ القديم الذي لايُغنْي ولايُقنعْ
أتدحرجُ بينَ أصابعُها مِنْ جديد ...
تُقلمُ شرقيتي
وتغسلُ طفولة أوراقي
وخُشونةُ قلمي
تُلبِسُني شرابي وملابسي
التي لَمْ يبقى مِنْ خُيوطها غيرُ آلامي وتقبلُني بينَ عيني قبلَ أنْ تجُرَ البابَ خارجةٍ
وتهمِسُ في عيني ...
" إياكَ أنْ تبحثَ عَنْ شمعةٍ غيري"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تنويه من الكاتب
رياض بـدر ( 2010 / 9 / 1 - 22:35 )
الى كل القراء خصوصا قرائي الاعزاء في المغرب العزيز

اسم المقالة ليس له علاقة ببلد المغرب انما اقصد طقوس في وقت المغرب ولاسباب لغوية كان الاسم بهذه الطريقة

اكرر احترامي واعتزازي باهلنا وقرائي من المغرب العزيز

تحيتي


2 - Mr Riyad le mot juste est, Ghorob, Ghorobiya.
YAN AMAZIGH ( 2010 / 9 / 3 - 16:00 )

merci

اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-