الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انهم يسرقون أموالنا

جواد المظفر

2010 / 9 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


وفق إحصائيات لمنظمات غير حكومية حول العراق كونه يحتل المرتبة الثالثة في العالم من حيث الفساد. ولا يسبقه في هذا المجال سوى الصومال وميانمار حسب تقرير منظمة (الشفافية الدولية) وإن دامت الحال على ما نرى فسنصل إلى المرتبة الأولى في القريب العاجل إن شاء الله بجدارة ودون محسوبية أو منسوبية وليس من باب (المحاصصة المقيتة) طبعاً، ويقدر أن ثلث المبالغ المخصصة للمشاريع تتم سرقته (بطرق شرعية)، وقدر مسؤول أميركي أن (18) مليار دولار (اختفت) داخل مشاريع لم تر الضوء، وفي كل يوم تطالعنا صفحات الجرائد أو شاشات التلفاز بخبر عن عملية اختلاس قام بها (مسؤول رفيع المستوى) أو وزير تُعلن براءته بعد حين ليكون المذنب الوحيد هو الشعب الذي أساء الضن بـ(ظل الله في أرضه) وقد تفنن هؤلاء في تغطية هذه السرقات ولنا شواهد كثيرة على ذلك نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر تفجير وزارة المالية. ومن المؤكد أن تؤثر مثل هذه السرقات من (ولاة أمرنا) على نفسية المواطن وخروجه بقناعة أن من كان هؤلاء ولاة أمره فهو يتيم.
فلا يمكنك أن تحصل على توقيع (اصغر موظف) دون أن تدفع (بالَّتي هي أحسن) أما إذا كنت تبحث عن وظيفة حكومية فالأمر في غاية البساطة، كل ما عليك هو التقديم على قرض من أي مصرف بضمانات (بسيطة طبعا) لتحصل على مبلغ القرض الذي سيكون (وسيلتك) للحصول على الوظيفة، أما بخصوص الشهادة والكفاءة فليست عائقاً، فبإمكان (الوسيط) تكفل هذه الأمور البسيطة فتستطيع الحصول على شهادة (مزورة حتماً) مقابل (40$) أي ما يعادل (50.000) دينار عراقي ولا تقلق بشأن تسديد مبلغ القرض فالراتب كفيل بسداد الأقساط، وتستطيع العمل خارج أوقات الدوام لتأمين لقمة عيشك.
المضحك أن كل مبتدئ في عالم السياسة يقف متبجحاً ليحلل أسباب الفساد الإداري وارتفاع مستوى الجريمة ناسياً أو متناسيا أن ليس كل من نجح في إدارة مؤسسة صغيرة في (مديرية أبوه) يستطيع أن يفكر في إدارة بلد بحجم العراق (مساحة وتاريخاً) وليس من المنطق أن نفكر في معالجة الفساد الإداري أو مجابهة الإرهاب وجيوش من العاطلين والمحتاجين تجتاح شوارعنا يومياً بحثاً عن رغيف يسد رمق أطفالهم المترقبين عودتهم مع كل طرقة على الباب، أو أن نلقي ملف الخدمات وراء ظهورنا ونحن نمني النفس بتحسن الوضع الأمني وقلة العمليات الارهابية التي لا تحصد (الكثير) من الضحايا وكأن حياة الـ(قليل) تعد انجازاً يتبجح به مسؤول أمني أمام شاشات التلفاز ليعدنا كل يوم بحياة جديدة ليضربنا الموت في صباح اليوم التالي لتترسخ في ذاكرتنا (بعد كل انفجار) مشاهد السيارات التي تنزف أحلاماً لأناس لم يرغبوا أبداً في الموت، ليس لهم ذنب سوى أنهم عراقيون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سؤال
مازن فيصل البلداوي ( 2010 / 9 / 1 - 20:01 )
العزيز جواد
كيف نثبت أولا ،انها اموالنا ؟؟؟ هل من سبيل؟
العراق تحت السرقة لسنين طويلة،،فهل تعتقد انها الآن اصبحت هذه الأموال تحت السرقة؟
ثق وبعيدا عن المزاح،، اني أسأل بماذا سنجيب ان اخبرك احدهم ، اثبت انك تملك هذا المال؟

تحياتي


2 - حقا لا اعرف
جواد المظفر ( 2010 / 9 / 2 - 08:51 )

اخي العزيز...

حقيقة لا اعرف إن كانت هي اموالنا .... أم اموالهم .... هل نحن اصحاب الدار ام ضيوف غير مرغوب بهم .... انقلبت الموازين ولم نعد نعرف اين الحقيقة واين الصواب

ولكن اعتقد ... وحرية الاعتقاد متروكة لي طبعاً...
بما انهم (ولاة أمرنا) فهم بلا شك على صواب ونحن المخطؤن لاساءة الظن بهم

تقبل تحياتي....

اخر الافلام

.. لحظة إسقاط مسيرة إسرائيلية بعد استهدافها في أجواء جنوبي لبنا


.. كيف ستتعامل أمريكا مع إسرائيل حال رفضها مقترح وقف إطلاق النا




.. الشرطة تجر داعمات فلسطين من شعرهن وملابسهن باحتجاجات في ا?مر


.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف فوري لإطلاق النا




.. مظاهرات في أكثر من 20 مدينة بريطانية تطالب بوقف الحرب الإسرا