الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف نحمي شباب العراق؟

عادل حسن الملا

2004 / 9 / 1
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


كثيره هي الحقائق المريرة في عراق اليوم . ومنها حقيقة إن شابات وشباب العراق الذين لم يبلغوا الأربعين من العمر لم يتشكل وعيهم إلا في ظل الحروب العبثية و أجواء قمع الحريات وكتم الأنفاس التي مارسها النظام السابق . ففي ظل تلك الأوضاع وكما هو معروف لم يتوفر أي قدر من الحريات للأحزاب السياسية أو منظمات المجتمع المدني وكان الطوق محكما" لمنع تسرب أي نشريات تخالف ايديولوجيه النظام اضافه الى منع قنوات الاتصال الحديثه كالانترنيت أو استقبال القنوات الفضائيه.وبذلك لم يتح لعدة أجيال من الشباب العراقي التعرف على المدارس الفكريه أو الاتجاهات السياسيه السائدة في العالم الخارجي او تلك التي عرفها عراق ما قبل الثمانينات.فلقد كان مسموحا" لهؤلاء الشباب فقط الاندماج بالبناء الفكري الهزيل للنظام او التقوقع داخل بعض الأطر الفكرية الدينية المتعصبة التي شجعها هذا النظام مضطرا" في سياق ما كان يسمى( الحملة الإيمانية) بعد أن لجأ إلى ركوب الموجة الدينية بحثا" عن توسيع قاعدته الاجتماعية التي بدأت بالتآكل بعد حربين أشعلهما هذا النظام دون أي مسوغ منطقي.
وعندما سقط النظام وفي ظل الفراغ السياسي و تفاقم المصاعب الحياتية اليومية و ضعف الأحزاب الوطنية و الديمقراطية اصبح هؤلاء الشباب مادة أولية (خام ) للكثير من التيارات المتطرفة و العبثية تدفعهم دوافع شتى منها :-
1. دوافع مخلصة نتيجة التأثر بالشعارات الدينية والوطنية التي يروجها البعض لمقاصد مختلفة .
2. دوافع نفعيه سعيا" وراء الحصول على منافع مادية بسبب ضغط الحاجة أو بتأثير الطموحات غير المشروعة للإثراء السريع .
3. الشعور بألأحباط و خيبة الأمل نتيجة البطيء الشديد في تحقيق التغييرات السياسيه والاقتصادية التي كان ينتظرها الشعب العراقي بعد إسقاط نظام صدام.
لقد أودت الحوادث الدموية المتفجرة بين الحين والآخر في هذه المدينة أو تلك من مدن العراق بأرواح المئات من الشباب دون طائل ودون تحقيق أي نتيجة تذكر .
إن حماية أولئك الشباب وجذبهم الى المسارات الصحيحة التي تخدم مستقبل الوطن يتطلب جهودا" كبيرة تقع على الحكومة العراقية المؤقتة وكذلك على عاتق عاتق الأحزاب والقوى الوطنية والديمقراطية ومنظمات المجتمع المدني وان تنصب هذه الجهود على المحاور الآتية :-
1 . توفير فرص العمل المناسبة للعاطلين .
2 . الإسراع في معالجة مظالم النظام السابق وفي مقدمتها إعادة المفصولين السياسيين الى وظائفهم وإنصاف العوائل المتضررة .
3 . معالجة المشاكل الحياتية اليومية والبدء بشكل جدي بحملة إعادة الاعمار.
4 . الجهد الفكري والسياسي المثابر للقوى الوطنية والديمقراطية وخاصة" تلك التي لها باع وخبرة طويلة في مضمار التعبئة الجماهيرية من خلال التواجد الفاعل و الإيجابي حيثما يوجد الشباب في المدارس والجامعات وأماكن العمل.
5 . تفعيل دور الإعلام العراقي الملتزم بقضايا الناس وتجاوز اخفاقات وسلبيات المرحلة السابقة التي أعقبت سقوط النظام والتي شهدت اداءا"هزيلا" لا ينسجم مع حجم المهام التي تتطلبها هذه المرحله الحرجه في تأريخ الشعب العراقي.
6. قيام المرجعيات الدينيه المعتدله المحترمه ( وليس تلك المتاجره بالدين) بدورها المنشود في توعية الشباب بالروح التسامحيه والسلميه التي بشرت بها الاديان السماويه ونبذ العنف والانخراط في بناء المجتمع بشكل إيجابي والتصدي بحزم للتيارات المتطرفه و الإرهابية وتسمية الأشياء بأسمائها دون الركون إلى مجاملة هذا الطرف أو ذاك واعتبار ذلك من المسوؤليات الاساسيه لهذه المرجعيات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كأس الاتحاد الإفريقي - -أزمة القمصان-.. -الفاف- يتقدم بشكوى


.. نيكاراغوا تحاكم ألمانيا على خلفية تزويد إسرائيل بأسلحة استخد




.. سيارة -تيسلا- الكهربائية تحصل على ضوء أخضر في الصين


.. بمشاركة دولية.. انطلاق مهرجان ياسمين الحمامات في تونس • فران




.. زيلينسكي يدعو الغرب إلى تسريع إمدادات أوكرانيا بالأسلحة لصد