الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مواقف الكتل السياسية من ترشيح المالكي !

محمد حبيب غالي

2010 / 9 / 2
السياسة والعلاقات الدولية


المتتبع لمسار مجريات الامور والاحداث السياسية التي اعقبت اجراء الانتخابات البرلمانية العراقية في اذار المنصرم وما حدث بعد ذلك من ازمة تتعلق بعدم توصل الكتل البرلمانية الى مرشح لرئاسة الوزراء يمكن ان يقوم بتشكيل الحكومة المقبلة , اقول المتتبع لهذه المجريات يجد ان هنالك اتفاقا بين كتل مختلفة الهوى والايديولوجية والبرامج والخلفية السياسية واعني بها الائتلاف الوطني والقائمة العراقية على رفض اعادة انتخاب السيد نوري المالكي لرئاسة الوزراء لدورة ثانية .
ولعل القارئ النبيه من حقه ان يسال سؤالا مهما يتعلق بهذا الاصرار الغريب على رفض المالكي على الرغم من انه قد ساهم وخلال فترة حكمه في انقاذ البلاد من الورطة الطائفية التي كانت تغرقه انذاك ومحاربته للميليشيات الشيعية الخارجة عن القانون وقوى الارهاب والتطرف السني بدون هوادة ومن غير ان يجامل او يهادن على حساب الدم العراقي , فضلا عما وصلت اليه البلاد في فترة حكمه الى وضع امني جيد ولا يمكن مقارنته مطلقا بما كان عليه في زمن سلفه السيد ابراهيم الجعفري .
الجواب على السؤال المتعلق بالاسباب التي تسوقها الكتل السياسية لعدم تاييد التجديد للمالكي لولاية قادمة لا يبدو انها تصمد امام محاكمة العقل والمنطق والادلة والبراهين الموضوعية النزيهة ولا يمكن لنا مهما قالت الكتل السياسية ان نستبعد عنها الشخصانية والحزبية والمصالح الفئوية لتلك الكتل الرافضة للمالكي خصوصا ان بعض منها هي جزء من حكومة المالكي ولديها وزارات مهمة فيها ولايمكن ان يتحمل المالكي وحده وزر الاخطاء الحكومية دون ان يكون لها نصيب منها .
ويبدو ان ثمة اهواء تحول دون النظر الى حقيقة ان المالكي قد حصل على ستمائة الف صوت مبتعدا عن اقرب منافسيه واقصد به اياد علاوي بمائتين الف صوت , اما بقية المرشحين لمنصب رئاسة الوزراء من الائتلاف الوطني مثلا فبينهم وبين المالكي مئات الالوف من الاصوات ولايمكن ان نقارنهم مع المالكي والاصوات التي حصل عليها .
وقد تساوق مع رفض الكتل السياسية للمالكي رفض اخر لدول الجوار التي لا يشك احد من المراقبين والمحلليين السياسيين بما تقوم به من دور سلبي يتعلق بزعزعة الامن والاستقرار عبر ادخال الارهابيين الى العراق عن طريق اراضيها حينا ودعم وتجهيز الميليشيات بالسلاح والمال حينا اخر وما يقوم بعض علماءها من اصدار فتاوى تهدر الدم العراقي حينا ثالثا .
الغريب في الامر ان الكتل السياسية الرافضة لتولي المالكي تحاول ان ترسل رسالة مفادها ان المالكي مرفوض اقليميا من قبل دول الجوار وهي في نفس الوقت تقول لناخبيها انها ضد التدخل الاجنبي في الشان العراقي وتتهم جهات اخرى تسميها مرة ولا تسميها مرة ثانية بانها مدعومة اقليميا وان وراء تلك الجهات دولا اقليمية تقف وراءها، وهذا ما تطرق له الكاتب والباحث النرويجي المختص بالشان العراقي ريدر فزر حينما ناقش باستغراب ما قاله قاسم الاعرجي عضو الائتلاف الوطني بخصوص ما يجب ان يكون عليه المرشح لرئاسة الوزراء وهو ان يكون مقبول اقليميا متجاهلا الارادة الشعبية التي منحت السيد المالكي الاف الاصوات .
انني اعتقد بان عدم مطاوعة المالكي لطلبات تلك الكتل السياسية وعدم فسحه المجال لها لكي تتصرف بحرية بعيدا عن القانون، بالاضافة الى ادارته للسلطة التنفيذية بيد قوية لكونه دستوريا رئيس مجلس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة وهم يريدون ان يشاركوا في صنع القرارات بطريقة غير مسؤولة ولا قانونية ، كل هذه الاسباب المتهاوية تقف وراء حقيقة رفض هذه الكتل لترشيح المالكي دورة ثانية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اسباب رفض الكتل السياسيه للمالكي
محمود مبارك ( 2010 / 9 / 2 - 05:14 )
عندما اختير المالكي لمنصب رئيس وزراء من قبل الائتلاف الشيعي كان يملك ضمن ذلك الائتلاف اعتقد كان ثمانية عشر مقعد
الذي اريد ان اوصله لك ياسيد الكاتب هو ان المالكي استغل هذا المنصب واعتبر نجاحه فرديا من خلال تحركاته الخاصه بتعبئة العشائر لصالح شخصه وحزبه واستغل اموال الدوله من اجل نفس الغرض وذلك من خلال التعينات اي تصبح دعوجي حتى تتعين وحتى ابرهن لك هذا الكلام هو انفصاله من الائتلاف الشيعي في الانتخابات وكل الذي تكلمت عليه هي نتيجة استغلاله للمنصب واعطيك بشرى ان المالكي سوف لن يكون رئيسا للوزراء مستقبلا










2 - ليس هكذا تقاس الامور
البراق احمد ( 2010 / 9 / 2 - 19:29 )
السيد الكاتب المحترم لابد ان تعود الى الدستور الذي حدد ان العراق دولة برلمانية وليست رئاسية ولهذا فعدد الاصوات لايقاس عليه في هذا المجال بل يعتمد عدد النواب لكل قائمة او تكتل ولهذا فالسيد المالكي لم يكن هو الفائز في الانتخابات بل القائمة العراقية وبفرق مقعدين. ان السبب الرئيس في ازمة العراق الحالية هي تشبث المالكي بالكرسي والذي سبق وان قال عنه قبل الانتخابات بانه سوف لن يعطيه والحقيقة كان عند وعده وطز بالديمقراطية

اخر الافلام

.. الجيش الأميركي يستعد لإزالة الرصيف العائم بسبب سوء الأحوال ا


.. مسؤولون أميركيون: الضربات التي شنتها إسرائيل داخل لبنان قد ت




.. منتخب_ألمانيا يفتتح يورو2024 على أرضه بفوز كاسح على اسكلتندا


.. المستشفى العائم الإماراتي يجري أكثر من 600 عملية جراحية لمرض




.. مظاهرة في صنعاء تضامنا مع الفلسطينيين وقطاع غزة