الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحركة الوطنية في ديالى ( من ذكرياتي )

عبد العزيز محمد المعموري

2010 / 9 / 3
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الكاتب والمعلم المتقاعد ( عبد العزيز محمد المعموري ) – ناحية المعبر ( العبارة ) –بعقوبة – محافظة ديالى

ديالى جزء من العراق ، الذي أصابه غليان سياسي بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وانتعاش الحركات الوطنية في العالم عموما" طلبا" للاستقلال والتحرر الوطني ، وكان في طليعة هذه الحركات المنظمات الماركسية والأحزاب الثورية ذات التوجهات اليسارية ، وقد شهد عام 1946 نهوضا" سياسيا" على أثر إجازة الأحزاب السياسية : الوطني الديمقراطي بقيادة المرحوم كامل الجادرجي وحزب الاستقلال بقيادة ( مهدي كبة ) وحزب الأحرار بقيادة ( المرحوم سعد صالح ) وحزب الشعب بقيادة الشخصية الوطنية الكبيرة المرحوم ( عزيز شريف ) وأخيه المرحوم ( عبد الرحيم شريف ) وابن عمهما ( عامر عبد الله ) وكذلك قريبهما ( توفيق منير ) الذي اشتهر في حركة أنصار السلام ، ولا يفوتني ذكر حزب الاتحاد الوطني الذي أذكر من قادته شاعر الشعب ( محمد صالح بحر العلوم ) والمفكر الكبير المرحوم ( عبد الفتاح إبراهيم ) .
وقد حاول الشيوعيون الحصول على واجهة شرعية للعمل السياسي فلم تسمح لهم السلطات آنذاك بإجازة واجهتهم ( حزب التحرر الوطني ) وتقدموا لإجازة ( عصبة مكافحة الصهيونية ) فلم تحصل على إجازة كذلك وحوربت بشدة .
وكان لولب الحركة الوطنية في ديالى وسائر أنحاء الوطن هم الشيوعيون واليساريون عموما" ، وكانت الحركات الوطنية عمادها الطلاب لاسيما دور المعلمين والمعلمون بصورة عامة .
وأتذكر سنة 1946 دار المعلمين الريفية ومن مدرسيها الملتهبون وطنية" ونضالا" المرحوم ( رشاد حاتم ) مدرس الرسم الذي أعتقل وحكم عليه بالسجن 15 عاما" حيث كان قائدا" شيوعيا" مرموقا" وكذلك مدرس التاريخ ( محمد توفيق حسين ) الذي جاءنا منقولا" من كلية الملك فيصل في بغداد ، ومن المدرسين التقدميين المرحوم ( ناجي اسحق البهرزي ) ، أما الطلبة فكان قائدهم الشاعر والخطيب المفوه ( عبد الحسين جليل ) وهو من الخالص وقد أعتقل بعد اكتشاف التنظيم الشيوعي في دار المعلمين الريفية وحكم عليه بالسجن سنتين والمراقبة وهو صاحب النشيد الشيوعي ( السجن ليس لنا نحن الأباة ) ، وبعد خروجه من السجن طلّق العمل السياسي ، وبعد ثورة تموز عام 1958 حاول الحزب الشيوعي استرجاعه للنضال فلم يفلح ، وقد كان هذا الإنسان أعجوبة في نشاطاته وطاقاته الفكرية ، فهو شاعر عملاق وخطيب مفوه من الطراز النادر ورياضي ورسام وقد حاولت معرفة مصيره فلم أفلح .
من ذكرياتي في دار المعلمين الريفية التي أسست سنة 1945 أني كنت متعطشا" للانتساب الى الحركة الشيوعية وكان معي الكثير من الطلاب الذين وفدوا من الريف العراقي من جميع محافظات العراق وكنا جميعا" نحلم بالعدالة والمساواة ولم يكن في الساحة من يحلم بمثل هذه الشعارات غير الحزب الشيوعي .
أتذكر أستاذا" متميزا" نقل من ثانوية بعقوبة إلى دار المعلمين الريفية آنذاك بحجة ضرب ابن المتصرف ، كان هذا المدرس مدرسا" لمادة التاريخ اسمه ( فاضل حسين ) الذي أصبح دكتورا" ، كان متهما" بالشيوعية وهذا أمر اعتيادي فكل معارض للسلطة محسوب على الشيوعية علما" بأنه كان منتميا" للوطني الديمقراطي .
كنا نريد منه باعتباره شيوعيا" في ظننا أن يشرح لنا عن ماهية الشيوعية !
وبعد أن دق جرس الدرس تبرع الطالب ( أحمد حسن عبد الواحد ) وهو موصلي وأظن أنه لا يزال حيا" يمارس العمل التجاري بعد التقاعد قال : ( آنا أخلينو يحكيلنا عن الشيوعية ) فرفع يده قائلا" للمرحوم فاضل حسين : ( أستاذ تغه كلنا شيوعيين ، نريد تحكيلنا عن الشيوعية ! )
هنا ابتسم المدرس لسذاجة السؤال لأنه لو كنا جميعا" شيوعيين ألم يكن من المفروض أن نعرف شيئا" عن معتقدنا ؟ واكتفى الأستاذ قائلا" : ( أس تريد تحبسنا ؟ ) وبهذا الجواب اكتفينا ، فمادام هنالك حبس لابد أن تكون الشيوعية ممتازة !!.
يحضرني بعض الأسماء التي بقيت في ذاكرتي عن فترة أواسط الأربعينيات من القرن الماضي ، أتذكر ( عبد الوهاب أحمد الحسك ) وكان كادرا" في حزب الشعب ، كما أذكر شخصا" آخر من أهالي بعقوبة وهو شعبي أيضا" أظن أن اسمه ( محمد صادق أبو جلود ) .
أما عن الوطني الديمقراطي فكان أبرز شخصية فيه المرحوم ( طلعت الشيباني ) وهو هويدراوي ( من قرية الهويدر ) ، ومن ( خرنابات ) كان المرحومان ( مهدي الحسن الزبيدي ) و( سيد أسد ) الذي صار مختارا" لقرية خرنابات لفترة طويلة وهو والد ( سيد لطيف ) المدير الحالي لغذائية ديالى ، وكان المرحومان منتميين غالى ( حزب الشعب ) .
وكان من ابرز بؤر العمل الوطني والنشاط السياسي الشيوعي قرية بهرز التي أصبحت ناحية وكانت تسمى ( موسكو الصغيرة ) .
وكانت المقدادية كذلك مركزا" مهما" من مراكز النشاط الشيوعي .
وكان الحزب الشيوعي يحتل الصدارة في كردستان العراق وكانت الأحزاب القومية، كالحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني ذات نفوذ ضعيف جدا" بالنسبة للشيوعيين بينما أصبح الوضع حاليا" بالعكس .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق لإقامة الدولة 


.. -الصدع- داخل حلف الناتو.. أي هزات ارتدادية على الحرب الأوكرا




.. لأول مرة منذ اندلاع الحرب.. الاحتلال الإسرائيلي يفتح معبر إي


.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مناطق عدة في الضفة الغربية




.. مراسل الجزيرة: صدور أموار بفض مخيم الاعتصام في حرم جامعة كال