الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار مع الكاتب والباحث ( نضال نعيسة )

محمد شفيق

2010 / 9 / 3
مقابلات و حوارات


يعد الكاتب والباحث السوري ( نضال نعيسة ) احد الكتاب العرب الذي يثيرون التساؤلات في موقع الحوار المتمدن وذلك لما يبدونه من اراء جريئة وكتابات تنتقد الواقع العربي . الامر الذي يثير حفيظة الكثير من الكتاب والباحثين . لاشك ان للاستاذ نعيسة وجة نظر اخرى حول الواقع العربي وما يمر به من ازمات ومحن . حول ذلك كان له معه هذا اللقاء



للاسف لم اطلع على الفكر الدينقراطي لكن لا اعتقد انه يستطيع الجمع بين الديمقراطية والثيوقراطية


اللغة العربية لغة غير شرعية لأنها لغة المحتل البدوي الغازي المستعمر الذي فرضها بالقوة على أنقاض اللغات الأصلية لشعوب المنطقة


يوجد شيء اسمه جامعة دول عربية

هناك من السوريين من سجن في فترات سابقة وهو في أحسن صحة وحال، ويصول ويجول في حانات أوروبا، وما شاء الله عليه، ومنهم من يكتب في الحوار المتمدن ما يجعل مثل ذاك الكلام بحاجة إلى الكثير من التوثيق والقرائن والمعطيات المادية التي تؤكده




س / الأستاذ نعيسة كثيرا ما ينتقد العرب وينعتهم بالجهل والتخلف في الكثير من مقالاته واللقاءات كان آ خرها وصفكم اللغة العربية بأنها لغة غير شرعية وهذا ويعتبره الكثير تحاملا على العرب . لماذا تنقد العرب دائما وتصفهم بالتخلف والهمجية ؟ وماهو سر تخلف العرب برأيك؟

أولاً وبادئ ذي بدء أرحب بك أستاذ محمد لإتاحة هذه الفرصة لي وتوجيه تحية كبيرة من هذا المنبر للإخوة القراء الأكارم، وبالرد على سؤالك الأول أقول: وبالعامية "طيب" أستاذ محمد سنقلب الآية، لو وصفنا العرب بالتقدم والحضارة والرقي والتمدن، هل ستوافقني بل هل سيوافقني أحد من العرب؟ طبعا العرب كغيرهم من الشعوب التي لم تأخذ بأسباب الحضارة والعلم والتقدم والمدنية وما زالوا يعيشون وهم الأسطورة وتعشش في عقولهم المفاعيم المغلوطة عن الحياة، هي شعوب متخلفة ليس من عندي وطبقاً لزعمي، ولكن هناك معايير للتخلف تتخذها الأمم المتحدة وتقيم الدول العربية والإسلامية على أساسها وتقف عليها في المراتب الأولى، ومنها نسبة دخل الفرد، ونسبة الأمية والشفافية والمواليد والأعمار واستخدام النت وحصة الفرد من الحليب والكتاب وحتى الماء، ووضع التعليم والصحة والمرافق العامة ومؤشرات الفساد وكلها لا تشير وكل الحمد ولله أن أيا من العرب في وضع يمكن وصفه بالتقدم والرقي وهذه المؤشرات والأرقام والإحصائيات كلها تؤكد على الوضع المأساوي الذي نشير إليه بكل شفافية ليس لأننا "صهاينة"، أو صفويين، وعملاء كما يلهج الخطاب إياه، ولكن مقتضيات العلاج الناجع تقتضي تشخيص الداء ووضع اليد عليه لا تشويه الحقائق والتلفيق والتجميل كما يفعل الإعلام العربي الرسمي الذي يخدع الناس ويكذب عليها وينافقها وكذا الأمر بالنسبة لكتبة السلاطين. نعم اللغة العربية لغة غير شرعية لأنها لغة المحتل البدوي الغازي المستعمر الذي فرضها بالقوة على أنقاض اللغات الأصلية لشعوب امنطقة كالأرامية والسيريانية والنوبية والسواحلية والقبطية والفرعونية والأمازيغية والحميرية والكلدانية والبابلية التي كانت سائدة قبل الغزو البدوي وتدمير الحضارات المجاورة ونسب إنجازاتها للمستعمر البدوي، في أكبر عملية تطهير ثقافي جرت عبر التاريخ، نحن لا نعرف عن تاريخ المنطقة الغني سوى تاريخ القعقاع وخالد بن الوليد وقصص البدوي وسير خلفاء المجون والإجرام البدوي وفجور ولاة الأمر وصراعاتهم المريرة على السلطة، ماذا تعرف أنت عن تاريخك البابلي المشطوب من الذاكرة مقابل ركام فظيع عن موت الحسين في صراع سياسي تم إسباغ القداسة والأسطورة عليه؟ وبالمناسبة، وعلى الهامش، اللغة العربية هي اللغة الوحيدة في العالم التي لا يتقنها أبناؤها لا نحوا ولا إملاءً رغم أنها لغة أهل الجنة كما يقولون، وهي لغة في طور الانقراض لذلك كما قال تقرير لليونيسكو مؤخراً، ورغم أنهم يسبغون عليها لغة القداسة ووضعها ف مقام التبو فاللة الإنكليزية، اغة "الكفار واليهود والنصارى" هي اللغة الأولى في العالم وليست لغة أهل الجنة وبكل أسف. تاريخ المنطقة الغني الآرامي والسيرياني والقبطي والأمازيغي والبابلي وحياة الشعوب "المنقرضة" يجري التعتيم عليه، وعدم إظهاره لأنه يفضح إجرام وتخلف ولا حضارة البدو الغزاة، وأصبحت شعوب المنطقة جاهلة بتاريخها لصالح إبراز التاريخ البدوي القاحل والمخجل والدموي، وأنا شخصياً أشعر بالعار منه وأعتذر من كافة ضحاياه الذين يجب إعادة الاعتبار لهم جميعاً. ننتقد العرب، ونحن منهم نسباً وأصلاً، كي نستحثهم على التفكير والتصرف بشكل عقلاني وإنساني وحضاري وهذه هي السبل الوحيدة للتطور والارتقاء، أما الكذب والخدااع والمجاملة والتضليل فنتيجتها ما نحن عليه. وكل شعوب العالم المتحضر قرأت تاريخها بحياد وموضوعية ومنها من اعتذر، إلا العرب فهم يصرون أنهم خير أمة أخرجت للناس، وأن النساء لم ولن تلد مثلهم بعد الآن، وأن التجربة التاريخية التي خاضوها وأنتجوها هي قمة ما توصلت إليه البشرية من عبقرية وإعجاز، فتخيل حجم الكارثة والمأساة.



س / كيف تقيم أداء أنظمة الحكم العربي ؟ هل هي مع المواطن العربي أم ضده ؟ وهل ستدخل الديمقراطية في أنظمة الحكم العربي قريبا؟



معظم أنظمة الحكم العربية أنظمة مسكينة و"متعيشة" "بدها حالها". أنظمة دراويش وبهاليل يبحثون عن المعيشة والبقاء والاستمرار ولا شيء غيره، لا أنظمة رجال الدولة الساعية لبناء دول حديثة وحضارات تخلد بقائهم وتضعهم في مكان لائق في التاريخ العرب لم يهتموا يوماً بالتاريخ وإلا لكانوا تصرفوا على هذا النحو. البدوي يعيش خهاجس التنقل والترحال وقد طبعت هذه السمات تفكيره السياسي أيضا فهي أنظمة تعرف أنها غير مستقرة وطارئة على التاريخ ومؤقتة وحين ترحل لا أحد يذكرها، ولذا من النادر أ، ترى مذكرات لزعماء عرب (هل قرأت أية مذكرات من هذا القبيل لا أحد يعنيه الأمر ولا يهتم بما يقوله الناس عنه). أو أن ترى نظام أو حكومة عربية سابقة، فرؤوساء الحكومات العربية السابقة إما في السجن، أو في القبر وقد قابلت مسؤولاً عربياً كبيراً ذات مرة في لندن واقترحت عليه كتابة مذكراته فاستهجن الفكرة بالقدر الذي استهجنها واستغربها وماتت في مهدها. هؤلاء لا يأبهون بالرأي العام ولا بتقييم التاريخ ولا بما سيقوله أو بما يقوله الناس عنهم هذا من طبيعة تفكير البدوي الشارد في الصحراء ولا يقابل الناس وليس بينهم وبينهم تواصل وود بل عداوة وتوجس وجفاء وهذه الأنظمة في معظمها تنحو بهذا الاتجاه وتتصرف بهذا الشكل. هذه الأنظمة التي تجوع شعوبها وتبتزها وتسعى جاهدة لإفقارها ونهبها هي بالمطلق ليست في حال من الصداقة والود مع شعوبها، وقد كان إمام اليمن يردد دائماً (جوع كلبك يتبعك). وكل الأنظمة التي لا تهدف إلى رفاه مواطنيها و"تدليلهم" ورفع مستوى معيشتهم وأعمارهم هي أنظمة معادية لشعوبها. الديمقراطية مفهوم إشكالي كبير، وتختلف ظروف نشأته كثيراً بيئاتنا ومجتمعاتنا ولذلك لا مكان لها في مجتمعاتنا وفق الشكل والقالب الغربي الذي تمارس فيه، وأعتقد أن شكلاً "ديمقراطياً، آخر نابعاً من واقع مجتمعاتنا سيتطور، ولكن ليس في المدى المنظور. انظر إلى "الديمقراطيات" العربية في الكويت، ولبنان، والعراق، والأردن إنها بالتأكيد أي شيء آخر باستثناء وصفها بالديمقراطية الذي فيه الكثير من المبالغة.



س / كيف تقيم عمل جامعة الدول العربية ؟ وكيف تنظر إلى القمة القادمة التي ستعقد في بغداد في العام القادم بعد انقطاع دام لسنوات؟



لا يوجد شيء اسمه جامعة دول عربية، على نمط التكتلات الإقليمية الدولية التي تحترم نفسها كالاتحاد الأوروبي مثلاً، فهذه الجامعة هي امتداد طبيعي للأنظمة العربية بكل أمراضها وتناقضاتها، وليس لهذه الجامعة أي سلطة تنفيذية، ومعظم موظفيها هم أبناء وأخوة وأقارب النخب السلطوية الحاكمة أي أن "خميرنا بعجيننا وما حدا غريب"، ولم تقدم هذه الجامعة أية خدمة تذكر، كالأنظمة التي تمثلها، لصالح المشروع الإنساني والحضاري والمدني لشعوب هذه المنطقة، بل زادتها سوءاً على سوء. وقمة بغداد القادمة ستكون فاشلة بامتياز كسابقاتها، هذا إن قيض الله لها النجاح وعقدت في موعدها وقد لا تلتئم لأسباب عدة أهمها الأمني، وبافتراض تم تشكيل حكومة "توافقية" لاحظ كلمة توافقية، حتى نهاية آذار المقبل موعد هذه القمة.



س / اشارات بعض التقارير مؤخرا الى ان اواضاع حقوق الانسان في سوريا لايبشر بخير وان السلطات تمارس الكثير من التعذيب داخل السجون ماهو ردكم ؟ وهل بات المواطن السوري يخشى التكلم او الانتقاد في سوريا؟



طبعاً وبداية ودرءاً لأي سوء فهم، أنا لست ناطق باسم أي من السوريين، ولا أدافع عن النظام في سوريا كما قد يعتقد البعض من خلال هذا السؤال ذي الحساس والجواب الأكثر حساسية وخصوصية. فنحن كي لا نقع بالتعميم و"الهيلمة" والغوغائية التي يمارسها البعض نقول: إن سوريا ليست استثناء من شرطها وظرفها العربي ومحيطه المليء بما يؤلم في هذا المجال، ولماذا يريد البعض أن تظهر سوريا كسويسرا في مجال حقوق الإنسان وفي نفس الوقت يؤكد على هويتها "العربية والإسلامية"، ويتمسك بذلك ويدافع عنه، وما أدراك ما الهوية العربية والإسلامية يا صاح وذاك الركام المستشري من الاستبداد العربي والديني المطبوع على جبين كل منا بحيث كل منا يحمل في أعماقه مشروع مستبد ودكتاتور صغير موجود سلفاً بالشيفرة الوراثية لهذا الإنسان قالوا عن صدام ما قالوا، ذهب صدام ماذا كانت النتيجة؟ أترك لك وللقراء الجواب؟ هذا أولاً وهو يقودنا ثانياً إلى القول بأن حقوق الإنسان هي ثقافة تنمو في المجتمعات وليست وصفة سحرية وطبية و"حبة" نأخذها ثلاث مرات بعد الطعام فنصبح على أحسن ما يرام بعد "كم يوم". أو أن أي زعيم عربي يمكن أن يفرض الديمقراطية وحقوق الإنسان بمرسوم جمهوري إذا كانت الناس لا تعي حقوقها ولا تريد أن تمارسها بل تقبل باستلابها وعبوديتها وتطالب بها ولا تتخلى عنها. نعلم تماماً أن مصادر التشريع والقوانين في كل الوطن العربي هي عنصرية وتمييزية وتتعارض مع حقوق الإنسان وتقف على الضد منه بشكل فاقع ومعظم الدول العربية تتحفظ على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ولا توقع عليه، من يفكر بل من يستطيع أن يغير في ذلك شيئاً، عندها سترى الدنيا قد قامت. نعلم تماماً أن تعدد الزوجات، والطلاق والميراث والنظرة للمرأة والآخر المختلف "المواطن" غير المسلم في بلداننا كلها تتعارض مع حقوق الإنسان من يتجرأ على إلغاء هذا بل من يستطيع؟ ألا يفتح على نفسه أبواب جهنم، إن لم يكن الشعب مشبعاً ومؤمنا بحقوق الإنسان الإنسان؟ بالأمس القريب صدرت في سوريا بعض القرارات الجريئة والحضارية بشأن منع بعض المظاهر العنصرية والاستفزازية التمييزية والعنصرية والمخلة بالأمن والأمان، فماذا كانت النتيجة؟ بالنسبة للسجون في سوريا، أولاً كل دول العالم فيها سجون، ودولة من دون سجون غير موجودة على خريطة العالم، حتى سويسرا وإمارة ليخنشتاين واللوكسمبورغ فيها سجون وسجناء لأسباب شتى وسورية فيها أناس مخالفون للقانون ولصوص وفاسدون وقتلة مثل كل دول العالم وككل دول العالم أيضاً قد يكون فيها سجناء أبرياء. وبشأن قضية التعذيب لم يسبق أن قابلت أحداً وقال لي بأنه عذب ومات تحت التعذيب في السجن، وليس لدي وثائق دامغة يمكن الاستناد إليه بهذا الصدد والحكم والبناء عليها، وهناك من سجن في فترات سابقة وهو في أحسن صحة وحال، ويصول ويجول في حانات أوروبا، وما شاء الله عليه، ومنهم من يكتب في الحوار المتمدن ما يجعل مثل ذاك الكلام بحاجة إلى الكثير من التوثيق والقرائن والمعطيات المادية التي تؤكده. وأما الكلام المرسل والعام والتقارير الكيدية فأنا بصراحة لا آخذ بها ولا أنجر وراء القيل والقال. وسأضرب لك مثلاً سجن بعضهم على خلفية هجوم بوش على سوريا وتحالفهم معه وتأييدهم لهم واصطفافهم مع شعار احتلال سوريا، وصدرت "تقارير" من منظمات حقوقية سورية تتحدث عن قرب وفاة هذا المعارض، ومعاناة الآخر من سرطان، وخاصة البروستات، وعن دنو أجل ذاك بسبب انسداد للشرايين ولكن بعد حين تم خروج معظم هؤلاء بصحة جيدة وهم يمارسون حياتهم بشكل صحي وسليم بعد انتقاد محكومياتهم وكل ما قيل عنهم صحياً لم يكن سوى كلاماً مرسلاً كيدياً وتضخيمياً، ولذلك وبكل صدق لا أتعامل بجدية لا مع هذه التقارير ولا مع هذه المنظمات، وقد أسرت لهذا الواقع سابقاً وبكثير من التفصيل الذي ألب علي الكثيرين لكن ثبت في النهاية صحة ما قلناه. ولكن هذا لا يعني أن السجون السورية جنة، وهي أجنحة خمسة نجوم، وأن رجال الشرطة والأفراد العاديين هم خريجو كلية الحقوق في هارفارد، لا طبعاًً، هي بحاجة للتطوير وبالارتقاء نحو وضع أفضل للسجين من كافة النواحي.



س / كيف ينظر الأستاذ نعيسة إلى واقع الحريات في البلدان العربية؟



هي كالعنقاء والخل الوفي من رابع المستحيلات ومفاهيم افتراضية لا وجود لها على الإطلاق، وهناك قطيعة وتنافر بين العروبة والحرية، فالعروبة في مضمونها النهائي هي امتداد للثقافة التي أفضت للمأزق العام الحالي.



س / ما هو رأيكم بالفكر الدينقراطي الذي أسسه احد المفكرين العراقيين والذي يحاول الجمع بين النظامين الثيوقراطي والديمقراطي دون تنافر عبر القوانين والأنظمة التي يحتويها الفكر؟



لا أعلم عنه شيئاً وبكل أسف لم أطلع عليه، لكن ما يمكن قوله واستخلاصه من طبيعة السؤال لا يمكن بحال الجمع بين الثيوقراطية التي هي حكم الكهنوت الديني المستبد أو الدولة الدينية الاستبدادية حيث تحتكر فئة بعينها الامتيازات وتكون معصومة وناجية وفوق أي نقد وقانون، وبين الديمقراطية التي تتناقض مع كل هذا، إن الجمع بين الماء والنار أسهل من هذا بكثير.



س / الإسلام السياسي هل هو في تقدم أم تراجع ؟ وهل تقدمه يشكل خطرا على العالم



أولا تجربة الإسلام السياسي للعلم تمتد لألف وأربعمائة عاماً من أيام السقيفة وحتى اليوم وطموح رجال الدين للحكم والسيطرة على رقاب الناس والصراع على السلطة والخلافة وكرسي ولي الأمر الحاكم المطلق بأمر الله الذي لا يسأل ولا يحرق ولا يغرق. والعباد ومنذ ذلك التاريخ دخلت شعوب المنطقة في الفق الدامي المؤلم والمعروف. والإسلام السياسي في حال مستمر من التراجع المستر وقد انكشفت كافة أوراقه وسقطت تجاربه فهو ليس إلا كأي نظام حكم عربي طامح للسلطة والاستبداد، والأمثلة أكثر من أن تعد وتحصى من دول الخليج الفارسي إلى السودان حيث تسيطر زمرة البشير الإخوانية، إلى فلسطين، والعراق التي يسيطر عليها ملالي..إلخ، وفي الحقيقية معظم الدول العربية هي دول دينية تتاجر بالإسلام والشريعة وهي إمارات دينية بامتياز، ولذلك فهي دول فاشلة، وتحتل المراتب الأولى في هذا المجال. مشروع الإسلام السياسي هو مشروع ماضوي سلفي رجعي والاقتداء بتجربة وبشر باتوا في حكم التاريخ والزمان ولا يمكن بعثهم ولا بعث تجربتهم من القبور، في الوقت الذي يتطلب فيه الأمر لحكم وتنمية هذه المجتمعات مشاريع وبرامج حداثية وعلمانية ومدنية مستقاة مما توصلت إليه البشرية من قوانين وتشريعات وآليات وآدوات في هذا المجال. الإسلام السياسي يعمل بالتعاون مع القوى الدولية التي تدعمه وتتحالف معه على تنويم وتخدير واستدامة تأخر هذه الشعوب وهذا واقع حاصل وليس تجنياً أو كلاماً مرسلاً في الهواء.



س / باختصار كيف تنظرون الى مستقبل العرب ؟



هناك خطأ كبير في السؤال، أولاً أنت تنظر للعرب ككتلة سياسية وديمغرافية وبشرية واحدة منسجمة ذاتياً وذات أهداف وتوجهات واحدة، وفي الحقيقة هذا الأمر بعيد جداً عن الواقع فالعرب عربان وأعاريب وأعاربة ولكل أجندته، وولاءاته وميوله وأمزجته وتحالفاته واستراتيجياته البقائية، ومع ذلك كلهم في الهم سواء ويشتركون في خصائص كثيرة تجعل منهم فعلاً في النتيجة "أمة واحدة" فهل أدركت عبقرية الفكر القومي الذي اكتشف هذا الاكتشاف. نعم لقد أنتجت الثقافة الواحدة التي اعتنقتها شعوب المنطقة أمة متماهية الصفات والأخلاق والصفات والتوجهات رغم تبايناتها الديمغرافية والبشرية والأنثروبولوجية الواضحة. وبالإجمال في ظل المعطيات الحالية والواقع المقروء، وعالم يتعولم يتجه نحو الانفتاح، فيما يتجهون هم نحو الانغلاق والتخندق العنصري والإيديولوجي والعرقي والتخلف الحضاري فلا أرى لهم مكاناً ولا مستقبل على الإطلاق ما لم يدركوا أهمية المصالح المشتركة فيما بين هذه الدول للأخذ بأسباب التقدم والنماء وعلى أسس إنسانية واقتصادية وعصرية واستراتيجية، وليس على أسس تعبوية وعرقية وثقافية ودينية كما حصل ويحصل الآن وكانت النتيجة صفراً على الشمال. وهناك نوستالجيا عجيبة وغريبة عند العربي نحو الماضي والأموات والزمن الغابر. فلا يمكن الحديث عن شيء اسمه مستقبل العرب، طالما أن العرب أنفسهم لا يتكلمون عنه، يتكلمون دائماً عن الماضي ويحنون إليه ويريدون بعث رسالته الخالدة من جديدة، ونتمنى أن يتحقق لهم ذلك، وحين يتكلمون عن المستقبل ويطمحون للعيش فيه والوصول إليه سنرحب بذلك ونتمناه لهم من القلب، ولكن طالما أن الحديث كله عن الماضي فلا مجال للحديث هنا عن المستقبل فهو محذوف سلفاً من الذاكرة وحلم العرب. هات لي نظام عربي، أو جماعة عربية دينية، أو حزب عربي لا يتكلم عن الماضي ويحلم به وباستعادته؟ اسم واحد فقط لنقدمه للقارئ الكريم، شخصياً وبصدق لا أعرف.

س/ كلمة أخيرة

لا يوجد كلمة أخيرة، ولا فصل ثالث في الحياة، ولا نعرف من هو الذي سيقول الكلمة الأخيرة في هذا العالم، فالنهايات مفتوحة وكل الاحتمالات قائمة، هذا بشكل عام، أما بشأن الكلمة الأخيرة فيما يخص هذه المقابلة، فهي الشكر ليس إلا رغم وجود الكثير مما يمكن قوله. شكراً لكم جميعاً وفرصة طيبة أن ألتقي بكم وبجمهور القراء الأعزاء من على منبركم الحر هذا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اشهد انك بلغت و اشهد يا نضال
ميس امازيــغ ( 2010 / 9 / 3 - 23:24 )
يا استاذ نضال اشهد انك بلغت و اشهد انك فارس من فرسان التنوير فهل يعتبر اولوا الألباب؟
نلت قصب السبق في شان ندائك بالتخلي عن الأذان بالأمس و اليوم نلت قصب السبق في الاعتذار لضحايا الغزو العربي انا شخصيا اشعر بما لا يدع مجالا للشك ان اعتذارك صادر من اعماقك و بكامل حسن نيتك فهنيئا لك يا استاذ لأدراكك الواعي لهويتك و صفاء شخصك و نيتك. ان امثالك هم المعول عليهم للخروج من البركة الاسنة التي رمى بنا اليها ذوي القربى من مسؤولينا هؤلاء اللذين لا يرغبون في غير الظلام ماوى و مسكن.
لقد اوظحت و فظحت بدون لف و لا دوران انها جراة الرجل الحر اللذي لا يهاب في قول الحق احدا فطوبى لك لقد سجل التاريخ لك في سجلاته ما سوف يخلد اسمك بمداد من الفخر و الأعتزاز.
شكر جزيلا


2 - هناك تجربة ديمقرطية في الاقليم الكردي لم تذكر
فيصل حرسان ( 2010 / 9 / 4 - 05:32 )
التسامح الديني وحرية العقيدة والمذهب صحيح انها تجربة بطيئة ولكنها بدأت , وانها تلاقي الدعم من كل الجهات الدولية...فما هو رأيك وهل بالامكان ...؟


3 - وعن صديقي القريب البعيد نضال نعيسة
أحـمـد بـسـمـار ( 2010 / 9 / 4 - 09:53 )
نضال نعيسة؟ نحن بحاجة اليوم إلى العشرات, أو المئات من نضال نعيسة. رغم اختلافي معه غالبا وجوديا وسياسيا..ولكن صراحته التحليلية ـ من وجهة نظره ـ تثير الجدل والتفكير والتساؤل غالبا : ألا يقول الحقيقة؟ كلماته..كلماته غالبا متفجرة كسلاح الدمار الشامل تثير الموافق والمعترض. لا أحد يستطيع تحديد التزاماته السياسية.. كل يوم يهاجم باتجاه دائري على 360 درجة.. يطلق النار على كل ما يتحرك.. وبذكاء مدروس ما عدا باتجاه رجليه. لأنه محترف وذكي لا يطلق الرصاص على نفسه.. لأنه دائما بانتظار وظيفة أو منصب أو مركز إعلام هام.. آمل أن ينتظر طويلا.. حتى لا نفقده على صفحات هذا الموقع وعشرات المواقع الأخرى..لأننا بحاجة إلى استمرار النقاش.. ولو أنه لن يـثـمـر...
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الواسعة


4 - انه يرغب بالشهرة فقط
عبد القادر برهان ( 2010 / 9 / 4 - 13:08 )
ان الكاتب نضال نعيسة لايعدو كونه احد الكتاب الذين يبحثون عن الشهرة من خلال
تطبيقه للمثل القائل -خالف تعرف - فهو يتصيد عادة اخطاء العرب والمسلمين من خلال
الفتاوي التي يطلقها بعض المحسوبين على الدين اللاسلامي الحنيف او من خلال تصرفات
البعض من الدول العربية تجاه الاقليات القومية من اصحاب البلاد الاصليين كالامازيغ في
بلاد المغرب العربي او الاكراد في المشرق او الطوائف المسيحية ,,,فلو كان جادا فعلا في
الدفاع عن هؤلاء لما هاجم الشعوب العربية والاسلامية بشكل عمومي ولكنه كان سيعمل
على تعرية الانظمة العربية التي تعمل على غمط حقوق الاقليات العرقية او الدينية ويهاجم
انظمتها السياسية وافكارها المتخلفة التي جرت على البلدان والشعوب العربية والاسلامية
الخراب والدمار وارجعت الانسان العربي الى عصور الظلام ولكان هاجم دعاة الديمقراطية
في الغرب عموما وامريكا بالذات لكونها تدعم معظم انظمة الجهل العربية,,,ان اصلاح شعوبنا
العربية لايتم من خلال التشهير بها او رفع السيوف والخناجر لتمزيقها ولكنها تحتاج الى
مباضع جراحين مهرة ترفع عن جسدها الاورام الخبيثة التي حقنت بامصالها من قبل حكامها
وسياسييها


5 - انه يرغب بالشهرة2
عبد القادر برهان ( 2010 / 9 / 4 - 13:20 )
ورجال الدين المتخلفين من وعاظ السلاطين ومن يدعم هذه الطغم الفاسدة من دول الغرب و
امر يكا ,,,ولو اردتم مثالا على الحكيم الذي يرفع مباضعه ليعالج بها لاليمزق بها اجساد
اهله فامامكم الاخت الكاتبة فلورنس غزلان التى تعمل من خلال كتاباتها على تعرية شعوبنا
العربية والاسلامية بهدف المعالجة لابهدف التشهير او البحث عن الشهرة ,,,وبالمناسبة
فهي ايضا سورية اصيلة تبحث عن الاخطاء لتضع لها العلاجات


6 - من شمال افريقيا المغتصبة
Karim Alawai ( 2010 / 9 / 4 - 15:54 )
من شمال افريقيا المغتصبة من طرف العرب الى رمز الانسانية السيد نعيسة وكل الكتاب الشرفاء .
أناديكم ...أشد على أياديكم......وأقول: أفديكم.....أناديكم يااحرارالعالم....اناديكم ...أشد على أياديكم......أنا ما هنت في وطني تمازغا من طرف عروبتكم ......وقفت بوجه الظلام المشرقي....يتيم التاريخ ، عاري الثقافة، حافي الحرية.... حملت دمي على كفي....وصنت العشب الأخضر فوق قبور أسلافي.....أناديكم... أشد على أياديكم!!

المجد كل المجد لكل شعوب الارض التي تعاني من بطش, عنصرية وفتك المحتل العربي. مزيدا من المقاومة يااخواننا الاكراد, الاشوريون, الكندال, الفراعنة الامازيغ, الخ. الفجر قادم يحمل لكم حرية في وطن اجدادكم


7 - الأستاذ نضال
عبد الرضا حمد جاسم ( 2010 / 9 / 4 - 17:50 )
تحيه وتقدير
أن محمد فيلسوف عصره وعبقري بيئته ووقته أستطاع ان يقيم مشروع لولا من خانوه من أئمة الكفر وأولياء الأمور لكان اليوم ما أبدعه غير الحال ألرجاء من مثقف مثل جنابكم الكريم ان يقيس الأمور بمقياس العلم الذي اتبعه محمد وحرفه الأخرين
أن محمد كان واثقاً من أنه ليس نبي أورسول وأنما مصلح طرح مشروع رائع لليوم يستقى منه مثل القراءه والكتابه والأنضباط والتنظيم السياسي والظمان الجتماعي وحرية الرأي وتنظيم الجيوش والدول وتوزيع المهام والواجبات واقامة المعاهدات والصلح ووضع الخطط العسكريه والجبايه والكثير من عدم الدقه ان يقابل مبدع مؤسس لفكر كان ثوره في حينه بهذه الطروحات التي لاتنم عن أدراك واسع واجتهاد متنور وأنما عن حقد يفسح المجال للأخرين أن يحقدوا
أخطاء محمد مع فارق الوقت لاتختلف عن اخطاء الشيوعيه والعلمانيين والقوميين والملحدين والمؤمنين فلايجب التجاوز على من هو أفهم وأعلم من أجدادنا في ذلك الوقت ولامن العلمانيه والعلم والثقه با النفس والقيم أن نقيم تجربة محمد قبل 1400سنه بمقاييس اليوم ومن يقوم بذلك هو غير العلمي
تقبلوا الأحترام


8 - تتمه
عبد الرضا حمد جاسم ( 2010 / 9 / 4 - 17:57 )
يتبع التعليق السابق
ماذا قدم فلاسفة العصور متفوقين على محمد ما قدمت الأحزاب يفوق ما قدمه محمد أن محمد أنشئ تنظيم سياسي يعيش لليوم واوجد له موارد ماليه هي الخمس والزكاة عجزت كل الأحزاب والتنظيمات الأتيان بمثلها
محمد لم يقدس نفسه كما قدس الرؤساء والسسلاطين ورؤساء الأحزاب اليوم فلم يكن من بين المسلمين وقت ذك من يقبل يد محمد واليوم يقبلون أحذية السلاطين والأمراء
المؤسف أن مبدعاً يضيع طاقاته بامور لاتنفع كما نحن فاعلين
تقبلو التقدير


9 - مصطلحات نعيســــــية
كنعان شــــــماس ( 2010 / 9 / 4 - 20:59 )
البدونــــة والصحرنـــة حقا الاستاذ نضال نعيســة يشــبه ذلك الطبيب الصادق الشــجاع الذي يمنعه ضميره من خداع المريض الذي يوشك ان يموت فيقول له انك على خير مايرام ... نضال يسمي الامور باسمائها وهذا من خصال فرســـان الفكر وما احوج سوريا الى هكذا فرســـان تحية للاستاذ محمد شفيق على هذا التقديم اللطيف


10 - الشكر للأستاذ محمد شفيق للحوار الذي أجراه
Jenny Hayek ( 2010 / 9 / 4 - 22:39 )
مع الكاتب صاحب الأفكار المتنورة الأستاذ نضال نعيسة
كان حوارا ثقافيا واسع المجال
الكاتب محمد شفيق عن طريقه تعرفت على الدينوقراطيــــــــة
كما شرح أنها تقبل الآخر كما هو...وتحترم كل الديانات الأخرى
وبرهن على ذلك في تقدمة التهنئة للمسيحيين ولغيرهم ايضا بمناسباتهم الدينية
أتمنى للكاتب محمد أفضل مستقبل

اخر الافلام

.. صور أقمار اصطناعية تظهر النزوح الكبير من رفح بعد بدء الهجوم


.. الفيفا يتعهد بإجراء مشورة قانونية بشأن طلب فلسطين تجميد عضوي




.. مجلس النواب الأمريكي يبطل قرار بايدن بوقف مد إسرائيل ببعض ال


.. مصر وإسرائيل.. معضلة معبر رفح!| #الظهيرة




.. إسرائيل للعدل الدولية: رفح هي -نقطة محورية لنشاط إرهابي مستم